مجتمع

“جودة الخبز” تثير جدلا في المغرب.. وفيدرالية المخابز ترد


كشـ24 نشر في: 2 أبريل 2021

"الدقيق الذي يستعمل في إنتاج الخبز في المغرب لا يصلح حتى كعلف للبهائم"، هذا ما صرح به الكاتب العام للفدرالية المغربية لأرباب المخابز والحلويات، قائلا "الدقيق الذي تنتجه المطاحن يستعمل في بلدان أخرى في تغذية الدجاج والمواشي".وتابع القيري أن أصحاب المخابز في المغرب يضطرون إلى إضافة مكونات أخرى إلى عجين الخبز، من أجل الرفع من جودة هذه المادة الرئيسية على موائد المغاربة.واستند المتحدث في تعليل طرحه هذا، على تصريحات سابقة لوزير الشؤون العامة والحكامة الراحل محمد الوفا داخل قبة البرلمان، عندما أشار إلى ترويج عدد من المطاحن لدقيق وصفه بـ"الفاسد والرديء".وأثارت تصريحات الكاتب العام للفدرالية المغربية لأرباب المخابز والحلويات، جدلا واسعا بين المغاربة، وموجة غضب عارمة وسط مهنيي قطاع المطاحن والمخابز في المغرب، والذين استنكروا تلك الخرجة الاعلامية، معتبرين بأنها تستهدف المساس بصورة القطاع وسمعته، ومشيرين إلى الجهود المبذولة من أجل مراقبة جودة الدقيق المقدم للمستهلك المغربي.المساس بسمعة القطاعوردا على هذه التصريحات المثيرة للجدل، يرى حسين أزاز، رئيس الجامعة الوطنية للمخابز والحلويات بالمغرب، في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، أنها لا تمثل سوى صاحبها، محملا إياه المسؤولية الأخلاقية والمهنية في ذلك.وأكد أزاز أن "المطاحن المغربية تلتزم بشكل كامل باحترام دفتر التحملات، ويتم إنتاج الدقيق في ظروف جيدة جدا، بتنسيق مع المكتب الوطني للحبوب والقطاني والمكتب الوطني للسلامة الصحية، الذي يسهر على احترام معايير الجودة ورصد كل المخالفات التي من شأنها أن تضر بصحة المواطن".ويرى المتحدث، بأن "تصريحات المسؤول المهنيي، تغرد خارج السرب في غياب أي دليل على أقواله، التي من شأنها تغليط المستهلك وتشويه سمعة القطاع".ويشير إلى أن جميع أكياس الدقيق سواء اللين أو الصلب، تحمل خاتم الاعتماد الصحي الذي يؤكد سلامة وجودة المنتوج الموجه للمغاربة"، كما يؤكد أن إنتاج هذه المادة يمر عبر مراحل محددة ويخضع لموصفات دقيقة.مراحل مراقبة جودة الدقيقبدوره رفض مولاي عبد القادر العلوي، رئيس الجامعة الوطنية للمطاحن بالمغرب، التصريحات المشككة في جودة الدقيق الذي يتم إنتاجه في المطاحن المغربية والموجه لصناعة الخبز، وأكد أن تواجد 138 مطحنة، و هو عدد المطاحن الموزعة عبر ربوع المملكة، يجعل المنافسة شرسة في ما بينها، مما يضطرها للاستثمار في الجودة، في ظل تواجد عدد كبير من العلامات داخل الأسواق، تتيح للمستهلك فرصا متعددة لاختيار ما يناسب أذواقه عند اقتناءه للدقيق.وأوضح المتحدث في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، أن مهنيي هذا القطاع يحرصون على استيراد أجود أنواع الحبوب، التي تتوفر على قيمة غذائية عالية، وتخضع لاختبارات عديدة قبل وصولها إلى المغرب، من قبل هيئات ومؤسسات دولية متخصصة في مراقبة الجودة، وهي جودة تضاهي ما يتم استهلاكه في الدول المصدرة.كما لا يمكن تفريغ تلك المواد والولوج بها إلى التراب الوطني، حسب العلوي، إلا بعد حصولها على إذن من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية، الذي يقوم بأخذ عيينات وفحصها للتأكيد من مدى مطابقتها لشروط السلامة الصحية.ويضيف المتحدث أن المطاحن وبعد توصلها بحبوب القمح المستورد، تقوم بدورها بإجراء تحليل سريع لعينات منها، داخل مختبرات خاصة ويإشراف من متخصصين في الجودة.وبعد ذلك، يشير المسؤول في قطاع المطاحن في المغرب، إلى أنه يتم تخزين القمح داخل المطحنة بعد تنظيفه من الشوائب، ثم إخضاعه لعملية التمشيط لإزالة الغبار وغسله لأكثر من مرة، قبل نقله للسحق و طرحه في الأسواق.ويلفت العلوي إلى أهمية انتباه المستهلك إلى تاريخ انتهاء صلاحية الدقيق المدون على الأكياس، واتباع ارشادات حفظ هذه المادة، من أجل تفادي تلفها.التحقيق الشامل لحسم الجدلوطرح هذا النقاش والتراشق بالكلمات بين مهنيي هذا قطاع، حول مدى مطابقة الدقيق في المغرب لمعايير الجودة والسلامة الصحية، العديد من التساؤلات لدى المغاربة حول جودة مادة الخبز التي يستهلكونها بشكل يومي.وفي خضم هذا الجدل طالب وديع مديح، رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات المستهلك بالمغرب، بإجراء تحقيق شامل ودقيق من طرف السلطات المختصة، بغية تحديد المسؤوليات، ومحسابة المخالفين للقانون.ودعا المتحدث في تصريح لـ"سكاء نيوز عربية" إلى "ضرورة التأكد من صحة التصريحات التي تصف الخبز الذي يستهلكه المغاربة، بعلف للبهائم، عبر إجراء اختبارات توفر معطيات علمية، تبث مدى صحة احتواء الدقيق على مواد ضارة بصحة الإنسان".واعتبر مديح أن "وصف تلك المادة الأساسية المهمة لدى المغاربة، بغذاء البهائم والمواشي، هو تمثيل خطير جدا، يرتبط بالأمن الغذائي للمستهلك المغربي، ويسائل دور الجهات العمومية في التدخل لحسم هذا الجدل، وطمأنة المستهلك على جودة وسلامة المواد الاستهلاكية الأساسية المعروضة في الأسواق".المصدر: سكاي نيوز

"الدقيق الذي يستعمل في إنتاج الخبز في المغرب لا يصلح حتى كعلف للبهائم"، هذا ما صرح به الكاتب العام للفدرالية المغربية لأرباب المخابز والحلويات، قائلا "الدقيق الذي تنتجه المطاحن يستعمل في بلدان أخرى في تغذية الدجاج والمواشي".وتابع القيري أن أصحاب المخابز في المغرب يضطرون إلى إضافة مكونات أخرى إلى عجين الخبز، من أجل الرفع من جودة هذه المادة الرئيسية على موائد المغاربة.واستند المتحدث في تعليل طرحه هذا، على تصريحات سابقة لوزير الشؤون العامة والحكامة الراحل محمد الوفا داخل قبة البرلمان، عندما أشار إلى ترويج عدد من المطاحن لدقيق وصفه بـ"الفاسد والرديء".وأثارت تصريحات الكاتب العام للفدرالية المغربية لأرباب المخابز والحلويات، جدلا واسعا بين المغاربة، وموجة غضب عارمة وسط مهنيي قطاع المطاحن والمخابز في المغرب، والذين استنكروا تلك الخرجة الاعلامية، معتبرين بأنها تستهدف المساس بصورة القطاع وسمعته، ومشيرين إلى الجهود المبذولة من أجل مراقبة جودة الدقيق المقدم للمستهلك المغربي.المساس بسمعة القطاعوردا على هذه التصريحات المثيرة للجدل، يرى حسين أزاز، رئيس الجامعة الوطنية للمخابز والحلويات بالمغرب، في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، أنها لا تمثل سوى صاحبها، محملا إياه المسؤولية الأخلاقية والمهنية في ذلك.وأكد أزاز أن "المطاحن المغربية تلتزم بشكل كامل باحترام دفتر التحملات، ويتم إنتاج الدقيق في ظروف جيدة جدا، بتنسيق مع المكتب الوطني للحبوب والقطاني والمكتب الوطني للسلامة الصحية، الذي يسهر على احترام معايير الجودة ورصد كل المخالفات التي من شأنها أن تضر بصحة المواطن".ويرى المتحدث، بأن "تصريحات المسؤول المهنيي، تغرد خارج السرب في غياب أي دليل على أقواله، التي من شأنها تغليط المستهلك وتشويه سمعة القطاع".ويشير إلى أن جميع أكياس الدقيق سواء اللين أو الصلب، تحمل خاتم الاعتماد الصحي الذي يؤكد سلامة وجودة المنتوج الموجه للمغاربة"، كما يؤكد أن إنتاج هذه المادة يمر عبر مراحل محددة ويخضع لموصفات دقيقة.مراحل مراقبة جودة الدقيقبدوره رفض مولاي عبد القادر العلوي، رئيس الجامعة الوطنية للمطاحن بالمغرب، التصريحات المشككة في جودة الدقيق الذي يتم إنتاجه في المطاحن المغربية والموجه لصناعة الخبز، وأكد أن تواجد 138 مطحنة، و هو عدد المطاحن الموزعة عبر ربوع المملكة، يجعل المنافسة شرسة في ما بينها، مما يضطرها للاستثمار في الجودة، في ظل تواجد عدد كبير من العلامات داخل الأسواق، تتيح للمستهلك فرصا متعددة لاختيار ما يناسب أذواقه عند اقتناءه للدقيق.وأوضح المتحدث في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، أن مهنيي هذا القطاع يحرصون على استيراد أجود أنواع الحبوب، التي تتوفر على قيمة غذائية عالية، وتخضع لاختبارات عديدة قبل وصولها إلى المغرب، من قبل هيئات ومؤسسات دولية متخصصة في مراقبة الجودة، وهي جودة تضاهي ما يتم استهلاكه في الدول المصدرة.كما لا يمكن تفريغ تلك المواد والولوج بها إلى التراب الوطني، حسب العلوي، إلا بعد حصولها على إذن من طرف المكتب الوطني للسلامة الصحية، الذي يقوم بأخذ عيينات وفحصها للتأكيد من مدى مطابقتها لشروط السلامة الصحية.ويضيف المتحدث أن المطاحن وبعد توصلها بحبوب القمح المستورد، تقوم بدورها بإجراء تحليل سريع لعينات منها، داخل مختبرات خاصة ويإشراف من متخصصين في الجودة.وبعد ذلك، يشير المسؤول في قطاع المطاحن في المغرب، إلى أنه يتم تخزين القمح داخل المطحنة بعد تنظيفه من الشوائب، ثم إخضاعه لعملية التمشيط لإزالة الغبار وغسله لأكثر من مرة، قبل نقله للسحق و طرحه في الأسواق.ويلفت العلوي إلى أهمية انتباه المستهلك إلى تاريخ انتهاء صلاحية الدقيق المدون على الأكياس، واتباع ارشادات حفظ هذه المادة، من أجل تفادي تلفها.التحقيق الشامل لحسم الجدلوطرح هذا النقاش والتراشق بالكلمات بين مهنيي هذا قطاع، حول مدى مطابقة الدقيق في المغرب لمعايير الجودة والسلامة الصحية، العديد من التساؤلات لدى المغاربة حول جودة مادة الخبز التي يستهلكونها بشكل يومي.وفي خضم هذا الجدل طالب وديع مديح، رئيس الجامعة الوطنية لجمعيات المستهلك بالمغرب، بإجراء تحقيق شامل ودقيق من طرف السلطات المختصة، بغية تحديد المسؤوليات، ومحسابة المخالفين للقانون.ودعا المتحدث في تصريح لـ"سكاء نيوز عربية" إلى "ضرورة التأكد من صحة التصريحات التي تصف الخبز الذي يستهلكه المغاربة، بعلف للبهائم، عبر إجراء اختبارات توفر معطيات علمية، تبث مدى صحة احتواء الدقيق على مواد ضارة بصحة الإنسان".واعتبر مديح أن "وصف تلك المادة الأساسية المهمة لدى المغاربة، بغذاء البهائم والمواشي، هو تمثيل خطير جدا، يرتبط بالأمن الغذائي للمستهلك المغربي، ويسائل دور الجهات العمومية في التدخل لحسم هذا الجدل، وطمأنة المستهلك على جودة وسلامة المواد الاستهلاكية الأساسية المعروضة في الأسواق".المصدر: سكاي نيوز



اقرأ أيضاً
اعتقال متهمين بإسبانيا بسبب استغلال مهاجرين مغاربة بعقود وهمية
تم القبض على أربعة أشخاص في جيبوثكوا (إقليم الباسك) بتهمة تسهيل الهجرة غير الشرعية واستغلال العمال الأجانب ، وخاصة المهاجرين المغاربة، حيث قاموا بمعالجة تصاريح العمل والإقامة غير القانونية لهم مقابل مبالغ مالية. وبحسب وكالة الأنباء الإسبانية "إفي" ، أوضحت الشرطة الوطنية أن المعتقلين كانوا جزءًا من "شبكة منظمة" سهلت الدخول والإقامة غير الشرعية في إسبانيا لمواطنين مغاربة من خلال عقود وهمية في بلدهم الأصلي من قبل شركتين للبناء، واحدة مقرها في بيزكايا والأخرى في جيبوثكوا. وتم استغلال عروض العمل للحصول على الإقامة وتصاريح العمل، ولكن المهاجرين لم يتم توظيفهم بعد ذلك في الشركات، بل أجبروا على العمل خارج الشركات في ظروف محفوفة بالمخاطر.وبدأ التحقيق في أكتوبر 2024، عندما تم اكتشاف مخالفات محتملة في العديد من طلبات القيد بالسجل البلدي، والتي كانت جميعها تحمل عنوان منزل في بلدة إيرون. وأكد الضباط أنه منذ نونبر 2019، تم تسجيل 19 شخصًا في هذا العنوان في إرون ، و16 آخرين في منازل في سان سيباستيان دون أن يكونوا مقيمين هناك. وتمكنت الشرطة الوطنية من تحديد هوية 19 شخصا في أماكن مختلفة بإسبانيا، والذين كانوا مسجلين في العقارات قيد التحقيق، واعترف 13 منهم بدفع أموال لأحد المعتقلين. وتمكن ما لا يقل عن 10 من المقيمين المسجلين من تسوية وضعهم في إسبانيا من خلال تصاريح الإقامة والعمل المرتبطة بعقود في بلدهم الأصلي تديرها شركتان للبناء.
مجتمع

مغربي يتسبب في حالة طوارىء بمطار إيطالي
تمكّن مهاجر مغربي يبلغ من العمر 29 عامًا، موضوع طُرد وترحيل من إيطاليا، من الهروب من قبضة الشرطة، قبل لحظات من صعوده إلى الطائرة التي ستنقله إلى بلده الأصلي. وهرب المعني بالأمر على أحد مدارج مطار ماركوني في بولونيا. وفي محاولةٍ منه لتضليل رجال الشرطة، افتعل حريقا، تم إخماده من طرف رجال الإطفاء بالمطار. ووقع الحادث السبت الماضي، بعد الساعة السادسة مساءً بقليل. ولم تُوقف الشرطة الهارب، الذي تمكن من تسلّق السياج الواقي وتجاوز محيط المطار. وتم وضعه قيد البحث من قِبل دوريات المراقبة الإقليمية. وتسببت الحادثة في تعليق الرحلات الجوية في مطار بولونيا ماركوني من الساعة السادسة مساءً حتى السادسة والنصف مساءً. وبعد إخماد النيران، عادت الأمور إلى طبيعتها، لكن مع تسجيل تأخير عدة رحلات، وتم تحويل مسار طائرتين، إحداهما قادمة من إسطنبول والأخرى من باليرمو، وهبطتا في مطار ريميني والثانية في مطار فورلي.
مجتمع

مخاوف من تكرار فضيحة “كوب28” تقود الوزيرة بنعلي للمساءلة البرلمانية
تقدمت فاطمة الزهراء التامني، النائبة عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، بسؤال كتابي لوزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، تطالب فيه بتوضيحات حول مدى توفر ضمانات الشفافية والنجاعة في صفقة تفويض تنظيم مشاركة المغرب في مؤتمر المناخ “كوب 30”، المرتقب تنظيمه في نونبر المقبل بالبرازيل. وحذّرت النائبة التامني في معرض سؤالها، من تكرار ما وصفته بـ”فضيحة كوب 28″ التي عرفت، حسب قولها، مشاركة وفد مغربي كبير بتكلفة فاقت 9 ملايين درهم، دون أدوار واضحة لغالبية المشاركين، ما أثار انتقادات واسعة بشأن الحكامة وترشيد النفقات. التامني أبرزت أن صفقة “كوب 30” تم تفويضها إلى شركة خاصة بكلفة تقارب 9 ملايين درهم، ما يثير مخاوف حقيقية من تكرار نفس السيناريو، خصوصاً أن مؤتمر “كوب 29” المقرر بأذريبدجان في 2024 عرف بدوره صفقة بلغت 5.9 ملايين درهم. وفي هذا السياق، طالبت النائبة الوزيرة بالكشف عن المعايير المعتمدة لاختيار المشاركين في هذه المؤتمرات، وتفسير مشاركة أعداد كبيرة دون مهام محددة، إضافة إلى توضيح الإجراءات المتخذة لضمان الشفافية والفعالية، وتفادي تبذير المال العام، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.
مجتمع

مختصة نفسية تكشف لـ”كشـ24″ أبعاد سخرية المغاربة من موجة الحرارة على مواقع التواصل
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب خلال الأيام الماضية، موجة واسعة من المنشورات الساخرة، تفاعلا مع الارتفاع المهول في درجات الحرارة التي تشهدها مختلف المدن، حيث عبر عدد من النشطاء بروح دعابة عن معاناتهم اليومية مع القيظ، في تدوينات جمعت بين الطرافة والتهكم، وأحيانا الإبداع، الأمر الذي أثار اهتمام المتتبعين وأعاد إلى الواجهة دور السخرية في المجتمع.وفي هذا السياق، أوضحت الأخصائية النفسية والباحثة في علم النفس الاجتماعي، الأستاذة بشرى المرابطي، في تصريحها لموقع "كشـ24"، أن السخرية تعد بمثابة رسائل نفسية واجتماعية، وأحيانا حتى سياسية، تهدف إلى إنتاج الضحك وتوفير مساحة جماعية للتنفيس، وأشارت إلى أن الضحك، كما يرى الفيلسوف الفرنسي هنري بيركسون، يحتاج الضحك للصدى عكس البكاء الذي يمكن الإنسان من التنفيس عن ذاته لكن بشكل فردي وأكدت المرابطي أن السخرية في علاقتها بموجات الحرارة المفرطة لا تعبر فقط عن استهزاء سطحي، بل هي آلية دفاعية واعية أو غير واعية، يلجأ إليها الأفراد لتغيير حالة الرتابة والملل التي ترافق فترات الصيف الطويلة، خاصة مع التوتر الناتج عن ارتفاع الحرارة.وأبرزت المتحدثة أن الفكاهة والسخرية تلعبان دورا مهما في المناعة النفسية، باعتبارهما وسائل فعالة للتقليل من التوتر والقلق والغضب، بل وتحمي الإنسان من بعض الأعراض البيولوجية المرتبطة بالحالة النفسية، مضيفة أن وسائل التواصل الاجتماعي وفرت فضاء سهلا ومفتوحا للتقاسم الجماعي لهذه المشاعر، وهو ما يعزز الشعور بالانتماء والتخفيف الجماعي من الضغط.واعتبرت الأخصائية النفسية، أن انتشار هذه الظاهرة في السياق المغربي هو مؤشر إيجابي على صحة المزاج العام، لكون المغاربة يميلون بالفطرة إلى النكتة والدعابة، مضيفة، جميل جدا أن نحول معاناتنا اليومية إلى مادة للضحك والسخرية، لأنها تعكس حيوية المجتمع وروح مقاومته النفسية للظروف الصعبة.وختمت المرابطي حديثها بالتشديد على أن هذا الأسلوب التفاعلي مع الظواهر الطبيعية والاجتماعية، يظهر قدرة المجتمع على تحويل المحن إلى لحظات فرج وفرجة، مؤكدة أن الضحك الجماعي ليس مجرد وسيلة للهروب، بل سلوك دفاعي إيجابي يدعم التوازن النفسي للفرد والجماعة.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 01 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة