

ثقافة-وفن
أصدقاء “عمي خوان”بمراكش يتحدثون عن مواقفه الإنسانية (24)
رحل عنا خوان غويتيسولو، الكاتب والمفكر الإنسان، الذي ظل يردد لازمته الأساسية "أنا ولد جامع الفنا"، يوم الأحد 5 يونيو 2017، تاركا فراغا كبيرا وسط محبيه وأصدقائه، وجيرانه بالقنارية، وزبناء مقهاه المعروف "كافي دو فرانس"، رحل "سي خوان"، أو "عمي خوان" اللقب المشهور به في مراكش. ويعد الراحل غويتيسولو حسب العديد من الكتابات النقدية واحدا من التجليات الموريسكية الفريدة في الثقافة الإسبانية، فهو لا ينفك يعلن عن أهمية الثقافة العربية في تكوينه، وقد أصدر العديد من الأعمال التي تعبر عن هذا الامتزاج الثقافي بين الثقافتين الإسلامية والإسبانية لديه، من بينها "الإشارات"، و"مطالبات الكونت السيد خوليان"، و"لمحة بعد المعركة"، و"إصلاحات الطائر المنعزل"، إلى جانب العديد من المؤلفات التي عرفت طريقها نحو الترجمات بجل اللغات، لكن أشهر هذه الأعمال هو كتابه "إسبانيا في مواجهة التاريخ"، الذي يدافع فيه بوضوح عن الثقافة العربية ودورها في الحياة والثقافة والتاريخ الإسباني.في هذه الزاوية تنفتح "كشـ24" على بعض أصدقاء الراحل غويتيسولو، للحديث عن الكاتب والروائي والمفكر، من خلال علاقته بجامع الفنا وصداقاته ومواقفه الإنسانية.الحلقة 24: غويتيسولو يتوصل برسائل شكر من المدن المرشحة باستثناء مراكش بعد إعلان ساحة جامع الفناء كتراث شفوي للانسانية شكلت ساحة جامع الفناء على مر العصور فضاءا شعبيا للفرجة والترفيه للسكان المحليين والسياح في مدينة مراكش، وتعتبر هذه الساحة القلب النابض لمدينة مراكش حيث كانت وما زالت محجا للزوار من كل أنحاء العالم للاستمتاع بمشاهدة عروض مشوقة لمروضي الأفاعي ورواة الأحاجي والقصص، والموسيقيين إلى غير ذلك من مظاهر الفرجة الشعبية التي تختزل تراثا غنيا وفريدا كان من وراء إدراج هذه الساحة في قائمة التراث اللامادي الإنساني التي أعلنتها منظمة اليونيسكو عام 2001.يقول الكاتب والمترجم عبد الغفار السويرجي في هذا السياق، منذ إعلان ساحة جامع الفناء رسميا من قبل اليونسكو تراثا شفاهيا ولاماديا للإنسانية في 18 مايو 2001، توصل خوان غويتيسولو بصفته رئيسا للجنة تحكيم التي كانت مهمتها اختيار الفضاءات الثقافية أو الأشكال التعبيرية الثقافية التي تستحق أن تعلن ضمن "تحف التراث الشفاهي واللامادي للإنسانية"، برسائل شكرمن كافة المدن التي ترشحت للإعلان باستتناء مراكش.وأضاف السويرجي خلال حديثه لـ"كشـ24"، أن مسؤولي مدينة مراكش وحدها لم ترسل للكاتب الاسباني الذي كان له الفضل في تصنيف ساحة جامع الفناء كتراث شفوي للإنسانية أية رسالة شكر، وهو ما عبر عنه الراحل حينها بقوله " لم يفاجئني الأمر قط، وأكثر من ذلك فقد صرح عمدة المدينة، في تظاهرة نظمها بمناسبة هذا الإعلان، أن اليونسكو قد سرقت صوت الساحة، لم أجد العون طيلة مدة اشتغالي في الموضوع إلا من عزيزة بناني سفيرة المغرب لدى المنظمة والمعماري الكبير سعيد ملين".ويضيف الاسباني الراحل غويتيسولو خلال إحدى كتاباته ، "منذ ثلاثين سنة خلت وأنا أعرف إدارة ومسئولي البلدية الحضرية لمراكش، لذلك لم أستغرب بتاتا، لم تكن الثقافة يوما شاغلا يشغل بالهم، مع ذلك أرى أن الأدب ليس من خصالهم. باختصار، ذلك مشكل يعنيهم وحدهم، أما بالنسبة لي فالأمر سيان. لا شيء يجبرهم على دعوتي لحضور الاحتفال باعلان ساحة جامع الفنا تراثا شفويا للانسانية. كنت طيلة أربع سنوات رئيسا للجنة تحكيم اليونسكو أما الآن فقد أصبحت مواطنا لا أمثل إلا نفسي. ربما لأنهم يعرفون أني لا أطيق الأنشطة الرسمية، ربما رغبوا أن يجنبونني عناء الإصغاء طيلة نصف ساعة لكلام، أضحى في عمري، لا يمكن احتماله. لقد فعلوا خيرا عندما دعوا شخصا مثل فريدريك متران الذي يمثل عالما رسميا لا أنتمي له قط. ليس الاعتراف من قيم البيروقراطية المراكشية".
رحل عنا خوان غويتيسولو، الكاتب والمفكر الإنسان، الذي ظل يردد لازمته الأساسية "أنا ولد جامع الفنا"، يوم الأحد 5 يونيو 2017، تاركا فراغا كبيرا وسط محبيه وأصدقائه، وجيرانه بالقنارية، وزبناء مقهاه المعروف "كافي دو فرانس"، رحل "سي خوان"، أو "عمي خوان" اللقب المشهور به في مراكش. ويعد الراحل غويتيسولو حسب العديد من الكتابات النقدية واحدا من التجليات الموريسكية الفريدة في الثقافة الإسبانية، فهو لا ينفك يعلن عن أهمية الثقافة العربية في تكوينه، وقد أصدر العديد من الأعمال التي تعبر عن هذا الامتزاج الثقافي بين الثقافتين الإسلامية والإسبانية لديه، من بينها "الإشارات"، و"مطالبات الكونت السيد خوليان"، و"لمحة بعد المعركة"، و"إصلاحات الطائر المنعزل"، إلى جانب العديد من المؤلفات التي عرفت طريقها نحو الترجمات بجل اللغات، لكن أشهر هذه الأعمال هو كتابه "إسبانيا في مواجهة التاريخ"، الذي يدافع فيه بوضوح عن الثقافة العربية ودورها في الحياة والثقافة والتاريخ الإسباني.في هذه الزاوية تنفتح "كشـ24" على بعض أصدقاء الراحل غويتيسولو، للحديث عن الكاتب والروائي والمفكر، من خلال علاقته بجامع الفنا وصداقاته ومواقفه الإنسانية.الحلقة 24: غويتيسولو يتوصل برسائل شكر من المدن المرشحة باستثناء مراكش بعد إعلان ساحة جامع الفناء كتراث شفوي للانسانية شكلت ساحة جامع الفناء على مر العصور فضاءا شعبيا للفرجة والترفيه للسكان المحليين والسياح في مدينة مراكش، وتعتبر هذه الساحة القلب النابض لمدينة مراكش حيث كانت وما زالت محجا للزوار من كل أنحاء العالم للاستمتاع بمشاهدة عروض مشوقة لمروضي الأفاعي ورواة الأحاجي والقصص، والموسيقيين إلى غير ذلك من مظاهر الفرجة الشعبية التي تختزل تراثا غنيا وفريدا كان من وراء إدراج هذه الساحة في قائمة التراث اللامادي الإنساني التي أعلنتها منظمة اليونيسكو عام 2001.يقول الكاتب والمترجم عبد الغفار السويرجي في هذا السياق، منذ إعلان ساحة جامع الفناء رسميا من قبل اليونسكو تراثا شفاهيا ولاماديا للإنسانية في 18 مايو 2001، توصل خوان غويتيسولو بصفته رئيسا للجنة تحكيم التي كانت مهمتها اختيار الفضاءات الثقافية أو الأشكال التعبيرية الثقافية التي تستحق أن تعلن ضمن "تحف التراث الشفاهي واللامادي للإنسانية"، برسائل شكرمن كافة المدن التي ترشحت للإعلان باستتناء مراكش.وأضاف السويرجي خلال حديثه لـ"كشـ24"، أن مسؤولي مدينة مراكش وحدها لم ترسل للكاتب الاسباني الذي كان له الفضل في تصنيف ساحة جامع الفناء كتراث شفوي للإنسانية أية رسالة شكر، وهو ما عبر عنه الراحل حينها بقوله " لم يفاجئني الأمر قط، وأكثر من ذلك فقد صرح عمدة المدينة، في تظاهرة نظمها بمناسبة هذا الإعلان، أن اليونسكو قد سرقت صوت الساحة، لم أجد العون طيلة مدة اشتغالي في الموضوع إلا من عزيزة بناني سفيرة المغرب لدى المنظمة والمعماري الكبير سعيد ملين".ويضيف الاسباني الراحل غويتيسولو خلال إحدى كتاباته ، "منذ ثلاثين سنة خلت وأنا أعرف إدارة ومسئولي البلدية الحضرية لمراكش، لذلك لم أستغرب بتاتا، لم تكن الثقافة يوما شاغلا يشغل بالهم، مع ذلك أرى أن الأدب ليس من خصالهم. باختصار، ذلك مشكل يعنيهم وحدهم، أما بالنسبة لي فالأمر سيان. لا شيء يجبرهم على دعوتي لحضور الاحتفال باعلان ساحة جامع الفنا تراثا شفويا للانسانية. كنت طيلة أربع سنوات رئيسا للجنة تحكيم اليونسكو أما الآن فقد أصبحت مواطنا لا أمثل إلا نفسي. ربما لأنهم يعرفون أني لا أطيق الأنشطة الرسمية، ربما رغبوا أن يجنبونني عناء الإصغاء طيلة نصف ساعة لكلام، أضحى في عمري، لا يمكن احتماله. لقد فعلوا خيرا عندما دعوا شخصا مثل فريدريك متران الذي يمثل عالما رسميا لا أنتمي له قط. ليس الاعتراف من قيم البيروقراطية المراكشية".
ملصقات
ثقافة-وفن

ثقافة-وفن

ثقافة-وفن

ثقافة-وفن

