الأحد 19 مايو 2024, 19:05

مجتمع

بين الفضيحة والتشهير.. إعدام مغاربة بلا محاكمة على مقصلة التواصل الاجتماعي


رشيد حدوبان نشر في: 24 يوليو 2019

من منا لم يتلقى صدمة بشأن مقطع فيديو أو صورة أو حتى تعليق بشأن فضيحة هزت المغاربة في الفترة الأخيرة، وخصوصا على مواقع التواصل الإجتماعي، قبل أن ينكشف أن جزءا هاما من الفضيحة ينطوي على التشهير بالأشخاص في أبشع صور ممكنة، وذلك في تناف تام مع القيم الإسلامية التي تحث على الستر. فمن جهة سهلت الهواتف الذكية الحصول على الصورة ومن جهة أخرى سهلت الإنترنت انتشارها السريع كالنار في الهشيم، وذلك دون أدنى مراعاة لخصوصية الأفراد وما قد يترتب عن التشهير بهم من إساءة إلى سمعتهم وتأثير ذلك عليهم وعلى أُسرهم ومحيطهم الذي يعيشون فيه. حالة من الحالات: تلميذة ضحية للتشهيرلم تكن تتوقع فاطمة (اسم مستعار) أن تسقط يوما ضحية للتشهير، حيث عانت بعد انقضاء سنتها الدراسية من ويلات رسائل تحط من كرامتها وشرفها وصورتها ومن شكلها وجسدها، والخطير في الأمر أن هذه التلميذة القاصر التي لا يتجاوز عمرها 14 سنة لم تستطع البوح بمعاناتها النفسية لا لعائلتها ولا لوسطها و لا لأي أحد، وكان ذلك عبر إحدى بنات خالاتها التي تعيش في الديار الكندية والتي ترتبط معها بعلاقة قرابة وطيدة، واستطاعت أن تبوح لها وتروي ما تعرضت له، ثم تبين بعد ذلك أن أثر التشهير على التلميذة الضحية دفعها لرفض العودة إلى مؤسستها التعليمية ومتابعة الدراسة، وقد ظهرت عليها نتيجة لذلك أعراض مرضية كآلام معدية وآلام في الرأس، وعند تشخيص حالتها لم يكن هناك في البداية تفسيرات لهذه الحالة، قبل أن يتم اكتشاف أن التلميذة المذكورة هي ضحية حملة من التشهير على الفيسبوك، والتي بدأت كمزحة في البداية من لدن بعض أصدقائها، وتحولت إلى جحيم نفسي له تبعات نفسية خطيرة على الضحية التي دمر سلاح التشهير ثقتها بنفسها وأصبحت عرضة للهلاك. أكديد: التشهير من العالم الواقعي إلى الرقميفي هذا السياق أكد زكرياء أكديد أستاذ باحث في علم الاجتماع في تصريح أدلى به لجريدة كشـ24 الإلكترونية أن "نظرية انفصال العالمين الواقعي والإفتراضي لم يعد لها مكان، لأن ما يروج في العالم الواقعي هو ما يتم تنزيله في العالم الرقمي، كما هو الأمر بشأن عملية التشهير التي نجد حاليا أثرها الكبير في العالم الرقمي لكن بصيغ أخرى".وأوضح أكديد أن "التشهير في العالم الرقمي لديه سرعة الانتشار، بالإضافة إلى بُعد إمكانية النفاذ لمجموعات بشرية مختلفة، بخلاف التشهير الموجود في العالم الواقعي، حيث تبقى نسبة انتشاره نسبة محدودة وذلك مع أخذ الاعتبار لإحصائيات الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات بالمغرب التي أشارت إلى أن 80 في المائة من المغاربة الذين تفوق أعمارهم 5 سنوات لديهم هاتف ذكي".وتابع المتحدث ذاته، أن "أية عملية تشهير في العالم الرقمي، لديها قدرة على أن تصل إلى أقصى مداها، حيث يمكن أن تُعرف عند أكبر عدد من الأفراد، مع أخد الاعتبار أيضا إلى المدة التي يستغرقها المغربي في الأنترنت، وهي مدة تفوق ساعة زمنية، وهذا المعدل مرتفع بالمقارنة مع ما هو سائد في دول أخرى، ما يعني أن أي عملية تشهير سواء تحمل طابعا اجتماعيا أو اقتصاديا أو سياسيا عندها قدرة على النفاذ إلى أكبر عدد من الأفراد، وعندها قدرة على التأثير على الشخص على مستوى العالم الواقعي".وأكد أكديد على أن "تأثير عملية التشهير أكبر على الأفراد العاديين بالمقارنة مع الشخصيات العمومية التي أصبحت لديها مناعة، لأنهم أصبحوا مهيئين لتقبل مجموعة من الأحكام الجاهزة وبعض الاتهامات والأوصاف التي يمكن أن تمس حتى حياتهم الشخصية، وهنا تكمن خطورة التشهير التي دمرت في بعض الأحيان الحياة الخاصة لسياسيين معروفين، بغض النظر مع اختلافنا مع رجل السياسة أو الاتفاق معه، و هذا لا يسمح بممارسة التشهير وتجاوز الخطوط الحمراء". امحاسني: تأثيرات نفسية خطيرةأما رضى امحاسني مختص في علم النفس ومعالج نفساني وأستاذ علم النفس في الجامعة الدولية بالدار البيضاء، فقد أبرز أن "عملية التشهير تخضع لمسطرة من الصدمات المسترسلة التي تبدأ بالابتزاز أولا، يعني التهديد بالنشر، وهذا التهديد وقعه أكثر من النشر بحد ذاته، لأن الفرد الضحية يعيش في تلك المرحلة لحظة ترقب ويكون في قاعة انتظار طويلة لعقوبة مرتقبة، وهنا يدخل الفرد في حالة من فترة توتر، والذي له تأثير جسدي يتعلق بكل الأمراض التي لها آلام على الجسد، بالإضافة إلى تأثير نفسي وكل ما يتعلق بالأعراض النفسية المرتبطة بفقدان التركيز و فقدان الانتباه الإرادي و اضطرابات النوم و التغذية والاضطرابات في السلوك وغيرها من الأعراض التي تفقد الشخص لتوازنه النفسي والاجتماعي والعائلي".وشدد امحاسني في تصريح لجريدة كشـ24 الإلكترونية، أن "المُشهر لا يعاني من اضطراب نفسي بالضرورة ،وإنما يوظف الآخر لتثمين نرجسيته، إنه احتقار للآخر ليعطيه جرعة من النرجسية ويتبث ثقته في نفسه، لأن المبتز بالنشر والتشهير والمحتقر للآخرين، مصدره ليس ضعف نفسي أو اضطراب نفسي ولكن نابع من نوع من الخبث والمعاداة للآخر، إنه بمثابة انتقام من الضحية لأسباب معينة لأنه رأى فيها ضعفا بالخصوص".وعزز امحاسني قوله بالتأكيد "أن "النرجسي المرضي" يختار ضحيته بعناية كما يختار البيدوفيل ضحيته وكذلك السارق، يختارها من وسط معين، يختارها من هشاشة معينة يختارها لأن المشهر يعرف أن تشهيره وابتزازه سيكون له أثرا، على نقيض بعض الأشخاص الذين ينشرون صورهم وفيديوهاتهم رغم ما تعتريه من نقص إلا أن هؤلاء الناشرين لديهم مصالحة مع ذواتهم، فيصعب بالتالي التأثير عليهم بالتشهير". بلعمري: ثقافة "البوز" والبحث عن الفضيحةمن جانبه أكد الدكتور عادل بلعمري باحث متخصص في سوسيولوجيا الإجرام و الحكامة الأمنية أن "هنالك نوعا من النزوع والطلب و الحاجة المجتمعية الملحة اليوم لدى الأفراد داخل المجتمع على استهلاك كل المضامين والمحتويات الإعلامية التي لها علاقة بالفضيحة والتشهير بالأخر، حيث من المفارقات أننا نجد أن ثقافة "البوز" تتأسس على  الفضيحة، وبحكم أن مواقع التواصل الاجتماعي في عصرنا الحالي تضمن الانتشار الواسع لهذه المحتويات الإعلامية عبر الوسائط الاجتماعية فهذا جعل منها المصدر الأول للحصول على المعلومة، وهذا الامتداد يصل ليشمل جميع أطياف وشرائح المجتمع دون استثناء لدرجة أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تساهم في تحديد التوجهات والاختيارات والميولات العامة للأفراد بل وتأثر في الرأي العام، دون إغفال أن النشر والتشهير بالمجرمين مسألة ايجابية جدا بالنظر للمساعدة التي يقدمها لرجال الأمن ولجهاز القضاء من أجل تحقق مبدأ العدالة الجنائية".وأضاف بلعمري في تصريح لجريدة كشـ24 الإلكترونية أن "التهافت والإقبال المجتمعي على الفضائح داخل مواقع التواصل الاجتماعي ليس سوى انعكاس للحالة ووضعية الاحتباس القيمي التي وصل إليها المجتمع، ذلك أن ما يجعل من هذه الفيديوهات محط إقبال مجتمعي هو بناءها الدرامي الواقعي الذي يتضمن العديد من العناصر والمشاهد التي تثير اهتمام المشاهدين ابتداء من المشاهد العادي وصولا المتتبع المتخصص، مرورا بالناقد، ما جعل من هذه الفيديوهات في مناسبات عدة، موضوع مقالات صحافية تناولت خصوصيتها وانعكاساتها المحتملة على الفرد والمجتمع وبالأخص الجمهور الناشئ، وفي هذا الإطار لا بد من التنبيه إلى انه عندما نقوم بنشر فيديوهات ذات مضامين اجرامية وعنيفة من خلال  وسائل الإعلام والوسائط المعلوماتية فإننا نساهم في نشر وتكريس ثقافة النزوع نحو العنف والكراهية عند الجمهور".وأورد بلعمري أن "القيم الثقافية التي تكرسها مواقع التواصل الاجتماعي تؤدي إلى حدوث "تلوث" ثقافي داخل المجتمع وحجتنا في ذلك أن بعض الأفراد قد يتأثرون مباشرة بما شاهدوه أو سمعوه أو قرؤوه، ولا نشك في أن قلة من الأفراد يتأثرون بكيفية مباشرة بما تقدمه منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية من مضامين العنف بلغتهم اليومية، لاسيما فئة الأحداث والمراهقين الذين يميلون إلى التقليد باعتباره أهم عملية من عمليات تشكيل وبناء السلوك الاجتماعي، بمعنى أن المادة الإعلامية ذات المضمون الإجرامي يمكن أن تكون هي التي وجهته إلى ارتكاب الجريمة أو سهلت للمجرم أسلوب ارتكابها أو أرشدته إلى إخفاء معالمها". القانون رادع لحماية الضحايا من التشهيرالقانون أعطى امكانيات وأدوات ردعية غير مسبوقة للضحية من أجل توقيف التشهير الممارس عليه وبالتالي الحصول على حقه من المعتدي، وهذا يدفع إلى ضرورة التوعية بوجود مسطرة قانونية، و التي بدأت مجموعة من المحاكم تمتلئ بالشكايات بفضلها ويتم متابعتها قضائيا، حيث يتيح القانون اليوم التعرف على هوية المشهر ودواعيه وخلفياته من خلال التحقيقات التي تباشرها الأجهزة الأمنية، والتي تقود في الأخير إلى فرض عقوبات زجرية ضد المشهر.حصول الضحية على حقه وحمايته من التشهير، يشترط فيها تخصيص مرافقين للضحية لمد يد العون له، وإخراجه من التقوقع الذي يمكن أن يعيش فيه عقب الصدمة التي قد يعانيها جراء التشهير وهنا تكمن الصعوبة، فمواقع التواصل الاجتماعي هي في حد ذاتها تتحمل تقنيا مسؤولية مهمة لأنهم يملكون ما يكفي من الخوارزميات من أجل الكشف عن الاعتداءات وفيديوهات التشهير بعجالة قبل أن يستفحل الأمر من خلال التوظيف الأمثل للمعطيات الشخصية. ثقافة الوعي سلاح ضد ثقافة التشهيرإن غياب ثقافة الوعي، وبالأخص الجهل بطرق حماية معطياتنا الشخصية، و عدم إلمامنا بالإجراءات القانونية، هو ما يزيد من تنامي ظاهرة التشهير وما يرتبط بها من ظواهر مسيئة للمجتمع،  ذلك أن منصات التواصل الإجتماعي عَرّت وفضحت أسوأ ما فينا من سلوكيات متناقضة. تناقضات بين انتمائنا للإسلام وغيابه في أخلاقنا، حيث يتخفى البعض منا خلسة خلف شاشات حواسيب وهواتف ذكية، مُعبرين من خلالها عن أمراضهم النفسية التي تتسبب في أضرار جسيمة للكثير من الضحايا بسلوكات يحرمها الدين ويجرمها القانون وتمقتها الإنسانية الحقة. 

من منا لم يتلقى صدمة بشأن مقطع فيديو أو صورة أو حتى تعليق بشأن فضيحة هزت المغاربة في الفترة الأخيرة، وخصوصا على مواقع التواصل الإجتماعي، قبل أن ينكشف أن جزءا هاما من الفضيحة ينطوي على التشهير بالأشخاص في أبشع صور ممكنة، وذلك في تناف تام مع القيم الإسلامية التي تحث على الستر. فمن جهة سهلت الهواتف الذكية الحصول على الصورة ومن جهة أخرى سهلت الإنترنت انتشارها السريع كالنار في الهشيم، وذلك دون أدنى مراعاة لخصوصية الأفراد وما قد يترتب عن التشهير بهم من إساءة إلى سمعتهم وتأثير ذلك عليهم وعلى أُسرهم ومحيطهم الذي يعيشون فيه. حالة من الحالات: تلميذة ضحية للتشهيرلم تكن تتوقع فاطمة (اسم مستعار) أن تسقط يوما ضحية للتشهير، حيث عانت بعد انقضاء سنتها الدراسية من ويلات رسائل تحط من كرامتها وشرفها وصورتها ومن شكلها وجسدها، والخطير في الأمر أن هذه التلميذة القاصر التي لا يتجاوز عمرها 14 سنة لم تستطع البوح بمعاناتها النفسية لا لعائلتها ولا لوسطها و لا لأي أحد، وكان ذلك عبر إحدى بنات خالاتها التي تعيش في الديار الكندية والتي ترتبط معها بعلاقة قرابة وطيدة، واستطاعت أن تبوح لها وتروي ما تعرضت له، ثم تبين بعد ذلك أن أثر التشهير على التلميذة الضحية دفعها لرفض العودة إلى مؤسستها التعليمية ومتابعة الدراسة، وقد ظهرت عليها نتيجة لذلك أعراض مرضية كآلام معدية وآلام في الرأس، وعند تشخيص حالتها لم يكن هناك في البداية تفسيرات لهذه الحالة، قبل أن يتم اكتشاف أن التلميذة المذكورة هي ضحية حملة من التشهير على الفيسبوك، والتي بدأت كمزحة في البداية من لدن بعض أصدقائها، وتحولت إلى جحيم نفسي له تبعات نفسية خطيرة على الضحية التي دمر سلاح التشهير ثقتها بنفسها وأصبحت عرضة للهلاك. أكديد: التشهير من العالم الواقعي إلى الرقميفي هذا السياق أكد زكرياء أكديد أستاذ باحث في علم الاجتماع في تصريح أدلى به لجريدة كشـ24 الإلكترونية أن "نظرية انفصال العالمين الواقعي والإفتراضي لم يعد لها مكان، لأن ما يروج في العالم الواقعي هو ما يتم تنزيله في العالم الرقمي، كما هو الأمر بشأن عملية التشهير التي نجد حاليا أثرها الكبير في العالم الرقمي لكن بصيغ أخرى".وأوضح أكديد أن "التشهير في العالم الرقمي لديه سرعة الانتشار، بالإضافة إلى بُعد إمكانية النفاذ لمجموعات بشرية مختلفة، بخلاف التشهير الموجود في العالم الواقعي، حيث تبقى نسبة انتشاره نسبة محدودة وذلك مع أخذ الاعتبار لإحصائيات الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات بالمغرب التي أشارت إلى أن 80 في المائة من المغاربة الذين تفوق أعمارهم 5 سنوات لديهم هاتف ذكي".وتابع المتحدث ذاته، أن "أية عملية تشهير في العالم الرقمي، لديها قدرة على أن تصل إلى أقصى مداها، حيث يمكن أن تُعرف عند أكبر عدد من الأفراد، مع أخد الاعتبار أيضا إلى المدة التي يستغرقها المغربي في الأنترنت، وهي مدة تفوق ساعة زمنية، وهذا المعدل مرتفع بالمقارنة مع ما هو سائد في دول أخرى، ما يعني أن أي عملية تشهير سواء تحمل طابعا اجتماعيا أو اقتصاديا أو سياسيا عندها قدرة على النفاذ إلى أكبر عدد من الأفراد، وعندها قدرة على التأثير على الشخص على مستوى العالم الواقعي".وأكد أكديد على أن "تأثير عملية التشهير أكبر على الأفراد العاديين بالمقارنة مع الشخصيات العمومية التي أصبحت لديها مناعة، لأنهم أصبحوا مهيئين لتقبل مجموعة من الأحكام الجاهزة وبعض الاتهامات والأوصاف التي يمكن أن تمس حتى حياتهم الشخصية، وهنا تكمن خطورة التشهير التي دمرت في بعض الأحيان الحياة الخاصة لسياسيين معروفين، بغض النظر مع اختلافنا مع رجل السياسة أو الاتفاق معه، و هذا لا يسمح بممارسة التشهير وتجاوز الخطوط الحمراء". امحاسني: تأثيرات نفسية خطيرةأما رضى امحاسني مختص في علم النفس ومعالج نفساني وأستاذ علم النفس في الجامعة الدولية بالدار البيضاء، فقد أبرز أن "عملية التشهير تخضع لمسطرة من الصدمات المسترسلة التي تبدأ بالابتزاز أولا، يعني التهديد بالنشر، وهذا التهديد وقعه أكثر من النشر بحد ذاته، لأن الفرد الضحية يعيش في تلك المرحلة لحظة ترقب ويكون في قاعة انتظار طويلة لعقوبة مرتقبة، وهنا يدخل الفرد في حالة من فترة توتر، والذي له تأثير جسدي يتعلق بكل الأمراض التي لها آلام على الجسد، بالإضافة إلى تأثير نفسي وكل ما يتعلق بالأعراض النفسية المرتبطة بفقدان التركيز و فقدان الانتباه الإرادي و اضطرابات النوم و التغذية والاضطرابات في السلوك وغيرها من الأعراض التي تفقد الشخص لتوازنه النفسي والاجتماعي والعائلي".وشدد امحاسني في تصريح لجريدة كشـ24 الإلكترونية، أن "المُشهر لا يعاني من اضطراب نفسي بالضرورة ،وإنما يوظف الآخر لتثمين نرجسيته، إنه احتقار للآخر ليعطيه جرعة من النرجسية ويتبث ثقته في نفسه، لأن المبتز بالنشر والتشهير والمحتقر للآخرين، مصدره ليس ضعف نفسي أو اضطراب نفسي ولكن نابع من نوع من الخبث والمعاداة للآخر، إنه بمثابة انتقام من الضحية لأسباب معينة لأنه رأى فيها ضعفا بالخصوص".وعزز امحاسني قوله بالتأكيد "أن "النرجسي المرضي" يختار ضحيته بعناية كما يختار البيدوفيل ضحيته وكذلك السارق، يختارها من وسط معين، يختارها من هشاشة معينة يختارها لأن المشهر يعرف أن تشهيره وابتزازه سيكون له أثرا، على نقيض بعض الأشخاص الذين ينشرون صورهم وفيديوهاتهم رغم ما تعتريه من نقص إلا أن هؤلاء الناشرين لديهم مصالحة مع ذواتهم، فيصعب بالتالي التأثير عليهم بالتشهير". بلعمري: ثقافة "البوز" والبحث عن الفضيحةمن جانبه أكد الدكتور عادل بلعمري باحث متخصص في سوسيولوجيا الإجرام و الحكامة الأمنية أن "هنالك نوعا من النزوع والطلب و الحاجة المجتمعية الملحة اليوم لدى الأفراد داخل المجتمع على استهلاك كل المضامين والمحتويات الإعلامية التي لها علاقة بالفضيحة والتشهير بالأخر، حيث من المفارقات أننا نجد أن ثقافة "البوز" تتأسس على  الفضيحة، وبحكم أن مواقع التواصل الاجتماعي في عصرنا الحالي تضمن الانتشار الواسع لهذه المحتويات الإعلامية عبر الوسائط الاجتماعية فهذا جعل منها المصدر الأول للحصول على المعلومة، وهذا الامتداد يصل ليشمل جميع أطياف وشرائح المجتمع دون استثناء لدرجة أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت تساهم في تحديد التوجهات والاختيارات والميولات العامة للأفراد بل وتأثر في الرأي العام، دون إغفال أن النشر والتشهير بالمجرمين مسألة ايجابية جدا بالنظر للمساعدة التي يقدمها لرجال الأمن ولجهاز القضاء من أجل تحقق مبدأ العدالة الجنائية".وأضاف بلعمري في تصريح لجريدة كشـ24 الإلكترونية أن "التهافت والإقبال المجتمعي على الفضائح داخل مواقع التواصل الاجتماعي ليس سوى انعكاس للحالة ووضعية الاحتباس القيمي التي وصل إليها المجتمع، ذلك أن ما يجعل من هذه الفيديوهات محط إقبال مجتمعي هو بناءها الدرامي الواقعي الذي يتضمن العديد من العناصر والمشاهد التي تثير اهتمام المشاهدين ابتداء من المشاهد العادي وصولا المتتبع المتخصص، مرورا بالناقد، ما جعل من هذه الفيديوهات في مناسبات عدة، موضوع مقالات صحافية تناولت خصوصيتها وانعكاساتها المحتملة على الفرد والمجتمع وبالأخص الجمهور الناشئ، وفي هذا الإطار لا بد من التنبيه إلى انه عندما نقوم بنشر فيديوهات ذات مضامين اجرامية وعنيفة من خلال  وسائل الإعلام والوسائط المعلوماتية فإننا نساهم في نشر وتكريس ثقافة النزوع نحو العنف والكراهية عند الجمهور".وأورد بلعمري أن "القيم الثقافية التي تكرسها مواقع التواصل الاجتماعي تؤدي إلى حدوث "تلوث" ثقافي داخل المجتمع وحجتنا في ذلك أن بعض الأفراد قد يتأثرون مباشرة بما شاهدوه أو سمعوه أو قرؤوه، ولا نشك في أن قلة من الأفراد يتأثرون بكيفية مباشرة بما تقدمه منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية من مضامين العنف بلغتهم اليومية، لاسيما فئة الأحداث والمراهقين الذين يميلون إلى التقليد باعتباره أهم عملية من عمليات تشكيل وبناء السلوك الاجتماعي، بمعنى أن المادة الإعلامية ذات المضمون الإجرامي يمكن أن تكون هي التي وجهته إلى ارتكاب الجريمة أو سهلت للمجرم أسلوب ارتكابها أو أرشدته إلى إخفاء معالمها". القانون رادع لحماية الضحايا من التشهيرالقانون أعطى امكانيات وأدوات ردعية غير مسبوقة للضحية من أجل توقيف التشهير الممارس عليه وبالتالي الحصول على حقه من المعتدي، وهذا يدفع إلى ضرورة التوعية بوجود مسطرة قانونية، و التي بدأت مجموعة من المحاكم تمتلئ بالشكايات بفضلها ويتم متابعتها قضائيا، حيث يتيح القانون اليوم التعرف على هوية المشهر ودواعيه وخلفياته من خلال التحقيقات التي تباشرها الأجهزة الأمنية، والتي تقود في الأخير إلى فرض عقوبات زجرية ضد المشهر.حصول الضحية على حقه وحمايته من التشهير، يشترط فيها تخصيص مرافقين للضحية لمد يد العون له، وإخراجه من التقوقع الذي يمكن أن يعيش فيه عقب الصدمة التي قد يعانيها جراء التشهير وهنا تكمن الصعوبة، فمواقع التواصل الاجتماعي هي في حد ذاتها تتحمل تقنيا مسؤولية مهمة لأنهم يملكون ما يكفي من الخوارزميات من أجل الكشف عن الاعتداءات وفيديوهات التشهير بعجالة قبل أن يستفحل الأمر من خلال التوظيف الأمثل للمعطيات الشخصية. ثقافة الوعي سلاح ضد ثقافة التشهيرإن غياب ثقافة الوعي، وبالأخص الجهل بطرق حماية معطياتنا الشخصية، و عدم إلمامنا بالإجراءات القانونية، هو ما يزيد من تنامي ظاهرة التشهير وما يرتبط بها من ظواهر مسيئة للمجتمع،  ذلك أن منصات التواصل الإجتماعي عَرّت وفضحت أسوأ ما فينا من سلوكيات متناقضة. تناقضات بين انتمائنا للإسلام وغيابه في أخلاقنا، حيث يتخفى البعض منا خلسة خلف شاشات حواسيب وهواتف ذكية، مُعبرين من خلالها عن أمراضهم النفسية التي تتسبب في أضرار جسيمة للكثير من الضحايا بسلوكات يحرمها الدين ويجرمها القانون وتمقتها الإنسانية الحقة. 



اقرأ أيضاً
العثور على جثة ثلاثيني بقناة للصرف الصحي ببرشيد
فتحت عناصر الأمن بالمنطقة الإقليمية للأمن بمدينة برشيد، التابعة لولاية أمن سطات، بحثا قضائيا تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لدى الدائرة القضائية سطات، لتحديد ظروف وملابسات، إختفاء شخص ثلاثيني، كان موضوع بحث من طرف العائلة، في ظروف تحتمل شبهة إجرامية. ووفقا للمعطيات والمعلومات الأولية، التي وفرتها مصادر "كشـ24"، فقد إختفى المعني بالأمر، عن الأنظار قرابة أسبوع، وتم التبليغ عنه من قبل والدته، قبل أن يتم العثور عليه جثة هامدة، بمجرى واد الصرف الصحي، غير بعيد من الملعب البلدي، لبرشيد. وعملت السلطة المحلية، وعناصر الأمن والشرطة العلمية والتقنية، ومصالح الوقاية المدنية، على إنتشال جثة الثلاثيني المختفي، وتوجيهها صوب مستودع حفظ الجثامين، قصد إخضاعها للتشريح الطبي، لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الوفاة الغامضة. وبالموازاة مع ذلك، فتحت مصالح الأمن الوطني، تحقيقا في الموضوع، وتكثيف الأبحاث والتحريات الميدانية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لدى محكمة الإستئناف بسطات، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات وخلفيات هذه القضية.
مجتمع

إحباط عملية لتهريب أزيد طن من الحشيش بكلميم
تمكنت عناصر الشرطة بالمنطقة الإقليمية للأمن بمدينة كلميم، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، مساء أمس السبت 18 ماي الجاري، من إحباط عملية للتهريب الدولي للمخدرات عبر المسالك البحرية، وحجز طن و586 كيلوغراما من مخدر الشيرا. وأفاد مصدر أمني بأن هذه العملية الأمنية أسفرت عن توقيف 3 أشخاص يشتبه في تورطهم في هذا النشاط الإجرامي، أظهرت عملية تنقيطهم في قاعدة بيانات الأمن الوطني، أن أحدهم مبحوث عنه على الصعيد الوطني من طرف مصالح الدرك الملكي بكلميم، وذلك للاشتباه في تورطه في قضية مماثلة تتعلق بالتهريب الدولي للمخدرات والمؤثرات العقلية. وأشار المصدر الأمني إلى أن الأبحاث والتحريات المتواصلة في هذه القضية مكنت من تحديد مكان إخفاء شحنة المخدرات. وأوضح المصدر ذاته أن عملية التفتيش المنجزة بداخل منزل أحد الموقوفين بالمنطقة القروية “أكرار”، التي تبعد بحوالي 14 كيلومترا عن مدينة كلميم، أسفرت عن العثور على 48 رزمة بلغ مجموع وزنها طن و586 كيلوغراما من مخدر الشيرا، علاوة على حجز زورق مطاطي ومحركين بحريين ومبلغ مالي يشتبه في كونه من متحصلات هذا النشاط الإجرامي. وجرى إخضاع المشتبه فيهم للبحث القضائي الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية فيما لازالت الأبحاث والتحريات جارية بغرض توقيف باقي المساهمين والمشاركين في نشاط هذه الشبكة الإجرامية. ولفت المصدر الأمني إلى أن هذه العملية الأمنية تأتي في سياق المجهودات المكثفة والمتواصلة التي تبذلها مصالح المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، لمكافحة التهريب الدولي للمخدرات والمؤثرات العقلية.
مجتمع

طائر يُلغي رحلة عودة طائرة تابعة لـ”لارام”
تعرضت ليلة الجمعة، طائرة بوينج تابعة للخطوط الملكية المغربية، تسجيل CN-ROJ إلى حادث اصطدام بطائر اثناء هبوطها بمطار الداخلة. ووفق ما أوردته صفحة "Moroccan Aviation" المتخصصة في مجال الطيران بالمغرب، فإن الحادثة خلفت ضررا بأحد "رادات" الطائرة المتواجد بالمقدمة ما أدى إلى إلغاء رحلة عودتها صباح أمس السبت. ولفت المصدر ذاته، إلى أن هذه الحادثة تعتبر الثالثة في أقل من أسبوعين التي تعرضت لها الطائرات المغربية، وهو ما يسائل القائمين على هذا الامر بالمكتب الوطني للمطارات، يضيف المصدر نفسه.
مجتمع

مستجدات في قضية تحرش المدير بتلميذة بمولاي يعقوب
برنامج دعم معرفي ونفسي واجتماعي لفائدة تلاميذ ثانوية التقدم بعين الشقف التابعة لإقليم مولاي يعقوب في سياق خاص سيتجاز فيه تلاميذ المؤسسة امتحاناتهم هذه السنة ، ومنها امتحانات البكالوريا. الثانوية دأبت على تنظيم هذا البرنامج لفائدة التلاميذ المقبلين على اجتياز الامتحانات الإشهادية، لكن دورة هذه السنة لها رهانات خاصة، تشير المصادر، وتتعلق بتجاوز الصدمة التي خلفتها قضية اتهام مدير المؤسسة السابق بتلميذات، وهي القضية التي كانت بدايتها فيديو مسرب، وكانت نتائجها صادمة في مؤسسة ظلت تتصدر نتائج امتحانات البكالوريا على صعيد الإقليم.  الثانوية قالت إنه بالنظر لأهمية هذه الانشطة والفعاليات للرفع من النتائج المحصل عليها، نظمت مساء يوم أمس الجمعة 17 ماي الجاري، بتعاون مع المديرية الإقليمية لمولاي يعقوب، وجمعية علوم الفيزياء بجهة فاس – مكناس، أنشطة توجيهية متنوعة لفائدة تلاميذ المؤسسة المقبلين على الامتحانات الاشهادية. في هذا السياق، جرى تقديم عرض حول سبل الاستعداد النفسي والمعرفي الأمثل للامتحان الاشهادي وكيفية التعامل مع مواضيع الامتحانات والتحكم الجيد في وقت الإنجاز. بالموازاة مع ذلك، قدم أطر الدعم الاجتماعي بالمديرية مجموعة من الورشات والأنشطة التحسيسية. اللقاء حضور عبد الحق الواش، المدير الإقليمي لمديرية مولاي يعقوب، وعدد من مسؤولي المديرية. يذكر أن النيابة العامة قررت متابعة المدير السابق في حالة اعتقال، بينما أظهرت الأبحاث أن هناك أربع تلميذات قدمت تصريحاتهن حول تحرشات تعرضن لها في قلب مكتب المدير السابق الذي ظهر في فيديو مسرب وهو يقبل تلميذة ويلمسها في أطراف حساسة من جسمها، ويعدها بالتدخل لفائدتها لدى الحارس العام في ملف غياب عن حصص.    
مجتمع

قرار حكومي لتوقيف الدعم لـ30 ألف طفل في وضعية إعاقة يثير الجدل
قرر المرصد المغربي للتربية الدامجة، بمعية جمعيات أخرى تعمل في مجال الإعاقة، تنظيم وقفة احتجاجية يوم الأربعاء، 22 ماي الجاري، أمام مقر وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وذلك على خلفية قرار حكومي يقضي بوقف خدمات دعم تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة. المرصد، إلى جانب الجامعة الوطنية للعاملات والعاملين الاجتماعيين وتكتل جمعيات التماسك الاجتماعي، عبرت، في بيان مشترك، عن قلقها إزاء التوجه الحكومي المفاجئ جراء إرسالية للوزير المنتدب المكلف بالميزانية، وبدون إجراءات انتقالية، لتوقيف الدعم السنوي لخدمات دعم تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة. وأشارت إلى أن أن هذا التوجه ستكون له انعكاسات سلبية على أوضاع ما يقارب 30 ألف طفل مسجل في هذا البرنامج سواء داخل المراكز والمدارس، وتشريد 8 آلاف مهني وعامل اجتماعي يسهرون على تقديم الخدمات التربوية والتأهيلية الوظيفية والعلاجية، والتي لا توفرها اليوم القطاعات الحكومية المعنية. ولم تقدم الحكومة أي تصور مستقبلي وواضح حول برنامج دعم تمدرس الأطفال في وضعية إعاقة برسم السنة المالية 2024، وهو ما ينذر بتوقيف خدمات المراكز وقاعات الموارد المعدة لفائدة هذه الفئة. وتتساءل ما يقارب عن 400 جمعية متخصصة في هذا المجال عن خلفيات هذا القرار الذي لا يتوافق مع التوجهات الملكية السامية للعناية بالأشخاص في وضعية إعاقة، وتعتبره خرقا للفصل 34 من دستور المملكة في الذي يلزم السلطات العمومية بوضع وتفعيل سياسات موجهة الى الأشخاص والفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة. المرصد اعتبر بأن هذا التوجه يخل أيضا بالالتزام الحكومي بالرفع من المخصص الميزانياتي للإعاقة إلى 500 مليون درهم سنويا، لتغطية الخدمات المقدمة من قبل الجمعيات المتخصصة، ليتم توقيف ذلك بشكل مفاجئ شهر أبريل 2024.   
مجتمع

كتاب الضبط يُصعّدون بإضراب جديد يشل المحاكم
قررت النقابة الوطنية للعدل، خوض إضراب وطني، يومي 21 و22 ماي الجاري، احتجاجا على تجاهل ملفاتهم المطلبية. وأفادت النقابة المذكورة، أن بلاغ وزارة العدل بخصوص لقاء الخميس 02 ماي 2024 مع النقابات القطاعية الأكثر تمثيلية، “ضبابي يفتقر للوضوح والشفافية” مما ينتج عنه تعميق انعدام الثقة وتأزيم الوضع والسلم الاجتماعي والقطاعي. وأكدت النقابة، أن هذه الخطوة تأتي بسبب إخراج النظام الأساسي الذي سبق للنقابة أن اتفقت على تفاصيله مع وزارة العدل دون أن يجد طريقه إلى المسطرة التشريعية. وقامت الوزارة التي يشرف عليها عبد اللطيف وهبي، بتشكيل لجنة حكومية تقنية تتشكل من وزارتي العدل والمالية والنقابات، بهدف النظر في ملف النظام الأساسي والملفات الأخرى التي لا يزال يثيرها كتّاب الضبط.
مجتمع

عرض حصيلة رعاية الأم والطفل في ذكرى مبادرة التنمية البشرية بفاس
في المحور المتعلق بصحة الأم والطفل، في إطار مشاريع وعمليات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بفاس، كشفت الأرقام الرسمية أنه تم إنجاز ستة مشاريع وعمليات بين سنتي 2019 و 2023. ضمن هذا المحور، يوجد مشروعين اثنين في طور الإنجاز، بغلاف مالي يقدر بـ 1,9 مليون درهم لفائدة 22 ألفا و250 شخصا. وتمثل النساء نسبة 75 في المائة من المستفيدين من هذا المحور، وتصل نسبة استفادة الأطفال إلى 25 في المائة. بالنسبة للمرحلة الانتقالية لسنة 2024، يهدف البرنامج الرابع للمبادرة بالأساس إلى تهيئة دور الولادة وانتقاء الجمعيات الشريكة وتكوين وتنظيم حملات تحسيسية تتعلق بتغذية الأم والطفل. هذه المعطيات تم الكشف عنها بمناسبة تخليد الذكرى الـ19 لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تحت شعار "الألف يوم الأولى، أساس مستقبل أطفالنا"، وذلك في لقاء احتضنته قاعة الندوات بمقر ولاية الجهة بحضور مسؤولين إدارينن ومنتخبين، وفاعلين جمعويين وممثلين لوسائل إعلام. وقال والي جهة فاس ـ مكناس عامل عمالة فاس، سعيد زنيبر، في كلمة تلاها نيابه عنه الكاتب العام لولاية فاس – مكناس عبد السلام فريندو، إنه سيتم إطلاق حملة تواصلية وطنية حول ’’الألف يوم الأولى من حياة الطفل‘‘، ترتكز بالأساس على العلوم السلوكية، بشراكة مع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية. هذه الحملة تهدف إلى تعزيز الوعي بأهمية الألف يوم الأولى من حياة الطفل مع تعبئة جميع المصالح والهيئات المعنية على المستويين الوطني والإقليمي. وأكد والي ولاية الجهة، في ذات الكلمة، أن السنوات الثلاث الأولى تمثل لبنة أساسية للنمو السريع والحاسم الذي له تأثير دائم على صحة ورفاهية الجيل الأجيال المقبلة. وينصب تدخل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالدرجة الأولى على معالجة كل المعيقات التي تؤثر سلبا على جودة الرأسمال البشري الوطني من خلال التركيز على صحة وتغذية الأمهات والأطفال. و بلغ عدد المستفيدين من البرنامج الرابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية المتعلق بالدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة على مستوى عمالة فاس، بين سنتي 2019 و2023، حوالي 493 ألفا و788 مستفيدا. و تم إنجاز 67 مشروعا وعملية في إطار البرنامج الرابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية خلال هذه الفترة. هذه المشاريع تطلب إنجازها غلافا إجماليا يصل إلى 65.1 مليون درهم، ساهمت فيه المبادرة بنحو 29,43 مليون درهم. وتهدف هذه المشاريع إلى النهوض بصحة الأم والطفل، ودعم تعميم التعليم الأولي بالوسط القروي والحد من الهدر المدرسي، بالإضافة إلى تعزيز انفتاح الشباب والأطفال.    
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 19 مايو 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة