#كورونا
مجتمع

في حوار مع كشـ24″.. العمراني تكشف مخلفات الحجر الصحي على ذوي التوحد


أسماء ايت السعيد نشر في: 27 أبريل 2020

قالت سمية العمراني، رئيسة تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد، إن الأشخاص ذوي إعاقة التوحد في المغرب يعيشون رفقة أسرهم، خلال حالة الطوارئ الصحية وتقييد الحركة المفروضة في المملكة منذ العشرين من مارس المنصرم، عزلةً مُضاعفةً بسبب توقف حصص المواكبة والتعلم و الانشطة التي تخفف من وطأة اضطراب التوحد.وأوضحت العمراني، في حوار مع "كشـ24"، أن هذه الفئة وجدت نفسها رفقة أسرها أمام تحد صعب، في ظل الحجر الصحي، سيما وان الشخص الذي يعاني من التوحد يحتاج رعاية خاصة ومتخصصة حسب درجة الإعاقة ونوعية الاحتياجات الفردية لكل شخص لمواكبته في  التعلم و هو الأمر الذي كانت تقوم به العديد  من الجمعيات التي تواكب  أسر هذه الفئة للاستفادة من هذه الخدمات، غير أن الظروف التي تجتازها يلادنا أدت إلى غلق المؤسسات التعليمية والجمعيات والمراكز مما زاد من تعميق إشكالية عزلة الأشخاص ذوي التوحد.العمراني، أفادت أن هذا الطارئ المفاجئ، نتجت عنه تداعيات كبيرة، على نفسية وسلوكيات  الأشخاص الذين يعانون من هذه  الإعاقة النمائية، لعل أبرزها وفق المتحدثة ذاتها، اضطرابات في النوم ، التغذية والمزاج بل وأحيانا ظهور بعض مظاهر العنف ضد الذات أو الآخر.وشددت رئيسة تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد، على ضرورة اتخاذ احتياطات مضاعفة بالنسبة للعديد من الأشخاص في وضعية إعاقة، بصفة عامة وهذه الفئة بصفة خاصة، نظرا لوجود اضطرابات صحية وأمراض مصاحبة  في بعض الحالات كنقص في المناعة أو صعوبات في عمل الجهاز التنفسي كما هو الحال بالنسبة لبعض ذوي إعاقة الشلل الدماغي الحركي.إليكم نص الحوار كاملاًماهي تداعيات الحجر الصحي على نفسية وسلوكيات الأشخاص الذين يعانون من التوحد؟بطبيعة الحال، فالحجر الصحي له تداعيات كثيرة على نفسية وسلوكيات هذه الفئة، خصوصا وأن الأمر كان مفاجئا، وبالتالي لم يجر الإعداد له، مما أثر بشكل كبير على هذه الفئة.ومن ضمن المشاكل المشتركة بين الأغلبية العظمى لأسر هذه الفئة خلال فترة الحجر الصحي عودة اضطرابات النوم والأرق أحيانا، والقلق والتوتر، بالإضافة إلى ارتفاع منسوب العنف جراء عدم ممارسة أنشطتهم، بحيث يمكن أن تظهر لدى الطفل بعض نوبات الغضب أو إيذاء الذات.هذه الانعكاسات، جعلت الأسر موزعة ما بين تدبير اليومي والمعيشي والأعباء الجديدة التي خلفها انتشار الوباء، وهو "مجهود إضافي للتنظيف والتعقيم"، يأخذ بدوره حيزا مهما من الوقت والجهد والمال، وتدبير الزمن بين حصص العمل والتدريب التربوي للشخص ذي التوحد.هل تتوصلون بشكايات من طرف أسر هذه الفئة لها علاقة بتداعيات الحجر الصحي؟نعم، إن شكايات أسر الأشخاص الذين يعانون من إعاقة نمائية، ازدادت في ظل هذه الإجرءات، بحيث توصلنا بشكايات لها علاقة بالجانب المادي، وأيضا شكايات لها علاقة بتغير سلوكيات هذه الفئة، والتي وصلت لدى البعض إلى حد تعريض أنفسهم للخطر كالقفز من فوق سور البيت ظنا منهم أن هذه وسيلة آمنة  للخروج  كما هو الشأن بالنسبة لأسرتين من شمال وجنوب المغرب واللتان أفادتا التحالف بمحاولة ابنيهما الخروج من البيت عبر القفز من فوق السطح لولا أن الجيران انتبهوا وأخبروا للأرة لكانت الكارثة قد وقعت.توصلنا أيضا بشكايات لها علاقة بالجانب المادي، بحيث أن إجراءات الحجر، والتي أدت إلى توقف مصادر رزق العديد من الأسر، خلفت نقصا في المردود المادي، وهو الأمر الذي انعكس على الكثير من الأسر التي يضم أفرادها أحد المصابين باضطراب التوحد، وذلك بسبب ارتفاع المصاريف، بالإضافة أيضا إلى شكايات لها علاقة بالإكراهات التي واجهوها بخصوص الدراسة عن بعد.هل أبانت في نظركم هذه الازمة خلل في التدابير والإجراءات المتخذة من طرف الجهات المختصة والمتعلقة بالعناية بالأشخاص الذين يعانون من التوحد؟بطبيعة الحال هناك خلل كبير جدا، كان مطروحا من قبل غير أن هذه الازمة أماطت عنه اللثام بشكل أكبر ، ويتعلق الأمر بتوفير بيئة مناسبة لهذه الفئة داخل منازلهم، وهي البيئة التي تتطلب ضمان مجموعة من الولوجيات والأجهزة التي يصعب على الاسر، وخصوص ذات الدخل المحدود توفيرها لأطفالها، وبالتالي فالجهات المختصة مطالبة بتسهيل توفير بيئة ملائمة لهم داخل المنازل، ليس فقط من أجل  تجنيبهم المعاناة في الحالات الإستثنائية كما هي الظرفية الآن ، بل أيضا من أجل تعميم التعلمات وتعزيز قدرات الأسر لمواكبة أبنائها.ومن بين هذه التجهيزات الضروري توفرها بمنزل يسكنه شخص من ذوي التوحد، سأتحدث عن "الجدول الزمني المرئي" وهو مقابل الأجندة اليومية ، حيث يتضمن صور كافة الأنشطة اليومية /الأسبوعية/ الشهرية التي يمارسه الشخص ذو التوحد. الجدول الزمني المرئي عبارة عن آلية تحقق للشخص ذي التوحد القدرة على التدبير اليومي للزمن وتساعده أيضا على استباق الأحداث و الاستعداد لها.من الآليات التي تساعد الأشخاص ذوي التوحد على تدبير الزمن " المؤقت Time-Timer "   وهو عبارة عن ساعة تساعد هذه الفئة على استيعاب مفهوم الزمن واكتساب مهارة الانتظار ،  هناك  تجهيزات عديدة أخرى مثل وسائل التواصل البديلة والمعززة " البيكس ، التطبيقات الذكية .."   أيضا هناك عدة وسائط تساعد الشخص ذي التوحد على اكتساب المهارات الحياتية اليومية، تعليمه مهارات التواصل...، وغيرها من الانشطة والتجهيزات التي ليست ترفا وإنما ينبغي توافرها في البيئة المنزلية من أجل دمج مجتمعي حقيقي. ينبغي التأكيد أيضا على أن العديد من الأشخاص  ذوي التوحد لديهم اضطرابات في التواصل عن طريق التخاطب اللفظي وهذا الأمر يجعلهم  بحاجة  إلى أجهزة ووسائط تواصلية بديلة تمكنهم من تقاسم أفكارهم واحتياجاتهم ومطالبهم ، ذلك أن الصمت الذي يعانون منه لديه تداعيات عديدة على صحتهم النفسية والجسدية وعلى تطوير مهاراتهم ومشاركتهم في المجتمع.تجدر الإشارة إلى أن أسر هذه الفئة تحتاج أيضا إلى التكوين إلى جانب منحها آليات العمل والتجهيزات، لتوفير بيئة مناسبة لهذه الفئة داخل المنازل،  فالتوحد ليس بذلة يرتديها الشخص  في المدرسة وأالمراكز وينزعها أثناء خروجه من هذه المؤسسات لينتقل إلى البيت ، بمعنى ان التجهيزات التي تخص هذه الفئة لا يجب ان تتواجد في المراكز والمدارس فقط بل حتى في المنازل وكافة البيئات التي يتواجدون بها.للأسف هذا البعد المتعلق بتوفير بيئات ولوجة للأشخاص ذوي التوحد  لم يكن مأخوذا بعين الإعتبار في الأيام العادية، وقد ظهرت الآثار السلبية لإغفال هذا الجانب في ظل إجراءات الحجر الصحي، بحيث أن المجهودات المالية التي كانت منصبة فقط  على المؤسسات ظهرت بشكل ملموس محدوديتها في غياب تأهيل  البيئة التي يعيش فيها وهي الأسرة.أزمة كوفيد 19 عرت أيضا عن العديد من الإشكالات التي تعيشها أسر الأشخاص في وضعية إعاقة، وكشفت أن الإجراءات التي اتخذتها الجهات المختصة لا تغطي  كافة  المشاكل التي تعيشها هذه الاسر.ولعل أبرز مثال على ذلك، التعليم عن بعد الذي اعتمدته وزارة التربية الوطنية، في ظل هذه الظروف، حيث مجموعة من الإكراهات، من بينها المستوى التعليمي لعدد من الاسر التي فجأة وجدت نفسها ملزمة بممارسة دور الأستاذ ، غياب ملاءمة الدروس وتكييفها لفائدة ذوي التوحد وذوي الإعاقة بشكل عام ، عدم توفر العديد من الأسر على الهواتف الذكية والامكانات المالية لتوفير الأنترنيت. كلها أمور عقدت عملية التعليم عن بعد لذوي التوحد وطرحت سؤال مصير السنة الدراسية في ظل هذه الظروف.إشكالات هذه الازمة والمخاوف التي ترافق الأسر خلالها، تمتد أيضا إلى ما بعد الحجر الصحي، حيث أن العديد من ذوي التوحد يعانون من اضطرابات صحية وأمراض عضوية مصاحبة وهو الأمر الذي ولد لدى الأسر هاجس تدبير ما بعد الحجر؟ خاصة بالنسبة للأمهات اللواتي يعملن في القطاعات المهيكلة وغير المهيكلة ، كيف سيتم التعامل مع قضايا الأمهات العاملات؟ ماهي الصيغة التي ستعود بها المراكز والمؤسسات التعليمية بعد رفع الحجر؟ وماهي التدابير التي سيتم اتخاذها للحيلولة دون تعرض هؤلاء لخطر الإصابة بالفيروس؟، هي أسئلة كثيرة مطروحة وليست لدينا إجابات عنها لحدود الساعة.بحكم أنكم عاملين في مجال إعاقة التوحد، ما رأيكم في القرار الذي اتخذه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بخصوص رفع بعض القيود على الاشخاص ذوي التوحد والسماح لهم بالتحرك بحرية أكثر قليلا، في الوقت الذي غفلت عنه العديد من الدول ومن بينها المغرب؟هو قرار صائب، بحيث أنه لا بد من رخصة استثنائية، وذلك لتجنب الاسوء، خصوصا مع تمديد فترة حالة الطوارئ إلى 20 ماي، بحيث أصبح من الضروري التفكير في هذه الخطوة، ونحن كتحالف بتشاور مع مجموعة من الشبكات الوطنية والتحالفات الوطنية، بصدد إطلاق مراسلة للمطالبة بمنح رخص استثنائية للأشخاص ذوي إعاقة التوحد، الإعاقة الفكرية، والإعاقات النمائية،و الإعاقات النفسية-الاجتماعية وذلك في إطار  التدابير والإجراءات المعمول بها و حماية الصحة العامة.كيف تفسرون إغفال الحكومة لوضعية الاشخاص ذوي التوحد في ظل الحجر الصحي، وما سنتج عنه؟نحن كتحالف نرى أن إغفال الحكومة لهذه المسألة راجع بالدرجة الأولى إلى كون الحجر الصحي جاء مفاجئا للجميع من جهة، ومن جهة أخرى فالسلطات المغربية في حالة التدبير المستعجل، وهي بذلك تشتغل على عدة قضايا في نفس الآن. لقد تم تفويض الجمعيات لتقوم بالمتابعة عن بعد، غير أن هذه الصيغة وإن كانت ايجابية ومهمة إلا أنها غير كافية، ونحن دخلنا مع الحكومة في حوار، وبادرنا إلى تقديم العديد من المقترحات الاستعجالية وعلى المدى المتوسط والبعيد كما هو مبين في بلاغ التحالف ليوم 2 أبريل 2020.ماهي مطالبكم للحكومة فيما يخص هذه المسألة؟ وهل تقدمتم باقتراحات بهذا الخصوص؟بطبيعة الحال طالبنا الحكومة بمجموعة من الأمور، على رأسها أكيد منح رخص استثنائية للأشخاص ذوي الإعاقة، وأيضا طالبنا بإحداث منصات إلكترونية لتكوين الأسر، وأيضا بإعداد برامج تلفزية في القناة "الرابعة" لفائدة أسر الأشخاص  ذوي التوحد، لتوجيهها وتأطيرها، على غرار بقية التلاميذ ، وطالبنا أيضا باتخاذ تدابير مالية، وأيضا بالأخذ بعين الإعتبار الشباب التوحديين، لأن إشكالية هؤلاء تختلف عن الصغار بحيث أن أغلبيتهم لم يتمدرسوا وليس لديهم لا عمل ولا تكوين، مما ينعكس سلبا عليهم ويزيد من حدة اضطراباتهم.اقترحنا إحداث كبسولات إلكترونية موجهة لذوي الإعاقة وأسرهم وكذا لمختلف الفاعلين، وذلك في ظل الوضعية الراهنة التي تعرفها المملكة لمحاربة انتشار وباء كورونا المستجد (كوفيد 19)، وهو المطلب الذي استجابت له وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، في انتظار أن تأخذ وزارة الصحة ووزارة التربية الوطنية نفس الخطوة.واقترحنا أيضا إحداث منصة أو آلية لها علاقة بصندوق مواجهة فيروس "كورونا"، وذلك من أجل تمكين أسر الأشخاص ذوي التوحد وبقية الإعاقات التي هي خارج معايير الإنتقاء التي وضعت للاستفادة من الدعم، والتي تعاني الهشاشة من فرصة للإستفادة هي الاخرى من الدعم.والتوصية الكبرى، الآن آن الاوان بأن ينصب جزء كبير من التدابير المالية المتعلقة بوضعية الاشخاص ذوي الإعاقة، على البيئة المنزلية ومختلف الفضاءات التي يرتادها هؤلاء الأشخاص. 

قالت سمية العمراني، رئيسة تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد، إن الأشخاص ذوي إعاقة التوحد في المغرب يعيشون رفقة أسرهم، خلال حالة الطوارئ الصحية وتقييد الحركة المفروضة في المملكة منذ العشرين من مارس المنصرم، عزلةً مُضاعفةً بسبب توقف حصص المواكبة والتعلم و الانشطة التي تخفف من وطأة اضطراب التوحد.وأوضحت العمراني، في حوار مع "كشـ24"، أن هذه الفئة وجدت نفسها رفقة أسرها أمام تحد صعب، في ظل الحجر الصحي، سيما وان الشخص الذي يعاني من التوحد يحتاج رعاية خاصة ومتخصصة حسب درجة الإعاقة ونوعية الاحتياجات الفردية لكل شخص لمواكبته في  التعلم و هو الأمر الذي كانت تقوم به العديد  من الجمعيات التي تواكب  أسر هذه الفئة للاستفادة من هذه الخدمات، غير أن الظروف التي تجتازها يلادنا أدت إلى غلق المؤسسات التعليمية والجمعيات والمراكز مما زاد من تعميق إشكالية عزلة الأشخاص ذوي التوحد.العمراني، أفادت أن هذا الطارئ المفاجئ، نتجت عنه تداعيات كبيرة، على نفسية وسلوكيات  الأشخاص الذين يعانون من هذه  الإعاقة النمائية، لعل أبرزها وفق المتحدثة ذاتها، اضطرابات في النوم ، التغذية والمزاج بل وأحيانا ظهور بعض مظاهر العنف ضد الذات أو الآخر.وشددت رئيسة تحالف الجمعيات العاملة في مجال إعاقة التوحد، على ضرورة اتخاذ احتياطات مضاعفة بالنسبة للعديد من الأشخاص في وضعية إعاقة، بصفة عامة وهذه الفئة بصفة خاصة، نظرا لوجود اضطرابات صحية وأمراض مصاحبة  في بعض الحالات كنقص في المناعة أو صعوبات في عمل الجهاز التنفسي كما هو الحال بالنسبة لبعض ذوي إعاقة الشلل الدماغي الحركي.إليكم نص الحوار كاملاًماهي تداعيات الحجر الصحي على نفسية وسلوكيات الأشخاص الذين يعانون من التوحد؟بطبيعة الحال، فالحجر الصحي له تداعيات كثيرة على نفسية وسلوكيات هذه الفئة، خصوصا وأن الأمر كان مفاجئا، وبالتالي لم يجر الإعداد له، مما أثر بشكل كبير على هذه الفئة.ومن ضمن المشاكل المشتركة بين الأغلبية العظمى لأسر هذه الفئة خلال فترة الحجر الصحي عودة اضطرابات النوم والأرق أحيانا، والقلق والتوتر، بالإضافة إلى ارتفاع منسوب العنف جراء عدم ممارسة أنشطتهم، بحيث يمكن أن تظهر لدى الطفل بعض نوبات الغضب أو إيذاء الذات.هذه الانعكاسات، جعلت الأسر موزعة ما بين تدبير اليومي والمعيشي والأعباء الجديدة التي خلفها انتشار الوباء، وهو "مجهود إضافي للتنظيف والتعقيم"، يأخذ بدوره حيزا مهما من الوقت والجهد والمال، وتدبير الزمن بين حصص العمل والتدريب التربوي للشخص ذي التوحد.هل تتوصلون بشكايات من طرف أسر هذه الفئة لها علاقة بتداعيات الحجر الصحي؟نعم، إن شكايات أسر الأشخاص الذين يعانون من إعاقة نمائية، ازدادت في ظل هذه الإجرءات، بحيث توصلنا بشكايات لها علاقة بالجانب المادي، وأيضا شكايات لها علاقة بتغير سلوكيات هذه الفئة، والتي وصلت لدى البعض إلى حد تعريض أنفسهم للخطر كالقفز من فوق سور البيت ظنا منهم أن هذه وسيلة آمنة  للخروج  كما هو الشأن بالنسبة لأسرتين من شمال وجنوب المغرب واللتان أفادتا التحالف بمحاولة ابنيهما الخروج من البيت عبر القفز من فوق السطح لولا أن الجيران انتبهوا وأخبروا للأرة لكانت الكارثة قد وقعت.توصلنا أيضا بشكايات لها علاقة بالجانب المادي، بحيث أن إجراءات الحجر، والتي أدت إلى توقف مصادر رزق العديد من الأسر، خلفت نقصا في المردود المادي، وهو الأمر الذي انعكس على الكثير من الأسر التي يضم أفرادها أحد المصابين باضطراب التوحد، وذلك بسبب ارتفاع المصاريف، بالإضافة أيضا إلى شكايات لها علاقة بالإكراهات التي واجهوها بخصوص الدراسة عن بعد.هل أبانت في نظركم هذه الازمة خلل في التدابير والإجراءات المتخذة من طرف الجهات المختصة والمتعلقة بالعناية بالأشخاص الذين يعانون من التوحد؟بطبيعة الحال هناك خلل كبير جدا، كان مطروحا من قبل غير أن هذه الازمة أماطت عنه اللثام بشكل أكبر ، ويتعلق الأمر بتوفير بيئة مناسبة لهذه الفئة داخل منازلهم، وهي البيئة التي تتطلب ضمان مجموعة من الولوجيات والأجهزة التي يصعب على الاسر، وخصوص ذات الدخل المحدود توفيرها لأطفالها، وبالتالي فالجهات المختصة مطالبة بتسهيل توفير بيئة ملائمة لهم داخل المنازل، ليس فقط من أجل  تجنيبهم المعاناة في الحالات الإستثنائية كما هي الظرفية الآن ، بل أيضا من أجل تعميم التعلمات وتعزيز قدرات الأسر لمواكبة أبنائها.ومن بين هذه التجهيزات الضروري توفرها بمنزل يسكنه شخص من ذوي التوحد، سأتحدث عن "الجدول الزمني المرئي" وهو مقابل الأجندة اليومية ، حيث يتضمن صور كافة الأنشطة اليومية /الأسبوعية/ الشهرية التي يمارسه الشخص ذو التوحد. الجدول الزمني المرئي عبارة عن آلية تحقق للشخص ذي التوحد القدرة على التدبير اليومي للزمن وتساعده أيضا على استباق الأحداث و الاستعداد لها.من الآليات التي تساعد الأشخاص ذوي التوحد على تدبير الزمن " المؤقت Time-Timer "   وهو عبارة عن ساعة تساعد هذه الفئة على استيعاب مفهوم الزمن واكتساب مهارة الانتظار ،  هناك  تجهيزات عديدة أخرى مثل وسائل التواصل البديلة والمعززة " البيكس ، التطبيقات الذكية .."   أيضا هناك عدة وسائط تساعد الشخص ذي التوحد على اكتساب المهارات الحياتية اليومية، تعليمه مهارات التواصل...، وغيرها من الانشطة والتجهيزات التي ليست ترفا وإنما ينبغي توافرها في البيئة المنزلية من أجل دمج مجتمعي حقيقي. ينبغي التأكيد أيضا على أن العديد من الأشخاص  ذوي التوحد لديهم اضطرابات في التواصل عن طريق التخاطب اللفظي وهذا الأمر يجعلهم  بحاجة  إلى أجهزة ووسائط تواصلية بديلة تمكنهم من تقاسم أفكارهم واحتياجاتهم ومطالبهم ، ذلك أن الصمت الذي يعانون منه لديه تداعيات عديدة على صحتهم النفسية والجسدية وعلى تطوير مهاراتهم ومشاركتهم في المجتمع.تجدر الإشارة إلى أن أسر هذه الفئة تحتاج أيضا إلى التكوين إلى جانب منحها آليات العمل والتجهيزات، لتوفير بيئة مناسبة لهذه الفئة داخل المنازل،  فالتوحد ليس بذلة يرتديها الشخص  في المدرسة وأالمراكز وينزعها أثناء خروجه من هذه المؤسسات لينتقل إلى البيت ، بمعنى ان التجهيزات التي تخص هذه الفئة لا يجب ان تتواجد في المراكز والمدارس فقط بل حتى في المنازل وكافة البيئات التي يتواجدون بها.للأسف هذا البعد المتعلق بتوفير بيئات ولوجة للأشخاص ذوي التوحد  لم يكن مأخوذا بعين الإعتبار في الأيام العادية، وقد ظهرت الآثار السلبية لإغفال هذا الجانب في ظل إجراءات الحجر الصحي، بحيث أن المجهودات المالية التي كانت منصبة فقط  على المؤسسات ظهرت بشكل ملموس محدوديتها في غياب تأهيل  البيئة التي يعيش فيها وهي الأسرة.أزمة كوفيد 19 عرت أيضا عن العديد من الإشكالات التي تعيشها أسر الأشخاص في وضعية إعاقة، وكشفت أن الإجراءات التي اتخذتها الجهات المختصة لا تغطي  كافة  المشاكل التي تعيشها هذه الاسر.ولعل أبرز مثال على ذلك، التعليم عن بعد الذي اعتمدته وزارة التربية الوطنية، في ظل هذه الظروف، حيث مجموعة من الإكراهات، من بينها المستوى التعليمي لعدد من الاسر التي فجأة وجدت نفسها ملزمة بممارسة دور الأستاذ ، غياب ملاءمة الدروس وتكييفها لفائدة ذوي التوحد وذوي الإعاقة بشكل عام ، عدم توفر العديد من الأسر على الهواتف الذكية والامكانات المالية لتوفير الأنترنيت. كلها أمور عقدت عملية التعليم عن بعد لذوي التوحد وطرحت سؤال مصير السنة الدراسية في ظل هذه الظروف.إشكالات هذه الازمة والمخاوف التي ترافق الأسر خلالها، تمتد أيضا إلى ما بعد الحجر الصحي، حيث أن العديد من ذوي التوحد يعانون من اضطرابات صحية وأمراض عضوية مصاحبة وهو الأمر الذي ولد لدى الأسر هاجس تدبير ما بعد الحجر؟ خاصة بالنسبة للأمهات اللواتي يعملن في القطاعات المهيكلة وغير المهيكلة ، كيف سيتم التعامل مع قضايا الأمهات العاملات؟ ماهي الصيغة التي ستعود بها المراكز والمؤسسات التعليمية بعد رفع الحجر؟ وماهي التدابير التي سيتم اتخاذها للحيلولة دون تعرض هؤلاء لخطر الإصابة بالفيروس؟، هي أسئلة كثيرة مطروحة وليست لدينا إجابات عنها لحدود الساعة.بحكم أنكم عاملين في مجال إعاقة التوحد، ما رأيكم في القرار الذي اتخذه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بخصوص رفع بعض القيود على الاشخاص ذوي التوحد والسماح لهم بالتحرك بحرية أكثر قليلا، في الوقت الذي غفلت عنه العديد من الدول ومن بينها المغرب؟هو قرار صائب، بحيث أنه لا بد من رخصة استثنائية، وذلك لتجنب الاسوء، خصوصا مع تمديد فترة حالة الطوارئ إلى 20 ماي، بحيث أصبح من الضروري التفكير في هذه الخطوة، ونحن كتحالف بتشاور مع مجموعة من الشبكات الوطنية والتحالفات الوطنية، بصدد إطلاق مراسلة للمطالبة بمنح رخص استثنائية للأشخاص ذوي إعاقة التوحد، الإعاقة الفكرية، والإعاقات النمائية،و الإعاقات النفسية-الاجتماعية وذلك في إطار  التدابير والإجراءات المعمول بها و حماية الصحة العامة.كيف تفسرون إغفال الحكومة لوضعية الاشخاص ذوي التوحد في ظل الحجر الصحي، وما سنتج عنه؟نحن كتحالف نرى أن إغفال الحكومة لهذه المسألة راجع بالدرجة الأولى إلى كون الحجر الصحي جاء مفاجئا للجميع من جهة، ومن جهة أخرى فالسلطات المغربية في حالة التدبير المستعجل، وهي بذلك تشتغل على عدة قضايا في نفس الآن. لقد تم تفويض الجمعيات لتقوم بالمتابعة عن بعد، غير أن هذه الصيغة وإن كانت ايجابية ومهمة إلا أنها غير كافية، ونحن دخلنا مع الحكومة في حوار، وبادرنا إلى تقديم العديد من المقترحات الاستعجالية وعلى المدى المتوسط والبعيد كما هو مبين في بلاغ التحالف ليوم 2 أبريل 2020.ماهي مطالبكم للحكومة فيما يخص هذه المسألة؟ وهل تقدمتم باقتراحات بهذا الخصوص؟بطبيعة الحال طالبنا الحكومة بمجموعة من الأمور، على رأسها أكيد منح رخص استثنائية للأشخاص ذوي الإعاقة، وأيضا طالبنا بإحداث منصات إلكترونية لتكوين الأسر، وأيضا بإعداد برامج تلفزية في القناة "الرابعة" لفائدة أسر الأشخاص  ذوي التوحد، لتوجيهها وتأطيرها، على غرار بقية التلاميذ ، وطالبنا أيضا باتخاذ تدابير مالية، وأيضا بالأخذ بعين الإعتبار الشباب التوحديين، لأن إشكالية هؤلاء تختلف عن الصغار بحيث أن أغلبيتهم لم يتمدرسوا وليس لديهم لا عمل ولا تكوين، مما ينعكس سلبا عليهم ويزيد من حدة اضطراباتهم.اقترحنا إحداث كبسولات إلكترونية موجهة لذوي الإعاقة وأسرهم وكذا لمختلف الفاعلين، وذلك في ظل الوضعية الراهنة التي تعرفها المملكة لمحاربة انتشار وباء كورونا المستجد (كوفيد 19)، وهو المطلب الذي استجابت له وزارة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، في انتظار أن تأخذ وزارة الصحة ووزارة التربية الوطنية نفس الخطوة.واقترحنا أيضا إحداث منصة أو آلية لها علاقة بصندوق مواجهة فيروس "كورونا"، وذلك من أجل تمكين أسر الأشخاص ذوي التوحد وبقية الإعاقات التي هي خارج معايير الإنتقاء التي وضعت للاستفادة من الدعم، والتي تعاني الهشاشة من فرصة للإستفادة هي الاخرى من الدعم.والتوصية الكبرى، الآن آن الاوان بأن ينصب جزء كبير من التدابير المالية المتعلقة بوضعية الاشخاص ذوي الإعاقة، على البيئة المنزلية ومختلف الفضاءات التي يرتادها هؤلاء الأشخاص. 



اقرأ أيضاً
إصابة أكثر من 40 رياضيا بفيروس كورونا في أولمبياد باريس
أفادت ممثلة منظمة الصحة العالمية ماريا فون كيركو بأن أكثر من 40 رياضيا أصيبوا بكوفيد-19 خلال الألعاب الأولمبية في باريس، وأن عدد الإصابات يزداد بشكل مثير للقلق. وقالت كيركو: "في الأشهر الأخيرة، وبغض النظر عن الموسم، شهدت العديد من البلدان ارتفاعات كبيرة في حالات الإصابة بكوفيد-19، بما في ذلك في الألعاب الأولمبية، حيث ثبتت إصابة 40 رياضيا على الأقل". بدوره كشف روان تايلور مدرب منتخب أستراليا للسباحة عن أن بعض سباحيه شاركوا في منافسات السباحة الأولمبية على مدار 9 أيام وهم يعانون من عدوى "كورونا".وانسحب بعض السباحين الآخرين من السباقات، من بينهم لاني باليستر وإيلا رامسي، في الوقت الذي شارك فيه البعض الآخر في السباقات رغم ظهور أعراض العدوى عليهم. وكان من بين المصابين بعدوى "كورونا"، زاك ستابلتي-كوك صاحب الميدالية الفضية في سباق 200 متر صدر للرجال، إذ خاض سباقه وهو مريض. وقالت كارولين برودريك رئيسة الجهاز الطبي لبعثة أستراليا في باريس: "تم إجراء 84 اختبارا لـ(كورونا) داخل القرية الأولمبية، ونتيجة نحو نصف هذه الاختبارات تقريبا جاءت إيجابية لفيروس كورونا".
#كورونا

الاولى من نوعها منذ شهور.. وفاة جديدة جراء كورونا بالمغرب
أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، اليوم السبت، عن تسجيل 22 حالة إصابة جديدة بـ”كوفيد-19″، وحالة وفاة واحدة، خلال الفترة ما بين 01 و07 يونيو الجاري. وأوضحت الوزارة، في نشرة “كوفيد-19” الأسبوعية، أن عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح بلغ 24 مليونا و924 ألفا و839 شخصا، فيما وصل عدد الملقحين بالجرعة الثانية إلى 23 مليونا و426 ألفا و860 شخصا، بينما تلقى 6 ملايين و889 ألفا و590 شخصا الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد للفيروس، مقابل 61 ألفا و565 شخصا تلقوا الجرعة الرابعة. وأضاف المصدر ذاته أن الحصيلة الجديدة للإصابات بالفيروس رفعت العدد التراكمي لحالات الإصابة المؤكدة إلى مليون و279 ألفا و293 حالة منذ الإعلان عن تسجيل أول حالة بالمغرب في 02 مارس 2020، مشيرا إلى أن معدل “الإيجابية” الأسبوعي بلغ 4,4 في المائة. وسجلت حالات الإصابة الجديدة على مستوى جهات الرباط-سلا-القنيطرة (18 حالة)، والدارالبيضاء – سطات (2 حالات)، وجهة طنجة تطوان الحسيمة وفاس مكناس (حالة واحدة لكل منها).من جهة أخرى، بلغ العدد التراكمي للوفيات 16 ألفا و307 حالات (مع مؤشر فتك عام نسبته 1,3 في المائة)، فيما بلغ مجموع الحالات النشطة 47 حالة.
#كورونا

تسجيل عشر إصابات جديدة بـ”كوفيد-19 بالمغرب
أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، اليوم الجمعة، عن تسجيل عشر إصابات جديدة بـ”كوفيد-19″، خلال الفترة ما بين 6 و12 أبريل الجاري، وذلك دون تسجيل أي حالة وفاة. وأوضحت الوزارة، في نشرة “كوفيد-19” الأسبوعية، أن عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح بلغ 24 مليونا و924 ألفا و697 شخصا، فيما وصل عدد الملقحين بالجرعة الثانية إلى 23 مليون و426 ألف و705 أشخاص، بينما تلقى 6 ملايين و889 ألفا و115 شخصا الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد للفيروس، مقابل 61 ألفا و498 شخصا تلقوا الجرعة الرابعة. وأضاف المصدر ذاته أن الحصيلة الجديدة للإصابات بالفيروس رفعت العدد التراكمي لحالات الإصابة المؤكدة إلى مليون و279 ألف و94 حالة منذ الإعلان عن أول حالة بالمغرب في 2 مارس 2020، مشيرا إلى أن معدل “الإيجابية” الأسبوعي بلغ 4,4 في المائة. وس جلت حالات الإصابة الجديدة في جهتي الرباط-سلا-القنيطرة (9 حالات) وسوس ماسة (حالة واحدة). من جهة أخرى، بلغ العدد التراكمي للوفيات 16 ألفا و304 حالات، بمؤشر فتك عام نسبته 1,3 في المائة، فيما بلغ مجموع الحالات النشطة 14 حالة.
#كورونا

المغرب يسجل وفاة واحدة و 44 حالة كورونا خلال أسبوع
أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، اليوم الجمعة، عن تسجيل 44 حالة جديدة بـ “كوفيد-19” وحالة وفاة واحدة خلال الفترة ما بين 10 و 16 فبراير الجاري. وأوضحت الوزارة، في “نشرة كوفيد-19 الأسبوعية”، أن عدد الأشخاص الذين تلقوا الجرعة الأولى من اللقاح بلغ 24 مليونا و924 ألفا و571 شخصا، فيما بلغ عدد الملقحين بالجرعة الثانية 23 مليونا و 426 ألفا و 544 شخصا. وتلقى 6 ملايين و888 ألفا و 544 شخصا الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد للفيروس، مقابل 61 ألفا و 430 شخصا تلقوا الجرعة الرابعة. وأضافت أن الحصيلة الجديدة للإصابات بالفيروس رفعت العدد التراكمي لحالات الإصابة المؤكدة إلى مليون و278 ألفا و988 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس 2020، مشيرة إلى أن معدل “الإيجابية” الأسبوعي بلغ 2.8 في المائة. ومن جهة أخرى، بلغ العدد التراكمي للوفيات 16 ألفا و303 حالة (مع مؤشر فتك عام نسبته 1,3 في المائة)، في حين بلغ مجموع الحالات النشطة 52 حالة. وسُجلت حالات الإصابة الجديدة في جهات الرباط-سلا-القنيطرة (35 حالة)، وفاس- مكناس (4 حالات)، وسوس-ماسة (4 حالات)، ودرعة-تافيلالت (حالة واحدة).
#كورونا

بنسعيد يواجه فوضى “السوشال ميديا” و “المؤثرين” بالقانون
كشف وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، عن شروع وزارته في إعداد إطار قانوني وطني "شامل ومتكامل" لتنظيم منصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية، في خطوة ترمي إلى كبح الفوضى الرقمية التي أصبحت تهدد القيم المجتمعية، خصوصاً في صفوف الأطفال والشباب، دون المساس بحرية التعبير. وخلال عرضه أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب اليوم الأربعاء 14 ماي الجاري، شدد الوزير على أن الانتشار المتسارع لوسائل التواصل الاجتماعي رافقه تنامٍ ملحوظ للمضامين العنيفة، والخطابات التحريضية، والأخبار الزائفة، في ظل غياب تأطير قانوني يضبط هذه الفضاءات التي أصبحت تؤثر بشكل مباشر على النسيج المجتمعي. وأوضح بنسعيد أن الإطار القانوني المرتقب سيستلهم من التشريع الأوروبي المتقدم، ولا سيما قانون الخدمات الرقمية (DSA)، الذي فرض على المنصات الكبرى التزامات صارمة في ما يتعلق بالشفافية، ومحاربة المحتوى غير القانوني، وحماية المستخدمين، خاصة القاصرين. كما اعتبر أن التجربة الأوروبية تؤكد أن التعامل مع الفضاء الرقمي لم يعد مجرد مسألة اقتصادية، بل أصبح قضية سيادة رقمية وحماية مجتمعية. ويهدف الإطار الجديد إلى سد الفراغ التشريعي الذي تستفيد منه المنصات الأجنبية، عبر فرض التزامات قانونية واضحة، من بينها تعيين ممثل قانوني للمنصات داخل التراب الوطني، يكون مخاطباً رسمياً للسلطات المغربية، خصوصاً تلك التي تستهدف السوق الإشهاري المغربي أو تحقق منه أرباحاً. كما ستُلزم المنصات الرقمية بوضع نظام صارم لتعديل المحتوى، يرصد بشكل تلقائي المضامين غير القانونية مثل العنف، والكراهية، والتضليل الإعلامي، إلى جانب توفير آليات واضحة وفعالة لتلقي الشكايات من المستخدمين والتفاعل السريع معها. ويأتي ذلك في إطار تحميل المنصات جزءاً من المسؤولية الوقائية عن انتشار المحتوى المؤذي أو المخالف للقانون. ومن أجل حماية القاصرين، سيتضمن النظام تصنيف المحتويات بحسب الفئات العمرية، وتمكين الرقابة الأبوية، ومنع الإعلانات التي تستغل ضعف الأطفال أو تروج لمواد ضارة، فضلاً عن إزالة أي محتوى يمكن أن يؤثر سلباً على نموهم النفسي أو السلوكي. وأكد الوزير أيضاً أن القانون سيفرض على المنصات التصدي الفوري للأخبار الزائفة والمحتويات المحرضة على العنف أو الكراهية أو التمييز، كما سيلزمها بالشفافية في ما يخص الإعلانات المموّلة والمحتويات ذات الطابع الدعائي، بما يضمن سلامة الفضاء المعلوماتي للمجتمع ويضع حداً للفوضى الرقمية المتفاقمة. وفي الجانب الاقتصادي، أشار بنسعيد إلى أن المنصات التي تحقق أرباحاً من السوق الإشهاري المغربي ستُجبر على التصريح الضريبي واحترام مقتضيات العدالة الضريبية، مع التنسيق مع السلطات المالية بشأن أي تحويلات مشبوهة أو خروقات. واختتم الوزير بالتأكيد على تعزيز صلاحيات الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، لتواكب التحولات العميقة التي يشهدها المشهد الرقمي، وتضطلع بدور رقابي حاسم في مواجهة المحتوى السمعي البصري الفوضوي المنتشر على المنصات، خاصة الموجّه للقاصرين.
مجتمع

بعد مجهوداته الجبارة.. قائد المركز القضائي للدرك الملكي بوسكورة يحظى بتكريم خاص
علمت "كشـ24" من مصدر خاص، أن القيادة العليا للدرك الملكي استدعت يونس عاكفي، رئيس المركز القضائي بسرية بوسكورة التابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي بالدار البيضاء، من أجل تكريمه نظير مجهوداته الكبيرة في محاربة الجريمة والمخدرات، وذلك في إطار احتفالات الذكرى التاسعة والستين لتأسيس القوات المسلحة الملكية. ويأتي هذا التكريم في سياق الاعتراف بالكفاءة العالية والتفاني المهني الذي أبان عنه المسؤول الأمني في أداء مهامه، خصوصاً في مواجهة شبكات الاتجار في المخدرات، حيث استطاع بمعية فريقه إحراز نتائج ملموسة ساهمت في تعزيز الإحساس بالأمن داخل منطقة نفوذه الترابي. وقد نال يونس عاكفي إشادة واسعة داخل صفوف الدرك الملكي، لما أظهره من حزم ويقظة ميدانية، وحرص دائم على التنسيق مع مختلف الأجهزة الأمنية في سياق مقاربة استباقية وفعالة في التصدي لمختلف مظاهر الجريمة والانحراف خصوصا تجارة المخدرات. ويُعد هذا التكريم بمثابة اعتراف بما تبذله عناصر الدرك الملكي، من جهود ميدانية متواصلة لحماية أمن المواطنين وضمان استقرار الوطن، كما يعكس إرادة المؤسسة في تشجيع الكفاءات الأمنية وتحفيزها على مواصلة العطاء بنفس الروح الوطنية والانضباط.  
مجتمع

شتور لكشـ24: تفشي ظاهرة “النوار” في السكن الاقتصادي ينهك كاهل المواطنين والدعم الحكومي لا يصل إلى مستحقيه
عبر علي شتور، رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك، عن قلقه البالغ إزاء تنامي ظاهرة ما يعرف بالنوار في معاملات السكن الاقتصادي، معتبرا أن هذه الممارسات غير القانونية أصبحت تشكل عبئا إضافيا على المواطنين، خاصة من ذوي الدخل المحدود، الباحثين عن سكن لائق وبأسعار معقولة. وفي تصريح خص به موقع كشـ24، أوضح شتور أن بعض المنعشين العقاريين يستغلون سذاجة بعض المستهلكين لفرض مبالغ إضافية تحت الطاولة، في تجاوز سافر للقوانين الجاري بها العمل، مشددا على أن هذه السلوكات تتنافى مع مبادئ الشفافية وتضرب في العمق حق المواطن في السكن الكريم. وأضاف المتحدث، بصفتنا جمعية منضوية تحت لواء الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، فإننا ندين بشدة هذه الممارسات المشينة، ونطالب الجهات المختصة بالتدخل العاجل والحازم للحد من هذه الظاهرة التي تفاقم من معاناة الفئات الهشة. وعن سياسة الدعم الموجه للسكن، اعتبر شتور أن هذه الآلية لم تحقق النتائج المرجوة، بل إنها حسب قوله عززت مظاهر الريع وجعلت المنعشين العقاريين المستفيد الأول منها، دون أن يلمس المواطن أي تحسن ملموس في ظروف الحصول على السكن. وختم تصريحه قائلا، أن الواقع يؤكد أن الدعم يذهب إلى جيوب المنعشين، بينما يؤدي المستهلك ثمن السكن مضاعفا، بين النوار من جهة، وعجزه عن توفير مبالغ إضافية من جهة أخرى، وهو ما يتطلب إعادة النظر بشكل جذري في آليات التدخل العمومي بهذا القطاع الحساس.
مجتمع

على خطى مراكش..أصحاب الطاكسيات بأكادير يطالبون باعتماد علامة “الخدمة”
دعا المكتب الجهوي للنقابة الديمقراطية للنقل والمكتب الجهوي لفدرالية النقابات الديمقراطية ـ قطاع سيارات الأجرة بجهة سوس ماسة، والي الجهة، سعيد أمزازي، إلى إصدار قرار يلزم مستغلي سيارات الأجرة بتركيب علامة واضحة وثابتة على السيارة، تظهر حالة الخدمة: "في الخدمة" أو "خارج الخدمة". وقال التنسيق النقابي في مراسلة موجهة إلى الوالي أمزازي، إن هذا المقترح جاء استجابة لمجموعة من الملاحظات والشكايات التي ترد باستمرار من المواطنين، خاصة في المحطات والشوارع الكبرى، بخصوص الغموض في وضعية السيارة، مما يؤدي على ارتباك في حركة النقل وخلق حالات من سوء الفهم بين السائقين والركاب. واقترحت المراسلة أن تكون هذه العلامة موحدة من حيث الشكل والمكان وثابتة خلف الزجاج الأمامي العلوي للسيارة أو في مكان واضح لا يحجب الرؤية، وأن تكون مقاومة للعوامل الخارجية. وأكدت المراسلة على أن يدرج هذا الإجراء ضمن التزامات مستغلي الرخص، لضمان تنفيذه الفعلي وعدم تحميل السائقين أعباء تنظيمية لا تقع على عاتقهم قانونية. واعتبرت النقابتان بأن من شأن هذا القرار تنظيم القطاع وضمان وضوح العلاقة مع المرتفقين. كما سيساهم في تخليق المهنة، وتحسين صورة سيارات الأجرة، خصوصا في مدينة سياحية كأكادير.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور
الأكثر قراءة

#كورونا

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 14 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة