السبت 18 مايو 2024, 21:18

جهوي

آثار تينمل وأغمات بضواحي مراكش تشهد على مجد تليد


كشـ24 - وكالات نشر في: 27 مايو 2018

إذا كانت مدينة مراكش تعرف بكونها إحدى الحواضر الكبرى في المغرب، فإن ضواحيها شهدت ـ هي أيضا ـ حركة تمدن وتطور معماري، ما زالت بعض آثارها قائمة إلى اليوم، وناطقة بأحداث تاريخية ظلت راسخة في تاريخ البلاد. ومن تلك المعالم: المدينة الأثرية تينمل، التي لم يبق منها سوى مسجدها الكبير ومدينة أغمات، التي يوجد فيها ضريح الشاعر والملك الأندلسي المعتمد بن عباد، وبقايا قصر وحمام تقليدي.على بعد حوالي 100 كلم من مدينة مراكش، وبجوار الطريق التي تقود إلى مدينة تارودانت مرورا بجبال الأطلس الكبير، توجد قرية تينمل على علو يناهز 1230 مترا. المسالك المؤدية إليها ملتوية ومتشعبة، ولكن ما يخفف من وعثاء السفر المناظر الطبيعية الخلابة وخاصة وادي النفيس وسد يعقوب المنصور الشهير بسد ويرغان ارتباطا باسم القرية التي يوجد فيها والواقعة على بعد 65 كلم من مدينة مراكش.قلعة الموحدينيعود بناء تينمل إلى السلطان عبد المؤمن بن علي الكومي (أول خليفة في دولة الموحدين التي حكمت بلاد المغرب الكبير والأندلس) حيث جعلها معقلا لعملياتها الحربية ضد دولة المرابطين خلال القرن الثاني عشر الميلادي، وانتهى ذلك بالقضاء على دولتهم والاستيلاء على عاصمتهم مراكش. ولاعتبارات رمزية وروحية، فقد كانت تينمل مقر دعوة معلم السلطان عبد المؤمن وإمام دعوته أبو عبد الله محمد بن تومرت، حيث أُعلن بها مهديا، وفيها ووري جثمانه الثرى. كما شيد السلطان عبد المؤمن مسجدا في المكان نفسه الذي بنى فيه بن تومرت مسجده المتواضع، وأطلق عليه اسم جامع تينمل.وخلال عصر دولة المرينيين، تعرضت المدينة للهدم والتخريب، ولم يستثن من ذلك إلا المسجد الذي أصبح يشكل معلما مهما يعتبره السكان المحليون مزارا مقدسا، بالإضافة إلى بقايا سورها الأمني في الجهة الشرقية وأطلال متناثرة لقصبة أورير نتيضاف التي أفردت على قمة جبل. ومسجد تينمل جوهرة معمارية شامخة تحضنها جبال الأطلس الكبير، إذ ما زالت أعمدته وأسواره وزخارفه شاهدة على مجد تليد يعود إلى ثمانية قرون. ويقول المؤرخون إنه أحد أعظم مساجد المغرب، بجانب جامع الكتبية في مراكش وجامع حسان في الرباط.يبلغ طول مسجد تينمل 48 متراً وعرضه 43.6 متر، يضم صحنا يبلغ طوله 23.65 متر وعرضه 16.70 متر، ويحيط بجانبيه رواقان يشكلان امتدادا لبلاطات بيت الصلاة، تتكون المواد المستخدمة في بنائه من الآجر وبلاط مصنوع من خليط من الرمل والتراب والجير والحصى. تنتظم قاعة الصلاة في تسع بلاطات تتجه نحو العمق. يوجد فيه محراب مزخرف، له عقد منكسر ومتجاوز قليلاً، مصحوب بعقد ثانٍ منكسر عالي الارتفاع، وعقد ثالث مغلف زيد من قوة المجموع، في حين، بقيت العناصر الثانوية مثل القبب الصغيرة والزخارف الزهرية والعقود ذات القويسات والنتوءات محتشمة الشكل والمظهر، كي لا تؤثر على تركيز المصلين.ويلاحظ أن تزيينات المحراب هندسية وزهرية دون كتابة زخرفية وهي سمة من السمات المميزة للفن الديني الموحدي في بداية عهده الذي كان يجتنب الغلو في الزخرفة، حيث كان فن البناء عندهم يتسم بالمتانة والزهد والتقشف، إلا أن الموحدين تأثر نمطهم المعماري كثيرا بالطرز الأندلسية بعد ان استولوا على بلاد الأندلس، حيث التفت خلفاء الدولة الموحدية آنذاك إلى البناء المعماري والفني واهتموا بتشييد بنايات عديدة ذات فائدة اقتصادية أو عمرانية أو عسكرية أو دينية، ولا تزال بعض مآثرهم الخلابة قائمة شامخة إلى يومنا هذا تشهد على عصرهم الذهبي في الأندلس والمغرب.وقد ظل مسجد تينمل طي النسيان لقرون، إلى أن خضع للترميم مرتين خلال السنوات الأخيرة، ولكن هناك مساع من أجل أن يكون الترميم أشمل وأدق، حتى يمكن للمسجد أن يستعيد دوره الأصلي في إقامة الصلوات والتعليم الديني الإسلامي لأبناء وبنات تلك المناطق النائية.سياسة ونساءوإذا سلك المرء طريقا أخرى من مدينة مراكش في اتجاه منطقة أوريكا، على بعد حوالي 30 كلم، يجد على سفح جبال الأطلس الكبير قرية أغمات، التي كانت تعدّ أهم مدن الغرب الإسلامي في أوائل العصور الوسطى. ويعود الوجود البشري فيها إلى فترة ما قبل الإسلام، لكن ابتداء من القرن السابع الميلادي، أصبحت مدينة بمعنى الكلمة. وخلال فترة حكم الأدارسة (ما بين القرن الثامن والعاشر الميلادي) شهدت ازدهارا ملحوظا إلى درجة صك العملات المعدنية فيها.تم تأسيسها قبل مدينة مراكش، وقد كانت عاصمة لحكم المرابطين في المغرب لفترة وجيزة خلال القرن الحادي عشر، علمًا بأن بسط المرابطين نفوذهم على أغمات أتى بعد القضاء على إمارة محلية هناك كانت تسمى المغراويين، حيث عاشت أمجادها لسنوات عديدة قبل أن تأفل وتصير مهجورة بعد ذلك بثلاثمائة سنة، ويحاول علماء الآثار اليوم إعادة بناء تاريخ هذه المعلمة الرائعة صعودا وأفولا.ومما تذكره المصادر التاريخية أنه بعدما قتل المرابطون أمير المغراويين الفارّ، تزوج أبو بكر بن عمر من زينب النفزاوية الأمازيغية، زوجة لقوط المغراوي، والتي قال عنها ابن خلدون «كانت إحدى نساء العالم المشهورات بالجمال والرياسة». وبالفعل، فما إن بدأ المرابطون في تأسيس مدينة مراكش حتى هبت زينب للمساهمة في هذا العمل، وقد طلقها أبو بكر بن عمر اللمتوني لتتزوج ابن عمه القائد يوسف بن تاشفين.لماذا حصل ذلك؟ سؤال أجاب عنه المؤرخ الناصري في كتابه الشهير «الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى» حيث سجل ما يلي: «كان الأمير أبو بكر بن عمر اللمتوني قد تزوج زينب بنت إسحاق النفزاوية، وكانت بارعة الجمال والحسن، وكانت مع ذلك حازمة لبيبة ذات عقل رصين ورأي متين ومعرفة بإدارة الأمور حتى كان يقال لها الساحرة، فأقام الأمير أبو بكر عندها في أغمات نحو ثلاثة أشهر، ثم ورد عليه رسول من بلاد القبلة فأخبره باختلال أمر الصحراء، ووقوع الخلاف بين أهلها. وكان الأمير أبو بكر رجلا ورعا، فعظم عليه أن يقتل المسلمون بعضهم بعضا، وهو قادر على كفهم، ولم ير أنه في سعة من ذلك وهو متولي أمرهم ومسؤول عنهم، فعزم على الخروج إلى بلاد الصحراء ليصلح أمرها، ويقيم رسم الجهاد فيها.ولمّا عزم على السفر، طلّق امرأته زينب وقال لها عند فراقه إياها: يا زينب إني ذاهب إلى الصحراء، وأنت امرأة جميلة بضة لا طاقة لك على حرارتها، وإني مطلقك، فإذا انقضت عدتك فانكحي ابن عمي يوسف بن تاشفين فهو خليفتي على بلاد المغرب. فطلّقها، ثم سافر عن أغمات وجعل طريقه على بلاد تادلا، حتى أتى سجلماسة، فدخلها وأقام فيها أياما حتى أصلح أحوالها ثم سافر إلى الصحراء».منفى المعتمد وزوجته الرميكيةتشتهر أغمات أيضا بكونها المكان الذي قضى فيه الملك الشاعر المعتمد بن عباد آخر أيامه، حين أزاحه القائد المرابطي يوسف بن تاشفين من عرشه في إشبيلية في الأندلس، وقاده أسيرا منفيا إلى أغمات، وما زال ضريح المعتمد وزوجته اعتماد الرميكية وابنه يشكل قبلة للزوار، حيث زينت قبة الضريح بأبيات للشاعر نفسه.وكان قد سبق المعتمد إلى هذا المنفى عبد الله بن بلكين أمير غرناطة. وفي أغمات عاش المعتمد كاسف البال، كسير القلب، يُعامَل معاملة سيئة، ويتجرع مرَّ الهوان، ليس بجانبه من يخفف عنه مأساته، ويطارحه الحديث، فتأنس نفسه وتهدأ. ينظر إلى بناته الأقمار، فيشقيه أنهن يغزلن ليحصلن على القوت، ولكنه كان يتجلد ويتذرع بالصبر، ويلجأ إلى شعره، فينفس عن نفسه بقصائد مُشجية مؤثرة. تدخل عليه بناته السجن في يوم عيد، فلما رآهن في ثياب رثة، تبدو عليهن آثار الفقر والفاقة، انسابت قريحته بشعر شجي حزين.واشتدت وطأة الأَسْرِ على اعتماد الرميكية زوجة المعتمد، ولم تقوَ طويلا على مغالبة المحنة، فتُوفيت قبل زوجها، ودُفنت في أغمات على مقربة من سجن زوجها. وطال أَسْر المعتمد، فبلغ نحو أربع سنوات حتى أنقذه الموت من هوان السجن وذل السجان، فلقي ربه في (11 من شوال 488 هـ/ 1095م) ودُفن إلى جانب زوجته.وأوردت بعض كتب التاريخ قصصا عن تعلق المعتمد بن عباد بزوجته اعتماد الرميكية التي كانت جارية لديه أيام المجد، فأسرف في تدليلها، حيث زرع لها أشجار اللوز على جبل قرطبة حتى إذا أزهر بياضا بدا وكأنه محمل بالثلج وذلك إرضاء لها، إذ يعلم أنها تحب الثلج وتحنّ لرؤيته.وذكر المؤرخ المقريزي أن المعتمد بن عباد كان يحب زوجته اعتماد حباً جما ويعاملها برفق ولين ويحرص على إرضائها وتلبية جميع رغباتها. وذات يوم، أطلت من شرفة القصر فرأت القرويات يمشين في الطين، فاشتهت أن تمشي هي أيضاً في الطين. وحدثت زوجها بذلك فخاف على قدميها أن يمسها الطين. فألحت عليه، فأمر المعتمد، فسحقت أشياء من الطيب، وذرت في ساحة القصر حتى عمَّته، ثم نصبت الغرابيل وصُبّ فيها ماء الورد على أخلاط الطيب وعجنت بالأيادي حتى عادت كالطين، وخاضت الرميكية مع جواريها بقدميها في هذا الطين الذي بلغت أثمانه آلاف الدنانير، وحققت رغبتها ومشت في الطين. وغاضبها المعتمد بن عباد في أحد الأيام، فأقسمت أنها لم تر منه خيراً قط، فقال: ولا يوم الطين؟ فاستحيت واعتذرت».أثر بعد عينمع توالي القرون، صارت أغمات أثرا بعد عين، ولم يبق من نسيجها الحضري سوى بضعة أطلال لقصر ومسجد وسور، علاوة على الحمّام التقليدي الجماعي الذي يوصف بأنه أقدم حمّام في المغرب، إذ كشفت عنه الحفريات بعد أن كان مطمورا وسط كومة من الأحجار والأتربة. يتكون الحمام من ثلاث غرف مغطاة ومختلفة الحرارة، بين باردة ودافئة وساخنة، على غرار هندسة الحمامات الشعبية الحالية، كما توجد فيه سراديب بعلو يصل إلى 4 أمتار.شيد الحمام في نهاية القرن العاشر وبداية القرن الحادي عشر الميلادي، ويتميز بكبر مساحته مقارنة مع حمامات تلك الفترة، إذ تصل مساحته إلى 13 هكتارا، واستعمل لغرض الاستحمام لأكثر من 500 سنة، قبل أن يتحول بعدها إلى ورشة تقليدية ثم يتعرض للإهمال إلى أن تم اكتشافه بشكل عرضي إثر القيام بأنشطة زراعية في المنطقة.  

القدس العربي

إذا كانت مدينة مراكش تعرف بكونها إحدى الحواضر الكبرى في المغرب، فإن ضواحيها شهدت ـ هي أيضا ـ حركة تمدن وتطور معماري، ما زالت بعض آثارها قائمة إلى اليوم، وناطقة بأحداث تاريخية ظلت راسخة في تاريخ البلاد. ومن تلك المعالم: المدينة الأثرية تينمل، التي لم يبق منها سوى مسجدها الكبير ومدينة أغمات، التي يوجد فيها ضريح الشاعر والملك الأندلسي المعتمد بن عباد، وبقايا قصر وحمام تقليدي.على بعد حوالي 100 كلم من مدينة مراكش، وبجوار الطريق التي تقود إلى مدينة تارودانت مرورا بجبال الأطلس الكبير، توجد قرية تينمل على علو يناهز 1230 مترا. المسالك المؤدية إليها ملتوية ومتشعبة، ولكن ما يخفف من وعثاء السفر المناظر الطبيعية الخلابة وخاصة وادي النفيس وسد يعقوب المنصور الشهير بسد ويرغان ارتباطا باسم القرية التي يوجد فيها والواقعة على بعد 65 كلم من مدينة مراكش.قلعة الموحدينيعود بناء تينمل إلى السلطان عبد المؤمن بن علي الكومي (أول خليفة في دولة الموحدين التي حكمت بلاد المغرب الكبير والأندلس) حيث جعلها معقلا لعملياتها الحربية ضد دولة المرابطين خلال القرن الثاني عشر الميلادي، وانتهى ذلك بالقضاء على دولتهم والاستيلاء على عاصمتهم مراكش. ولاعتبارات رمزية وروحية، فقد كانت تينمل مقر دعوة معلم السلطان عبد المؤمن وإمام دعوته أبو عبد الله محمد بن تومرت، حيث أُعلن بها مهديا، وفيها ووري جثمانه الثرى. كما شيد السلطان عبد المؤمن مسجدا في المكان نفسه الذي بنى فيه بن تومرت مسجده المتواضع، وأطلق عليه اسم جامع تينمل.وخلال عصر دولة المرينيين، تعرضت المدينة للهدم والتخريب، ولم يستثن من ذلك إلا المسجد الذي أصبح يشكل معلما مهما يعتبره السكان المحليون مزارا مقدسا، بالإضافة إلى بقايا سورها الأمني في الجهة الشرقية وأطلال متناثرة لقصبة أورير نتيضاف التي أفردت على قمة جبل. ومسجد تينمل جوهرة معمارية شامخة تحضنها جبال الأطلس الكبير، إذ ما زالت أعمدته وأسواره وزخارفه شاهدة على مجد تليد يعود إلى ثمانية قرون. ويقول المؤرخون إنه أحد أعظم مساجد المغرب، بجانب جامع الكتبية في مراكش وجامع حسان في الرباط.يبلغ طول مسجد تينمل 48 متراً وعرضه 43.6 متر، يضم صحنا يبلغ طوله 23.65 متر وعرضه 16.70 متر، ويحيط بجانبيه رواقان يشكلان امتدادا لبلاطات بيت الصلاة، تتكون المواد المستخدمة في بنائه من الآجر وبلاط مصنوع من خليط من الرمل والتراب والجير والحصى. تنتظم قاعة الصلاة في تسع بلاطات تتجه نحو العمق. يوجد فيه محراب مزخرف، له عقد منكسر ومتجاوز قليلاً، مصحوب بعقد ثانٍ منكسر عالي الارتفاع، وعقد ثالث مغلف زيد من قوة المجموع، في حين، بقيت العناصر الثانوية مثل القبب الصغيرة والزخارف الزهرية والعقود ذات القويسات والنتوءات محتشمة الشكل والمظهر، كي لا تؤثر على تركيز المصلين.ويلاحظ أن تزيينات المحراب هندسية وزهرية دون كتابة زخرفية وهي سمة من السمات المميزة للفن الديني الموحدي في بداية عهده الذي كان يجتنب الغلو في الزخرفة، حيث كان فن البناء عندهم يتسم بالمتانة والزهد والتقشف، إلا أن الموحدين تأثر نمطهم المعماري كثيرا بالطرز الأندلسية بعد ان استولوا على بلاد الأندلس، حيث التفت خلفاء الدولة الموحدية آنذاك إلى البناء المعماري والفني واهتموا بتشييد بنايات عديدة ذات فائدة اقتصادية أو عمرانية أو عسكرية أو دينية، ولا تزال بعض مآثرهم الخلابة قائمة شامخة إلى يومنا هذا تشهد على عصرهم الذهبي في الأندلس والمغرب.وقد ظل مسجد تينمل طي النسيان لقرون، إلى أن خضع للترميم مرتين خلال السنوات الأخيرة، ولكن هناك مساع من أجل أن يكون الترميم أشمل وأدق، حتى يمكن للمسجد أن يستعيد دوره الأصلي في إقامة الصلوات والتعليم الديني الإسلامي لأبناء وبنات تلك المناطق النائية.سياسة ونساءوإذا سلك المرء طريقا أخرى من مدينة مراكش في اتجاه منطقة أوريكا، على بعد حوالي 30 كلم، يجد على سفح جبال الأطلس الكبير قرية أغمات، التي كانت تعدّ أهم مدن الغرب الإسلامي في أوائل العصور الوسطى. ويعود الوجود البشري فيها إلى فترة ما قبل الإسلام، لكن ابتداء من القرن السابع الميلادي، أصبحت مدينة بمعنى الكلمة. وخلال فترة حكم الأدارسة (ما بين القرن الثامن والعاشر الميلادي) شهدت ازدهارا ملحوظا إلى درجة صك العملات المعدنية فيها.تم تأسيسها قبل مدينة مراكش، وقد كانت عاصمة لحكم المرابطين في المغرب لفترة وجيزة خلال القرن الحادي عشر، علمًا بأن بسط المرابطين نفوذهم على أغمات أتى بعد القضاء على إمارة محلية هناك كانت تسمى المغراويين، حيث عاشت أمجادها لسنوات عديدة قبل أن تأفل وتصير مهجورة بعد ذلك بثلاثمائة سنة، ويحاول علماء الآثار اليوم إعادة بناء تاريخ هذه المعلمة الرائعة صعودا وأفولا.ومما تذكره المصادر التاريخية أنه بعدما قتل المرابطون أمير المغراويين الفارّ، تزوج أبو بكر بن عمر من زينب النفزاوية الأمازيغية، زوجة لقوط المغراوي، والتي قال عنها ابن خلدون «كانت إحدى نساء العالم المشهورات بالجمال والرياسة». وبالفعل، فما إن بدأ المرابطون في تأسيس مدينة مراكش حتى هبت زينب للمساهمة في هذا العمل، وقد طلقها أبو بكر بن عمر اللمتوني لتتزوج ابن عمه القائد يوسف بن تاشفين.لماذا حصل ذلك؟ سؤال أجاب عنه المؤرخ الناصري في كتابه الشهير «الاستقصاء لأخبار دول المغرب الأقصى» حيث سجل ما يلي: «كان الأمير أبو بكر بن عمر اللمتوني قد تزوج زينب بنت إسحاق النفزاوية، وكانت بارعة الجمال والحسن، وكانت مع ذلك حازمة لبيبة ذات عقل رصين ورأي متين ومعرفة بإدارة الأمور حتى كان يقال لها الساحرة، فأقام الأمير أبو بكر عندها في أغمات نحو ثلاثة أشهر، ثم ورد عليه رسول من بلاد القبلة فأخبره باختلال أمر الصحراء، ووقوع الخلاف بين أهلها. وكان الأمير أبو بكر رجلا ورعا، فعظم عليه أن يقتل المسلمون بعضهم بعضا، وهو قادر على كفهم، ولم ير أنه في سعة من ذلك وهو متولي أمرهم ومسؤول عنهم، فعزم على الخروج إلى بلاد الصحراء ليصلح أمرها، ويقيم رسم الجهاد فيها.ولمّا عزم على السفر، طلّق امرأته زينب وقال لها عند فراقه إياها: يا زينب إني ذاهب إلى الصحراء، وأنت امرأة جميلة بضة لا طاقة لك على حرارتها، وإني مطلقك، فإذا انقضت عدتك فانكحي ابن عمي يوسف بن تاشفين فهو خليفتي على بلاد المغرب. فطلّقها، ثم سافر عن أغمات وجعل طريقه على بلاد تادلا، حتى أتى سجلماسة، فدخلها وأقام فيها أياما حتى أصلح أحوالها ثم سافر إلى الصحراء».منفى المعتمد وزوجته الرميكيةتشتهر أغمات أيضا بكونها المكان الذي قضى فيه الملك الشاعر المعتمد بن عباد آخر أيامه، حين أزاحه القائد المرابطي يوسف بن تاشفين من عرشه في إشبيلية في الأندلس، وقاده أسيرا منفيا إلى أغمات، وما زال ضريح المعتمد وزوجته اعتماد الرميكية وابنه يشكل قبلة للزوار، حيث زينت قبة الضريح بأبيات للشاعر نفسه.وكان قد سبق المعتمد إلى هذا المنفى عبد الله بن بلكين أمير غرناطة. وفي أغمات عاش المعتمد كاسف البال، كسير القلب، يُعامَل معاملة سيئة، ويتجرع مرَّ الهوان، ليس بجانبه من يخفف عنه مأساته، ويطارحه الحديث، فتأنس نفسه وتهدأ. ينظر إلى بناته الأقمار، فيشقيه أنهن يغزلن ليحصلن على القوت، ولكنه كان يتجلد ويتذرع بالصبر، ويلجأ إلى شعره، فينفس عن نفسه بقصائد مُشجية مؤثرة. تدخل عليه بناته السجن في يوم عيد، فلما رآهن في ثياب رثة، تبدو عليهن آثار الفقر والفاقة، انسابت قريحته بشعر شجي حزين.واشتدت وطأة الأَسْرِ على اعتماد الرميكية زوجة المعتمد، ولم تقوَ طويلا على مغالبة المحنة، فتُوفيت قبل زوجها، ودُفنت في أغمات على مقربة من سجن زوجها. وطال أَسْر المعتمد، فبلغ نحو أربع سنوات حتى أنقذه الموت من هوان السجن وذل السجان، فلقي ربه في (11 من شوال 488 هـ/ 1095م) ودُفن إلى جانب زوجته.وأوردت بعض كتب التاريخ قصصا عن تعلق المعتمد بن عباد بزوجته اعتماد الرميكية التي كانت جارية لديه أيام المجد، فأسرف في تدليلها، حيث زرع لها أشجار اللوز على جبل قرطبة حتى إذا أزهر بياضا بدا وكأنه محمل بالثلج وذلك إرضاء لها، إذ يعلم أنها تحب الثلج وتحنّ لرؤيته.وذكر المؤرخ المقريزي أن المعتمد بن عباد كان يحب زوجته اعتماد حباً جما ويعاملها برفق ولين ويحرص على إرضائها وتلبية جميع رغباتها. وذات يوم، أطلت من شرفة القصر فرأت القرويات يمشين في الطين، فاشتهت أن تمشي هي أيضاً في الطين. وحدثت زوجها بذلك فخاف على قدميها أن يمسها الطين. فألحت عليه، فأمر المعتمد، فسحقت أشياء من الطيب، وذرت في ساحة القصر حتى عمَّته، ثم نصبت الغرابيل وصُبّ فيها ماء الورد على أخلاط الطيب وعجنت بالأيادي حتى عادت كالطين، وخاضت الرميكية مع جواريها بقدميها في هذا الطين الذي بلغت أثمانه آلاف الدنانير، وحققت رغبتها ومشت في الطين. وغاضبها المعتمد بن عباد في أحد الأيام، فأقسمت أنها لم تر منه خيراً قط، فقال: ولا يوم الطين؟ فاستحيت واعتذرت».أثر بعد عينمع توالي القرون، صارت أغمات أثرا بعد عين، ولم يبق من نسيجها الحضري سوى بضعة أطلال لقصر ومسجد وسور، علاوة على الحمّام التقليدي الجماعي الذي يوصف بأنه أقدم حمّام في المغرب، إذ كشفت عنه الحفريات بعد أن كان مطمورا وسط كومة من الأحجار والأتربة. يتكون الحمام من ثلاث غرف مغطاة ومختلفة الحرارة، بين باردة ودافئة وساخنة، على غرار هندسة الحمامات الشعبية الحالية، كما توجد فيه سراديب بعلو يصل إلى 4 أمتار.شيد الحمام في نهاية القرن العاشر وبداية القرن الحادي عشر الميلادي، ويتميز بكبر مساحته مقارنة مع حمامات تلك الفترة، إذ تصل مساحته إلى 13 هكتارا، واستعمل لغرض الاستحمام لأكثر من 500 سنة، قبل أن يتحول بعدها إلى ورشة تقليدية ثم يتعرض للإهمال إلى أن تم اكتشافه بشكل عرضي إثر القيام بأنشطة زراعية في المنطقة.  

القدس العربي



اقرأ أيضاً
بالصور.. عامل اقليم الحوز يترأس الاحتفال بالذكرى الـ19 لمبادرة التنمية البشرية
شهد مقر عمالة إقليم الحوز يوم السبت 18 ماي الجاري، فعاليات الاحتفال بالذكرى ال 19 للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية. برئاسة عامل الإقليم، رشيد بنشيخي، وحضور أعضاء اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وممثلي التنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وممثلي هيئات المجتمع المدني.وتشكل هذه المناسبة فرصة للوقوف على مدى التقدم المحرز في إنجازات المرحلة الثالثة 2019-2023، واستشراف المستقبل تحت موضوع ذي دلالات ومسؤوليات وطنية عميقة: "ألف يوم الأولى: أساس مستقبل أطفالنا".وذكر عامل الإقليم في كلمته الافتتاحية بحصيلة الإنجازات المهمة التي واكبت مسار المبادرة منذ إطلاقها، في 18 ماي 2005، من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده.والأدوار التي اضطلعت بها السلطات الإقليمية وفق مقاربة تنموية وروح تشاركية تنسجم مع الرؤية الملكية المتبصرة، لترجمة برامج هذا المشروع واقعيا، مؤكدا على التزام السلطات الإقليمية التزاما تاما، بما ينسجم مع الحس الوطني العالي، بترجمة هذا الورش الوطني الكبير على أرض الواقع، استكمالا للإنجازات السابقة والحصيلة الإيجابية المسجلة.ومثل الحفل فرصة لتقديم حصيلة البرنامج الرابع المتعلق بصحة الطفل والأم الذي يندرج ضمن نفس الإطار. حصيلتان إيجابيتان ونوعيتان بالنظر إلى مجموع الأنشطة والمشاريع المتعددة التي تم إنجازها، والتي كان لها دور محوري في الدفع بعجلة التنمية الترابية بالإقليم، اقتصاديا واجتماعيا وبشريا. ويذكر أن الحصيلة الأولية لهذه المرحلة بإقليم الحوز، قد سجلت نتائج متقدمة تبعث على التفاؤل واستشراف المرحلة القادمة بروح العمل ومزيد من الابتكار. وبالفعل، فخلال الفترة 2019-2023، تم إنجاز أزيد من 1156 مشروع ومبادرة بتكلفة إجمالية تجاوزت 423 مليون درهم. كما استحضرت هذه المناسبة أهمية البعد التواصلي، عبر تقديم عرض بخصوص استراتيجية التواصل من أجل تغيير السلوك الاجتماعي، إلى جانب عرض شرائط مصورة حول صحة الطفل والأم، توثق للمنجز في مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. علاوة على ذلك، تم تقديم شهادات حية لمسيري مشروع منظومة الوسطاء الجماعاتيين، كآلية لتأهيل قطاع الصحة بالإقليم، بالإضافة إلى تدخلات جميع الشركاء. وفي ختام الحفل تم القيام بزيارة ميدانية من طرف السيد عامل الإقليم والوفد المرافق له، لدار الأمومة بآسني، حيث تم تفقد قاعة الولادة التي تم إصلاحها بعد تضررها جراء تداعيات زلزال 8 شتنبر الماضي، وتم أيضا توزيع حقائب تحتوي على جميع مستلزمات الرضع حديثي الولادة. ويهدف هذا المشروع إلى النهوض بوضع الأمومة والطفل بالإقليم، وتقديم الدعم اللازم لهذه الفئة الاجتماعية. وكان هذا الحدث الهام أيضا مناسبة لإعطاء انطلاق حملة تحسيسية تحت شعار: " 1000 يوم الأولى: أساس مستقبل أطفالنا '' والتي ستنطلق من 22 ماي إلى 22 يونيو 2024.
جهوي

مرصد أوكايمدن يشارك في اكتشاف جديد غير مسبوق
أحدثت الاكتشافات المتلاحقة في مرصد أوكايمدن التابع لجامعة القاضي عياض، قفزة نوعية في مجال البحث عن الكواكب الخارجية من خلال اكتشاف جديد غير مسبوق. وذكر المرصد، في بلاغ له، أن هذا الاكتشاف، الناتج عن مشروع SPECULOOS الذي تديره جامعة لييج في بلجيكا، كشف عن كوكب خارجي بحجم الأرض يدور حول نجم قزم فائق البرودة. وأضاف المصدر ذاته، إنها خطوة هامة لأنها لا تشكل سوى النظام الكوكبي الثاني المكتشف حول مثل هذا النوع من النجوم، وقد شارك تلسكوب TRAPPIST-North التابع لمرصد أوكايمدن - جامعة القاضي عياض في عملية المراقبة. الاكتشاف تُدعى SPECULOOS-3b، الكوكب الخارجي الجديد الذي تم اكتشافه، الذي يدور حول نجم يبعد نحو 55 سنة ضوئية عن الأرض. على الرغم من قربه من نجمه المضيف، فإن SPECULOOS-3 b يشترك في تشابهات ملحوظة مع كوكبنا الخاص، بما في ذلك حجمه وأنماط دورانه. وتتيح فترة دورانه الفائقة القصيرة، التي تستمر حوالي 17 ساعة، فرصة فريدة للتحقيق العلمي، مما يوفر معلومات حول الديناميكا الكوكبية في ظروف متطرفة. التفاصيل جانب ملحوظ في SPECULOOS-3b هو غياب الغلاف الجوي، خاصية تميزه عن العديد من الكواكب الخارجية الأخرى. على الرغم من أن هذا يشكل تحديات لإمكانية العيش، فإنه يوفر أيضًا للعلماء فرصة مثيرة لدراسة تأثير الإشعاع النجمي المتطرف على الغلاف الجوي للكواكب. علاوة على ذلك، يجعل غياب الغلاف الجوي SPECULOOS-3 b مرشحًا مثاليًا للمراقبة التفصيلية باستخدام أدوات متقدمة مثل تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST). الخطوات التالية يؤكد هذا الاكتشاف الثوري أهمية مشاريع مثل SPECULOOS في تقدم فهمنا للكواكب الخارجية، خاصة تلك التي قد تحتوي على ظروف مشابهة للأرض. من خلال الاستفادة من التكنولوجيا المتطورة والتعاون الدولي، يفتح الفلكيون الطريق لاكتشافات مستقبلية قد تحدث ثورة في فهمنا للأنظمة الكوكبية خارج نظامنا الشمسي. يختتم ميشيل جيلون بقوله: "يبرز هذا الاكتشاف القدرة الفريدة ل SPECULOOS على اكتشاف الكواكب الخارجية بحجم الأرض التي تصلح بشكل جيد للدراسات التفصيلية. هذا ليس سوى البداية. بفضل الدعم المالي من الإقليم الوالوني لجامعة لييج، سينضم قريبًا تلسكوبان جديدان، أوريون وأبولو، إلى آرتيميس على هضبة بركان تيدي في تينيريفي لتسريع البحث عن هذه الكواكب المثيرة للإعجاب".
جهوي

إدارية مراكش تنتصر لمستشارات جماعيات
رفضت المحكمة الإدارية بمراكش، بداية الأسبوع الجاري، مقررا لجماعة محرة بإقليم الرحامنة، يقضي بعزل 3 مستشارات بالجماعة ينتمين إلى المعارضة. وقررت المحكمة رفض الطعن المقدم من طرف رئيس الجماعة المذكورة ضد قرار لعامل إقليم الرحامنة الرافض لإقالة المستشارات المعنيات التي جاءت في مقرر للجماعة المذكورة، وذلك لمخالفته القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات 113.14. وبنت المحكمة قناعتها على وجاهة الدفوع التي تقدم بها عامل الإقليم، لتوضيح أسباب عدم موافقته على المقرر، وضمنها عدم احترام المسطرة القانونية وبشرط من القواعد الآمرة، وهو أن يتم تصويت المجلس على مقررات العزل بالأغلبية، ما لم يتوفر في نازلة الحال. وكان عزيز بوينيان عامل إقليم الرحامنة قد اعتبر أن مقرر المجلس الجماعي، القاضي بإقالة المستشارات  لم يتخذ بشكل ديمقراطي باللجوء إلى التصويت، مخالفا المادة 43 من القانون التنظيمي، التي تنص على أن مقررات المجالس الجماعية يجب أن تتخذ بالأغلبية المطلقة للأصوات المعبر عنها.  
جهوي

المهرجان الربيعي للطفل يلتئم بإقليم الرحامنة + صور
نظم مربو ومربيات المؤسسة المغربية للتعليم الأولي بإقليم الرحامنة، صباح يوم السبت 11 ماي بدار الطالبة لمحرة المهرجان الربيعي للطفل تحت شعار " الطفل وتجديد الوصال مع التراث الشعبي" من تأطير واشراف المشرف التربوي منير النعيمي وبمساعدة المشرفين التربويين خديجة منصوري ومحمد العنان.و عرفت هذه التظاهرة، تنزيل مجموعة من الفقرات الثراتية و الثقافية و التربوية هدفها الاول و الأخير هو وضع الاطفال على متن قاطرة التفتح و الابداع.وأقيم هذا المهرجان الربيعي بحضور محمد سالم لعيشي رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة اقليم الرحامنة، أحمد الشرعي المكلف بالتعليم الاولي بعمالة اقليم الرحامنة، خالد مصباح رئيس جمعية الرحامنة للخدمات الاجتماعية، و قائد قيادة لبحيرة، وسلوى رئيسة جمعية دار الطالبة لمحرة، بالإضافة إلى أعضاء المجلس الجماعي لجماعة المحرة و أعضاء المجلس الجماعي لجماعة اولاد املول والمشرفين محمد واحميد و غبد الحق عبد البار والفاعلين الجمعويين بالمنطقة واولياء امور الاطفال. 
جهوي

النقابة الوطنية للصحة باليوسفية تعلن تسطير برنامج تصعيدي
أعلن المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة باليوسفية عن خوضه لاعتصام انذاري ردا على عدم التزام المندوب الإقليمي بتعهداته.ووفق بيان إنذاري صادر عن المكتب، فإن هذا التصعيد يأتي بعد تمادي المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بإقليم اليوسفية في تجاهله للملف المطلبي للشغيلة الصحية; واستمراره في التنصل من تعهداته بتنفيذ مضامين اجتماع 19 مارس 2024, على الرغم من الطابع الاستعجالي لبعض المطالب في شقها المتعلق بصحة وسلامة المواطنين.وأوضح المكتب أن هذا الاعتصام جاء بعد اصدار المكتب النقابي للبيان رقم 1 بتاريخ 3 ماي 2024; والذي طالب فيه المندوب الإقليمي بالإسراع في تنفيذ ماتعهد به. وتحمله مسؤولية ما ستؤول اليه الأوضاع في حال استمراره في تجاهل المطالب المشروعة. وحسب نفس المصدر، فبعد ان عقد المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة;  اجتماعا عاجلا بمقر الكونفدرالية الديمقراطية للشغل يوم الاثنين 6 ماي 2024 لتدارس تداعيات هذا الوضع على الشغيلة الصحية وعلى قطاع الصحة بالاقليم ; فانه يعلن تسطير برنامج تصعيدي بالتنسيق مع المكتب الجهوي ; بدءا باعتصام انداري امام مندوبية الصحة والحماية الاجتماعية يوم الاثنين 13 ماي 2024 ردا على عدم التزام المندوب الإقليمي بتعهداته، هذا إلى جانب تنظيم وقفة احتجاجية بالمستشفى الإقليمي لالة حسناء, سوف نعلن عن تاريخها قريبا.وفي هذا الإطار يهيب بالشغيلة الصحية الى رص الصفوف والتعبئة والصمود والالتفاف حول نقابتهم العتيدة حتى تحقيق مطالبنا المشروعة.
جهوي

“الفراقشية” يسرقون قطيعا من الأغنام بتملالت
شهد دوار الخلوة السنوسيين التابع لجماعة الجبيل بدائر تملالت، سرقة 15 رأس من الاغنام، والفرار بها إلى وجهة غير معلومة، من طرف عصابة "الفراقشية"، الذين ينشطون في الفترة ما قبل عبد الأضحى. وتفيد المعطيات المتوفرة، أن مواطنا تقدم لدى مصالح الدرك الملكي بشكاية تفيد تعرض قطيع أغنامه للسرقة على أيدي عصابة "الفراقشية"، وأكد المشتكي أن عصابة الفراقشية قامت بقتل كلاب الحراسة عبر تسميمها لتسهيل عملية سرقة الأغنام. وطالب مجموعة من بائعي الأغنام و"الكسابة" بالقيام بدوريات أمنية، قصد وضع حد لهذه الظاهرة التي أصبحت تؤرق مضجع الكسابة.        
جهوي

الوالي شوراق والعمدة المنصوري يتفقدان أوراش إعادة تأهيل المنطقة الصناعية بمراكش
قام والي جهة مراكش آسفي وعامل عمالة مراكش فريد شوراق مرفوقا برئيسة جماعة مراكش فاطمة الزهراء المنصوري، بزيارة لأوراش إعادة تأهيل المنطقة الصناعية سيدي غانم بمراكش، وذلك يومه الاثنين 13 ماي 2024، قصد التتبع والاطلاع الميداني على سير الأشغال ودرجة تقدمها. ويهدف مشروع تأهيل سيدي غانم، الذي يمتدّ على مساحة تقارب 200 هكتار، إلى جعله نموذجا يواكب التطور الحضري والاقتصادي للمنطقة الصناعية، وتسهيل عمليات التنقل والجولان، وتحسين جودة الخدمات والربط بالشبكات، والتقليل من مصادر التلوث ومسبّباته.وقد بلغت الأشغال بالشطر الأول مراحل متقدّمة، وتتضمن معالجة مختلف الشبكات وإعادة تركيبها وتجديد قنواتها، وفي مقدمتها شبكة التطهير السائل، وطمر الشبكة الكهربائية عبر إزالة 18 كلم من الأحبال الكهربائية الهوائية الملتوية، ووضعها ومدّها تحت الأرض، مع ما يتطلب ذلك من إعادة ربط جميع المقاولات والشركات والمحلات التجارية والسكنية بهاتين الشبكتين، وإصلاح مناحي الخلل القديمة والأعطاب التي أصابتهما؛ إضافة إلى تقوية شبكة الإنارة العمومية، وبناء المحولات الكهربائية؛ وتجديد شبكات الهاتف وتقويتها.كما تتضمن الأشغال أيضا تهيئة وصيانة الطرقات والأرصفة وملتقيات الطرق وعنونة الطرق والممرات، وتقوية التشوير داخل المنطقة الصناعية وتثبيت كاميرات مراقبة وتهيئة المساحات الخضراء والاعتناء بالأشجار ومدّ قنوات الري والسقي بالمياه المعالجة، وصيانة وتحسين الواجهات باعتماد ميثاق حضري يبرز ويحافظ الطابع الخاص لمدينة مراكش، إحداث محطات كهروشمسية لتزويد مقر الشركات بالكهرباء.وتجدر الإشارة إلى أن هذا المشروع هو ثمرة شراكة بين وزارة الداخلية، ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وزارة الصناعة والتجارة، وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، مجلس جهة مراكش آسفي، جماعة مراكش، الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء، وجمعية مقاولات الحي الصناعي بسيدي غانم.وعلى هامش هذا اللقاء، الذي حضره النائب الأول لرئيسة جماعة مراكش المفوض له في قطاع الأشغال، ومديرة لاراديما، ورئيس الجمعية، وأطر وممثلو مختلف الشركاء والمتدخلين، تم التطرق إلى وضعية السير والجولان بالحي الصناعي وطريق آسفي على وجه الخصوص، وبمدينة مراكش عموما، والحلول التقنية والتدبيرية الممكن اتخاذها لتسهيل عمليات السير والجولان وتنقل المركبات والعربات، بما يناسب مكانة مدينة مراكش وجاذبيتها السياحية والاقتصادية.
جهوي

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 18 مايو 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة