يعيش مسجد القصب بالحي الحسني بمراكش، على ايقاع مجموعة من المشاكل بسبب ما وصفه مواطنون تدخل جمعية تنموية في تفاصيل تدبيره دون ترخيص من وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية.
وبحسب مصادر "كش24"، فإن المشاكل التي تعصف بهذا المسجد بدأت حينما قام بعض الأشخاص يتزعمهم رجل أمن متقاعد بتوقيع عريضة ضد الإمام السابق للمسجد متهمين إياه بممارسة الشعوذة والسحر، ليتم عزله وتعيين إمام مؤقت كبديل له، نجاح ربما هذا المسعى دفع بـ"عراب" العريضة إلى تأسيس جمعية اسماها "جمعية الحي الحسني كاسطور للتنمية الاجتماعية والتعاون"، انخرطت في أول نشاط لها بتجنيد بعض شباب الحي ذات صباح لتنظيف حديقة مهملة توجد أمام سينما السعادة، علقت الجمعية لافتة قرب الحديقة متبنية هذا الفعل المحمود.
غير أنه وبحسب المصادر ذاتها، سرعان ما تبين أن ذلكم ليس إلا حملة دعائية للجمعية المذكورة، حيث كان ذلك أول عمل وآخر عمل يهتم بنظافة الحي، قبل أن تتوجه الجمعية إلى مسجد القصب وتشرع في ترميمه، وهي الخطوة التي ستكون بمثابة بداية لبسط أيديها على جميع تفاصيل الحياة داخل المسجد الذي حولته إلى مقر لها.
وتقول المصادر نفسها، إن رئيس الجمعية نصب نفسه"وصيا" على المسجد، وشرع وأعضاء مكتبه عند انتهاء كل صلاة يوم جمعة ينادون عبر مكبرات الصوت: "أيها المصلون، نقوم بإصلاحات وينقصنا المال". حيث يتوزع مندوبو الجمعية عند بابي المسجد ويجمعون المال مباشرة من المحسنين، مقابل وصل أو بدونه.
واستمر هذا الحال مدة من الزمن إلى أن انتهوا من الترميم الذي استغرق وقتا طويلا، لينتقل بعدها أعضاء الجمعية إلى سطيحة المسجد حيث تصلي النساء وبنوا منزلا من ثلاث غرف دون انجاز التصاميم أو الحصول على الرخص اللازمة لذلك، الأمر الذي يطرح أكثر من علامة استفهام، حول محل موقع الجهات المعنية من سلطات ومندوبية الأوقاف مما يجري داخل هذا المسجد؟ ومن خول لهؤلاء جمع التبرعات؟.
المسجد الذي اجعلته الجمعية المذكورة اختصاصا حصريا لها، يعيش بحسب المصادر نفسها، وضعا مركبا على مستوى الإمامة، بعد أن فشلت الجمعية في إبعاد الإمام الذي اتهمته بالشعودة والذي لازال يتقاضى راتبه الشهري رغم التوقيف، ليصبح المسجد بإمامين، واحد رسمي يتقاضى راتبا شهريا دون أن يعمل، وهو ما يجعل منه إماما شبحا ضمن لوائح وزارة الأوقاف، وإمام مؤقت يصلي بالناس.
المواطنون والمتتبعون للشأن الديني يتساءلون من خول لهذه الجمعية التحكم في الصندوقين الموجودين بالمسجد؟ وهل من حقها ذلك اذا علمنا أن الصناديق توضع بترخيص من الأمانة العامة للحكومة؟ وعلى أي أساس قانوني تتحكم هذه الجمعية في شؤون المسجد؟ ومن خول لها قبول أو رفض هبات المحسنين؟ وما موقف مندوبية وزارة الأوقاف بمراكش من هذا كله؟ ومتى تتدخل مديرية المساجد بالرباط لتضع حلا جذريا لوضعية هذا المسجد بما فيه تعيين إمام جديد؟