مجتمع

قصة فتيات تحدين الظروف وشققن طريقهن خارج فقر المناطق الريفية نواحي مراكش


كشـ24 نشر في: 20 يونيو 2016

عميقاً في جبال الأطلس الكبير بالمغرب، في قرية "تازلت" الصغيرة، تقوم فتاتان صغيرتان بغسل ملابسهما في المياه الجارية. في داخل أحد المنازل الصغيرة ذات الحجارة البنية المحمرة، تقدم مليكة بو مسعود، ذات 38 عاماً، شاياً أخضر مُحلّى وتنظر إلى صورة قديمة لها وتهز رأسها متذمرة من كونها تبدو كبيرة في العمر.

في الغرفة المجاورة، حيث ينام 5 من أطفالها الستة على مرتبتين مفردتين على الأرض، تتجهّز "زهرة" ابنة بو مسعود ذات 19 عاماً، لمغادرة هذا المشهد الكلاسيكي للحياة الريفية المغربية. إنها مُشاركة في تجربة جسورة جديدة من الممكن أن تغير حياة الفتيات والشابات في المنطقة، فعلى عكس الأغلبية الساحقة من قريناتها، ستحظى زهرة بفرصة التعليم.

إكمال التعليم

على مدار السنوات السبع الماضية، عاشت في مأوى يُدار بواسطة منظمة غير حكومية مغربية صغيرة تُدعى "التعليم من أجل الجميع"، في مدينة "أسني" التي تبعد عن قريتها 56 كيلومتراً. يقع البنسيون على مسافة 5 دقائق مشياً من المدرسة التي ذهبت إليها على مدار الأسبوع منذ سن الثانية عشرة. في سبتمبر، تأمل في الذهاب إلى الجامعة في مراكش. تعي أمها -التي تزوجت في سن السادسة عشر- تماماً كيف كانت حياة ابنتها ستختلف إذا أنهت مدرستها في الثانية عشرة، كمعظم الفتيات الأخريات في الوادي.

"ما زلت أتمنى لو كنت ذهبت إلى المدرسة" تقول مليكة. "حتى بعد كل سنوات الزواج تلك وبعد أن رُزقت بكل أطفالي، ما زلت أندم على عدم إكمال تعليمي. أنا لا أذهب خارج القرية، أبقى فقط في المنزل يوماً بعد يوم. أشعر أني طائر بلا أجنحة".

تجربتها مألوفة في المناطق الريفية بالمغرب، إذ تظل معدلات الأمية للنساء والفتيات الريفيات مرتفعة لتصل إلى 90%. الفتيات، خاصة هؤلاء في المناطق المشابهة للأطلس الكبير، أكثر عرضة لترك الدراسة بعد المدرسة الابتدائية. حيث 26% فقط من الفتيات في المناطق الريفية يلتحقن بالمدارس الثانوية، وفقاً للبنك الدولي.

تؤثر هذه المشاكل بشكل متفاوت على الأمازيغ، السكان الأصليين للمغرب. في حين اعتنق معظمهم الإسلام وبدأوا التحدث بالعربية بعد فتوحات القرن السابع، نجت الثقافة الأمازيغية واللهجات المحلية للغتها، خاصة في الأطلس الكبير.

في المدرسة، تكون الدروس بالعربية التي تعتبر بالنسبة لمعظم الأطفال الأمازيغ لغتهم الثانية، إذا كانت لديهم من الأساس، لذا من غير المُفاجئ أن أداءهم يصبح أضعف من الأطفال العرب.

لكن في المناطق الريفية، تكون المسافة للمدارس الثانوية هي التي تمثل العائق الأكبر، خاصة للفتيات. خالد شنقيطي، متخصص بالتعليم في يونيسف المغرب يقول: "يظل تعليم الفتيات، خاصة في مرحلة الثانوية، تحدياً. هناك أسباب كثيرة لذلك، بما فيها حقيقة أن المدارس غالباً ما تكون ضعيفة التجهيز بدورات المياه والتسهيلات الصحية، والتنقلات عادة ما تكون صعبة، وفي بعض الأماكن ما تزال الفتيات يُطالبن بدعم مهام محلية، ويواجهن عوائق اجتماعية - ثقافية لإكمال تعليمهن الثانوي العالي. هذه العوامل عادة ما تؤثر على الفتيات في المناطق الريفية بشكل متفاوت".

يوضح شنقيطي لماذا تُعد هذه مشكلة حاسمة "يساعد تزويد الفتيات بالتعليم في كسر دائرة الفقر: النساء المتعلمات أقل تعرضاً للزواج المبكر ضد رغبتهن، وأقل تعرضاً للموت أثناء الولادة؛ أكثر استعداداً لإنجاب أطفال أصحاء، وأكثر استعداداً لإرسال أطفالهن للمدرسة".


حل المشكلة

الحل الذي تطرحه حملة "التعليم من أجل الجميع" هو جلب الفتيات إلى المدارس، وهي فكرة بدأت في تغيير حياة فتيات الأمازيغ بطريقة قد تحول مستقبل المنطقة.

البنسيونات الخاصة بهن، والتي تُدار على نحو فردي من نساء الأمازيغ، توفر الإقامة، الغذاء الصحي، المساعدة في الواجبات المنزلية ودروس إضافية في الفرنسية والإنجليزية. في المتوسط، معدل النجاح لكافة السنوات الأكاديمية يساوي 97%.

زهرة مفعمة بالحماس للفرصة التي توفرت لها: "في المدرسة الابتدائية، استمتعت حقاً بالدراسة، لكن علمتُ بأن هناك فرصة ضئيلة لأحصل عليها للذهاب للمدرسة الثانوية. عندما تم اختياري (بواسطة التعليم من أجل الجميع)، كنتُ سعيدة للغاية. كنت غاضبة للغاية عندما ذهبت لأول مرة للبنسيون، لكن شعرتُ بأنني وجدتُ نفسي منذ أصبحت هناك. أنا أؤمن بأنني الآن سوف أحظى بمستقبل جيد وسأستطيع تحسين الأمور لأسرتي. لقد شجعني والداي جداً، وأرادوا لي أن أحظى بحياة أفضل من حياتهم. ستكون سنتي الأولى في الجامعة شاقة للغاية. أنا متأكدة، لأنها حياة مختلفة جداً هناك، لكنني أظن أنها ستكون جيدة بالنسبة لي".

في مراكش الصاخبة، التي تشعر وكأنها كوكب مختلف مقارنة بقرى الجبل، تعلم خديجة أهدوامي، ذات الواحد وعشرين عاماً كيف تشعر زهرة. لقد كانت في نفس الموقف قبل 3 سنوات. لا يوجد لديها ما تندم بشأنه، لكن الطريق لم يكن سهلاً.

تقول خديجة "في الحقيقة لقد رسبت في عامي الأول. كان القدوم إلى مراكش ودراسة كل هذه المواد الجديدة أمراً شاقاً بالنسبة لي، خاصة أنني تعودت فقط على التعلم بالعربية، لكن في الجامعة كل شيء بالفرنسية. كذلك كان عليّ التعود على العيش في المدينة، وهو أمر مختلف للغاية".


بعيداً عن المنزل

لم تكن الصدمة الثقافية هي الشيء الوحيد الذي عانت منه. لقد توفيت والدتها بينما كانت في المدرسة الثانوية، وبعد ذلك بوقت قصير توفي صهرها. "كنت أعاني من بعض المشاكل العائلية، وكان والدي قد تزوج بعد وفاة والدتي. على الرغم من مرور عام ونصف على وفاتها، كانت السنة الأولى هي الأصعب لأنني كنت أعيش بعيداً عن المنزل. مع كل ما كان يحدث، فكرت أنني إذا أنا اجتهدت بشدة في دراستي سأفقد عقلي، لذلك قررت أنه لا بأس أن آخذ الأمور بتمهل، وأعيد عامي الأول".

كانت خديجة واحدة من الفتيات العشر اللاتي ذهبن للعيش في أسني مع منظمة (التعليم من أجل الجميع) عندما فتح أول بنسيون قبل 9 سنوات. وكانت والدتها هي التي أرادت بشدة أن يكون لابنتها نصيب من التعليم لأنها نشأت في الدار البيضاء، حيث من الطبيعي بالنسبة للفتيات أن يذهبن للمدرسة. ولكن كان عليهن أولاً إقناع والدها.

تروي لنا خديجة عن هذه الأيام "وافق والدي أن نذهب لرؤية المكان، ولما رأيناه وجده مناسباً، وأعجب بلطيفة، مديرة المنزل. سألني إن كنت أريد البقاء هناك، وبالطبع وافقت. فالتعليم كان هدفي في الحياة".

خديجة الآن هي الفتاة الأعلى تعليماً ليس في قريتها فقط، بل في الوادي كله. يحترمها الناس في البلدة، فيأتون لأخذ مشورتها في بعض مشاكلهم أو في أمور تخص عائلاتهم وأعمالهم. وهذا يعتبر نوعاً من المسؤولية ملقى على عاتقها.

تقول خديجة "في السنة النهائية لي في المدرسة بدأت أمهد لوالدي أنني ربما ألتحق بالجامعة. كان والداي يثقان بي وأنا كنت أستحق تلك الثقة. في أثناء دراستي مع منظمة (التعليم من أجل الجميع)، تعلمت كيف أتكلم وكيف أنفق مالي وكيف أكون محترمة. تنظر لي الأسر الأخرى حينما تفكر في تعليم بناتها. لذلك، عليّ أن أتصرف بحكمة حتى يعرفوا أن التعليم لا يتسبب في انفلات الفتيات".

تقول ماريك ستروسنيجدر، أحد مؤسسي منظمة (التعليم من أجل الجميع)، "أظن أن الأمر صعب على الفتيات الأوائل لأنهن يعتبرن مثالاً يحتذى، ولكن المواقف تتغير بالتدريج. كانت الأسر الأولى تخاطر، والآن ترجونا الأسر أن نقبل بناتها".

لا تستغرب ستروسنيجدر شعور والدة زهرة بأنها كالطير المهيض الجناح، فالعديد من الأمهات يشعرن بنفس الشعور. ولكنها تقول "لكنهن يمنحن بناتهن أجنحة".

عميقاً في جبال الأطلس الكبير بالمغرب، في قرية "تازلت" الصغيرة، تقوم فتاتان صغيرتان بغسل ملابسهما في المياه الجارية. في داخل أحد المنازل الصغيرة ذات الحجارة البنية المحمرة، تقدم مليكة بو مسعود، ذات 38 عاماً، شاياً أخضر مُحلّى وتنظر إلى صورة قديمة لها وتهز رأسها متذمرة من كونها تبدو كبيرة في العمر.

في الغرفة المجاورة، حيث ينام 5 من أطفالها الستة على مرتبتين مفردتين على الأرض، تتجهّز "زهرة" ابنة بو مسعود ذات 19 عاماً، لمغادرة هذا المشهد الكلاسيكي للحياة الريفية المغربية. إنها مُشاركة في تجربة جسورة جديدة من الممكن أن تغير حياة الفتيات والشابات في المنطقة، فعلى عكس الأغلبية الساحقة من قريناتها، ستحظى زهرة بفرصة التعليم.

إكمال التعليم

على مدار السنوات السبع الماضية، عاشت في مأوى يُدار بواسطة منظمة غير حكومية مغربية صغيرة تُدعى "التعليم من أجل الجميع"، في مدينة "أسني" التي تبعد عن قريتها 56 كيلومتراً. يقع البنسيون على مسافة 5 دقائق مشياً من المدرسة التي ذهبت إليها على مدار الأسبوع منذ سن الثانية عشرة. في سبتمبر، تأمل في الذهاب إلى الجامعة في مراكش. تعي أمها -التي تزوجت في سن السادسة عشر- تماماً كيف كانت حياة ابنتها ستختلف إذا أنهت مدرستها في الثانية عشرة، كمعظم الفتيات الأخريات في الوادي.

"ما زلت أتمنى لو كنت ذهبت إلى المدرسة" تقول مليكة. "حتى بعد كل سنوات الزواج تلك وبعد أن رُزقت بكل أطفالي، ما زلت أندم على عدم إكمال تعليمي. أنا لا أذهب خارج القرية، أبقى فقط في المنزل يوماً بعد يوم. أشعر أني طائر بلا أجنحة".

تجربتها مألوفة في المناطق الريفية بالمغرب، إذ تظل معدلات الأمية للنساء والفتيات الريفيات مرتفعة لتصل إلى 90%. الفتيات، خاصة هؤلاء في المناطق المشابهة للأطلس الكبير، أكثر عرضة لترك الدراسة بعد المدرسة الابتدائية. حيث 26% فقط من الفتيات في المناطق الريفية يلتحقن بالمدارس الثانوية، وفقاً للبنك الدولي.

تؤثر هذه المشاكل بشكل متفاوت على الأمازيغ، السكان الأصليين للمغرب. في حين اعتنق معظمهم الإسلام وبدأوا التحدث بالعربية بعد فتوحات القرن السابع، نجت الثقافة الأمازيغية واللهجات المحلية للغتها، خاصة في الأطلس الكبير.

في المدرسة، تكون الدروس بالعربية التي تعتبر بالنسبة لمعظم الأطفال الأمازيغ لغتهم الثانية، إذا كانت لديهم من الأساس، لذا من غير المُفاجئ أن أداءهم يصبح أضعف من الأطفال العرب.

لكن في المناطق الريفية، تكون المسافة للمدارس الثانوية هي التي تمثل العائق الأكبر، خاصة للفتيات. خالد شنقيطي، متخصص بالتعليم في يونيسف المغرب يقول: "يظل تعليم الفتيات، خاصة في مرحلة الثانوية، تحدياً. هناك أسباب كثيرة لذلك، بما فيها حقيقة أن المدارس غالباً ما تكون ضعيفة التجهيز بدورات المياه والتسهيلات الصحية، والتنقلات عادة ما تكون صعبة، وفي بعض الأماكن ما تزال الفتيات يُطالبن بدعم مهام محلية، ويواجهن عوائق اجتماعية - ثقافية لإكمال تعليمهن الثانوي العالي. هذه العوامل عادة ما تؤثر على الفتيات في المناطق الريفية بشكل متفاوت".

يوضح شنقيطي لماذا تُعد هذه مشكلة حاسمة "يساعد تزويد الفتيات بالتعليم في كسر دائرة الفقر: النساء المتعلمات أقل تعرضاً للزواج المبكر ضد رغبتهن، وأقل تعرضاً للموت أثناء الولادة؛ أكثر استعداداً لإنجاب أطفال أصحاء، وأكثر استعداداً لإرسال أطفالهن للمدرسة".


حل المشكلة

الحل الذي تطرحه حملة "التعليم من أجل الجميع" هو جلب الفتيات إلى المدارس، وهي فكرة بدأت في تغيير حياة فتيات الأمازيغ بطريقة قد تحول مستقبل المنطقة.

البنسيونات الخاصة بهن، والتي تُدار على نحو فردي من نساء الأمازيغ، توفر الإقامة، الغذاء الصحي، المساعدة في الواجبات المنزلية ودروس إضافية في الفرنسية والإنجليزية. في المتوسط، معدل النجاح لكافة السنوات الأكاديمية يساوي 97%.

زهرة مفعمة بالحماس للفرصة التي توفرت لها: "في المدرسة الابتدائية، استمتعت حقاً بالدراسة، لكن علمتُ بأن هناك فرصة ضئيلة لأحصل عليها للذهاب للمدرسة الثانوية. عندما تم اختياري (بواسطة التعليم من أجل الجميع)، كنتُ سعيدة للغاية. كنت غاضبة للغاية عندما ذهبت لأول مرة للبنسيون، لكن شعرتُ بأنني وجدتُ نفسي منذ أصبحت هناك. أنا أؤمن بأنني الآن سوف أحظى بمستقبل جيد وسأستطيع تحسين الأمور لأسرتي. لقد شجعني والداي جداً، وأرادوا لي أن أحظى بحياة أفضل من حياتهم. ستكون سنتي الأولى في الجامعة شاقة للغاية. أنا متأكدة، لأنها حياة مختلفة جداً هناك، لكنني أظن أنها ستكون جيدة بالنسبة لي".

في مراكش الصاخبة، التي تشعر وكأنها كوكب مختلف مقارنة بقرى الجبل، تعلم خديجة أهدوامي، ذات الواحد وعشرين عاماً كيف تشعر زهرة. لقد كانت في نفس الموقف قبل 3 سنوات. لا يوجد لديها ما تندم بشأنه، لكن الطريق لم يكن سهلاً.

تقول خديجة "في الحقيقة لقد رسبت في عامي الأول. كان القدوم إلى مراكش ودراسة كل هذه المواد الجديدة أمراً شاقاً بالنسبة لي، خاصة أنني تعودت فقط على التعلم بالعربية، لكن في الجامعة كل شيء بالفرنسية. كذلك كان عليّ التعود على العيش في المدينة، وهو أمر مختلف للغاية".


بعيداً عن المنزل

لم تكن الصدمة الثقافية هي الشيء الوحيد الذي عانت منه. لقد توفيت والدتها بينما كانت في المدرسة الثانوية، وبعد ذلك بوقت قصير توفي صهرها. "كنت أعاني من بعض المشاكل العائلية، وكان والدي قد تزوج بعد وفاة والدتي. على الرغم من مرور عام ونصف على وفاتها، كانت السنة الأولى هي الأصعب لأنني كنت أعيش بعيداً عن المنزل. مع كل ما كان يحدث، فكرت أنني إذا أنا اجتهدت بشدة في دراستي سأفقد عقلي، لذلك قررت أنه لا بأس أن آخذ الأمور بتمهل، وأعيد عامي الأول".

كانت خديجة واحدة من الفتيات العشر اللاتي ذهبن للعيش في أسني مع منظمة (التعليم من أجل الجميع) عندما فتح أول بنسيون قبل 9 سنوات. وكانت والدتها هي التي أرادت بشدة أن يكون لابنتها نصيب من التعليم لأنها نشأت في الدار البيضاء، حيث من الطبيعي بالنسبة للفتيات أن يذهبن للمدرسة. ولكن كان عليهن أولاً إقناع والدها.

تروي لنا خديجة عن هذه الأيام "وافق والدي أن نذهب لرؤية المكان، ولما رأيناه وجده مناسباً، وأعجب بلطيفة، مديرة المنزل. سألني إن كنت أريد البقاء هناك، وبالطبع وافقت. فالتعليم كان هدفي في الحياة".

خديجة الآن هي الفتاة الأعلى تعليماً ليس في قريتها فقط، بل في الوادي كله. يحترمها الناس في البلدة، فيأتون لأخذ مشورتها في بعض مشاكلهم أو في أمور تخص عائلاتهم وأعمالهم. وهذا يعتبر نوعاً من المسؤولية ملقى على عاتقها.

تقول خديجة "في السنة النهائية لي في المدرسة بدأت أمهد لوالدي أنني ربما ألتحق بالجامعة. كان والداي يثقان بي وأنا كنت أستحق تلك الثقة. في أثناء دراستي مع منظمة (التعليم من أجل الجميع)، تعلمت كيف أتكلم وكيف أنفق مالي وكيف أكون محترمة. تنظر لي الأسر الأخرى حينما تفكر في تعليم بناتها. لذلك، عليّ أن أتصرف بحكمة حتى يعرفوا أن التعليم لا يتسبب في انفلات الفتيات".

تقول ماريك ستروسنيجدر، أحد مؤسسي منظمة (التعليم من أجل الجميع)، "أظن أن الأمر صعب على الفتيات الأوائل لأنهن يعتبرن مثالاً يحتذى، ولكن المواقف تتغير بالتدريج. كانت الأسر الأولى تخاطر، والآن ترجونا الأسر أن نقبل بناتها".

لا تستغرب ستروسنيجدر شعور والدة زهرة بأنها كالطير المهيض الجناح، فالعديد من الأمهات يشعرن بنفس الشعور. ولكنها تقول "لكنهن يمنحن بناتهن أجنحة".


ملصقات


اقرأ أيضاً
من الإحتفال إلى التسول.. “الطعارج” تتحول إلى أدوات استجداء بشوارع مراكش
مع حلول مناسبة عاشوراء، التي تُعدّ من بين أبرز المناسبات في المغرب، تعود إلى الواجهة بعض الظواهر الاجتماعية المثيرة للجدل، وعلى رأسها تسول الأطفال تحت غطاء "حق عاشوراء"، وهي ممارسة تتسع رقعتها عاما بعد عام، حتى باتت مصدر قلق واستياء في عدد من المدن المغربية، ضمنها مراكش. ففي حين يحتفي المغاربة بعاشوراء بطقوس احتفالية تقليدية مبهجة، يستغل عدد كبير من الأطفال هذه المناسبة للنزول إلى الشوارع لتسول المال تحت ذريعة "حق عاشوراء" وهي الظاهرة التي تجاوزت أزقة الأحياء إلى الإشارات الضوئية، حيث ينشط عدد من الأطفال بالقرب من هذه الأخيرة حاملين "الطعارج"، طالبين المال من سائقي السيارات، في مشهد يتجاوز براءتهم ويدفع نحو تطبيع مبكر مع التسول. ووفق ما عاينته "كشـ24"، في مجموعة من الشوراع، أصبحت هذه الظاهرة منتشرة بشكل لافت في المدارات الطرقية الرئيسية، حيث يعمد عشرات الأطفال إلى التنقل بين السيارات والتسول مستخدمين أدوات احتفالية لجلب الانتباه، ما يخلق نوعا من الفوضى والضغط على السائقين، ويطرح تساؤلات حول دور الأسر والمجتمع في ضبط هذه الانزلاقات السلوكية. ويرى عدد من النشطاء أن "حق عاشوراء" انزاح عن معناه الأصلي، ليتحوّل إلى مدخل خطير لتعزيز ثقافة الكسل والتسول لدى الأطفال، معتبرين أن هذا الانفلات يشجع على التسول المقنع ويكرّس سلوك الاتكال منذ سن مبكرة. وحذروا من أن التحصيل السهل للمال خلال هذه المناسبة قد يطبع سلوك الطفل مستقبلاً، ويجعله أكثر ميلاً إلى تكرار هذا النمط في مناسبات أخرى، خاصة في ظل غياب التوجيه الأسري وضعف آليات الرقابة. وأكد نشطاء، على أن الاحتفال لا يجب أن يكون على حساب كرامة الطفل ولا النظام العام، وأن مسؤولية التوعية تقع أولاً على الأسرة، ثم على المؤسسات التربوية والمجتمع المدني، باعتبار أن الطفل يجب أن يُحمى من الاستغلال مهما كان نوعه. من جهتهم، دعا عدد من المواطنين إلى إطلاق حملات تحسيسية وتربوية لتصحيح المفهوم الحقيقي لعاشوراء، والتصدي لاستخدام الأطفال في التسول تحت أي غطاء كان، بالإضافة إلى تفعيل دور السلطات المحلية والجمعيات في ضبط الظاهرة واحتوائها.    
مجتمع

ابن طاطا وتلميذ مراكش.. العقيد إدريس طاوسي يُسطّر قصة نجاح ملهمة
في قصة تُجسّد الطموح والإرادة، يبرز اسم العقيد إدريس طاوسي كأحد الوجوه البارزة في سلاح البحرية الأمريكية، حيث يشغل منصب نائب القائد العام المكلف بالبوارج والفرقاطات الحربية. واستطاع الطاوسي، وهو ضابط مغربي-أمريكي رفيع، استطاع أن يشق طريقه بثبات في واحد من أعقد الأسلحة في العالم وأكثرها تعقيدًا، ليصبح بذلك قدوة ومصدر فخر للمغاربة داخل الوطن وخارجه. وُلد إدريس طاوسي في مدينة طاطا جنوب المغرب، وتلقى تعليمه في مراكش والرباط، حيث برز بتفوقه في المواد العلمية، خصوصًا الفيزياء واللغة الإنجليزية، ما أهّله لاحقًا للالتحاق بإحدى أرقى المؤسسات العسكرية في العالم: الأكاديمية العسكرية الأمريكية. تميّز طاوسي خلال مسيرته بالانضباط والكفاءة، وارتقى في صفوف البحرية الأمريكية حتى أصبح من أبرز القيادات المغربية في الجيش الأمريكي. يعتبر العقيد طاوسي نموذجاً للإرادة والنجاح، ومصدر إلهام للمغاربة في الداخل والمهجر.  
مجتمع

مجلس جهة فاس يراهن على اتفاقية بـ10 ملايين درهم لمواجهة أزمة الماء
ناقشت لجنة الفلاحة والتنمية القروية التابعة لمجلس جهة فاس ـ مكناس، في اجتماع عقدته يوم أمس الجمعة، تفاصيل اتفاقية لإنجاز مشاريع في مجال الماء، وذلك في سياق تعاني فيه عدد من المناطق القروية بالجهة من صعوبات كبيرة لها علاقة بالتزود بهذه المادة الحيوية. وقال المجلس إن مشروع هذه الاتفاقية التي ستتم المصادقة عليها في دورة يوليوز، يأتي في إطار مواصلة المصادقة على الاتفاقيات التي وُقِعت أمام رئيس الحكومة بطنجة، أثناء تنظيم المناظرة الوطنية الثانية حول الجهوية المتقدمة خلال شهر دجنبر 2024. ويتعلق الأمر باتفاقيات وقعها كل رؤساء جهات المغرب وأعضاء الحكومة المعنيين، تهم تنزيل المشاريع بعدة قطاعات منها قطاع الماء ، حيث تم تسطير برنامج كبير يهدف أساسا إلى تعميم الماء الشروب على جميع المغاربة، وذلك تنزيلا للتوجيهات الملكية السامية في مجال الماء لتحقيق أهداف الاستراتيجيات والبرامج الوطنية في المجال المذكور خاصة البرنامج الوطني للماء الشروب والسقي 2020-2027. وتشمل هذه الاتفاقية تقوية وتأمين التزود بالماء الصالح للشرب، وبناء عشرات السدود التلية والصغيرة بأقاليم جهة فاس مكناس، ومشاريع تهم الاقتصاد في الماء، وتزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب. كما تهم قنوات نقل المياه الصالحة للشرب من محطات تحلية مياه البحر، والتطهير السائل وإعادة استعمال المياه العادمة، ومشاريع الحماية من الفيضانات. وذكر المجلس بأنه سيتم إسناد تنفيذ جل هذه البرامج والمشاريع للشركة الجهوية المتعددة الخدمات بجهة فاس مكناس. ويناهز الغلاف المالي المخصص لهذه الاتفاقية حوالي 10.442مليون درهم ، تساهم فيه الجهة بـ 1455 مليون درهم.
مجتمع

تدريس الأمازيغية..جمعيات تتهم حكومة أخنوش بالتقصير وتلجأ إلى القضاء
اتهمت جمعيات تنشط في مجال الأمازيغية حكومة أخنوش بالتقصير في تنفيذ الالتزامات القانونية المتعلقة بتعميم تدريس اللغة الأمازيغية في المستويين الأولي والابتدائي، وقررت اللجوء إلى القضاء الإداري لمواجهة رئيس الحكومة، ووزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. وتجاوز عدد الجمعيات التي انخرطت في هذه المبادرة 15 إطار، تنشط في مختلف مناطق المغرب، وضمنها جمعيات لمدرسي الأمازيغية. ونصت مذكرات جديدة للوزارة الوصية على توجه للتعميم التدريجي للأمازيغية في أفق تحقيق التعميم لموسم 2029/2030. وتشير الجمعيات الأمازيغية المعنية بهذه الخطوة بأن القانون يلزم الوزارة بتعميم تدريس الأمازيغية بالمستويين الأولي والابتدائي داخل أجل أقصاه 26 من شهر شتنبر من سنة 2024، لكنها مددت هذا الأجل إلى غاية سنة 2030. ولجأت هذه الجمعيات إلى توصيات أممية دعت المغرب منذ سنوات، بتكثيف جهود تنفيذ مقتضيات الدستور ومقتضيات القانون التنظيمي رقم 26.16 المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة ذات الأولوية، والرفع من وتيرة التعميم وزيادة عدد المدرسين.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 06 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة