ثقافة-وفن

الحياة الجنسية في المغرب محور ثلاثة كتب جديدة


كشـ24 نشر في: 3 ديسمبر 2017

في ظرفية زمنية متقاربة، قفزت إلى واجهات المكتبات الكبرى ثلاثة إصدارات جديدة، تتمحور أساسًا حول الحياة الجنسية في المغرب، اثنان منها بالفرنسية، وواحد بالعربية.

الكتاب الأول بعنوان "الحياة الجنسية والأكاذيب" صدر أخيرًا للكاتبة الفرنسية من أصل مغربي ليلى سليماني، الفائزة بجائزة "غونكور"، التي تعتبر من أرفع الجوائز الأدبية في باريس، عن عملها الروائي "أغنية هادئة".

الكتاب الجديد جاء في شكل تحقيق موثق بشهادات حية لنساء مغربيات عن تجارب شخصية في الموضوع، وقد أهدته المؤلفة إلى خالتها عتيقة، وإلى الراحلة فاطمة المرنيسي، عالمة الاجتماع المعروفة، تقديرًا لمكانتها ككاتبة أصدرت العديد من المؤلفات حول المرأة.

رغم غلاء سعره بالنسبة إلى القدرة الشرائية للمواطن في المغرب، (230 درهمًا)، فقد حققت الدفعات الأولى من نسخ الكتاب، رواجًا ملحوظًا، تجلى في إقبال القراء عليه، حسب إفادة إحدى البائعات في مكتبة معروفة في العاصمة السياسية للمملكة.

هذه ليست أول مرة تغوص فيها السليماني في عوالم الجنس، بل سبق لها ملامسته في عمل روائي بعنوان "في حديقة الغول"، فاز بجائزة "المامونية" في مراكش، والتي تمنح عادة للأعمال الأدبية الصادرة باللغة الفرنسية.

وإذا كانت السليماني قد اختارت التركيز في هذه الرواية على بطلتها المهووسة بالجنس، فإنها في كتابها "الحياة الجنسية والأكاذيب" تحاول أن ترسم صورة عن رؤية المجتمع في المغرب للجنس، التي تبنى أساسًا على ضرورة احترام القانون.

لكن هذه الكاتبة المتشبعة بمبادئ الغرب القائمة على الحرية الفردية تعتبر من خلال سرد بعض الوقائع أن بنات جنسها "يعانين" الكثير في المغرب، جراء تمسك الناس والسلطات بالضوابط الأخلاقية والتقاليد الاجتماعية، التي تفرض عليهن، في نظرها، "قيودًا تحدّّ من تحركاتهن"، رغم تحايلهن عليها، ولجوئهن إلى أماكن معينة لممارسة الحب والجنس بعيدًا عن العيون.

ويبدو أن صدور هذا الكتاب كان فأل خير على صاحبته السليماني، التي عيّنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ممثلته الشخصية للفرانكوفونية، ولا أحد يعرف هل ستستمر في الكتابة أم إنها سوف تنصرف فقط إلى المهمة التي كلفت بها.

العزوبية والممارسة الجنسية

عرف عن الكاتبة والإعلامية والباحثة الاجتماعية الشابة سناء العاجي تمردها على العديد من السلوكات الاجتماعية التي تعتقد أنها باتت متجاوزة، وأن التخلص منها، لا بد أن يتم عن طريق بناء مجتمع ديمقراطي يسوده قيم الحداثة.

سناء العاجي مؤلفة كتاب الجنس والعزوبية.

البعض يسميها "مجنونة يوسف"، نسبة إلى رواية لها، وفيها تكتب: "الرجل عندنا يحب على هواه، لكنه حين يفكر في الزواج، فهو يبحث عن الفتاة العفيفة الشريفة التي لم يمسسها إنس".

في إصدارها الجديد الصادر حديثًا "الجنس والعزوبية"، تلامس العاجي موضوعًا طالما كان محل سجال وجدال، ويتعلق الأمر بمسألة العزوبية في ارتباطها بممارسة الجنس في المغرب، وعلاقتها بالجسد وتجلياته، لدى الشباب.

هذا الكتاب الذي قدمته العاجي أخيرًا في المعهد الفرنسي في مدينة الدار البيضاء، باللغة الفرنسية، هو في الأصل خلاصة بحث ميداني قامت به، على مدى ست سنوات، ضمن أطروحة دكتوراه أنجزتها في علم الاجتماع.

واستنادًا إلى تصريح لها، فقد كان الدافع إلى بحثها هو محاولة الإحاطة بهذا الملف من جميع جوانبه، لرصد مدى التطور الاجتماعي الذي مس المقاربة الجنسية في المملكة في العقد الأخير، مع استحضار مكونات الهوية المغربية قانونيًا ودينيًا واجتماعيًا.

ورغم التحولات التي طرأت على البنيان المجتمعي في المغرب بحكم العديد من مظاهر العصر الحديث التي تسوده، فإن الباحثة العاجي تقف مطولًا عند بعض القيم التي مازالت تحكم عقليات بعض الأفراد، إزاء الممارسة الجنسية قبل الزواج، التي قد يتخذ الكثيرون منها موقف الرفض، إلا أن ذلك لا يمنع من الاعتراف بأن هذه الممارسة موجودة كسلوك داخل بعض العلاقات العاطفية، في انسياق مع تأثيرات العالم التكنولوجي والرقمي.

الانتقال الجنسي بالمغرب

هناك إذن انتقال جنسي في المغرب، بدأ الباحثون يرصدون بعض تداعياته وتمظهراته، وضمنهم الدكتور عبد الصمد الديالمي، الذي تم الاحتفاء أخيرًا في المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة والاتصال بمدينة مكناس بكتابه "الانتقال الجنسي في المغرب.. نحو الحق في الجنس، في النسب وفي الإجهاض".

تنبع أهمية هذا الكتاب من كون مؤلفه يعتبر من أكبر المتخصصين في سوسيولوجيا الجنس بالعالم العربي، بعدما صدرت له مؤلفات عدة تخص هذا المجال باللغات العربية والفرنسية والانجليزية، ومن بينها "المرأة والجنس في المغرب"، و"القضية السوسيولوجية"، و"سكن، جنسانية، إسلاموية"، و"نسائية، إسلاموية، صوفية"، و"الشباب، السيدا (الإيدز) والإسلام في المغرب"، و"سوسيولوجيا الجنسانية العربية"، و"المدينة الإسلامية، الأصولية والإرهاب: مقاربة جنسية"، و"أية تربية جنسية للشباب المسلم؟"، و"صناعة الإسلاموية المغربية".

يضم الكتاب بين دفتيه حوارات صحافية مع المؤلف، ومقالات نظرية، ودراسات ميدانية، واستنتاجات مستلهمة من التجربة الشخصية والاجتماعية والشخصية والأكاديمية، التي استنزفت جهد الديالمي، على مدى ثلاثين سنة من البحث، كسوسيولوجي، غزير الإنتاج في هذا المجال، وأستاذ في كل من جامعتي محمد الخامس بالرباط، وسيدي محمد بن عبدالله بفاس.

المجتمع والكبت الجنسي

في جواب له عن سؤال: "هل يعتبر المجتمع المغربي مجتمعًا مكبوتًا جنسيًا؟"، يؤكد الديالمي ضاحكًا: "طبعًا طبعًا"، مستدلًا على ذلك بالعنف ضد المرأة بكل أشكاله، (العنف الجسدي، اللغوي، النفسي، الجنسي، الاقتصادي، والمؤسساتي).

وفي تقديمه للكتاب يسجل الديالمي أن "المغرب دخل منذ 30 سنة مرحلة انتقالية تتميز بهوة آخذة في الاتساع بين معايير جنسية ذات مرجعية إسلامية وبين سلوكات جنسية تنزع نحو الاستقلال عن الإسلام، على الرغم من أن هذه العلمنة لا تزال صامتة، عملية، وغير واعية بذاتها، وهو ما سميته انفجارًا جنسيًا، بمعنى تفجير إطار الزواج كإطار أوحد للجنس، وبمعنى تضخم السلوكات الجنسية غير الزوجية"، على حد تعبيره.

وتأسيسًا على مجموعة من المعطيات، يلاحظ الكاتب أن المغرب ما زال يشكو من غياب تربية جنسية تحميه من الأمراض المنقولة جنسيًا، ومن الحمل غير المرغوب فيه، ومن الإجهاض السري الخطير، ومن وصم الأمهات العازبات، ليخلص إلى القول: "إن التربية الجنسية أصبحت ضرورة عمومية تصاحب وتنظم جنسانية كسرت قيود المنع والقمع على صعيد الفعل اليومي".

في ظرفية زمنية متقاربة، قفزت إلى واجهات المكتبات الكبرى ثلاثة إصدارات جديدة، تتمحور أساسًا حول الحياة الجنسية في المغرب، اثنان منها بالفرنسية، وواحد بالعربية.

الكتاب الأول بعنوان "الحياة الجنسية والأكاذيب" صدر أخيرًا للكاتبة الفرنسية من أصل مغربي ليلى سليماني، الفائزة بجائزة "غونكور"، التي تعتبر من أرفع الجوائز الأدبية في باريس، عن عملها الروائي "أغنية هادئة".

الكتاب الجديد جاء في شكل تحقيق موثق بشهادات حية لنساء مغربيات عن تجارب شخصية في الموضوع، وقد أهدته المؤلفة إلى خالتها عتيقة، وإلى الراحلة فاطمة المرنيسي، عالمة الاجتماع المعروفة، تقديرًا لمكانتها ككاتبة أصدرت العديد من المؤلفات حول المرأة.

رغم غلاء سعره بالنسبة إلى القدرة الشرائية للمواطن في المغرب، (230 درهمًا)، فقد حققت الدفعات الأولى من نسخ الكتاب، رواجًا ملحوظًا، تجلى في إقبال القراء عليه، حسب إفادة إحدى البائعات في مكتبة معروفة في العاصمة السياسية للمملكة.

هذه ليست أول مرة تغوص فيها السليماني في عوالم الجنس، بل سبق لها ملامسته في عمل روائي بعنوان "في حديقة الغول"، فاز بجائزة "المامونية" في مراكش، والتي تمنح عادة للأعمال الأدبية الصادرة باللغة الفرنسية.

وإذا كانت السليماني قد اختارت التركيز في هذه الرواية على بطلتها المهووسة بالجنس، فإنها في كتابها "الحياة الجنسية والأكاذيب" تحاول أن ترسم صورة عن رؤية المجتمع في المغرب للجنس، التي تبنى أساسًا على ضرورة احترام القانون.

لكن هذه الكاتبة المتشبعة بمبادئ الغرب القائمة على الحرية الفردية تعتبر من خلال سرد بعض الوقائع أن بنات جنسها "يعانين" الكثير في المغرب، جراء تمسك الناس والسلطات بالضوابط الأخلاقية والتقاليد الاجتماعية، التي تفرض عليهن، في نظرها، "قيودًا تحدّّ من تحركاتهن"، رغم تحايلهن عليها، ولجوئهن إلى أماكن معينة لممارسة الحب والجنس بعيدًا عن العيون.

ويبدو أن صدور هذا الكتاب كان فأل خير على صاحبته السليماني، التي عيّنها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ممثلته الشخصية للفرانكوفونية، ولا أحد يعرف هل ستستمر في الكتابة أم إنها سوف تنصرف فقط إلى المهمة التي كلفت بها.

العزوبية والممارسة الجنسية

عرف عن الكاتبة والإعلامية والباحثة الاجتماعية الشابة سناء العاجي تمردها على العديد من السلوكات الاجتماعية التي تعتقد أنها باتت متجاوزة، وأن التخلص منها، لا بد أن يتم عن طريق بناء مجتمع ديمقراطي يسوده قيم الحداثة.

سناء العاجي مؤلفة كتاب الجنس والعزوبية.

البعض يسميها "مجنونة يوسف"، نسبة إلى رواية لها، وفيها تكتب: "الرجل عندنا يحب على هواه، لكنه حين يفكر في الزواج، فهو يبحث عن الفتاة العفيفة الشريفة التي لم يمسسها إنس".

في إصدارها الجديد الصادر حديثًا "الجنس والعزوبية"، تلامس العاجي موضوعًا طالما كان محل سجال وجدال، ويتعلق الأمر بمسألة العزوبية في ارتباطها بممارسة الجنس في المغرب، وعلاقتها بالجسد وتجلياته، لدى الشباب.

هذا الكتاب الذي قدمته العاجي أخيرًا في المعهد الفرنسي في مدينة الدار البيضاء، باللغة الفرنسية، هو في الأصل خلاصة بحث ميداني قامت به، على مدى ست سنوات، ضمن أطروحة دكتوراه أنجزتها في علم الاجتماع.

واستنادًا إلى تصريح لها، فقد كان الدافع إلى بحثها هو محاولة الإحاطة بهذا الملف من جميع جوانبه، لرصد مدى التطور الاجتماعي الذي مس المقاربة الجنسية في المملكة في العقد الأخير، مع استحضار مكونات الهوية المغربية قانونيًا ودينيًا واجتماعيًا.

ورغم التحولات التي طرأت على البنيان المجتمعي في المغرب بحكم العديد من مظاهر العصر الحديث التي تسوده، فإن الباحثة العاجي تقف مطولًا عند بعض القيم التي مازالت تحكم عقليات بعض الأفراد، إزاء الممارسة الجنسية قبل الزواج، التي قد يتخذ الكثيرون منها موقف الرفض، إلا أن ذلك لا يمنع من الاعتراف بأن هذه الممارسة موجودة كسلوك داخل بعض العلاقات العاطفية، في انسياق مع تأثيرات العالم التكنولوجي والرقمي.

الانتقال الجنسي بالمغرب

هناك إذن انتقال جنسي في المغرب، بدأ الباحثون يرصدون بعض تداعياته وتمظهراته، وضمنهم الدكتور عبد الصمد الديالمي، الذي تم الاحتفاء أخيرًا في المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة والاتصال بمدينة مكناس بكتابه "الانتقال الجنسي في المغرب.. نحو الحق في الجنس، في النسب وفي الإجهاض".

تنبع أهمية هذا الكتاب من كون مؤلفه يعتبر من أكبر المتخصصين في سوسيولوجيا الجنس بالعالم العربي، بعدما صدرت له مؤلفات عدة تخص هذا المجال باللغات العربية والفرنسية والانجليزية، ومن بينها "المرأة والجنس في المغرب"، و"القضية السوسيولوجية"، و"سكن، جنسانية، إسلاموية"، و"نسائية، إسلاموية، صوفية"، و"الشباب، السيدا (الإيدز) والإسلام في المغرب"، و"سوسيولوجيا الجنسانية العربية"، و"المدينة الإسلامية، الأصولية والإرهاب: مقاربة جنسية"، و"أية تربية جنسية للشباب المسلم؟"، و"صناعة الإسلاموية المغربية".

يضم الكتاب بين دفتيه حوارات صحافية مع المؤلف، ومقالات نظرية، ودراسات ميدانية، واستنتاجات مستلهمة من التجربة الشخصية والاجتماعية والشخصية والأكاديمية، التي استنزفت جهد الديالمي، على مدى ثلاثين سنة من البحث، كسوسيولوجي، غزير الإنتاج في هذا المجال، وأستاذ في كل من جامعتي محمد الخامس بالرباط، وسيدي محمد بن عبدالله بفاس.

المجتمع والكبت الجنسي

في جواب له عن سؤال: "هل يعتبر المجتمع المغربي مجتمعًا مكبوتًا جنسيًا؟"، يؤكد الديالمي ضاحكًا: "طبعًا طبعًا"، مستدلًا على ذلك بالعنف ضد المرأة بكل أشكاله، (العنف الجسدي، اللغوي، النفسي، الجنسي، الاقتصادي، والمؤسساتي).

وفي تقديمه للكتاب يسجل الديالمي أن "المغرب دخل منذ 30 سنة مرحلة انتقالية تتميز بهوة آخذة في الاتساع بين معايير جنسية ذات مرجعية إسلامية وبين سلوكات جنسية تنزع نحو الاستقلال عن الإسلام، على الرغم من أن هذه العلمنة لا تزال صامتة، عملية، وغير واعية بذاتها، وهو ما سميته انفجارًا جنسيًا، بمعنى تفجير إطار الزواج كإطار أوحد للجنس، وبمعنى تضخم السلوكات الجنسية غير الزوجية"، على حد تعبيره.

وتأسيسًا على مجموعة من المعطيات، يلاحظ الكاتب أن المغرب ما زال يشكو من غياب تربية جنسية تحميه من الأمراض المنقولة جنسيًا، ومن الحمل غير المرغوب فيه، ومن الإجهاض السري الخطير، ومن وصم الأمهات العازبات، ليخلص إلى القول: "إن التربية الجنسية أصبحت ضرورة عمومية تصاحب وتنظم جنسانية كسرت قيود المنع والقمع على صعيد الفعل اليومي".


ملصقات


اقرأ أيضاً
بعائدات تفوق المليار درهم.. المغرب يعزز مكانته كمنصة عالمية لتصوير الأفلام
يواصل المغرب تثبيت حضوره في خارطة الإنتاجات السينمائية العالمية، بفضل مؤهلاته الطبيعية المتنوعة، وبنياته التحتية المتطورة، وكفاءاته البشرية المتخصصة في مختلف فروع الصناعة السينمائية. وقد تحوّلت المملكة، خلال السنوات الأخيرة، إلى منصة تصوير مفضلة لكبريات شركات الإنتاج الأجنبية. وحسب معطيات حديثة صادرة عن المركز السينمائي المغربي، فقد عرفت عائدات تصوير الأعمال السينمائية الأجنبية بالمغرب خلال سنة 2024 ارتفاعًا ملحوظًا، بلغت قيمته حوالي مليار و198 مليون و863 ألف درهم، مقابل مليار و109 ملايين و800 ألف درهم سنة 2023، أي بزيادة تفوق 89 مليون درهم. هذا التطور يعكس تزايد ثقة المستثمرين في البيئة السينمائية المغربية، التي استطاعت جذب عدد من الإنتاجات الكبرى، كان أبرزها السلسلة البريطانية "Atomic" باستثمار ضخم ناهز 180.9 مليون درهم، متبوعة بالفيلم الألماني "Convoy" بـ150.1 مليون درهم، ثم الفيلم "The New Eve" بميزانية بلغت 140 مليون درهم. وضمن نفس التصنيف، برز الفيلم الإنجليزي "Lords Of War" باستثمار قدره 100 مليون درهم، والفيلم الفرنسي "13 Jours 13 Nuits" بـ83.6 مليون درهم، بالإضافة إلى أعمال أخرى لافتة مثل "Le Livre du Désert" و**"Les Damnés de la Terre"، بميزانيات ناهزت على التوالي 37 و35 مليون درهم**. في المقابل، شهدت القاعات السينمائية بالمملكة خلال سنة 2024 انتعاشة ملحوظة سواء من حيث عدد المرتادين أو المداخيل، مدفوعة بتنوع البرمجة، وارتفاع عدد الأفلام المعروضة، خاصة تلك المنتجة محليًا. وقد بلغت إيرادات أكثر 30 فيلمًا تحقيقًا للعائدات نحو 96 مليون و226 ألف درهم، مقارنة بـ63 مليون و193 ألف درهم في سنة 2023، أي بزيادة تُقدّر بـ33 مليون درهم، وفق تقرير المركز السينمائي المغربي. وفي إنجاز يُحسب لصناعة السينما الوطنية، تمكنت سبعة أفلام مغربية من التربع على قائمة أكثر الأفلام دخلاً، متفوقة على إنتاجات أمريكية وعالمية. وتصدر القائمة فيلم "أنا ماشي أنا" للمخرج هشام الجباري، الذي حصد 13.4 مليون درهم، يليه "زعزوع" بـ7.5 ملايين درهم، و**"على الهامش"** بـ7.4 ملايين درهم. واستمر حضور الكوميديا المغربية بقوة، من خلال أفلام مثل "قلب 6/9" بـ7.3 ملايين درهم، و**"البطل"** بـ5.9 ملايين درهم، و**"لي وقع في مراكش يبقى فمراكش"** بـ5.7 ملايين درهم، إلى جانب "حادة وكريمو" بـ4.1 ملايين درهم. أما بالنسبة للإنتاجات العالمية، فقد جاء فيلم "Gladiator 2" في المرتبة الثامنة بـ4.2 ملايين درهم، يليه "Vice-Versa" بـ3.8 ملايين درهم، ثم "Deadpool & Wolverine Awan" بـ3.7 ملايين درهم. هذا الأداء المتميز يعكس الحيوية التي تعرفها الصناعة السينمائية بالمغرب، والتي باتت تجمع بين استقطاب المشاريع الأجنبية الكبرى ودعم الإنتاج الوطني، في مسار يُعزز مكانة المملكة كمنصة دولية واعدة لصناعة الفن السابع.
ثقافة-وفن

جازابلانكا: أمسية مبهرة لـ “بلاك آيد بيز” و”كارافان بالاس” و”نوبيا غارسيا”
تميزت الأمسية الثالثة من الدورة الثامنة عشر لمهرجان جازابلانكا، أمس السبت بالدار البيضاء، ببرمجة انتقائية من خلال أداء مبهر لكل من “بلاك آيد بيز” و”كارافان بالاس” و”نوبيا غارسيا”، وهم فنانون مشهورون عالميا من مشاهد موسيقية مختلفة. وعلى منصة “كازا أنفا”، أبهرت فرقة “كارافان بالاس” الفرنسية، وهي نموذج بارز لموسيقى الإلكترو-سوينغ، الجمهور بأداء قوي يمزج بين موسيقى الجاز الغجرية والسوينغ والموسيقى الإلكترونية، بمناسبة حضورها لأول مرة إلى المغرب. وأشاد شارل دولابورت، العازف على آلة الكونترباص في الفرقة، بالأجواء الفريدة للمهرجان، فضلا عن العمل المتميز للفرق التقنية التي تمت تعبئتها طيلة فترة التظاهرة. وعبّرت الفرقة عن رغبتها في العودة للعزف في المغرب، منوهة بالاستقبال الحار الذي حظيت به من طرف جمهور الدار البيضاء، وعزمها نسج روابط دائمة مع المشهد الموسيقي المحلي. وفي وقت سابق من الأمسية، نقلت عازفة الساكسفون البريطانية نوبيا غارسيا جمهور “منصة 21″، إلى عالم معبر ومشبع في الآن ذاته بالتنوع الموسيقي. من خلال عناوين مثل “Solstice” و “We Walk in Gold” و “Odyssey”، شارك الموسيقية رؤية معاصرة لموسيقى الجاز، تم إغناؤها بأصوات R & B الكلاسيكية و broken beat. واختتمت الأمسية بأداء لفرقة “بلاك آيد بيز” الأمريكية، التي قدمت أشهر قطعها الموسيقية أمام جمهور متحمس. ومن خلال بيعها لأزيد من 35 مليون ألبوم و120 مليون أغنية فردية، تركت الفرقة الكاليفورنية بصمتها في هذه النسخة، مؤكدة على مكانتها الكبيرة في المشهد الموسيقي العالمي. وقامت الفرقة بأداء، على الخصوص، Rock That Body و I Gotta Feeling and Pump It. وبالموازاة مع ذلك، احتضنت منصة “نفس جديد” بحديقة جامعة الدول العربية، الموسيقي مهدي قاموم، الملقب بـ MediCament، الذي قدم أداء جديدا للتقاليد الكناوية والأمازيغية، من خلال آلة “غنبري” ثلاثية الأوتار، في اندماج فريد يمزج بين موسيقى الجاز والفانك والموسيقى العالمية. ويواصل مهرجان “جازابلانكا”، الذي تستمر فعالياته إلى غاية 12 يوليوز الجاري، التزامه بتقديم تجربة متكاملة للجمهور، والتي تشكل ميزة أساسية من هويته.
ثقافة-وفن

مهرجان الفنون الشعبية بمراكش.. أموال تترعرع وفنانون يبيتون في العراء+ ڤيديو
افتتحت يوم امس الخميس 3 يوليوز، فعاليات الدورة 54 لمهرجان الفنون الشعبية مدشنة معها حلقة جديدة من الفضائح، التي اعتادت ان تطفوا على السطح في كل دورة بسبب الارتجالية في التنظيم، والامعان في اهانة الفنانين البسطاء القادمين من مختلف ارياف المغرب. وعاينت كشـ24 مشاهد جديدة تؤكد الدونية التي تتعامل بها ادارة المهرجان مع الفرق الموسيقية ، حيث يقضون الليل في العراء بساحة مؤسسة تعليمية بالحي الشتوي، فيما ينقلون الى مراكش في ظروف لا انسانية على متن سيارات النقل المزدوج. ونظير كل المجهودات التي يقوم بها هؤلاء الفنانون الشعبيون، لضمان اشعاع للمهرجان الاقدم بالمغرب، لا يتقاضون سوى 250 درهما عن كل يوم بالنسبة لاعضاء الفرق الاقل عددا، بينما يقل المبلغ بالنسبة للفرق التي تضم عددا كبيرا من الاعضاء، مراعاة للميزانية "الضخمة" للمهرجان التي تجهل اين تصرف، بما ان المكون الرئيسي فيه وهو الفنان لا ينال سوى الفتات.  
ثقافة-وفن

انطلاق فعاليات “مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي” بحضور الوزير بنسعيد
انطلقت أمس في مراكش، فعاليات "مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي 2025"، وتستمر إلى غاية 5 دجنبر المقبل بمشاركة 200 شاب وشابة من أكثر من 48 بلداً عضواً في منظمة التعاون الإسلامي. ويشتمل برنامج "مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي 2025" على سلسلة من الأنشطة الفكرية والثقافية والفنية والرياضية، بالإضافة إلى لقاءات موضوعاتية تهم الديمقراطية والسلم والأمن، والهوية الثقافية، ودور الشباب في تحقيق التنمية المستدامة. وأكد وزير الشباب والثقافة المغربي محمد المهدي بنسعيد أن اختيار "مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي لسنة 2025" هو اختيار ذو رمزية حضارية عميقة، كونها مدينة تاريخية شكلت عبر القرون مركز إشعاع حضاري وفكري وفني، وساهمت في تشكيل الوعي الجماعي الروحي والاجتماعي باعتبارها حاضرة عريقة ذات دور محور في تاريخ المغرب والعالم الإسلامي. وأضاف رئيس منتدى شباب العالم الإسلامي، طه أيهان "إن هذه المبادرة التي سبق أن استضافتها مدينة فاس سنة 2017، تعد فرصة مهمة لتوحيد شباب العالم الإسلامي وتبادل الآراء والخبرات من أجل بناء مستقبل أفضل". وأكد أحمد بنسلمان الغملاس، ممثل السعودية بصفتها رئيسة للدورة الحالية لمؤتمر وزراء الشباب والرياضة لمنظمة التعاون الإسلامي، أن مدينة مراكش تتميز بتاريخها العريق وروحها المتجددة التي تخدم تطلع الشباب الإسلامي نحو مستقبل مشرق ومستدام. ولفت المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، سالم بن محمد المالك إلى أن مراكش الحمراء تمثل ملتقى حقيقياً للحضارات والثقافات والفنون الإسلامية وأن تاريخ مراكش المشع يدعونا إلى التفاؤل، ويتيح لنا الفرصة لنحلم مع شبابنا لتعبيد الطريق نحو مستقبل واعد لصالح الشعوب الإسلامية. يشار إلى أن مبادرة "عاصمة شباب العالم الإسلامي" أطلقتها منظمة التعاون الإسلامي ومنتدى التعاون الإسلامي للشباب لتعبر عن رغبة عميقة في ربط الدينامية الشبابية بالخصوصيات والحضارية والسياسية والثقافية للعواصم الإسلامية ولتصبح منصة استراتيجية لتعزيز الحضور الشبابي الفاعل في مجالات التنمية والابتكار.
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الاثنين 07 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة