* شارفتم على إنهاء المحطة الثانية من مرحلة الإعداد القبلي للموسم الرياضي المقبل ، هل اتضحت لديكم الرؤيا و أغلقتم اللائحة ؟
+ خلافا لما كان سائدا قبل موسمين من فوضى و ارتباك الإنطلاق مع بداية كل موسم ، بحيث كان المسؤولون يلجأون للإحتياط من لاعبي الأمل ، ثم فريق الأمل ثم بعدها يتقاطر لاعبو الفريق الأول بعد أن تكون جل الفرق المنافسة قد شمرت عن سواعدها ، وهي الظاهرة التي نخرت جسم النادي و جردته من هويته .
أقول : مباشرة بعد عودة فريق الكوكب المراكشي للقسم الوطني الثاني حافظنا على الهيكل الأساس للفريق ، و هو ما ساعدنا على تحقيق الهدف المتفق بشأنه و المتمثل في خلق فريق تنافسي يحافظ على مكانته ضمن فرق الصفوة .
أعني بهذا أن لائحة الفريق اليوم لم يطرأ عليها تغييرا يذكر على اعتبار أن بعض الأسماء المنتدبة كان لنا بها اتصال منذ وقت بعيد كما هو الشأن بالنسبة للملحاوي ، فقط بعض الإجراءات الظرفية هي التي حالت دون التحاقهم .
اللهم ما تعلق بمغادرة اللاعب جبيرة الذي تركزت لديه قناعة بتغيير الأجواء لتجود علينا صفقته باللاعبين كوشام و كرين ، و لنا في السقاط و التايك إن شاء الله الخلف ، ثم اللاعب المالي صامبا الذي اقترح علينا في آخر اللحظات و الذي أقنعنا بقدراته و مؤهلاته من خلال المتابعة و التجربة ، بحيث خلف انطباعا جيدا كشاب موهوب لعب مؤخرا لمنتخب بلاده بكأس العالم للشبان بتركيا .
عموما يمكن أن أجزم أن لائحة الفريق الأساسية منتهية إذا ما حالفنا الحظ في تجنب الأعطاب التي قد تبعد عنا اللاعب الزبيري نصف الموسم القادم .
* الملاحظة الأولية التي تبادر إلى ذهن المتتبع لشأن الكوكب المراكشي هي شح العملة المحلية من لاعبي فريقي الشبان و الأمل . ما قراءتكم لذلك ؟
+ أعتقد مرد ذلك هو تأخر في منظومة التكوين ليست مرتبطة بفريق الكوكب المراكشي وحده بقدرما هي نهج سارت عليه كل الأندية التي رهنت نفسها بتحقيق النتائج ، و من تم تجد نفسها مجبرة على البحث على اللاعب الجاهز .
أما في ما يخص فريق الكوكب الذي أتشرف بقيادته حاليا فقد كانت لدينا أهداف عاجلة لتحقيق الصعود و مع ذلك فسحنا مجال التمرين و التوجيه لمجموعة من أبناء الفريق الذين نجح بعضهم في فرض ذاته و رسميته داخل المجموعة كالبهجة و الحارس المحمدي ، كما أننا عاودنا ربط الصلة بالقص و أبرارو و الصباني .
وتبقى الجاهزية هي الفيصل و مقياس التعامل في اعتماد اللاعب لأنك مجبر من باب المسؤولية الإحترافية على تقديم لائحة من 30 لاعب ، ضمنها 3 حراس و 5 لاعبين شبان ثم 22 لاعب يمثلون لاعبين لكل مركز داخل الملعب ، والحالة هذه لا تقبل العاطفة أو التجاوز و لا حتى التسامح .
ولن أنفي أننا وقفنا غير ما مرة على مجموعة عينات من لاعبي الفريق الشبان الموهوبين و المتوفرين على قدرات جيدة في اللعبة ، إنما بالإقتراب منهم أكثر تقف على حقيقة أنهم غير مؤهلين بما يفي بلعب لقاءات من مستوى البطولة الوطنية الإحترافية على الأقل، وقد فسحنا المجال للعديد منهم ليلعب بفريق الأمل كي يكتسب بعضا من المؤهلات لكنهم فشلوا في منح الفريق الإضافة التي هو في حاجة إليها .
ونزولا عند الإلزام القانوني للجامعة اعتمدنا الخمسة لاعبين الأحسن بمجموعة الشبان كطاش طاش و أكرم ، وكخلاصة لا أحد منا يكره أن يتشكل الفريق من أبناء مدرسته لما لذلك من تبعات و لو على مستوى الربح المادي،إنما و هي الحقيقة القاسية لا نتوفر على لأولئك اللاعبين الذين يمكنهم أن يمارسوا بالقسم الإحترافي حاليا .
* وبخصوص الإنتدابات التي أقدمتم عليها ، هل طاوعكم المكتب المسير من حيث تخصيص الغلاف المالي ؟
+ الأصح هو أننا طاوعنا المكتب المسير على اعتبار اطلاعنا بواقع الحال الداخلي للنادي ، و من تم فاشتغالنا يسير بشكل جماعي متناسق إلى حد ما ، واستطعنا تحقيق إنجازات مهمة في هذا الإتجاه ، كان أهمها تصفية ديون النادي التي كانت عالقة و متراكمة لعدة سنوات لدرجة أن منحة الجامعة لفريق الكوكب المراكشي خلال الموسمين الأخيرين كانت تحجز لاستخلاص ديون بعض اللاعبين و المدربين ، إضافة لديون الفنادق و الممونين و غيرهم ، و قد نجحنا خلال موسمين فقط في تصفية كل ذلك بقيمة مالية تقدر بحوالي المليار و النصف سنتم .
وقد آلينا على أنفسنا طوعا و عن قناعة تصحيح وضعية النادي و التفرغ للبناء التدريجي من منطلق التخطيط العلمي الدقيق لتثبيت الهوية و تقوية الكينونة اللتين افتقدتا في محطات سابقة . بطبيعة الحال كل مدرب يود أن يوفر له النادي الذي يشتغل معه لاعبين من عيار ثقيل ، لكن لا أرى شخصيا نفعا في ذلك إذا ما كان هذا النادي مفتقدا للتوازن بين المالي و البشري ، ولا أعتقد أن التركيبة البشرية الراهنة لفريق الكوكب المراكشي و عقلية اللاعب المغربي عموما تتقبل أن ينتدب النادي لاعبا ب 100 مليون أو أكثر ليلعب إلى جانب آخر لم يتقاض حتى نصف المبلغ فهذه وضعية لا تنتج سوى الإختلال .
واسمحوا لي هنا لأصحح بعض ما نشر بشأن قيمة الإنتدابات ، فكل اللاعبين المنتدبين بالكوكب المراكشي خلال الموسمين الأخيرين تعاقدوا معنا بصفر درهم ، لأنهم كانوا أحرارا باستثناء اللاعب المالي صامبا الذي دفع النادي مقابل جلبه 15 مليون سنتم ، و اللاعب اعميمي من رجاء بني ملال الذي توصل فريقه ب 25 مليون سنتم ، أما تضخيم الصفقات باحتساب منح التوقيع و مجمل رواتب السنة فأعتقد أنه خطأ ، اللهم إن كان ذلك بنية مبيتة أو لغرض في نفس المصرح بالخبر ، مع ما لذلك من أثر سلبي على اللاعب و الفريق و الجمهور كذلك .
* بعد المسار الناجح و الظهور المفاجئ لفريق الكوكب المراكشي خلال الموسم الفارط ألا تعتقدون أن سقف طموح الجمهور قد أصبح عاليا ؟
+ هناك جزئيات كثيرة تتداخل في ما بينها كي تنتج وضعا ما ، ولا يمكنك التنبؤ بالآتي قبل أن ينطلق السباق و تحتك بالمنافس . الموسم الماضي كانت تحفه ظروف لا تشبه في شيء ما نحن عليه اليوم و كذلك الفرق الأخرى .
إنما نحن دائما نؤمن بما نتوفر عليه من إمكانات و قدرات ، و نتعامل بواقعية معها و جل من لا يخطئ . نركز كثيرا على نوعية خاصة من اللاعبين بحيث الأخلاق و الإنضباط و الإقتناع بحمل قميص الفريق و الإفتخار باللعب في صفوفه .
ومن جهتنا نؤطر ذلك بالتفهم و الصراحة و التواصل المستمر و مراعاة المصلحة الخاصة و العامة ، و تلك قيم نفيسة ساعدتنا في كسب ود مجموعة من اللاعبين المنتدبين و كان للاعبين الذين غادروا الفريق دور كبير في تزكيتها وهذا مكسب جديد لنادي الكوكب المراكشي .
عموما من حق الجمهور دائما أن يطمح في أن يفوز فريقه كل أسبوع ، لكن بين حلم المشجع و حقيقة الممارسة التي تفرضها اعتبارات عدة هناك بون كبير إذا لم نراعي حقيقة واقع كرة القدم المغربية بالنظر لأسناد النادي و مدى قدرتها على الوفاء ، و معطيات الأندية المنافسة و مدى استعدادها و أشياء أخرى كما يبقى دائما عامل المفاجأة حاضرا كما حصل معنا الموسم الماضي .
فهناك فرق تستعد أساسا للفوز بالبطولة ، و أخرى تعمل فقط على تفادي النزول ، ثم صنف ثالث نتمنى أن نكون واحدا منه يخلق متاعب لهؤلاء و أولائك و لا استحالة في ميدان لعب كرة القدم . سنعمل دائما من أجل تحسين فريقنا دون أن نتطلع لما هو فوق الطاقة و المتاح ، و سأكررها من جديد ، رغم أن البعض يعتبرني أموه أو أوهم ، فأولوية فريق الكوكب المراكشي و هدفه الكبير هو فقط ضمان بقائه بقسم الإحتراف و تثبيت مكانته به كرقم يعتبر و ليس كعابر سبيل كما كان عليه الوضع في مواسم ماضية .
وهذا لا ينفي أننا لن نصارع من أجل تبوئ المقدمة إنما الواقعية تحتم علي الصراحة و اللعب على المكشوف حتى نكون محررين من الضغط ، و من كان يعتبر هذا تصريحا مملا فذلك شأنه الخاص ، و لن أبيع الوهم لجمهور الفريق و أفضل أن نكون مفاجأة سارة على أن أكون كذابا .
* ما الإضافة التي عرفها تجديد تعاقدكم مع الكوكب المراكشي ؟
+ هي قناعة تركزت لدى المكتب المسير بقراءة متأنية في الأخطاء التي ارتكبت في المواسم الماضية و التي كثيرا ما انتهت بهزات مخلخلة للنادي ، ارتأى معها هؤلاء تصحيح الوضع الداخلي و إعادة الهيكلة العامة و من ضمنها توسيع صلاحية المدرب إلى الإشراف العام ، و بالمناسبة أشد على يد مجموعة إخوة داخل المكتب على ما يقدموه من جهد مالي و بدني
و زمني لصالح إعلاء شأن نادي الكوكب المراكشي الذي بدأ يستعيد صيته و مقوماته .
أنتمي اليوم من خلال مهمتي لهؤلاء الساعين بالفريق لمجاراة الأندية الكبرى بعدما أضعنا فرصا و حقبا كنا السباقين فيها لكل شيء على الصعيد الوطني و الأفريقي . فبالإضافة لقيادة الفريق الأول للكوكب المراكشي نفتح اليوم أوراشا متعددة على مستوى التكوين و التأهيل و التخطيط لذلك من منظور علمي مستجد ، أوراش خطوطها العريضة هي إعادة هيكلة النادي من الناحيتين التقنية و الرياضية مع مصاحبة ذلك بالتقييم و التقييم ، لأننا وقفنا على حالة تناقض خطيرة جدا ، وهي أن الصورة التي يظهر عليها النادي تبدو جد كبيرة إنما الواقع يقول عكس ذلك ، و من تم ارتأينا إيقاف النزيف ، و العمل على تطوير ما يمكن تطويره و إعادة بناء ما يستوجب الهدم الكلي .
عمل كبير يتطلبه منا الواقع الجديد ، تقنيون و مسيرون ، حتى يقف النادي على أسس صحيحة ، و سنقف بشكل مباشر على انطلاقة كل ورش على حدة ، ثم سنواكب المراحل الإجرائية مع المشرفين على كل ورش في تجاه بلوغ الأهداف . وبيت القصد في هذا كله هوة قطاع التكوين الذي شهد عندنا تأخرا كبيرا مقارنة بأندية أخرى كفريقي الجيش و تطوان مثلا ، و نسعى إلى تداركه بتكوين مستمر للأطر من قبل مؤطر كفء في الميدان .
* ما توقع هشام الدميعي لبطولة الموسم القادم ؟
+ أعتقد أن الصراع لن يخرج عن المتعارف عليه بين الفرق الكبيرة التي تؤهلها بنيتها التحتية و البشرية و المالية ، و أعني بطبيعة الحال فرق الرجاء و الوداد و الجيش و تطوان هي الفرق التي شهدت انتدابات قوية كذلك مع الأطر التقنية الكفأة التي تشرف عليها .
وقد تابع الجميع الموسم الماضي كيف عاد فريق الرجاء البيضاوي من صفوف المؤخرة ليصارع على اللقب ، و قد تعاقد اليوم مع أحد أكبر المدربين ، الفريق التطواني الذي حافظ على الإستمرارية و الإستقرار ، رغم أن المشاركة في كأس العالم قد تكون سلبية عليه في ما بعد ، فريق الوداد بمسيريه الجدد سيعملون على المستحيل لتصحيح صورة الفريق و المصالحة مع جمهوره ، ثم فريق الجيش الملكي بإدارته القارة و مدربه الكفء الذي يخبر جيدا عقلية اللاعب المغرب و المنافسة الكروية ، و تبقى كل الفرق الأخرى تحترم .
* في الشأن الوطني ، ما حدود فريق المغرب التطواني بكأس العالم للأندية و من ترشح للتتويج؟
+ كل فريق يتمنى أن يكون مشاركا في موندياليتو الأندية ، و فريق المغرب التطواني فريق كبير يتوفر على تركيبة لاعبين جيدين و طاقم تقني على أعلى مستوى ، فريق يجيد لعب كرة القدم الحديثة و أنا شخصيا أستمتع بمشاهدته ، وأهنئ بالمناسبة الإدارة التقنية و الإدارية للفريق التطواني على ما بدلوه و ما حققوه من إنجازات و هي تنم عن عمل مضن و جهيد بذل في الكواليس و نتمنى لهم حظا موفقا كما سنكون وراءهم لأنهم كسبوا حق تمثيل المغرب في هذا المحفل العالمي و دخلوا التاريخ من بابه الواسع كيفما كانت النتيجة النهائية ، لدى عليه أن يلعب دون مركب نقص تفاديا للضغط ، وستكون نتيجة لقائه الأول هي المحدد الأبرز لمسيرته في المنافسة .
أما التتويج فرغم أني من جمهور نادي برشلونة ( يضحك ) ، فأرشح ريال مدريد بحكم القوة الضاربة التي يتوفر عليها من اللاعبين و تلك هي عذوبة الروح الرياضية .
* و ما قولك في المنتخب الوطني و الكأس الأفريقية ؟
+ من منظوري الشخصي ، الوضع يتطلب القطع مع منطق الصومعة و الحلاق و البحث عن كبش الفداء و الدرائع في كل مناسبة ، لأن ذلك لن يفيد في شيء بقدرما يبقي الإختلال قائما دائما . فالمنتخب الألماني الذي فاز مؤخرا بكأس العالم حصد ثمار عقد من العمل المتواصل في أجواء استقرار تقني و إداري ، دون ضغط أو إطغاء للعاطفة على العقل .
وقد نجحت في تغيير سياستها التقنية جدريا بعد سنة 98 و خلقت جيلا جديدا هو الذي تمكن اليوم من اعتلاء عرش الكرة العالمية . أريد أن أصل من هذا إلى وجوب استخلاصنا دروسا من المدرسة الألمانية ، ووقف الوهم الذي بدأ البعض يسوق له من خلال المطالبة بالكاس الأفريقية دون التفكير في الجاهزية المفتقدة للاعبين و تجاهل تام لواقع الكرة الوطنية التي هي في شبه ولادة جديدة ثم الكرة المنتخبات الإفريقية و ما راكمته مؤخرا ، و كأننا بذلك الشخص الذي يود شنق نفسه بيديه من خلال شعارات : لا خيار و لا بديل عن الفوز بالكأس و النفخ في قدرات لاعب معين و الإنتقاص من الآخر . فحقيقة اللحظة بطبيعة الحال تتطلب منا جميعا بذل أكثر من المستطاع حفاظا على السمعة المغربية .
إنما الواقع يحتم علينا الإعتراف بمن هو أقوى منا لأننا منحنا لأنفسنا تأخرا كبيرا مقارنة بالمنتخبات الأفريقية ، وعلينا ألا نرتكب نفس الخطأ بالتعبئة الجماهيرية المغلوطة لأن ذلك لن يكون إلا سلبيا ، عكس التعبئة المبنية على الإقتناع بالوضع الراهن و التي من شأنها رفع الضغط على مكونات الفريق ليمكنه أن يحقق المفاجأة و رغبة المغاربة .
وأنا على قناعة تامة من كون الناخب بادو الزكي هو رجل التحديات و سيعمل كل ما وسعه لإسعاد المغاربة .