

مجتمع
نجا من الموت مرتين.. مدرب مغربي يصل إيطاليا بـ”الحريڭ”
يحكي نور الدين هليل، الذي يعيش حاليا في مدينة تورينو الإيطالية، أن حكايته التي مضى عليها 18سنة، هي تجربة حكاية يراها البعض نجاة من البطالة ونجاحا باهرا، لشاب عاش موتا كاد يحدث مرات، أخطرها مرتان، الأولى فوق أعالي البحار والأخرى في صحراء ليبيا القاحلة.
يقول نور الدين هليل مدرب الكرة القدم ذو الأربعين عاما، "لا أتمنى هذا الجحيم لا لعدو ولا لصديق، ولا أريد أن أكون قدوة لأي شاب يرى في الضفة الأخرى طريقا للنجاة من مرارة البطالة في بلده".
ويسترسل موجها رسالته قائلا: "فالمهاجر بلا لغة ولا مكان يحتويه هو يتيم في دروب أوروبا، وعلى متن قوارب الموت هي نهاية حياة بلا رحمة".
يروي نور الدين الذي عاش طفولته يلعب الكرة متخفيا عن والده، ومداعبا المستديرة في ثكنة عسكرية بمدينة بوعرفة شرق المغرب، حيث كان يعمل والده جنديا.
لم أفكر يوما في الهجرة
روى نور الدين هليل، عن مسار امتد لـ18 سنة، عبر فيها محطات بارزة بين أمل وأخرى كادت تفقده حياته، ولعل أخطرها رحلة هجرة غير نظامية عام 2006، حينما تأخر رفقة زملائه عن قارب في بحر المتوسط حاملا ما يقارب 320 مهاجرا من أبناء مدينته، أفورار الواقعة على الحدود الشمالية لسلسلة الأطلس المتوسط شرق المغرب.
فكرة الهجرة غير النظامية، يروي هليل، طبعها في رأسه أقارب وأصدقاء يعيشون بالديار الإيطالية، بعدما أقنعوه أنها الخلاص الوحيد من البطالة والضياع، إذ أقنع والديه بالمغادرة، لتحقيق الحلم الأوروبي، مستندا على ما رتبه خاله ووسيط سري يؤمن رحلات للهجرة غير النظامية.
نقل هليل إحساسه قائلا: "حين أتى ذلك اليوم الموعود والذي كلما تذكرته اقشعر بدني، فهو لم يكن سهلا لا علي ولا على عائلتي التي لم ألتقِ بها إلا بعد 7 سنوات من المعاناة والتشرد في إيطاليا".
العبور والنجاة من الموت
مغامرة المدرب المغربي، بدأت من الرباط جوا إلى تونس ومن تونس العاصمة إلى مدينة صفاقس، وبعدها إلى معبر رأس جدير الحدودي بين تونس وليبيا، وفي حوزته 500 دولار تحصل عليها من والده ملفوفة بعناية في قطعة بلاستيك.
برهبة يصف نور الدين المشهد، قائلا: "فتحت عيني ووجدت نفسي وسط زرقة واسعة تلطمنا الأمواج ليلا، ولم يغادرنا الفزع والرعب حتى وطأت أقدامنا اليابسة، أخيرا أنا فوق التراب الأوروبي".
الكرة الإيطالية وحلم الاحتراف
بعد حياة التسكع ومطاردات الشرطة، والهروب في مجاري الصرف الصحي من السلطات، نسج نورالدين علاقات صداقة مع مغاربة وإيطاليين، فتحت له بابا واسعا، في عالم كرة القدم، ولعل أهمها صداقته بأحد الإيطاليين الذي ساعده في ولوج عالم التدريب تيمنا بالشبه الكبير مع ابنه الذي كان متوفيا آنذاك. وفق ما أوضح نور الدين.
ولكل حلم تكلفة يروي نورالدين قائلا: " لقد استغنيت على عمل كنت أكسب منه أجرة جيدة، في مقابل العمل كمساعد مدرب بنادي مورتارا، ومنظفا لمستودعات الملابس مقابل أجر هزيل".
مدربا في إيطاليا
درس المدرب المغربي، نور الدين هليل، التدريب لسنوات وتعلم اللغة الإيطالية، وصار لافتا للأنظار لدى أعرق نوادي كرة القدم بإيطاليا، حيث كانت أولى عقود عمله كمكتشف للمواهب مع ناديي إنتر ميلان واس ميلان.
وفي عام 2020، حصل نورالدين هليل على الجنسية الإيطالية، ويشغل الآن إطارا فيدراليا بالاتحاد الإيطالي لكرة القدم، ومدربا في نادي إس برا لفئة U17، بعد رحلة تدريب انتقل فيها بين أندية عديدة أبرزها كبلبرو فيرشيلي، وإف سي تورينو.
وختم المدرب نور الدين هليل حديثه للعربية.نت قائلا "بصراحة لم أكن أحلم نائما أو يقظا أن اللعبة التي حُرمت منها في بلادي، ستكون طوق نجاة ومصدر نجاح في مدينة تورينو مع صغار الكالشيو.. لقد استسلمت في كثير من الأحيان، للوضع المزري، وسلّمت نفسي للشرطة الإيطالية لترتب ترحيلي إلى المغرب، لكن ذلك لم يحدث لأن الأقدار كان لها رأي آخر، وهو النجاح في اللعبة التي أحبها كثيرا".
المصدر: العربية.نت
يحكي نور الدين هليل، الذي يعيش حاليا في مدينة تورينو الإيطالية، أن حكايته التي مضى عليها 18سنة، هي تجربة حكاية يراها البعض نجاة من البطالة ونجاحا باهرا، لشاب عاش موتا كاد يحدث مرات، أخطرها مرتان، الأولى فوق أعالي البحار والأخرى في صحراء ليبيا القاحلة.
يقول نور الدين هليل مدرب الكرة القدم ذو الأربعين عاما، "لا أتمنى هذا الجحيم لا لعدو ولا لصديق، ولا أريد أن أكون قدوة لأي شاب يرى في الضفة الأخرى طريقا للنجاة من مرارة البطالة في بلده".
ويسترسل موجها رسالته قائلا: "فالمهاجر بلا لغة ولا مكان يحتويه هو يتيم في دروب أوروبا، وعلى متن قوارب الموت هي نهاية حياة بلا رحمة".
يروي نور الدين الذي عاش طفولته يلعب الكرة متخفيا عن والده، ومداعبا المستديرة في ثكنة عسكرية بمدينة بوعرفة شرق المغرب، حيث كان يعمل والده جنديا.
لم أفكر يوما في الهجرة
روى نور الدين هليل، عن مسار امتد لـ18 سنة، عبر فيها محطات بارزة بين أمل وأخرى كادت تفقده حياته، ولعل أخطرها رحلة هجرة غير نظامية عام 2006، حينما تأخر رفقة زملائه عن قارب في بحر المتوسط حاملا ما يقارب 320 مهاجرا من أبناء مدينته، أفورار الواقعة على الحدود الشمالية لسلسلة الأطلس المتوسط شرق المغرب.
فكرة الهجرة غير النظامية، يروي هليل، طبعها في رأسه أقارب وأصدقاء يعيشون بالديار الإيطالية، بعدما أقنعوه أنها الخلاص الوحيد من البطالة والضياع، إذ أقنع والديه بالمغادرة، لتحقيق الحلم الأوروبي، مستندا على ما رتبه خاله ووسيط سري يؤمن رحلات للهجرة غير النظامية.
نقل هليل إحساسه قائلا: "حين أتى ذلك اليوم الموعود والذي كلما تذكرته اقشعر بدني، فهو لم يكن سهلا لا علي ولا على عائلتي التي لم ألتقِ بها إلا بعد 7 سنوات من المعاناة والتشرد في إيطاليا".
العبور والنجاة من الموت
مغامرة المدرب المغربي، بدأت من الرباط جوا إلى تونس ومن تونس العاصمة إلى مدينة صفاقس، وبعدها إلى معبر رأس جدير الحدودي بين تونس وليبيا، وفي حوزته 500 دولار تحصل عليها من والده ملفوفة بعناية في قطعة بلاستيك.
برهبة يصف نور الدين المشهد، قائلا: "فتحت عيني ووجدت نفسي وسط زرقة واسعة تلطمنا الأمواج ليلا، ولم يغادرنا الفزع والرعب حتى وطأت أقدامنا اليابسة، أخيرا أنا فوق التراب الأوروبي".
الكرة الإيطالية وحلم الاحتراف
بعد حياة التسكع ومطاردات الشرطة، والهروب في مجاري الصرف الصحي من السلطات، نسج نورالدين علاقات صداقة مع مغاربة وإيطاليين، فتحت له بابا واسعا، في عالم كرة القدم، ولعل أهمها صداقته بأحد الإيطاليين الذي ساعده في ولوج عالم التدريب تيمنا بالشبه الكبير مع ابنه الذي كان متوفيا آنذاك. وفق ما أوضح نور الدين.
ولكل حلم تكلفة يروي نورالدين قائلا: " لقد استغنيت على عمل كنت أكسب منه أجرة جيدة، في مقابل العمل كمساعد مدرب بنادي مورتارا، ومنظفا لمستودعات الملابس مقابل أجر هزيل".
مدربا في إيطاليا
درس المدرب المغربي، نور الدين هليل، التدريب لسنوات وتعلم اللغة الإيطالية، وصار لافتا للأنظار لدى أعرق نوادي كرة القدم بإيطاليا، حيث كانت أولى عقود عمله كمكتشف للمواهب مع ناديي إنتر ميلان واس ميلان.
وفي عام 2020، حصل نورالدين هليل على الجنسية الإيطالية، ويشغل الآن إطارا فيدراليا بالاتحاد الإيطالي لكرة القدم، ومدربا في نادي إس برا لفئة U17، بعد رحلة تدريب انتقل فيها بين أندية عديدة أبرزها كبلبرو فيرشيلي، وإف سي تورينو.
وختم المدرب نور الدين هليل حديثه للعربية.نت قائلا "بصراحة لم أكن أحلم نائما أو يقظا أن اللعبة التي حُرمت منها في بلادي، ستكون طوق نجاة ومصدر نجاح في مدينة تورينو مع صغار الكالشيو.. لقد استسلمت في كثير من الأحيان، للوضع المزري، وسلّمت نفسي للشرطة الإيطالية لترتب ترحيلي إلى المغرب، لكن ذلك لم يحدث لأن الأقدار كان لها رأي آخر، وهو النجاح في اللعبة التي أحبها كثيرا".
المصدر: العربية.نت
ملصقات
