ثقافة-وفن

بينالي مراكش: كيف غَيّر أمين القباج نظرة المجتمع المغربي للفن


كشـ24 - وكالات نشر في: 8 يوليو 2018

تمتلئ سجلات التاريخ بأسماء زعماء وقادة سياسيين وعسكريين غيروا مسار بلادهم، وتركوا بصمة لا تُمْحَى في حياة شعوبهم. وإن كانت السياسة والحروب الطريق الأكثر شيوعًا لتحويل مصائر البلاد، فإن الفن هو الطريق الأكثر نعومة والأبعد أثرًا في إعادة تشكيل وعي الشعوب، وهناك من اختاروا هذا الطريق لتقديم الخير لبلادهم، فحق علينا الإشادة بهم في حياتهم، وربما تخليد أسمائهم بعد الرحيل.محمد أمين القباج، أحد هؤلاء القليلين الذين غيَّروا نظرة المملكة المغربية وموقفها من الفن. والمغرب بلد ذو تاريخ عريق، ومعروف بحب أهله لشتى أنواع الفن، ما فتح الباب أمام القباج لإحداث تأثير ملموس من خلال اهتماماته التي جمعت بين النزعة الفنية واحتراف مهنة خدمية في المقام الأول، مثل الهندسة المعمارية، حسبما يورد موقع «OZY».شعب فنان بطبعهمن ينظر إلى أي نموذج للقرية المغربية البسيطة يجد أناسًا يعيشون على منتجات أراضيهم الزراعية، وما يربونه من ماشية. لكن وسط هذه الحياة الريفية تجد أيضًا من يحترفون صناعة المنسوجات اليدوية، وزخرفة أبواب منازلهم ونوافذها بمنحوتات بديعة، وتلحظ لمسة فنية راقية في ملابس النساء والرجال في المناسبات الاجتماعية كحفلات الزفاف، فالفن مكون أساسي في الحياة اليومية المغربية.رغم حب الشعب المغربي للفن بجميع مظاهره، فإن معظم طوائفه تعاني من قلة التمويل والدعم الحكومي اللازم لتطوير النزعة الفنية التي يمكن تحويلها إلى مصدر كبير لرخاء البلاد. زاد من قلة الدور الحكومي في هذا الصدد، ما تعانيه المغرب، من حين إلى آخر، من اضطرابات اجتماعية واتهامات للمسؤولين الحكوميين بالفساد، إضافةً إلى ما تمثله الجماعات الإرهابية المتطرفة من تهديد لأمن البلاد.محمد أمين القباج، الرئيس التنفيذي لمعرض «بينالي مراكش»، ظهر من بين عتمة هذا الموقف ليكون صوت الفنانين المغاربة، ويصنع لهم المنصة التي طالما حلموا بها، فقد عمل على إيجاد حلول سريعة لمشكلة نقص تمويل قطاع الفن في المغرب، رغم أن الحكومة لا تُعِدُّه من أولوياتها.أكد عبد الحميد بوسعدي، أحد الشباب المهتمين بالمشهد الفني في مراكش، ومنسق يعمل لدى «TEDx مراكش»، أن القباج متفائل بطبعه، فهو يتصور برنامج الإصلاح الأمثل، ثم يقره مهما بدا باهظ التكاليف أو صعب التنفيذ. وبصفته رئيسًا لمعرض بينالي مراكش، فهو يعمل على إيجاد حلول للتمويل.حينما يلتقي حب الفن وخدمة الوطنتمتاز شخصية القباج بتركيبة عجيبة قلما تجتمع في رجل واحد. فهو رجل في بداية الستينيات من عمره، لكن أول ما يلحظه من يراه هو كمية الطاقة والحيوية التي تشع منه على الدوام. يمتهن الهندسة المعمارية، لكنه أيضًا مغامر وعدَّاء من طراز فريد، فقد اجتاز أحد أصعب سباقات الجري، وهو «ماراثون الرمال»، ليس مرة واحدة، بل عشرات المرات.نشأة القباج تعد استثنائية. فوالده كان يعمل بالتجارة، في حين أن والدته، بعكس معظم بنات جيلها، أتمت مرحلة الدراسة الثانوية، ليولد القباج في مدينة كازبلانكا، ويدرس الهندسة المعمارية في ستراسبورغ وباريس. وعن سبب اختياره لدراسة هذا المجال بالتحديد، يقول القباج إنه يجمع بين عالم الفن والإبداع في مهنة واحدة، إضافة إلى أن الهندسة المعمارية لها مستقبل واعد في بلاده.القباج رجل ملهِم يعي أن الفنون محرك الإبداع، والإبداع هو الذي يُحدِث التطوير الذي يُنعِش بدوره الاقتصاد. وجد القباج في الهندسة المعمارية مزيجًا بين حب الفن وولعه بخدمة الوطن بمشروعات تنموية. ففي عام 1992 وقَّع عقدًا مع الحكومة للعمل في مجال التطوير العقاري، تضمن العقد تشييد الفنادق والفيلات الفاخرة، ثم عاد إلى ممارسة دوره الاجتماعي في تشييد المستشفيات في المغرب، وغيرها من البلدان الإفريقية.المنصب الحالي للقباج، كرئيس تنفيذي لمعرض بينالي مراكش، وضع الرجل في نقطة الالتقاء بين الخدمة المجتمعية وحب الفن، ما سمح له بأن يقف في الصفوف الأمامية المطالِبة بدعم أكبر للأعمال الفنية، والسعي لوضع رؤية إبداعية أكثر تطورًا للفن المغربي.تأسس معرض بينالي مراكش على يد الناشطة «فانيسا برانسون»، كرد على موجة الكراهية والعنصرية التي اندلعت في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والتحق القباج بالعمل مع المعرض عام 2012، ثم أعلنت منظمة «آرتنت» العالمية، ومقرها نيويورك، القباج كواحد ضمن أفضل 20 مشاركًا في المعرض عام 2014.تقول برانسون إن هناك عدة أنواع من قادة الفكر الثقافي، فقد يكونون أكاديميين أو عاملين بالقطاع الثقافي أو عاشقين للثقافة. والقباج من التصنيف الأخير، فهو رجل ملهِم يعي أن الفنون محرك الإبداع، والإبداع هو الذي يُحدِث التطوير الذي يُنعِش بدوره الاقتصاد.في الدورة السادسة لمعرض بينالي مراكش، اختار القباج التركيز على مشاركة الفنانيين العرب والأفارقة، موضحًا أنه أراد بذلك إثبات أن الفن والثقافة ليسا حِكرًا على الغرب، وقدم المعرض في تلك الدورة أعمال 45 فنانًا عربيًّا وإفريقيًّا، وهو القرار الذي قوبل بانتقادات من أولئك الذين شعورا بانهم استُبعِدوا من الحدث، من بينهم الفنان «جوردون ديفيدسون».التمويل، وعقبات أخرىللأسف لم تكن جنسية المشاركين في المعرض القضية الأكثر إثارة للجدل، فقد شكَّل نقص الدعم المادي من الحكومة القضية الأخطر. وعن ذلك يقول القباج: «نحن بحاجة إلى دعم حكومي حقيقي. فمعرض بينالي يتلقى دعمًا حكوميًّا عند إقامته في مختلف دول العالم، وهو ما نريده نحن أيضًا في المغرب». وكانت ديون المعرض منذ 2016، قد تسببت في تأجيل إقامته في العام 2018.لم يشعر القباج بالانهزام أمام هذا التحدي، بل قرر استغلال الوقت المتاح له بعد تأجيل المعرض في إعادة هيكلة موارد بينالي مراكش، وذلك بمساعدة شباب المبدعين، إضافةً إلى مؤسسات المجتمع الفني. وصرح القباج بأنه بصدد عقد سلسلة من ورش العمل التي ستسفر عن الخروج بالقرار الأمثل، وتضع ملامح واضحة لأهداف بينالي مراكش.يفتخر القباج بأنه سبب في حضور أكثر من أربعة آلاف و500 طفل إلى النسخة الأخيرة من بينالي مراكش، لأن رؤيته تتسع لما هو أكبر من التمويل المالي والمهمة الإبداعية المنوطة بالمعرض. فهو يرى أن المستقبل في التعليم، وفي أن يصبح الفن أحد المنابر التي تسهم في رفع نسب التعليم في البلد الذي تنتشر فيه الأمية بنسبة 32%، ولن يحدث ذلك إلا باعتبار الثقافة أحد فروع العلم الأساسية التي ينبغي تدريسها أسوة بالعلوم الأخرى.تلخصت رؤية القباج في أن بلاده التي تقع في ملتقى الطرق بين أوروبا وإفريقيا وآسيا، ينبغي أن تدرك ما للثقافة من أهمية. لكن إنعاش الثقافة في الوقت ذاته لا يتوفر إلا بالاهتمام بالتعليم وحرية التعبير، إضافة إلى الدعم الواجب تلقيه من السلطات الحكومية. وينبغي على نواب الشعب أيضًا أن يكونوا هم قادة الفكر الثقافي، وأن يحملوا مسؤولية التفكير في رفاهية شعوبهم التي يمكن أن يحققها ارتقاء الثقافة.

تمتلئ سجلات التاريخ بأسماء زعماء وقادة سياسيين وعسكريين غيروا مسار بلادهم، وتركوا بصمة لا تُمْحَى في حياة شعوبهم. وإن كانت السياسة والحروب الطريق الأكثر شيوعًا لتحويل مصائر البلاد، فإن الفن هو الطريق الأكثر نعومة والأبعد أثرًا في إعادة تشكيل وعي الشعوب، وهناك من اختاروا هذا الطريق لتقديم الخير لبلادهم، فحق علينا الإشادة بهم في حياتهم، وربما تخليد أسمائهم بعد الرحيل.محمد أمين القباج، أحد هؤلاء القليلين الذين غيَّروا نظرة المملكة المغربية وموقفها من الفن. والمغرب بلد ذو تاريخ عريق، ومعروف بحب أهله لشتى أنواع الفن، ما فتح الباب أمام القباج لإحداث تأثير ملموس من خلال اهتماماته التي جمعت بين النزعة الفنية واحتراف مهنة خدمية في المقام الأول، مثل الهندسة المعمارية، حسبما يورد موقع «OZY».شعب فنان بطبعهمن ينظر إلى أي نموذج للقرية المغربية البسيطة يجد أناسًا يعيشون على منتجات أراضيهم الزراعية، وما يربونه من ماشية. لكن وسط هذه الحياة الريفية تجد أيضًا من يحترفون صناعة المنسوجات اليدوية، وزخرفة أبواب منازلهم ونوافذها بمنحوتات بديعة، وتلحظ لمسة فنية راقية في ملابس النساء والرجال في المناسبات الاجتماعية كحفلات الزفاف، فالفن مكون أساسي في الحياة اليومية المغربية.رغم حب الشعب المغربي للفن بجميع مظاهره، فإن معظم طوائفه تعاني من قلة التمويل والدعم الحكومي اللازم لتطوير النزعة الفنية التي يمكن تحويلها إلى مصدر كبير لرخاء البلاد. زاد من قلة الدور الحكومي في هذا الصدد، ما تعانيه المغرب، من حين إلى آخر، من اضطرابات اجتماعية واتهامات للمسؤولين الحكوميين بالفساد، إضافةً إلى ما تمثله الجماعات الإرهابية المتطرفة من تهديد لأمن البلاد.محمد أمين القباج، الرئيس التنفيذي لمعرض «بينالي مراكش»، ظهر من بين عتمة هذا الموقف ليكون صوت الفنانين المغاربة، ويصنع لهم المنصة التي طالما حلموا بها، فقد عمل على إيجاد حلول سريعة لمشكلة نقص تمويل قطاع الفن في المغرب، رغم أن الحكومة لا تُعِدُّه من أولوياتها.أكد عبد الحميد بوسعدي، أحد الشباب المهتمين بالمشهد الفني في مراكش، ومنسق يعمل لدى «TEDx مراكش»، أن القباج متفائل بطبعه، فهو يتصور برنامج الإصلاح الأمثل، ثم يقره مهما بدا باهظ التكاليف أو صعب التنفيذ. وبصفته رئيسًا لمعرض بينالي مراكش، فهو يعمل على إيجاد حلول للتمويل.حينما يلتقي حب الفن وخدمة الوطنتمتاز شخصية القباج بتركيبة عجيبة قلما تجتمع في رجل واحد. فهو رجل في بداية الستينيات من عمره، لكن أول ما يلحظه من يراه هو كمية الطاقة والحيوية التي تشع منه على الدوام. يمتهن الهندسة المعمارية، لكنه أيضًا مغامر وعدَّاء من طراز فريد، فقد اجتاز أحد أصعب سباقات الجري، وهو «ماراثون الرمال»، ليس مرة واحدة، بل عشرات المرات.نشأة القباج تعد استثنائية. فوالده كان يعمل بالتجارة، في حين أن والدته، بعكس معظم بنات جيلها، أتمت مرحلة الدراسة الثانوية، ليولد القباج في مدينة كازبلانكا، ويدرس الهندسة المعمارية في ستراسبورغ وباريس. وعن سبب اختياره لدراسة هذا المجال بالتحديد، يقول القباج إنه يجمع بين عالم الفن والإبداع في مهنة واحدة، إضافة إلى أن الهندسة المعمارية لها مستقبل واعد في بلاده.القباج رجل ملهِم يعي أن الفنون محرك الإبداع، والإبداع هو الذي يُحدِث التطوير الذي يُنعِش بدوره الاقتصاد. وجد القباج في الهندسة المعمارية مزيجًا بين حب الفن وولعه بخدمة الوطن بمشروعات تنموية. ففي عام 1992 وقَّع عقدًا مع الحكومة للعمل في مجال التطوير العقاري، تضمن العقد تشييد الفنادق والفيلات الفاخرة، ثم عاد إلى ممارسة دوره الاجتماعي في تشييد المستشفيات في المغرب، وغيرها من البلدان الإفريقية.المنصب الحالي للقباج، كرئيس تنفيذي لمعرض بينالي مراكش، وضع الرجل في نقطة الالتقاء بين الخدمة المجتمعية وحب الفن، ما سمح له بأن يقف في الصفوف الأمامية المطالِبة بدعم أكبر للأعمال الفنية، والسعي لوضع رؤية إبداعية أكثر تطورًا للفن المغربي.تأسس معرض بينالي مراكش على يد الناشطة «فانيسا برانسون»، كرد على موجة الكراهية والعنصرية التي اندلعت في أعقاب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، والتحق القباج بالعمل مع المعرض عام 2012، ثم أعلنت منظمة «آرتنت» العالمية، ومقرها نيويورك، القباج كواحد ضمن أفضل 20 مشاركًا في المعرض عام 2014.تقول برانسون إن هناك عدة أنواع من قادة الفكر الثقافي، فقد يكونون أكاديميين أو عاملين بالقطاع الثقافي أو عاشقين للثقافة. والقباج من التصنيف الأخير، فهو رجل ملهِم يعي أن الفنون محرك الإبداع، والإبداع هو الذي يُحدِث التطوير الذي يُنعِش بدوره الاقتصاد.في الدورة السادسة لمعرض بينالي مراكش، اختار القباج التركيز على مشاركة الفنانيين العرب والأفارقة، موضحًا أنه أراد بذلك إثبات أن الفن والثقافة ليسا حِكرًا على الغرب، وقدم المعرض في تلك الدورة أعمال 45 فنانًا عربيًّا وإفريقيًّا، وهو القرار الذي قوبل بانتقادات من أولئك الذين شعورا بانهم استُبعِدوا من الحدث، من بينهم الفنان «جوردون ديفيدسون».التمويل، وعقبات أخرىللأسف لم تكن جنسية المشاركين في المعرض القضية الأكثر إثارة للجدل، فقد شكَّل نقص الدعم المادي من الحكومة القضية الأخطر. وعن ذلك يقول القباج: «نحن بحاجة إلى دعم حكومي حقيقي. فمعرض بينالي يتلقى دعمًا حكوميًّا عند إقامته في مختلف دول العالم، وهو ما نريده نحن أيضًا في المغرب». وكانت ديون المعرض منذ 2016، قد تسببت في تأجيل إقامته في العام 2018.لم يشعر القباج بالانهزام أمام هذا التحدي، بل قرر استغلال الوقت المتاح له بعد تأجيل المعرض في إعادة هيكلة موارد بينالي مراكش، وذلك بمساعدة شباب المبدعين، إضافةً إلى مؤسسات المجتمع الفني. وصرح القباج بأنه بصدد عقد سلسلة من ورش العمل التي ستسفر عن الخروج بالقرار الأمثل، وتضع ملامح واضحة لأهداف بينالي مراكش.يفتخر القباج بأنه سبب في حضور أكثر من أربعة آلاف و500 طفل إلى النسخة الأخيرة من بينالي مراكش، لأن رؤيته تتسع لما هو أكبر من التمويل المالي والمهمة الإبداعية المنوطة بالمعرض. فهو يرى أن المستقبل في التعليم، وفي أن يصبح الفن أحد المنابر التي تسهم في رفع نسب التعليم في البلد الذي تنتشر فيه الأمية بنسبة 32%، ولن يحدث ذلك إلا باعتبار الثقافة أحد فروع العلم الأساسية التي ينبغي تدريسها أسوة بالعلوم الأخرى.تلخصت رؤية القباج في أن بلاده التي تقع في ملتقى الطرق بين أوروبا وإفريقيا وآسيا، ينبغي أن تدرك ما للثقافة من أهمية. لكن إنعاش الثقافة في الوقت ذاته لا يتوفر إلا بالاهتمام بالتعليم وحرية التعبير، إضافة إلى الدعم الواجب تلقيه من السلطات الحكومية. وينبغي على نواب الشعب أيضًا أن يكونوا هم قادة الفكر الثقافي، وأن يحملوا مسؤولية التفكير في رفاهية شعوبهم التي يمكن أن يحققها ارتقاء الثقافة.



اقرأ أيضاً
وليلي تتجدد.. مشروع لتهيئة أحد أبرز المعالم الأثرية بالمغرب
تستعد السلطات المغربية لإطلاق مشروع هام يهدف إلى تهيئة موقع وليلي الأثري، أحد أبرز المعالم التاريخية بالمملكة والمصنف ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو. هذا المشروع، الذي يندرج في إطار النهوض بالتراث الثقافي وتعزيز الجاذبية السياحية، سيركز بالأساس على تهيئة المسارات الداخلية وتحسين المشهد الطبيعي للموقع، بما يضمن تجربة ثقافية وسياحية أكثر تكاملاً للزوار، وفق ما أوردته صفحة "Projets et chantiers au maroc". وتهدف التهيئة الجديدة إلى إعادة تنظيم المسارات داخل الموقع بطريقة تحترم الطابع التاريخي والأثري للمكان، مع توفير لوحات إرشادية ومعلوماتية تسهّل فهم الزائرين لتاريخ وليلي الممتد لقرون. كما سيتم تحسين المشاهد الطبيعية المحيطة بالموقع، من خلال تنسيق المساحات الخضراء والعناية بالبيئة العامة، بما يعزز من جمالية الفضاء وراحته. يشار إلى أن موقع وليلي يمثل أحد أهم الشواهد على عراقة الحضارة الرومانية بالمغرب، ويزخر بمجموعة من المعالم المتميزة مثل قوس النصر، والمعابد، والفسيفساء الرائعة، التي تعكس روعة الهندسة المعمارية في تلك الحقبة. ومن خلال هذا المشروع، تتجدد الجهود للحفاظ على هذا التراث وتمكين الأجيال القادمة من استكشافه في أفضل الظروف.
ثقافة-وفن

موزارت في مراكش
ينظم المعهد الفرنسي في المغرب، من 14 إلى 17 ماي، جولة من الحفلات الموسيقية تجمع بين جوقة الغرفة المغربية والفرقة الفرنسية "الكونسير سبيريتويل"، تحت قيادة المايسترو هيرفيه نيكيه، للاحتفال بموزارت، أحد أعظم المؤلفين في تاريخ الموسيقى الغربية. وأشار المعهد الفرنسي في المغرب في بيان له، إلى أن هذه الجولة، التي ستشمل مدن مراكش والرباط والدار البيضاء وطنجة، تمثل أول تعاون بين جوقة الغرفة المغربية، التي يقودها أمين حديف، و"الكونسير سبيريتويل"، إحدى الفرق الباروكية الأكثر شهرة على المستوى الدولي. وستُقام الحفلات الموسيقية يوم الأربعاء 14 ماي (20:30) في كنيسة الشهداء في مراكش، يوم الخميس 15 ماي (20:00) في كاتدرائية سانت بيير في الرباط، يوم الجمعة 16 ماي (20:30) في كنيسة نوتردام في الدار البيضاء، ويوم السبت 17 ماي (19:30) في كنيسة نوتردام دي لاسوماسيون في طنجة. وأوضح البيان، أن هذه الرحلة الموسيقية الساحرة، تعد "أكثر من مجرد عرض فني. إنها لقاء بين فرقتين يجمعهما الشغف بالموسيقى، والأصالة ومتعة الأداء معا". وحسب المصدر فإن "هذا التعاون قد ولد من رغبة مشتركة في توحيد المواهب من ضفتي منطقة البحر الأبيض المتوسط، والجمع بين رؤيتهما وحساسياتهما المختلفة من أجل مشاركة الشغف نفسه مع الجمهور المغربي"، لافتا إلى أنه "إلى جانب الأداء البارز، تجسد هذه الجولة كل ما تقدمه الثقافة: خلق الروابط، تشجيع الحوار والاحتفاء بالتنوع".
ثقافة-وفن

الصويرة تستقبل من جديد أصوات العالم في مهرجان كناوة
يستعد عشاق الموسيقى والتلاقح الثقافي لاستقبال دورة جديدة ومتميزة من مهرجان كناوة موسيقى العالم بالصويرة، المقرر انعقاده في الفترة من 19 إلى 21 يونيو 2025. هذا الحدث الفريد، الذي ترسخ منذ عام 1998 كمنصة عالمية تحتفي بفن كناوة العريق وتلاقيه مع مختلف الأنماط الموسيقية من شتى أنحاء العالم، أصبح حدثًا موسيقيًا مميزًا يُعنى بإحياء التراث الكناوي، ويُتيح للزوار تجربة موسيقية فريدة تمزج بين الماضي والحاضر، بين إفريقيا والأمريكتين، وأوروبا وآسيا. ويستمر المهرجان في إبراز هذا المزج المذهل بين التقليد والحداثة، ليُظهر قوة التعاون بين موسيقيين من مختلف الثقافات. وأعلن المهرجان عن سلسلة جديدة من حفلات المزج التي ستُميز هذه الدورة السادسة والعشرين. كما سيتم تقديم حفلات موسيقية ولحظات بارزة أخرى خلال الأسابيع القادمة. تعاون موسيقي استثنائي: المعلم خالد صانصي × سِيمافنك يبرز المعلم خالد صانصي، أحد الوجوه الجديدة في ساحة فن كناوة، كممثل للابتكار والتجديد في هذا المجال، حيث يعيد إحياء التراث الكناوي بطريقته الخاصة التي تجمع بين الروحانية والرقص والأداء المعاصر. هذا العام، يعود المعلم خالد صانصي ليجمع قواه الموسيقية مع سِيمافنك، الظاهرة الكوبية التي تمزج بين الفانك والإيقاعات الأفرو-كوبية، في لقاء موسيقي يُعد الأول من نوعه. إنها لحظة استثنائية يمزج فيها الفانك مع الطقوس الكناوية لخلق تجربة موسيقية غنية وقوية. حوار صوفي بين إرثين: المعلم مراد المرجان × ظافر يوسف يُعد المعلم مراد المرجان من أبرز الأوجه الجديدة في فن كناوة، حيث يتميز أسلوبه التعبيري المفعم بالعاطفة. يلتقي في هذه الدورة مع الفنان التونسي ظافر يوسف، الذي يُعتبر من أبرز نجوم العود والجاز الروحي في العالم. هذا اللقاء يُشكل حوارًا بين شكلين موسيقيين عريقين، حيث تتناغم نغمات الكمبري مع العود الصوفي في تجربة موسيقية معبرة ومؤثرة. أصوات نسائية قوية: أسماء حمزاوي وبنات تمبكتو × رقية كوني ومن جانب آخر، يشهد المهرجان مشاركة الفنانة أسماء حمزاوي، التي تواصل إحياء فن كناوة بنكهة نسائية جديدة من خلال فرقتها "بنات تمبكتو". تلتقي أسماء في هذا اللقاء مع الفنانة المالية رقية كوني، التي تُعد من أبرز الأصوات النسائية في إفريقيا، لتقديم لحظات موسيقية تحمل رسائل قوية حول الهجرة والذاكرة. منذ بداياته، حرص المهرجان على تكريم الأصوات النسائية الإفريقية العظيمة، في تفاعل مع المعلمين - كما حدث مع أومو سنغاري وفاطوماتا ديوارا. هذا الثنائي الجديد يواصل هذا التقليد، بين التبادل، والأخوة الموسيقية، ومزج الإرث. حفلات فردية مميزة إلى جانب الحفلات المشتركة، يُقدم كل من سِيمافنك، رقية كوني، وظافر يوسف حفلات فردية على منصة مولاي الحسن. هذه الحفلات تُعد فرصة للجمهور لاستكشاف العوالم الموسيقية لكل فنان بشكل خاص، في لحظات منفردة غنية بالإبداع. جدير بالذكر أن مهرجان كناوة وموسيقى العالم بالصويرة يعد أكثر من مجرد حدث موسيقي، إنه رحلة حافلة بالتبادل الثقافي، والإبداع، والانفتاح على عوالم جديدة. يجسد هذا المهرجان روح التعاون بين الثقافات المختلفة، ويُعد فرصة نادرة لاكتشاف موسيقى بلا حدود. من 19 إلى 21 يونيو 2025، سيجتمع فنانون من مختلف أنحاء العالم في الصويرة لتقديم تجربة موسيقية فريدة ستظل في ذاكرة جمهورهم طويلاً.
ثقافة-وفن

اسبوع القفطان بمراكش يكرس المملكة كمرجع عالمي للقفطان
أسدل الستار، مساء أمس السبت بمراكش، على النسخة الـ25 من أسبوع القفطان (قفطان ويك)، بتنظيم عرض أزياء كبير احتفى بالصحراء المغربية، بمشاركة 14 مصمما بارزا وعشاق الموضة، مكرسا بذلك المملكة كمرجع عالمي للقفطان. وجعل هذا الحدث المرموق، المنظم من قبل مجلة "نساء المغرب" (فام دي ماروك)، تحت شعار "قفطان، إرث بثوب الصحراء"، من المدينة الحمراء عاصمة للأزياء المغربية الراقية، عبر انغماس شاعري من عالم الجنوب، والكثبان الرملية إلى المجوهرات التقليدية، مرورا بأقمشة مستوحاة من الواحات. وتميز عرض الأزياء الختامي بمشاهد ساحرة، حيث تعاقبت على المنصة عارضات يرتدين قطع فريدة جمعت بين الحداثة والتقاليد الصحراوية، شاهدة على المهارة الثمينة للحرفيين المغاربة وإبداع المصممين الذين استمدوا إلهامهم من تراث الصحراء المغربية. وفي كلمة بالمناسبة، أكدت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، أن "المغرب يعد اليوم، مرجعا عالميا للقفطان، باعتباره تراثا حيا يساهم في الإشعاع الثقافي للمملكة على الصعيد الدولي". وأشادت، في هذا الصدد، بالصناع التقليديين المغاربة الذين يعملون من دون كلل، من أجل تصميم قطع بجمال نادر، محافظين على استمرارية التقاليد العريقة مع تجديدها.من جانبها، أشارت مديرة مجلة "نساء المغرب"، إشراق مبسط، إلى أن هذه الدورة الاحتفالية "تميزت بإرادة قوية لتثمين مهن الجنوب المغربي، وتسليط الضوء على كنوز غالبا ما يجهلها عموم الناس". وأشادت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بـ"تنوع الإبداعات المعروضة والتزام المصممين بنقل هذا الإرث الثمين، عبر حوار راسخ بين التقليد والابتكار". وتميز "أسبوع القفطان 2025" ببرمجة غنية تضم معارض لمجوهرات وأزياء تقليدية صحراوية، ودورات "ماستر كلاس"، ولقاءات بين مهنيي الموضة، مع إبراز مهن فنية يحملها نساء ورجال من الصحراء المغربية. ومنذ إطلاقها سنة 1996، أضحت تظاهرة (قفطان ويك) واجهة دولية للقفطان المغربي، واحتفاء بالأناقة والهوية والعبقرية الحرفية، خدمة لتراث في تجدد مستمر.
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 13 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة