مجتمع

أخصائي يسبر أغوار نفسية المغاربة في ظل جائحة كورونا ورمضان


كشـ24 نشر في: 2 مايو 2020

دعا المحلل النفسي والكاتب المغربي جليل بناني إلى ضرورة استخلاص كل الدروس الممكنة من هذه الأزمة، الناتجة عن جائحة فيروس كورونا، الذي تضرب اليوم العالم بأسره، على الأصعدة الصحية والبيئية والأنظمة الاقتصادية وطبيعة الأوبئة.وقال المحلل المغربي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، "يجب تخيل آفاق ومشاريع، وتنفيذ القرارات التي تم اتخاذها خلال فترة الحجر الصحي. الحالة النفسية لديها قدرة كبيرة على التكيف ولكن وقت تغير العقليات هو وقت طويل".وبخصوص فترة ما بعد الحجر الصحي، شدد مؤلف كتاب "محلل نفساني في المدينة"، على أن "الإعلان عن المواعيد النهائية دائما ما يكون مصدر ارتياح"، في حين أن "عدم اليقين يثير المخاوف، الفوضى والمخاوف والاكتئاب. الكائنات البشرية تحتاج إلى رؤية الأفق".وعن الأثر النفسي للوضع الحالي، أشار بناني إلى أن "الغالبية العظمى من المغاربة استعدوا لهذا الوضع"، فالغموض والخوف من الإصابة بالمرض القاتل، أيقظت مشاعر غريزة الحياة، ودفعت المواطنين إلى الالتزام بالضرورة الأولوية والتي هي حماية أنفسهم.وفي معرض حديثه عن شهر رمضان الفضيل، الذي تزامن هذه السنة مع حالة الطوارئ الصحية والحجر، لاحظ المحلل النفسي أن العديد من المغاربة يعتبرون هذا الحجر فرصة لممارسة العبادات الدينية بشكل كامل باتباع تعليمات القرآن الكريم والأحاديث النبوية، ودون الحاجة للاجتماع، فيما "يعيش آخرون هذه الحالة كحرمان من الجو الجماعي ويستشعرون الحاجة إلى حضور الجماعة، ويواسون أنفسهم بذكيرها أن الأمر يتعلق بمجرد مرحلة عابرة".ووبخصوص عادة الخروج بعد الإفطار، لاحظ الاختصاصي أنه بالنسبة للشباب، الذين اعتادوا على الخروج لتغيير الأجواء والاحتفاء والتدخين ولقاء الأصدقاء، يمكن أن يكون الحجر في الوسط العائلي مصدرا للتوتر والصدام، معتبرا أنه بدءا من سن المراهقة تظهر على الشباب رغبة في إثبات الذات والاستقلالية والتحرر، وهي الأمور التي تعد شبه مستحيلة خلال هذه الفترة.وللتخفيف من الأثر النفسي، اعتبر المحلل النفسي المغربي أن هذه الجائحة كشفت شخصية الأفراد ومستوياتهم المعرفية ومدى نضجهم وتماسكهم من هشاشتهم النفسية. لقد ضخمت ما كان قائما من قبل أو قل أظهرت ما كان مستترا، داعيا إلى تجنب الشجار واحترام ما أمكن أوقات وفضاءات حرية الآخرين، وعدم التسرع باتخاذ قرارات شخصية وطلب الاستشارة من طرف المختصين في مجال الصحة.من جانبهم، يضيف بناني، على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية أن يبقوا على اتصال قريب بمعالجيهم، لا سيما وأن الوسائل التكنولوجية تسمح بإجراء فحوصات عن بعد، والاستماع لمشاغل ومخاوف الناس من الإصابة بالفيروسوخلص إلى عدم انتظار أن ينهار الإنسان تحت ضغط المشاعر والقلق وحالات الكآبة لطلب المساعدة.

دعا المحلل النفسي والكاتب المغربي جليل بناني إلى ضرورة استخلاص كل الدروس الممكنة من هذه الأزمة، الناتجة عن جائحة فيروس كورونا، الذي تضرب اليوم العالم بأسره، على الأصعدة الصحية والبيئية والأنظمة الاقتصادية وطبيعة الأوبئة.وقال المحلل المغربي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، "يجب تخيل آفاق ومشاريع، وتنفيذ القرارات التي تم اتخاذها خلال فترة الحجر الصحي. الحالة النفسية لديها قدرة كبيرة على التكيف ولكن وقت تغير العقليات هو وقت طويل".وبخصوص فترة ما بعد الحجر الصحي، شدد مؤلف كتاب "محلل نفساني في المدينة"، على أن "الإعلان عن المواعيد النهائية دائما ما يكون مصدر ارتياح"، في حين أن "عدم اليقين يثير المخاوف، الفوضى والمخاوف والاكتئاب. الكائنات البشرية تحتاج إلى رؤية الأفق".وعن الأثر النفسي للوضع الحالي، أشار بناني إلى أن "الغالبية العظمى من المغاربة استعدوا لهذا الوضع"، فالغموض والخوف من الإصابة بالمرض القاتل، أيقظت مشاعر غريزة الحياة، ودفعت المواطنين إلى الالتزام بالضرورة الأولوية والتي هي حماية أنفسهم.وفي معرض حديثه عن شهر رمضان الفضيل، الذي تزامن هذه السنة مع حالة الطوارئ الصحية والحجر، لاحظ المحلل النفسي أن العديد من المغاربة يعتبرون هذا الحجر فرصة لممارسة العبادات الدينية بشكل كامل باتباع تعليمات القرآن الكريم والأحاديث النبوية، ودون الحاجة للاجتماع، فيما "يعيش آخرون هذه الحالة كحرمان من الجو الجماعي ويستشعرون الحاجة إلى حضور الجماعة، ويواسون أنفسهم بذكيرها أن الأمر يتعلق بمجرد مرحلة عابرة".ووبخصوص عادة الخروج بعد الإفطار، لاحظ الاختصاصي أنه بالنسبة للشباب، الذين اعتادوا على الخروج لتغيير الأجواء والاحتفاء والتدخين ولقاء الأصدقاء، يمكن أن يكون الحجر في الوسط العائلي مصدرا للتوتر والصدام، معتبرا أنه بدءا من سن المراهقة تظهر على الشباب رغبة في إثبات الذات والاستقلالية والتحرر، وهي الأمور التي تعد شبه مستحيلة خلال هذه الفترة.وللتخفيف من الأثر النفسي، اعتبر المحلل النفسي المغربي أن هذه الجائحة كشفت شخصية الأفراد ومستوياتهم المعرفية ومدى نضجهم وتماسكهم من هشاشتهم النفسية. لقد ضخمت ما كان قائما من قبل أو قل أظهرت ما كان مستترا، داعيا إلى تجنب الشجار واحترام ما أمكن أوقات وفضاءات حرية الآخرين، وعدم التسرع باتخاذ قرارات شخصية وطلب الاستشارة من طرف المختصين في مجال الصحة.من جانبهم، يضيف بناني، على الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية أن يبقوا على اتصال قريب بمعالجيهم، لا سيما وأن الوسائل التكنولوجية تسمح بإجراء فحوصات عن بعد، والاستماع لمشاغل ومخاوف الناس من الإصابة بالفيروسوخلص إلى عدم انتظار أن ينهار الإنسان تحت ضغط المشاعر والقلق وحالات الكآبة لطلب المساعدة.



اقرأ أيضاً
اعتقال متهمين بإسبانيا بسبب استغلال مهاجرين مغاربة بعقود وهمية
تم القبض على أربعة أشخاص في جيبوثكوا (إقليم الباسك) بتهمة تسهيل الهجرة غير الشرعية واستغلال العمال الأجانب ، وخاصة المهاجرين المغاربة، حيث قاموا بمعالجة تصاريح العمل والإقامة غير القانونية لهم مقابل مبالغ مالية. وبحسب وكالة الأنباء الإسبانية "إفي" ، أوضحت الشرطة الوطنية أن المعتقلين كانوا جزءًا من "شبكة منظمة" سهلت الدخول والإقامة غير الشرعية في إسبانيا لمواطنين مغاربة من خلال عقود وهمية في بلدهم الأصلي من قبل شركتين للبناء، واحدة مقرها في بيزكايا والأخرى في جيبوثكوا. وتم استغلال عروض العمل للحصول على الإقامة وتصاريح العمل، ولكن المهاجرين لم يتم توظيفهم بعد ذلك في الشركات، بل أجبروا على العمل خارج الشركات في ظروف محفوفة بالمخاطر.وبدأ التحقيق في أكتوبر 2024، عندما تم اكتشاف مخالفات محتملة في العديد من طلبات القيد بالسجل البلدي، والتي كانت جميعها تحمل عنوان منزل في بلدة إيرون. وأكد الضباط أنه منذ نونبر 2019، تم تسجيل 19 شخصًا في هذا العنوان في إرون ، و16 آخرين في منازل في سان سيباستيان دون أن يكونوا مقيمين هناك. وتمكنت الشرطة الوطنية من تحديد هوية 19 شخصا في أماكن مختلفة بإسبانيا، والذين كانوا مسجلين في العقارات قيد التحقيق، واعترف 13 منهم بدفع أموال لأحد المعتقلين. وتمكن ما لا يقل عن 10 من المقيمين المسجلين من تسوية وضعهم في إسبانيا من خلال تصاريح الإقامة والعمل المرتبطة بعقود في بلدهم الأصلي تديرها شركتان للبناء.
مجتمع

مغربي يتسبب في حالة طوارىء بمطار إيطالي
تمكّن مهاجر مغربي يبلغ من العمر 29 عامًا، موضوع طُرد وترحيل من إيطاليا، من الهروب من قبضة الشرطة، قبل لحظات من صعوده إلى الطائرة التي ستنقله إلى بلده الأصلي. وهرب المعني بالأمر على أحد مدارج مطار ماركوني في بولونيا. وفي محاولةٍ منه لتضليل رجال الشرطة، افتعل حريقا، تم إخماده من طرف رجال الإطفاء بالمطار. ووقع الحادث السبت الماضي، بعد الساعة السادسة مساءً بقليل. ولم تُوقف الشرطة الهارب، الذي تمكن من تسلّق السياج الواقي وتجاوز محيط المطار. وتم وضعه قيد البحث من قِبل دوريات المراقبة الإقليمية. وتسببت الحادثة في تعليق الرحلات الجوية في مطار بولونيا ماركوني من الساعة السادسة مساءً حتى السادسة والنصف مساءً. وبعد إخماد النيران، عادت الأمور إلى طبيعتها، لكن مع تسجيل تأخير عدة رحلات، وتم تحويل مسار طائرتين، إحداهما قادمة من إسطنبول والأخرى من باليرمو، وهبطتا في مطار ريميني والثانية في مطار فورلي.
مجتمع

مخاوف من تكرار فضيحة “كوب28” تقود الوزيرة بنعلي للمساءلة البرلمانية
تقدمت فاطمة الزهراء التامني، النائبة عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، بسؤال كتابي لوزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، تطالب فيه بتوضيحات حول مدى توفر ضمانات الشفافية والنجاعة في صفقة تفويض تنظيم مشاركة المغرب في مؤتمر المناخ “كوب 30”، المرتقب تنظيمه في نونبر المقبل بالبرازيل. وحذّرت النائبة التامني في معرض سؤالها، من تكرار ما وصفته بـ”فضيحة كوب 28″ التي عرفت، حسب قولها، مشاركة وفد مغربي كبير بتكلفة فاقت 9 ملايين درهم، دون أدوار واضحة لغالبية المشاركين، ما أثار انتقادات واسعة بشأن الحكامة وترشيد النفقات. التامني أبرزت أن صفقة “كوب 30” تم تفويضها إلى شركة خاصة بكلفة تقارب 9 ملايين درهم، ما يثير مخاوف حقيقية من تكرار نفس السيناريو، خصوصاً أن مؤتمر “كوب 29” المقرر بأذريبدجان في 2024 عرف بدوره صفقة بلغت 5.9 ملايين درهم. وفي هذا السياق، طالبت النائبة الوزيرة بالكشف عن المعايير المعتمدة لاختيار المشاركين في هذه المؤتمرات، وتفسير مشاركة أعداد كبيرة دون مهام محددة، إضافة إلى توضيح الإجراءات المتخذة لضمان الشفافية والفعالية، وتفادي تبذير المال العام، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.
مجتمع

مختصة نفسية تكشف لـ”كشـ24″ أبعاد سخرية المغاربة من موجة الحرارة على مواقع التواصل
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب خلال الأيام الماضية، موجة واسعة من المنشورات الساخرة، تفاعلا مع الارتفاع المهول في درجات الحرارة التي تشهدها مختلف المدن، حيث عبر عدد من النشطاء بروح دعابة عن معاناتهم اليومية مع القيظ، في تدوينات جمعت بين الطرافة والتهكم، وأحيانا الإبداع، الأمر الذي أثار اهتمام المتتبعين وأعاد إلى الواجهة دور السخرية في المجتمع.وفي هذا السياق، أوضحت الأخصائية النفسية والباحثة في علم النفس الاجتماعي، الأستاذة بشرى المرابطي، في تصريحها لموقع "كشـ24"، أن السخرية تعد بمثابة رسائل نفسية واجتماعية، وأحيانا حتى سياسية، تهدف إلى إنتاج الضحك وتوفير مساحة جماعية للتنفيس، وأشارت إلى أن الضحك، كما يرى الفيلسوف الفرنسي هنري بيركسون، يحتاج الضحك للصدى عكس البكاء الذي يمكن الإنسان من التنفيس عن ذاته لكن بشكل فردي وأكدت المرابطي أن السخرية في علاقتها بموجات الحرارة المفرطة لا تعبر فقط عن استهزاء سطحي، بل هي آلية دفاعية واعية أو غير واعية، يلجأ إليها الأفراد لتغيير حالة الرتابة والملل التي ترافق فترات الصيف الطويلة، خاصة مع التوتر الناتج عن ارتفاع الحرارة.وأبرزت المتحدثة أن الفكاهة والسخرية تلعبان دورا مهما في المناعة النفسية، باعتبارهما وسائل فعالة للتقليل من التوتر والقلق والغضب، بل وتحمي الإنسان من بعض الأعراض البيولوجية المرتبطة بالحالة النفسية، مضيفة أن وسائل التواصل الاجتماعي وفرت فضاء سهلا ومفتوحا للتقاسم الجماعي لهذه المشاعر، وهو ما يعزز الشعور بالانتماء والتخفيف الجماعي من الضغط.واعتبرت الأخصائية النفسية، أن انتشار هذه الظاهرة في السياق المغربي هو مؤشر إيجابي على صحة المزاج العام، لكون المغاربة يميلون بالفطرة إلى النكتة والدعابة، مضيفة، جميل جدا أن نحول معاناتنا اليومية إلى مادة للضحك والسخرية، لأنها تعكس حيوية المجتمع وروح مقاومته النفسية للظروف الصعبة.وختمت المرابطي حديثها بالتشديد على أن هذا الأسلوب التفاعلي مع الظواهر الطبيعية والاجتماعية، يظهر قدرة المجتمع على تحويل المحن إلى لحظات فرج وفرجة، مؤكدة أن الضحك الجماعي ليس مجرد وسيلة للهروب، بل سلوك دفاعي إيجابي يدعم التوازن النفسي للفرد والجماعة.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 01 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة