مجتمع

هكذا تخلِّد قرويات نواحي مراكش ثامن مارس.. أنوثة تتحدى قسوة الزمن وعزلة المكان


كشـ24 نشر في: 8 مارس 2017

تزامنا مع تخليد عيد المرأة بالمغرب ، الذي يصادف 8 مارس من كل سنة، فضل موقع “كشـ24″ النبش في نموذج مغاير للمرأة ، يتعلق الأمر بالمرأة القروية التي تعيش في عزلة تامة بأعماق الجبال ، خاصة تلك التي تتحدى قسوة الزمن وعزلة المكان ، وحملت على أكتافها لعقود هم تنشئة اجيال من أبناء الجبال بالأطلس الكبير.  

على بعد حوالي 100 كلم جنوب مدينة مراكش السياحية، وبعيدا عن صخبها وطابعها العصري، يقع وادي أوسرتك في منحدر عميق بين جبال أوكايمدن بالأطلس الكبير. في الطريق إليه مسلك  شديد الانحدار، يقود الزائر إلى منازل الطين المترامية بدواوير متباعدة تلتحف بأشجار الجوز التي تشتهر بها المنطقة، النسوة هنا يتخذن مظهرا غير الذي تتخذه نساء مراكش العصريات وسائحاتها، يتبادر للمتنقل بين المكانين، أنه انتقل من بلد إلى آخر مختلف تماما.

يقع وادي أوسرتك، ضمن تراب جماعة آسني القروية، وهو واد يضم خمسة دواوير، كليز، أكادير، إمزوغ، تيدلي وتنغار، تحدها القمم الشاهقة من الجهات الأربعة وتضم ساكنة تفوق ألف نسمة، وتختلف العادات والتقاليد هنا عن أي منطقة في المغرب، غير أن وضعية نساء وادي أوسرتك ومشاكلهن لا تختلف كثيرا عن نظيراتهن في باقي قرى المملكة.

هن نساء بقوة الرجال، كل يوم يستيقظن على الساعة الخامسة صباحا وأحيانا قبل هذا التوقيت، في تقليد متعارف عليه هنا منذ عقود، لتحضير الفطور والطعام و حلب البقر أو الماعز،  ويقمن بإعداد خبز الغذاء بالطريقة التقليدية، ويقمن بإطعام البهائم وسقيهن ويتكلفن بتحضير وجبة الغذاء.

كما تذهب النسوة في وادي أوسرتك إلى الحقول في الصباح والمساء لجلب الكلأ قبل العودة مرة أخرى لإطعام البهائم وحلبه، و تحضير العشاء، هذا بالإضافة إلى حمل الحطب من مسافات بعيدة جدا في الخلاء، ورعي الأغنام وتحضير الطعام للعاملين في الحقول، إضافة إلى غسل ملابس أفراد العائلة، وتنظيف البيت وأحيانا حياكة الزرابي. 

وتشكل المرأة هنا العمود الفقري للعائلة أولا لكونها مطالبة بالقيام بكل شيء، ثم بالنظر للمكانة التي تحظى بها المرأة في الثقافة الأمازيغية، وهن بذلك يقاومن الزمن وقساوة العيش والمناخ، خصوصا في فصل الشتاء حيث تغطي الثلوج وادي أوسرتك وتنخفض درجات الحرارة هنا الى مستويات قياسية .

ولا تجد فتيات الوادي أمامهن سوى الانقطاع عن الدراسة بمجرد وصولهن للمرحلة الإعدادية، بل ومنهن من لم يرتد مدرسة في حياتها، فالبعض منهن يتم تزويجهن في أوقات مبكرة، والبعض الآخر يتم تقديمهن لبعض الأسر بالمدن مثل مراكش والدار البيضاء للاشتغال خادمات في البيوت.

في عيد يومهن العالمي، مطالب النساء وأمنياتهن هنا تبدو أبعد ما يكون عن تلك المعارك التي تخوضها النساء في المدن للمطالبة بتحقيق المساواة مع الرجل، أو تعزيز المشاركة السياسية النسائية.

نساء القرية يعشن هنا على هاجس الخوف من الموت أولا بسبب ضعف المرافق الصحية، إذ يتطلب تلقي العلاج هنا التنقل إلى مناطق أخرى بعيدة، كما يزيد الوضع تعقيدا غياب طريق معبدة تربط القرية بالعالم الخارجي وإمكانية انقطاعها في أي وقت بسبب تساقط الأمطار والثلوج، وهو ما أدى في مرات عديدة إلى وفاة نساء من القرية خلال المخاض بسبب تعذر نقلهن للمستشفى.

ورغم التهميش، تعقد نساء المنطقة آملا على تدخل جمعيات المجتمع المدني لفك العزلة ونقل مشاكلهن الى المسؤولين، هذا في وقت يطالب فيه الفاعلون الجمعويون تخصيص المزيد من الدعم من طرف الدولة أو المؤسسات الخاصة لتمويل مشاريع تنموية بالقرى الجبلية، مؤكدين على أن توفير وسائل التنمية يبقى واجبا على الدولة بينما دور المجتمع المدني هدفه بالأساس دق ناقوس الخطر وكشف الواقع.

تزامنا مع تخليد عيد المرأة بالمغرب ، الذي يصادف 8 مارس من كل سنة، فضل موقع “كشـ24″ النبش في نموذج مغاير للمرأة ، يتعلق الأمر بالمرأة القروية التي تعيش في عزلة تامة بأعماق الجبال ، خاصة تلك التي تتحدى قسوة الزمن وعزلة المكان ، وحملت على أكتافها لعقود هم تنشئة اجيال من أبناء الجبال بالأطلس الكبير.  

على بعد حوالي 100 كلم جنوب مدينة مراكش السياحية، وبعيدا عن صخبها وطابعها العصري، يقع وادي أوسرتك في منحدر عميق بين جبال أوكايمدن بالأطلس الكبير. في الطريق إليه مسلك  شديد الانحدار، يقود الزائر إلى منازل الطين المترامية بدواوير متباعدة تلتحف بأشجار الجوز التي تشتهر بها المنطقة، النسوة هنا يتخذن مظهرا غير الذي تتخذه نساء مراكش العصريات وسائحاتها، يتبادر للمتنقل بين المكانين، أنه انتقل من بلد إلى آخر مختلف تماما.

يقع وادي أوسرتك، ضمن تراب جماعة آسني القروية، وهو واد يضم خمسة دواوير، كليز، أكادير، إمزوغ، تيدلي وتنغار، تحدها القمم الشاهقة من الجهات الأربعة وتضم ساكنة تفوق ألف نسمة، وتختلف العادات والتقاليد هنا عن أي منطقة في المغرب، غير أن وضعية نساء وادي أوسرتك ومشاكلهن لا تختلف كثيرا عن نظيراتهن في باقي قرى المملكة.

هن نساء بقوة الرجال، كل يوم يستيقظن على الساعة الخامسة صباحا وأحيانا قبل هذا التوقيت، في تقليد متعارف عليه هنا منذ عقود، لتحضير الفطور والطعام و حلب البقر أو الماعز،  ويقمن بإعداد خبز الغذاء بالطريقة التقليدية، ويقمن بإطعام البهائم وسقيهن ويتكلفن بتحضير وجبة الغذاء.

كما تذهب النسوة في وادي أوسرتك إلى الحقول في الصباح والمساء لجلب الكلأ قبل العودة مرة أخرى لإطعام البهائم وحلبه، و تحضير العشاء، هذا بالإضافة إلى حمل الحطب من مسافات بعيدة جدا في الخلاء، ورعي الأغنام وتحضير الطعام للعاملين في الحقول، إضافة إلى غسل ملابس أفراد العائلة، وتنظيف البيت وأحيانا حياكة الزرابي. 

وتشكل المرأة هنا العمود الفقري للعائلة أولا لكونها مطالبة بالقيام بكل شيء، ثم بالنظر للمكانة التي تحظى بها المرأة في الثقافة الأمازيغية، وهن بذلك يقاومن الزمن وقساوة العيش والمناخ، خصوصا في فصل الشتاء حيث تغطي الثلوج وادي أوسرتك وتنخفض درجات الحرارة هنا الى مستويات قياسية .

ولا تجد فتيات الوادي أمامهن سوى الانقطاع عن الدراسة بمجرد وصولهن للمرحلة الإعدادية، بل ومنهن من لم يرتد مدرسة في حياتها، فالبعض منهن يتم تزويجهن في أوقات مبكرة، والبعض الآخر يتم تقديمهن لبعض الأسر بالمدن مثل مراكش والدار البيضاء للاشتغال خادمات في البيوت.

في عيد يومهن العالمي، مطالب النساء وأمنياتهن هنا تبدو أبعد ما يكون عن تلك المعارك التي تخوضها النساء في المدن للمطالبة بتحقيق المساواة مع الرجل، أو تعزيز المشاركة السياسية النسائية.

نساء القرية يعشن هنا على هاجس الخوف من الموت أولا بسبب ضعف المرافق الصحية، إذ يتطلب تلقي العلاج هنا التنقل إلى مناطق أخرى بعيدة، كما يزيد الوضع تعقيدا غياب طريق معبدة تربط القرية بالعالم الخارجي وإمكانية انقطاعها في أي وقت بسبب تساقط الأمطار والثلوج، وهو ما أدى في مرات عديدة إلى وفاة نساء من القرية خلال المخاض بسبب تعذر نقلهن للمستشفى.

ورغم التهميش، تعقد نساء المنطقة آملا على تدخل جمعيات المجتمع المدني لفك العزلة ونقل مشاكلهن الى المسؤولين، هذا في وقت يطالب فيه الفاعلون الجمعويون تخصيص المزيد من الدعم من طرف الدولة أو المؤسسات الخاصة لتمويل مشاريع تنموية بالقرى الجبلية، مؤكدين على أن توفير وسائل التنمية يبقى واجبا على الدولة بينما دور المجتمع المدني هدفه بالأساس دق ناقوس الخطر وكشف الواقع.


ملصقات


اقرأ أيضاً
مجلس جهة فاس يراهن على اتفاقية بـ10 ملايين درهم لمواجهة أزمة الماء
ناقشت لجنة الفلاحة والتنمية القروية التابعة لمجلس جهة فاس ـ مكناس، في اجتماع عقدته يوم أمس الجمعة، تفاصيل اتفاقية لإنجاز مشاريع في مجال الماء، وذلك في سياق تعاني فيه عدد من المناطق القروية بالجهة من صعوبات كبيرة لها علاقة بالتزود بهذه المادة الحيوية. وقال المجلس إن مشروع هذه الاتفاقية التي ستتم المصادقة عليها في دورة يوليوز، يأتي في إطار مواصلة المصادقة على الاتفاقيات التي وُقِعت أمام رئيس الحكومة بطنجة، أثناء تنظيم المناظرة الوطنية الثانية حول الجهوية المتقدمة خلال شهر دجنبر 2024. ويتعلق الأمر باتفاقيات وقعها كل رؤساء جهات المغرب وأعضاء الحكومة المعنيين، تهم تنزيل المشاريع بعدة قطاعات منها قطاع الماء ، حيث تم تسطير برنامج كبير يهدف أساسا إلى تعميم الماء الشروب على جميع المغاربة، وذلك تنزيلا للتوجيهات الملكية السامية في مجال الماء لتحقيق أهداف الاستراتيجيات والبرامج الوطنية في المجال المذكور خاصة البرنامج الوطني للماء الشروب والسقي 2020-2027. وتشمل هذه الاتفاقية تقوية وتأمين التزود بالماء الصالح للشرب، وبناء عشرات السدود التلية والصغيرة بأقاليم جهة فاس مكناس، ومشاريع تهم الاقتصاد في الماء، وتزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب. كما تهم قنوات نقل المياه الصالحة للشرب من محطات تحلية مياه البحر، والتطهير السائل وإعادة استعمال المياه العادمة، ومشاريع الحماية من الفيضانات. وذكر المجلس بأنه سيتم إسناد تنفيذ جل هذه البرامج والمشاريع للشركة الجهوية المتعددة الخدمات بجهة فاس مكناس. ويناهز الغلاف المالي المخصص لهذه الاتفاقية حوالي 10.442مليون درهم ، تساهم فيه الجهة بـ 1455 مليون درهم.
مجتمع

تدريس الأمازيغية..جمعيات تتهم حكومة أخنوش بالتقصير وتلجأ إلى القضاء
اتهمت جمعيات تنشط في مجال الأمازيغية حكومة أخنوش بالتقصير في تنفيذ الالتزامات القانونية المتعلقة بتعميم تدريس اللغة الأمازيغية في المستويين الأولي والابتدائي، وقررت اللجوء إلى القضاء الإداري لمواجهة رئيس الحكومة، ووزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة. وتجاوز عدد الجمعيات التي انخرطت في هذه المبادرة 15 إطار، تنشط في مختلف مناطق المغرب، وضمنها جمعيات لمدرسي الأمازيغية. ونصت مذكرات جديدة للوزارة الوصية على توجه للتعميم التدريجي للأمازيغية في أفق تحقيق التعميم لموسم 2029/2030. وتشير الجمعيات الأمازيغية المعنية بهذه الخطوة بأن القانون يلزم الوزارة بتعميم تدريس الأمازيغية بالمستويين الأولي والابتدائي داخل أجل أقصاه 26 من شهر شتنبر من سنة 2024، لكنها مددت هذا الأجل إلى غاية سنة 2030. ولجأت هذه الجمعيات إلى توصيات أممية دعت المغرب منذ سنوات، بتكثيف جهود تنفيذ مقتضيات الدستور ومقتضيات القانون التنظيمي رقم 26.16 المتعلق بتفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية وكيفيات إدماجها في مجال التعليم وفي مجالات الحياة ذات الأولوية، والرفع من وتيرة التعميم وزيادة عدد المدرسين.
مجتمع

اختفاء بحارين قبالة الداخلة وعائلاتهم تطالب بتدخل عاجل
تعيش مدينة بوجدور حالة من القلق والترقب، بعد مرور 15 يومًا على اختفاء قارب صيد تقليدي يحمل الرقم “السويدية 1035105”، وعلى متنه بحاران، دون تسجيل أي تواصل أو أثر له منذ إبحاره يوم الثلاثاء 17 يونيو 2025. وكان القارب قد توجه نحو السواحل الواقعة بين منطقتي امطلان وانترفت قرب مدينة الداخلة، حيث شوهد لآخر مرة، قبل أن ينقطع الاتصال به بشكل كامل. وتشير المعطيات الأولية إلى احتمال تعرض القارب لعطل ميكانيكي وسط منطقة بحرية تعاني من انعدام تغطية الشبكة، مما يصعّب عملية تحديد موقعه. ورغم مرور أكثر من أسبوعين على الحادث، أفادت أسر المفقودين بعدم تسجيل أي تحرك ميداني فعلي من طرف الجهات المختصة، معربة عن استغرابها من تأخر التدخل الرسمي، رغم إبلاغ السلطات منذ أيام. وفي نداء إنساني عاجل، طالبت العائلات بتدخل جوي عبر طائرات استطلاع لتمشيط المنطقة، ودعت البحرية الملكية والصيادين وكل من يمتلك وسائل تدخل بحرية إلى المساهمة في عمليات البحث، قبل فوات الأوان وإنقاذ الأرواح.
مجتمع

الحبس النافذ لمتهمة بتحويل محل تدليك إلى وكر لممارسة الدعارة بفاس
أدانت المحكمة الابتدائية بفاس، متهمة بتحويل محل للتدليك إلى وكر لممارسة الدعارة بثمانية أشهر حبسا نافذا، وغرامة مالية محددة في 5 آلاف درهم. وجرى توقيف المتهمة من قبل قسم شرطة الأخلاق التابعة للشرطة القضائية بولاية أمن فاس، ووجهت بتهم لها علاقة بجلب الأشخاص للبغاء وإعداد محل للدعارة والتحريض على الفساد. وتمت مداهمة المحل وتوقيف المعنية بالملف، وأسفرت الخبرة المنجزة على هاتفها النقال عن العثور على كم كبير من الصور الخليعة لفتيات يشتغلن في ذات المحل، ومحادثات تهم خدمات "تدليك".وكانت السلطات الأمنية بفاس قد نفذت، في الآونة الأخيرة، مداهمات لعدد من المحلات المشبوهة للتدليك، وأوقفت أشخاصا متهمين في تحويل هذه المحلات إلى أوكار دعارة. وأظهرت المعطيات أن بعض هذه المحلات أصبحت تستعين بمواقع إلكترونية متخصصة لاستقبال الزبناء، حيث يتم عرض صور إباحية لفتيات.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 05 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة