سياسة

هل نجح بن كيران في ممارسة صلاحياته ؟


كشـ24 نشر في: 6 أكتوبر 2016

جاء من حزب إسلامي التوجه، وهو أول رئيس حكومة في تاريخ المغرب  فمنذ الاستقلال إلى اليوم، عرفت البلاد ستة دساتير أولها سنة 1962 وآخرها دستور عام 2011، الذي حول منصب الوزير الأول لرئيس حكومة ووسع صلاحياته وسلطاته.

التغيير لم يكن في المسمى فقط، بل شمل تغييراً في السلطات الدستورية والأدوار التي أنيطت بمؤسسة رئاسة الحكومة، وطبيعة العلاقة التي أضحت تحكمها بباقي المؤسسات الدستورية والأجهزة الإدارية.

ولكن رغم هذا التغيير يَتَّهم الكثيرون عبد الإله بنكيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية وأول رئيس حكومة في الحياة السياسية والدستورية المغربية أنه تنازل أو لم يستخدم السلطات التي منحها له الدستور.


رئيس الحكومة هو الملك

عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة وزعيم حزب العدالة والتنمية، بحسب تصريحاته السابقة وحواراته الأخيرة أيضاً، يكشف عن خلل ما على مستوى صلاحياته الدستورية.

فقد قال بوضوح في حوار مع تلفزيون عربي عشية الانتخابات البرلمانية: "جلالة الملك هو رئيس الحكومة، وقبل ذلك هو رئيس الدولة بنص الدستور، ثم بعد ذلك هو أمير المؤمنين، ثم بعد ذلك هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية وكل الأجهزة التي تحتها، إذن في الحقيقة وحتى نكون واضحين جلالة الملك هو الذي يسيّر المغرب وهو الذي يحكم".

هل فشل بنكيران؟

أوضح عبد الصمد بلكبير، الكاتب والمحلل السياسي والمستشار السابق للوزير الأول عبد الرحمان اليوسفي (يساري) ما بين 2003-2009، أن عبد الإله بنكيران "بالمنطق السياسي الضيق فشل وتنازل عن صلاحياته الدستورية.

غير أن بلكبير استدرك قائلاً "لكن يجب أن نعلم أن ميزان القوة أو ما يعرف بالمخزن، (تيار داخل الدولة يعتمد أسلوب الإدارة العتيقة في الحكم) في الأدبيات السياسية المغربية وهو أقوى من الحزب الحاكم، ولقد فرض على رئيس الحكومة ذلك الخيار، وهو ما يصرح به دائماً".

ويضيف عبد الصمد بلكبير، في حديث لـ"هافينغتون بوست عربي"، أن "الدستور أعطى صلاحيات لرئيس الحكومة، ولكن لا توجد قوة سياسية في الميدان تعكسها وتعبر عنها، ما جعل رئيس الحكومة الحالي، أمام خيارين: الأول أن يكيّف الدستور بحسب ميزان القوة السياسي الفعلي؛ ما يعني أن يتنازل عبد الإله بنكيران، وألا يذهب في تطبيق الدستور إلى نهايته". أما الخيار الثاني الذي يراه المستشار السابق فهو "أن يعاند رئيس الحكومة القوة السياسية الفعلية، ما سيحدث خللاً في المجتمع وداخل الإدارة في البلاد، وهذا لم يكن اختياراً لزعيم حزب العدالة والتنمية منذ اليوم الأول، وإلاّ لكان في صفوف المحتجين يوم 20 فبراير/شباط 2011 (مظاهرات للمطالبة بالإصلاح ضمن الربيع العربي)".

ويخلص المحلل السياسي، إلى أن "الدستور يعطي صلاحيات لرئيس الحكومة أكثر مما يسمح به ميزان القوة الفعلي، ولذلك وقع اختلال يشعر به الجميع".

دستور جديد وسياسة قديمة

ونفس الشيء يراه حسن طارق، أستاذ علم السياسة والقانون الدستوري بجامعة الحسن الأول، في قوله: "لدينا اليوم دستور جديد ومتقدم، لكن مع ثقافة سياسية قديمة تتحكم في تطبيقه وتفعيله وتأويله، مما لا يجعل دائماً من احترام الشرعية الدستورية القاعدة السائدة، ولا يجعل الحياة الدستورية مطابقة دوماً للواقع السياسي".

وينبه أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري، في حديثه لـ"هافينغتون بوست عربي"، إلى أن "صلاحيات رئيس الحكومة الواردة في الوثيقة الدستورية لا تدخل حيز التنفيذ بصورة تلقائية، بل تبقى رهينة بصدور إذنٍ أو إشارة ملكية بتفعيلها، ما يعني، حسب المنطق السياسي لعبد الإله بنكيران، أن دستور 2011 لن يطبق إلا من خلال التوافق مع الملكية".

كما يشير حسن طارق، إلى أن عبد الإله بنكيران، زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم، يعتمد أسساً معينة في تصوره لصلاحياته وعلاقته كرئيس حكومة بالملك، إذ إنها "علاقة غير محدّدة تماماً بالدستور، كما أنها لا تقبل أن تكيّف كما في كل الرئاسيات الثنائية (في الدول التي يوجد بها رئيس دولة ورئيس حكومة وكلاهما له سلطات)، كعلاقة تعايش.

مساعدة في الحكم لا اقتسامه

وقال طارق إن "التكييف الوحيد الذي يدافع عنه بنكيران هو كون العلاقة علاقة تراتبية رئاسية. وبالتالي فوظيفة رئيس الحكومة في منطق بنكيران هي وظيفة المساعدة على الحكم وليس اقتسام جزء منه".

وقال المتخصص في العلوم السياسية "لقد استند عبد الإله بنكيران في خطابه السياسي الخاص، على مرجعيات ثقافة النخبة السياسية المغربية بيسارها ويمينها، ثم تاريخ الحركة الإسلامية المطبوع بعقدة الثقة، إذ ظل بنكيران لسنوات يحلم بورقة من السلطة تعترف بتنظيمه (بعد أن كان حزبه غير معترف به من طرف السلطة)، إضافة إلى قناعاته السياسية التي تشكلت واختمرت في مرحلة مراجعة الشبيبة الإسلامية (حركة محظورة)".

ويرى طارق، أستاذ علم السياسية والقانون الدستوري، أن منطلق تنازل بنكيران عن صلاحياته الدستورية لصالح الملك، يتجلى في أن عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، "يقدر بشكل كبير مركزية ومحورية المؤسسة الملكية في النظام السياسي المغربي، ثم لأن بنكيران شعر بأن جهات عديدة داخل الدولة وداخل مؤسساتها، لا يمكن إلاّ أن تعادي بطبيعتها تجربة قيادة حزب مستقل في الحكومة، ناهيك عن مرجعية هذا الحزب الإسلامية".

كيف نجح رغم تنازله عن صلاحياته؟

استطاع أول رئيس للحكومة في المغرب، أن يرسم ملامح فرادة واختلاف في شكل التعبير السياسي ومضمونه عن سابقيه من الوزراء الأولين.

يقول عبد الصمد بلكبير، الكاتب والمحلل السياسي، والمستشار السابق للوزير الأول عبد الرحمن اليوسفي (يساري)، لـ"هافينغتون بوست عربي": "رئيس الحكومة ظاهرة إعلامية وفاجأ الجميع بهذه الميزة، وبقدرة على التواصل نادرة المثيل، ساعدته على أن لا يترك امتيازاً للمعارضة".

ويعتبر بلكبير أن رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران "بطريقته في التواصل حاول أن يوضح للشعب بأنه يعيش مضايقات من جهة معينة، وصفها بلغة تفهمها الجماهير وهي العفاريت والتماسيح".

"وفي المقابل كان عبد الرحمن اليوسفي" يتابع المتحدث، "وهو يقود حكومة التناوب يعيش نفس الوضعية على مستوى المضايقات، لكن لم يستطع أن يترجمها للشعب والجماهير".

وبالتالي فالخطاب السياسي لرئيس الحكومة "رفع من شعبيته رغم قراراته القاسية، وهي حالة نادرة سياسياً حتى على المستوى العالمي"، حسبماً يرى عبد الصمد بلكبير.

تواصل أم شعبوية؟

بدوره، يرى إدريس عيساوي، المحلل السياسي والخبير في التواصل والإعلام، أن رئيس الحكومة "وضع لنفسه مخططاً تواصلياً محكماً، إذ إنه خرج من عزلة رئاسة الحكومة ليخاطب الشعب، معتمداً في ذلك على لغة جديدة، غير معهودة عموماً في سابقيه من وزراء أولين (قبل تحويل المنصب لرئيس حكومة)".

وأضاف عيساوي، في حديث لـ"هافينغتون بوست عربي"، أن أسلوب التواصل السياسي الذي يسميه خصوم رئيس الحكومة بـ"الشعبوي"، أكسب بنكيران جمهوراً جديداً.

وقال المتخصص في التواصل إن بنكيران "فتح بهذا الأسلوب التواصلي مجالاً كبيراً لمنصب ولمؤسسة رئاسة الحكومة، فمثلاً كل ما كان يقال في الكواليس بدأ بنكيران يقوله جهراً ما جعل منصب رئيس الحكومة بارزاً وله تفاعل كبير".

ويشدد إدريس عيساوي، على أن "ما قام به بنكيران على المستوى التواصلي شيء جيد لمؤسسة رئاسة الحكومة، فهو الأمر نفسه الموجود في الديمقراطيات العريقة؛ أي أن يخرج رئيس الحكومة للرأي العام ليدعم برامجه وإصلاحاته ومبادراته".

وخلص المحلل السياسي والخبير في التواصل والإعلام، إلى أن "المغاربة لهم اليوم تجربة في التواصل لرئيس الحكومة، وعلى من سيأتي بعد بنكيران أن يدلي بأسلوبه لكن بنفس المنطق، إن على مستوى البرلمان أو في التجمعات أو على مستوى التواصل الاجتماعي".

جاء من حزب إسلامي التوجه، وهو أول رئيس حكومة في تاريخ المغرب  فمنذ الاستقلال إلى اليوم، عرفت البلاد ستة دساتير أولها سنة 1962 وآخرها دستور عام 2011، الذي حول منصب الوزير الأول لرئيس حكومة ووسع صلاحياته وسلطاته.

التغيير لم يكن في المسمى فقط، بل شمل تغييراً في السلطات الدستورية والأدوار التي أنيطت بمؤسسة رئاسة الحكومة، وطبيعة العلاقة التي أضحت تحكمها بباقي المؤسسات الدستورية والأجهزة الإدارية.

ولكن رغم هذا التغيير يَتَّهم الكثيرون عبد الإله بنكيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية وأول رئيس حكومة في الحياة السياسية والدستورية المغربية أنه تنازل أو لم يستخدم السلطات التي منحها له الدستور.


رئيس الحكومة هو الملك

عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة وزعيم حزب العدالة والتنمية، بحسب تصريحاته السابقة وحواراته الأخيرة أيضاً، يكشف عن خلل ما على مستوى صلاحياته الدستورية.

فقد قال بوضوح في حوار مع تلفزيون عربي عشية الانتخابات البرلمانية: "جلالة الملك هو رئيس الحكومة، وقبل ذلك هو رئيس الدولة بنص الدستور، ثم بعد ذلك هو أمير المؤمنين، ثم بعد ذلك هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية وكل الأجهزة التي تحتها، إذن في الحقيقة وحتى نكون واضحين جلالة الملك هو الذي يسيّر المغرب وهو الذي يحكم".

هل فشل بنكيران؟

أوضح عبد الصمد بلكبير، الكاتب والمحلل السياسي والمستشار السابق للوزير الأول عبد الرحمان اليوسفي (يساري) ما بين 2003-2009، أن عبد الإله بنكيران "بالمنطق السياسي الضيق فشل وتنازل عن صلاحياته الدستورية.

غير أن بلكبير استدرك قائلاً "لكن يجب أن نعلم أن ميزان القوة أو ما يعرف بالمخزن، (تيار داخل الدولة يعتمد أسلوب الإدارة العتيقة في الحكم) في الأدبيات السياسية المغربية وهو أقوى من الحزب الحاكم، ولقد فرض على رئيس الحكومة ذلك الخيار، وهو ما يصرح به دائماً".

ويضيف عبد الصمد بلكبير، في حديث لـ"هافينغتون بوست عربي"، أن "الدستور أعطى صلاحيات لرئيس الحكومة، ولكن لا توجد قوة سياسية في الميدان تعكسها وتعبر عنها، ما جعل رئيس الحكومة الحالي، أمام خيارين: الأول أن يكيّف الدستور بحسب ميزان القوة السياسي الفعلي؛ ما يعني أن يتنازل عبد الإله بنكيران، وألا يذهب في تطبيق الدستور إلى نهايته". أما الخيار الثاني الذي يراه المستشار السابق فهو "أن يعاند رئيس الحكومة القوة السياسية الفعلية، ما سيحدث خللاً في المجتمع وداخل الإدارة في البلاد، وهذا لم يكن اختياراً لزعيم حزب العدالة والتنمية منذ اليوم الأول، وإلاّ لكان في صفوف المحتجين يوم 20 فبراير/شباط 2011 (مظاهرات للمطالبة بالإصلاح ضمن الربيع العربي)".

ويخلص المحلل السياسي، إلى أن "الدستور يعطي صلاحيات لرئيس الحكومة أكثر مما يسمح به ميزان القوة الفعلي، ولذلك وقع اختلال يشعر به الجميع".

دستور جديد وسياسة قديمة

ونفس الشيء يراه حسن طارق، أستاذ علم السياسة والقانون الدستوري بجامعة الحسن الأول، في قوله: "لدينا اليوم دستور جديد ومتقدم، لكن مع ثقافة سياسية قديمة تتحكم في تطبيقه وتفعيله وتأويله، مما لا يجعل دائماً من احترام الشرعية الدستورية القاعدة السائدة، ولا يجعل الحياة الدستورية مطابقة دوماً للواقع السياسي".

وينبه أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري، في حديثه لـ"هافينغتون بوست عربي"، إلى أن "صلاحيات رئيس الحكومة الواردة في الوثيقة الدستورية لا تدخل حيز التنفيذ بصورة تلقائية، بل تبقى رهينة بصدور إذنٍ أو إشارة ملكية بتفعيلها، ما يعني، حسب المنطق السياسي لعبد الإله بنكيران، أن دستور 2011 لن يطبق إلا من خلال التوافق مع الملكية".

كما يشير حسن طارق، إلى أن عبد الإله بنكيران، زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم، يعتمد أسساً معينة في تصوره لصلاحياته وعلاقته كرئيس حكومة بالملك، إذ إنها "علاقة غير محدّدة تماماً بالدستور، كما أنها لا تقبل أن تكيّف كما في كل الرئاسيات الثنائية (في الدول التي يوجد بها رئيس دولة ورئيس حكومة وكلاهما له سلطات)، كعلاقة تعايش.

مساعدة في الحكم لا اقتسامه

وقال طارق إن "التكييف الوحيد الذي يدافع عنه بنكيران هو كون العلاقة علاقة تراتبية رئاسية. وبالتالي فوظيفة رئيس الحكومة في منطق بنكيران هي وظيفة المساعدة على الحكم وليس اقتسام جزء منه".

وقال المتخصص في العلوم السياسية "لقد استند عبد الإله بنكيران في خطابه السياسي الخاص، على مرجعيات ثقافة النخبة السياسية المغربية بيسارها ويمينها، ثم تاريخ الحركة الإسلامية المطبوع بعقدة الثقة، إذ ظل بنكيران لسنوات يحلم بورقة من السلطة تعترف بتنظيمه (بعد أن كان حزبه غير معترف به من طرف السلطة)، إضافة إلى قناعاته السياسية التي تشكلت واختمرت في مرحلة مراجعة الشبيبة الإسلامية (حركة محظورة)".

ويرى طارق، أستاذ علم السياسية والقانون الدستوري، أن منطلق تنازل بنكيران عن صلاحياته الدستورية لصالح الملك، يتجلى في أن عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، "يقدر بشكل كبير مركزية ومحورية المؤسسة الملكية في النظام السياسي المغربي، ثم لأن بنكيران شعر بأن جهات عديدة داخل الدولة وداخل مؤسساتها، لا يمكن إلاّ أن تعادي بطبيعتها تجربة قيادة حزب مستقل في الحكومة، ناهيك عن مرجعية هذا الحزب الإسلامية".

كيف نجح رغم تنازله عن صلاحياته؟

استطاع أول رئيس للحكومة في المغرب، أن يرسم ملامح فرادة واختلاف في شكل التعبير السياسي ومضمونه عن سابقيه من الوزراء الأولين.

يقول عبد الصمد بلكبير، الكاتب والمحلل السياسي، والمستشار السابق للوزير الأول عبد الرحمن اليوسفي (يساري)، لـ"هافينغتون بوست عربي": "رئيس الحكومة ظاهرة إعلامية وفاجأ الجميع بهذه الميزة، وبقدرة على التواصل نادرة المثيل، ساعدته على أن لا يترك امتيازاً للمعارضة".

ويعتبر بلكبير أن رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران "بطريقته في التواصل حاول أن يوضح للشعب بأنه يعيش مضايقات من جهة معينة، وصفها بلغة تفهمها الجماهير وهي العفاريت والتماسيح".

"وفي المقابل كان عبد الرحمن اليوسفي" يتابع المتحدث، "وهو يقود حكومة التناوب يعيش نفس الوضعية على مستوى المضايقات، لكن لم يستطع أن يترجمها للشعب والجماهير".

وبالتالي فالخطاب السياسي لرئيس الحكومة "رفع من شعبيته رغم قراراته القاسية، وهي حالة نادرة سياسياً حتى على المستوى العالمي"، حسبماً يرى عبد الصمد بلكبير.

تواصل أم شعبوية؟

بدوره، يرى إدريس عيساوي، المحلل السياسي والخبير في التواصل والإعلام، أن رئيس الحكومة "وضع لنفسه مخططاً تواصلياً محكماً، إذ إنه خرج من عزلة رئاسة الحكومة ليخاطب الشعب، معتمداً في ذلك على لغة جديدة، غير معهودة عموماً في سابقيه من وزراء أولين (قبل تحويل المنصب لرئيس حكومة)".

وأضاف عيساوي، في حديث لـ"هافينغتون بوست عربي"، أن أسلوب التواصل السياسي الذي يسميه خصوم رئيس الحكومة بـ"الشعبوي"، أكسب بنكيران جمهوراً جديداً.

وقال المتخصص في التواصل إن بنكيران "فتح بهذا الأسلوب التواصلي مجالاً كبيراً لمنصب ولمؤسسة رئاسة الحكومة، فمثلاً كل ما كان يقال في الكواليس بدأ بنكيران يقوله جهراً ما جعل منصب رئيس الحكومة بارزاً وله تفاعل كبير".

ويشدد إدريس عيساوي، على أن "ما قام به بنكيران على المستوى التواصلي شيء جيد لمؤسسة رئاسة الحكومة، فهو الأمر نفسه الموجود في الديمقراطيات العريقة؛ أي أن يخرج رئيس الحكومة للرأي العام ليدعم برامجه وإصلاحاته ومبادراته".

وخلص المحلل السياسي والخبير في التواصل والإعلام، إلى أن "المغاربة لهم اليوم تجربة في التواصل لرئيس الحكومة، وعلى من سيأتي بعد بنكيران أن يدلي بأسلوبه لكن بنفس المنطق، إن على مستوى البرلمان أو في التجمعات أو على مستوى التواصل الاجتماعي".


ملصقات


اقرأ أيضاً
فشل ملتمس الرقابة يبعد بين “الكتاب” و”الوردة”
بعدما سبق لهما أن عقد جلسات من أجل التقارب، يظهر أن قضية ملتمس الرقابة، وما ارتبط بها من اتهامات واتهامات مضادة تهدد بتعميق الخلافات بين كل حزب الاتحاد الاشتراكي وحزب التقدم والاشتراكية. فقد رد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، اليوم في لقاء لمنتخبي حزبه بالرباط، على تصريحات سابقة لادريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، وهي تصريحات مرتبطة بتداعيات انسحاب حزب "الوردة" من مبادرة ملتمس الرقابة. بنعبد الله بدا غاضبا تجاه تصريحات ادريس لشكر، ودعاه إلى توقير حزب "الكتاب"، لكنه تحدث مجددا عن ممارسات وصفها بالدنيئة والبئيسة في قضية إفشال ملتمس الرقابة. وقال إن المستقبل سيكشف كل التفاصيل المرتبطة بهذا الملف الذي أعاد تسليط الضوء على هشاشة المعارضة البرلمانية. ودافع نبيل بنعبد الله عن أداء فريق "الكتاب" في مجلس النواب، لكنه أورد بأنه من المشاكل الكبيرة التي يعيشها مجلس النواب هو أن ليس هناك معارضة. وتحدث عن معارضات، في إشارة إلى التباعد في المسارات والخلفيات بين مكوناتها، ومنها حزب العدالة والتنمية ذو المرجعية المحافظة، وحزب الحركة الشعبية، ويضم أعيان العالم القروي، خاصة في المناطق الأمازيغية. وقال إن حزبه وسط هذا الوضع يغلب المصلحة الحزبية والحسابات السياسية الضيقة والدنية والبئيسة، في إشارة إلى حزب الاتحاد الاشتراكي وملتمس الرقابة. واعتبر بأنه تم إفشال الملتمس لخدمة أهداف غير معلنة، قبل أن يضيف بأن هناك من يفكر في المصلحة العامة، ولكن هناك من له خطاب وخلف الستار له حسابات أخرى، ويبحث فقط على أن يضغط وأن يؤثر وأن يموقع نفسه في المستقبل. وكان الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي، ادريس لشكر، قد قال، في تصريحات سابقة، إن حزب التقدم والاشتراكية حاول أن يشيطن حزب "الوردة" في قضية ملتمس الرقابة، وذكر بأن حزب "الكتاب" كان يعترض على أي مبادرة يقوم بها الاتحاد الاشتراكي نظرا لعلاقته المشبوهة بحزب العدالة والتنمية.
سياسة

اتفاقية بين المغرب و”L3Harris” الأمريكية لتحديث أسطول طائرات “C-130”
أطلق المغرب برنامجا لتحديث طائرات النقل من طراز سي-130، مما يعزز قدراته في النقل الجوي العسكري. وفي حفل أقيم أمس الجمعة بنادي الضباط بالرباط، وقعت إدارة الدفاع الوطني المغربية والشركة الأمريكية "L3Harris Technologies" اتفاقية لتنفيذ صفقة التحديث.ويهدف البرنامج، الذي أعلنت عنه القوات المسلحة الملكية عبر منشور على فيسبوك، إلى تحديث أسطول طائرات C-130 المخصص لنقل البضائع والدعم اللوجستي. ووصفت القائمة بالأعمال في السفارة الأمريكية بالمغرب، إيمي كوترونا، توقيع الاتفاقية بأنها "لحظة حاسمة" في التعاون الثنائي. وستتولى شركة "L3Harris Technologies"، المتخصصة في تقنيات الدفاع والفضاء والأمن، عملية التحديث وفقًا لأعلى المعايير الدولية في جودة وصيانة الطيران. ويؤكد هذا التعاون على الشراكة المتنامية بين الولايات المتحدة والمغرب في قطاع الدفاع.تُعرف طائرة سي-130، وهي طائرة نقل عسكرية رباعية المحركات ، من إنتاج شركة لوكهيد مارتن، بمتانتها وتعدد استخداماتها. وتُستخدم في مجموعة واسعة من المهام، بما في ذلك نقل القوات والعتاد، وعمليات الإنزال الجوي، وإعادة الإمداد، والمهام الإنسانية، والإجلاء الطبي، ومكافحة الحرائق.
سياسة

دخول سياسي ساخن ينتظر حكومة أخنوش
دخول سياسي في شتنبر القادم يرتقب أن يكون ساخن في مشهد مغربي لم يعد يفصله عن موعد الانتخابات القادمة سوى عام واحد. فقد دعا نبيل بنعبد الله، أمين عام حزب التقدم والاشتراكية، في لقاء تواصلي لمنتخبي هذا الحزب، إلى تحويل الزخم السياسي لأربع سنوات من معارضة الحكومة الحالية إلى "قوة ضاربة". ودعا منتخبي حزب "الكتاب" إلى مضاعفة المجهودات والتواصل أكثر مع المواطنين ابتداء من شتنبر القادم. وقال، في هذا اللقاء الذي احتضنه المقر المركزي للحزب بالرباط، إن هناك انتظارات وطموحات وخيبة أمل كبيرة في مختلف مناطق المغرب، في إشارة إلى حصيلة الحكومة الحالية. "لا أعتقد أن هناك من يعبر عن رضاه من سنوات الفشل والإخفاق والضعف الديمقراطي البين والفشل الاقتصادي والاجتماعي المنطق بالكذب والبهتان"، يضيف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وهو يوضح الصورة أمام منتخبي حزبه، قبل أن يلمح إلى أن السعي نحو تغيير بعض القوانين الانتخابية، وتنظيم انتخابات أقرب ما يمكن الى النزاهة والتنافس الديموقراطي الشريف، وبمشاركة واسعة للمواطنين قد تغير الخريطة في المحطة القادمة.
سياسة

تغييرات مرتقبة في تشكيلة مجلس “الكوركاس”
تشير مصادر مطلعة إلى وجود احتمال إجراء تغييرات هامة في تركيبة المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية (الكوركاس)، تشمل إعادة هيكلة شاملة تهدف إلى إدماج طاقات شبابية في عضويته، بالإضافة إلى تعديل محتمل على مستوى رئاسة المجلس ونواب الرئيس خلال الأشهر المقبلة. وفي سابقة تُعدّ خطوة نوعية، من المتوقع أن تشهد التشكيلة الجديدة تمثيلاً نسائياً بارزاً، بحيث يتجاوز عدد النساء ثلث أعضاء المجلس، في إطار تعزيز حضور المرأة الصحراوية في المؤسسات الاستشارية والتمثيلية، بما يتماشى مع التوجهات الوطنية الرامية إلى تحقيق المناصفة وتكافؤ الفرص. وتأتي هذه التحركات في سياق دينامية وطنية متجددة تهدف إلى إضفاء نفس جديد على المؤسسات ذات الطابع التمثيلي والاستشاري، لا سيما في القضايا ذات الحساسية الاستراتيجية وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية. كما تسعى الهيكلة الجديدة إلى تبني مقاربة أكثر شمولية وتمثيلية تأخذ بعين الاعتبار التحولات التي تعرفها الأقاليم الجنوبية، مع فتح المجال أمام نخب شبابية فعالة لها حضور ميداني وتأطيري في المجتمع المدني والسياسي.وينص الظهير على أن المجلس يتكون من رئيس وأعضاء يعينهم جلالة الملك من بين الفاعلين في المجالات السياسية. والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقبائل الصحراوية، بالإضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني. كما تنص المادة الرابعة من نفس الظهير على أن: "يعين الملك رئيس المجلس، وله أن يعين نائبا أو أكثر للرئيس من بين أعضاء المجلس."
سياسة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 05 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة