مجتمع

مسجد باب دكالة بمراكش.. معلمة تاريخية تشهد على إسهام المرأة في التشييد


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 8 أبريل 2023

ينتصب مسجد باب دكالة في قلب المدينة العتيقة لمراكش، شامخا وشاهدا على إسهام المرأة المغربية ودورها البارز، منذ قرون، في التشييد والبناء.وشيد هذا المسجد في عهد الدولة السعدية، على يد مسعودة الوزكيتية أم السلطان المنصور الذهبي، التي أبت إلا أن تخلد اسمها في التاريخ ببناء معلمة تاريخية دينية، جمعت فيها مهارات الهندسة والزخرفة الأندلسية والموحدية.ويعرف مسجد باب دكالة بتسمية أخرى لدى المؤرخين وهي "مسجد الحرة"، نسبة إلى مسعودة بنت أحمد بن عبد الله الوزكيتي، التي كانت وراء بناء هذا الصرح الديني الواقع في حي باب دكالة، الذي يؤدي إلى "قبيلة دكالة".وينم المسجد، الذي بني، حسب أغلب المصادر التاريخية، سنة 1586 ميلادية، على مهارة وعبقرية الصناع في حقبة الدولة السعدية، والتي شكلت امتدادا للمهارات والمعارف التي خلفتها الدولة الموحدية، كما يتميز بلمسة أندلسية واضحة في كل فضاءاته.ويتألف المسجد، الذي شيد على شكل مستطيل ويمتد على مساحة 2432 مترا مربعا، من قاعة للصلاة، تشتمل على سبع "بلاطات" تتجه عقودها العمودية بعمق المسجد نحو جدار القبلة، ومن صحن تحيط به مجموعة من "الأروقة".كما تشتمل قاعة الصلاة على ثلاثة "أساكيب" يتقدمها أسكوب آخر للقبة، ويحد القاعة شمالا أسكوب يطل على الصحن. ويعكس هذا النمط في البناء ما جرت به العادة في بناء المساجد في المغرب آنذاك.ويتميز سقف قاعة الصلاة بجمالية نقوشه الخشبية الرفيعة، كما تتزين القاعة بثريات نحاسية تقليدية جميلة. ويجمع المسجد، أيضا، بين الزخرفة الكثيفة والمتعددة والخط الزهري، وكذا آيات قرآنية طويلة منقوشة على جوانب المحراب.وينتصب المحراب وسط حائط القبلة وتحيط بقوسه نقوش نباتية على الجبص وفي جوفه قبة مزخرفة بالمقربص محاطة بزخارف كوفية مطعمة بأقواس، كما زينت واجهته بنقوش غاية في الروعة والجمال تتخللها آيات قرآنية بكتابة كوفية، وعلى جانب المحراب يوجد المنبر المصنوع من الأرز والمزخرف بحشوات هندسية منقوشة نقشا بديعا، يعكس روعة فن النقش المغربي الأصيل.أما صحن المسجد المكشوف، الذي تبلغ مساحته حوالي 870 مترا مربعا، فتزينه أقواس على الواجهة، وتعلوه نقوش على الجبص، الذي يعلوه أيضا القرميد الأخضر فوقه تسطير باللون الأخضر والأحمر، وفي وسط فناء الجامع نافورة مطوقة بالمرمر مخصصة للوضوء.أما صومعة مسجد باب دكالة فهي أنيقة مربعة الشكل، يبلغ طولها حوالي 25 مترا وتنتصب في الركن الشمالي الشرقي للمسجد وهي داخلة في مستطيل الجامع وزينت واجهاتها الأربع بتشكيلات هندسية متنوعة، يعلوها جامور به أربع كرات من النحاس الأصفر.ويتوفر المسجد على ثلاثة أبواب، شرقا وغربا وشمالا، بالإضافة إلى باب "الإمام أو السلطان"، علاوة على مجموعة من المرافق، كالمكتبة التي شيدت في قبلة الجامع وأوقفت عليها جملة من الكتب العلمية.ومما زاد مسجد باب دكالة رفعة ومكانة في قلوب المراكشيين خاصة والمغاربة عامة، أداء أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس صلاة الجمعة في 1438 هجرية / 2017 ميلادية، كما سلم جلالته في 1440 هــ/ 2019 مـ، "جائزة محمد السادس للآذان والتهليل" لشيخ المؤذنين في المغرب، محمد بوقنطار، الذي قضى 59 عاما في الآذان والتهليل بمسجد باب دكالة.ويعيش المسجد خلال شهر رمضان الفضيل أجواء روحانية ملؤها الخشوع والابتهال، حيث يحج إليه الناس من كل حدب وصوب بالمدينة الحمراء وناحيتها من أجل أداء صلاة التراويح، كما يعمره قاطنو المدينة العتيقة في الصلوات الخمس وكذا خلال يوم الجمعة.ويقوم المسجد بدور فاعل في برنامج محو الأمية، خصوصا في صفوف النساء، في إطار تعليم القراءة والكتابة، وذلك عن طريق المساجد، عموما، باعتبارها مكانا للعبادة، ومدرسة لتحصيل العلم، ومجالا للتوعية الدينية والوعظ والإرشاد.وقال عضو المجلس العلمي المحلي بمراكش، مولاي هشام السعيدي، في تصريح لـ (إم 24) القناة الإخبارية لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن مسجد باب دكالة يعد معلمة تاريخية ودينية في مدينة مراكش، مذكرا بأن المسجد "هو ثمرة إحسان مسعودة الوزكيتية أم السلطان المنصور الذهبي".وأشار السعيدي، وهو أيضا خطيب مسجد باب دكالة، إلى أن "هذا الصرح أسس بهمة إمرة ما يبرز إسهام نساء المغرب منذ القدم في تشييد صروح ومعالم التدين"، مذكرا بأن المسجد يعود بناؤه إلى سنة 995 هجرية.وأضاف أن المسجد عرف توالي علماء، مثل الرحالي الفاروق، والعلامة جبران عبد السلام المسفيوي، مبرزا أن المسجد يتميز بإقامة حفل المولد النبوي الشريف، حيث يحضر أعيان المدينة علاوة على العلماء والأشراف.وخلص إلى أن المسجد توج بأداء أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس صلاة الجمعة في المسجد مرتين، لافتا إلى أن هذه الحظوة التي نالها المسجد هي تثمين من أمير المؤمنين لهذه المعلمة الدينية التاريخية.

ينتصب مسجد باب دكالة في قلب المدينة العتيقة لمراكش، شامخا وشاهدا على إسهام المرأة المغربية ودورها البارز، منذ قرون، في التشييد والبناء.وشيد هذا المسجد في عهد الدولة السعدية، على يد مسعودة الوزكيتية أم السلطان المنصور الذهبي، التي أبت إلا أن تخلد اسمها في التاريخ ببناء معلمة تاريخية دينية، جمعت فيها مهارات الهندسة والزخرفة الأندلسية والموحدية.ويعرف مسجد باب دكالة بتسمية أخرى لدى المؤرخين وهي "مسجد الحرة"، نسبة إلى مسعودة بنت أحمد بن عبد الله الوزكيتي، التي كانت وراء بناء هذا الصرح الديني الواقع في حي باب دكالة، الذي يؤدي إلى "قبيلة دكالة".وينم المسجد، الذي بني، حسب أغلب المصادر التاريخية، سنة 1586 ميلادية، على مهارة وعبقرية الصناع في حقبة الدولة السعدية، والتي شكلت امتدادا للمهارات والمعارف التي خلفتها الدولة الموحدية، كما يتميز بلمسة أندلسية واضحة في كل فضاءاته.ويتألف المسجد، الذي شيد على شكل مستطيل ويمتد على مساحة 2432 مترا مربعا، من قاعة للصلاة، تشتمل على سبع "بلاطات" تتجه عقودها العمودية بعمق المسجد نحو جدار القبلة، ومن صحن تحيط به مجموعة من "الأروقة".كما تشتمل قاعة الصلاة على ثلاثة "أساكيب" يتقدمها أسكوب آخر للقبة، ويحد القاعة شمالا أسكوب يطل على الصحن. ويعكس هذا النمط في البناء ما جرت به العادة في بناء المساجد في المغرب آنذاك.ويتميز سقف قاعة الصلاة بجمالية نقوشه الخشبية الرفيعة، كما تتزين القاعة بثريات نحاسية تقليدية جميلة. ويجمع المسجد، أيضا، بين الزخرفة الكثيفة والمتعددة والخط الزهري، وكذا آيات قرآنية طويلة منقوشة على جوانب المحراب.وينتصب المحراب وسط حائط القبلة وتحيط بقوسه نقوش نباتية على الجبص وفي جوفه قبة مزخرفة بالمقربص محاطة بزخارف كوفية مطعمة بأقواس، كما زينت واجهته بنقوش غاية في الروعة والجمال تتخللها آيات قرآنية بكتابة كوفية، وعلى جانب المحراب يوجد المنبر المصنوع من الأرز والمزخرف بحشوات هندسية منقوشة نقشا بديعا، يعكس روعة فن النقش المغربي الأصيل.أما صحن المسجد المكشوف، الذي تبلغ مساحته حوالي 870 مترا مربعا، فتزينه أقواس على الواجهة، وتعلوه نقوش على الجبص، الذي يعلوه أيضا القرميد الأخضر فوقه تسطير باللون الأخضر والأحمر، وفي وسط فناء الجامع نافورة مطوقة بالمرمر مخصصة للوضوء.أما صومعة مسجد باب دكالة فهي أنيقة مربعة الشكل، يبلغ طولها حوالي 25 مترا وتنتصب في الركن الشمالي الشرقي للمسجد وهي داخلة في مستطيل الجامع وزينت واجهاتها الأربع بتشكيلات هندسية متنوعة، يعلوها جامور به أربع كرات من النحاس الأصفر.ويتوفر المسجد على ثلاثة أبواب، شرقا وغربا وشمالا، بالإضافة إلى باب "الإمام أو السلطان"، علاوة على مجموعة من المرافق، كالمكتبة التي شيدت في قبلة الجامع وأوقفت عليها جملة من الكتب العلمية.ومما زاد مسجد باب دكالة رفعة ومكانة في قلوب المراكشيين خاصة والمغاربة عامة، أداء أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس صلاة الجمعة في 1438 هجرية / 2017 ميلادية، كما سلم جلالته في 1440 هــ/ 2019 مـ، "جائزة محمد السادس للآذان والتهليل" لشيخ المؤذنين في المغرب، محمد بوقنطار، الذي قضى 59 عاما في الآذان والتهليل بمسجد باب دكالة.ويعيش المسجد خلال شهر رمضان الفضيل أجواء روحانية ملؤها الخشوع والابتهال، حيث يحج إليه الناس من كل حدب وصوب بالمدينة الحمراء وناحيتها من أجل أداء صلاة التراويح، كما يعمره قاطنو المدينة العتيقة في الصلوات الخمس وكذا خلال يوم الجمعة.ويقوم المسجد بدور فاعل في برنامج محو الأمية، خصوصا في صفوف النساء، في إطار تعليم القراءة والكتابة، وذلك عن طريق المساجد، عموما، باعتبارها مكانا للعبادة، ومدرسة لتحصيل العلم، ومجالا للتوعية الدينية والوعظ والإرشاد.وقال عضو المجلس العلمي المحلي بمراكش، مولاي هشام السعيدي، في تصريح لـ (إم 24) القناة الإخبارية لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن مسجد باب دكالة يعد معلمة تاريخية ودينية في مدينة مراكش، مذكرا بأن المسجد "هو ثمرة إحسان مسعودة الوزكيتية أم السلطان المنصور الذهبي".وأشار السعيدي، وهو أيضا خطيب مسجد باب دكالة، إلى أن "هذا الصرح أسس بهمة إمرة ما يبرز إسهام نساء المغرب منذ القدم في تشييد صروح ومعالم التدين"، مذكرا بأن المسجد يعود بناؤه إلى سنة 995 هجرية.وأضاف أن المسجد عرف توالي علماء، مثل الرحالي الفاروق، والعلامة جبران عبد السلام المسفيوي، مبرزا أن المسجد يتميز بإقامة حفل المولد النبوي الشريف، حيث يحضر أعيان المدينة علاوة على العلماء والأشراف.وخلص إلى أن المسجد توج بأداء أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس صلاة الجمعة في المسجد مرتين، لافتا إلى أن هذه الحظوة التي نالها المسجد هي تثمين من أمير المؤمنين لهذه المعلمة الدينية التاريخية.



اقرأ أيضاً
بالڤيديو: صرخة أم مفجوعة: “22 يوم وأنا كنقلب على ولدي.. وفي الأخير جابوه لي ميت
في تصريح لـ"كشـ24"، روت والدة كمال، الذي وُجد ميتًا في ظروف غامضة بمراكش، تفاصيل رحلة بحثها الشاقة عن ابنها الذي اختفى لمدة 22 يومًا، كاشفةً عن فصول مؤلمة لقضية انتهت بخبر وفاته الصادم.
مجتمع

مسجد هولندي يطرد إماما مغربيا بسبب زيارة إسرائيل
فصلت إدارة مسجد بلال في مدينة ألكمار الهولندية الإمام المغربي، يوسف مصيبيح، عن مهامه بشكل فوري، حسب بلاغ نُشر على الموقع الإلكتروني للمسجد. وجاء هذا القرار بعد زيارة الإمام الذي يحمل الجنسية الهولندية، بعد زيارته لإسرائيل ولقائه بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ضمن وفد يضم قيادات إسلامية أوروبية. وتم تنظيم هذه الزيارة من طرف شبكة القيادة الأوروبية، وهي منظمة غير حكومية، تعمل على "تعزيز العلاقات بين أوروبا وإسرائيل". واتهم بلاغ المسجد الإمام مصيبيح بإثارة الفتن والانقسام. والتقى الوفد المذكور بالرئيس الاسرائيلي هيرتسوغ والسلطات العسكرية والسياسية والدينية، وضحايا 7 أكتوبر 2023. وضم الوفد 12 إماما للمجتمعات الإسلامية المحلية في فرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا ودول أخرى. وتضمن برنامج الزيارة عقد اجتماعات في الكنيست والتوجه إلى البلدة القديمة في القدس لزيارة الأماكن المقدسة الإسلامية واليهودية والمسيحية، بما في ذلك الحرم القدسي الشريف، حيث يقع مجمع المسجد الأقصى. كما تضمنت الرحلة أيضًا زيارة إلى نصب ياد فاشيم التذكاري للهولوكوست، ولقاءات مع الحاخام الأكبر السفارادي ديفيد يوسف، والمتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي باللغة العربية العقيد أفيخاي أدرعي، وزيارات مع أفراد عائلات الرهائن البدو السابقين في غزة والضحايا الدروز في مذبحة مجدل شمس.
مجتمع

27 سنة سجنا لمغربي طعن زوجته 34 مرة في إسبانيا
أدانت محكمة كوينكا الإقليمية بإسبانيا، مؤخرا، متهما يحمل الجنسية المغربية بالسجن 26 عامًا وتسعة أشهر بتهمة قتل شريكته في بلدة تاراكون. وقد ارتُكبت الجريمة بحضور أطفاله الثلاثة القاصرين (تقل أعمارهم عن 5 سنوات). وبالإضافة إلى الجريمة الرئيسية، تابعت المحكمة المتهم بجريمة التسبب في إيذاء نفسي لأطفاله، وحُكم عليه بثلاثة أحكام إضافية بالسجن لمدة عام واحد. ولم تجد المحاكمة أي دليل على وجود مرضٍ عقلي أو ضعفٍ إدراكيٍّ يبرر سلوكه. كما يحظر الحكم على الرجل المُدان الاقتراب من أطفاله أو التواصل معهم بأي شكل من الأشكال لمدة 33 عامًا وتسعة أشهر. ويهدف هذا الإجراء إلى حماية أطفاله القاصرين من الأذى النفسي الذي قد ينجم عن أي اتصال مع المتهم. والتمست النيابة العامة توقيع عقوبة السجن لمدة 28 عاما على المتهم، الذي اعترف بالجريمة بعد تحديد نوع السلاح المستخدم. وبعد ارتكاب جريمته، توجه الرجل البالغ من العمر 38 عامًا إلى ثكنة الحرس المدني في تارانكون للإبلاغ عن قيامه بقتل شريكته بسكين وطلب منهم رعاية أطفاله. وفي 4 ماي 2022، تعرضت مهاجرة مغربية للقتل في منزلها في بلدة “تارانكون” التابعة لمحافظة (كوينكا) على يد زوجها، الذي تمت تبرئته من شكوى سابقة تتعلق بالعنف الذكوري لأن الضحية لم تصادق على الحكم أثناء المحاكمة. وأكد المتحدث باسم قيادة الحرس المدني في كوينكا، أن “القاتل كان لديه أمر تقييدي سابق يمنعه من الوصول إلى الضحية".
مجتمع

توقيف شخص ظهر في ڤيديو بسلاح أبيض يهدد أمن المواطنين بالعرائش
تفاعلت ولاية أمن تطوان مع شريط فيديو منشور على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الخميس، يظهر فيه شخص بسلاح أبيض، في ظروف تشكل خطرا على الأشخاص والممتلكات، بمدينة العرائش. وقد أوضحت الأبحاث والتحريات المنجزة على ضوء هذا الشريط أن الأمر يتعلق بقضية زجرية عالجتها مصالح الأمن الوطني بمدينة العرائش يوم أمس الأربعاء، حيث تمكنت عناصر الشرطة من توقيف المشتبه فيه بعد مرور وقت وجيز من ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية. وقد تم إخضاع المشتبه فيه للبحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية وكذا تحديد الخلفيات الحقيقية وراء ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 11 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة