مجتمع

طبال السحور بالمغرب.. مهنة رمضانية تتحدى تحولات المجتمع


كشـ24 نشر في: 10 يونيو 2018

يرتبط شهر رمضان في المغرب كما في غيره من البلدان العربية والإسلامية بمهنة “الطبال” (المسحراتي)، الذي يجوب الشوارع لإيقاظ المقبلين على الصيام لتناول وجبة السحور قبل حلول أذان الفجر، استعدادا لمواجهة صيام يوم طويل.بيد أن هذه المهنة في المغرب شهدت انحسارا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في المدن الكبيرة، بعدما كان لكل حي “مسحراتي” خاص به.“الطبال” كما يطلق عليه في المغرب، أو “المسحراتي” كما يطلق عليه في بعض الدول العربية، كلها أسماء تشير إلى ذلك الشخص الذي يجوب الشوارع والأزقة معلنا قدوم رمضان، أو مؤذنا بقرب موعد السحور.و”الطبال” واحدة من بين المهن المغربية التي تسير إلى زوال، وهي عادة متوارثة من الماضي، لها حضور قوي في الأحياء الشعبية والبوادي مقارنة بالشوارع الحديثة والمدن التي أصبحت تغيب في معظمها.تروي الحاجة فاطمة (60 سنة) للأناضول ذكرياتها مع “الطبال” في البادية قائلة، “كان يمر الطبال في بلدتنا ثلاث مرات، المرة الأولى لإيقاظ النساء على وجه الخصوص لتحضير وجبة السحور، والثانية تنبيها منه بقرب موعد الأذان، أما الثالثة فهي إيذانا منه بالإمساك عن الطعام وبدء الصوم”.بدوره قال الحاج أحمد (70 سنة)، إن “الطبال” (يقرع الطبل) و”النفار” (يحمل مزمارا طويلا يفوق طوله مترا) و”الغياط” (يحمل مزمارا صغيرا) يتشاركون في مهمة إيقاظ المقبلين على الصيام، قائلا “في بعض الأحياء تجدهم يتقاسمون المهمة فيما بينهم، أما في البعض الآخر فيتولى الثلاثة المهمة نفسها في الحي نفسه لكن بشكل متناوب”.وأضاف الحاج أحمد للأناضول أن “النفار” ينفخ في البوق لإيقاظ الناس للسحور ولا يضرب على الطبلة، أما “الغياط” فيقوم بمهمته عبر آلته الموسيقية “الغيطة”.ويتذكر العم مصطفى (55 سنة) أحد الصناع التقليديين بمدينة مكناس المغربية (شمال) “الطبال” قائلا للأناضول: “كان لكل حومة (حي) في المدينة طبال خاص بها، يبدأ عمله قبل موعد السحور بساعتين تقريبا، يتجول في شوارع المدينة وهو يحمل طبلته على عنقه ويضرب عليها بعصا خشبية وهو ينادي مرددا بعض الأهازيج التي تحمل في طياتها بعض الأذكار والأدعية”.ويضيف للأناضول أن مهمة “الطبال” تبدأ في آخر يوم من شهر شعبان معلنا بذلك قدوم رمضان، ويستمر بأداء وظيفته حتى آخر يوم من الشهر الفضيل، ويسترسل بقوله “يقدم بعض الأهالي للطبال بعض النقود أو طعام السحور كل بحسب استطاعته، لكن من المتعارف عليه أن “الفطرة” (نقود أو طعام) تقدم للطبال في 14 و26 من رمضان”.صراع البقاءتصارع مهنة المسحراتي من أجل البقاء، حيث لا يزال كل من “الطبال” و”النفار” و”الغياط” يجوبون شوارع بعض المدن المغربية على استحياء، في ظل إصرار كبير منهم على مقاومة هذا الأفول الذي قاد إليه عامل التكنولوجيا الحديثة بتأثيرها سلبا على التراث الشفهي، حيث باتت الأجهزة الإلكترونية كالهواتف الذكية و”المنبهات” والتلفزيون تنافس “المسحراتي”، أينما حل، وتهدد بانقراض أهم المهن الرمضانية التي تميز المغاربة في الشهر الكريم. 

الاناضول

يرتبط شهر رمضان في المغرب كما في غيره من البلدان العربية والإسلامية بمهنة “الطبال” (المسحراتي)، الذي يجوب الشوارع لإيقاظ المقبلين على الصيام لتناول وجبة السحور قبل حلول أذان الفجر، استعدادا لمواجهة صيام يوم طويل.بيد أن هذه المهنة في المغرب شهدت انحسارا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في المدن الكبيرة، بعدما كان لكل حي “مسحراتي” خاص به.“الطبال” كما يطلق عليه في المغرب، أو “المسحراتي” كما يطلق عليه في بعض الدول العربية، كلها أسماء تشير إلى ذلك الشخص الذي يجوب الشوارع والأزقة معلنا قدوم رمضان، أو مؤذنا بقرب موعد السحور.و”الطبال” واحدة من بين المهن المغربية التي تسير إلى زوال، وهي عادة متوارثة من الماضي، لها حضور قوي في الأحياء الشعبية والبوادي مقارنة بالشوارع الحديثة والمدن التي أصبحت تغيب في معظمها.تروي الحاجة فاطمة (60 سنة) للأناضول ذكرياتها مع “الطبال” في البادية قائلة، “كان يمر الطبال في بلدتنا ثلاث مرات، المرة الأولى لإيقاظ النساء على وجه الخصوص لتحضير وجبة السحور، والثانية تنبيها منه بقرب موعد الأذان، أما الثالثة فهي إيذانا منه بالإمساك عن الطعام وبدء الصوم”.بدوره قال الحاج أحمد (70 سنة)، إن “الطبال” (يقرع الطبل) و”النفار” (يحمل مزمارا طويلا يفوق طوله مترا) و”الغياط” (يحمل مزمارا صغيرا) يتشاركون في مهمة إيقاظ المقبلين على الصيام، قائلا “في بعض الأحياء تجدهم يتقاسمون المهمة فيما بينهم، أما في البعض الآخر فيتولى الثلاثة المهمة نفسها في الحي نفسه لكن بشكل متناوب”.وأضاف الحاج أحمد للأناضول أن “النفار” ينفخ في البوق لإيقاظ الناس للسحور ولا يضرب على الطبلة، أما “الغياط” فيقوم بمهمته عبر آلته الموسيقية “الغيطة”.ويتذكر العم مصطفى (55 سنة) أحد الصناع التقليديين بمدينة مكناس المغربية (شمال) “الطبال” قائلا للأناضول: “كان لكل حومة (حي) في المدينة طبال خاص بها، يبدأ عمله قبل موعد السحور بساعتين تقريبا، يتجول في شوارع المدينة وهو يحمل طبلته على عنقه ويضرب عليها بعصا خشبية وهو ينادي مرددا بعض الأهازيج التي تحمل في طياتها بعض الأذكار والأدعية”.ويضيف للأناضول أن مهمة “الطبال” تبدأ في آخر يوم من شهر شعبان معلنا بذلك قدوم رمضان، ويستمر بأداء وظيفته حتى آخر يوم من الشهر الفضيل، ويسترسل بقوله “يقدم بعض الأهالي للطبال بعض النقود أو طعام السحور كل بحسب استطاعته، لكن من المتعارف عليه أن “الفطرة” (نقود أو طعام) تقدم للطبال في 14 و26 من رمضان”.صراع البقاءتصارع مهنة المسحراتي من أجل البقاء، حيث لا يزال كل من “الطبال” و”النفار” و”الغياط” يجوبون شوارع بعض المدن المغربية على استحياء، في ظل إصرار كبير منهم على مقاومة هذا الأفول الذي قاد إليه عامل التكنولوجيا الحديثة بتأثيرها سلبا على التراث الشفهي، حيث باتت الأجهزة الإلكترونية كالهواتف الذكية و”المنبهات” والتلفزيون تنافس “المسحراتي”، أينما حل، وتهدد بانقراض أهم المهن الرمضانية التي تميز المغاربة في الشهر الكريم. 

الاناضول



اقرأ أيضاً
بالڤيديو: صرخة أم مفجوعة: “22 يوم وأنا كنقلب على ولدي.. وفي الأخير جابوه لي ميت
في تصريح لـ"كشـ24"، روت والدة كمال، الذي وُجد ميتًا في ظروف غامضة بمراكش، تفاصيل رحلة بحثها الشاقة عن ابنها الذي اختفى لمدة 22 يومًا، كاشفةً عن فصول مؤلمة لقضية انتهت بخبر وفاته الصادم.
مجتمع

مسجد هولندي يطرد إماما مغربيا بسبب زيارة إسرائيل
فصلت إدارة مسجد بلال في مدينة ألكمار الهولندية الإمام المغربي، يوسف مصيبيح، عن مهامه بشكل فوري، حسب بلاغ نُشر على الموقع الإلكتروني للمسجد. وجاء هذا القرار بعد زيارة الإمام الذي يحمل الجنسية الهولندية، بعد زيارته لإسرائيل ولقائه بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ضمن وفد يضم قيادات إسلامية أوروبية. وتم تنظيم هذه الزيارة من طرف شبكة القيادة الأوروبية، وهي منظمة غير حكومية، تعمل على "تعزيز العلاقات بين أوروبا وإسرائيل". واتهم بلاغ المسجد الإمام مصيبيح بإثارة الفتن والانقسام. والتقى الوفد المذكور بالرئيس الاسرائيلي هيرتسوغ والسلطات العسكرية والسياسية والدينية، وضحايا 7 أكتوبر 2023. وضم الوفد 12 إماما للمجتمعات الإسلامية المحلية في فرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا ودول أخرى. وتضمن برنامج الزيارة عقد اجتماعات في الكنيست والتوجه إلى البلدة القديمة في القدس لزيارة الأماكن المقدسة الإسلامية واليهودية والمسيحية، بما في ذلك الحرم القدسي الشريف، حيث يقع مجمع المسجد الأقصى. كما تضمنت الرحلة أيضًا زيارة إلى نصب ياد فاشيم التذكاري للهولوكوست، ولقاءات مع الحاخام الأكبر السفارادي ديفيد يوسف، والمتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي باللغة العربية العقيد أفيخاي أدرعي، وزيارات مع أفراد عائلات الرهائن البدو السابقين في غزة والضحايا الدروز في مذبحة مجدل شمس.
مجتمع

27 سنة سجنا لمغربي طعن زوجته 34 مرة في إسبانيا
أدانت محكمة كوينكا الإقليمية بإسبانيا، مؤخرا، متهما يحمل الجنسية المغربية بالسجن 26 عامًا وتسعة أشهر بتهمة قتل شريكته في بلدة تاراكون. وقد ارتُكبت الجريمة بحضور أطفاله الثلاثة القاصرين (تقل أعمارهم عن 5 سنوات). وبالإضافة إلى الجريمة الرئيسية، تابعت المحكمة المتهم بجريمة التسبب في إيذاء نفسي لأطفاله، وحُكم عليه بثلاثة أحكام إضافية بالسجن لمدة عام واحد. ولم تجد المحاكمة أي دليل على وجود مرضٍ عقلي أو ضعفٍ إدراكيٍّ يبرر سلوكه. كما يحظر الحكم على الرجل المُدان الاقتراب من أطفاله أو التواصل معهم بأي شكل من الأشكال لمدة 33 عامًا وتسعة أشهر. ويهدف هذا الإجراء إلى حماية أطفاله القاصرين من الأذى النفسي الذي قد ينجم عن أي اتصال مع المتهم. والتمست النيابة العامة توقيع عقوبة السجن لمدة 28 عاما على المتهم، الذي اعترف بالجريمة بعد تحديد نوع السلاح المستخدم. وبعد ارتكاب جريمته، توجه الرجل البالغ من العمر 38 عامًا إلى ثكنة الحرس المدني في تارانكون للإبلاغ عن قيامه بقتل شريكته بسكين وطلب منهم رعاية أطفاله. وفي 4 ماي 2022، تعرضت مهاجرة مغربية للقتل في منزلها في بلدة “تارانكون” التابعة لمحافظة (كوينكا) على يد زوجها، الذي تمت تبرئته من شكوى سابقة تتعلق بالعنف الذكوري لأن الضحية لم تصادق على الحكم أثناء المحاكمة. وأكد المتحدث باسم قيادة الحرس المدني في كوينكا، أن “القاتل كان لديه أمر تقييدي سابق يمنعه من الوصول إلى الضحية".
مجتمع

توقيف شخص ظهر في ڤيديو بسلاح أبيض يهدد أمن المواطنين بالعرائش
تفاعلت ولاية أمن تطوان مع شريط فيديو منشور على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الخميس، يظهر فيه شخص بسلاح أبيض، في ظروف تشكل خطرا على الأشخاص والممتلكات، بمدينة العرائش. وقد أوضحت الأبحاث والتحريات المنجزة على ضوء هذا الشريط أن الأمر يتعلق بقضية زجرية عالجتها مصالح الأمن الوطني بمدينة العرائش يوم أمس الأربعاء، حيث تمكنت عناصر الشرطة من توقيف المشتبه فيه بعد مرور وقت وجيز من ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية. وقد تم إخضاع المشتبه فيه للبحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، وذلك للكشف عن جميع ظروف وملابسات هذه القضية وكذا تحديد الخلفيات الحقيقية وراء ارتكاب هذه الأفعال الإجرامية.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 11 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة