معضلة المقروئية في صفوف التلاميذ ، وتجديد النماذج القرائية، وإعطاء المزيد من الأهمية للقراءة في التعلم ،وترسيخها داخل المؤسسات التعليمية وضمان استمراريتها. هي دوافع من ضمن اخرى تم استحضارها في برنامج قافلة القراءة التضامني المنظم من طرف الشبكة الوطنية للقراءة والثقافة لفائدة تلميذات و تلاميذ المناطق المتضررة من زلزال الحوز ، والتي اختير لها شعار ،" مغربنا يقرأ رغم الزلزال،" .

والاهتمام الذي واكب هذه القافلة القادمة من العاصمة العلمية مدينة فاس، التي قامت بزيارة عدة مراكز لايواء تلاميذ إقليم الحوز ، الذين تم تحويلهم لمدينة مراكش لمواصلة تحصيلهم البيداغوجي، لفت انظار المتمدرسات و المتمدرسين الى قيمة القراءة واهمية مصاحبة الكتاب، و أبرز الأثر الإيجابي المستهدف لهذه المبادرة التضامنية الإنسانية في إنتاج حراك قرائي ومعرفي لهؤلاء التلاميذ، و تكرّيس القراءة والمطالعة والتحصيل المعرفي كثقافة يومية في حياتهم، الى جانب تطوير مهارات التواصل سواء اللفظي اوالجسدي، و القدرة على الحوار البناء والنقدي، والمهارات المعرفية.

واعتبرت الاستاذة فتيحة عبد الله رئيسة الشبكة الوطنية للقراءة والثقافة ان هذه القافلة تستهدف ايضا الى جانب ما تم ذكره التخفيف نفسيا و معنويا من هول الفاجعة التي مر منها هؤلاء الأطفال من جهة وتشجيعهم على الانغماس في المطالعة الحرة المتأنية و المبدعة التي من شأنها تعزيز شغف حب القراءة لديهم و بناء أفق ثقافي مفعم بحب روح العلم و المعرفة والانفتاح على عوالم وحيوات أخرى.

وقد شهدت فعاليات هذه الزيارات التضامنية القرائية الماتعة التي امتدت من 25 الى 28 أكتوبر، تنظيم ورشات تحسيس للكتابة و القراءة وألعاب ثقافية إضافة إلى عرض وتوزيع مجموعة من الكتب سواء المقررة في درس المؤلفات او كتب تلامس حقول إبداعية مختلفة كالقصة والرواية والشعر .

ولاقت المبادرة الإنسانية لشبكة القراءة والثقافة رد فعل مائز لدى الأوساط التربوية في مختلف المراكز التي تمت زيارتها سواء داخل مراكش او خارجها ، وعبرت التلميذات والتلاميذ الذين شملتهم هذه الزيارة عن امتنانهم وشكرهم لشبكة القراءة والثقافة مؤكدين أن هذه اللفتة الانسانية تعبر أصدق تعبير عن مشاعر عضوات هذا التنظيم وحرصها على أن ينال تلميذات و تلاميذ المناطق المتضررة من زلزال الحوز ما يستحقونه من دعم ومؤازرة.