مجتمع

ارتفاع معدلات الطلاق بالمغرب.. كيف تتأثر نفسية الأبناء جراء انفصال الأبوين ؟


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 6 يناير 2023

بات ارتفاع معدلات الطلاق في الآونة الأخيرة يشكل مصدر انشغال كبير، ما يستلزم توجيه الاهتمام بشكل أكبر نحو معرفة الدوافع الحقيقية الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي تضطر الأزواج إلى الإقدام على "أبغض الحلال".الإحصائيات الرسمية الحديثة تدق ناقوس الخطر بشأن الارتفاع الملحوظ لملفات الطلاق المودعة لدى المحاكم سنة تلو أخرى، لاسيما في صفوف المتزوجين حديثا. إذ تشير وزارة العدل، إلى ارتفاع عدد حالات الطلاق خلال سنة 2021 إلى ما مجموعه 26 ألفا و957 حالة. وفي خضم النقاش الدائر داخل المجتمع بشأن تزايد حالات الطلاق بشكل مثير للقلق، يتم التركيز بالأساس على وضعية "أبناء المطلقين" من زاوية الحضانة والنفقة وغيرهما من الأمور المادية، لكن قليلا ما يتم الاهتمام بحالتهم النفسية وما قد يؤذيهم من اضطرابات تنجم عن التغييرات الجذرية التي تلحق حياتهم بعد انفصال الأبوين.وفي هذا الصدد، تؤكد الأخصائية في الطب النفسي للأطفال والمراهقين، هدى حجيج، أن "الطلاق لا يتسبب دائما في حدوث اضطرابات نفسية لدى الأبناء، غير أن غالبيتهم يشعرون بمجموعة من المخاوف التي تتعلق بالأساس بخشية فقدان أحد الأبوين أو كليهما بسبب عدم معرفتهم كيف سيكون عليه وضعهم بعد انفصال الأبوين". وأبرزت الأخصائية، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "أبناء المطلقين" يشعرون بتخوفات إزاء كل ما يتعلق بحياتهم اليومية، ويطرحون العديد من الأسئلة بهذا الخصوص: هل سأواصل الذهاب إلى نفس المدرسة ؟ هل سأحصل على نفس المشتريات التي كنت أحظى بها قبل انفصال والدي ؟ هل سأظل في نفس المستوى المادي والاجتماعي الذي كنت أعيش فيه سابقا؟ وغيرها من التساؤلات. وأشارت إلى أنه "عموما، تنجم الاضطرابات النفسية التي يعاني منها بعض الأطفال بعد الطلاق، أساسا، عن الأجواء السلبية السائدة قبل وأثناء وبعد انفصال الأبوين، أي نتيجة حدوث صراعات ومشاكل أسرية تتسبب في معاناة الطفل من اضطرابات مثل الخوف والاكتئاب، أو تنجم عنها في بعض الأحيان إصابة الطفل باضطرابات على مستوى السلوك أو نقص في التركيز، الأمر الذي تكون له انعكاسات سلبية على تحصيله الدراسي".وفي المقابل، تؤكد الأخصائية أنه " إذا مرت مرحلة الطلاق بدون صراع بين الأبوين، وتأكد الطفل أنه سيواصل رؤية أبويه بشكل منتظم، والتزم الأبوان بالفعل بذلك، فإن الطلاق لا يتسبب في إصابة الأبناء بأية اضطرابات نفسية". وحول ما إذا كانت المواكبة النفسية للأطفال في حالة الطلاق تقتصر على أحد الأبوين أو كليهما، أم أنه يحتاج أحيانا إلى مواكبة نفسية متخصصة، أوضحت الأخصائية أنه " يجب في البداية توجيه الأب والأم من أجل المساعدة في مواكبة أبنائهما نفسانيا خلال فترة الطلاق، من خلال طمأنتهم بأن الأمور ستمضي بشكل طبيعي، وأن العلاقة الطيبة ستظل قائمة بين الأبوين بعد الانفصال، وأنه لن يتم أيضا المساس باستقرارهم النفسي"، محذرة في المقابل من أنه "في حالة إصابة الطفل باضطرابات نفسية تستلزم العلاج، فلا بد من الاستعانة بأخصائي في المجال لضمان المواكبة النفسية التي تستلزمها كل حالة على حدة".وفي السياق ذاته، قدمت الدكتورة هدى حجيج مجموعة من النصائح للأبوين عند تفكيرهما في الانفصال أو في حالة وقوع الطلاق من أجل حماية الطفل من أي تداعيات نفسية، مؤكدة في هذا الصدد أنه "قبل الوصول إلى مرحلة الطلاق، يتعين عدم الشجار والحديث عن المشاكل بحضور الأطفال. كما يجب أن نفسر لهم بأنه ليسوا السبب في حدوث الانفصال، وكذا طمأنتهم بأن حقوقهم ستبقى محمية، وعلاقتهم بالأبوين معا لن تتغير".وأضافت أنه "يجب أن يستوعب الأبناء أيضا أن الانفصال يحدث بين الأب والأم، وليس بين الآباء والأبناء"، مشددة على أهمية الحوار المستمر لبث الطمأنينة والارتياح في نفسية الطفل حتى تمر مرحلة الطلاق بسلام.وبعد وقوع الطلاق، تضيف الأخصائية، "من المهم احترام الطرف الذي لا يعيش معه الأبناء لمواعيد الزيارة، والوفاء بالوعود التي ت عطى لهم، وعدم فرض تغييرات كثيرة على نمط عيشهم، وإعطاؤهم الوقت الكافي لتقبل كل تغيير يحدث، مهما كان صغيرا، وغيرها من الأمور التي تجنب معاناة الطفل من حالات نفسية مثل الاكتئاب أو الخوف". كما نصحت الأبوين المنفصلين بضرورة عدم إسقاط مشاكلهم على الأطفال وعدم استعمالهم كأداة لمحاربة الطرف الآخر أو كوسيلة لحل النزاعات، وفي مقابل ذلك الحرص على حمايتهم من كل ما يؤثر على نفسيتهم وعدم ممارسة أي ضغط نفسي عليهم.ومما لا شك فيه أن الحاجة أضحت ملحة للقيام بدراسات سوسيولوجية وسيكولوجية عميقة لبحث أسباب لجوء الأزواج بشكل متزايد للطلاق، والخروج بتوصيات وحلول ناجعة تحد من وتيرة ارتفاع هذه الظاهرة التي تؤثر على استقرار المجتمع برمته.

بات ارتفاع معدلات الطلاق في الآونة الأخيرة يشكل مصدر انشغال كبير، ما يستلزم توجيه الاهتمام بشكل أكبر نحو معرفة الدوافع الحقيقية الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي تضطر الأزواج إلى الإقدام على "أبغض الحلال".الإحصائيات الرسمية الحديثة تدق ناقوس الخطر بشأن الارتفاع الملحوظ لملفات الطلاق المودعة لدى المحاكم سنة تلو أخرى، لاسيما في صفوف المتزوجين حديثا. إذ تشير وزارة العدل، إلى ارتفاع عدد حالات الطلاق خلال سنة 2021 إلى ما مجموعه 26 ألفا و957 حالة. وفي خضم النقاش الدائر داخل المجتمع بشأن تزايد حالات الطلاق بشكل مثير للقلق، يتم التركيز بالأساس على وضعية "أبناء المطلقين" من زاوية الحضانة والنفقة وغيرهما من الأمور المادية، لكن قليلا ما يتم الاهتمام بحالتهم النفسية وما قد يؤذيهم من اضطرابات تنجم عن التغييرات الجذرية التي تلحق حياتهم بعد انفصال الأبوين.وفي هذا الصدد، تؤكد الأخصائية في الطب النفسي للأطفال والمراهقين، هدى حجيج، أن "الطلاق لا يتسبب دائما في حدوث اضطرابات نفسية لدى الأبناء، غير أن غالبيتهم يشعرون بمجموعة من المخاوف التي تتعلق بالأساس بخشية فقدان أحد الأبوين أو كليهما بسبب عدم معرفتهم كيف سيكون عليه وضعهم بعد انفصال الأبوين". وأبرزت الأخصائية، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن "أبناء المطلقين" يشعرون بتخوفات إزاء كل ما يتعلق بحياتهم اليومية، ويطرحون العديد من الأسئلة بهذا الخصوص: هل سأواصل الذهاب إلى نفس المدرسة ؟ هل سأحصل على نفس المشتريات التي كنت أحظى بها قبل انفصال والدي ؟ هل سأظل في نفس المستوى المادي والاجتماعي الذي كنت أعيش فيه سابقا؟ وغيرها من التساؤلات. وأشارت إلى أنه "عموما، تنجم الاضطرابات النفسية التي يعاني منها بعض الأطفال بعد الطلاق، أساسا، عن الأجواء السلبية السائدة قبل وأثناء وبعد انفصال الأبوين، أي نتيجة حدوث صراعات ومشاكل أسرية تتسبب في معاناة الطفل من اضطرابات مثل الخوف والاكتئاب، أو تنجم عنها في بعض الأحيان إصابة الطفل باضطرابات على مستوى السلوك أو نقص في التركيز، الأمر الذي تكون له انعكاسات سلبية على تحصيله الدراسي".وفي المقابل، تؤكد الأخصائية أنه " إذا مرت مرحلة الطلاق بدون صراع بين الأبوين، وتأكد الطفل أنه سيواصل رؤية أبويه بشكل منتظم، والتزم الأبوان بالفعل بذلك، فإن الطلاق لا يتسبب في إصابة الأبناء بأية اضطرابات نفسية". وحول ما إذا كانت المواكبة النفسية للأطفال في حالة الطلاق تقتصر على أحد الأبوين أو كليهما، أم أنه يحتاج أحيانا إلى مواكبة نفسية متخصصة، أوضحت الأخصائية أنه " يجب في البداية توجيه الأب والأم من أجل المساعدة في مواكبة أبنائهما نفسانيا خلال فترة الطلاق، من خلال طمأنتهم بأن الأمور ستمضي بشكل طبيعي، وأن العلاقة الطيبة ستظل قائمة بين الأبوين بعد الانفصال، وأنه لن يتم أيضا المساس باستقرارهم النفسي"، محذرة في المقابل من أنه "في حالة إصابة الطفل باضطرابات نفسية تستلزم العلاج، فلا بد من الاستعانة بأخصائي في المجال لضمان المواكبة النفسية التي تستلزمها كل حالة على حدة".وفي السياق ذاته، قدمت الدكتورة هدى حجيج مجموعة من النصائح للأبوين عند تفكيرهما في الانفصال أو في حالة وقوع الطلاق من أجل حماية الطفل من أي تداعيات نفسية، مؤكدة في هذا الصدد أنه "قبل الوصول إلى مرحلة الطلاق، يتعين عدم الشجار والحديث عن المشاكل بحضور الأطفال. كما يجب أن نفسر لهم بأنه ليسوا السبب في حدوث الانفصال، وكذا طمأنتهم بأن حقوقهم ستبقى محمية، وعلاقتهم بالأبوين معا لن تتغير".وأضافت أنه "يجب أن يستوعب الأبناء أيضا أن الانفصال يحدث بين الأب والأم، وليس بين الآباء والأبناء"، مشددة على أهمية الحوار المستمر لبث الطمأنينة والارتياح في نفسية الطفل حتى تمر مرحلة الطلاق بسلام.وبعد وقوع الطلاق، تضيف الأخصائية، "من المهم احترام الطرف الذي لا يعيش معه الأبناء لمواعيد الزيارة، والوفاء بالوعود التي ت عطى لهم، وعدم فرض تغييرات كثيرة على نمط عيشهم، وإعطاؤهم الوقت الكافي لتقبل كل تغيير يحدث، مهما كان صغيرا، وغيرها من الأمور التي تجنب معاناة الطفل من حالات نفسية مثل الاكتئاب أو الخوف". كما نصحت الأبوين المنفصلين بضرورة عدم إسقاط مشاكلهم على الأطفال وعدم استعمالهم كأداة لمحاربة الطرف الآخر أو كوسيلة لحل النزاعات، وفي مقابل ذلك الحرص على حمايتهم من كل ما يؤثر على نفسيتهم وعدم ممارسة أي ضغط نفسي عليهم.ومما لا شك فيه أن الحاجة أضحت ملحة للقيام بدراسات سوسيولوجية وسيكولوجية عميقة لبحث أسباب لجوء الأزواج بشكل متزايد للطلاق، والخروج بتوصيات وحلول ناجعة تحد من وتيرة ارتفاع هذه الظاهرة التي تؤثر على استقرار المجتمع برمته.



اقرأ أيضاً
وزارة التربية الوطنية تواصل “اعتقال” نتائج الامتحان الجهوي للبكالوريا
تأخر غير مبرر في الإعلان عن نتائج الامتحان الجهوية للبكالوريا من قبل المصالح المعنية التابعة لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. فقد تم إجراء الامتحان الجهوي يومي 26 و27 ماي الماضي، أي حوالي شهر من الآن، وهو حيز زمني اعتبر كافيا للانتهاء من عملية التصحيح ومسك النقط. وقال يوسف بيزيد، عضو فريق حزب "الكتاب" بمجلس النواب، إن هذه النتائج جاهزة إلكترونيا، على ما يبدو، إلا أن الإعلان عليها ظل معلقا لأسباب غير مفهومة، وهو ما يعتبره التلاميذ وأولياؤهم استهتارا بمشاعرهم، وتحول على عقاب نفسي جماعي لهم. وسبق للوزارة أن أعلنت قبلا على أنها ستنشر هذه النتائج في العاشر من يوليوز المقبل، أي بعد شهر ونصف من إجراء الامتحانات، وكانت تراهن من خلال ذلك على عودة التلاميذ إلى أقسامهم مباشرة بعد إجراء الامتحان، وهو أمر لم يكن غير ممكن بحكم تحول الكثير من المؤسسات التعليمية إلى مراكز لامتحانات للباكالوريا، وقبلها، فقد كانت التحضيرات جارية لإجراء هذه الأخيرة، وبالتالي، فإن هذه العودة المأمولة إلى الفصول لم تكن واقعية، يورد البرلماني ذاته في سؤال كتابي موجه إلى الوزير برادة، قبل أن يضيف بأن هذا الوضع يستوجب عدم الإمعان في المزيد من التأخير غير المبرر في الإعلان عن نتائج السنة الأولى باكالوريا، والإفراج بالتالي عن انتظارات التلاميذ وأسرهم.
مجتمع

روسيا تسلم المغرب مطلوبا في جرائم تزوير واختلاس
سلمت روسيا المغرب مطلوبا دوليا استولى باستخدام وثائق مزورة على أكثر من مليون درهم مغربي تعود لإحدى الشركات التجارية، وكان على لائحة الإنتربول. وحسب المصادر ذاتها، تم توقيف المواطن المغربي الصادر بحقه مذكرة توقيف دولية، وسيُسلم من موسكو إلى السلطات المغربية بسبب تورطه في فضيحة مالية كبرى. قرار تسليم المشتبه به، الذي اتخذته النيابة العامة الروسية، أصبح نهائيًا، إذ لم يستأنفه. وقد أُلقي القبض عليه في 13 غشت 2024 في مدينة كيروف. ووجهت النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بفاس للموقوف اتهامات بالمشاركة في جرائم احتيال واختلاس في دجنبر 2022. ويُزعم أنه استخدم وثائق مزورة، بما في ذلك توكيل رسمي، لاختلاس أكثر من مليون درهم على حساب شركة تجارية. وستتولى هيئة إنفاذ القانون الفيدرالية الروسية مسؤولية نقل المشتبه به إلى المغرب.
مجتمع

ضربة قوية لمافيات الاتجار بالبشر وتهريب المخدرات بين المغرب وإسبانيا
تمكنت عناصر الشرطة الوطنية الإسبانية، بالتعاون مع اليوروبول، من تفكيك شبكة إجرامية تعمل في مضيق جبل طارق، يشتبه في تورطها في الاتجار بالبشر والمخدرات. وحسب ما ذكرته الشرطة الوطنية في بيان صحفي، تنشط هذه المنظمة الإجرامية في مدينتي سبتة المحتلة والجزيرة الخضراء (قادس)، وقامت باستغلال قاصرين في عملياتها الإجرامية. وقالت تقارير إسبانية، أن قوارب تهريب المخدرات التابعة لهذه الشبكة الإجرامية، كان يقودها غالبًا قاصرون، كما تورطت عناصر الشبكة في تهريب 200 مهاجر مغربي إلى أوروبا. ووفقا للمعلومات الأولية، كانت الشبكة تستلم حوالي 14,600 يورو من كل مهاجر سري، وتشمل جميع الرحلات والإقامات السرية بين الفنيدق وإسبانيا أو دول أوروبية أخرى. وبمجرد عبورهم الحدود البحرية من المغرب، نُقل المهاجرون سرًا في مركبات إلى ما يُسمى "بيوت آمنة" في سبتة المحتلة، قبل تهريبهم بحرا إلى سواحل الخزيرات. وفي المرحلة الأخيرة من العملية، التي شارك فيها أكثر من 100 ضابط، نُفِّذت ست عمليات تفتيش لمنازل في الجزيرة الخضراء (قادس)، وسبتة، وإيبيزا (جزر البليار). وتم ضبط 22 كيلوغراما من الحشيش و10,800 قرص كلونازيبام، بالإضافة إلى مبلغ نقدي قدره 47,000 يورو، وقاربين، وخمس مركبات، ومجوهرات متنوعة، وعبوات بنزين، وعدة سكاكين.
مجتمع

زاهدي لكشـ24: الاحتفاء بمتفوقي الشعب العلمية يخل بالتوازن التربوي وتجاهل الأدبيين يكرس الاقصاء
حذر الحسين زاهدي، أستاذ التعليم العالي وخبير في السياسات التربوية العمومية، من الآثار النفسية والاجتماعية السلبية التي قد تنتج عن مظاهر الاحتفاء المبالغ فيه بالتلاميذ المتفوقين، خصوصا في الشعب العلمية، مقابل تجاهل أو تهميش المتفوقين في الشعب الأدبية والتقنية والمهنية. وفي تصريحه لموقع كشـ24، اعتبر زاهدي أن هذا التمييز في الاحتفاء يضرب في العمق مبدأ التوازن التربوي، ويكرس لدى عدد من التلاميذ والأسر شعورا بالإقصاء والتهميش، ما من شأنه أن يؤدي إلى صراعات نفسية وضغوط حادة خلال فترات الامتحانات. وأشار زاهدي إلى أن عرض المعدلات المرتفعة على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مفرط، لا يأخذ بعين الاعتبار الظروف النفسية والاجتماعية التي تحيط بالتلميذ خلال فترة التحصيل، قائلا: "نفرح بهذه النتائج ونظهرها، لكن لا نرى الكلفة النفسية والاجتماعية التي دفعت في سبيل تحقيقها". وأضاف زاهدي، أن هذه الممارسات تحول التفوق الدراسي من مصدر فخر إلى آلة ضغط نفسي على الأسر والتلاميذ على حد سواء، مشددا على أن من الضروري أن يتم الاحتفاء داخل المؤسسة التعليمية ووسط الأسرة، مع ضمان العدالة بين جميع الشعب والمسارات، سواء كانت أدبية أو علمية أو تقنية أو مهنية. كما دعا زاهدي إلى الانتباه لمسارات التلاميذ بعد الباكالوريا، مشددا على أن المعدل المرتفع وحده لا يعكس بالضرورة نجاحا مستقبليا، ما لم يتبع بتوجيه أكاديمي ومهني سليم، يأخذ بعين الاعتبار طموحات وقدرات التلميذ. واعتبر أن التركيز المفرط على النتيجة النهائية قد يخفي خلفه حالات من التوجيه غير السليم، أو خيارات مفروضة تحت الضغط، قائلا: "ما يهمنا ليس فقط المعدل، بل ماذا بعده: هل التوجيه كان صحيحا؟ هل تمكن التلميذ من النجاح في اختياراته المستقبلية؟". وختم الخبير التربوي تصريحه بالتأكيد على ضرورة إعادة النظر في ثقافة الاحتفاء بالتفوق الدراسي في المغرب، والانتقال من منطق التباهي بالمعدلات إلى منطق تقدير الجهود، وتحفيز الجميع بمساواة، بعيدا عن المقارنة والتفضيل بين الشعب، حماية للمنظومة التربوية من آثار اجتماعية قد تكون عكسية.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 21 يونيو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة