مجتمع

هل سنكتفي بغضب افتراضي في كل مرة؟


أمال الشكيري نشر في: 15 سبتمبر 2020

ككل مرة، وكما يحدث كلما هزت الرأي العام الوطني قضية شائكة، ضجّت مواقع التواصل الإجتماعي بشتى أنواعها، بتدوينات ومنشورات غاضبة، بسبب الجريمة البشعة التي تعرض لها الطفل عدنان، بعدما تم العثور عليه مدفونا بالقرب من منزل أسرته بطنجة، بعد تعرضه للإغتصاب من طرف وحش آدمي، شجعته القوانين الهشة كغيره من المغتصبين، على إخماد بسمة طفل أو طفلة، أو إخماد أرواحهم إلى الأبد، كيف لا ووضعية من سبقوه تُطمئن.لم تكن واقعة اغتصاب وقتل الطفل عدنان إلا الجزء الظاهر من جبل جليدي عائم، يستجمع في أعماقه الكثير من التفسيرات التي تتجاوز الحالة الاغتصابية إلى مستوى عمالة الأطفال وأنظمة التربية وصيغ البناء الاجتماعي وطبيعة النظام السياسي، إذ في الوقت الذي  يتحسر فيه العالم الإفتراضي على الطفل الذي اغتُصبت براءته وخُطِفت روحه بدم بارد، هناك ضحية آخر في مكان ما، يتوسل، يتضرع دون أن تصلنا قصته لنعبر عن غضبنا على حساباتنا على "فيسبوك" أو "تويتر" أو غيرهما من المواقع ، ونتداول صوره أو صور الجاني، حتى يضيق عليه الحناق ويقع في قبضة الامن، فليس الكل محظوظ كعدنان.الظاهرة بدأت بحدة أخف مما هي عليه اليوم، وكان بالإمكان اجتثاتها قبل تجدرها ووصولها إلى مستوياتها الخطيرة التي هي عليها الآن، فقط لو كانت القوانين رادعة، فقط لو وجدت دعوات الجمعيات، الحقوقيون، المواطنون...، آذانا صاغية، ولو كانت لدينا تنشئة مجتمعية غير السائدة التي تضع مثل هذه المواضيع في خانة "الطابوهات".بدأت على شكل تحرش جنسي يتعرض له الطفل من قبل مجموعة من الأشخاص، قد يكون أستاذه، أستاذته، ابن الجيران، صاحب بقالة، والده، أو شخص يخفي انيابه تحت جلباب التدين...، ثم تطوّرت في مرحلة ثانية إلى الاغتصاب الفعلي بتغيير وجهة الطفل وهو يلهو في الشارع أو أثناء اتجاهه إلى المدرسة أو إلى أي مكان من خلال إغرائه بالحلوى أو إيهامه بأن والده ينتظره في مكان ما، (وهنا يُترك السيناريو لمخيلة المجرم)، سيصدق الطفل بما أوتي من براءة ليجد نفسه في نهاية المطاف منتهك العرض من قبل ذئب بشريّ، كل ما يهمه في تلك اللحظة بلوغ لحظة الانتشاء القصوى. أما المرحلة الثالثة فقد تطوّر فيها الأمر للأسوء ليصبح اغتصابا مرفقا بعنف واختطاف قد يتطور إلى القتل العمد بدافع الخوف من الانكشاف، كما هو الشأن بالنسبة لقضية الطفل عدنان.بطبيعة الحال، اللوم هنا لا يجب أن يقع على القوانين فقط، فاستفحال هذه الظاهرة تساءل الأسر أيضا، التي تقتصر في التربية على توفير الأكل والملبس والتعليم لأطفالها، متناسية أننا أصبحنا في زمن مفهوم التربية أعمق بكثير من ذلك، وهو المفهوم الذي لازال في المجتمع طابو يمنح قاتل عدنان وأمثاله الجرأة على تنفيذ مخططاتهم القذرة كلما وقعت أعينهم على طفل بريء يمر من أمامهم، فحين يعتبر الوالدين التوعية الجنسية (عيب) فهم بطريقة أو بأخرى يسهلون مأمورية الوحوش الآدمية، وحين تختار العائلة التستر على الحادثة التي يعتبرونها مجلبة للعار، سيما عندما يكون المغتصب أحد أفراد العائلة، فبصمتهم يشجعون المغتصب على تكرار فعلته ويمنحه فضاءً آمنا لتعاطي الجنس مع الطفل مرارا وتكرارا، إن لم يكن قد أنهى حياته طبعا من أول لقاء.لقد سقط القناع عن القناع، ولم يعد ممكناً، إخفاء كثير من الأعطاب المقيتة والسلوكات المعيبة، التي تكشف أن الاحتباس القيمي والهدر البشري بلغ الزبى، وأن كل الخيبات والانكسارات إنما مردها إلى نمطنا التنشئوي التربوي، وإلى أنظمتنا السياسية، التي لم تقدنا، سوى إلى سوء أحوالنا، وإلى كل حالات "الجوائح الاجتماعية" التي تسير بنا نحو الهاوية، ونحن في كل مرة نستنكر هذه الظواهر على مواقع التواصل، لكونها "موجة الأسبوع الافتراضية" التي سرعان ما ستختفي، في انتظار قضية أخرى أو عدنان آخر، دون أي تقدم أو حلول من شأنها معالجة المشكلة من جذورها.في كل مرة، يُخرج فيها وحش آدمي أنيابه ويغرزها في لحم طفل بريء، تجدد المطالبة بضرورة تغيير القانون الجنائي ليتضمن بنودا تشدد العقاب على مغتصبي الأطفال، وتتعالى أصوات الحقوقيين والمواطنين والأخصائيين بسن قوانين صارمة في عقوبة اللواط والمتربصين بالأطفال والحكم بأشد العقوبات على المتحرشين"، والتخلي عن الترسانة القانونية الضعيفة والمتسامحة، لكن كلها نداءات تبقى حبيسة الصفحات الفيسبوكية، دون أن يخطو المشرع المغربي خطوة لسن قوانين رادعة لكل من سولت له نفسه بارتكاب الجرم. لأن الموجودة اليوم (المنصوص عليها وعلى عقوبتها في الفصل 484 و485 و486 من القانون الجنائي)،  تشجع الجاني على تكرار جرائمه".اليوم، نحن لسنا بحاجة إلى تعاطف وغضب افتراضيين، ينتظران خروج "بيدوفيل" جديد جائع لتنفيذ خطة رسم معالمها لأيام، لرثاء ضحية جديدة، سيطالها النسيان بعد شهر بالكثير، كما طال من سبقوها، فأكثر ما نحتاجه اليوم هو تغيير العقلية المجتمعية لقطع كل الطرق التي تسهل للبيدوفيل الوصول لضحيته، والتي تبارك بطريقة غير مباشرة أفعال هؤلاء "الوحوش"، فاللوم لا يقع على القوانين فقط، وتغييرها لوحدها لن يكون الحل كما يعتقد الكل.

ككل مرة، وكما يحدث كلما هزت الرأي العام الوطني قضية شائكة، ضجّت مواقع التواصل الإجتماعي بشتى أنواعها، بتدوينات ومنشورات غاضبة، بسبب الجريمة البشعة التي تعرض لها الطفل عدنان، بعدما تم العثور عليه مدفونا بالقرب من منزل أسرته بطنجة، بعد تعرضه للإغتصاب من طرف وحش آدمي، شجعته القوانين الهشة كغيره من المغتصبين، على إخماد بسمة طفل أو طفلة، أو إخماد أرواحهم إلى الأبد، كيف لا ووضعية من سبقوه تُطمئن.لم تكن واقعة اغتصاب وقتل الطفل عدنان إلا الجزء الظاهر من جبل جليدي عائم، يستجمع في أعماقه الكثير من التفسيرات التي تتجاوز الحالة الاغتصابية إلى مستوى عمالة الأطفال وأنظمة التربية وصيغ البناء الاجتماعي وطبيعة النظام السياسي، إذ في الوقت الذي  يتحسر فيه العالم الإفتراضي على الطفل الذي اغتُصبت براءته وخُطِفت روحه بدم بارد، هناك ضحية آخر في مكان ما، يتوسل، يتضرع دون أن تصلنا قصته لنعبر عن غضبنا على حساباتنا على "فيسبوك" أو "تويتر" أو غيرهما من المواقع ، ونتداول صوره أو صور الجاني، حتى يضيق عليه الحناق ويقع في قبضة الامن، فليس الكل محظوظ كعدنان.الظاهرة بدأت بحدة أخف مما هي عليه اليوم، وكان بالإمكان اجتثاتها قبل تجدرها ووصولها إلى مستوياتها الخطيرة التي هي عليها الآن، فقط لو كانت القوانين رادعة، فقط لو وجدت دعوات الجمعيات، الحقوقيون، المواطنون...، آذانا صاغية، ولو كانت لدينا تنشئة مجتمعية غير السائدة التي تضع مثل هذه المواضيع في خانة "الطابوهات".بدأت على شكل تحرش جنسي يتعرض له الطفل من قبل مجموعة من الأشخاص، قد يكون أستاذه، أستاذته، ابن الجيران، صاحب بقالة، والده، أو شخص يخفي انيابه تحت جلباب التدين...، ثم تطوّرت في مرحلة ثانية إلى الاغتصاب الفعلي بتغيير وجهة الطفل وهو يلهو في الشارع أو أثناء اتجاهه إلى المدرسة أو إلى أي مكان من خلال إغرائه بالحلوى أو إيهامه بأن والده ينتظره في مكان ما، (وهنا يُترك السيناريو لمخيلة المجرم)، سيصدق الطفل بما أوتي من براءة ليجد نفسه في نهاية المطاف منتهك العرض من قبل ذئب بشريّ، كل ما يهمه في تلك اللحظة بلوغ لحظة الانتشاء القصوى. أما المرحلة الثالثة فقد تطوّر فيها الأمر للأسوء ليصبح اغتصابا مرفقا بعنف واختطاف قد يتطور إلى القتل العمد بدافع الخوف من الانكشاف، كما هو الشأن بالنسبة لقضية الطفل عدنان.بطبيعة الحال، اللوم هنا لا يجب أن يقع على القوانين فقط، فاستفحال هذه الظاهرة تساءل الأسر أيضا، التي تقتصر في التربية على توفير الأكل والملبس والتعليم لأطفالها، متناسية أننا أصبحنا في زمن مفهوم التربية أعمق بكثير من ذلك، وهو المفهوم الذي لازال في المجتمع طابو يمنح قاتل عدنان وأمثاله الجرأة على تنفيذ مخططاتهم القذرة كلما وقعت أعينهم على طفل بريء يمر من أمامهم، فحين يعتبر الوالدين التوعية الجنسية (عيب) فهم بطريقة أو بأخرى يسهلون مأمورية الوحوش الآدمية، وحين تختار العائلة التستر على الحادثة التي يعتبرونها مجلبة للعار، سيما عندما يكون المغتصب أحد أفراد العائلة، فبصمتهم يشجعون المغتصب على تكرار فعلته ويمنحه فضاءً آمنا لتعاطي الجنس مع الطفل مرارا وتكرارا، إن لم يكن قد أنهى حياته طبعا من أول لقاء.لقد سقط القناع عن القناع، ولم يعد ممكناً، إخفاء كثير من الأعطاب المقيتة والسلوكات المعيبة، التي تكشف أن الاحتباس القيمي والهدر البشري بلغ الزبى، وأن كل الخيبات والانكسارات إنما مردها إلى نمطنا التنشئوي التربوي، وإلى أنظمتنا السياسية، التي لم تقدنا، سوى إلى سوء أحوالنا، وإلى كل حالات "الجوائح الاجتماعية" التي تسير بنا نحو الهاوية، ونحن في كل مرة نستنكر هذه الظواهر على مواقع التواصل، لكونها "موجة الأسبوع الافتراضية" التي سرعان ما ستختفي، في انتظار قضية أخرى أو عدنان آخر، دون أي تقدم أو حلول من شأنها معالجة المشكلة من جذورها.في كل مرة، يُخرج فيها وحش آدمي أنيابه ويغرزها في لحم طفل بريء، تجدد المطالبة بضرورة تغيير القانون الجنائي ليتضمن بنودا تشدد العقاب على مغتصبي الأطفال، وتتعالى أصوات الحقوقيين والمواطنين والأخصائيين بسن قوانين صارمة في عقوبة اللواط والمتربصين بالأطفال والحكم بأشد العقوبات على المتحرشين"، والتخلي عن الترسانة القانونية الضعيفة والمتسامحة، لكن كلها نداءات تبقى حبيسة الصفحات الفيسبوكية، دون أن يخطو المشرع المغربي خطوة لسن قوانين رادعة لكل من سولت له نفسه بارتكاب الجرم. لأن الموجودة اليوم (المنصوص عليها وعلى عقوبتها في الفصل 484 و485 و486 من القانون الجنائي)،  تشجع الجاني على تكرار جرائمه".اليوم، نحن لسنا بحاجة إلى تعاطف وغضب افتراضيين، ينتظران خروج "بيدوفيل" جديد جائع لتنفيذ خطة رسم معالمها لأيام، لرثاء ضحية جديدة، سيطالها النسيان بعد شهر بالكثير، كما طال من سبقوها، فأكثر ما نحتاجه اليوم هو تغيير العقلية المجتمعية لقطع كل الطرق التي تسهل للبيدوفيل الوصول لضحيته، والتي تبارك بطريقة غير مباشرة أفعال هؤلاء "الوحوش"، فاللوم لا يقع على القوانين فقط، وتغييرها لوحدها لن يكون الحل كما يعتقد الكل.



اقرأ أيضاً
تسريب 70 مراسلة قضائية يرسل شخصين وراء القضبان
أصدرت الغرفة الجنائية الابتدائية بقصر العدالة بالرباط، أول أمس، أحكاماً بالسجن بلغ مجموعها 10 سنوات نافذة، ضد شخصين أدينا بتسريب 70 مراسلة قضائية، تم تبادلها بين الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف الإدارية بالرباط وعدد من المؤسسات القضائية والرسمية، من ضمنها السلطة القضائية، رئاسة النيابة العامة، وزارة العدل، ومؤسسات دستورية أخرى. وتوبع في القضية كل من رئيس "الهيأة الوطنية لتقييم تدبير الشأن المحلي ومحاربة الفساد" ورئيس الاتحاد الوطني لمقاولات المغرب، الذي أدين بـ6 سنوات سجناً نافذاً، وموظفة سابقة كانت تشتغل كاتبة خاصة للرئيس الأول لمحكمة الاستئناف الإدارية، وتعمل حالياً كمنتدبة قضائية ملحقة بهيأة حماية المعطيات الشخصية، وحُكم عليها بـ4 سنوات حبسا نافذاً. ووفق ما أوردته يومية "الصباح"، فإن المدان الرئيسي في القضية حاول كسب تعاطف المحكمة بادعائه تعرضه لـ"تجاوزات جسدية" خلال البحث التمهيدي، لكنه لم يقدم أي دلائل تثبت ادعاءاته، وهو ما جعل المحكمة تستبعد تلك المزاعم وتناقش الملف في جوهره، قبل أن تصدر حكمها بعد المداولة. وخلصت المحكمة إلى أن الموظفة ارتكبت جرائم تتعلق بالتزوير في محررات عمومية وعرفية، والمشاركة في انتحال صفة، وتحريف مقررات قضائية، والتأثير على القضاة، وإفشاء السر المهني، والتبليغ عن جرائم وهمية. أما شريكها، فقد توبع بـجنايات وجنح مشابهة، أبرزها التزوير في وثائق رسمية، وانتحال صفة قاض وعميد شرطة، واستخدام وسائل احتيالية للحصول على معلومات حساسة. وكتبت الجريدة ذاتها، أن الخبرات التقنية المجراة على 3 حواسيب محمولة مملوكة للموظفة، ووحدتين مركزيتين تابعتين لمحكمة الاستئناف الإدارية، كشفت عن احتفاظها بـأكثر من 70 مراسلة رسمية وقراراً وتقارير تفتيش، بينها تقرير حول المحكمة الإدارية بوجدة سنة 2015، كانت موجهة من الرئيس الأول للوزير. وتوصل المحققون أيضاً إلى أن المدان الرئيسي قام بالاتصال الهاتفي بموظفة بكتابة الرئيس الأول، مدعياً أنه قاضٍ بالمجلس الأعلى للسلطة القضائية، ثم لاحقاً أنه عميد بالفرقة الوطنية للشرطة القضائية، محاولاً الحصول على معلومات حول موظفتين بالمحكمة، غير أن نائب الرئيس طالبه بالحصول على إذن من الوكيل العام، ما أدى إلى انكشاف حيلته. وتفجرت القضية بعد أن تلقى الرئيس الأول وشاية تتحدث عن تلاعبات واختلالات داخل المحكمة، ليقوم بإحالتها إلى الوكيل العام للملك، الذي كلف الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بفتح تحقيق. وأسفرت التحريات التقنية التي قام بها مختبر تحليل الآثار الرقمية التابع للمديرية العامة للأمن الوطني عن تحديد رقم الهاتف الذي استُعمل في الاتصالات الاحتيالية، ليتم لاحقاً اعتقال الموظفة وحجز أجهزتها الإلكترونية، وتنفيذ عملية تفتيش بمقر المحكمة. وشملت الوثائق المسربة تقارير خبرة على عقارات ومشاريع، وملفات قضايا معروضة على محكمة النقض، وتقارير عن فضائح، ومقالات لمحامين، ومحاضر مفوضين قضائيين، وطلبات تغطية إعلامية ضد محكمة الاستئناف الإدارية، وهو ما اعتبرته المحكمة مساساً خطيراً بسير العدالة وسرية المداولات القضائية.  
مجتمع

السياقة الاستعراضية تقود إلى توقيف 20 جانحا وحجز عشرات السيارات بطنجة
أسفرت الحملة الأمنية المكثفة التي تشنها ولاية أمن طنجة، منذ أشهر، عن توقيف 20 جانحًا تورطوا في السياقة الاستعراضية، خصوصًا خلال مواكب الزفاف، حيث كانوا يعمدون إلى تنفيذ حركات خطيرة تهدد سلامة مستعملي الطريق. ووفقًا للمعطيات المتوفرة، فإن الموقوفين تم ضبطهم في إطار تدخلات ميدانية استباقية، شملت مختلف أحياء المدينة، بمشاركة فرق أمنية متنقلة تعمل تحت إشراف مباشر من والي أمن طنجة. وقد تم خلال هذه العمليات حجز عشرات السيارات والدراجات النارية التي استُخدمت في تلك الممارسات المتهورة. وأكدت المصادر ذاتها أن هذه السلوكات تشكل خطرًا كبيرًا على الأمن العام، خاصة في ظل الفراغ القانوني الذي لا يوفر الحماية الكافية لرجال الشرطة خلال التدخلات. ورغم ذلك، واصلت العناصر الأمنية تدخلاتها اليومية بحزم، ما ساهم في الحد من هذه الظاهرة التي كانت تعرف انتشارًا مقلقًا. وتأتي هذه الإجراءات الصارمة تماشياً مع تعليمات وزارة الداخلية، التي دعت إلى مواجهة السياقة الاستعراضية بصرامة، وهو ما انعكس إيجابًا على الوضع الأمني في المدينة، وسط إشادة واسعة من طرف المواطنين.
مجتمع

بالڤيديو: تاكسيات مراكش يستعدون لاتخاذ اجراءات جديدة لتبديد سوء الفهم مع زبائنهم
يستعد مهنيو سيارات الاجرة من الصنف الثاني بمراكش لاعتماد اجراء جديد من شانه تبديد سوء الفهم مع زبائنهم، وفق ما يتوقعه المهينيون، ويتجلى في الاعلان عن وضعيتهم بشكل مستمر، تفاديا لسوء الفهم ومن اجل اطلاع الزبائن على المبرر الذي قد يكون وراء عدم التوقف وتقديم الخدمة لهم.
مجتمع

بنسعيد يواجه فوضى “السوشال ميديا” و “المؤثرين” بالقانون
كشف وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، عن شروع وزارته في إعداد إطار قانوني وطني "شامل ومتكامل" لتنظيم منصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية، في خطوة ترمي إلى كبح الفوضى الرقمية التي أصبحت تهدد القيم المجتمعية، خصوصاً في صفوف الأطفال والشباب، دون المساس بحرية التعبير. وخلال عرضه أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب اليوم الأربعاء 14 ماي الجاري، شدد الوزير على أن الانتشار المتسارع لوسائل التواصل الاجتماعي رافقه تنامٍ ملحوظ للمضامين العنيفة، والخطابات التحريضية، والأخبار الزائفة، في ظل غياب تأطير قانوني يضبط هذه الفضاءات التي أصبحت تؤثر بشكل مباشر على النسيج المجتمعي. وأوضح بنسعيد أن الإطار القانوني المرتقب سيستلهم من التشريع الأوروبي المتقدم، ولا سيما قانون الخدمات الرقمية (DSA)، الذي فرض على المنصات الكبرى التزامات صارمة في ما يتعلق بالشفافية، ومحاربة المحتوى غير القانوني، وحماية المستخدمين، خاصة القاصرين. كما اعتبر أن التجربة الأوروبية تؤكد أن التعامل مع الفضاء الرقمي لم يعد مجرد مسألة اقتصادية، بل أصبح قضية سيادة رقمية وحماية مجتمعية. ويهدف الإطار الجديد إلى سد الفراغ التشريعي الذي تستفيد منه المنصات الأجنبية، عبر فرض التزامات قانونية واضحة، من بينها تعيين ممثل قانوني للمنصات داخل التراب الوطني، يكون مخاطباً رسمياً للسلطات المغربية، خصوصاً تلك التي تستهدف السوق الإشهاري المغربي أو تحقق منه أرباحاً. كما ستُلزم المنصات الرقمية بوضع نظام صارم لتعديل المحتوى، يرصد بشكل تلقائي المضامين غير القانونية مثل العنف، والكراهية، والتضليل الإعلامي، إلى جانب توفير آليات واضحة وفعالة لتلقي الشكايات من المستخدمين والتفاعل السريع معها. ويأتي ذلك في إطار تحميل المنصات جزءاً من المسؤولية الوقائية عن انتشار المحتوى المؤذي أو المخالف للقانون. ومن أجل حماية القاصرين، سيتضمن النظام تصنيف المحتويات بحسب الفئات العمرية، وتمكين الرقابة الأبوية، ومنع الإعلانات التي تستغل ضعف الأطفال أو تروج لمواد ضارة، فضلاً عن إزالة أي محتوى يمكن أن يؤثر سلباً على نموهم النفسي أو السلوكي. وأكد الوزير أيضاً أن القانون سيفرض على المنصات التصدي الفوري للأخبار الزائفة والمحتويات المحرضة على العنف أو الكراهية أو التمييز، كما سيلزمها بالشفافية في ما يخص الإعلانات المموّلة والمحتويات ذات الطابع الدعائي، بما يضمن سلامة الفضاء المعلوماتي للمجتمع ويضع حداً للفوضى الرقمية المتفاقمة. وفي الجانب الاقتصادي، أشار بنسعيد إلى أن المنصات التي تحقق أرباحاً من السوق الإشهاري المغربي ستُجبر على التصريح الضريبي واحترام مقتضيات العدالة الضريبية، مع التنسيق مع السلطات المالية بشأن أي تحويلات مشبوهة أو خروقات. واختتم الوزير بالتأكيد على تعزيز صلاحيات الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، لتواكب التحولات العميقة التي يشهدها المشهد الرقمي، وتضطلع بدور رقابي حاسم في مواجهة المحتوى السمعي البصري الفوضوي المنتشر على المنصات، خاصة الموجّه للقاصرين.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 14 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة