للمرة الأولى، سيناقش مجلس الشيوخ الإسباني بكامل هيئته، في الأسبوع المقبل، التحول الجذري في الموقف التقليدي للحكومة الإسبانية بشأن قضية الصحراء، حيث سيناقش مجلس الشيوخ هذا الموضوع الأربعاء المقبل ، بعد أن قدمت المجموعة الكونفدرالية اليسارية اقتراحا لمطالبة الجلسة العامة بالتعبير عن "رفضها" للتغيير الجذري" في الموقف الحكومي الرسمي بشأن الصحراء، حسبما أوردت وكالة أوروبا بريس الإسبانية.وحسب المصادر ذاتها، هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها طلب مناقشة الموضوع في مجلس الشيوخ، حيث تعتزم جهات سياسية داخل البرلمان الإسباني انتقاد الحكومة واتهامها بانتهاك قرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي حول قضية الصحراء المغربية.وأوضح الموقعون أن "هذا التغيير في الموقف التاريخي لإسبانيا ، التي كانت تناضل لسنوات من أجل حل سياسي مقبول للطرفين من أطراف النزاع ، يمكن أن يكون له عواقب دبلوماسية على علاقات إسبانيا مع الصحراء والجزائر والمغرب". وفي حالة التصويت بالموافقة على هذا الاقتراح واعتماده من طرف مجلس الشيوخ، سيعمق من حدة الخلاف بين البرلمان والحكومة المركزية حول قضية الصحراء المغربية. وندد البرلمان الإسباني بتخلي الحكومة عن موقفها "التاريخي" المحايد حول النزاع في الصحراء المغربية، بعدما قررت تأييد مقترح المغرب منح المنطقة المتنازع عليها حكما ذاتيا، لتجاوز أزمة دبلوماسية مع الرباط.واعتبر القرار الذي تبناه مجلس النواب أن تخلي إسبانيا عن حيادها "التاريخي" إزاء النزاع يفيد "عمليا دعم الطريق التي يقترحها المغرب، بالتخلي عن أساس حل سياسي مقبول لطرفي" النزاع. وعبر بيدرو سانشيث، رئيس الحكومة الإسبانية، في مارس الماضي، عن دعم بلاده لمبادرة الحكم الذاتي، المقدمة من طرف المملكة المغربية لحل النزاع المفتعل في منطقة الصحراء. وقال سانشيز، إن إسبانيا تعتبر أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007 هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع.