من يردم الهوة بين الواقع والمرتجى؟ لعله السؤال الأبرز الحاضر بقوة في مؤتمر مراكش للمناخ "كوب22"، لكن دون إجابات واضحة حتى الآن، ولا في مدى الأيام القليلة المقبلة أيضا
فكما كان متوقعا، بدأت تتبدى إشكاليات تطاول آلية تطبيق “اتفاق باريس” ومندرجاته كفرصة أخيرة لإنقاذ الكوكب، علما أن هذا الاتفاق كان أقصى المتاح “مناخيا”، وتمثلت أهميته ليس في ما حدد من أهداف، ولا في ما رسم من تطلعات تبقى دون المأمول لجهة الوصول إلى ضفة آمنة في مواجهة التغيرات المناخية، وإنما في ما كرس من إطار للعمل الدولي، بحيث أن “اتفاق باريس” تكمن أهميته في بلورة بنوده وترجمتها، وهذا هو التحدي الأكبر الماثل في مراكش الآن.
وإذا ما تتبعنا الخطاب “الرسمي” بالأمس خلال القمة التي جمعت رؤساء الدول والحكومات في “باب إيغلي” (مقر المؤتمر)، نجد أن جُلّ الكلمات ظلت محكومة بصيغة “التمني”، أي أنها لم تحدد خارطة طريق بعناوين واضحة للمرحلة المقبلة، ما يؤكد أن ثمة هوة بين “التقني” و”السياسي”، أي بين الخبراء وأصحاب القرار، بين صراحة العلم وفجاجة السياسة ودبلوماسية المصالح.
من هنا، ثمة تحديات كبيرة تواجه القمة اليوم، والمسألة بهذا المعنى تخطت التوقيع والمصادقة على اتفاق باريس، فيما صخب المؤتمر الذي يحتضن بين ظهرانيه ما يقرب من ثلاثين ألف مشارك، لم يرقَ إلى مستوى الطموحات، فكثرة الأنشطة والفعاليات التي سجلت رقما قياسيا، في تواليها بكثافة على مدار الساعة، رغم أهميتها في بلورة وعي عام، إلا أنها لم تخرج عن دائرة التمني “نسمع جعجعة ولا نرى طحينا”، فالحماس والحيوية مطلوبان، لكن هل نحن نسير في الاتجاه الصحيح؟
ما أضفى بعضا من تشاؤم، تقرير صدر بالتزامن مع انعقاد المؤتمر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة “اليونيب”، أشار إلى ان العام 2016 كان الأكثر احتراراً، وأكد أن انبعاثات الأرض سجلت أرقاماً قياسية جديدة، وأن على العالم زيادة طموحه بصورة عاجلة وضخمة لخفض ما يقرب من ربع انبعاثات غازات الدفيئة المتوقعة لعام 2030، لكي يكون لديه بعض الأمل في الحد من ظاهرة تغيّر المناخ الخطيرة.
ويفضي هذا التقرير إلى حقيقة واضحة، وهي أنه في ظل وتيرة العمل القائم حاليا، يتجه العالم نحو واقع مأزوم بيئيا ومناخيا، ومنذرا بكوارث اقتصادية وصحية وغذائية …الخ، ومن هنا، يبقى التحدي متمثلا في كيفية تحقيق أهداف اتفاق باريس، والوصول إلى حالة “أمان مناخي” تؤمن البقاء تحت درجة ونصف درجة مئوية (1.5)!
وسط كل ذلك، يتركز الاهتمام الآن على تأمين مخارج للمؤتمر في محصلة أعماله النهائية، وهي في أقصى تقدير لن تتعدى الاتفاق على تبني “نداء”، في انتظار القمة المقبلة COP23 في ألمانيا.
من يردم الهوة بين الواقع والمرتجى؟ لعله السؤال الأبرز الحاضر بقوة في مؤتمر مراكش للمناخ "كوب22"، لكن دون إجابات واضحة حتى الآن، ولا في مدى الأيام القليلة المقبلة أيضا
فكما كان متوقعا، بدأت تتبدى إشكاليات تطاول آلية تطبيق “اتفاق باريس” ومندرجاته كفرصة أخيرة لإنقاذ الكوكب، علما أن هذا الاتفاق كان أقصى المتاح “مناخيا”، وتمثلت أهميته ليس في ما حدد من أهداف، ولا في ما رسم من تطلعات تبقى دون المأمول لجهة الوصول إلى ضفة آمنة في مواجهة التغيرات المناخية، وإنما في ما كرس من إطار للعمل الدولي، بحيث أن “اتفاق باريس” تكمن أهميته في بلورة بنوده وترجمتها، وهذا هو التحدي الأكبر الماثل في مراكش الآن.
وإذا ما تتبعنا الخطاب “الرسمي” بالأمس خلال القمة التي جمعت رؤساء الدول والحكومات في “باب إيغلي” (مقر المؤتمر)، نجد أن جُلّ الكلمات ظلت محكومة بصيغة “التمني”، أي أنها لم تحدد خارطة طريق بعناوين واضحة للمرحلة المقبلة، ما يؤكد أن ثمة هوة بين “التقني” و”السياسي”، أي بين الخبراء وأصحاب القرار، بين صراحة العلم وفجاجة السياسة ودبلوماسية المصالح.
من هنا، ثمة تحديات كبيرة تواجه القمة اليوم، والمسألة بهذا المعنى تخطت التوقيع والمصادقة على اتفاق باريس، فيما صخب المؤتمر الذي يحتضن بين ظهرانيه ما يقرب من ثلاثين ألف مشارك، لم يرقَ إلى مستوى الطموحات، فكثرة الأنشطة والفعاليات التي سجلت رقما قياسيا، في تواليها بكثافة على مدار الساعة، رغم أهميتها في بلورة وعي عام، إلا أنها لم تخرج عن دائرة التمني “نسمع جعجعة ولا نرى طحينا”، فالحماس والحيوية مطلوبان، لكن هل نحن نسير في الاتجاه الصحيح؟
ما أضفى بعضا من تشاؤم، تقرير صدر بالتزامن مع انعقاد المؤتمر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة “اليونيب”، أشار إلى ان العام 2016 كان الأكثر احتراراً، وأكد أن انبعاثات الأرض سجلت أرقاماً قياسية جديدة، وأن على العالم زيادة طموحه بصورة عاجلة وضخمة لخفض ما يقرب من ربع انبعاثات غازات الدفيئة المتوقعة لعام 2030، لكي يكون لديه بعض الأمل في الحد من ظاهرة تغيّر المناخ الخطيرة.
ويفضي هذا التقرير إلى حقيقة واضحة، وهي أنه في ظل وتيرة العمل القائم حاليا، يتجه العالم نحو واقع مأزوم بيئيا ومناخيا، ومنذرا بكوارث اقتصادية وصحية وغذائية …الخ، ومن هنا، يبقى التحدي متمثلا في كيفية تحقيق أهداف اتفاق باريس، والوصول إلى حالة “أمان مناخي” تؤمن البقاء تحت درجة ونصف درجة مئوية (1.5)!
وسط كل ذلك، يتركز الاهتمام الآن على تأمين مخارج للمؤتمر في محصلة أعماله النهائية، وهي في أقصى تقدير لن تتعدى الاتفاق على تبني “نداء”، في انتظار القمة المقبلة COP23 في ألمانيا.