ثقافة-وفن

القراءة والكتابة وجهان لعملة واحدة


كشـ24 نشر في: 19 مارس 2018

 ملحوظة 1 : تنطلق هذه المراسلة من مفهوم الكتابة باعتباره نحتا لكلمتي كتابة وقراءة ونضيف إلى دلالته في النص التشعبي أو في الأعمال التشعبية التخييلية، كل الحمولات المعتمدة في جمالية التلقي مع كل من :هانس روبير ياوس، وولفغانغ آيزر، وأمبرطوإيكو .وبناء عليه سيتبادل المفهومان المواقع بينهما ،مما يجعل الحديث عن القراءة حديثا عن الكتابة ، و العكس صحيح ملحوظة2 : ونتخذ من العناصر الثلاثة الآتية :( الدلالة اللغوية للقراءة ومشتقاتها في المعاجم العربية لسان العرب لابن منظور أنموذجا، الكتاب في الشعر العربي، المتنبي أنموذجا، الكتابة والقراءة في النثر ،الجاحظ أنموذجا ) محاور للعرض والنقاش والتداول .1-الدلالة اللغوية للقراءة ومشتقاتها : لسان العرب أنموذجا : إن أول ما افتتح به المعجمي العربي المصري ابن منظور حديثه عن القراءة هو الجذر اللغوي الثلاثي قرأ مرتبطا بالقرآن حيث قال :"قرأ : القرآن- التنزيل العزيز ،وإنما قدم على ما هو أبسط منه لشرفه ...ومعنى القرآن الجمع ،أي جمع السور وضمها ،أو جمع القصص والنهي والوعد والوعيد والآيات والسور بعضها إلى بعض" . ولقد وردت الكلمة أو بعض مشتقاتها ضمن القرآن فيما يقرب من خمس وعشرين آية : الفعل قرأ سبع مرات ، وكلمة قروء مرة واحدة ،وقرآن ثماني عشرة مرة ، والمثير للانتباه هو ارتباط القرآن بالكتاب أو القراءة  ثلات مرات :الأولى في قوله تعالى :"اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا " (14 الإسراء) والثانية في قوله تعالى :" ألر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين "1 (  الحجر)،والثالثة في قوله تعالى :" فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك " (94 يونس ). خلاصات :1-إن ما يجمع بين دفتي كتاب من طرف كاتب لا وجود له فعليا إلا بالقراءة (أي التلاوة وهو المعنى الثاني لكلمة قراءة) والقائم بها أوالقائمين ،القارئ والقراء . بمعنى آخر لا وجود للكاتب أو الكتابة إلا بالقارئ والقراءة ،من هنا تبدو أهمية أحدث نظريات القراءة ،وهي نظرية التلقي التي أعطت الاعتبار لأكبر منسي في نظريات القراءة إنه المتلقي .وبالعودة إلى الفعل قرأ ،يرد اشتقاق كلمة قروء جمع قرء في الآية القرآنية :" والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء "(228 البقرة )، وبعيدا عن الدلالة اللغوية للكلمة والتي تندرج في فقه اللغة ضمن ما يسمى بالأضداد إذ تدل على الحيض والطهر ، تحتفظ الكلمة في جذرها اللغوي بالجمع ،ففي قولهم "ما قرأت هذه الناقة سلى قط ،وما قرأت جنينا قط ،أي لم يضطم رحمها على ولد،أو لم تقرأ جنينا أي لم تلقه ،والقرء اجتماع الدم في الرحم " ،وبالنظر إلى هذا الاجتماع باعتباره تشكيلا لعلقة تنجم عنها في النهاية ولادة ،أمكننا أن نربط القرء بالإبداع على أساس أن كل خلق في جوهره إبداع .2-الخلاصة الثانية من هذا البحث المعجمي هي أن طرفي العملية كتابة – قراءة ،أو قراءة –كتابة ،كاتب-قارئ أو قارئ-كاتب كلاهما يقوم بالجمع :الكاتب يجمع الحروف والكلمات والجمل والفقرات والمباحث والفصول ليقدم كتابا ،والقارئ يجمع المعاني والدلالات ويفكك شفرتها ،يتلقى ويؤول ،وفي كل هذه العمليات هناك إبداع وخلق وابتكار، ولهذا لا غرابة في ارتباط قرأ أو مشتقاتها بثلاث كائنات تبدع أو تسهم في الإبداع إنها المرأة والناقة والرياح .إذن كما نتحدث عن كاتب مبدع ،يجب أن نتحدث عن قارئ كذلك ،وليس عن قارئ مستهلك ،حيث لا موقع للأول إذا كان يراكم بالمعني السلبي للكلمة ،ولا موقع للثاني بعيد ا عن التلقي التفاعلي والفعال والمنتج والمثمر. 2-الكتاب في الشعر :أبو الطيب أحمد المتنبي أنموذجا : في قصيدة للمتنبي يمدح فيها كافور الإخشيدي مطلعها : منى كن لي أن البياض خضاب                       فيخفى بتبييض القرون شباب ليالي عند البيض فوداي  فتنة                        وفخر وذاك الفخر عندي عاب ورد في البيت الثامن عشر منها قول المتنبي في الكتاب : أعز مكان في الدنى سرج سابح         وخير جليس في الزمان كتاب يندرج البيت ضمن أبيات الشعر الحكمي الخالدة التي اشتهر بها المتنبي وذاع صيته  إذ قيل البيت عام 349 ه الموافق 960 م ،و يبدوكأنه قيل اليوم أو البارحة  ، ودلالته الظاهرة أن أفضل مكان في الدنيا هو ظهر الحصان السريع المنطلق ،وأفضل صديق حقيقي ليس بشريا بل ورقيا ،إنه الكتاب والكاتب ،المقروء والقارئ ،لأمور عدة أعرضها كالآتي : 1-الكتاب يختزل العالم وعليه مدار علم ما في العالم . 2-الكتاب هو الصديق النموذجي في الحياة 3-الكتاب كنز لا ينفد، وخير ما يمكن أن يورث 4-الكتاب يعلي من شأن القارئ باعتباره طالب علم ،بنفس القدر الذي يرفع من شأن كاتبهلكن ما أفضل الكتب وبعبارة أخرى ما أفضل الكتابات أو القراءات ؟إنها تلك التي يتجدد عطاؤها كلما عاد قارئها إليها ،أوكما قال د/ بهجت سمعان " ستعرف أنك قرأت كتابا جيدا عندما تقلب الصفحة الأخيرة وتحس كأنك فقدت صديقا ."3- الكتاب والقراءة في النثر : الجاحظ أنموذجا : لماذا الجاحظ دون غيره من رموز الثقافة العربية ؟نختزل الإجابة على هذا التساؤل في نقطتين :أولاهما أن الجاحظ  عاصر مرحلة التدوين بل يعتبر على رأس من ساهموا فيها بفعالية كبيرة،وثانيهما أن الجاحظ يعتبر في مقدمة من تعلقوا بالكتب يقول عنه ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان " إذ لم يقع بيده كتاب قط إلا استوفى قراءته كائنا ما كان  ،حتى إنه كان يكتري دكاكين الوراقين ويبت فيها للنظر."مفعول الكتاب في المتلقي على المستوى النفسي :الاهتزاز واللذة ينقل الجاحظ عن ابن الجهم قوله :"إذا غشيني النعاس في غير وقت نوم –وبئس النوم الشيء الزائد عن الحاجة – فإذا اعتراني ذلك تناولت كتابا من كتب الحكم ،فأجد اهتزازي للفوائد ،والأريحية التي تعتريني عند الظفر ببعض الحاجة،والذي يغشى قلبي من سرور الاستبانة وعز التبيين ،أشد إيقاظا من نهيق الحمير ،وهدة الهدم " ويضيف قائلا :"إذا استحسنت الكتاب واستجدته ،ورجوت منه الفائدة ،ورأيت ذلك فيه ،- فلو تراني وأنا ساعة بعد ساعة أنظر كم بقي من ورقة مخافة استنفاده،وانقطاع المادة من قلبه ،وإن كان المصحف عظيم الحجم كثير الورق ،كثير العدد –فقد تم عيشي وكمل سروري " الكتاب وقراءته في النص الأول منبه يفوق في قوته نهيق الحمير أو هدة الهدم ،ولن يتأتى ذلك إلا بلقاء حميمي عاشق بين كاتب ولهان بما يكتب وقارئ منتش بما يقرأ،إنه لقاء خالص الحكمة بخالص الحب .أما في النص الثاني فالانتشاء والاهتزاز واللذة تبلغ مداها وتصل منتهاها ،القارئ ينصت إلى نبض قلب كاتبه وكتابه ،يخشى ويخاف توقفه وهو يحصي ما تبقى من الأوراق ،التوقف نهاية وسكون ،واكتمال السرور لا  يكون إلا بالحركة :أصابع تقلب ،وعيون تتابع ،وفكر متوقد متوهج يجرد ويرصد ، حتى إذا لفظ النبض أنفاسه ،ووصل القارئ نهايته ،عز الفراق ،وخفف من حدته ما انطبع من وشم التلاق. الاستاذ عبد الصادق شحيمة

 ملحوظة 1 : تنطلق هذه المراسلة من مفهوم الكتابة باعتباره نحتا لكلمتي كتابة وقراءة ونضيف إلى دلالته في النص التشعبي أو في الأعمال التشعبية التخييلية، كل الحمولات المعتمدة في جمالية التلقي مع كل من :هانس روبير ياوس، وولفغانغ آيزر، وأمبرطوإيكو .وبناء عليه سيتبادل المفهومان المواقع بينهما ،مما يجعل الحديث عن القراءة حديثا عن الكتابة ، و العكس صحيح ملحوظة2 : ونتخذ من العناصر الثلاثة الآتية :( الدلالة اللغوية للقراءة ومشتقاتها في المعاجم العربية لسان العرب لابن منظور أنموذجا، الكتاب في الشعر العربي، المتنبي أنموذجا، الكتابة والقراءة في النثر ،الجاحظ أنموذجا ) محاور للعرض والنقاش والتداول .1-الدلالة اللغوية للقراءة ومشتقاتها : لسان العرب أنموذجا : إن أول ما افتتح به المعجمي العربي المصري ابن منظور حديثه عن القراءة هو الجذر اللغوي الثلاثي قرأ مرتبطا بالقرآن حيث قال :"قرأ : القرآن- التنزيل العزيز ،وإنما قدم على ما هو أبسط منه لشرفه ...ومعنى القرآن الجمع ،أي جمع السور وضمها ،أو جمع القصص والنهي والوعد والوعيد والآيات والسور بعضها إلى بعض" . ولقد وردت الكلمة أو بعض مشتقاتها ضمن القرآن فيما يقرب من خمس وعشرين آية : الفعل قرأ سبع مرات ، وكلمة قروء مرة واحدة ،وقرآن ثماني عشرة مرة ، والمثير للانتباه هو ارتباط القرآن بالكتاب أو القراءة  ثلات مرات :الأولى في قوله تعالى :"اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا " (14 الإسراء) والثانية في قوله تعالى :" ألر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين "1 (  الحجر)،والثالثة في قوله تعالى :" فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك " (94 يونس ). خلاصات :1-إن ما يجمع بين دفتي كتاب من طرف كاتب لا وجود له فعليا إلا بالقراءة (أي التلاوة وهو المعنى الثاني لكلمة قراءة) والقائم بها أوالقائمين ،القارئ والقراء . بمعنى آخر لا وجود للكاتب أو الكتابة إلا بالقارئ والقراءة ،من هنا تبدو أهمية أحدث نظريات القراءة ،وهي نظرية التلقي التي أعطت الاعتبار لأكبر منسي في نظريات القراءة إنه المتلقي .وبالعودة إلى الفعل قرأ ،يرد اشتقاق كلمة قروء جمع قرء في الآية القرآنية :" والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء "(228 البقرة )، وبعيدا عن الدلالة اللغوية للكلمة والتي تندرج في فقه اللغة ضمن ما يسمى بالأضداد إذ تدل على الحيض والطهر ، تحتفظ الكلمة في جذرها اللغوي بالجمع ،ففي قولهم "ما قرأت هذه الناقة سلى قط ،وما قرأت جنينا قط ،أي لم يضطم رحمها على ولد،أو لم تقرأ جنينا أي لم تلقه ،والقرء اجتماع الدم في الرحم " ،وبالنظر إلى هذا الاجتماع باعتباره تشكيلا لعلقة تنجم عنها في النهاية ولادة ،أمكننا أن نربط القرء بالإبداع على أساس أن كل خلق في جوهره إبداع .2-الخلاصة الثانية من هذا البحث المعجمي هي أن طرفي العملية كتابة – قراءة ،أو قراءة –كتابة ،كاتب-قارئ أو قارئ-كاتب كلاهما يقوم بالجمع :الكاتب يجمع الحروف والكلمات والجمل والفقرات والمباحث والفصول ليقدم كتابا ،والقارئ يجمع المعاني والدلالات ويفكك شفرتها ،يتلقى ويؤول ،وفي كل هذه العمليات هناك إبداع وخلق وابتكار، ولهذا لا غرابة في ارتباط قرأ أو مشتقاتها بثلاث كائنات تبدع أو تسهم في الإبداع إنها المرأة والناقة والرياح .إذن كما نتحدث عن كاتب مبدع ،يجب أن نتحدث عن قارئ كذلك ،وليس عن قارئ مستهلك ،حيث لا موقع للأول إذا كان يراكم بالمعني السلبي للكلمة ،ولا موقع للثاني بعيد ا عن التلقي التفاعلي والفعال والمنتج والمثمر. 2-الكتاب في الشعر :أبو الطيب أحمد المتنبي أنموذجا : في قصيدة للمتنبي يمدح فيها كافور الإخشيدي مطلعها : منى كن لي أن البياض خضاب                       فيخفى بتبييض القرون شباب ليالي عند البيض فوداي  فتنة                        وفخر وذاك الفخر عندي عاب ورد في البيت الثامن عشر منها قول المتنبي في الكتاب : أعز مكان في الدنى سرج سابح         وخير جليس في الزمان كتاب يندرج البيت ضمن أبيات الشعر الحكمي الخالدة التي اشتهر بها المتنبي وذاع صيته  إذ قيل البيت عام 349 ه الموافق 960 م ،و يبدوكأنه قيل اليوم أو البارحة  ، ودلالته الظاهرة أن أفضل مكان في الدنيا هو ظهر الحصان السريع المنطلق ،وأفضل صديق حقيقي ليس بشريا بل ورقيا ،إنه الكتاب والكاتب ،المقروء والقارئ ،لأمور عدة أعرضها كالآتي : 1-الكتاب يختزل العالم وعليه مدار علم ما في العالم . 2-الكتاب هو الصديق النموذجي في الحياة 3-الكتاب كنز لا ينفد، وخير ما يمكن أن يورث 4-الكتاب يعلي من شأن القارئ باعتباره طالب علم ،بنفس القدر الذي يرفع من شأن كاتبهلكن ما أفضل الكتب وبعبارة أخرى ما أفضل الكتابات أو القراءات ؟إنها تلك التي يتجدد عطاؤها كلما عاد قارئها إليها ،أوكما قال د/ بهجت سمعان " ستعرف أنك قرأت كتابا جيدا عندما تقلب الصفحة الأخيرة وتحس كأنك فقدت صديقا ."3- الكتاب والقراءة في النثر : الجاحظ أنموذجا : لماذا الجاحظ دون غيره من رموز الثقافة العربية ؟نختزل الإجابة على هذا التساؤل في نقطتين :أولاهما أن الجاحظ  عاصر مرحلة التدوين بل يعتبر على رأس من ساهموا فيها بفعالية كبيرة،وثانيهما أن الجاحظ يعتبر في مقدمة من تعلقوا بالكتب يقول عنه ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان " إذ لم يقع بيده كتاب قط إلا استوفى قراءته كائنا ما كان  ،حتى إنه كان يكتري دكاكين الوراقين ويبت فيها للنظر."مفعول الكتاب في المتلقي على المستوى النفسي :الاهتزاز واللذة ينقل الجاحظ عن ابن الجهم قوله :"إذا غشيني النعاس في غير وقت نوم –وبئس النوم الشيء الزائد عن الحاجة – فإذا اعتراني ذلك تناولت كتابا من كتب الحكم ،فأجد اهتزازي للفوائد ،والأريحية التي تعتريني عند الظفر ببعض الحاجة،والذي يغشى قلبي من سرور الاستبانة وعز التبيين ،أشد إيقاظا من نهيق الحمير ،وهدة الهدم " ويضيف قائلا :"إذا استحسنت الكتاب واستجدته ،ورجوت منه الفائدة ،ورأيت ذلك فيه ،- فلو تراني وأنا ساعة بعد ساعة أنظر كم بقي من ورقة مخافة استنفاده،وانقطاع المادة من قلبه ،وإن كان المصحف عظيم الحجم كثير الورق ،كثير العدد –فقد تم عيشي وكمل سروري " الكتاب وقراءته في النص الأول منبه يفوق في قوته نهيق الحمير أو هدة الهدم ،ولن يتأتى ذلك إلا بلقاء حميمي عاشق بين كاتب ولهان بما يكتب وقارئ منتش بما يقرأ،إنه لقاء خالص الحكمة بخالص الحب .أما في النص الثاني فالانتشاء والاهتزاز واللذة تبلغ مداها وتصل منتهاها ،القارئ ينصت إلى نبض قلب كاتبه وكتابه ،يخشى ويخاف توقفه وهو يحصي ما تبقى من الأوراق ،التوقف نهاية وسكون ،واكتمال السرور لا  يكون إلا بالحركة :أصابع تقلب ،وعيون تتابع ،وفكر متوقد متوهج يجرد ويرصد ، حتى إذا لفظ النبض أنفاسه ،ووصل القارئ نهايته ،عز الفراق ،وخفف من حدته ما انطبع من وشم التلاق. الاستاذ عبد الصادق شحيمة



اقرأ أيضاً
مهرجان الفنون الشعبية بمراكش.. أموال تترعرع وفنانون يبيتون في العراء+ ڤيديو
افتتحت يوم امس الخميس 3 يوليوز، فعاليات الدورة 54 لمهرجان الفنون الشعبية مدشنة معها حلقة جديدة من الفضائح، التي اعتادت ان تطفوا على السطح في كل دورة بسبب الارتجالية في التنظيم، والامعان في اهانة الفنانين البسطاء القادمين من مختلف ارياف المغرب. وعاينت كشـ24 مشاهد جديدة تؤكد الدونية التي تتعامل بها ادارة المهرجان مع الفرق الموسيقية ، حيث يقضون الليل في العراء بساحة مؤسسة تعليمية بالحي الشتوي، فيما ينقلون الى مراكش في ظروف لا انسانية على متن سيارات النقل المزدوج. ونظير كل المجهودات التي يقوم بها هؤلاء الفنانون الشعبيون، لضمان اشعاع للمهرجان الاقدم بالمغرب، لا يتقاضون سوى 250 درهما عن كل يوم بالنسبة لاعضاء الفرق الاقل عددا، بينما يقل المبلغ بالنسبة للفرق التي تضم عددا كبيرا من الاعضاء، مراعاة للميزانية "الضخمة" للمهرجان التي تجهل اين تصرف، بما ان المكون الرئيسي فيه وهو الفنان لا ينال سوى الفتات.  
ثقافة-وفن

انطلاق فعاليات “مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي” بحضور الوزير بنسعيد
انطلقت أمس في مراكش، فعاليات "مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي 2025"، وتستمر إلى غاية 5 دجنبر المقبل بمشاركة 200 شاب وشابة من أكثر من 48 بلداً عضواً في منظمة التعاون الإسلامي. ويشتمل برنامج "مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي 2025" على سلسلة من الأنشطة الفكرية والثقافية والفنية والرياضية، بالإضافة إلى لقاءات موضوعاتية تهم الديمقراطية والسلم والأمن، والهوية الثقافية، ودور الشباب في تحقيق التنمية المستدامة. وأكد وزير الشباب والثقافة المغربي محمد المهدي بنسعيد أن اختيار "مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي لسنة 2025" هو اختيار ذو رمزية حضارية عميقة، كونها مدينة تاريخية شكلت عبر القرون مركز إشعاع حضاري وفكري وفني، وساهمت في تشكيل الوعي الجماعي الروحي والاجتماعي باعتبارها حاضرة عريقة ذات دور محور في تاريخ المغرب والعالم الإسلامي. وأضاف رئيس منتدى شباب العالم الإسلامي، طه أيهان "إن هذه المبادرة التي سبق أن استضافتها مدينة فاس سنة 2017، تعد فرصة مهمة لتوحيد شباب العالم الإسلامي وتبادل الآراء والخبرات من أجل بناء مستقبل أفضل". وأكد أحمد بنسلمان الغملاس، ممثل السعودية بصفتها رئيسة للدورة الحالية لمؤتمر وزراء الشباب والرياضة لمنظمة التعاون الإسلامي، أن مدينة مراكش تتميز بتاريخها العريق وروحها المتجددة التي تخدم تطلع الشباب الإسلامي نحو مستقبل مشرق ومستدام. ولفت المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، سالم بن محمد المالك إلى أن مراكش الحمراء تمثل ملتقى حقيقياً للحضارات والثقافات والفنون الإسلامية وأن تاريخ مراكش المشع يدعونا إلى التفاؤل، ويتيح لنا الفرصة لنحلم مع شبابنا لتعبيد الطريق نحو مستقبل واعد لصالح الشعوب الإسلامية. يشار إلى أن مبادرة "عاصمة شباب العالم الإسلامي" أطلقتها منظمة التعاون الإسلامي ومنتدى التعاون الإسلامي للشباب لتعبر عن رغبة عميقة في ربط الدينامية الشبابية بالخصوصيات والحضارية والسياسية والثقافية للعواصم الإسلامية ولتصبح منصة استراتيجية لتعزيز الحضور الشبابي الفاعل في مجالات التنمية والابتكار.
ثقافة-وفن

شيرين تُطفئ حماس جمهور موازين بـ”بلاي باك”وتنسف آخر ايام المهرجان
عادت المطربة المصرية شيرين عبدالوهاب إلى المسارح المغربية بعد غياب دام تسع سنوات، وذلك من خلال مشاركتها في ختام مهرجان "موازين" ، الذي احتضنته العاصمة الرباط، غير أن هذه العودة المنتظرة تحوّلت سريعًا إلى مادة دسمة للجدل والنقاش عبر منصات التواصل الاجتماعي. فقد أكثر من 200 ألف متفرج احتشدوا لحضور حفل شيرين، بحسب تقديرات إدارة المهرجان، إلا أن لحظة افتتاحها الفقرة الغنائية بأغنية "حبيبي نساي" عبر تقنية "البلاي باك" فجّرت موجة استياء غير متوقعة من قبل عدد من الحاضرين، الذين اعتبروا أن الغناء المسجل لا يليق بفنانة من حجم شيرين ولا بحفل بهذا الحجم. وتعالت الأصوات من بين الحشود تطالبها بالغناء المباشر، رافعين شعارات عفوية من قبيل: "فين اللايف؟"، الأمر الذي دفعها إلى التوقف عن استخدام التسجيلات والعودة إلى الأداء الحي، فغنت لجمهورها باقة من أشهر أعمالها مثل "أنا مش بتاعة الكلام دا"، و"آه يا ليل"، و"على بالي"، وسط موجات من التفاعل والاندماج. تسجيلات الفيديو التي انتشرت بسرعة البرق على مواقع التواصل الاجتماعي رصدت لحظات التوتر والاحتجاج، كما فتحت الباب أمام سيل من التعليقات المتباينة، بين من انتقد لجوء شيرين إلى الغناء المسجل معتبرين الأمر استخفافًا بالجمهور، ومن رأى أن صوتها خلال الأداء الحي بدا مرهقًا وغير معتاد. وقد زاد حدة الانتقادات ان فئة مهمة من الجمهور ادت مبالغ كبيرة لمتابعة الفنانة المصرية عن قرب حيث بلغت اسعار التذاكر في الصفوف الامامية 1500 درهم، وهو ما جعل هذه الفئة بالذات تضتعف من حجم انتقاداتها للمهرجان و المغنية المصرية على حد سواء  ويشار ان شيرين عبدالوهاب عاشت خلال السنوات الماضية سلسلة من الأزمات العائلية والإعلامية، خاصة تلك التي طفت إلى السطح في علاقتها بطليقها الفنان حسام حبيب، وهو ما جعل كثيرين ينظرون إلى عودتها إلى الغناء الحي كمؤشر على رغبتها في طي صفحة الماضي.
ثقافة-وفن

موازين 2025.. صدمة “البلاي باك” تلغي سحر شيرين
أثار الحفل الغنائي الذي أحيته الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب ضمن فعاليات مهرجان "موازين" في دورته العشرين، مساء أمس السبت 28 يونيو الجاري، على منصة النهضة بالعاصمة الرباط، موجة من الانتقادات الحادة، سواء من الجمهور الحاضر أو على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك على خلفية اعتمادها على تقنية "البلاي باك" بدل الأداء المباشر. وتُعد هذه المشاركة أول ظهور لشيرين في مهرجان "موازين" منذ 9 سنوات من الغياب، حيث تم الترويج لحفلها على نطاق واسع كـ"حدث استثنائي" نظرًا لشعبيتها الكبيرة في العالم العربي، وهو ما انعكس في الحضور الجماهيري الكثيف، حيث رُفعت لافتة "كامل العدد" منذ الساعات الأولى، غير أن المفاجأة كانت اعتماد الفنانة على الغناء المسجل وتحريك الشفاه فقط على المسرح، مما أشعل غضب الجمهور الذي لم يتردد في التعبير عن سخطه داخل وخارج فضاء العرض. وبرّرت شيرين قرارها بعدم الغناء المباشر بكونها مريضة، وهو ما أثار تساؤلات حول مدى احترامها للجمهور المغربي الذي حضر بأعداد كبيرة، وظل عدد غير قليل منه خارج أسوار المنصة رغم توفره على تذاكر الدخول، بسبب امتلاء الفضاء عن آخره. ورأى كثيرون أن لجوء المنظمين إلى "البلاي باك" في حفل اختتام واحد من أهم مهرجانات الموسيقى العربية والأفريقية، يُعد انحدارًا في مستوى التنظيم واستخفافًا بذوق الجمهور المغربي. ومما زاد من حدة الجدل، الشروط التي وضعتها الفنانة شرين، حيث أفادت وسائل إعلام مصرية بأنها اشترطت تخصيص طائرة خاصة لنقلها إلى الرباط مقابل أجر مرتفع جدًّا، كما رفضت بث حفلها على القناة الأولى المغربية، وطلبت من إدارة المهرجان منع أي تصوير تلفزي مباشر، وهو ما تم بالفعل، وسط انتقادات طالت إدارة "موازين" بسبب "انصياعها" لهذه الشروط التي اعتبرها البعض تعسفية. وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، عبّر عدد كبير من المغاربة عن خيبة أملهم في أداء شيرين، معتبرين أن الحفل "لم يرقَ إلى المستوى المنتظر"، وأن "الاحترام للجمهور يبدأ من فوق الخشبة، لا من خلف الشاشات"، متسائلين عن الجدوى من دعم حفل بهذا الحجم ومنح امتيازات بهذا السخاء، بينما يُحرم جمهور دفع ثمن التذاكر من عرض حيّ يليق باسمه ومهرجانه. ووضعت هذه الأحداث مجتمعة إدارة مهرجان موازين في موقف حرج للغاية، فمن جهة، لم يتمكن عدد كبير من حاملي التذاكر من الدخول إلى الحفل بسبب سوء التنظيم، مما دفعهم للهتاف ضد الإدارة، ومن جهة أخرى، جاء الأداء الباهت للمطربة بطريقة "البلاي باك" ليزيد من خيبة أمل الحضور، في ظل ترويج المهرجان للحفل باعتباره "استثنائياً".  
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 04 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة