كيف نتعامل مع التراكم الهائل للمعلومات على الإنترنت؟ – Kech24: Morocco News – كِشـ24 : جريدة إلكترونية مغربية
الجمعة 18 أبريل 2025, 22:29

علوم

كيف نتعامل مع التراكم الهائل للمعلومات على الإنترنت؟


كشـ24 نشر في: 27 يونيو 2016

ينطوي تجميع هذا الكم الهائل من المعلومات عن الاقتصاد والسلوك البشري على الإنترنت، على جانب سلبي مخالف للبديهة يكمن في تغاضينا عن الدروس المستقاة من الماضي.
 
ربما سمعت عن الإحصائية التي تفيد بأن 90 في المئة من بيانات العالم لم تُجمع إلا في السنوات القليلة الأخيرة. وهذا صحيح، إذ تعود أقدم معلومة تمكنت من العثور عليها تتعلق بمثل هذه الإحصائيات إلى مايو/ أيار 2013.
 
فعلى مدار العقود الثلاثة الأخيرة تقريبًا، تزداد البيانات في العالم كل عامين بنحو 10 أضعاف، وهذا المعدل يضع قانون "مور" الذي ينص على تضاعف قوة المعالج الإلكتروني كل عامين، على المحك.
 
ومن بين المشاكل التي يطرحها معدل زيادة المعلومات بهذا الشكل أن اللحظة الآنية ستطغى دومًا على الماضي حتى لو كان قريبًا.
 
تخيل أنك تتأمل مجلدًا للصور يضم الصور التي التقطت لك في السنين الأولى من عمرك، منذ الميلاد وحتى بلوغك 18 سنة.
 
لنفترض أن لديك صورتين للسنتين الأوليين من عمرك، فقياسًا على معدل زيادة المعلومات في العالم، سيكون لديك ألفان صورة للفترة ما بين سن السادسة وحتى الثامنة، ثم 200 ألف صورة للفترة ما بين سن 10 سنوات إلى 12 سنة، وتزيد بعد ذلك الصور زيادة مذهلة في الفترة ما بين سن 16 إلى 18 سنة لتصبح 200 مليون صورة.
 
وهذا يعني أن في السنتين الأخيرتين تُلتقط أكثر من ثلاث صور كل ثانية.
 
بالطبع، هذا القياس ليس قياسًا مثاليًا بالبيانات العالمية. في البداية، تُعزى زيادة البيانات في العالم، إلى حد كبير، إلى زيادة مصادر المعلومات التي أضافها عدد أكبر من الناس، فضلًا عن أن الصيغ التي تُختزن بها المعلومات أصبحت أكبر وأكثر تفصيلًا.
 
إلا أن ما ذكرناه عن التناسب يظل قائمًا، فإذا تأملت سجلًا ما مثل مجلد الصور الذي ذكرناه آنفًا، أو حاولت أن تحلله، فستجد أن المعلومات الأقدم تنذوي لتصبح بلا معنى، ولم لا؟ إذا كانت المعلومات المتاحة في الماضي أقل بكثير من التي أدخلت فيما بعد
 
وتلك هي مشكلة تزايد البيانات الضخمة (الحجم الهائل من البيانات الناتجة عن أنشطة الناس عبر الإنترنت والتي يصعب معالجتها باستخدام تطبيقات معالجة البيانات التقليدية) التي يجري حاليًا تجميعها وتحليلها.
 
فحين تنظر إلى الماضي بحثًا عما له من أثر على المستقبل، ستجد الكثير من المعلومات الحديثة والقليل من المعلومات الأقدم. وقد نجم عن ذلك عدم التبصر بالعواقب في المستقبل، بسبب النزوع إلى المبالغة في تقييم الاتجاهات قصيرة المدى على حساب البيانات المسجلة في الماضي.
 
ولكي تدرك ما لذلك من أهمية، تأمل نتائج الأبحاث التي أجريت في مجال علم الاجتماع بصدد "التحيز للتجارب الأحدث"، التي ترصد النزعة إلى افتراض أن الأحداث التي ستقع مستقبلًا ستكون مشابهة للتجربة الحالية.
 
وتعد هذه النزعة أحد أشكال الاستدلال بالمعلومات المتاحة، أي النزوع إلى الاستناد عند التفكير، على نحو غير متكافئ، إلى ما يتبادر بسهولة إلى الذهن.
 
بالإضافة إلى أنها سمة سيكلوجية عامة، فإذا لاحظت أن أشهر الصيف، في المكان الذي تعيش فيه، أصبحت أكثر برودة، على نحو استثنائي، في السنوات الأخيرة القليلة، فربما تميل حينذاك إلى أن تقول إن أشهر الصيف أصبحت أكثر برودة بشكل عام، أو ربما تقول إن الطقس المحلي، حيث تعيش، يشهد انخفاضًا في درجات الحرارة.
 
وفي الواقع، ينبغي ألا تستنبط أي شيء من البيانات عند قرائتها، لأنك إن أردت أن تعرف أي شيء مفيد بشأن اتجاهات الطقس، فعليك أن تدرس الأمر باستفاضة أكثر من ذلك بكثير مع التركيز على العوامل طويلة المدى. أما عن البيانات قصيرة المدى، فمن الأفضل ألا تُعمل الفكر فيها على الإطلاق، ولكن من منّا يستطيع ذلك؟
 
وهذا ينطبق أيضًا على الظواهر الأكثر تعقيدًا في الواقع، ومن بينها، أسواق الأسهم والاقتصاد ونجاح الشركات أو إخفاقها، والحرب والسلام، وإقامة العلاقات، وحتى ازدهار الامبراطوريات وسقوطها. فإن تحليل البيانات قصيرة المدى ليس غير صحيح فحسب، ولكنّه أيضًا مؤذٍ ومُضلل.
 
وتأمل فقط جموع الاقتصاديين الذين اصطفوا للإعلان عن أحداث قبل وقوعها، مثل الأزمة المالية التي وقعت في سنة 2009، والتي لم يكن يخطر على بال أحد أنها حقيقة حتى حدثت بالفعل. إلا أن فكرة وجود تنبؤات صحيحة، في حد ذاتها، على ذلك النطاق الواسع تمثل جزءًا من المشكلة.
 
والجدير بالذكر، أن عنصر الحداثة يميل إلى أن يكون أحد العوامل الأساسية التي تؤخذ في الاعتبار عند اختيار البيانات التي ستُلغي والبيانات التي سيُحتفظ بها.
 
فالاتجاه الرقمي في العالم ينص على إلغاء القديم مع سائر البيانات القديمة والإبقاء على الجديد مع سائر البيانات الجديدة، وفي هذا الاتجاه تتسم خوارزميات البحث في جوهرها بالتحيز إلى كل ما هو جديد، وفيه أيضًا انتشرت الروابط غير الفعالة (الروابط التي لم تعد متاحة) لتصيب كل المجالات بدءًا من قرارات المحاكم العليا إلى خدمات مواقع التواصل الاجتماعي بأكمله
 
وقد ترسخ هذا التحيز نحو الحاضر في بنية كل ما يحيط بنا من وسائل تكنولوجية، وهذا يرجع إلى العادة التي درجنا عليها التي تتمثل في الاستغناء عن أفضل الآلات التي كانت جديدة يومًا ما بعد نحو خمس سنوات من استخدامها.
 
ماذا نفعل إذن؟ ليس من المهم أن نحفظ البيانات القديمة بصورة أفضل فحسب، على الرغم من أن هذه الفكرة ليست سيئة، مع الأخذ في الاعتبار مدى قلة البيانات، في الوقت الحالي، التي يمكنها الاستمرار لعقود وليس سنوات.
 
بل إن الأهم من ذلك، تحديد البيانات التي تستحق الحفظ في الذاكرة في المقام الأول، وماذا يعني فرز البيانات للحفاظ على المعلومات ذات الأهمية منها، وحذف البيانات الأخرى، تحت مسمى المعرفة.
 
نحن نحتاج إلى ما أُفضل أن أطلق عليه "النسيان الذكي"، وأعني بذلك أن ندرب أدواتنا لتصبح أكثر كفاءة في ترك البيانات التي أُدخلت في الماضي القريب حتى يتسنى متابعة ما سيترتب عليها من تسلسل أكبر من البيانات.
 
وهذا يعني أن الأدوات تقوم باختيار البيانات وعرضها وحفظها ونقلها إلى المحفوظات، مثلما تنُظم الصور في مجلد الصور، وإن كان اختيار البيانات وعرضها ينطوي على الكثير من المعادلات الرياضية.
 
ولكن متى تكون قيمة مليوني صورة أقل من قيمة ألفي صورة؟ حينما تغطي العينة الأكبر حجمًا نطاقًا أقل، وحين تكون الأسئلة التي تُطرح بشأنها أقل أهمية، وحين تزرع التفاصيل التي توفرها الثقة الزائفة بدلًا من أن تغرس الشك المفيد.
 
ويوجد الكثير من مجموعات البيانات التي يصعب اختزالها، والتي عندما تكتمل، تصبح الأثمن بين سائر المجموعات، ومنها بيانات تسلسل الحمض النووي، والبيانات الديموغرافية (ذات الصلة بإحصاءات السكان)، والمعلومات الجغرافية والفيزيائية غير المعالجة والتي لا تقبل الشك.
 
وكلما زادت مرونة المعلومات في علم ما، زاد احتمال تناسب المقياس المستخدم مع الجودة تناسبًا عكسيًا، والأهم من ذلك، يصبح عامل الوقت نفسه بمثابة مرشِح للبيانات.
 
فإن لم نختر بعناية المعلومات التي يمكنها أن تحافظ على الماضي البعيد وتبرزه وتنقل ما فيه من معانٍ، سيمحو الحاضر بضجيجه المتزايد أثار الماضي بهدوء.
 
ويؤثر الوقت في مناح عدة، فيظل الوقت عاملًا مقيّدًا في جانب حاسم أخر، وهو مدى توفر الوقت للبشر وقدرتهم على الانتباه.
 
فتحتفظ اليوم الشركات والأفراد والحكومات، على حدٍ سواء، بعشرات أضعاف المعلومات التي كانت تحتفظ بها منذ بضع سنوات. ولكن لم يعد لدى أعضاء مجلس الإدارة ولا المديرون التنفيذيون ولا الرؤساء المنتخبون القدرة على الانتباه لفترات طويلة ولم تعد ساعات اليوم كافية.
 
وازدادت كفاءة الأدوات المتاحة في الوقت الحالي لتساعد صانعي القرار في طرح أسئلة مفيدة بصدد ما في حوزتهم من معلومات، ولكن لن تستطيع أن تحلل إلا البيانات التي لم يمحوها الوقت بعد.
 
إن تجميع المعلومات فحسب ليس هو الحل. ففي العصر الذي تضخمت فيه المعلومات بصورة هائلة، لا تقل المعلومات التي تفضل ألا تعرفها أهمية عما تفعله في الوقت الحالي

ينطوي تجميع هذا الكم الهائل من المعلومات عن الاقتصاد والسلوك البشري على الإنترنت، على جانب سلبي مخالف للبديهة يكمن في تغاضينا عن الدروس المستقاة من الماضي.
 
ربما سمعت عن الإحصائية التي تفيد بأن 90 في المئة من بيانات العالم لم تُجمع إلا في السنوات القليلة الأخيرة. وهذا صحيح، إذ تعود أقدم معلومة تمكنت من العثور عليها تتعلق بمثل هذه الإحصائيات إلى مايو/ أيار 2013.
 
فعلى مدار العقود الثلاثة الأخيرة تقريبًا، تزداد البيانات في العالم كل عامين بنحو 10 أضعاف، وهذا المعدل يضع قانون "مور" الذي ينص على تضاعف قوة المعالج الإلكتروني كل عامين، على المحك.
 
ومن بين المشاكل التي يطرحها معدل زيادة المعلومات بهذا الشكل أن اللحظة الآنية ستطغى دومًا على الماضي حتى لو كان قريبًا.
 
تخيل أنك تتأمل مجلدًا للصور يضم الصور التي التقطت لك في السنين الأولى من عمرك، منذ الميلاد وحتى بلوغك 18 سنة.
 
لنفترض أن لديك صورتين للسنتين الأوليين من عمرك، فقياسًا على معدل زيادة المعلومات في العالم، سيكون لديك ألفان صورة للفترة ما بين سن السادسة وحتى الثامنة، ثم 200 ألف صورة للفترة ما بين سن 10 سنوات إلى 12 سنة، وتزيد بعد ذلك الصور زيادة مذهلة في الفترة ما بين سن 16 إلى 18 سنة لتصبح 200 مليون صورة.
 
وهذا يعني أن في السنتين الأخيرتين تُلتقط أكثر من ثلاث صور كل ثانية.
 
بالطبع، هذا القياس ليس قياسًا مثاليًا بالبيانات العالمية. في البداية، تُعزى زيادة البيانات في العالم، إلى حد كبير، إلى زيادة مصادر المعلومات التي أضافها عدد أكبر من الناس، فضلًا عن أن الصيغ التي تُختزن بها المعلومات أصبحت أكبر وأكثر تفصيلًا.
 
إلا أن ما ذكرناه عن التناسب يظل قائمًا، فإذا تأملت سجلًا ما مثل مجلد الصور الذي ذكرناه آنفًا، أو حاولت أن تحلله، فستجد أن المعلومات الأقدم تنذوي لتصبح بلا معنى، ولم لا؟ إذا كانت المعلومات المتاحة في الماضي أقل بكثير من التي أدخلت فيما بعد
 
وتلك هي مشكلة تزايد البيانات الضخمة (الحجم الهائل من البيانات الناتجة عن أنشطة الناس عبر الإنترنت والتي يصعب معالجتها باستخدام تطبيقات معالجة البيانات التقليدية) التي يجري حاليًا تجميعها وتحليلها.
 
فحين تنظر إلى الماضي بحثًا عما له من أثر على المستقبل، ستجد الكثير من المعلومات الحديثة والقليل من المعلومات الأقدم. وقد نجم عن ذلك عدم التبصر بالعواقب في المستقبل، بسبب النزوع إلى المبالغة في تقييم الاتجاهات قصيرة المدى على حساب البيانات المسجلة في الماضي.
 
ولكي تدرك ما لذلك من أهمية، تأمل نتائج الأبحاث التي أجريت في مجال علم الاجتماع بصدد "التحيز للتجارب الأحدث"، التي ترصد النزعة إلى افتراض أن الأحداث التي ستقع مستقبلًا ستكون مشابهة للتجربة الحالية.
 
وتعد هذه النزعة أحد أشكال الاستدلال بالمعلومات المتاحة، أي النزوع إلى الاستناد عند التفكير، على نحو غير متكافئ، إلى ما يتبادر بسهولة إلى الذهن.
 
بالإضافة إلى أنها سمة سيكلوجية عامة، فإذا لاحظت أن أشهر الصيف، في المكان الذي تعيش فيه، أصبحت أكثر برودة، على نحو استثنائي، في السنوات الأخيرة القليلة، فربما تميل حينذاك إلى أن تقول إن أشهر الصيف أصبحت أكثر برودة بشكل عام، أو ربما تقول إن الطقس المحلي، حيث تعيش، يشهد انخفاضًا في درجات الحرارة.
 
وفي الواقع، ينبغي ألا تستنبط أي شيء من البيانات عند قرائتها، لأنك إن أردت أن تعرف أي شيء مفيد بشأن اتجاهات الطقس، فعليك أن تدرس الأمر باستفاضة أكثر من ذلك بكثير مع التركيز على العوامل طويلة المدى. أما عن البيانات قصيرة المدى، فمن الأفضل ألا تُعمل الفكر فيها على الإطلاق، ولكن من منّا يستطيع ذلك؟
 
وهذا ينطبق أيضًا على الظواهر الأكثر تعقيدًا في الواقع، ومن بينها، أسواق الأسهم والاقتصاد ونجاح الشركات أو إخفاقها، والحرب والسلام، وإقامة العلاقات، وحتى ازدهار الامبراطوريات وسقوطها. فإن تحليل البيانات قصيرة المدى ليس غير صحيح فحسب، ولكنّه أيضًا مؤذٍ ومُضلل.
 
وتأمل فقط جموع الاقتصاديين الذين اصطفوا للإعلان عن أحداث قبل وقوعها، مثل الأزمة المالية التي وقعت في سنة 2009، والتي لم يكن يخطر على بال أحد أنها حقيقة حتى حدثت بالفعل. إلا أن فكرة وجود تنبؤات صحيحة، في حد ذاتها، على ذلك النطاق الواسع تمثل جزءًا من المشكلة.
 
والجدير بالذكر، أن عنصر الحداثة يميل إلى أن يكون أحد العوامل الأساسية التي تؤخذ في الاعتبار عند اختيار البيانات التي ستُلغي والبيانات التي سيُحتفظ بها.
 
فالاتجاه الرقمي في العالم ينص على إلغاء القديم مع سائر البيانات القديمة والإبقاء على الجديد مع سائر البيانات الجديدة، وفي هذا الاتجاه تتسم خوارزميات البحث في جوهرها بالتحيز إلى كل ما هو جديد، وفيه أيضًا انتشرت الروابط غير الفعالة (الروابط التي لم تعد متاحة) لتصيب كل المجالات بدءًا من قرارات المحاكم العليا إلى خدمات مواقع التواصل الاجتماعي بأكمله
 
وقد ترسخ هذا التحيز نحو الحاضر في بنية كل ما يحيط بنا من وسائل تكنولوجية، وهذا يرجع إلى العادة التي درجنا عليها التي تتمثل في الاستغناء عن أفضل الآلات التي كانت جديدة يومًا ما بعد نحو خمس سنوات من استخدامها.
 
ماذا نفعل إذن؟ ليس من المهم أن نحفظ البيانات القديمة بصورة أفضل فحسب، على الرغم من أن هذه الفكرة ليست سيئة، مع الأخذ في الاعتبار مدى قلة البيانات، في الوقت الحالي، التي يمكنها الاستمرار لعقود وليس سنوات.
 
بل إن الأهم من ذلك، تحديد البيانات التي تستحق الحفظ في الذاكرة في المقام الأول، وماذا يعني فرز البيانات للحفاظ على المعلومات ذات الأهمية منها، وحذف البيانات الأخرى، تحت مسمى المعرفة.
 
نحن نحتاج إلى ما أُفضل أن أطلق عليه "النسيان الذكي"، وأعني بذلك أن ندرب أدواتنا لتصبح أكثر كفاءة في ترك البيانات التي أُدخلت في الماضي القريب حتى يتسنى متابعة ما سيترتب عليها من تسلسل أكبر من البيانات.
 
وهذا يعني أن الأدوات تقوم باختيار البيانات وعرضها وحفظها ونقلها إلى المحفوظات، مثلما تنُظم الصور في مجلد الصور، وإن كان اختيار البيانات وعرضها ينطوي على الكثير من المعادلات الرياضية.
 
ولكن متى تكون قيمة مليوني صورة أقل من قيمة ألفي صورة؟ حينما تغطي العينة الأكبر حجمًا نطاقًا أقل، وحين تكون الأسئلة التي تُطرح بشأنها أقل أهمية، وحين تزرع التفاصيل التي توفرها الثقة الزائفة بدلًا من أن تغرس الشك المفيد.
 
ويوجد الكثير من مجموعات البيانات التي يصعب اختزالها، والتي عندما تكتمل، تصبح الأثمن بين سائر المجموعات، ومنها بيانات تسلسل الحمض النووي، والبيانات الديموغرافية (ذات الصلة بإحصاءات السكان)، والمعلومات الجغرافية والفيزيائية غير المعالجة والتي لا تقبل الشك.
 
وكلما زادت مرونة المعلومات في علم ما، زاد احتمال تناسب المقياس المستخدم مع الجودة تناسبًا عكسيًا، والأهم من ذلك، يصبح عامل الوقت نفسه بمثابة مرشِح للبيانات.
 
فإن لم نختر بعناية المعلومات التي يمكنها أن تحافظ على الماضي البعيد وتبرزه وتنقل ما فيه من معانٍ، سيمحو الحاضر بضجيجه المتزايد أثار الماضي بهدوء.
 
ويؤثر الوقت في مناح عدة، فيظل الوقت عاملًا مقيّدًا في جانب حاسم أخر، وهو مدى توفر الوقت للبشر وقدرتهم على الانتباه.
 
فتحتفظ اليوم الشركات والأفراد والحكومات، على حدٍ سواء، بعشرات أضعاف المعلومات التي كانت تحتفظ بها منذ بضع سنوات. ولكن لم يعد لدى أعضاء مجلس الإدارة ولا المديرون التنفيذيون ولا الرؤساء المنتخبون القدرة على الانتباه لفترات طويلة ولم تعد ساعات اليوم كافية.
 
وازدادت كفاءة الأدوات المتاحة في الوقت الحالي لتساعد صانعي القرار في طرح أسئلة مفيدة بصدد ما في حوزتهم من معلومات، ولكن لن تستطيع أن تحلل إلا البيانات التي لم يمحوها الوقت بعد.
 
إن تجميع المعلومات فحسب ليس هو الحل. ففي العصر الذي تضخمت فيه المعلومات بصورة هائلة، لا تقل المعلومات التي تفضل ألا تعرفها أهمية عما تفعله في الوقت الحالي


ملصقات


اقرأ أيضاً
تحذيرات من عاصفة شمسية قد تدمر العالم الرقمي وتعيدنا إلى القرن الـ19
حذّر فريق من الخبراء من احتمال وقوع عاصفة شمسية هائلة قد تضرب الأرض في أي لحظة، بقوة كافية لتعطيل الأقمار الصناعية وتدمير البنية التحتية لشبكات الكهرباء. ورغم أن توهجات شمسية بهذا الحجم لم تحدث منذ أكثر من ألف عام، إلا أن تكرارها اليوم سيُشكل تهديدا غير مسبوق على العالم الرقمي والأنظمة الحيوية التي يعتمد عليها الإنسان في حياته اليومية. ويطلق العلماء على هذا النوع من الظواهر اسم "حدث مياكي"، وهو مصطلح مستمد من اكتشاف الباحثة اليابانية فوسا مياكي عام 2012، حين لاحظت ارتفاعا حادا في مستويات الكربون-14 في حلقات أشجار أرز تعود إلى أكثر من 1250 عاما. وأشار تحليلها إلى أن مصدر هذا الارتفاع كان انفجارا شمسيا ضخما أطلق كميات هائلة من الجسيمات عالية الطاقة نحو الأرض. وصرّح البروفيسور ماثيو أوينز، من جامعة ريدينغ، بأن تكرار "حدث مياكي" اليوم "سيُحرق محولات الكهرباء ويحدث انهيارا في شبكات الطاقة، ويجعل من الصعب إعادة تشغيلها بسبب طول فترة تصنيع المحولات واستبدالها". ماذا سيحدث إذا ضُربت الأرض بعاصفة شمسية شديدة؟ انهيار شبكات الكهرباء حول العالم. انقطاع الإنترنت وخدمات الاتصالات. تعطل الأقمار الصناعية وأجهزة الملاحة. توقف محطات تنقية المياه والصرف الصحي. تلف الأغذية المبردة نتيجة انقطاع الكهرباء. زيادة الإشعاع على ارتفاعات الطيران العالية، ما قد يؤثر على صحة الركاب والطاقم. استنزاف طبقة الأوزون بنسبة تصل إلى 8.5%، مع تأثيرات مناخية ملحوظة. مشاهد مذهلة للشفق القطبي قد تُرى في مناطق غير معتادة حول العالم. وأوضح العلماء أن العالم قد لا يحصل إلا على 18 ساعة فقط من الإنذار المسبق قبل وصول الجسيمات الشمسية إلى الأرض، وهو وقت غير كاف لاتخاذ إجراءات وقائية فعالة على نطاق واسع. ويشير الخبراء إلى أن "حدث مياكي" قد يكون أقوى بعشر مرات على الأقل من عاصفة "كارينغتون" الشهيرة عام 1859، والتي سببت حينها تعطل التلغرافات واشتعال أجهزتها وظهور الشفق القطبي في مناطق قريبة من خط الاستواء. وفي دراسة أجرتها جامعة كوينزلاند، خلص العلماء إلى أن حدثا من هذا النوع اليوم قد يُحدث ضررا بالغا بالمجتمع التكنولوجي والمحيط الحيوي، بسبب ضعف قدرة العلماء على التنبؤ به وصعوبة التعامل مع نتائجه. وأشارت الدراسة إلى أن الكابلات البحرية والأقمار الصناعية قد تتعرض لأضرار جسيمة، ما يؤدي إلى انقطاع طويل الأمد للإنترنت، ويعطل الاقتصاد العالمي والبنية التحتية الرقمية.
علوم

مرصد أوكايمدن يعلن عن اكتشاف حصري لبقايا مستعر أعظم جديد
أعلن مرصد أوكايمدن (إقليم الحوز) مؤخرا، عن اكتشاف وبشراكة مع شبكة دولية من الفلكيين المحترفين والهواة، بقايا مستعر أعظم جديد يُعرف باسم “سكايلا”. وذكر المرصد التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش في بلاغ، أن هذا الاكتشاف الاستثنائي أنجز بفضل جودة السماء الفلكية في موقع مرصد أوكايمدن، ويجسد نجاح برنامج التعاون “برو-آم” بين الفلكيين المحترفين والهواة، الذي انطلق سنة 2021 في المرصد. وأوضح أن “سكايلا” الذي اكتشف على ارتفاع غير معتاد في خط العرض المجري في كوكبة القيطس، يعد من البقايا النجمية الخافتة جدا، حيث لا يُظهر إشعاعات واضحة في نطاق الأشعة السينية أو موجات الراديو، وتم التعرف عليه فقط من خلال خيوط دقيقة لانبعاثات الهيدروجين ألفا في صور ضيقة النطاق وعميقة.وأضاف المرصد أن “هذا البُنى الفضائية يمتد على مساحة تُقارب 1.5 درجة في السماء، وقد ظلّ غير مكتشف لعقود بسبب طبيعته الدقيقة وموقعه في منطقة هادئة من الوسط بين النجمي”، مشيرا إلى أنه تم التحقق من صحة هذا الاكتشاف من طرف الخبير العالمي في بقايا المستعرات العظمى البروفيسور روبرت فيسن من كلية دارتموث. كما أسفر المشروع، بحسب المرصد، عن تحديد سديم كوكبي جديد مرشح للاكتشاف أُطلق عليه اسم “خارِبديس”، في إشارة رمزية إلى الكائنات الأسطورية “سكايلا” و”خارِبديس”، ما يُضفي بعدا علميا وثقافيا على هذا الإنجاز.
علوم

استنساخ ذئاب عملاقة وشرسة “انقرضت منذ آلاف السنين”
نجح علماء في استنساخ ذئاب معدلة وراثيا، في محاولة لإعادة فصيل عملاق وشرس من هذا الحيوان انقرض منذ أكثر من 10 آلاف عام. وتعيش الذئاب الثلاثة المستنسخة حاليا بمكان آمن في الولايات المتحدة لم يكشف عنه، وفقا لشركة "كولوسال بيوساينسز" الأميركية التي أجرت التجربة. وأفاد باحثون في الشركة، الإثنين، أن الجراء التي تتراوح أعمارها بين 3 و6 أشهر، تتميز بشعر أبيض طويل وفكين عضليين، ويصل وزنها بالفعل إلى نحو 36 كيلوغراما، ومن المتوقع أن يصل وزنها لأكثر من 60 كيلوغراما عند البلوغ. والذئاب التي يأمل العلماء في استعادتها، التي انقرضت منذ آلاف السنين، تعد أسلاف ما يعرف اليوم باسم الذئاب الرمادية، إلا أنها أكبر منها حجما بكثير. كيف حدثت العملية؟اكتشف علماء في شركة "كولوسال بيوساينسز" سمات محددة امتلكتها الذئاب الأكبر والأشرس، من خلال فحص الحمض النووي القديم من الأحافير. ثم أخذ العلماء خلايا دم من ذئب رمادي حي، واستخدموا تقنية لتعديلها وراثيا في 20 موقعا جينيا مختلفا، وفقا لما ذكرته كبيرة العلماء في الشركة بيث شابيرو. بعد ذلك نقلت المادة الوراثية المعدلة إلى بويضة من كلب أليف، وعندما تم تخيصبها نقلت الأجنة إلى أمهات بديلة من الكلاب أيضا، وبعد 62 يوما ولدت الجراء المعدلة وراثيا. ورغم أن الجراء قد تشبه جسديا الذئاب المنقرضة، فإن "ما لن يتعلموه على الأرجح هو الحركة لقتل فرائس كبيرة، لأنها لن تحظى بفرصة مشاهدة آبائها والتعلم منها"، وفقا لما قاله كبير خبراء رعاية الحيوانات في الشركة مات جيمس. لكن علماء قالوا إن هذا الجهد لا يعني أن الذئاب العملاقة ستعود إلى غابات أميركا الشمالية في أي وقت قريب. وقال فينسنت لينش عالم الأحياء في جامعة بافالو الذي لم يشارك في البحث: "كل ما يمكننا فعله الآن هو جعل شيء ما يبدو ظاهريا وكأنه شيء آخر، وليس إحياء الأنواع المنقرضة بالكامل". وسبق أن أعلنت "كولوسال بيوساينسز" عن مشاريع مماثلة لتعديل خلايا أنواع حية، لإنتاج حيوانات تشبه الماموث الصوفي وطائر الدودو وغيرها من الحيوانات المنقرضة.
علوم

اكتشاف طريقة لتحديد العمر البيولوجي للقلب
ابتكر فريق علماء من كوريا الجنوبية ذكاء اصطناعيا يمكنه تحليل بيانات تخطيط القلب القياسي وتحديد العمر البيولوجي للقلب. وتشير مجلة European Society of Cardiology (ESC) إلى أن هذا المقياس قد يكون مفيدا للتنبؤ بخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة.واستخدم الباحثون في هذه الدراسة، شبكات عصبية في تحليل ما يقرب من 500 ألف تخطيط كهربائي للقلب جمعوا خلال 15 سنة، وبعد ذلك اختبرت الخوارزمية على عينات عشوائية لـ97058 مريضا. وأظهرت النتائج أنه في حال تجاوز العمر البيولوجي للقلب العمر الزمني بسبع سنوات فإن خطر الوفاة يرتفع بنسبة 62 بالمئة واحتمال الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية الخطيرة بنسبة 92 بالمئة. وإذا كان العمر البيولوجي أقل من العمر الزمني بسبع سنوات، فإن خطر الوفاة ينخفض ​​بنسبة 14 بالمئة، وخطر الإصابة بأمراض القلب الخطيرة بنسبة 27 بالمئة. وقد اكتشف العلماء وجود علاقة بين "شيخوخة" القلب والتغيرات في نشاطه الكهربائي، مثل إطالة مجمعات QRS وفترات QT. قد تشير هذه المؤشرات إلى أن القلب يعاني من مشكلات في وظيفة الضخ. ووفقا للبروفيسور يون سو بايك، المشرف على الدراسة، يمكن أن تحدث الطريقة الجديدة ثورة في تشخيص أمراض القلب. ويقول: "يسمح الذكاء الاصطناعي بالكشف عن أمراض القلب الخفية في مراحلها المبكرة والتنبؤ بمخاطرها. وهذه خطوة نحو الطب الشخصي، حيث تصبح الوقاية من الأمراض أكثر دقة وفعالية". ويخطط الباحثون في المستقبل، لتوسيع عينة المرضى لتحسين دقة النموذج واستخدامه في الممارسة السريرية. المصدر: gazeta.ru
علوم

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 18 أبريل 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة