سياسة

العلاقة بين المغرب والسعودية تدخل المساحة الرمادية


كشـ24 | وكالة الأناضول نشر في: 12 فبراير 2019

دخلت العلاقة بين الرباط والرياض، المساحة الرمادية، في ظل اندلاع "أزمة" بين البلدين، آخر فصولها استدعاء الرباط لسفيرها لدى الرياض، بعد تقرير لقناة "العربية" السعودية، حول "إقليم الصحراء" المتنازع عليه بين المغرب والبوليساريو، فماذا تحت الجبل الثلجي، الذي ظهر من خلال تصريح لمسؤول حكومي بأن الرباط انسحبت من التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.وقال باحثان مغربيان، للأناضول، إن انسحاب الرباط من هذا التحالف كان متوقعا، خصوصا في ظل ما أسموه "التعثرات"، التي طبعت العلاقة بين المملكتين في الآونة الأخيرة.المساحة الرمادية من الصورة تعززت في ظل عدم صدور أي بيان رسمي من البلدين لغاية منتصف نهار الإثنين، وهو ما يجعل مستقبل العلاقات بين المملكتين مفتوح على كل الاحتمالات.إقليم الصحراء: النقطة التي أفاضت الكأسشكل موضوع إقليم الصحراء، النقطة التي أفاضت كأس العلاقات بين المملكتين، خصوصا في ظل الموقف المغربي (المحايد) إزاء الأزمة الخليجية، وعدم استقبال الرباط لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خلال جولته العربية الأخيرة، بعد التداعيات الدولية لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.والجمعة الماضي، قال مصطفى المنصوري، في تصريح لموقع "360" المقرب من السلطات، إن "بلاده استدعته من الرياض، وذلك قصد التشاور بشأن العلاقات بين البلدين"، واصفا الأمر بـ"سحابة عابرة".وأشار المنصوري، أن سبب استدعائه يتعلق بالمستجدات التي طرأت أخيرا على مستوى العلاقات بين البلدين، خاصة بعد بث قناة "العربية" السعودية، لتقرير مصور ضد "الوحدة الترابية للمملكة المغربية" (إقليم الصحراء)، والذي اعتبر كرد فعل على مرور وزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، في برنامج حواري مع قناة "الجزيرة" القطرية.وبلغة دبلوماسية، اعتبر أن "الأمر عادي في العلاقات الدبلوماسية حينما تعبرها بعض السحب الباردة".ولفت المنصوري، إلى أن "الأمور سرعان ما ستعود إلى حالتها الطبيعية، خصوصا في ظل متانة العلاقة التاريخية الأخوية التي تربط البلدين".ولم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بهذا الخصوص.ويوما بعد استدعاء المنصوري، نشرت الصحف المحلية، خبر استدعاء الرباط لسفيرها في الإمارات محمد آيت وعلي.وفي رده على استدعاء السفيرين، نفى بوريطة، هذا الاستدعاء في تصريح نقلته وكالة "سبوتنيك".وقال إن "الخبر غير مضبوط، ولا أساس له من الصحة، ولم يصدر عن مسؤول، وتاريخ الدبلوماسية المغربية يؤكد أنها تعبر عن موقفها بوسائلها".ويأتي تصريح بوريطة، رغم تأكيد سفير المغرب لدى السعودية، لخبر استدعائه للتشاور.ويعتبر المغرب قضية الصحراء بمثابة المحرار التي تقاس بها علاقته مع الدول الأخرى، حيث سبق أن أعلن عن مواقف حازمة تجاه دول كانت لها مواقف حيال هذا الملف.وبدأت قضية الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول النزاع بين المغرب والبوليساريو إلى نزاع مسلح، استمر حتى 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.وتصر الرباط على أحقيتها في "الصحراء"، وتقترح كحل حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت سيادته، بينما تطالب البوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي النازحين الفارين من الإقليم بعد استعادة المغرب له؛ إثر انتهاء الاحتلال الإسباني.**مؤشرات مقلقةوخلال الأشهر القليلة، عرفت العلاقة بين البلدين، حالة من الشد والجذب، خصوصا في ظل موقف المغرب حيال الأزمة الخليجية، ومسكه العصا في الوسط.واستثنى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، زيارته للمنطقة العربية، المغرب، خلال جولته الخارجية الأخيرة.وبدأ ابن سلمان، في 22 نوفمبرالماضي، جولة خارجية شملت: الإمارات، البحرين، مصر، تونس، والأرجنتين وموريتانيا، والجزائر.وخلال العقود الستة الأخيرة ارتبط المغرب والسعودية بعلاقات وصفت بـ "المتميزة"، وتجمعهما اتفاقيات تعاون عسكرية واقتصادية وأمنية كثيرة.ولكن في الأشهر الأخيرة أظهرت عدد من القضايا اتساع حجم الهوة بين البلدين، بدءا من موقف الرباط من أزمة الخليج الأخيرة، بعد مقاطعة كل من السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر لقطر.واختار المغرب التزام الحياد، وعرض القيام بوساطة بين الأطراف المتنازعة. كما أرسل طائرة محملة بالمواد الغذائية قطر، وزار الملك محمد السادس الدوحة لاحقا، والتقى بأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.وآخر ما حصل كان إثر أزمة مقتل خاشقجي، إذ لم يصدر عن الرباط أي موقف متضامن مع السعودية، عكس دول عربية كثيرة.وكان التصريح الرسمي الوحيد لها حول هذه القضية بأن الملف بيد القضاء.وفي يوليوز الماضي، وعكس ما دأب عليه في السنوات الأخيرة، لم يتوجه العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، في إجازته المعتادة إلى مدينة طنجة المغربية، واستبدلها بـ"نيوم" شمال غربي السعودية.كما ظهرت ملامح الفتور في العلاقات بين البلدين، بعدما صوتت السعودية ضد استضافة المغرب لكأس العالم 2026، ومنحت صوتها لفائدة للملف الثلاثي (الولايات المتحدة، وكندا، والمكسيك).** موقف متوقعوقال باحثان مغربيان، للأناضول، إن موقف بلادهما، القاضي بالانسحاب من التحالف الدولي الذي تقوده السعودية باليمن، أو استدعاء سفير الرباط بالسعودية للتشاور، كان متوقعا.وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط خالد يايموت، للأناضول، إن "موقف المغرب كان متوقعا، خصوصا أن وزير الخارجية عبر عن ذلك بطريقة دبلوماسية في آخر حوار مع شبكة الجزيرة".وأضاف أن "بلاده كانت له مواقف مخالفة بخصوص الحرب في اليمن".وبحسب يايموت، فإن هذه المواقف التي عبر عنها بلاده، "جاءت في الوقت الذي تعتبر الإدارة الأمريكية أن ليس في صالحها استمرار خوض السعودية حربا في اليمن".وأوضح أن "الرباط والرياض، عرفتا أزمة حقيقة، خصوصا أن هناك اختلاف الرؤى سواء في اليمن أو سوريا أو ليبيا".وتابع "من 2014 إلى 2018، وجد المغرب نفسه أمام عدد من الاتفاقيات المعلنة وغير المعلنة، مع كل من قطر والإمارات والسعودية، ولحدود الآن الدولة التي أبقت على تعهداتها هي قطر".ومضى قائلا "المغرب لديه مشروع كبير لا يتم تداوله إعلاميا، وهو اعتزامه التحول إلى دولة لتخزين الغاز إقليميا، والدولة الوحيدة التي عبرت عن مساندته من الناحية اللوجستية هي قطر".من جهته، قال خالد الشيات، الباحث المغربي في العلاقات الدولية، إن "هذه المستجدات كانت متوقعة بالنظر إلى الأزمة التي كانت تطبع البلدين في وقت سابق".ولفت إلى أن "بقاء المغرب في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، أصبح بدون معنى، خصوصا أن أطراف النزاع في مراحل متقدمة في النزاع المباشر".وأوضح الشيات، أن "بلاده وجدت نفسها في تحالف لا أفق له من الناحية العملية".واعتبر أن "البلدين عرفا أزمة خلال الآونة الأخيرة، وعلى الرغم من التعثرات التي طبعت البلدين في أوقات سابقة في ظل علاقة استراتيجية بين البلدين، إلا أن الأمر لم يصل إلى ما هو عليه الحال مؤخرا".** مستقبل العلاقاتلم ترد السعودية بشكل رسمي على هذه الأزمة لحد الآن، إلا أن قناة العربية سارعت إلى نشر نفي بوريطة، استدعاء السفير المغربي لدى الرياض، في حين نشرت جريدة الرياض السعودية (مقربة من الحكومة)، تقريرا مطولا بعنوان "الصحراء المغربية.. بين الشرعية التاريخية والمشروعية القانونية".ويرى باحثون أن مستقبل العلاقات بين البلدين مفتوح على كل الاحتمالات، خصوصا مع حالة الشد والجذب بين المملكتين، خلال السنوات القليلة الماضية.وتوقع الشيات، استمرار استهداف السعودية لمصالح بلاده، خصوصا بطريقة غير رسمية، من خلال بعض الباحثين أو المسؤولين أو الإعلام.وقال إن السعودية لم تتقبل لحد الآن، موقف الرباط من الأزمة الخليجية.وتابع "في كل الأحوال من الصعب أن ترجع العلاقات بين البلدين إلى ما كانت عليه في السابق، خصوصا في ظل مواقف السعودية تجاه الرباط، والتي تجسدت في عدد من المحطات الكثيرة".ولفت الشيات، إلى أن بلاده لن تقبل هذا التعامل خصوصا عندما يتعلق الأمر بإقليم الصحراء.وأوضح أن الأزمة بين البلدين ظاهرة للعيان، على الرغم من عدم صدور أي بيان رسمي من الطرفين لحد الآن، وقالت وسائل إعلام مغربية، الخميس الماضي، إن الرباط انسحبت من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن.جاء ذلك بحسب وسائل إعلام محلية، نقلا عن مسؤول حكومي لم تسمه، دون تفاصيل.وفي 23 يناير الماضي، قال بوريطة، إن بلاده "غيّرت" مشاركتها في التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن.وأضاف بوريطة، في مقابلة مع شبكة "الجزيرة"، أن المغرب شارك في أنشطة التحالف، و"غيّر مشاركته انطلاقا من تقييمه للتطورات على أرض الواقع، وانطلاقا من تقييم البلاد للتطورات في اليمن، خصوصا الجانب الإنساني".ويعد ذلك التصريح الأول من نوعه، عقب تقارير محلية أشارت إلى انسحاب الرباط من العمليات التي يقودها التحالف العربي.وأكد بوريطة، عدم مشاركة بلاده في المناورات العسكرية الأخيرة التي شاركت فيها دول الخليج.وأضاف أن الرباط لم تشارك أيضا في عدد من الاجتماعات الوزارية لدول التحالف.يشار أن المغرب غاب للمرة الثانية على التوالي بداية يناير الماضي، عن مناورات "الموج الأحمر" في السعودية.منذ 2015، يدعم تحالف عسكري عربي، القوات الحكومية اليمنية، في مواجهة الحوثيين المسيطرين على محافظات بينها صنعاء منذ 2014.

دخلت العلاقة بين الرباط والرياض، المساحة الرمادية، في ظل اندلاع "أزمة" بين البلدين، آخر فصولها استدعاء الرباط لسفيرها لدى الرياض، بعد تقرير لقناة "العربية" السعودية، حول "إقليم الصحراء" المتنازع عليه بين المغرب والبوليساريو، فماذا تحت الجبل الثلجي، الذي ظهر من خلال تصريح لمسؤول حكومي بأن الرباط انسحبت من التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.وقال باحثان مغربيان، للأناضول، إن انسحاب الرباط من هذا التحالف كان متوقعا، خصوصا في ظل ما أسموه "التعثرات"، التي طبعت العلاقة بين المملكتين في الآونة الأخيرة.المساحة الرمادية من الصورة تعززت في ظل عدم صدور أي بيان رسمي من البلدين لغاية منتصف نهار الإثنين، وهو ما يجعل مستقبل العلاقات بين المملكتين مفتوح على كل الاحتمالات.إقليم الصحراء: النقطة التي أفاضت الكأسشكل موضوع إقليم الصحراء، النقطة التي أفاضت كأس العلاقات بين المملكتين، خصوصا في ظل الموقف المغربي (المحايد) إزاء الأزمة الخليجية، وعدم استقبال الرباط لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، خلال جولته العربية الأخيرة، بعد التداعيات الدولية لمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.والجمعة الماضي، قال مصطفى المنصوري، في تصريح لموقع "360" المقرب من السلطات، إن "بلاده استدعته من الرياض، وذلك قصد التشاور بشأن العلاقات بين البلدين"، واصفا الأمر بـ"سحابة عابرة".وأشار المنصوري، أن سبب استدعائه يتعلق بالمستجدات التي طرأت أخيرا على مستوى العلاقات بين البلدين، خاصة بعد بث قناة "العربية" السعودية، لتقرير مصور ضد "الوحدة الترابية للمملكة المغربية" (إقليم الصحراء)، والذي اعتبر كرد فعل على مرور وزير الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة، في برنامج حواري مع قناة "الجزيرة" القطرية.وبلغة دبلوماسية، اعتبر أن "الأمر عادي في العلاقات الدبلوماسية حينما تعبرها بعض السحب الباردة".ولفت المنصوري، إلى أن "الأمور سرعان ما ستعود إلى حالتها الطبيعية، خصوصا في ظل متانة العلاقة التاريخية الأخوية التي تربط البلدين".ولم يصدر حتى الآن أي بيان رسمي من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بهذا الخصوص.ويوما بعد استدعاء المنصوري، نشرت الصحف المحلية، خبر استدعاء الرباط لسفيرها في الإمارات محمد آيت وعلي.وفي رده على استدعاء السفيرين، نفى بوريطة، هذا الاستدعاء في تصريح نقلته وكالة "سبوتنيك".وقال إن "الخبر غير مضبوط، ولا أساس له من الصحة، ولم يصدر عن مسؤول، وتاريخ الدبلوماسية المغربية يؤكد أنها تعبر عن موقفها بوسائلها".ويأتي تصريح بوريطة، رغم تأكيد سفير المغرب لدى السعودية، لخبر استدعائه للتشاور.ويعتبر المغرب قضية الصحراء بمثابة المحرار التي تقاس بها علاقته مع الدول الأخرى، حيث سبق أن أعلن عن مواقف حازمة تجاه دول كانت لها مواقف حيال هذا الملف.وبدأت قضية الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول النزاع بين المغرب والبوليساريو إلى نزاع مسلح، استمر حتى 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.وتصر الرباط على أحقيتها في "الصحراء"، وتقترح كحل حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت سيادته، بينما تطالب البوليساريو بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الإقليم، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي النازحين الفارين من الإقليم بعد استعادة المغرب له؛ إثر انتهاء الاحتلال الإسباني.**مؤشرات مقلقةوخلال الأشهر القليلة، عرفت العلاقة بين البلدين، حالة من الشد والجذب، خصوصا في ظل موقف المغرب حيال الأزمة الخليجية، ومسكه العصا في الوسط.واستثنى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، زيارته للمنطقة العربية، المغرب، خلال جولته الخارجية الأخيرة.وبدأ ابن سلمان، في 22 نوفمبرالماضي، جولة خارجية شملت: الإمارات، البحرين، مصر، تونس، والأرجنتين وموريتانيا، والجزائر.وخلال العقود الستة الأخيرة ارتبط المغرب والسعودية بعلاقات وصفت بـ "المتميزة"، وتجمعهما اتفاقيات تعاون عسكرية واقتصادية وأمنية كثيرة.ولكن في الأشهر الأخيرة أظهرت عدد من القضايا اتساع حجم الهوة بين البلدين، بدءا من موقف الرباط من أزمة الخليج الأخيرة، بعد مقاطعة كل من السعودية والإمارات والبحرين إضافة إلى مصر لقطر.واختار المغرب التزام الحياد، وعرض القيام بوساطة بين الأطراف المتنازعة. كما أرسل طائرة محملة بالمواد الغذائية قطر، وزار الملك محمد السادس الدوحة لاحقا، والتقى بأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.وآخر ما حصل كان إثر أزمة مقتل خاشقجي، إذ لم يصدر عن الرباط أي موقف متضامن مع السعودية، عكس دول عربية كثيرة.وكان التصريح الرسمي الوحيد لها حول هذه القضية بأن الملف بيد القضاء.وفي يوليوز الماضي، وعكس ما دأب عليه في السنوات الأخيرة، لم يتوجه العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، في إجازته المعتادة إلى مدينة طنجة المغربية، واستبدلها بـ"نيوم" شمال غربي السعودية.كما ظهرت ملامح الفتور في العلاقات بين البلدين، بعدما صوتت السعودية ضد استضافة المغرب لكأس العالم 2026، ومنحت صوتها لفائدة للملف الثلاثي (الولايات المتحدة، وكندا، والمكسيك).** موقف متوقعوقال باحثان مغربيان، للأناضول، إن موقف بلادهما، القاضي بالانسحاب من التحالف الدولي الذي تقوده السعودية باليمن، أو استدعاء سفير الرباط بالسعودية للتشاور، كان متوقعا.وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط خالد يايموت، للأناضول، إن "موقف المغرب كان متوقعا، خصوصا أن وزير الخارجية عبر عن ذلك بطريقة دبلوماسية في آخر حوار مع شبكة الجزيرة".وأضاف أن "بلاده كانت له مواقف مخالفة بخصوص الحرب في اليمن".وبحسب يايموت، فإن هذه المواقف التي عبر عنها بلاده، "جاءت في الوقت الذي تعتبر الإدارة الأمريكية أن ليس في صالحها استمرار خوض السعودية حربا في اليمن".وأوضح أن "الرباط والرياض، عرفتا أزمة حقيقة، خصوصا أن هناك اختلاف الرؤى سواء في اليمن أو سوريا أو ليبيا".وتابع "من 2014 إلى 2018، وجد المغرب نفسه أمام عدد من الاتفاقيات المعلنة وغير المعلنة، مع كل من قطر والإمارات والسعودية، ولحدود الآن الدولة التي أبقت على تعهداتها هي قطر".ومضى قائلا "المغرب لديه مشروع كبير لا يتم تداوله إعلاميا، وهو اعتزامه التحول إلى دولة لتخزين الغاز إقليميا، والدولة الوحيدة التي عبرت عن مساندته من الناحية اللوجستية هي قطر".من جهته، قال خالد الشيات، الباحث المغربي في العلاقات الدولية، إن "هذه المستجدات كانت متوقعة بالنظر إلى الأزمة التي كانت تطبع البلدين في وقت سابق".ولفت إلى أن "بقاء المغرب في التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، أصبح بدون معنى، خصوصا أن أطراف النزاع في مراحل متقدمة في النزاع المباشر".وأوضح الشيات، أن "بلاده وجدت نفسها في تحالف لا أفق له من الناحية العملية".واعتبر أن "البلدين عرفا أزمة خلال الآونة الأخيرة، وعلى الرغم من التعثرات التي طبعت البلدين في أوقات سابقة في ظل علاقة استراتيجية بين البلدين، إلا أن الأمر لم يصل إلى ما هو عليه الحال مؤخرا".** مستقبل العلاقاتلم ترد السعودية بشكل رسمي على هذه الأزمة لحد الآن، إلا أن قناة العربية سارعت إلى نشر نفي بوريطة، استدعاء السفير المغربي لدى الرياض، في حين نشرت جريدة الرياض السعودية (مقربة من الحكومة)، تقريرا مطولا بعنوان "الصحراء المغربية.. بين الشرعية التاريخية والمشروعية القانونية".ويرى باحثون أن مستقبل العلاقات بين البلدين مفتوح على كل الاحتمالات، خصوصا مع حالة الشد والجذب بين المملكتين، خلال السنوات القليلة الماضية.وتوقع الشيات، استمرار استهداف السعودية لمصالح بلاده، خصوصا بطريقة غير رسمية، من خلال بعض الباحثين أو المسؤولين أو الإعلام.وقال إن السعودية لم تتقبل لحد الآن، موقف الرباط من الأزمة الخليجية.وتابع "في كل الأحوال من الصعب أن ترجع العلاقات بين البلدين إلى ما كانت عليه في السابق، خصوصا في ظل مواقف السعودية تجاه الرباط، والتي تجسدت في عدد من المحطات الكثيرة".ولفت الشيات، إلى أن بلاده لن تقبل هذا التعامل خصوصا عندما يتعلق الأمر بإقليم الصحراء.وأوضح أن الأزمة بين البلدين ظاهرة للعيان، على الرغم من عدم صدور أي بيان رسمي من الطرفين لحد الآن، وقالت وسائل إعلام مغربية، الخميس الماضي، إن الرباط انسحبت من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن.جاء ذلك بحسب وسائل إعلام محلية، نقلا عن مسؤول حكومي لم تسمه، دون تفاصيل.وفي 23 يناير الماضي، قال بوريطة، إن بلاده "غيّرت" مشاركتها في التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن.وأضاف بوريطة، في مقابلة مع شبكة "الجزيرة"، أن المغرب شارك في أنشطة التحالف، و"غيّر مشاركته انطلاقا من تقييمه للتطورات على أرض الواقع، وانطلاقا من تقييم البلاد للتطورات في اليمن، خصوصا الجانب الإنساني".ويعد ذلك التصريح الأول من نوعه، عقب تقارير محلية أشارت إلى انسحاب الرباط من العمليات التي يقودها التحالف العربي.وأكد بوريطة، عدم مشاركة بلاده في المناورات العسكرية الأخيرة التي شاركت فيها دول الخليج.وأضاف أن الرباط لم تشارك أيضا في عدد من الاجتماعات الوزارية لدول التحالف.يشار أن المغرب غاب للمرة الثانية على التوالي بداية يناير الماضي، عن مناورات "الموج الأحمر" في السعودية.منذ 2015، يدعم تحالف عسكري عربي، القوات الحكومية اليمنية، في مواجهة الحوثيين المسيطرين على محافظات بينها صنعاء منذ 2014.



اقرأ أيضاً
ليبيريا تجدد دعمها للوحدة الترابية ولسيادة المغرب على كامل ترابه
جددت جمهورية ليبيريا، العضو الجديد غير الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ابتداء من سنة 2026، اليوم الجمعة بالرباط، تأكيد دعمها للوحدة الترابية ولسيادة المغرب على كامل ترابه، بما في ذلك منطقة الصحراء. وجاء التعبير عن هذا الموقف على لسان وزيرة خارجية ليبيريا، سارة بيسولو نيانتي، خلال ندوة صحفية عقب لقائها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة. كما جددت نيانتي دعم بلادها التام لمخطط الحكم الذاتي، معتبرة إياه “الحل الموثوق والجاد والواقعي الوحيد” لهذا النزاع. وأكدت أن ليبيريا، باعتبارها عضوا جديدا غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ابتداء من يناير 2026، ستواصل دعم هذا الموقف. وأضافت الوزيرة أن جمهورية ليبيريا تشيد أيضا بالتوافق الدولي المتنامي وبالزخم الذي يقوده صاحب الجلالة الملك محمد السادس دعما لمخطط الحكم الذاتي ولسيادة المغرب على صحرائه.
سياسة

جلالة الملك يهنئ رئيس الولايات المتحدة الأمريكية
بعث صاحب الجلالة الملك محمد السادس برقية تهنئة إلى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، دونالد ترامب، وذلك بمناسبة اليوم الوطني لبلاده. ومما جاء في هذه البرقية "يطيب لي بمناسبة اليوم الوطني للولايات المتحدة الأمريكية، أن أتقدم إليكم باسمي الخاص وباسم الشعب المغربي، بأحر التهاني وأصدق المتمنيات لكم شخصيا بدوام الصحة والسعادة، وللشعب الأمريكي الصديق باطراد الرخاء والازدهار، في ظل قيادتكم الحكيمة". وقال جلالة الملك "وأغتنم هذه المناسبة لأجدد لفخامتكم اعتزازي الكبير بعمق الروابط التاريخية التي تجمع المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، والقائمة على أسس الصداقة المتينة والتعاون البناء والتقدير المتبادل". وأضاف جلالة الملك "إن التزامنا معا بتطوير هذه الروابط قد ساهم في إعطاء زخم جديد لشراكتنا الاستراتيجية، ممهدا الطريق لتعاون أوثق، في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، وفي خدمة الاستقرار والتنمية سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي". ومما جاء أيضا في هذه البرقية "وإذ أؤكد لكم تطلعي الدائم إلى مواصلة عملنا المشترك في خدمة هذه العلاقات المتميزة، أرجو أن تتفضلوا، فخامة الرئيس، بقبول أسمى عبارات تقديري وصداقتي".
سياسة

عامل تازة يلجأ إلى “سلطة الحلول” لتدبير شؤون مجلس قروي لتجاوز الجمود
لجأت السلطات الإقليمية بتازة، إلى تعيين لجنة خاصة لتسيير شؤون المجلس القروي مغراوة، بعد جمود عطل كل مصالحه. ونجم هذا الجمود عن تقاطبات حادة بين أعضاء المجلس دون ان تنجح كل المساعي في تجاوز تداعياته.وتم تكليف اللجنة بتصريف الأمور الجارية فقط، في انتظار اتخاذ الإجراءات لإعادة تشكيل مكتب جديد. وكان رئيس الجماعة قد فقد أغلبيته، ووجد نفسه في عزلة. وخلف تعطل مختلف المصالح الجماعية حالة من الغضب في أوساط الساكنة المحلية والتي تشير إلى أن الوضع وصل إلى العجز عن توفير المحروقات لآليات الجماعة. وكان عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية المغربي قد وجه في وقت سابق دورية إلى ولاة الجهات وعمال العمالات وأقاليم المملكة، حثهم فيها على ممارسة سلطة "الحلول" التي يخولها لهم القانون عند ثبوت حالة امتناع رؤساء مجالس الجماعات الترابية عن القيام بالمهام المنوطة بهم على الوجه القانوني المطلوب. ونص المشرع في القوانين التنظيمية للجماعات الترابية على آلية الحلول التي "يمكن أن يلجأ إليها ولاة الجهات وعمال العمالات والأقاليم متى ثبت لهم وجود حالة امتناع رئيس مجلس جماعة ترابية عن القيام بالأعمال المنوطة به، والتي من شأنها أن تمس بالسير العادي لمصالح الجماعات الترابية"
سياسة

المصادقة على تعيينات جديدة في مناصب عليا
صادق مجلس الحكومة، اليوم الخميس، على مقترحات تعيين في مناصب عليا طبقا للفصل 92 من الدستور. وذكر بلاغ للوزارة المنتدبة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، بأنه تم على مستوى وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، تعيين: توفيق ايت الفقيه، مديرا للاستراتيجية والتمويلات والتقييم. وعلى مستوى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، تعيين: مولاي الصادق قاديري، مديرا للمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بخريبكة، و علي السهلاوي، مديرا للمدرسة العليا للتكنولوجيا بخنيفرة. وعلى مستوى وزارة العدل، تعيين: نائلة حديدو، مديرة للتحديث ونظم المعلومات. وعلى مستوى وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات-قطاع التكوين المهني، تعيين: نعيمة الصابري، مديرة للتخطيط والتقييم. وعلى مستوى وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني- قطاع الصناعة التقليدية، تعيين: حسناء زروق، مديرة التكوين المهني والتكوين المستمر للصناع التقليديين.
سياسة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 04 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة