الاثنين 13 مايو 2024, 08:59

مجتمع

شكوك وشائعات .. هل من لقاح للأخبار الكاذبة ؟


كشـ24 | و.م.ع نشر في: 7 ديسمبر 2020

إلى جانب اللقاح/الترياق الذي ينتظره المغاربة بفارغ الصبر، ثمة حاجة ملحة إلى لقاح آخر لا يقل أهمية عن لقاح الفيروس المستجد؛ معلومات من مصدر موثوق تكفل إنهاء الأخبار الكاذبة ونظريات المؤامرة والمفاهيم الخاطئة الأخرى التي تثير الشك والخوف. فهل ستنجح السلطات في هذا الرهان ؟ في غضون ذلك، وفي ظل غياب استراتيجية تواصل فعالة، تنتشر الشائعات كالنار في الهشيم ويتولى المشككون في مصداقية اللقاحات زمام الأمور.بات تلقي اللقاح من عدمه حديث الساعة، حيث يتردد هذا السؤال على أفواه ومسامع بعض المغاربة في الآونة الأخيرة. وبعد عدة أشهر من الذعر الذي انتشر أسرع من الفيروس، تم إطلاق لقاح فيروس (كوفيد-19) في السوق أخيرا، هذا العلاج الخارق الذي طال انتظاره من قبل العالم أجمع.غير أن بصيص الأمل في القضاء النهائي على هذا الوباء، الذي يخنق الأنفاس ويستمر في حصد المزيد من القتلى والمصابين على نحو يومي، سرعان ما تحول إلى مصدر قلق عند بعض المواطنين الذين لا يخفون الشكوك التي تساورهم بشأن هذا اللقاح وأهميته وآثاره الجانبية المحتملة.وطفت على السطح عدة شكوك حول التلاعب والمعلومات الخاطئة ونظريات المؤامرة حتى عندما كانت مشاريع أبحاث لقاح (كوفيد-19) ما تزال في مرحلة جنينية، وذلك من قبيل "هذا اللقاح مصمم للتلاعب بنا"، "يريدون السيطرة علينا"، "سيتم تغيير جيناتنا بسبب هذا اللقاح"، وغيرها.تم تناقل ومشاركة هذه الأفكار، أساسا، على شبكات التواصل الاجتماعية دون أي مصدر موثوق أو أساس علمي، وقد ساهمت، إلى حد كبير، في إثارة الخوف وزيادة عدم الثقة في التلقيح، والضرب في فعالية هذا المشروع العلمي، من خلال تقسيم الرأي العام بين المعارضين والمؤيدين، فكيف يمكن تفسير هذا الإحجام عن التلقيح ؟اللقاح مادة مغرية للأخبار الكاذبةتتمحور الأخبار الكاذبة حول الخوف من المجهول، على اعتبار أن (كوفيد-19) مرض جديد وما تزال الأبحاث العلمية المواكبة له مستمرة، مما يربك الناس ويجعلهم يصدقون أي شيء ينشر بهذا الخصوص.وبحسب دراسة أجرتها المجلة البريطانية "Royal Society Open Science"، يصدق جزء كبير من سكان العالم المعلومات الخاطئة ونظريات المؤامرة حول (كوفيد-19)، مما يزيد من عدم الثقة في التلقيح.وقد أظهرت هذه الدراسة أن الكثيرين يعتقدون أن هناك صلة واضحة بين الإيمان بنظريات المؤامرة وعدم الثقة في أي لقاح مستقبلي.في هذا الصدد، يرى الأستاذ الجامعي والباحث في علم الاجتماع، أحمد المتمسك، أن المواطن لا يضرب في موثوقية اللقاح نفسه، غير أنه يعيش حالة القلق والخوف التي كانت مصاحبة للفيروس منذ البداية. وقال "إنها مسألة تواصل موثوق ومعلومات موثوقة".وأكد، في تصريح لمجلة (BAB)، أن "المواطن المغربي أصبح تحت رحمة التضليل في عصر الأخبار الكاذبة. ويجب التحقق من جميع المعلومات حتى لا نكون هدفا سهلا للتلاعب. وفي غياب المعلومات الموثوقة، تنتشر الشائعات والأخبار الزائفة لتملأ الفراغ الحاصل".وبحسب الاختصاصي في علم الاجتماع، فإن إغراق المواطنين المغاربة بكم هائل من المعلومات يشكل مدخلا أساسيا لإضعافهم، مضيفا أن هذا "التشبع مرتبط بتناقل المعلومات المضللة من قبل أناس يعبرون عن أفكارهم بحرية على شبكات التواصل الاجتماعية، ويقدمون أنفسهم كأساتذة ومتخصصين، دون إعطاء وسائل للتحقق من منشوراتهم".وأوضح أنه "في علم النفس، عندما تكون الصدمة قاسية جدا كما هو الحال مع هذا الوباء، يطور الأفراد موقف رفض للواقع، وهذا ما يسمى ب+نظام الإنكار+ الذي يشكل آلية دفاعية لإنكار وجود هذا الشيء تمام الإنكار، وهي السمة المميزة لنظرية المؤامرة التي يطرحها البعض".وسجل أن "الناس يموتون، والاقتصاد في أزمة، ونحن نتحدث عن مؤامرات ! بدلا من الخوض في هذه النظريات، يجب أن نتصرف ونعمل على إنقاذ الأرواح !".وبحسب الباحث، مهما كانت الأسباب الكامنة وراء هذا الشك، فإننا مدعوون للعمل بشكل عاجل على تقديم اللقاح باعتباره الوسيلة الوحيدة الفعالة للقضاء على هذا الفيروس.كما سجل أنه في ظل هذه الأزمة، يجد المواطن نفسه في وضع يسمى في علم النفس ب"الرابطة المزدوجة"، وهو ما يفسر هذا الارتباك وعدم الثقة في عملية التلقيح.أزمة تواصلية تثير الشكوكلقد اغتنم معارضو اللقاحات نقص التواصل حول هذا اللقاح الغامض الذي يتم تداول القليل من المعلومات حوله، مما فسح مجالا أمام الشكوك واللايقين.من هذه الزاوية، يرى السيد المتمسك أن المغرب لم يستعد بما فيه الكفاية لوصول لقاح محتمل، مؤكدا، في الآن نفسه، "يجب أن نتواصل، ونوضح الغرض من استخدام هذا اللقاح، ومكوناته، وخصائصه، وتأثيراته المحتملة ... وهذا ما يسمى بالتواصل إبان الأزمات، أي جعل الحقيقة تتحدث لإسكات الأكاذيب، وتهدئة النفوس".ومضى قائلا "يجب أن نتواص مع المواطن من حيث هو ذات واعية، إذ أنه قادر على الحكم والتمييز بين الأمور، فهذا أمر أساسي".وتابع الباحث في علم الاجتماع أن قرار انطلاق حملة التلقيح بالمغرب جعل المغرب محط أنظار العالم، لكن للأسف لم يكن التواصل حاضرا بما فيه الكفاية، مشيرا إلى أن اللقاح الذي اختاره المغرب هو أحد أكثر اللقاحات فعالية وفقا للمتخصصين.وبالنسبة له، يدفع نقص التواصل المواطنين إلى البحث عن المعلومات في أماكن أخرى. وأبرز أنه "لدينا متخصصون ومؤهلات لتنوير الرأي العام حول هذا الموضوع"، داعيا إلى إنشاء هيئة إعلامية ذات مصداقية.وأشار إلى أن هذه "الرداءة التواصلية" تهدد بالإضرار بالجهود التي بذلها المغرب منذ تفشي الوباء، والتي جعلته مثالا يحتدى على المستوى الدولي.المعارضون والمؤيدون .. معركة الحججإن حركة رفض اللقاحات ليست مقتصرة على المغرب فحسب، بل هي ظاهرة دولية. ويقودها أشخاص يحذرون من سلامة هذا اللقاح الذي من شأنه أن يقتل، حسب رأيهم، عددا من الأشخاص يفوق ما يحصده فيروس (كوفيد-19)، ويهدف، على الخصوص، إلى "السيطرة على سكان العالم" لأن هذا الفيروس، على حد تعبيرهم، تم "تصنيعه في المعمل".ويحذر معارضو اللقاح، أساسا، من الآثار الجانبية للقاح، ويستنكرون نقص المعلومات، كما يشككون في الأهداف المعلنة لسياسة التلقيح.وفي ظل عدم وجود معلومات موثوقة وذات مصداقية، فإن الشك يساور المغاربة على نحو مطرد. وهناك من يصر مثل نبيل، مسؤول تنفيذي في الثلاثينيات من عمره، على رفض فكرة الحصول على اللقاح بشكل جذري، حيث يرى أن "الآثار الجانبية لهذا الدواء غير معروفة بعد، خاصة أنه تم التوصل إليه في وقت قياسي. لا أريد أن أصبح فأر تجارب".بدورها، تعبر أمل، وهي أم لابنتين، على نفس الموقف التشكيكي "يجب ألا نتسرع، ففعالية هذا اللقاح لم تثبت بعد. يجب أن نكون حذرين من الآثار الجانبية التي قد تظهر على المدى المتوسط ​​أو البعيد، والتي سيكون لها انعكاس ضار علينا وعلى الأجيال القادمة. لا يمكننا تعريض حياتنا وحياة أطفالنا للخطر على هذا النحو".في الجانب الآخر، أي المغاربة المتحمسون للتلقيح، ينتظر يونس إطلاق هذا اللقاح وتعميمه بفارغ الصبر، ويقول إن "هذا الفيروس الملعون جعلني أفقد والدي، آمل أن يتم طي هذه الصفحة المظلمة في أسرع وقت ممكن. لا أرى أي سبب وجيه يمنعني من التلقيح ضد (كوفيد-19".أما الحاج لحسن، في عقده السابع، وهو أحد الأشخاص ذوي الأولوية المعنيين بعملية التلقيح، فمبتهج بقرب استفادته من اللقاح. وقال "بالنظر إلى سني المتقدمة (72 سنة) ومعاناتي مع الأمراض المزمنة (أعاني من مرض السكري منذ عشرين سنة)، سيكون اللقاح الطريقة الأكثر فعالية لحمايتي من هذا الخطر الوشيك. أنا مطمئن".من جهة أخرى، يرى الأستاذ حمزة الحمزاوي، أخصائي التخدير والإنعاش في مستشفى محمد السادس الجامعي بمراكش، أن اللقاح يظل الحل الآمن لمواجهة هذا الوباء والخروج من هذه الأزمة، مشجعا جميع المواطنين على الإسراع إلى تلقيه ما أن تتاح لهم الفرصة.وأوضح، في تصريح لمجلة (BAB)، أنه "تم اختبار اللقاح بالفعل على 600 شخص. وبعد مضي ثلاثة أشهر لم تسجل أية آثار جانبية، وأثبت المنتج فعاليته ضد الفيروس، لذلك دعونا نتوقف عن نشر الخوف والشك، ولنثق في العلم!".وأكد أنه "ينبغي أن يفخر المغاربة بأنفسهم، فلطالما كان بلدنا دائما مثالا يحتذى منذ تفشي هذا الوباء، من خلال اتخاذ إجراءات صارمة، ويؤكد تصدره للدول التي حصلت على اللقاح على الصعيد الدولي هذه المقاربة الاستباقية".وهكذا، يصح في هذا المقام القول للمشككين في اللقاح والمؤمنين بنظرية المؤامرة وغيرهم، أشعلوا شمعة بدلا من لعن الظلام ! وقبل أن تبدوا في الانتقاص من اللقاح، شمروا عن سواعدكم وابتكروا حلولا أخرى لمنع هذا الفيروس من انتزاع أحبائنا وتعطيل سيرورة حياتنا وعرقلة اقتصادنا ! الأكيد أن المغرب ليس قوة عالمية عظمى ولا عملاقا اقتصاديا، لكنه دولة كبيرة تعتني بالأمن الصحي لمواطنيها اعتمادا على وسائلها المتواضعة، بل قام بعمل جيد يتفوق به على العديد من البلدان الصناعية. ينبغي أن يكون الحصول على اللقاح مصدر للفخر لا للتشكيك ...

إيمان بروجي

إلى جانب اللقاح/الترياق الذي ينتظره المغاربة بفارغ الصبر، ثمة حاجة ملحة إلى لقاح آخر لا يقل أهمية عن لقاح الفيروس المستجد؛ معلومات من مصدر موثوق تكفل إنهاء الأخبار الكاذبة ونظريات المؤامرة والمفاهيم الخاطئة الأخرى التي تثير الشك والخوف. فهل ستنجح السلطات في هذا الرهان ؟ في غضون ذلك، وفي ظل غياب استراتيجية تواصل فعالة، تنتشر الشائعات كالنار في الهشيم ويتولى المشككون في مصداقية اللقاحات زمام الأمور.بات تلقي اللقاح من عدمه حديث الساعة، حيث يتردد هذا السؤال على أفواه ومسامع بعض المغاربة في الآونة الأخيرة. وبعد عدة أشهر من الذعر الذي انتشر أسرع من الفيروس، تم إطلاق لقاح فيروس (كوفيد-19) في السوق أخيرا، هذا العلاج الخارق الذي طال انتظاره من قبل العالم أجمع.غير أن بصيص الأمل في القضاء النهائي على هذا الوباء، الذي يخنق الأنفاس ويستمر في حصد المزيد من القتلى والمصابين على نحو يومي، سرعان ما تحول إلى مصدر قلق عند بعض المواطنين الذين لا يخفون الشكوك التي تساورهم بشأن هذا اللقاح وأهميته وآثاره الجانبية المحتملة.وطفت على السطح عدة شكوك حول التلاعب والمعلومات الخاطئة ونظريات المؤامرة حتى عندما كانت مشاريع أبحاث لقاح (كوفيد-19) ما تزال في مرحلة جنينية، وذلك من قبيل "هذا اللقاح مصمم للتلاعب بنا"، "يريدون السيطرة علينا"، "سيتم تغيير جيناتنا بسبب هذا اللقاح"، وغيرها.تم تناقل ومشاركة هذه الأفكار، أساسا، على شبكات التواصل الاجتماعية دون أي مصدر موثوق أو أساس علمي، وقد ساهمت، إلى حد كبير، في إثارة الخوف وزيادة عدم الثقة في التلقيح، والضرب في فعالية هذا المشروع العلمي، من خلال تقسيم الرأي العام بين المعارضين والمؤيدين، فكيف يمكن تفسير هذا الإحجام عن التلقيح ؟اللقاح مادة مغرية للأخبار الكاذبةتتمحور الأخبار الكاذبة حول الخوف من المجهول، على اعتبار أن (كوفيد-19) مرض جديد وما تزال الأبحاث العلمية المواكبة له مستمرة، مما يربك الناس ويجعلهم يصدقون أي شيء ينشر بهذا الخصوص.وبحسب دراسة أجرتها المجلة البريطانية "Royal Society Open Science"، يصدق جزء كبير من سكان العالم المعلومات الخاطئة ونظريات المؤامرة حول (كوفيد-19)، مما يزيد من عدم الثقة في التلقيح.وقد أظهرت هذه الدراسة أن الكثيرين يعتقدون أن هناك صلة واضحة بين الإيمان بنظريات المؤامرة وعدم الثقة في أي لقاح مستقبلي.في هذا الصدد، يرى الأستاذ الجامعي والباحث في علم الاجتماع، أحمد المتمسك، أن المواطن لا يضرب في موثوقية اللقاح نفسه، غير أنه يعيش حالة القلق والخوف التي كانت مصاحبة للفيروس منذ البداية. وقال "إنها مسألة تواصل موثوق ومعلومات موثوقة".وأكد، في تصريح لمجلة (BAB)، أن "المواطن المغربي أصبح تحت رحمة التضليل في عصر الأخبار الكاذبة. ويجب التحقق من جميع المعلومات حتى لا نكون هدفا سهلا للتلاعب. وفي غياب المعلومات الموثوقة، تنتشر الشائعات والأخبار الزائفة لتملأ الفراغ الحاصل".وبحسب الاختصاصي في علم الاجتماع، فإن إغراق المواطنين المغاربة بكم هائل من المعلومات يشكل مدخلا أساسيا لإضعافهم، مضيفا أن هذا "التشبع مرتبط بتناقل المعلومات المضللة من قبل أناس يعبرون عن أفكارهم بحرية على شبكات التواصل الاجتماعية، ويقدمون أنفسهم كأساتذة ومتخصصين، دون إعطاء وسائل للتحقق من منشوراتهم".وأوضح أنه "في علم النفس، عندما تكون الصدمة قاسية جدا كما هو الحال مع هذا الوباء، يطور الأفراد موقف رفض للواقع، وهذا ما يسمى ب+نظام الإنكار+ الذي يشكل آلية دفاعية لإنكار وجود هذا الشيء تمام الإنكار، وهي السمة المميزة لنظرية المؤامرة التي يطرحها البعض".وسجل أن "الناس يموتون، والاقتصاد في أزمة، ونحن نتحدث عن مؤامرات ! بدلا من الخوض في هذه النظريات، يجب أن نتصرف ونعمل على إنقاذ الأرواح !".وبحسب الباحث، مهما كانت الأسباب الكامنة وراء هذا الشك، فإننا مدعوون للعمل بشكل عاجل على تقديم اللقاح باعتباره الوسيلة الوحيدة الفعالة للقضاء على هذا الفيروس.كما سجل أنه في ظل هذه الأزمة، يجد المواطن نفسه في وضع يسمى في علم النفس ب"الرابطة المزدوجة"، وهو ما يفسر هذا الارتباك وعدم الثقة في عملية التلقيح.أزمة تواصلية تثير الشكوكلقد اغتنم معارضو اللقاحات نقص التواصل حول هذا اللقاح الغامض الذي يتم تداول القليل من المعلومات حوله، مما فسح مجالا أمام الشكوك واللايقين.من هذه الزاوية، يرى السيد المتمسك أن المغرب لم يستعد بما فيه الكفاية لوصول لقاح محتمل، مؤكدا، في الآن نفسه، "يجب أن نتواصل، ونوضح الغرض من استخدام هذا اللقاح، ومكوناته، وخصائصه، وتأثيراته المحتملة ... وهذا ما يسمى بالتواصل إبان الأزمات، أي جعل الحقيقة تتحدث لإسكات الأكاذيب، وتهدئة النفوس".ومضى قائلا "يجب أن نتواص مع المواطن من حيث هو ذات واعية، إذ أنه قادر على الحكم والتمييز بين الأمور، فهذا أمر أساسي".وتابع الباحث في علم الاجتماع أن قرار انطلاق حملة التلقيح بالمغرب جعل المغرب محط أنظار العالم، لكن للأسف لم يكن التواصل حاضرا بما فيه الكفاية، مشيرا إلى أن اللقاح الذي اختاره المغرب هو أحد أكثر اللقاحات فعالية وفقا للمتخصصين.وبالنسبة له، يدفع نقص التواصل المواطنين إلى البحث عن المعلومات في أماكن أخرى. وأبرز أنه "لدينا متخصصون ومؤهلات لتنوير الرأي العام حول هذا الموضوع"، داعيا إلى إنشاء هيئة إعلامية ذات مصداقية.وأشار إلى أن هذه "الرداءة التواصلية" تهدد بالإضرار بالجهود التي بذلها المغرب منذ تفشي الوباء، والتي جعلته مثالا يحتدى على المستوى الدولي.المعارضون والمؤيدون .. معركة الحججإن حركة رفض اللقاحات ليست مقتصرة على المغرب فحسب، بل هي ظاهرة دولية. ويقودها أشخاص يحذرون من سلامة هذا اللقاح الذي من شأنه أن يقتل، حسب رأيهم، عددا من الأشخاص يفوق ما يحصده فيروس (كوفيد-19)، ويهدف، على الخصوص، إلى "السيطرة على سكان العالم" لأن هذا الفيروس، على حد تعبيرهم، تم "تصنيعه في المعمل".ويحذر معارضو اللقاح، أساسا، من الآثار الجانبية للقاح، ويستنكرون نقص المعلومات، كما يشككون في الأهداف المعلنة لسياسة التلقيح.وفي ظل عدم وجود معلومات موثوقة وذات مصداقية، فإن الشك يساور المغاربة على نحو مطرد. وهناك من يصر مثل نبيل، مسؤول تنفيذي في الثلاثينيات من عمره، على رفض فكرة الحصول على اللقاح بشكل جذري، حيث يرى أن "الآثار الجانبية لهذا الدواء غير معروفة بعد، خاصة أنه تم التوصل إليه في وقت قياسي. لا أريد أن أصبح فأر تجارب".بدورها، تعبر أمل، وهي أم لابنتين، على نفس الموقف التشكيكي "يجب ألا نتسرع، ففعالية هذا اللقاح لم تثبت بعد. يجب أن نكون حذرين من الآثار الجانبية التي قد تظهر على المدى المتوسط ​​أو البعيد، والتي سيكون لها انعكاس ضار علينا وعلى الأجيال القادمة. لا يمكننا تعريض حياتنا وحياة أطفالنا للخطر على هذا النحو".في الجانب الآخر، أي المغاربة المتحمسون للتلقيح، ينتظر يونس إطلاق هذا اللقاح وتعميمه بفارغ الصبر، ويقول إن "هذا الفيروس الملعون جعلني أفقد والدي، آمل أن يتم طي هذه الصفحة المظلمة في أسرع وقت ممكن. لا أرى أي سبب وجيه يمنعني من التلقيح ضد (كوفيد-19".أما الحاج لحسن، في عقده السابع، وهو أحد الأشخاص ذوي الأولوية المعنيين بعملية التلقيح، فمبتهج بقرب استفادته من اللقاح. وقال "بالنظر إلى سني المتقدمة (72 سنة) ومعاناتي مع الأمراض المزمنة (أعاني من مرض السكري منذ عشرين سنة)، سيكون اللقاح الطريقة الأكثر فعالية لحمايتي من هذا الخطر الوشيك. أنا مطمئن".من جهة أخرى، يرى الأستاذ حمزة الحمزاوي، أخصائي التخدير والإنعاش في مستشفى محمد السادس الجامعي بمراكش، أن اللقاح يظل الحل الآمن لمواجهة هذا الوباء والخروج من هذه الأزمة، مشجعا جميع المواطنين على الإسراع إلى تلقيه ما أن تتاح لهم الفرصة.وأوضح، في تصريح لمجلة (BAB)، أنه "تم اختبار اللقاح بالفعل على 600 شخص. وبعد مضي ثلاثة أشهر لم تسجل أية آثار جانبية، وأثبت المنتج فعاليته ضد الفيروس، لذلك دعونا نتوقف عن نشر الخوف والشك، ولنثق في العلم!".وأكد أنه "ينبغي أن يفخر المغاربة بأنفسهم، فلطالما كان بلدنا دائما مثالا يحتذى منذ تفشي هذا الوباء، من خلال اتخاذ إجراءات صارمة، ويؤكد تصدره للدول التي حصلت على اللقاح على الصعيد الدولي هذه المقاربة الاستباقية".وهكذا، يصح في هذا المقام القول للمشككين في اللقاح والمؤمنين بنظرية المؤامرة وغيرهم، أشعلوا شمعة بدلا من لعن الظلام ! وقبل أن تبدوا في الانتقاص من اللقاح، شمروا عن سواعدكم وابتكروا حلولا أخرى لمنع هذا الفيروس من انتزاع أحبائنا وتعطيل سيرورة حياتنا وعرقلة اقتصادنا ! الأكيد أن المغرب ليس قوة عالمية عظمى ولا عملاقا اقتصاديا، لكنه دولة كبيرة تعتني بالأمن الصحي لمواطنيها اعتمادا على وسائلها المتواضعة، بل قام بعمل جيد يتفوق به على العديد من البلدان الصناعية. ينبغي أن يكون الحصول على اللقاح مصدر للفخر لا للتشكيك ...

إيمان بروجي



اقرأ أيضاً
ينحدر من الصويرة.. امن مراكش ينهي نشاط بزناس
تمكنت عناصر الدائرة 24 من توقيف شخص من ذوي السوابق العدلية بداور شعوف العيادي بمنطقة العزوزية، من اجل حيازة والاتجار بالمخدرات. وحسب مصادرنا فقد عثر بحوزة المعني بالامر المنحدر من مدينة الصويرة، 150 غرام من مخدر الشيرا. وقد تمت احالة المعني بالامر على مصالح الشرطة القضائية بولاية امن مراكش، من احل تعميق البحث قبل عرضه على انظار النيابة العامة.
مجتمع

المختطفون يمنحون عائلات المغاربة المحتجزين في ميانمار مهلة أخيرة
نقل مراسل "العربية"  عن عائلات المغاربة المحتجزين في ميانمار، أن "الخاطفين منحوا العائلات المغربية مهلة أخيرة، من دون أن تحددها زمنيا، لدفع الفدية". وأضافوا أن "الخاطفين يهددون بنقل المغاربة إلى كمبوديا"، وأبدوا قلقهم الكبير على مصير أبنائهم وتخوفهم من انقطاع الاتصال مع المخطوفين. ودعت لجنة عائلات ضحايا الاتجار بالبشر في ميانمار/ بورما سابقا، الحكومة المغربية "للتفاعل الناجع" مع ملف محتجزي ميانمار، الذي يمس حياة مواطنين مغاربة، منتقدة التفاعل السلبي واللامبالاة غير المبررة، لسفارة المغرب في تايلاند، مع الملف، بالرغم من الشكاوى والاتصالات المتكررة. ومن جهة ثانية، عبرت عائلات المغاربة العالقين في جحيم عصابات الاتجار بالبشر، عن الارتياح لسرعة التجاوب الإيجابي للسلطات الأمنية والقضائية المغربية مع العائلات. وحملت عائلات الضحايا المسؤولية المباشرة للصين لأن العصابات المحتجزة للمغاربة، من جنسيات صينية. كما كشفت العائلات المغربية عن وجود منظمات إنسانية دولية، تشتغل في تايلاند، تبنت الملف، ووقفت وراء تحرير أول ناجية مغربية؛ بتاريخ 9 فبراير 2024. هذا وتستعد عائلات مغربية لتنظيم أول وقفة احتجاجية، أمام مقر وزارة الخارجية المغربية في العاصمة الرباط وأمام سفارة الصين. المصدر: العربية نت
مجتمع

بن ديش لـ كشـ24.. حملات المراقبة تُسعدنا وتزيد من ثقة زبائن حنطات جامع الفنا
عبر "مبارك بن ديش" رئيس جمعية العهد الجديد لباعة المأكولات والمشروبات بساحة جامع الفنا، عن ارتياحه لحجم الحملات التي تشنها السلطات والمصالح الصحية بمراكش خلال هذه الايام. وأكد "بن ديش"، أن من شأن تكثيف حملات المراقبة ان يعزز ثقة الزبائن بما فيها السياح، مؤكدا ان التجربة أكدت بأن الزبائن يحسون بالامان اكثر حينما يرون مجهودات الدولة، وسعيها لمراقبة كل ما يتعلق بصحة المواطن. وأكد المتحدث في تصريح لـ "كشـ24" ان المهنيين مع الحزم والضرب بين من حديد على كل من يتهاون في تطبيق القانون، ولا يحرص على سلامة زبائنه، مشددا على ان هذه الحملات لن تؤثر على سمعة مراكش، بل ستعزز من الثقة لان هنالك مراقبة، وحرص على سلامة المواطنين. واضاف مبارك بن ديش ان لجان المراقبة كانت دائما تراقب ساحة جامع الفنا، مشيرا الا انه صدم شخصيا من حجم الخروقات التي تم رصدها هذه الايام خلال الحملات التي عرفتها مختلف الاحياء، مضيفا بالقول، "كنا نعتقد ان العام زين وصدمنا من حجم المحجوزات، وصدمنا ايضا من وضعية بعض المحلات الكبرى". وختم رئيس جمعية العهد الجديد لباعة المأكولات والمشروبات بساحة جامع الفنا، ان هناك دائما اجتماعات بين المهنيين بساحة جامع الفنا والسلطات، واللجان الصحية، وهناك تعاون دائم، مشيرا ان الاحداث الاخيرة ستدفع الجمعية لتسطير برنامج مستقبلي لتوعية المهنيين بتنسيق مع مختلف المتدخلين.
مجتمع

حصري.. اعتقالات بالجملة بسبب المأكولات الفاسدة بمراكش وكشـ24 تكشف الحصيلة
تشن السلطات بمراكش منذ نهاية ابريل المنصرم، حملات واسعة لمراقبة محلات بيع المأكولات والمطاعم، لا سيما بعد التسمم الجماعي الذي تسبب في عدة وفيات، وفاجعة غير مسبوقة بعاصمة السياحة المغربية. ولم تتوقف هذه الحملات على حجز السلع الغير صالحة للاستهلاك، واغلاق عشرات المحلات، حيث تطور الامر الى اعتقالات بالجملة، انطلقت مباشرة بعد التسمم الجماعي باعتقال صاحب "سناك" المحاميد الذي تسبب في التسمم، واثنين من مساعديه، والذين انطلقت محاكمتهم منذ اسبوعين. ويتابع المعنيون بالامر بتهم “التسبب عن غير قصد في قتل غير عمدي بسبب إهماله وعدم مراعاته للنظم والقوانين، إزالة أشياء من مكان وقوع الجريمة قبل القيام بالعمليات الأولية بقصد عرقلة سير العدالة، تقديم منتوج يشكل خطر على صحة الإنسان وحفظ وتخزين المواد الغذائية المعروضة للبيع في ظروف غير صحية” ومن المنتظر ان تعقد جلسة جديدة لمحاكمتهم يوم غد الاثنين. كما تم بعدها اعتقال ثلاث اشخاص بسبب البيض الذي يشتبه في كونه سبب التسمم، حيث تم اعتقال صاحب عربة لبيع البيض، وصاحب مستودع، وصاحب ضيعة تعتبر مصدر البيض المشبوه، ولم تتوقف الاعتقالات وتنحصر في قضية التسمم، بل امتدت لتطال متورطين في تقديم مأكولات فاسدة للمواطنين، والذين تم اعتقالهم خلال حملات المراقبة التي أعقبت حالة التسمم، حيث تم اعتقال بائع لوجبة البيض والبطاطس المسلوقة بعرصة المعاش، والذي من المنتظر ان يعرض غذا على انظار النيابة العامة، كما تم اعتقال 5 اشخاص اخرين في اطار نفس الحملات. ويتعلق الامر بشخصين تم اعتقالهما على خلفية العثور ليلة أول امس الجمعة على سلع ولحوم متعفنة في مطعم بزنقة بني مرين التي تعتبر احدى مداخل ساحة جامع الفنا، ولم تكد تمر سوى ساعات قليلة، حتى تم اعتقال ثلاث اشخاص اخرين من داخل "مارشي" جامع الفنا في الساعات الاولى من صباح امس السبت، بسبب تخزين وإعداد كمية ضخمة من الاسماك المتعفنة، وتهيئتها للعرض باحدى حنطات ساحة جامع الفنا، والذين قررت النيابة العامة اليوم تمديد الحراسة النظرية قبل إعادة عرضهم يوم غد الاثنين.
مجتمع

أول تعليق لأسر المغاربة المخطوفين بميانمار
تعتزم عائلات ضحايا الاتجار بالبشر بدولة ميانمار بورما سابقا، عزمها تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، وسفارة جمهورية الصين الشعبية، يوم الخميس 16 ماي الجاري، مع عقد ندوة صحافية بالرباط بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. وسجلت لجنة عائلات ضحايا الاتجار بالبشر بدولة ميانمار، في بيان لها، عتبها الشديد على وزارة الخارجية المغربية، مع إشادتها في الوقت عينه بسرعة تجاوب السلطات الأمنية والقضائية في البلاد. وأبدت استغرابها لصمت الوزارة غير المفهوم، وفق وصفها. وقالت إن "أسر الشباب لا تفهم التفاعل السلبي واللامبالاة غير المبررة لسفارة المغرب في تايلاند مع الملف بالرغم من الشكاوى والاتصالات المتكررة للعائلات". ونفت كل ما جاء في تصريحات النائبة البرلمانية بخصوص استقبال وزارة الخارجية وسفارة المغرب للعائلات. وحملت اللجنة، الصين المسؤولية المباشرة لأن العصابات المحتجزة للمغاربة - الذين تم استدراجهم عبر النصب الإلكتروني - كل أفراد هذه العصابات من جنسيات صينية، ودعتها للتدخل العاجل من أجل تحرير المحتجزين. كما حملت السفارة المغربية في تايلاند المسؤولية الكاملة في عدم التجاوب مع العائلات، وعدم تقديم أية خدمة للمحررين أو المحتجزين، وعدم تفاعلها مع المنظمات الإنسانية الدولية الراغبة في التنسيق معها لتحرير المغاربة.  
مجتمع

ضربات على مستوى الرأس تُنهي حياة شاب بالداخلة
اهتز حي المسيرة بمدينة الداخلة صباح اليوم الأحد 12 ماي الجاري، على وقع جريمة قتل راح ضحيتها شاب في عقده الثاني متأثرا بضربات عصا تلقاها على مستوى الرأس. ووفق المعطيات المتوفرة، فإن خلافا نشب بين الهالك والجاني أقدم على إثره هذا الأخير، على توجيه ضربات قاتلة للضحية على مستوى الرأس مما تسبب له في نزيف داخلي حاد أودى بحياة الضحية. وفور علمها بالواقعة، انتقلت إلى عين المكان عناصر الأمن حيث تمكنت من توقيف الجاني، ويجري التحقيق معه بخصوص دوافع إقدامه على هذه الجريمة.      
مجتمع

“اليوتيوبر” إلياس المالكي يمثل أمام الوكيل العام للملك
من المنتظر أن يمثل اليوم الأحد 12 ماي الجاري، "اليوتيوبر" إلياس المالكي، أمام الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بالجديدة. ووفق المعطيات المتوفرة، فقد تم وضع المعني بالأمر رهن تدابير الحراسة النظرية يوم الجمعة، وذلك بعدما قام بتسليم نفسه إلى المصالح الأمنية بمدينة الدار البيضاء والتي أخطرت مديرية الشرطة القضائية لدى المديرية العامة للأمن الوطني، وجرى تسليمه إلى مصالح ولاية الأمن بالجديدة، التي سبق لها أن أصدرت في حقه، برقية بحث وتوقيف وطنية. ويتابع المعني بالأمر، على خلفية الاشتباه في ارتكابه أفعالا جنائية، وهي الحادثة الشهيرة والتي تم توثيقها بمقطع فيديو مع اليوتيوبر سيمو البورقادي.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 13 مايو 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة