الجمعة 03 مايو 2024, 17:40

ثقافة-وفن

المراكشيون.. بين حمار نيكولا كايدج ودراجة توم كروز


كشـ24 نشر في: 20 أكتوبر 2016

عض المراكشيين، المعروفين بحس الضحك والفكاهة، وجدوا في مشهد تجول نيكولاس كايدج، في مراكش، على ظهر حمار، خلال تصوير مشاهد من دوره في فيلم "جيش في واحد"، فرصة للضحك والفكاهة عند مقارنته بمواطنه توم كروز، في فيلم "مهمة مستحيلة: أمة منشقة" لمؤلفه ومخرجه كريستوفر ماكويري، الذي صورت بعض مشاهده في مراكش؛ حيث ظهر، في معظم مشاهد الفيلم، إما محافظًا على توازنه فوق طائرة محلقة، أو راكبًا سيارات ودراجات نارية تطير أكثر أو تسير على الطرق السيارة.

توزع تصوير معظم مشاهد "مهمة مستحيلة: أمة منشقة"، الذي هو حركة وجاسوسية وإثارة، في المغرب، بين نواحي مراكش وأحياء الرباط والدار البيضاء، فضلًا عن الطريق السيار الرابط بين مراكش وأكادير، الذي أغلق 14 يومًا لاستكمال التصوير.
 
مفارقات سينمائية.. في المدينة الحمراء!

أغرت المدينة الحمراء صناع السينما، منذ عقود، حتى باتوا يرون فيها فضاءً ملائمًا لتصوير مشاهد من أفلامهم، التي تتناول بعض قضايا وحروب الشرق الأوسط أو قصص الجاسوسية، التي رافقت الحرب الباردة، قبل أن تتواصل، إلى اليوم، رغم سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي، لكن، بطقوس وتقنيات أخرى.

يمكن القول إن توالي تصوير الأفلام السينمائية في مراكش، قد جعل كثيرًا من المراكشيين يغادرون بيوتهم والمقاهي، بين الحين والآخر، للتفرج على ذوي الانفجارات ولعلعة الرصاص ومشاهدة "الجثث" على الطبيعة، بعدما اعتادوا التسمر أمام شاشات الفضائيات، لمتابعة مباريات "الكالشيو" الإيطالي و"الليغا" الإسبانية، ومشاهدة أخبار الدم والدمار، مع الاستماع إلى آراء "الخبراء الاستراتيجيين"، الذين يفهمون في كل شيء، ابتداءً من دمار سوريا وفوضى ليبيا، مرورًا بـ "صراع" ميسي ورونالدو، و"عضة" سواريز، و"نطحة" زيدان، وصولًا إلى لغز سرقة مجوهرات كارداشيان، و"جنون" صدر باميلا أندرسون، فضلًا عن وجهات نظر الجنرالات المتقاعدين، الذين خاض معظمهم حروبًا فاشلة، قبل أن يُطلبوا، للتعليق على نزاعات وحروب لم يعد يُعرف من الغالب فيها ومن المغلوب.

ومن حسن الحظ أن مشاهد الأفلام العالمية، وخصوصًا الأميركية منها، والتي صار المراكشيون يشاهدونها طازجة، على الطبيعة، قبل أن تصلهم مضغوطة ومقرصنة في أقراص العشرة دراهم (دولار واحد)، هي، في الأول، وفي الأخير، مجرد تمثيل في تمثيل، رغم كل مشاهد الدمار والقصف، التي تحول بعض ساحات وأحياء المدينة إلى نُسخ موقتة من ساحات وأحياء مدن لبنان والعراق وباكستان وأفغانستان والصومال. لكنها، أفلام تعطي "بهجاوة" فرصة الاستمتاع بما يحيط بصناعة الأفلام العالمية من بريق، والإمكانات الهائلة، التي توظف لإنتاجها، فضلًا عن أنها تغذي فضولًا جميلًا نحو نجوم الفن السابع.

يبقى من الطريف، حقًا، أن تتحول أحياء المْحاميد، مثلًا، إلى ساحة حرب وصراع بين الأميركيين والسوفيات، بدلًا من قفار أفغانستان، وأن يتم تصوير جزء من فيلم سينمائي في مراكش المغربية، متضمنًا مشاهد تتناول الجدار العازل، الذي أقامته إسرائيل على أرض فلسطين؛ وأن يتحول قصر البديع التاريخي إلى فضاء لتصوير مشاهد من أفلام عن الإرهاب، بينها فيلم "اعتقال سري" (2007) لمخرجه غافن هود، وبطولة ريس ويثرسبورن وجاك غيلنهال وميريل ستريب وعمر متولي؛ وأن تتحول أحياء مراكشية إلى حارات صومالية؛ وأن تتم الاستعانة بالكومبارس المغاربة للتأثيث لبعض الأحداث والمشاهد، بمقابل مادي قد لا يتعدى مائتي درهم (25 دولارًا) في فيلم سينمائي يتقاضى فيه البطل (الأميركي، طبعًا) أجرًا قد يتعدى ثلاثين مليون دولار!.
 
هوليوود أفريقيا

لن يكون فيلم "جيش من واحد" الأول ولا الأخير في قائمة الأفلام التي يتم تصويرها في المغرب، بشكل عام، ومراكش، بشكل خاص.

ويعود إقبال كبار المنتجين والمخرجين على الفضاءات المغربية لتصوير أفلامهم إلى بدايات القرن الماضي. وتأتي ورزازات، التي تلقب بـ "هوليوود أفريقيا"، على رأس المدن المغربية، التي احتضنت تصوير أكثر الأعمال السينمائية، متبوعة بطنجة ومراكش والدار البيضاء. 

النجمة الأميركية ريبيكا فيرغيسون في مشهد من فيلم "مهمة مستحيلة: أمة منشقة"، في ضواحي مراكش

يعود بدء التصوير في ورزازات تحديدًا إلى عشرينيات القرن الماضي، حين صورت أفلام "الدم" (1922) للفرنسي لويتز مورا؛ و"إن شاء الله" (1922) للفرنسي فرانز توسان؛ و"عندما تعود السنونو إلى أعشاشها" (1927) للألماني جيمس بوير؛ و"في ظل الحريم"(1928) للفرنسيين ليون ماتوت وأندري ليابل.
 
شاي في الصحراء

من أبرز الأفلام التي صورت، في العقود الأخيرة، في مختلف مناطق المغرب، وحققت صدى عالميًا، سواء على مستوى متعة المشاهدة واعتراف النقاد أو حجم الإيرادات، نذكر "آخر رغبات المسيح" (1987)، لمارتن سكورسيزي؛ و"شاي في الصحراء"(1989) لبرناندو برتولوتشي؛ و"كوندون" (1996) لمارتن سكورسيزي؛ و"المصارع" (2000) لريدلي سكوت؛ و"سقوط الصقر الأسود" (2001) لريدلي سكوت؛ و"لعبة التجسس" (2001) لتوني سكوت؛ و"هوية بورن" (2002) لدوج ليمان؛ و"الإسكندر" (2004) لأوليفر ستون؛ و"طروادة" (2004) لولفجانج بيتيرسن؛ و"مملكة السماء" (2005) لريدلي سكوت؛ و"المومياء" (2005) لستيفن سومارز؛ و"بابل" (2006) لأليخاندرو غونزالس إناريتو؛ و"اعتقال سري" (2007) لمخرجه غافن هود؛ و"أمير فارس: رمال الزمن" (2010) لمايك نيويل؛ و"القناص الأميركي" (2014) لكلينت إيستوود؛ و"روك القصبة" (2014) لباري ليفنسون؛ و"ملكة الصحراء" (2014) لورنر هيرزوغ؛ و"مهمة مستحيلة: أمة منشقة" (2015) لكريستوفر ماكويري.
 
مؤهلات طبيعية وبشرية

استثمارًا للمكتسبات الجغرافية والمؤهلات البشرية للمغرب، ووعيًا منها بالانعكاسات الإيجابية التي يمكن أن تنتج من تصوير الأفلام، سواء على مستوى الاقتصاد الوطني، بشكل عام، أو خلق فرص الشغل والتكوين المهني للفنيين والتقنيين المغاربة، بشكل خاص، عمدت الحكومة المغربية، بمبادرة من المركز السينمائي المغربي، إلى اتخاذ جملة من التدابير لمصلحة المنتجين الأجانب، تشمل مساهمة جميع القوات الرسمية للدولة، بما فيها القوات المسلحة الملكية وقوات الطيران والقوات البحرية الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني في تصوير الأفلام، وتسهيل إجراءات الاستيراد الموقت للأسلحة والذخيرة الضرورية لتصوير الأفلام، والحصول على تخفيضات من طرف الخطوط الملكية المغربية لتنقل الأشخاص والأمتعة، وتحديد أسعار رمزية للتصوير في الفضاءات والآثار التاريخية، والإعفاء من الضريبة على القيمة المضافة على جميع الممتلكات، وكذا الخدمات التي تتم في المغرب، وتبسيط المسطرة الخاصة بالجمارك، سواء عند استيراد معدات التصوير أو عند تصديرها، وخلق مصالح داخل المركز السينمائي المغربي تشرف على تسهيل الإجراءات الإدارية وتسهيل الاتصال بالمصالح والسلطات المعنية بالتصوير.
 
تعزيز إشعاع وجاذبية المغرب
لا تمكن الإنتاجات السينمائية الضخمة من تحريك عجلة الاقتصاد المغربي، فحسب، بل تساهم في تعزيز إشعاع وجاذبية صورة المغرب على الصعيد الدولي، الشيء الذي يساهم في استقطاب المزيد من الإنتاجات العالمية، من دون إغفال الإيجابيات التسويقية التي يمكن جنيها من توافد مخرجين وممثلين عالميين من حجم ريدلي سكوت ومارتن سكورسيزي وأوليفر ستون وبراد بيت وتوم كروز وراسل كرو ونيكول كيدمان وتوم هانكس وكلينت إيستوود وشارون ستون ونيكولاس كايدج، خاصة في ما يتعلق بدعم وجهة المغرب السياحية، وتأكيد ما يعيشه من أمن واستقرار.

ومن أجل دعم هذا القطاع ومرافقة الدينامية التي يعرفها، عمد العديد من المستثمرين، المغاربة والأجانب، إلى تشييد استوديوهات للتصوير مجهزة بأحدث المعدات في كل من الدار البيضاء وورزازات (استوديو أطلس، استوديو كان زمان، استوديو سينيدينا، استوديو إستر أندروميدا). 

كما إن الاهتمام الذي توليه أعلى سلطة في البلاد لقطاع السينما، يحث السلطات العمومية، وكذا المهنيين والفنانين، من أجل العمل على تحقيق هذه الرغبة الأكيدة والمشتركة، المتمثلة في ازدهار صناعة سينمائية حقيقية في المغرب. كما يساهم عدد من المهرجانات والتظاهرات السينمائية، ذات البعد القاري والعالمي، في دعم توجهات المغرب، خاصة في ما يتعلق باستقطاب كبار المنتجين العالميين لتصوير إنتاجاتهم، بشكل يفتح باب التواصل واللقاء ويعزز جو الثقة في وجهة المغرب.

عض المراكشيين، المعروفين بحس الضحك والفكاهة، وجدوا في مشهد تجول نيكولاس كايدج، في مراكش، على ظهر حمار، خلال تصوير مشاهد من دوره في فيلم "جيش في واحد"، فرصة للضحك والفكاهة عند مقارنته بمواطنه توم كروز، في فيلم "مهمة مستحيلة: أمة منشقة" لمؤلفه ومخرجه كريستوفر ماكويري، الذي صورت بعض مشاهده في مراكش؛ حيث ظهر، في معظم مشاهد الفيلم، إما محافظًا على توازنه فوق طائرة محلقة، أو راكبًا سيارات ودراجات نارية تطير أكثر أو تسير على الطرق السيارة.

توزع تصوير معظم مشاهد "مهمة مستحيلة: أمة منشقة"، الذي هو حركة وجاسوسية وإثارة، في المغرب، بين نواحي مراكش وأحياء الرباط والدار البيضاء، فضلًا عن الطريق السيار الرابط بين مراكش وأكادير، الذي أغلق 14 يومًا لاستكمال التصوير.
 
مفارقات سينمائية.. في المدينة الحمراء!

أغرت المدينة الحمراء صناع السينما، منذ عقود، حتى باتوا يرون فيها فضاءً ملائمًا لتصوير مشاهد من أفلامهم، التي تتناول بعض قضايا وحروب الشرق الأوسط أو قصص الجاسوسية، التي رافقت الحرب الباردة، قبل أن تتواصل، إلى اليوم، رغم سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفياتي، لكن، بطقوس وتقنيات أخرى.

يمكن القول إن توالي تصوير الأفلام السينمائية في مراكش، قد جعل كثيرًا من المراكشيين يغادرون بيوتهم والمقاهي، بين الحين والآخر، للتفرج على ذوي الانفجارات ولعلعة الرصاص ومشاهدة "الجثث" على الطبيعة، بعدما اعتادوا التسمر أمام شاشات الفضائيات، لمتابعة مباريات "الكالشيو" الإيطالي و"الليغا" الإسبانية، ومشاهدة أخبار الدم والدمار، مع الاستماع إلى آراء "الخبراء الاستراتيجيين"، الذين يفهمون في كل شيء، ابتداءً من دمار سوريا وفوضى ليبيا، مرورًا بـ "صراع" ميسي ورونالدو، و"عضة" سواريز، و"نطحة" زيدان، وصولًا إلى لغز سرقة مجوهرات كارداشيان، و"جنون" صدر باميلا أندرسون، فضلًا عن وجهات نظر الجنرالات المتقاعدين، الذين خاض معظمهم حروبًا فاشلة، قبل أن يُطلبوا، للتعليق على نزاعات وحروب لم يعد يُعرف من الغالب فيها ومن المغلوب.

ومن حسن الحظ أن مشاهد الأفلام العالمية، وخصوصًا الأميركية منها، والتي صار المراكشيون يشاهدونها طازجة، على الطبيعة، قبل أن تصلهم مضغوطة ومقرصنة في أقراص العشرة دراهم (دولار واحد)، هي، في الأول، وفي الأخير، مجرد تمثيل في تمثيل، رغم كل مشاهد الدمار والقصف، التي تحول بعض ساحات وأحياء المدينة إلى نُسخ موقتة من ساحات وأحياء مدن لبنان والعراق وباكستان وأفغانستان والصومال. لكنها، أفلام تعطي "بهجاوة" فرصة الاستمتاع بما يحيط بصناعة الأفلام العالمية من بريق، والإمكانات الهائلة، التي توظف لإنتاجها، فضلًا عن أنها تغذي فضولًا جميلًا نحو نجوم الفن السابع.

يبقى من الطريف، حقًا، أن تتحول أحياء المْحاميد، مثلًا، إلى ساحة حرب وصراع بين الأميركيين والسوفيات، بدلًا من قفار أفغانستان، وأن يتم تصوير جزء من فيلم سينمائي في مراكش المغربية، متضمنًا مشاهد تتناول الجدار العازل، الذي أقامته إسرائيل على أرض فلسطين؛ وأن يتحول قصر البديع التاريخي إلى فضاء لتصوير مشاهد من أفلام عن الإرهاب، بينها فيلم "اعتقال سري" (2007) لمخرجه غافن هود، وبطولة ريس ويثرسبورن وجاك غيلنهال وميريل ستريب وعمر متولي؛ وأن تتحول أحياء مراكشية إلى حارات صومالية؛ وأن تتم الاستعانة بالكومبارس المغاربة للتأثيث لبعض الأحداث والمشاهد، بمقابل مادي قد لا يتعدى مائتي درهم (25 دولارًا) في فيلم سينمائي يتقاضى فيه البطل (الأميركي، طبعًا) أجرًا قد يتعدى ثلاثين مليون دولار!.
 
هوليوود أفريقيا

لن يكون فيلم "جيش من واحد" الأول ولا الأخير في قائمة الأفلام التي يتم تصويرها في المغرب، بشكل عام، ومراكش، بشكل خاص.

ويعود إقبال كبار المنتجين والمخرجين على الفضاءات المغربية لتصوير أفلامهم إلى بدايات القرن الماضي. وتأتي ورزازات، التي تلقب بـ "هوليوود أفريقيا"، على رأس المدن المغربية، التي احتضنت تصوير أكثر الأعمال السينمائية، متبوعة بطنجة ومراكش والدار البيضاء. 

النجمة الأميركية ريبيكا فيرغيسون في مشهد من فيلم "مهمة مستحيلة: أمة منشقة"، في ضواحي مراكش

يعود بدء التصوير في ورزازات تحديدًا إلى عشرينيات القرن الماضي، حين صورت أفلام "الدم" (1922) للفرنسي لويتز مورا؛ و"إن شاء الله" (1922) للفرنسي فرانز توسان؛ و"عندما تعود السنونو إلى أعشاشها" (1927) للألماني جيمس بوير؛ و"في ظل الحريم"(1928) للفرنسيين ليون ماتوت وأندري ليابل.
 
شاي في الصحراء

من أبرز الأفلام التي صورت، في العقود الأخيرة، في مختلف مناطق المغرب، وحققت صدى عالميًا، سواء على مستوى متعة المشاهدة واعتراف النقاد أو حجم الإيرادات، نذكر "آخر رغبات المسيح" (1987)، لمارتن سكورسيزي؛ و"شاي في الصحراء"(1989) لبرناندو برتولوتشي؛ و"كوندون" (1996) لمارتن سكورسيزي؛ و"المصارع" (2000) لريدلي سكوت؛ و"سقوط الصقر الأسود" (2001) لريدلي سكوت؛ و"لعبة التجسس" (2001) لتوني سكوت؛ و"هوية بورن" (2002) لدوج ليمان؛ و"الإسكندر" (2004) لأوليفر ستون؛ و"طروادة" (2004) لولفجانج بيتيرسن؛ و"مملكة السماء" (2005) لريدلي سكوت؛ و"المومياء" (2005) لستيفن سومارز؛ و"بابل" (2006) لأليخاندرو غونزالس إناريتو؛ و"اعتقال سري" (2007) لمخرجه غافن هود؛ و"أمير فارس: رمال الزمن" (2010) لمايك نيويل؛ و"القناص الأميركي" (2014) لكلينت إيستوود؛ و"روك القصبة" (2014) لباري ليفنسون؛ و"ملكة الصحراء" (2014) لورنر هيرزوغ؛ و"مهمة مستحيلة: أمة منشقة" (2015) لكريستوفر ماكويري.
 
مؤهلات طبيعية وبشرية

استثمارًا للمكتسبات الجغرافية والمؤهلات البشرية للمغرب، ووعيًا منها بالانعكاسات الإيجابية التي يمكن أن تنتج من تصوير الأفلام، سواء على مستوى الاقتصاد الوطني، بشكل عام، أو خلق فرص الشغل والتكوين المهني للفنيين والتقنيين المغاربة، بشكل خاص، عمدت الحكومة المغربية، بمبادرة من المركز السينمائي المغربي، إلى اتخاذ جملة من التدابير لمصلحة المنتجين الأجانب، تشمل مساهمة جميع القوات الرسمية للدولة، بما فيها القوات المسلحة الملكية وقوات الطيران والقوات البحرية الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني في تصوير الأفلام، وتسهيل إجراءات الاستيراد الموقت للأسلحة والذخيرة الضرورية لتصوير الأفلام، والحصول على تخفيضات من طرف الخطوط الملكية المغربية لتنقل الأشخاص والأمتعة، وتحديد أسعار رمزية للتصوير في الفضاءات والآثار التاريخية، والإعفاء من الضريبة على القيمة المضافة على جميع الممتلكات، وكذا الخدمات التي تتم في المغرب، وتبسيط المسطرة الخاصة بالجمارك، سواء عند استيراد معدات التصوير أو عند تصديرها، وخلق مصالح داخل المركز السينمائي المغربي تشرف على تسهيل الإجراءات الإدارية وتسهيل الاتصال بالمصالح والسلطات المعنية بالتصوير.
 
تعزيز إشعاع وجاذبية المغرب
لا تمكن الإنتاجات السينمائية الضخمة من تحريك عجلة الاقتصاد المغربي، فحسب، بل تساهم في تعزيز إشعاع وجاذبية صورة المغرب على الصعيد الدولي، الشيء الذي يساهم في استقطاب المزيد من الإنتاجات العالمية، من دون إغفال الإيجابيات التسويقية التي يمكن جنيها من توافد مخرجين وممثلين عالميين من حجم ريدلي سكوت ومارتن سكورسيزي وأوليفر ستون وبراد بيت وتوم كروز وراسل كرو ونيكول كيدمان وتوم هانكس وكلينت إيستوود وشارون ستون ونيكولاس كايدج، خاصة في ما يتعلق بدعم وجهة المغرب السياحية، وتأكيد ما يعيشه من أمن واستقرار.

ومن أجل دعم هذا القطاع ومرافقة الدينامية التي يعرفها، عمد العديد من المستثمرين، المغاربة والأجانب، إلى تشييد استوديوهات للتصوير مجهزة بأحدث المعدات في كل من الدار البيضاء وورزازات (استوديو أطلس، استوديو كان زمان، استوديو سينيدينا، استوديو إستر أندروميدا). 

كما إن الاهتمام الذي توليه أعلى سلطة في البلاد لقطاع السينما، يحث السلطات العمومية، وكذا المهنيين والفنانين، من أجل العمل على تحقيق هذه الرغبة الأكيدة والمشتركة، المتمثلة في ازدهار صناعة سينمائية حقيقية في المغرب. كما يساهم عدد من المهرجانات والتظاهرات السينمائية، ذات البعد القاري والعالمي، في دعم توجهات المغرب، خاصة في ما يتعلق باستقطاب كبار المنتجين العالميين لتصوير إنتاجاتهم، بشكل يفتح باب التواصل واللقاء ويعزز جو الثقة في وجهة المغرب.


ملصقات


اقرأ أيضاً
بعد مرور شهرين على مقتل زوجها ..الفنانة المغربية ريم فكري تصدر أغنية جديدة
طرحت الفنانة المغربية ريم فكري، أغنية جديدة بعنوان "23"، مساء يوم أمس الخميس 02 ماي الجاري، والتي قارب النصف مليون مشاهدة. وسلطت ريم فكري، في أغنيتها الضوء على الظروف التي مرت منها طيلة الفترة الأخيرة، ومعاناتها بسبب مقتل زوجها، وكذا ردود أفعال المغاربة وبعض المنابر الإعلامية. وللإشارة فقد فقدت ريم زوجها قبل شهر في جريمة قتل بشعة، وتضامن مجموعة من متتبعات ومتتبعي الفنانة المذكورة معها نظرا لما مرت به جراء فقدان زوجها.  
ثقافة-وفن

“كرنفال للحمير”.. مهرجان بطابع خاص بنواحي مكناس
مهرجان بطابع خاص انطلقت فعالياته بمنطقة نزالة بني عمار بنواحي مكناس منذ يوم أمس الأربعاء، فاتح ماي، ويرتقب أن تستمر إلى غاية يوم الأحد القادم،  5 ماي الجاري، ومن أبرز فقراته "كرنفال الحمير"، وفيها سباق للحمير، واختيار لأجمل أتان أو حمار، وتوزيع للجوائز على الشبان الفائزين في السباق، مع أعلاف للحمير، وحملة بيطرية لفائدة الحيوانات بالمنطقة. لكن ليس كل هذا ما يصنع خصوصية مهرجان بني عمار المعروف بـ"فيستي باز". فهناك أيضا الكثير من الأنشطة الثقافية والفنية والندوات الفكرية التي يحضرها كبار المبدعين المغاربة من مختلف الآفاق. المهرجان الذي يشرف عليه الناشط الجمعوي والمبدع محمد بلمو، بلغ دورته الـ13، وهو إقلاع للتنمية المتكاملة. وتحظى دورة هذا الموسم  بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الثقافة)، وجهة فاس مكناس، ومسرح محمد الخامس، والجماعة القروية نزالة بني عمار وجمعية الرفق بالحيوان والمحافظة على البيئة الطبيعية. واختار المنظمون لهذه الدورة شعار : "الأمل .. ازدهار الجبل". وكان المهرجان قد سجل تراثا وطنيا لا ماديا في سنة 2018. لكنه، مع ذلك، ظل يواجه صعوبات في الدعم، رغم ما يقدمه من مساهمات من شأنه أن تروج للمنطقة، وأن تصنع إشعاعها.ويتضمن برنامج المهرجان ثلاث ندوات، تتناول أولاها يوم غد الجمعة، 3 ماي الجاري، موضوع "الجبل بين الثقافة والتنمية–المعيقات وشروط فك العزلة"، سيشارك في تنشيطها كل من الكاتب والمنظر المسرحي عبد الكريم برشيد، ورئيس الائتلاف المغربي من أجل الجبل محمد الديش، ورئيس منتدى المواطنة وعضو المجلس الأعلى للتعليم عبد العالي مستور، والناقد والشاعر محمد الديهاجي، فيما سيشرف على تسييرها الإعلامي والشاعر عبد اللطيف بنيحيى. أما الندوة الثانية المرتقبة ليوم السبت، 4 ماي الجاري، فستتناول  موضوع "حفريات في التاريخ المحلي"، ويشارك فيها كل من عبد القادر بوراس الباحث في تاريخ المقاومة، بمداخلة تحت عنوان “جانب من مقاومة قبائل بني عمار للتغلغل الاستعماري ما بين 1911 و1912″، وكل من عالمي الآثار عبد السلام الزيزوني، ومنتصر الوكيلي بمداخلتين حول “موقع (دشر الحافة) ولقاه الأثرية”، وأسند التسيير للأديب والقاص محمد سعيد سوسان. وتناقش الندوة الثالثة المرتقبة ليوم الأحد، 6 ماي الجاري، موضوع "التراث اللا مادي أفقا للتفكير: من أسئلة التوثيق إلى ممكنات الاستثمار"، وسيشارك فيها كل من عبد الرحيم العطري، أستاذ علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بجامعة محمد الخامس بالرباط، وعبد العاطي لحلو، أستاذ جامعي وباحث أكاديمي في الإثنولوجيا وعلم الاجتماع، ومحمد فخر الدين، أستاذ الأنثروبولوجيا بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بمراكش، بينما يسيرها إدريس لكريني، أستاذ القانون والعلاقات الدولية. وسيشهد المهرجان أيضا تنظيم سهرات وعرض لصور حية من تاريخ بني عمار، وتقديم وتوقيع كتاب "طفولة بلا مطر" لادريس الكريني، ورسم جداريات تحت عنوان "ألوان بني عمار"، إضافة إلى حملات بيطرية. وسيختتم بسهرة تحييها فرقة "ضي الكمرة"، وجمعية الأصالة لفن الملحون والموسيقى الأندلسية.
ثقافة-وفن

إيقاعات الجاز تصدح بطنجة بحضور مشاهير العازفين من العالم
أحيى ثلة من مشاهير عازفي وموسيقيي الجاز من العالم، مساء الثلاثاء بطنجة، حفلا راقيا صدحت خلاله إيقاعات هذه الصنف الموسيقي بجنبات قصر الفنون والثقافة بطنجة ضمن احتفالية كونية تخليدا لليوم العالمي لموسيقى الجاز. على مدى أكثر من ساعة، تم عبر عدة وسائط بث هذه السهرة الكبرى التي تميزت بمشاركة فنانين موهوبين بشكل مباشر، وهو ما جعل من طنجة، المدينة المتوسطية حيث تلتقي في تناغم مختلف ثقافات العالم، عاصمة عالمية للجاز، وفضاء للحوار الموسيقي. وأتاحت سهرة “نجوم الجاز بالعالم” لآلاف المشاهدين الحاضرين بقصر الثقافة والفنون وملايين المتابعين عن بعد عبر العالم، متابعة الأداء المباشر لعدد من أساطير الجاز، من بينهم المغنية دي دي بريدجواتر، وعازفة الساكسفون الموهوبة لاكيسيا بينجامان، ونجمة الجاز الواعدة جازميا هورن، وعازف الطبل والمؤلف جونكوك كيم، والمغني المؤثر ماركوس ميلر، وعازف الهارمونيكا أنطونيو سيرانو.كما اعتلى منصة الأداء كل من أيقونة موسيقى كناوة المعلم عبد الله الكورد، والمغنية كلاوديا أكونيا، وعازف الترومبيست أمبروز أكينموزير، والمعني ريشارد بونا، ومغني الجاز الموزمبيقي الشهير موريرا شونغويشا، والمغنية المتوجة شيميكا كوبيلاند، وعازف الأروكسترا كورت إيلينغ، وعازف البيانو أنطونيو فاراو، والمغنية ميلودي غاردوت، والعازف متعدد المواهب ماغنوس ليندغرن، وعازف القيثار روميرو لوبامبو، وعازف الباص يوزوشي ناكامورا، وعازف البيانو طارق يماني. وهكذا أشعل عدد من مشاهير موسيقى الجاز والبلوز، والأصناف القريبة، أجواء مدينة طنجة بإيقاعات موزونة تحت إدارة وتنسيق عازف البيانو الشهير هيربي هانكوك والمؤلف والملحن والموزع الأمريكي جون بيسلي. هو سفر موسيقى عالمي أخذ المتابعين على أجنحة الجاز في جولة بين كبريات حواضر الفنون في العالم، بإيقاعات متعددة ومختلفة وفق حماسة وقوة العازفين، تتخللها الأصوات البارعة للمغنين، والتي تراقصت على وقع ألحان نابضة بالحياة، لتنتج أغان ومشاهد آسرة لأسماع وأعين الحاضرين بطنجة، التي صارت جسرا موسيقيا بين فناني العالم. وانضافت هذه السهرة العالمية إلى قائمة طويلة من التظاهرات الدولية التي نظمها المغرب بكثير من الجودة والإتقان، لتعزز مكانة المملكة باعتبارها أرضا للتسامح والتعايش والعيش المشترك. وتميز هذا الحفل بحضور، على الخصوص، مستشار جلالة الملك والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موكادور، أندري أزولاي، ووزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، ووزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، شكيب بنموسى، ووالي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يونس التازي، ورئيس مجلس الجهة، عمر مورو، ورئيس معهد هيربي هانكوك للجاز، توم كارتر، وثلة من المسؤولين وشخصيات من عالم الثقافة والفن من المغرب والخارج. يذكر أن اليوم العالمي لموسيقى الجاز أنشأه المؤتمر العام لليونسكو في عام 2011 واعترفت به الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة، ويحتفى به في البلدان والمجتمعات في جميع أنحاء العالم في 30 أبريل من كل عام، وهو يسلط الضوء على قوة موسيقى الجاز ودورها في تعزيز السلام والحوار بين الثقافات والتنوع واحترام الكرامة الإنسانية. وحسب اليونسكو، يصل اليوم العالمي لموسيقى الجاز إلى أكثر من ملياري شخص في جميع القارات كل عام، من خلال البرامج التعليمية والعروض وأنشطة التوعية المجتمعية والإذاعة والتلفزيون ووسائل الإعلام عبر الإنترنت والصحافة المكتوبة وشبكات التواصل الاجتماعي.
ثقافة-وفن

تنظيم تظاهرة ثقافية لإبراز دور الموريسكيين في تقوية الجسور بين ضفتي المتوسط
ينظم المنتدى الثقافي العربي الاسباني ومنتدى طرب الآلة  بتعاون مع مؤسسة التجمع الدولي للموريسكيين، ما بين فاتح و5 ماي 2024، رحلة فنية ثقافية إلى كل من قرطبة واشبيلية وغرناطة تحت عنوان "ربيع الأندلس" . هذه التظاهرة التي يشارك فيها جوق أمين الدبي وكورال طرب الآلة، الذي يضم 60 عضوا من المغاربة ذوي الأصول الموريسكية، تشمل إحياء ثلاث حفلات موسيقية بمواقع أثرية أندلوسية بمدن قرطبة وإشبيلية وغرناطة. المنتدى قال إن هذه التظاهرة الثقافية تشكل مناسبة لتعزيز العلاقات المتميزة القائمة بين المملكتين المغربية والإسبانية وابراز دور الموريسكيين في تقوية الجسور بين ضفتي المتوسط. كما أنها فرصة لتجديد اللقاء بعبق الحضارة الأندلسية بشبه الجزيرة الايبيرية والوقوف على أمجاد الأندلوسيين الذين ظلوا على مر عقود صلة وصل بين شعبين تميزا بالانفتاح والتعايش في ظل تعددية ثقافية أغنت مسار البلدين واشعاعهما. وسيتم تنظيم الحفل الأول بقرطبة يوم الخميس 2 ماي على الساعة 12 زوالا فيما يقام الحفل الثاني بمدينة اشبيلية يوم الجمعة 3 ماي على  الساعة الثامنة مساء، أما الحفل الثالث فيقام يوم السبت 4 ماي بمدينة غرناطة على الساعة السابعة مساء.  
ثقافة-وفن

“كذب أبيض” المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
فاز الفيلم المغربي "كذب أبيض" للمخرجة أسماء المدير بجائزة أفضل فيلم في مسابقة الأفلام الطويلة بالدورة الرابعة عشر لمهرجان مالمو للسينما العربية التي أعلنت جوائزها يوم السبت في السويد.وحصل فيلم "باي باي طبريا" للمخرجة لينا سويلم على جائزة أفضل فيلم غير روائي، فيما منحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم اليمني (المرهقون) من إخراج عمرو جمال. وذهبت جائزة أفضل إخراج إلى التونسية كوثر بن هنية عن فيلمها "بنات ألفة" المأخوذ عن قصة واقعية ويمزج بين الوثائقي والدرامي. ونال الفلسطيني صالح بكري جائزة أفضل ممثل عن دوره في فيلم "الأستاذ"، كما نالت مواطنته منى حوا جائزة أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم الأردني "إن شاء الله ولد". وفاز السوداني محمد كردفاني بجائزة أفضل سيناريو عن فيلم "وداعا جوليا"، بينما ذهبت جائزة تصويت الجمهور لفيلم "أنف وثلاث عيون" للمخرج المصري أمير رمسيس وبطولة ظافر العابدين وأمينة خليل. وفي مسابقة الأفلام القصيرة، فاز بالجائزة فيلم "عقبالك ياقلبي" للمخرجة المصرية شيرين مجدي دياب. ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة للفيلم العراقي "ترانزيت" من إخراج باقر الربيعي. وكان المهرجان الذي انطلق في 22 أبريل قد كرم في هذه الدورة المخرج المصري خيري بشارة الذي رأس أيضا لجنة التحكيم. وعقب انتهاء مراسم تسليم الجوائز التي أقيمت في سينما رويال، عرض المهرجان الفيلم السعودي "هجان" للمخرج المصري أبو بكر شوقي. ومن المقرر عرض الأفلام الفائزة في وقت لاحق من الأحد.
ثقافة-وفن

أشهر نجوم الغناء بالمغرب يغنون فوق خشبة مهرجان البهجة بجامع الفنا
تحتضن مدينة مراكش بداية شهر ماي المقبل، مهرجان البهجة للموسيقى خلال الفترة الممتدة بين 2 و5 ماي بساحة جامع لفنا بمراكش، وذلك في إطار برنامج "مراكش عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي لسنة 2024" والذي يحظى بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده. وسيعرف المهرجان المنظم بشراكة من منظمة الايسيسكو، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، وجماعة مراكش، مشاركة مجموعة من اشهر الفنانين المغاربة من مختلف الاصناف الموسيقية، حيث سيشهد اليوم الاول مشاركة مجموعة "هوبا هوبا سبيريت، والفنانة شيماء جاهيد، والفنان مهدي فاضيلي، والمغني تاوسن. وفي اليوم الثاني سيكون الجمهور على موعد مع "لارتيست، وعمر ورجاء بلمير، ومجموعة "لفناير"، وفي ثالث ايام المهرجان سيكون الجمهور على موعد مع مغني الراب "بيغ" والفنانة نبيلة معن، ومغني الراب "امينوكس"، وفي ختام فعاليات المهرجات يوم 5 ماي، سيكون الجمهور على موعد مع كل من الفنان الشرادي، ومجموعة "قصبة كروف" ، ومغني الراب "لبنج" والفنانة سلمى رشيد.
ثقافة-وفن

المغرب يسجل حضورا لافتا في سوق الدبلجة الفرنسية
يُسجل المغرب حضوراً لافتاً في سوق الدبلجة الفرنسية، من خلال تزايد عدد الأفلام والمسلسلات وأفلام الكرتون التي تتم دبلجتها إلى "لغة موليير" بحِرفية كبيرة في استديوهات المملكة. وأفادت صحيفة "لوموند" في تقرير لها، أن الدراما التلفزيونية المدبلجة باللغة الفرنسية في استوديوهات المملكة، باتت تشق طريقها بثبات إلى فرنسا. ودبلجة الأفلام والمسلسلات باللغة الفرنسية كانت غير موجودة في المغرب خلال بداية العقد الأول من القرن الـ21، إلا أنها تطورت بسرعة كبيرة جدًا في الآونة الأخيرة. ووفق المصدر ذاته، يجلس المغرب حالياً في المركز الثالث خلف فرنسا وبلجيكا، في سوق دبلجة الأعمال كما يوضح يونس الزين، المؤسس المشارك لاستوديو SoundStamp المختص في دبلجة الأعمال السينمائية والتلفزيونية. وأشار التقرير، إلى أن المسلسلات الرومانسية الكورية دخلت بدورها إلى استوديوهات الدبلجة في مدينة الدار البيضاء، حيث قامت شركة Novelas TV التابعة لقناة Canal+ مؤخرًا ببث الموسم الأول من المسلسل الكوري "رائحة الكذب" باللغة الفرنسية، حيث قدم صوته أوليفييه لاكور (50 عامًا). ويقيم لاكور في المغرب منذ العام 2012، وقد غيّر حياته قبل 8 سنوات ليتفرغ للدبلجة، وهو يقوم حالياً بدبلجة مسلسل تاريخي سيتم بثه عبر القنوات الفرنسية. وفي ذات السياق، توقف التقرير عند نموذج المواطنة الفرنسية، فانيسا لوفيفر (57 عاما) والتي تعير صوتها مرتين في الأسبوع لشخصية إسبانية في مسلسل La Promesa، وهو مسلسل تلفزيوني من المقرر أن يبث موسمه الأول (122 حلقة) في فرنسا في سبتمبر المقبل. وبحسب التقرير، يتم أيضاً بث مجموعة من الأعمال المدبلجة بالمغرب في الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية. نمو ملحوظ في سوق الدبلجة بالمغرب وقالت الإعلامية أمينة أحريس، وهي من الوجوه السبّاقة بمجال الدبلجة والتعليق الصوتي بالمغرب، إن سوق الدبلجة بالمملكة تشهد في الوقت الراهن تطوراً ملحوظاً. وأضافت أحريس في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن الشركات المغربية باتت منفتحة على الدراما الكورية والأفريقية وغيرها بالإضافة إلى التركية والأمازيغية التي تترجم منذ سنوات إلى "الدارجة" المغربية (العامية). وشددت المتحدثة، على أن المغرب بات يسجل أيضاً حضوراً لافتاً في سوق الدبلجة الفرنسية من خلال مجموعة من الأفلام والمسلسلات الشهيرة من كوريا وغيرها. ورأت أحريس أن هذا التطور طبيعي، لأن الشركات المغربية راكمت تجربة محترمة بهذا المجال وأظهرت حرفية كبيرة، على حد تعبيرها. بوابة ثقافية من جهته، قال الشاعر المغربي عبد الإله شوقي، المهتم بالقطاع الثقافي والسينمائي بالمغرب، إن حضور المغرب القوي في سوق الدبلجة الفرنسية بات ملفتاً خلال السنوات الأخيرة، مشيراً إلى أن هذا التفوق يمكن أن يترجم إلى قوة ناعمة تبرز مكانة المغرب في هذه السوق. وأضاف شوقي في تصريح لـ"إرم نيوز"، أن هذا الحضور لم يأت من فراغ بل يعود إلى استثمار المغرب لإمكاناته وقربه الجغرافي من أوروبا، حيث تحول إلى بوابة ثقافية للأعمال الأفريقية والكورية والبرازيلية وغيرها والتي يتم دبلجتها إلى اللغة الفرنسية في استديوهات المملكة. وزاد "المغرب فرض صوته على سوق الدبلجة الفرنسية، وتحول إلى منصة مهمة تجذب العديد من الأصوات البارزة بهذا المجال"، مستدركاً "نحن نعيش في زمن الصورة والفرجة، والمغرب بإمكانه أن يقوم بدبلجة جميع الأعمال من مسلسلات وأفلام وأعمال كرتونية بحرفية كبيرة تصل إلى المتلقي الناطق باللغة الفرنسية".
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 03 مايو 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة