سياسة

هل يتصدع بيت الإسلاميين في المغرب تحت التطبيع؟


كشـ24 | وكالة الأناضول نشر في: 24 ديسمبر 2020

بات حزب "العدالة والتنمية"، قائد الائتلاف الحكومي في المغرب، محط سجال حاد منذ أن قررت الرباط، في 10 دجنبر الجاري، استئناف العلاقات مع إسرائيل.فأدبيات الحزب، ومنذ تأسيسه عام 1967، تقوم على رفض أي تطبيع مع إسرائيل، بل وتقدم فريقه البرلماني، رفقة ثلاثة فرق أخرى عام 2013، بمقترح قانون لتجريم كافة أشكال التطبيع.وفي الذكرى الحادية والخمسين لإحراق المسجد الأقصى على يد "متطرف يهودي"، اعتبر الحزب، عبر بيان في 21 غشت الماضي، أن "التطبيع مع الكيان الصهيوني (هو) دعم لعدوانه على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني ومعاكسة لوحدة الصف الفلسطيني".وشدد على أن "إقامة أي علاقة أو تطبيع كيفما كان نوعهما، مع الكيان الصهيوني، لا يمكن إلا أن تصب في خانة دعم هذا الكيان المستعمر وتشجيعه على التمادي في ممارساته العدوانية".لكن بعد ثلاثة شهور، وجد سعد الدين العثماني، أمين عام الحزب، رئيس الحكومة المغربية، نفسه مطالبا بإعلان قرار المملكة استئناف علاقاتها مع إسرائيل.وهو الإعلان الذي جاء بعد لحظات من إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اتفاق المغرب وإسرائيل على تطبيع العلاقات بينهما.كما أعلن ترامب، وللمرة الأولى، اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، المتنازع عليه بين الرباط وجبهة "البوليساريو"، المدعومة من الجزائر، والتي تطالب بحق تقرير المصير.وشهدت الرباط، الثلاثاء، وصول أول رحلة طيران تجارية مباشرة من إسرائيل، وعلى متنها وفد رسمي أمريكي إسرائيلي، يقوده كل من جاريد كوشنير، مستشار وصهر ترامب، ومئير بن شبات، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي.واتفق المغرب وإسرائيل، الثلاثاء، على "مواصلة التعاون في عدة مجالات"، وأعلنا اعتزامهما "إعادة فتح مكتبي الاتصال في الرباط وتل أبيب"، و"الاستئناف الفوري للاتصالات الرسمية الكاملة"، و"إقامة علاقات أخوية ودبلوماسية كاملة".جاء ذلك في بيان ثلاثي مشترك، أعلنت فيه الولايات المتحدة دعمها لمقترح المغرب لحكم ذاتي في إقليم الصحراء، وتعهدت بتشجيع جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع المغرب، بما فيه الإقليم.وخلال مؤتمر صحفي مع كوشنر و"بن شبات"، أعلن وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الثلاثاء، أنه سيتم إعادة فتح مكتب الاتصال مع إسرائيل خلال الأسبوعين المقبلين.‎** غموض وانتقاداتما بين مؤيد ومعارض، تباينت ردود أفعال الأحزاب المغربية والهيئات غير الحكومية تجاه قرار التطبيع.لكن الأنظار تتجه إلى "العدالة والتنمية"، ذي المرجعية الإسلامية، الذي لطالما أكد في أدبياته على رفض التطبيع، واعتباره فعلا مدانا.وتجنب الخطاب الرسمي للحزب إعلان موقف واضح من الخطوة التطبيعية، واكتفى بالتنويه باعتراف واشنطن بسيادة المغرب على إقليم الصحراء.كما نوه بموقف العاهل المغربي، الملك محمد السادس، "الثابت في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني"، وأكد الحزب على موقفه الثابت من الاحتلال الصهيوني.بينما عبرت حركة "التوحيد والإصلاح"، الذراع الدعوية للحزب، عن "رفضها واستنكارها لكل محاولات التطبيع والاختراق الصهيونية".وقال المكتب التنفيذي للحركة، في بيان، إنه "يعتبر ما أقدم عليه المغرب، الذي يرأس لجنة القدس الشريف، تطورا مؤسفا وخطوة مرفوضة".وتلك اللجنة هي مؤسسة عربية إسلامية انبثقت عن منظمة المؤتمر الإسلامي (التعاون الإسلامي حاليا) عام 1975، ويترأسها ملك المغرب، ومهمتها حماية القدس المحتلة، عبر التصدي لمساعي إسرائيل لطمس الطابع العربي الإسلامي للمدينة.كما أكدت منظمة "شبيبة العدالة والتنمية"، في بيان، "موقفها المبدئي الرافض للتطبيع مع الاحتلال (الإسرائيلي) الغاصب، وتبرير جرائمه ضد الشعب المظلوم والأرض المحتلة في فلسطين".وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بانتقادات للحزب؛ بسبب ما قيل إنه موقف "مخيّب للآمال" و"ملتبس" من التطبيع.واعتبر منتقدون أن موقف الحزب يعكس انفصاما أيديولوجيا وتهربا من الوضوح السياسي المطلوب.وتوقع متابعون أن يؤدي هذا الموقف إلى خسارة الحزب لكتلته الناخبة التي تصوت على أساس ديني، مع اقتراب انتخابات برلمانية وبلدية في 2021.وفاز "العدالة والتنمية" بالانتخابات عامي 2011 و2016، وهو يقود الحكومة منذ 3 يناير 2012، للمرة الأولى في تاريخ المملكة.** بين السياسي والدينيمحمد جبرون، وهو متخصص في الفكر السياسي الإسلامي، قال للأناضول إن "الانعكاسات المحتملة لهذا القرار (التطبيع) على حزب العدالة والتنمية تشبه إلى حد كبير انعكاساته على الدولة المغربية".وأضاف أن "القواعد لم تكن مهيأة لمثل هذا التحول الكبير في الموقف، لكن الأمر سيمر بمرحلة الرفض ومهاجمة القيادة، ثم يتحول الرفض تدريجيا نحو التأقلم".واعتبر أن "الطريقة التي تعالج بها القيادة الوضع، والتبريرات التي تقدمها، تساهم في التحكم في ردود الفعل وحدّتها ومداها وتساهم في التأقلم مع الوضع".ووصف العثماني، في مقابلة مع قناة "الجزيرة" القطرية في 16 ديسمبر الجاري، استئناف العلاقات مع إسرائيل بـ"القرار الصعب".وأضاف: "لن نفرح خصوم الوطن بنقل معركة استكمال وحدتنا الترابية (إقليم الصحراء) إلى صراع وتنابز داخل الوطن الواحد".وذهب جبرون إلى أن "تأقلم الحزب الإسلامي مع هذا الوضع قد يدفع بعض منظريه إلى تغيير في الموقف السياسي.. ربما يظهر تنظيرا يجعل الأمر عاديا ومن السياسات وليس من الديانة كما هو الحال اليوم".** موقف اضطراريوفق إسماعيل حمودي، أستاذ العلوم السياسية في الكلية متعددة التخصصات بمدينة تازة (شمال)، فإن "الطابع الاضطراري لقرار التطبيع خفف من حدة التأثير المحتمل على جميع الأطراف، وبينها الإسلاميون".وأضاف حمودي للأناضول أن "الجميع مقتنع بأن المغرب مضطر للتطبيع بسبب قضية الصحراء، التي تشكل جرحا مفتوحا يؤدي ثمنه المغاربة جميعا، دولة وشعبا".ورجح أن"موقف الإسلاميين من التطبيع لن يكون له تداعيات كبيرة عليهم، حيث عبّر كل من الحزب وذراعه الدعوية (حركة التوحيد والإصلاح) عن موقفه بوضوح من دون أن يؤدي ذلك إلى أي صدام، سواء بين القوى الإسلامية المختلفة، أو داخل أي منها".وتابع: "لم نسجل أي توتر في العلاقة بين حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية، بسبب اختلاف موقفهما".وأردف: "الحركة عبرت عن رفضها المبدئي لقرار التطبيع ودعت إلى التراجع عنه، بينما تبنى الحزب موقفا منحازا لقرارات الدولة، مع تأكيده على رفض الاحتلال الصهيوني لفلسطين".وبعيدا عن الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، رأى حمودي أن "كلا من الحزب والحركة أبدى تفهما لموقف الثاني وإكراهاته، ولم يُسجَّل أي توتر تنظيمي حقيقي داخل الحزب، بل لمسنا تفهما من مناضليه"وختم حديثه بأن "الجميع، قيادة وقواعد، تصرف بحذر ويقظة تحت مبرر عدم نقل المعركة إلى داخل الحزب".والأربعاء، رفض عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب "العدالة والتنمية" في المغرب، مطالب بإقالة سعد الدين العثماني من منصبي رئيس الحكومة وأمين عام الحزب، غداة توقيعه "إعلانا مشتركا" مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.وفي كلمة له خلال بث مباشر على صفحته بـ"فيسبوك"، قال بنكيران: "أرفض مطالب إقالة العثماني بعد توقيع الإعلان المشترك مع إسرائيل، لأن حزبه (العدالة والتنمية- مرجعية إسلامية) حزب مؤسسات، يجتمع في أوقات محددة ويتخذ القرارات المناسبة".وتابع: "العدالة والتنمية المغربي لا يمكن أن يخذل بلده بخصوص قراراته الأخيرة حيال الصحراء واستئناف العلاقات مع إسرائيل".واستدرك: "من حقنا أن لا يعجبنا الأمر، ولكن لا يمكننا أن نقول كلاما يعني خذلان الدولة في لحظة حرجة".ووقع العثماني، الذي يترأس الحكومة منذ 2017، على "إعلان مشترك" بين كل من المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة، الثلاثاء، خلال زيارة وفد رسمي إسرائيلي أمريكي للرباط، التي وصلها، على متن أول رحلة طيران تجارية مباشرة من إسرائيل إلى المملكة.ويقول المغرب إن ما يحدث حاليا هو استئناف للعلاقات وليس "تطبيعا". وبين الرباط وتل أبيب نحو 6 عقود من التعاون.أما رسميا، فبدأت العلاقات بينهما عام 1994 على مستوى منخفض (عبر فتح مكاتب للاتصال بالبلدين)، ثم جمدتها الرباط، في 2002، ردا على القمع الإسرائيلي للانتفاضة الفلسطينية الثانية، وإعلان تل أبيب وقف عملية السلام مع الجانب الفلسطيني.وجاء قرار استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل في سياق جهود مكثفة تبذلها واشنطن، التي شهدت، منتصف سبتمبر الماضي، توقيع الإمارات والبحرين اتفاقيتين مع إسرائيل لتطبيع العلاقات.فيما أعلن ترامب، في 23 أكتوبر الماضي، عن اتفاق السودان وإسرائيل على تطبيع العلاقات بينهما.وأثارت هذه التحركات رفضا شعبيا عربيا واسعا، في ظل استمرار احتلال إسرائيل لأراضٍ عربية ورفضها قيام دولة فلسطينية مستقلة.وانضمت تلك الدول العربية إلى الأردن ومصر، اللتين تقيمان علاقات رسمية مع إسرائيل، بموجب اتفاقيتي سلام منذ 1994 و1979 على الترتيب.

بات حزب "العدالة والتنمية"، قائد الائتلاف الحكومي في المغرب، محط سجال حاد منذ أن قررت الرباط، في 10 دجنبر الجاري، استئناف العلاقات مع إسرائيل.فأدبيات الحزب، ومنذ تأسيسه عام 1967، تقوم على رفض أي تطبيع مع إسرائيل، بل وتقدم فريقه البرلماني، رفقة ثلاثة فرق أخرى عام 2013، بمقترح قانون لتجريم كافة أشكال التطبيع.وفي الذكرى الحادية والخمسين لإحراق المسجد الأقصى على يد "متطرف يهودي"، اعتبر الحزب، عبر بيان في 21 غشت الماضي، أن "التطبيع مع الكيان الصهيوني (هو) دعم لعدوانه على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني ومعاكسة لوحدة الصف الفلسطيني".وشدد على أن "إقامة أي علاقة أو تطبيع كيفما كان نوعهما، مع الكيان الصهيوني، لا يمكن إلا أن تصب في خانة دعم هذا الكيان المستعمر وتشجيعه على التمادي في ممارساته العدوانية".لكن بعد ثلاثة شهور، وجد سعد الدين العثماني، أمين عام الحزب، رئيس الحكومة المغربية، نفسه مطالبا بإعلان قرار المملكة استئناف علاقاتها مع إسرائيل.وهو الإعلان الذي جاء بعد لحظات من إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اتفاق المغرب وإسرائيل على تطبيع العلاقات بينهما.كما أعلن ترامب، وللمرة الأولى، اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، المتنازع عليه بين الرباط وجبهة "البوليساريو"، المدعومة من الجزائر، والتي تطالب بحق تقرير المصير.وشهدت الرباط، الثلاثاء، وصول أول رحلة طيران تجارية مباشرة من إسرائيل، وعلى متنها وفد رسمي أمريكي إسرائيلي، يقوده كل من جاريد كوشنير، مستشار وصهر ترامب، ومئير بن شبات، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي.واتفق المغرب وإسرائيل، الثلاثاء، على "مواصلة التعاون في عدة مجالات"، وأعلنا اعتزامهما "إعادة فتح مكتبي الاتصال في الرباط وتل أبيب"، و"الاستئناف الفوري للاتصالات الرسمية الكاملة"، و"إقامة علاقات أخوية ودبلوماسية كاملة".جاء ذلك في بيان ثلاثي مشترك، أعلنت فيه الولايات المتحدة دعمها لمقترح المغرب لحكم ذاتي في إقليم الصحراء، وتعهدت بتشجيع جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع المغرب، بما فيه الإقليم.وخلال مؤتمر صحفي مع كوشنر و"بن شبات"، أعلن وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، الثلاثاء، أنه سيتم إعادة فتح مكتب الاتصال مع إسرائيل خلال الأسبوعين المقبلين.‎** غموض وانتقاداتما بين مؤيد ومعارض، تباينت ردود أفعال الأحزاب المغربية والهيئات غير الحكومية تجاه قرار التطبيع.لكن الأنظار تتجه إلى "العدالة والتنمية"، ذي المرجعية الإسلامية، الذي لطالما أكد في أدبياته على رفض التطبيع، واعتباره فعلا مدانا.وتجنب الخطاب الرسمي للحزب إعلان موقف واضح من الخطوة التطبيعية، واكتفى بالتنويه باعتراف واشنطن بسيادة المغرب على إقليم الصحراء.كما نوه بموقف العاهل المغربي، الملك محمد السادس، "الثابت في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني"، وأكد الحزب على موقفه الثابت من الاحتلال الصهيوني.بينما عبرت حركة "التوحيد والإصلاح"، الذراع الدعوية للحزب، عن "رفضها واستنكارها لكل محاولات التطبيع والاختراق الصهيونية".وقال المكتب التنفيذي للحركة، في بيان، إنه "يعتبر ما أقدم عليه المغرب، الذي يرأس لجنة القدس الشريف، تطورا مؤسفا وخطوة مرفوضة".وتلك اللجنة هي مؤسسة عربية إسلامية انبثقت عن منظمة المؤتمر الإسلامي (التعاون الإسلامي حاليا) عام 1975، ويترأسها ملك المغرب، ومهمتها حماية القدس المحتلة، عبر التصدي لمساعي إسرائيل لطمس الطابع العربي الإسلامي للمدينة.كما أكدت منظمة "شبيبة العدالة والتنمية"، في بيان، "موقفها المبدئي الرافض للتطبيع مع الاحتلال (الإسرائيلي) الغاصب، وتبرير جرائمه ضد الشعب المظلوم والأرض المحتلة في فلسطين".وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بانتقادات للحزب؛ بسبب ما قيل إنه موقف "مخيّب للآمال" و"ملتبس" من التطبيع.واعتبر منتقدون أن موقف الحزب يعكس انفصاما أيديولوجيا وتهربا من الوضوح السياسي المطلوب.وتوقع متابعون أن يؤدي هذا الموقف إلى خسارة الحزب لكتلته الناخبة التي تصوت على أساس ديني، مع اقتراب انتخابات برلمانية وبلدية في 2021.وفاز "العدالة والتنمية" بالانتخابات عامي 2011 و2016، وهو يقود الحكومة منذ 3 يناير 2012، للمرة الأولى في تاريخ المملكة.** بين السياسي والدينيمحمد جبرون، وهو متخصص في الفكر السياسي الإسلامي، قال للأناضول إن "الانعكاسات المحتملة لهذا القرار (التطبيع) على حزب العدالة والتنمية تشبه إلى حد كبير انعكاساته على الدولة المغربية".وأضاف أن "القواعد لم تكن مهيأة لمثل هذا التحول الكبير في الموقف، لكن الأمر سيمر بمرحلة الرفض ومهاجمة القيادة، ثم يتحول الرفض تدريجيا نحو التأقلم".واعتبر أن "الطريقة التي تعالج بها القيادة الوضع، والتبريرات التي تقدمها، تساهم في التحكم في ردود الفعل وحدّتها ومداها وتساهم في التأقلم مع الوضع".ووصف العثماني، في مقابلة مع قناة "الجزيرة" القطرية في 16 ديسمبر الجاري، استئناف العلاقات مع إسرائيل بـ"القرار الصعب".وأضاف: "لن نفرح خصوم الوطن بنقل معركة استكمال وحدتنا الترابية (إقليم الصحراء) إلى صراع وتنابز داخل الوطن الواحد".وذهب جبرون إلى أن "تأقلم الحزب الإسلامي مع هذا الوضع قد يدفع بعض منظريه إلى تغيير في الموقف السياسي.. ربما يظهر تنظيرا يجعل الأمر عاديا ومن السياسات وليس من الديانة كما هو الحال اليوم".** موقف اضطراريوفق إسماعيل حمودي، أستاذ العلوم السياسية في الكلية متعددة التخصصات بمدينة تازة (شمال)، فإن "الطابع الاضطراري لقرار التطبيع خفف من حدة التأثير المحتمل على جميع الأطراف، وبينها الإسلاميون".وأضاف حمودي للأناضول أن "الجميع مقتنع بأن المغرب مضطر للتطبيع بسبب قضية الصحراء، التي تشكل جرحا مفتوحا يؤدي ثمنه المغاربة جميعا، دولة وشعبا".ورجح أن"موقف الإسلاميين من التطبيع لن يكون له تداعيات كبيرة عليهم، حيث عبّر كل من الحزب وذراعه الدعوية (حركة التوحيد والإصلاح) عن موقفه بوضوح من دون أن يؤدي ذلك إلى أي صدام، سواء بين القوى الإسلامية المختلفة، أو داخل أي منها".وتابع: "لم نسجل أي توتر في العلاقة بين حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية، بسبب اختلاف موقفهما".وأردف: "الحركة عبرت عن رفضها المبدئي لقرار التطبيع ودعت إلى التراجع عنه، بينما تبنى الحزب موقفا منحازا لقرارات الدولة، مع تأكيده على رفض الاحتلال الصهيوني لفلسطين".وبعيدا عن الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، رأى حمودي أن "كلا من الحزب والحركة أبدى تفهما لموقف الثاني وإكراهاته، ولم يُسجَّل أي توتر تنظيمي حقيقي داخل الحزب، بل لمسنا تفهما من مناضليه"وختم حديثه بأن "الجميع، قيادة وقواعد، تصرف بحذر ويقظة تحت مبرر عدم نقل المعركة إلى داخل الحزب".والأربعاء، رفض عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب "العدالة والتنمية" في المغرب، مطالب بإقالة سعد الدين العثماني من منصبي رئيس الحكومة وأمين عام الحزب، غداة توقيعه "إعلانا مشتركا" مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.وفي كلمة له خلال بث مباشر على صفحته بـ"فيسبوك"، قال بنكيران: "أرفض مطالب إقالة العثماني بعد توقيع الإعلان المشترك مع إسرائيل، لأن حزبه (العدالة والتنمية- مرجعية إسلامية) حزب مؤسسات، يجتمع في أوقات محددة ويتخذ القرارات المناسبة".وتابع: "العدالة والتنمية المغربي لا يمكن أن يخذل بلده بخصوص قراراته الأخيرة حيال الصحراء واستئناف العلاقات مع إسرائيل".واستدرك: "من حقنا أن لا يعجبنا الأمر، ولكن لا يمكننا أن نقول كلاما يعني خذلان الدولة في لحظة حرجة".ووقع العثماني، الذي يترأس الحكومة منذ 2017، على "إعلان مشترك" بين كل من المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة، الثلاثاء، خلال زيارة وفد رسمي إسرائيلي أمريكي للرباط، التي وصلها، على متن أول رحلة طيران تجارية مباشرة من إسرائيل إلى المملكة.ويقول المغرب إن ما يحدث حاليا هو استئناف للعلاقات وليس "تطبيعا". وبين الرباط وتل أبيب نحو 6 عقود من التعاون.أما رسميا، فبدأت العلاقات بينهما عام 1994 على مستوى منخفض (عبر فتح مكاتب للاتصال بالبلدين)، ثم جمدتها الرباط، في 2002، ردا على القمع الإسرائيلي للانتفاضة الفلسطينية الثانية، وإعلان تل أبيب وقف عملية السلام مع الجانب الفلسطيني.وجاء قرار استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل في سياق جهود مكثفة تبذلها واشنطن، التي شهدت، منتصف سبتمبر الماضي، توقيع الإمارات والبحرين اتفاقيتين مع إسرائيل لتطبيع العلاقات.فيما أعلن ترامب، في 23 أكتوبر الماضي، عن اتفاق السودان وإسرائيل على تطبيع العلاقات بينهما.وأثارت هذه التحركات رفضا شعبيا عربيا واسعا، في ظل استمرار احتلال إسرائيل لأراضٍ عربية ورفضها قيام دولة فلسطينية مستقلة.وانضمت تلك الدول العربية إلى الأردن ومصر، اللتين تقيمان علاقات رسمية مع إسرائيل، بموجب اتفاقيتي سلام منذ 1994 و1979 على الترتيب.



اقرأ أيضاً
أخنوش: من المتوقع إنتاج 5 ملايين ونصف من جرعات اللقاحات خلال سنتين
أعلن رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، إنه من المتوقع إنتاج حوالي 5 ملايين ونصف من الجرعات خلال سنتي 2025 و2026، في إطار الاتفاقيات الموقعة بين وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ومصنع اللقاحات "ماربيو". وأوضح أخنوش، في جوابه عن الأسئلة الشفوية الموجهة إليه بمجلس النواب خلال الجلسة الشهرية أن هذه الاتفاقيات تم تأكيدها من خلال ثلاث اتفاقيات توريد للاستجابة للحاجيات الوطنية المبرمجة في الجدول الوطني للتلقيح، مبرزا أنها تشكل مرحلة أولى من الإنتاج، ستتم مواصلتها لتمكين مصنع اللقاحات من تفعيل أكبر لقدرته الإنتاجية". وأضاف أخنوش أن الحكومة، وفي سياق تعزيز استقلالية المنظومة الدوائية وتقليل تبعيتها للخارج، وضعت خارطة طريق طموحة ساهمت من خلالها التحفيزات الممنوحة للمستثمرين في إحداث 53 وحدة صناعية متخصصة، مكنت من تغطية أكثر من 70 في المائة من الحاجيات الوطنية من الأدوية، إلى جانب تطوير صناعة الأدوية الجنيسة التي ارتفع استعمالها إلى 40 في المائة من الاستهلاك الوطني، "مما يتيح للمواطنين علاجات فعالة بأسعار مناسبة". وأشار رئيس الحكومة إلى أن "الطريق إلى الإنصاف الصحي لا يتوقف عند محطة واحدة"، مبرزا أن الحكومة مستمرة في نهج هذا الإصلاح، عبر مراجعة منظومة الأسعار لضمان ألا يكون الدواء عبئا على المواطنين، بل وسيلة للشفاء وأملا في الحياة. وذكر أنه تم إطلاق سياسة طموحة لمراجعة وتخفيض أثمنة الأدوية، عبر إقرار إجراءات جريئة، كان أبرزها الإعفاء من الضريبة على القيمة المضافة، سواء عند الاستيراد أو على المستوى الداخلي، وهو ما أدى إلى خفض أسعار أكثر من 4500 دواء جنيس. ولفت إلى أن "تخفيض أسعار الأدوية يشكل إحدى أولويات السياسة الدوائية، إدراكا منا بأن الدواء ليس مجرد سلعة، بل هو حق أساسي من حقوق المواطن في الصحة، وسعيا لضمان استدامة منظومة التغطية الصحية الشاملة". وشدد أخنوش على أن الحكومة حرصت، من خلال إصلاح منظومة الصحة، على ضمان استدامة منظومة التغطية الصحية، عبر تأمين التوازن المالي المستدام لصناديق التغطية، من خلال تبني سياسة دوائية فعالة تراعي أثر التكلفة على المواطنين. وتابع أنه تم إحداث الوكالة المغربية للأدوية والمنتجات الصحية، باعتبارها رافعة محورية لضمان السيادة الدوائية الوطنية، والتي ستتولى مسؤولية ضمان وفرة الأدوية والمنتجات الصحية، مع الحرص على سلامتها وجودتها.
سياسة

أخنوش: المغرب سيبقى صامدا في وجه الحملات التي تستهدف سيادته
أكد رئيس الحكومة عزيز أخنوش أن جميع السياسات العمومية والقطاعية التي تنفذها المؤسسات الدستورية في المملكة، تأتي في سياق تعزيز السيادة الوطنية، وفي ظل التوجيهات السامية للملك محمد السادس، مبرزا أن النموذج المغربي القائم على الاستقرار والأمن يشكل مصدر "إزعاج" لبعض الأطراف، داخليا وخارجيا. وخلال الجلسة الشهرية لمساءلته بمجلس النواب، يومه الاثنين 07 يوليوز الجاري، والتي خُصصت لموضوع: "المقاربة الحكومية لتعزيز الحق في الصحة وترسيخ مبادئ الكرامة والعدالة الاجتماعية"، شدد أخنوش على أن الاستقرار الذي تنعم به المملكة هو ثمرة "مجهود جماعي" تشارك فيه القوات المسلحة الملكية، والأجهزة الأمنية، والسلطات العمومية، بتوجيهات ملكية سامية. وأشار رئيس الحكومة إلى أن المغرب يواجه "حملات يائسة" تستهدف المساس بسيادته، مبرزا أن المؤسسات الدستورية ستبقى مجندة ووفية للعرش العلوي المجيد، ومستمرة في مواجهة كل التهديدات والمؤامرات التي تحاول النيل من استقرار الوطن، كيفما كانت. وقال أخنوش: "سنظل، كمؤسسات دستورية، أوفياء ومجندين وسداً منيعاً تجاه كل الحملات اليائسة التي تستهدف سيادتنا، كيفما كان شكلها ومصدرها."  
سياسة

أخنوش: الحكومة تقود إصلاحا جذريا وشاملا للمنظومة الصحية
أكد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، أن الحكومة التي يترأسها تقود إصلاحا جذريا وشاملا للمنظومة الصحية، عبر اتخاذ جملة من القرارات والتدابير غير المسبوقة، التي أبرز أنها ساهمت في إحداث تغيير حقيقي للقطاع، بمنأى عن الإصلاحات الجزئية التي لم تعطِ النتائج المرجوة في الماضي. وأوضح أخنوش، الجلسة الشهرية لمساءلته بمجلس النواب، يومه الاثنين 07 يوليوز الجاري، والتي خُصصت لموضوع: "المقاربة الحكومية لتعزيز الحق في الصحة وترسيخ مبادئ الكرامة والعدالة الاجتماعية"، أن الحكومة تمكنت من إخراج القانون الإطار المتعلق بالمنظومة الصحية الوطنية، الذي يعد الأرضية الصلبة لجميع التدابير الإصلاحية، التي تؤسس لبناء قطاع صحي حديث وفعال. وأضاف أن مضامين هذا الإطار التشريعي ترتكز على أربعة محاور أساسية؛ تتمثل في إرساء حكامة جيدة للقطاع وتعزيز بعده الجهوي، وتكوين وتحفيز الموارد البشرية، وتأهيل العرض الصحي، فضلا على تعزيز رقمنة القطاع”. وأشار إلى أن الحكومة بذلت جهودا جبارة لتعزيز التمويل اللازم لهذا الإصلاح، حيث تم العمل على رفع ميزانية قطاع الصحة بشكل غير مسبوق. إذ انتقلت من 19.7 مليار درهم في عام 2021 إلى 32.6 مليار درهم في عام 2025، أي بزيادة تفوق 65% خلال الولاية الحكومية الحالية. وشدد رئيس الحكومة على أن هذا ما يؤكد على جدية التزامات الحكومة، ويعبر عن إرادتها السياسية الحقيقية في إحداث تحول هيكلي للقطاع الصحي.
سياسة

أخنوش: تأهيل أزيد من 1400 مركز صحي سيساهم في امتصاص الضغط
استعرض رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، في وجه منتقديه، عددا الإنجازات في قطاع الصحة، وذلك بمناسبة جلسة المساءلة الشهرية بمجلس النواب، اليوم الإثنين. وأورد أن الحكومة أطلقت برنامجا يستهدف تأهيل أزيد من 1.400 مركز صحي من الجيل الجديد، بغلاف مالي لا يقل عن 6.4 مليار درهم.وذكر بأنه تم تأهيل 949 مركزا صحيا، ويتم العمل على استكمال باقي المراكز المبرمجة. وأشار إلى أن هذه المراكز ستساهم في تقليص الضغط الكبير على المستشفيات الإقليمية والجهوية والجامعية، بالنظر للتقنيات الطبية والرقمية التي توفرها وكذا الأطقم الطبية المتخصصة التي تعمل بها، مما يجعلها نموذجا في توفير خدمات صحية للقرب عالية الجودة.وتحدث أخنوش عن خطة تهدف إلى تعميم المستشفيات الجامعية وتطويرها عبر مختلف جهات المملكة. وسجل أن هذا التوجه يأتي في إطار حرصها على توفير مستشفى جامعي على الأقل في كل جهة، لضمان تقريب الرعاية الصحية المتخصصة من المواطنين، وتعزيز تكامل النظام الصحي بين مختلف مستويات الرعاية. وتم إطلاق برنامج لإحداث مستشفيات جامعية جديدة في كل من أكادير والعيون وكلميم وبني ملال والرشيدية، إضافة إلى إعادة بناء مستشفى ابن سينا بالرباط بطاقة استيعابية تتجاوز 1.000 سرير.كما تم اعتماد برنامج عمل لتأهيل وتطوير المراكز الاستشفائية الجامعية، عبر تحديث تجهيزاتها ومعداتها الطبية، وذلك في غضون سنتين، بميزانية إجمالية تقدر ب 1.7 مليار درهم. ويشمل هذا البرنامج خمسة مراكز استشفائية جامعية، بكل من فاس، الدار البيضاء، الرباط، مراكش، ووجدة.وفي سياق آخر، عملت الحكومة على توقيع اتفاقية إطار تهدف إلى الرفع من عدد مهنيي قطاع الصحة، في أفق سنة 2026، حيث يرتقب أن يتم الرفع بصفة تدريجية من أعداد العاملين إلى أكثر من 90.000، والغاية هي تجاوز تجاوز عتبة 24 مهني للصحة لكل 10.000 نسمة، في أفق رفعها إلى 45 بحلول سنة 2030.وتطرق أيضا إلى أن مراجعة مدة التكوين في كليات الطب من 7 إلى 6 سنوات ابتداء من الموسم الدراسي 2023-2022، سيساهم في سد الخصاص المرتبط بالموارد البشرية الطبية.
سياسة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 08 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة