الأربعاء 26 يونيو 2024, 17:27

ثقافة-وفن

احمد القاطي من الشعر إلى القصة الدواعي والمآلات


كشـ24 نشر في: 23 مارس 2024

عزيز باكوش

أليس حدثا نوعيا أن يصدر شاعر مجيد مجموعة قصصية؟ نتساءل رفقة رائد القصة القصيرة في المغرب ومهندسها الأستاذ د أحمد بوزفور. كان ذلك على هامش إصدار الشاعر المغربي أحمد القاطي "حكايات عجيبة" هي المجموعة القصصية الأولى للشاعر وتضم بين دفتيها تشتمل 11 حكاية من صنف عجائبي منثورة على 109 من الصفحات الأنيقة من الحجم المتوسط.

الإصدار المومأ إليه جاء بعد ثلاث مجموعات شعرية موسومة ب " جنون الليالي الجريحة" 1995 ."سلسبيل" 1998 . ديوان الرمل 2000. 2007 متعدد لوجه واحد- لكن العام 2015 ستشكل منعطفا نوعيا في تجربته في الإبداع والأدب . سينعطف الشاعر قاصا مجيدا ،وينجز مجموعة قصصية موسومة ب" "تحولات " لينزو الشاعر والأديب أحمد القاطي بعد ذلك بعيدا عن الأنظار ،بمنآى عن أوجاع النشر والتأليف لأسباب وحده من سيكشف عن تفاصيلها على صفحته الرسمية بمنصة الفايسبوك.

أحمد القاطي من مواليد 1957بمدينة تازة - المغرب - أستاذ للتعليم الإعدادي سابقا متقاعد حاليا ، منتسب إلى اتحاد كتاب المغرب . نشر عشرات الأعمال الأدبية والفكرية ، يجيد صياغة حدث مختزل ويصنع منه قصة "عجب" قصيرة بنفس الطريقة التي يجيد فيها إبداع قصيدة ، أو تقديم درس ناجح لتلامذته، قصص عجائبية متقنة ورشيقة وغنية ،تمتح من واقع مندهش، و بين الشخصيات الحقيقية أو الافتراضية "الجنية" يؤكد المبدع على تفاعل الزمان والمكان وتقاطعاتهما في بناء الذات في كل الأحداث تقريباً.

والقصص العجيبة في المجموعة هي: المسحوق الذهبي - الحمل العجيب - ضمير صالح- مجرى الماء – بكيطة - سيدي أحمد بن أحمد- الصداق - التابعة وحمار الليل -اللغز المحير- عام 1945 - في المستبطآت - شهادة. وعلى الرغم من مرارة الواقع،وتفاهة إسناداته ، وسخف المعتقد أحيانا ، ومن خيبات الحياة كما عاشها ،وانكساراتها المتلاحقة، فإن ثمة إضاءات تتوهج في أعماق الحزن والعتمة، ويصر القاطي على "إبلاغ الكاذب الى باب الدار " كما يقول المثل. هذه رؤية (الأستاذ أحمد القاطي ) التي أراد أن يقدمها لنا عبر مجموعته القصصية (حكايات عجيبة ) وكأن العنوان يدل على هذه الرؤية فدلالة (العجب ) تؤكد على هذه الإضاءات، لذلك جاءت حصيلة تجربة الشاعر والإنسان أحمد القاطي في الشعر والحب والحياة والوطن.

حينما كتب رائد القصة الحديثة بالمغرب الأديب أحمد بوزفور عن التجربة ، قال دونما مواربة " هو حدث يستحق الالتفات ، ويستحق التنويه والإعجاب لمجرد حدوثه ، بغض النظر عن كيفية الحدوث.وإذا كان الهدف من التقديم " ليس التنويه والإعجاب فقط ،براي بوزفور، بل هو أيضا محاولة التعرف على طبيعة" القصصية " في هذه المجموعة ، وكيفية اشتغالها وأثرها النوعي على المتلقي... فان العجيب في حكايات عجيبة كما يراها "و كما بدت له هو " عالم الجن الذي يكون فضاءات اغلب القصص ، لكن هذا الجن ليس مخيفا الى حد تجميد الحكاية ولا خطيرا الى حد تفجيرها ، انه جن حكائي طريف ، " يعجبن" حياة الإنسان، ويعطيها سرا، أي معنى خفيا كامنا وراء سطحها اليومي الرتيب".

وتتخلل هذه القصص العجيبة قصص واقعية صارخة الحدة" ضمير صالح" "في المستبطآت" حتى لقد تتجاوز في واقعيتها الحد فتنقلب إلى الضد وتصبح هي بدورها قصصا عجيبة وأي عجب أعجب من أن يهمل المرضى في المستعجلات ،وأن يمارس "النقل" المعلمون المربون . وإذا فسد الملح كما يقول المسيح فبماذا نملح؟؟ وإذا اتسخ الصابون فبماذا نصبن؟؟؟ تلك كانت بعض الآثار التي خلفتها قراءة هذه المجموعة القصصية الجميلة في نفس قاص متميز .

والمتعة في مثل هذه الأبنية يقول احمد بوزفور"هي متعة الحكي لا متعة الشكل،ومتعة الكل لا متعة الجزء، ومتعة الاستقبال لا متعة البحث. وبذلك يصبح "المتلقي في هذه الأبنية ضيفا له فقط كما للضيف زبدة الشيء لا صنعته، والإقامة العابرة لا المكث او التردد او سبر الأغوار".

على أن ما يستوقف كل قارئ في هذه المجموعة لغتها، إذ يتوقع للوهلة الأولى " أن تكون لغة الشاعر لغة شاعرية، فإذا به يجدها لغة سرد شديدة السردية .وقد قدم القاص أحمد بوزفور لها قائلا" فهي لغة بسيطة متخففة من المجازات، قاصدة مستوية كالطريق ذات الاتجاه الواحد، لا يتعثر فيها السارد، ولا يتعرض فيها القارئ لأخطار سوء الفهم أو عسره أو قصوره..كان الشاعر استبعد عامدا لغته السامية وهو ينزل إلى حضيض السرد أو كأنها استراحة الشاعر أو كان الشعر انتقل هنا من الدال إلى المدلول ومن العبارة العجيبة إلى المحكي العجيب. وأيا كان الأمر، فإن هذه اللغة ببساطتها واستوائها تنسجم مع نوعية الحكاية العجيبة موضوعا وبناء وخصوصية متعة". أحمد بوزفور.

تعرف الدكتور جمال بوطيب على نصوص المبدع احمد القاطي الشعرية في منتصف التسعينيات ، فوجدها كما هو . و جاء في شهادة أعدها بهذا الخصوص " ووجدتها كما هي شاعر وقصيدة، "لا يشيان بغير ما فيهما. صفاء لغة ، واستقامة إيقاع ، وتأن في النشر، وحسن إصغاء إلى النصوص وكتابها ونقادها ، وصبر على إنتاجها، ومؤانسة ثابتها ومتغيرها، وبالصفاء نفسه والاستقامة عينها، وبالتأني ذاته ، والصبر هوهو، تلفي أحمد القاطي الإنسان المربي الشاعر".هي لحظة ولادة قصصية حدث ، نفذت من السوق في طبعتها الأولى قياسيا ، وهي جديرة بأن نتمنى لها التألق الذي تستحق .

في مجموعته القصصية "متعدد لوجه واحد " ،نقرأ في الإهداء" إلى الذي تمنى أن لا تكون مجموعتي القصصية الأولى –حكايات عجيبة- مقطوعة من شجرة الشعر ليس لها أخوات إلى العزيز أحمد بوزفور". القصص السبعة أهداها الشاعر القاص إلى صديقه وصديقنا جميعا الشاعر والأديب الدكتور جمال بوطيب المشرف على دار مقاربات الرائدة في الصناعات الثقافة بالمغرب والوطن العربي .

في مجموعته – متعدد لوجه واحد- يمتح الكاتب من فضاء عجائبي بامتياز، وبذلك أخلص القاطي الوفاء بعهده في تحقيق أدب ينماز بالدهشة ويحقق متعة ملفوفة باستراحة المعنى العميق الدال في بساطته. لذلك ، يجد القارئ الأسماء والأشخاص الشخوص والأشياء ، الأحداث والأعمار والأسوار والأماكن والانفعالات الفضاءات كلها متجاورة ، متساكنة منسجمة وهي ترسم للنفس دهشتها الأولى ، لغة ونسقا أسلوبا وحياة، وتخطط للذات ارتباكها الذي يليق بالمعنى ومبناه الغريب العجيب .لا تمتلك كقارئ – متعدد لوجه واحد- وأنت تستعرض دفء القصص السبعة : الرهان والوتد القاتل- ببغاء الفضاء- تحولات- مأساة إسماعيل- الضفدع والقلادة- طلاق بدون طعم- كلمة السر- فاطنة والرقاء –غرابة- إلا أن تستكين لدهشتك الروعى ، وتقتطف من رحيق ارتباكك نسغ الوجود والمعنى العابر في استقراره ، والثابت في تحولاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية . أليس الارتباك سيد المعنى، وصانع القرارات ، ومهندس الانفعال الذي يقود عالمنا –العربي- حتما إلى الاحتماء من رعب السلطة وأجلافها سرا إلى نور العجب والتمائم والرقيات وعوالم مسكونة بالرعب الذي ما بعده نور. عندما تقرأ" الرهان والوتد القاتل" تتلمس العفوية المدروسة ، كما لو إن خاتمة الحكاية انبثقت للتو ، من غير أن يتحكم مبدعها في حبكتها . والحقيقة إن القاص القاطي خطط بناء غرائبيا محكما ، بعد أن امتلك مفاتيح زمن ومكان الدهشة ورتب تكتيكا جيدا في شد أنفاس قرائه المفترضين عن سابق إصرار وترصد." ما رآه المهدي بأم عينيه كان كافيا تحت وطأة الخوف لدفعه إلى العدول عن إتمام العملية التي أتى من أجلها، حيث ولى هاربا بأقصى سرعة، ودون إبطاء. لكنه أثناء هربه زلت قدمه فسقط على الوتد- الذي كان يحمله في يده - السقطة التي لن يقف بعدها أبدا. ص13

أحمد القاطي من مواليد 1957بمدينة تازة المغربية . وهو أستاذ للتعليم الإعدادي متقاعد حاليا عضو اتحاد كتاب المغرب . نشر عشرات الأعمال الأدبية والفكرية ، يجيد صياغة حدث مختزل ويصنع منه قصة "عجب" قصيرة بنفس الطريقة التي يجيد فيها إبداع قصيدة ، أو تقديم درس ناجح لتلامذته، قصص عجائبية متقنة ورشيقة وغنية ،تمتح من واقع مندهش، و بين الشخصيات الحقيقية أو الافتراضية "الجنية" يؤكد المبدع على تفاعل الزمان والمكان في كل الأحداث تقريباً. في قصته المدهشة –فاطنة والرقاء- نقرأ: قضى التازي مع أمه الليلة، وسمع من إخوته أشياء عجيبة. لقد قالوا له: بأنهم كثيرا ما كانوا يسمعون هدهدا، ويرون أشخاصا غرباء عن الدار لهم قوائم البقر. وأنهم كانوا يعيشون معهم في الدار ويأكلون مما يأكلون. بل في بعض الأحيان كانوا يقترضون منهم الحليب وأشياء أخر، وهذا كان لا يحدث سوى مع أمه. أمام الذي سمع ووقع لامه ، حملها التازي في يوم الغد ، وقصد بها مدينة تازة لتدبر أمرها وعدم تركها تحتضر بالتدريج..في تازة بعد حديثه مع العارفين والمجربين ، تم نصحه بالذهاب عند رقاء في تازة العليا للاستعانة به قصد تخليصها ممن " سكنوها".

من مجموعة القصصية " تحولات " نقتبس " بعد صمت خيم على المكان، والمعطي لا يدري أهو في حلم أم يقظة، تابعت السيدة كلامها ولكن هذه المرة بنبرة حادة، وصرامة جادة. - والآن أريدك أن تصغي إلي جيدا، وأتمنى أن تكون قد وعيت المقصود من كلامي السابق، وعرفت من أكون، لتترك عنك نزقك غير المقبول، وتجنب نفسك دواهي...

وخرج المعطي من منزله غير ملتفت إلى الوراء، ودون أن يتركها تتم کلامها استعاد وهو في طريقه إلى سيارته شريط كل الأحداث منذ أول لقاء، ففكر في هجر بيته وعدم العودة إليه لكنه عدل عن فكرته لعدم جدواها لما وصل إلى سيارته أراد أن يتأكد بنفسه مما قالته له حول أبواب السيارة المفتوحة فتح الباب الأمامية فانفتحت ألقى نظرة على ما بداخلها فوقع بصره على حبل ملقى فوق المقعد الأمامي. ظل ينظر إليه طويلا وهو لا يدري ما يفعل وأخيرًا اتخذ القرار، ونفذه في الحال غير بعيد عن الدار."

عزيز باكوش

أليس حدثا نوعيا أن يصدر شاعر مجيد مجموعة قصصية؟ نتساءل رفقة رائد القصة القصيرة في المغرب ومهندسها الأستاذ د أحمد بوزفور. كان ذلك على هامش إصدار الشاعر المغربي أحمد القاطي "حكايات عجيبة" هي المجموعة القصصية الأولى للشاعر وتضم بين دفتيها تشتمل 11 حكاية من صنف عجائبي منثورة على 109 من الصفحات الأنيقة من الحجم المتوسط.

الإصدار المومأ إليه جاء بعد ثلاث مجموعات شعرية موسومة ب " جنون الليالي الجريحة" 1995 ."سلسبيل" 1998 . ديوان الرمل 2000. 2007 متعدد لوجه واحد- لكن العام 2015 ستشكل منعطفا نوعيا في تجربته في الإبداع والأدب . سينعطف الشاعر قاصا مجيدا ،وينجز مجموعة قصصية موسومة ب" "تحولات " لينزو الشاعر والأديب أحمد القاطي بعد ذلك بعيدا عن الأنظار ،بمنآى عن أوجاع النشر والتأليف لأسباب وحده من سيكشف عن تفاصيلها على صفحته الرسمية بمنصة الفايسبوك.

أحمد القاطي من مواليد 1957بمدينة تازة - المغرب - أستاذ للتعليم الإعدادي سابقا متقاعد حاليا ، منتسب إلى اتحاد كتاب المغرب . نشر عشرات الأعمال الأدبية والفكرية ، يجيد صياغة حدث مختزل ويصنع منه قصة "عجب" قصيرة بنفس الطريقة التي يجيد فيها إبداع قصيدة ، أو تقديم درس ناجح لتلامذته، قصص عجائبية متقنة ورشيقة وغنية ،تمتح من واقع مندهش، و بين الشخصيات الحقيقية أو الافتراضية "الجنية" يؤكد المبدع على تفاعل الزمان والمكان وتقاطعاتهما في بناء الذات في كل الأحداث تقريباً.

والقصص العجيبة في المجموعة هي: المسحوق الذهبي - الحمل العجيب - ضمير صالح- مجرى الماء – بكيطة - سيدي أحمد بن أحمد- الصداق - التابعة وحمار الليل -اللغز المحير- عام 1945 - في المستبطآت - شهادة. وعلى الرغم من مرارة الواقع،وتفاهة إسناداته ، وسخف المعتقد أحيانا ، ومن خيبات الحياة كما عاشها ،وانكساراتها المتلاحقة، فإن ثمة إضاءات تتوهج في أعماق الحزن والعتمة، ويصر القاطي على "إبلاغ الكاذب الى باب الدار " كما يقول المثل. هذه رؤية (الأستاذ أحمد القاطي ) التي أراد أن يقدمها لنا عبر مجموعته القصصية (حكايات عجيبة ) وكأن العنوان يدل على هذه الرؤية فدلالة (العجب ) تؤكد على هذه الإضاءات، لذلك جاءت حصيلة تجربة الشاعر والإنسان أحمد القاطي في الشعر والحب والحياة والوطن.

حينما كتب رائد القصة الحديثة بالمغرب الأديب أحمد بوزفور عن التجربة ، قال دونما مواربة " هو حدث يستحق الالتفات ، ويستحق التنويه والإعجاب لمجرد حدوثه ، بغض النظر عن كيفية الحدوث.وإذا كان الهدف من التقديم " ليس التنويه والإعجاب فقط ،براي بوزفور، بل هو أيضا محاولة التعرف على طبيعة" القصصية " في هذه المجموعة ، وكيفية اشتغالها وأثرها النوعي على المتلقي... فان العجيب في حكايات عجيبة كما يراها "و كما بدت له هو " عالم الجن الذي يكون فضاءات اغلب القصص ، لكن هذا الجن ليس مخيفا الى حد تجميد الحكاية ولا خطيرا الى حد تفجيرها ، انه جن حكائي طريف ، " يعجبن" حياة الإنسان، ويعطيها سرا، أي معنى خفيا كامنا وراء سطحها اليومي الرتيب".

وتتخلل هذه القصص العجيبة قصص واقعية صارخة الحدة" ضمير صالح" "في المستبطآت" حتى لقد تتجاوز في واقعيتها الحد فتنقلب إلى الضد وتصبح هي بدورها قصصا عجيبة وأي عجب أعجب من أن يهمل المرضى في المستعجلات ،وأن يمارس "النقل" المعلمون المربون . وإذا فسد الملح كما يقول المسيح فبماذا نملح؟؟ وإذا اتسخ الصابون فبماذا نصبن؟؟؟ تلك كانت بعض الآثار التي خلفتها قراءة هذه المجموعة القصصية الجميلة في نفس قاص متميز .

والمتعة في مثل هذه الأبنية يقول احمد بوزفور"هي متعة الحكي لا متعة الشكل،ومتعة الكل لا متعة الجزء، ومتعة الاستقبال لا متعة البحث. وبذلك يصبح "المتلقي في هذه الأبنية ضيفا له فقط كما للضيف زبدة الشيء لا صنعته، والإقامة العابرة لا المكث او التردد او سبر الأغوار".

على أن ما يستوقف كل قارئ في هذه المجموعة لغتها، إذ يتوقع للوهلة الأولى " أن تكون لغة الشاعر لغة شاعرية، فإذا به يجدها لغة سرد شديدة السردية .وقد قدم القاص أحمد بوزفور لها قائلا" فهي لغة بسيطة متخففة من المجازات، قاصدة مستوية كالطريق ذات الاتجاه الواحد، لا يتعثر فيها السارد، ولا يتعرض فيها القارئ لأخطار سوء الفهم أو عسره أو قصوره..كان الشاعر استبعد عامدا لغته السامية وهو ينزل إلى حضيض السرد أو كأنها استراحة الشاعر أو كان الشعر انتقل هنا من الدال إلى المدلول ومن العبارة العجيبة إلى المحكي العجيب. وأيا كان الأمر، فإن هذه اللغة ببساطتها واستوائها تنسجم مع نوعية الحكاية العجيبة موضوعا وبناء وخصوصية متعة". أحمد بوزفور.

تعرف الدكتور جمال بوطيب على نصوص المبدع احمد القاطي الشعرية في منتصف التسعينيات ، فوجدها كما هو . و جاء في شهادة أعدها بهذا الخصوص " ووجدتها كما هي شاعر وقصيدة، "لا يشيان بغير ما فيهما. صفاء لغة ، واستقامة إيقاع ، وتأن في النشر، وحسن إصغاء إلى النصوص وكتابها ونقادها ، وصبر على إنتاجها، ومؤانسة ثابتها ومتغيرها، وبالصفاء نفسه والاستقامة عينها، وبالتأني ذاته ، والصبر هوهو، تلفي أحمد القاطي الإنسان المربي الشاعر".هي لحظة ولادة قصصية حدث ، نفذت من السوق في طبعتها الأولى قياسيا ، وهي جديرة بأن نتمنى لها التألق الذي تستحق .

في مجموعته القصصية "متعدد لوجه واحد " ،نقرأ في الإهداء" إلى الذي تمنى أن لا تكون مجموعتي القصصية الأولى –حكايات عجيبة- مقطوعة من شجرة الشعر ليس لها أخوات إلى العزيز أحمد بوزفور". القصص السبعة أهداها الشاعر القاص إلى صديقه وصديقنا جميعا الشاعر والأديب الدكتور جمال بوطيب المشرف على دار مقاربات الرائدة في الصناعات الثقافة بالمغرب والوطن العربي .

في مجموعته – متعدد لوجه واحد- يمتح الكاتب من فضاء عجائبي بامتياز، وبذلك أخلص القاطي الوفاء بعهده في تحقيق أدب ينماز بالدهشة ويحقق متعة ملفوفة باستراحة المعنى العميق الدال في بساطته. لذلك ، يجد القارئ الأسماء والأشخاص الشخوص والأشياء ، الأحداث والأعمار والأسوار والأماكن والانفعالات الفضاءات كلها متجاورة ، متساكنة منسجمة وهي ترسم للنفس دهشتها الأولى ، لغة ونسقا أسلوبا وحياة، وتخطط للذات ارتباكها الذي يليق بالمعنى ومبناه الغريب العجيب .لا تمتلك كقارئ – متعدد لوجه واحد- وأنت تستعرض دفء القصص السبعة : الرهان والوتد القاتل- ببغاء الفضاء- تحولات- مأساة إسماعيل- الضفدع والقلادة- طلاق بدون طعم- كلمة السر- فاطنة والرقاء –غرابة- إلا أن تستكين لدهشتك الروعى ، وتقتطف من رحيق ارتباكك نسغ الوجود والمعنى العابر في استقراره ، والثابت في تحولاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية . أليس الارتباك سيد المعنى، وصانع القرارات ، ومهندس الانفعال الذي يقود عالمنا –العربي- حتما إلى الاحتماء من رعب السلطة وأجلافها سرا إلى نور العجب والتمائم والرقيات وعوالم مسكونة بالرعب الذي ما بعده نور. عندما تقرأ" الرهان والوتد القاتل" تتلمس العفوية المدروسة ، كما لو إن خاتمة الحكاية انبثقت للتو ، من غير أن يتحكم مبدعها في حبكتها . والحقيقة إن القاص القاطي خطط بناء غرائبيا محكما ، بعد أن امتلك مفاتيح زمن ومكان الدهشة ورتب تكتيكا جيدا في شد أنفاس قرائه المفترضين عن سابق إصرار وترصد." ما رآه المهدي بأم عينيه كان كافيا تحت وطأة الخوف لدفعه إلى العدول عن إتمام العملية التي أتى من أجلها، حيث ولى هاربا بأقصى سرعة، ودون إبطاء. لكنه أثناء هربه زلت قدمه فسقط على الوتد- الذي كان يحمله في يده - السقطة التي لن يقف بعدها أبدا. ص13

أحمد القاطي من مواليد 1957بمدينة تازة المغربية . وهو أستاذ للتعليم الإعدادي متقاعد حاليا عضو اتحاد كتاب المغرب . نشر عشرات الأعمال الأدبية والفكرية ، يجيد صياغة حدث مختزل ويصنع منه قصة "عجب" قصيرة بنفس الطريقة التي يجيد فيها إبداع قصيدة ، أو تقديم درس ناجح لتلامذته، قصص عجائبية متقنة ورشيقة وغنية ،تمتح من واقع مندهش، و بين الشخصيات الحقيقية أو الافتراضية "الجنية" يؤكد المبدع على تفاعل الزمان والمكان في كل الأحداث تقريباً. في قصته المدهشة –فاطنة والرقاء- نقرأ: قضى التازي مع أمه الليلة، وسمع من إخوته أشياء عجيبة. لقد قالوا له: بأنهم كثيرا ما كانوا يسمعون هدهدا، ويرون أشخاصا غرباء عن الدار لهم قوائم البقر. وأنهم كانوا يعيشون معهم في الدار ويأكلون مما يأكلون. بل في بعض الأحيان كانوا يقترضون منهم الحليب وأشياء أخر، وهذا كان لا يحدث سوى مع أمه. أمام الذي سمع ووقع لامه ، حملها التازي في يوم الغد ، وقصد بها مدينة تازة لتدبر أمرها وعدم تركها تحتضر بالتدريج..في تازة بعد حديثه مع العارفين والمجربين ، تم نصحه بالذهاب عند رقاء في تازة العليا للاستعانة به قصد تخليصها ممن " سكنوها".

من مجموعة القصصية " تحولات " نقتبس " بعد صمت خيم على المكان، والمعطي لا يدري أهو في حلم أم يقظة، تابعت السيدة كلامها ولكن هذه المرة بنبرة حادة، وصرامة جادة. - والآن أريدك أن تصغي إلي جيدا، وأتمنى أن تكون قد وعيت المقصود من كلامي السابق، وعرفت من أكون، لتترك عنك نزقك غير المقبول، وتجنب نفسك دواهي...

وخرج المعطي من منزله غير ملتفت إلى الوراء، ودون أن يتركها تتم کلامها استعاد وهو في طريقه إلى سيارته شريط كل الأحداث منذ أول لقاء، ففكر في هجر بيته وعدم العودة إليه لكنه عدل عن فكرته لعدم جدواها لما وصل إلى سيارته أراد أن يتأكد بنفسه مما قالته له حول أبواب السيارة المفتوحة فتح الباب الأمامية فانفتحت ألقى نظرة على ما بداخلها فوقع بصره على حبل ملقى فوق المقعد الأمامي. ظل ينظر إليه طويلا وهو لا يدري ما يفعل وأخيرًا اتخذ القرار، ونفذه في الحال غير بعيد عن الدار."


ملصقات


اقرأ أيضاً
مشاركة حمزة نمرة وفايا يونان في مهرجان تيميتار بأكادير
تحتضن مدينة أكادير النسخة الـ19 من فعاليات مهرجان تيميتار الموسيقي الدولي، في الفترة الممتدة من مساء الخميس 4 إلى 6 من يوليوز المقبل، وذلك بمشاركة نخبة من الفنانين المغاربة والعرب. ومن المرتقب أن تعرف في هذه الدورة مشاركة مجموعة من النجوم العرب من بينهم الفنان المصري حمزة نمرة الذي يتولى مهمة حفل الافتتاح، والمطربة السورية فايا يونان والفنان المغربي عبد الحفيظ الدوزي والفنانة المغربية أوم، هذا إلى جانب المطرب المصري أبو. ويحتفي تيميتار بالموسيقى الأمازيغية الأصيلة بمشاركة الفنانين حميد إنرزاف وفاطمة تاشتوكت وفرقة أودادن، وفرق أحواش، وحفلات لنجوم الموسيقى الشبابية المغربية، من بينهم فرقة «رباب فيزيون» وفرقة «ميتيور أيرلاين» وفرقة «جوبانتونجا»، إضافة إلى مهدي قموم وعزيز أوزوس والمطرب زكريا الغفولي، مع حفلات تكريمية خاصة لفنون الروايس والرايسات. ويقدم مهرجان تيميتار الدولي للموسيقى الأمازيغية والعالمية 40 حفلة غنائية من مختلف الألوان الموسيقية بين الجاز والبلوز والجناوة والراب والبوب، في نسخة تشهد عودة المهرجان لموعده الصيفي الأصلي في شهر يوليوز، بعد تقديمه العام الماضي دورة استثنائية خلال شهر شتنبر.
ثقافة-وفن

الفيلم الدرامي “قارب الحب” يحصد جائزتين بمهرجان الدراما بمكناس
حصد الفيلم الأمازيغي المتميز "أغرابو ن تايري" أو "قارب الحب"، في أول مشاركة له في المسابقات الفنية، جائزتان في مهرجان الدراما التلفزية بمكناس، وتتعلق الأولى بجائزة أفضل تشخيص نسائي، والتي نالتها الممثلة المقتدرة كريمة غيث، فيما كانت الجائزة الثانية حول أحسن سيناريو من نصيب علي كزوز الإدريسي. ويعد فيلم "أغرابو ن تايري" لمخرجه يوسف إكورد تحفة فنية بحسب التقييم الإجمالي للمهرجان، حيث استطاع انتزاع أصوات لجنة التحكيم لنيل جائزتين من أصل خمس جوائز، والفيلم يشكل دراما رومانسية، وعرف مشاركة الممثلين كريمة غيث ورضوان الكرضوم وعبد الله بوصامص وهشام ورقة، وتم تصوير أحداثه بمنطقة تغازوت. ويحكي الفيلم التلفزي قصة حب قوية تجمع بين تيليلا ويوسف في أحضان شاطئ تغازوت حيث يعيش يوسف في صراع مع عبد الرحيم الذي يريد أن يأخذ منه تيليلا ومحماد أبوه الذي لم يستسغ عدم خضوع يوسف لإرادته وبالتالي باع مركبه له ليصل الأمر إلى محاولة قتله، وتتوالى أحداث الفيلم في دراما تتسم بالحبكة والاتساق الفني، لتنتهي بتجلي الحقيقة حول دور عبد الرحيم في محاولة قتل يوسف ودور أبيه في قتل أب صديق يوسف إسماعيل وسرقته لأموال الجْمَاعَة ليتم القبض عليه، ويعود حب يوسف وتيليلا ليسدل الدفء على شاطئ تغازوت. وللإشارة، فإن الأعمال المتنافسة جرى تقييمها من طرف لجنتي تحكيم، الأولى تمثلت في لجنة الأفلام التلفزية، وترأسها الدكتور حسن الصميلي، إلى جانب كل من المخرجة خولة بنعمر، والممثلة والسيناريست كليلة بونعيلات، والثانية لجنة المسلسلات التلفزية والسلسلات الكوميدية، وترأستها المخرجة والمنتجة زكية الطاهيري، بعضوية الممثل والمخرج سعيد آيت باجا إلى جانب الإعلامي والسيناريست سعيد نافع.
ثقافة-وفن

هل نجحت “مقاطعة” مهرجان موازين؟..حضر نجوم في عالم الفن وغاب الجمهور
هل نجحت دعوات "مقاطعة" مهرجان موازين في دورته الـ19؟ ليلة الافتتاح في مختلف منصات المهرجان شهدت إقبالا ضعيفا للجمهور، رغم الحضور الوازن لنجوم من عالم الفن، داخل المغرب وخارجه. لكن الفعاليات المتتبعة، قالت إنه يصعب الحكم على ربط هذا الغياب المثير للجمهور بنجاح دعوات المقاطعة، منذ اليوم الأول لفعاليات هذه الدورة. المهرجان كان يحظى طيلة دوراته السابقة بإقبال كبير للجمهور، لكن يوم الافتتاح في دورة هذه السنة، كان الغياب مثيرا للانتباه في كل من منصة النهضة و السويس وأبي رقرار وسلا. وغنت أنغام في مهرجان النهضة، وحضر الفنان "ديدي بي" لمنصة أبي رقراق. وغنت لطيفة رأفت في منصة سلا. وحضرت الفنانة "كيلي مينوك" إلى المنصة العالمية بالسويسي. بينما غنت كارول سماحة في المسرح الوطني محمد الخامس. وارتفعت عدد من الأصوات في المغرب تطالب بإلغاء الدورة الحالية للمهرجان، أو على الأقل تأجيل فعالياتها. وارتبطت هذه الدعوات بقضية فلسطين، والعدوان الوحشي للجيش الإسرائيلي. واعتبر الداعون للمقاطعة بأنه من غير المقبول أن يرقص المغاربة على جراح فلسطين. كما أن البعض ربط الدعوة للمقاطعة بالأوضاع الاجتماعية لفئات واسعة من المغاربة.  و يشير هؤلاء إلى أنه من غير المقبول أن يحظى نجوم الأغنية باحتضان كبير من قبل هذا المهرجان، ومعه الشركات والمؤسسات الداعمة، بينما فئات اجتماعية واسعة تعاني من أوضاع صعبة مرتبطة بغلاء المعيشة.  
ثقافة-وفن

الأكاديمية الفرنسية تمنح الكاتب المغربي كيليطو الجائزة الكبرى للفرونكوفونية
مُنح الكاتب المغربي، عبد الفتاح كيليطو، الجائزة الكبرى للفرونكوفونية من الأكاديمية الفرنسية للعام 2024، وفقا لما أعلنت عنه المؤسسة في بيان لها. وتهدف الجائزة الكبرى للفرونكوفونية، التي تأسست عام 1986، إلى تتويج عمل شخصية ناطقة باللغة الفرنسية ساهمت، في بلدها أو على نطاق دولي، بشكل بارز في الحفاظ على اللغة الفرنسية وتعزيز إشعاعها، بحسب ما جاء في تقديم هذه الجائزة. $ وتضمنت لائحة الفائزين لعام 2024، والتي كشفت عنها الأكاديمية الفرنسية مساء أمس الخميس، 67 جائزة في مجالات الأدب والشعر والنقد والفلسفة والتاريخ والسينما والمسرح والموسيقى الفرنسية. ويعمل عبد الفتاح كيليطو، الذي رأى النور عام 1945 بالرباط، أستاذا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط. كما قام بالتدريس في باريس وبرينستون وهارفارد. وله العديد من المؤلفات باللغتين العربية والفرنسية، بالإضافة إلى دراسات وأبحاث منشورة في مجلات علمية وجرائد مغربية وعربية. وهو كذلك عضو لجنة العلوم الإنسانية بأكاديمية المملكة المغربية، كما حصل على عدة جوائز آخرها جائزة الملك فيصل العالمية في اللغة العربية والأدب 2023.
ثقافة-وفن

مراكش وجيجيانغ الصينية يعززان التبادل الثقافي والسياحي بيـن المغرب والصيـن
احتضن قصر بلدية مراكش معرضا موضوعاتيا حول السياحة والثقافة والموروث الحضاري، تحت شعار: "روعة عشرة آلاف سنة وأغاني أراضي جيجيانغ، التبادل الثقافي والسياحي بين منطقة جيجيانغ وشركائها بالمغرب، وذلك في إطار علاقات الشراكة والتعاون الموقعة منذ سنة 2006 بين مدينة مراكش ومدينتي نينغبو وسوجو بإقليم جيجيانغ بجمهورية الصين الشعبية، ويهدف هذه المعرض الذي تنظمه وزارة الثقافة والإذاعة والتلفزيون والسياحة، مكتب الثقافة والإذاعة والتلفزيون والسياحة في مقاطعة جيجيانغ، مدينة جينهوا، وحكومة منطقة فنغهوا، إلى مواصلة تعزيز التبادل والتواصل بين الصين والمغرب في المجال الثقافي والسياحي، وتشجيع التعاون بين وكالات أسفار البلدين، والترويج المتبادل للوجهات السياحية ومدن اللقاءات والمؤتمرات. ويقدّم هذا المعرض لمحة عامة عن تاريخ جيجيانغ القديم، وتراثها الثقافي الغني، ومختلف خصائصها الفنية والإنسانية، وذلك عبر 4 أقسام: عشرة آلاف سنة من الحضارة - المصدر العالمي للأرز؛ كنوز الأوبرا – مصدر الفن الدرامي؛ التراث الحرَفي - تألق الحرف التقليدية؛ الرياح من أماكن أخرى - جيجيانغ والعالم. هذا إلى جانب تفاعلات مباشرة حول تذوق الشاي الصيني، وحرفة الخيزران، وتجربة المعرض الافتراضي "عالم جيجيانغ الرائع - السحب فوق أفريقيا".
ثقافة-وفن

الصويرة تحتضن الدورة ال 11 لمنتدى حقوق الإنسان لمهرجان كناوة
تحتضن مدينة الصويرة يومي 28 و29 يونيو الجاري الدورة الحادية عشرة لمنتدى حقوق الإنسان لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، تحت شعار “المغرب وإسبانيا والبرتغال، تاريخ بمستقبل واعد”. وأفاد بلاغ للمنظمين أن هذا المنتدى، الذي ينظم بشراكة مع مجلس الجالية المغربية بالخارج، يستضيف، ككل دورة، شخصيات من خلفيات مختلفة للنقاش بحرية في إطار 3 محاور موضوعاتية ومداخلة تمهيدية للرئيس السابق للحكومة الإسبانية، خوسيه لويس رودريغيز ثاباتيرو. وأبرزوا أنه “بحلول سنة 2030، سينظم المغرب وإسبانيا والبرتغال دورة مشتركة لكأس العالم لكرة القدم، إذ يعد هذا الترشيح الموحد دليلا قويا على الروابط المتينة التي تجمع البلدان الثلاث منذ أزيد من ألف سنة، طبعتها تدفقات إنسانية واقتصادية وثقافية متفاوتة حسب الظروف والأحداث دون أن تعرف انقطاعا أو توقفا”. وأكد المصدر ذاته، أن تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين المغرب وإسبانيا والبرتغال والتنظيم المشترك لمونديال 2030 يشكل تقدما حقيقيا وفرصا ثمينة للحوار والتعاون، مشيرا إلى أن التحديات التي تواجهها هذه الدول تغيرت من حيث طبيعتها، متطلبة قدرا أكبر من الإبداع والتفاهم والاحترام المتبادل. وفي هذا السياق، سيتناول المنتدى الآثار المتوقعة للتنظيم المشترك لكأس العالم على مستقبل العلاقات بين الدول الثلاث، ودور المجتمع المدني، والمثقفين، والفنانين، والرياضيين، وتطور التدفقات الإنسانية بين هذه الدول، وتمثلات الجاليات الثلاثة للمنفى والمجتمع والوطن. وأضاف البلاغ أن هذا المنتدى منذ إحداثه يشكل “مبادرة تصغي إلى النقاشات والموضوعات التي تطبع وتشكل مجتمعاتنا”. ونقل البلاغ عن نائلة التازي، منتجة مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة، قولها إن “تنظيم بطولة كأس العالم يمثل لحظة عظيمة في تاريخنا المعاصر”، مبرزة أن “دورة هذه السنة هي وسيلتنا لدعم هذا المشروع من خلال تقديم رؤى ومساهمات الشخصيات البارزة المشاركة”. من جهته، أبرز إدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، أنه “نظرا للتحديات الجديدة التي تواجه هذه الدول، سنتساءل عن أدوار المجتمع المدني والمثقفين والفنانين والرياضيين في بناء علاقات صحية ودائمة”. وأضاف اليزمي، أنه “من المهم أيضا استكشاف تطور التنقلات في هذا الجزء من العالم ومعرفة كيف تُمثل وتناقش مواضيع كالمنفى والمجتمع والوطن”.
ثقافة-وفن

تتويج الكاتبة المغربية زينب مكوار في باريس
توجت الكاتبة المغربية زينب مكوار، بـ “جائزة أفضل رواية للقراء والمكاتب” التي تمنحها دار النشر الفرنسية “بوان” عن روايتها (La poule et son cumin)، وذلك خلال حفل نظم بسفارة المغرب بفرنسا مساء أمس الثلاثاء، بحضور أعضاء لجنة تحكيم الجائزة وثلة من المثقفين والفنانين. وتحكي الرواية، التي صدرت سنة 2022 عن دار النشر (جي سي لاتيس) ضمت مجموعة (لاغروناد)، قصة شابتين مغربيتين متعارضتين جذريا: كنزة وفتيحة. وقررت كنزة، التي تنحدر من أسرة غنية وتتابع دراستها في معهد الدراسات السياسية بباريس (سيونس بو) العودة إلى الدار البيضاء وإعادة التواصل مع فتيحة، ابنة مربيتها وصديقة طفولتها. ومن خلال الروايتين المتقاطعتين لكل من كنزة وفتيحة، تنسج زينب مكوار مصائر بطلتين بين الخضوع والتجاوز. وتتلاقى في هذه اللوحة الجدارية الكبيرة جراحهما ومآسيهما في المغرب المعاصر. وخلال حفل تسليم هذه الجائزة، أعربت سفيرة المغرب بباريس، سميرة سيطايل، عن إعجابها بأسلوب زينب مكوار في تصوير المجتمع المغربي في رواياتها مع “نقل الواقع بكل صدق وبأسلوب يجعلنا نحلم”. وسلطت سيطايل الضوء على موهبة زينب مكوار، قائلة “ليس فقط أنا من يقول ذلك، بل أيضا لجنة التحكيم والقراء الذين أتيحت لهم فرصة تقدير المسار التي قطعته الكاتبة”. وأكدت السفيرة على أن زينب مكوار، الكاتبة الفرنسية-المغربية، “تجسد أجمل وأقوى الروابط التي تجمع بين المغرب وفرنسا”. واختتمت سيطايل كلمتها بالإشادة بدور زينب مكوار في تعزيز الصداقة الفرنسية-المغربية، مشيرة إلى أن مسيرتها تعد نموذجا يحتذى به ومنبع إلهام لجميع الطامحين إلى الكتابة ونشر إبداعاتهم في يوم ما. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أعربت زينب مكوار عن فخرها الكبير بتلقي هذه الجائزة في سفارة المغرب. وقالت الكاتبة: “هذا يعني الكثير بالنسبة لي، لأنه بلدي. فكتابتي مستوحاة من هذا الحب الذي أكنه للمغرب والشغف الشديد لاكتشافه من خلال كلماتي”، موضحة أن “تيمات رواية (La poule et son cumin)، لاسيما المساواة بين الجنسين في المغرب وعلاقتنا بالأجنبي في فرنسا، تهمني بشكل خاص”. وأردفت “أنا سعيدة أيضا لأن روايتي الثانية (Souviens-toi des abeilles)، التي صدرت مؤخرا، ظهرت في قائمة الرويات المفضلة للصيف الصادرة عن أكاديمية غونكور”، معربة عن أملها في أن تجد الرواية جمهورها، مثل (La poule et son cumin). أما بالنسبة لمشاريعها المستقبلية، فلدى زينب مكوار فكرة الرواية ثالثة، حيث قالت “أنا حاليا في خضم التفكير لرواية ثالثة”، مؤكدة أن كتابتها ستظل دائما متأثرة بالمغرب، بلد طفولتها. من جهتها، أشارت مديرة التسويق في دار النشر (بوان)، ميريل تايكارت، إلى أن زينب مكوار حصلت على “جائزة أفضل رواية للقراء والمكاتب” لعام 2024 عن روايتها (La poule et son cumin) من بين 12 رواية تم ترشيحها هذا العام، وذلك “بأغلبية ساحقة من الأصوات”، مشيدة بفرادة رواية مكوار التي نجحت في إقناع لجنة التحكيم. وتابعت تايكارت أن الروايات المرشحة للفوز بالجائزة هذا العام كانت “متنوعة” و”عالية الجودة”، مما يعكس تنوع الإصدارات الأدبية. يذكر أن رواية (La poule et son cumin) كانت من بين الإصدارات النهائية المرشحة لجائزة غونكور للرواية الأولى 2022، كما ظهرت في قائمة “الرويات المفضلة لصيف 2022” الصادرة عن أكاديمية غونكور. ورأت زينب مكوار النور في الدار البيضاء عام 1991، وتعيش في باريس منذ 2009. وبعد دراستها في معهد الدراسات السياسية بباريس والمدرسة العليا للتجارة بباريس، عملت في الاستشارات الإستراتيجية ثم كانت مسؤولة عن الشؤون العامة في حاضنة للمقاولات الناشئة. وتمنح “جائزة أفضل رواية للقراء والمكاتب” لدار النشر الفرنسية “بوان”، والتي أنشأت عام 2013، من قبل لجنة تحكيم مكونة من 100 قارئ وحوالي ثلاثين مهنيا (مكتبات)، لنحو عشرة أعمال يتم اختيارها كل عام.
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 26 يونيو 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة