وعبر الفنان البناوي عن أسف عميق وخيبة أمل للتجاهل الذي قوبل به هذا العمل الفني من طرف المسؤولين عن الشأن الثقافي والفني بمدينة مراكش، واستغرب للأرقام الكبيرة التي ترصد للنشاطات الرياضية وغيرها عدا هذا اللون الأصيل، منوها بالروح القتالية التي بذلها رفقة رفاقه في مجموعة ألوان الغنائية، وهي مجموعة تتكون من باقة من رجال التعليم الذين حاولوا أن يشحوا على أنفسهم ليوفروا طيلة السنة بعض الدريهمات التي لم تتجاوز في أعلى أرقامها مبلغ 14550 درهما وجهتها إدارة المهرجان لطباعة الملصقات ليس إلا.
وأضاف البناوي، نقلا عن جريدة "الاتحاد الاشتراكي" التي أوردت الخبر، أن وزارة الثقافة لم يكفيها رفض دعم المهرجان فحسب، بل برمجت عرضين مسرحيين بنفس القاعة، تداخلا مع برنامج المهرجان، مما سيحدث ارتباكا زمنيا بليغا، وهو ما اعتبره نوعا من "السابوطاج" المبيت والمقصود، الغرض منه محو معالم المهرجان الغيواني الذي ظل يواجه صعوبات منذ ولادته كفكرة سنة2005.
وتطرق عبد الحفيظ البناوي، مؤسس المهرجان في كلمته خلال ندوة صحفية، بمقر فرع النقابة الوطنية لمحترفي المسرح بالدار البيضاء مساء يوم الاثنين الماضي، الى الظاهرة الغيوانية التي تسكن كل المغاربة، وعن سفرها خارج الحدود في ما يشبه العالمية، حيث جاءت فكرة الخروج بالمهرجان الغيواني الأول إلى النور سنة 2011 على مدى ثلاثة أيام بتكريم وجوه مراكشية كالفنان حسن مفتاح من فرقة "جيل جيلالة"، بعد ذلك تأتي الدورة الثانية سنة 2012 ليرتفع إيقاع الأيام إلى أربعة بحضور مسناوة ميلود، وأولاد السوسدي لمشاهب، حيث تشرفت الدورة بتكريم الفنان الراحل محمد شهرمان صاحب رائعة "لكلام لمرصع".
وأشار المتحدث إلى أن المهرجان يتغيا في كل دوراته، ديمومة واستمرارية هذا اللون الغنائي والبحث عن آفاق جديدة لاستثمار جماليته، خصوصا وأنه يوفر سياحة فنية بامتياز لكل الأجانب الذين يتوافدون على المغرب.
وينظم المهرجان في نسخته الثالثة على مدى خمسة أيام من 16 إلى 20 يوليوز 2013 بمسرح دار الثقافة الداوديات بمراكش، وذلك على الساعة العاشرة ليلا (تزامنا مع أيام رمضان المبارك) كما أن عملية الدخول ستتم بالمجان، خدمة لأصالة الكرم الغيواني. وستعرف الدورة تكريم الفنان قيدوم ناس الغيوان عمر السيد، واستحضار أرواح الراحلين العربي ومحمد باطما، حيث خصص المهرجان ليلتين باسمهما مع عرض شريط لنبذة عن حياتهما ومسارهما الفني المتميز.