ثقافة-وفن

بن ناجي يشارك في معرض “جسور فنية” بالمكتبة الوسائطية بالدارالبيضاء


كشـ24 نشر في: 15 فبراير 2018

يشارك الفنان التشكيلي صالح بن ناجي في معرض جماعي من تنظيم النقابة المغربية للفنون التشكيلية تحت شعار "جسور فنية"، بالمكتبة الوسائطية لمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، في دورة زهرة زيراوي، ويمتد المعرض إلى 28 فبراير الجاري. ومن بين الاعمال المعروضة لوحتان لبن ناجي، واحدة بحجم كبير وتحمل عنوان الفروسية "التبوريدة" وأخرى تحتفي بالطبيعة الميتة.

وفي دراسة رصينة أنجزتها الناقدة الفنية هجر موساليت العلوي، حول "الفرس في التشكيل المغربي"، سلطت العلوي الضوء على تجارب فنانين مغاربة تمااهو مع الفرس، وقالت إن القرن التاسع عشر شهد اهتماما خاصا بموضوع الفرس على المستوى البصري، وكان التأثير واضحا. إنها حماسة الاتجاه الرومانسي الذي طبع الفترة على مستوى الأدب والشعر والفن، ووصل صداه إلى الشرق والمغرب.

كان دولا كروا الذي حط الرحال بالمغرب سنة 1832، في إطار مهمة دبلوماسية فرنسية، افتتن بالحصان العربي وتحديدا المغربي، إذ في كل مناسبة كان يقدم هذا الحصان في أبهى تجلياته.

وكانت تجربة العديد من الفنانين المغاربة الذين رسموا الفرس، اعتبرت ضمن الفن العفوي، إلا أنه مع الفترة الحديثة ظهرت أسماء لها صيت كبير في مجال الفنون التشكيلية من أمثال حسن الكلاوي، ومريم مزيان، وفي المرحلة المعاصرة وضع مجموعة من الفنانين خطابا جماليا، نذكر منهم عباس صلادي، محمد دريسي، بلالي، محمد حمري، إدريس بنادي، بلقاضي، وصوفيا لحلو، وليس آخرهم، التشكيلي الملقب، بـ"فارس الشاوية" صالح بن ناجي.
 فنان عدته الألوان والأسندة وميدانه الفروسية ورائحة التراب

هادئ الطباع تسبقه دائما ابتسامة تعلو محياه، هو الفنان العصامي صالح بن ناجي الذي وصلت لوحاته إلى فرنسا وهي في ملكية رجل أعمال. من بين أعماله نذكر تحديدا لوحة فارس الشاوية، التي تعد من أروع اللوحات التي تجلب زوار معارضه الممتدة عبر جغرافية المغرب.

"كش24" زاره في مرسمه الواقع بمدينة سطات عاصمة الشاوية، يستحضر صالح بن ناجي، في حضرة هذا المرسم الممتلئ باللوحات كل الأبعاد الجمالية التي تؤرخ للإنسان والحيوان والأرض. فنان استطاع أن يعيد تاريخ الفروسية ويوثقها بالريشة والألوان. تشكيلي اجتمعت فيه صرامة أهل الشاوية وحزمهم وجمالية الفنان.

لا يمكن الحديث عن بن ناجي دون استحضار أسماء تشكيلية مرت من المغرب من أمثال دولا كروا، وماتيس، وآخرين الذين افتتنوا بسحر المغرب وجماله وبحيوانه وجباله وشموسه، فالمبدع بن ناجي وفي لهؤلاء، ويجد فيهم الانتماء والنسب التشكيليين، ويجعل من التشخيصي مذهبه وعقيدته الفنية. أعمال كما يقول نقاد تستلهم ألقها من الأرض والإنسان والحيوان.

جماليا يندرج مقتربه التصويري ضمن التجربة التشخيصية الواقعية، فعندما نستحضر أعماله نستحضر معها، أيضا، الديوان البصري لملحمة الفروسية بكل مراسيمها وطقوسها الاحتفالية.

فنان التزم مند 1982 باختيار المسالك الصعبة على غرار المبدعين الباحثين والمهووسين بالثقافة المحلية في أبعادها الرمزية والدلالية. أعمال تحتفي بالأرض والحيوان، بل هي متتاليات من الأحصنة يتقدمها "مقدم السربة" بوجهه الصارم وعفويته الصارخة، يمكن الحديث عن سجلات بصرية منطقها " لا أصالة إلا في الأصل". في منجزه البصري نقف عند تلك المصالحة التاريخية بين العلم والطبيعة وبين الدراسة التأملية الفطرية. بن ناجي فنان آثر الاشتغال على المواضيع الحية مثل الفروسية والمشاهد الجية والميتة معا إلى جانب التركيز على كل ما يعتمر في كيانه ودواخله، يحرص الفنان المبدع بن ناجي على إعادة تمثيل قيم الذاكرة المشتركة في منزعها التشخيصي الواقعي، يستوحي عوالمه المشهدية من ملكته الطبيعية، لكنه يفصح عنها من خلال مهاراته وكفاياته على مستوى الإعداد والإنجاز. مقتربة الفني يزاوج بين توسيع الإدراك الجمالي وتحرير المخيلة، بل نكاد نجزم أنه تواطؤ بين مخيلة حرة جسورة وإدراك موسع.

بن ناجي فنان صامت لكن أعماله تتحدث عنه، فالرسم من منظوره مدرسة للحكماء، وهو مسلك للعارفين والمتيمين والهاربين نحو الضوء واللون والفرشاة والسند. فنان يجمع بين أصالة الفن وحداثة اللون، ويكفي ان نذكر بمجموعة من معارضه الفردية والجماعية، ولن يكون آخرها مشاركته رفقة 34 فنانا من مشارب مختلفة ومدارس متنوعة واتجاهات احتفت بالخطاطين والحروفيين والانطباعيين والتجريديين والتشخيصيين وهلم جرا، في معرض حمل شعار" جسور فنية" بالمكتبة الوسائطية لمسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء، ويمتد إلى غاية 28 فبراير الجاري. 

فإذا كان الفنانون المستقبليون قد انتصروا في بياناتهم وأعمالهم لجمال السرعة والتقنية، فإن بن ناجي ينشد جمال الأصيل في الأشياء والكائنات، منطلقا من الوحدات البصرية لواقعه المحيط به، إذ على المتلقي المتذوق أن يبحث عن المعاني الضمنية بالعقل والحدس معا. آلف بن ناجي في تجربته التصويرية بين التشخيص التأثيري، والاختزال التشكيلي، والجمال الصافي الموضوعي، وفعل اللون على الحواس والاستيحاء البلاغي. يتخذ العمل الفني في هذا السياق العام موضع النوطة الموسيقية الترميزية لتحويل المشاهد من عالم القلق إلى عالم الانتشاء والابتهاج.
يقتنع المتأمل لأعمال بن ناجي أيما اقتناع بأن الفعل التشكيلي يخضع تماما لقول كاندنسكي، مؤسس اتجاه الفارس الأزرق: "لابد من التعبير عن الحاجة الداخلية، حيث يبدو تناغم الألوان والأشكال حصيلة الاحتكاك الفعال مع الروح البشرية". 

استأثرت أعماله بمشاهد الطبيعة الميته، فكانت، بالقوة والفعل، عتبة لولوج أعماله المشهد الخفي في حياتنا اليومية بكل قيمه الذاتية والانطباعية، إذ يصبح الشكل الشاذ هو المنظور الحقيقي للعمل الفني ويغدو معه اللون هو "البناء والأداة معا". يذكرنا صنيع بن ناجي بأعمال فنانين رسخوا وجودهم الفعلي في الساحة الفنية المغربية والعالمية، فنحن بصدد منعطف جديد على مستوى الإدراك الجمالي، فالفن، هاهنا، ليس تكرارا للماضي أو محاكاة حرفية للواقع. إنه رمز وأثر وعلامة على الذاكرة الفردية والجماعية، حيث يظل الرهان النوعي هو تقديم لغة بصرية لا تحنط الماضي ولا تجعل منه تحفة ميتة. يولي بن ناجي اهتماما خاصا لملكة الخيال في زمن السرعة الآلية، ذلك أن الإبداع من منظوره الخاص تعبير رمزي حر عما اختمر في العقل والوجدان، بأسلوب جريء وتلقائي يختزل عناصره الجوهرية المنسابة.

في معارضه الفردية أو الجماعية التي شارك فيها إلى جانب فنانين تشكيليين أسسوا جمعية تعنى بالفن والثقافة، واختاروا لها اسما دالا، تامسنا، لا يتوانى بن ناجي في مفاجأة جمهوره النوعي من خلال لوحات تنشد الأصيل وتحتفي بالإنسان والحيوان والطبيعة الميتة، فلا غرو ان تكون بعض أعماله وصلت إلى فرنسا، وهي في ملكية مغربي مهووس بالفروسية والجمال.

آمن بن ناجي باستقلالية الإبداع التصويري وحريته، متأثرا بقولة إدغار دوغا إن "ما أسميه الفن الكبير هو بكل بساطة، الفن الذي يستوجب أن تعمل فيه جميع طاقات الإنسان، والذي يستوجب أن يكون في آثاره فن الآخرين دون تقليد...". يحلل هذا الفنان الموهوب الألوان إلى عناصر فاتنة ويوظفها بشكل دقيق على مساحات تشكيلية تشمل اللوحة وإطارها في آن واحد، جامعا بين التصوير الواقعي للأشياء والعقلانية في التركيبة والإخراج، معتمدا على الطبيعة وأحلامه الصغيرة والكبيرة.. تنسجم أعماله التشكيلية مع روح المتخيل الشعبي في عالم فسيح، عالم الفانتزيا، والحركة، والتبوريدة، حيث الحصان ديدن الأشياء وجوهرها. فعلى عكس الفنانين المغامرين الذين انساقوا مع اتجاهات ما بعد الطلائعية، حرص بن ناجي على العودة إلى النظام البصري القديم والتمسك بالجذور، خالقا واقعا جديدا بعمله التشكيلي، حسب تعبير وورنغر. لقد غرف هذا المبدع من سحر الطبيعة واتخذ من أجوائها ملاذا مشهديا لتأكيد قيمة المتخيل الجماعي والاستغراب الموضوعي.

يشارك الفنان التشكيلي صالح بن ناجي في معرض جماعي من تنظيم النقابة المغربية للفنون التشكيلية تحت شعار "جسور فنية"، بالمكتبة الوسائطية لمسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، في دورة زهرة زيراوي، ويمتد المعرض إلى 28 فبراير الجاري. ومن بين الاعمال المعروضة لوحتان لبن ناجي، واحدة بحجم كبير وتحمل عنوان الفروسية "التبوريدة" وأخرى تحتفي بالطبيعة الميتة.

وفي دراسة رصينة أنجزتها الناقدة الفنية هجر موساليت العلوي، حول "الفرس في التشكيل المغربي"، سلطت العلوي الضوء على تجارب فنانين مغاربة تمااهو مع الفرس، وقالت إن القرن التاسع عشر شهد اهتماما خاصا بموضوع الفرس على المستوى البصري، وكان التأثير واضحا. إنها حماسة الاتجاه الرومانسي الذي طبع الفترة على مستوى الأدب والشعر والفن، ووصل صداه إلى الشرق والمغرب.

كان دولا كروا الذي حط الرحال بالمغرب سنة 1832، في إطار مهمة دبلوماسية فرنسية، افتتن بالحصان العربي وتحديدا المغربي، إذ في كل مناسبة كان يقدم هذا الحصان في أبهى تجلياته.

وكانت تجربة العديد من الفنانين المغاربة الذين رسموا الفرس، اعتبرت ضمن الفن العفوي، إلا أنه مع الفترة الحديثة ظهرت أسماء لها صيت كبير في مجال الفنون التشكيلية من أمثال حسن الكلاوي، ومريم مزيان، وفي المرحلة المعاصرة وضع مجموعة من الفنانين خطابا جماليا، نذكر منهم عباس صلادي، محمد دريسي، بلالي، محمد حمري، إدريس بنادي، بلقاضي، وصوفيا لحلو، وليس آخرهم، التشكيلي الملقب، بـ"فارس الشاوية" صالح بن ناجي.
 فنان عدته الألوان والأسندة وميدانه الفروسية ورائحة التراب

هادئ الطباع تسبقه دائما ابتسامة تعلو محياه، هو الفنان العصامي صالح بن ناجي الذي وصلت لوحاته إلى فرنسا وهي في ملكية رجل أعمال. من بين أعماله نذكر تحديدا لوحة فارس الشاوية، التي تعد من أروع اللوحات التي تجلب زوار معارضه الممتدة عبر جغرافية المغرب.

"كش24" زاره في مرسمه الواقع بمدينة سطات عاصمة الشاوية، يستحضر صالح بن ناجي، في حضرة هذا المرسم الممتلئ باللوحات كل الأبعاد الجمالية التي تؤرخ للإنسان والحيوان والأرض. فنان استطاع أن يعيد تاريخ الفروسية ويوثقها بالريشة والألوان. تشكيلي اجتمعت فيه صرامة أهل الشاوية وحزمهم وجمالية الفنان.

لا يمكن الحديث عن بن ناجي دون استحضار أسماء تشكيلية مرت من المغرب من أمثال دولا كروا، وماتيس، وآخرين الذين افتتنوا بسحر المغرب وجماله وبحيوانه وجباله وشموسه، فالمبدع بن ناجي وفي لهؤلاء، ويجد فيهم الانتماء والنسب التشكيليين، ويجعل من التشخيصي مذهبه وعقيدته الفنية. أعمال كما يقول نقاد تستلهم ألقها من الأرض والإنسان والحيوان.

جماليا يندرج مقتربه التصويري ضمن التجربة التشخيصية الواقعية، فعندما نستحضر أعماله نستحضر معها، أيضا، الديوان البصري لملحمة الفروسية بكل مراسيمها وطقوسها الاحتفالية.

فنان التزم مند 1982 باختيار المسالك الصعبة على غرار المبدعين الباحثين والمهووسين بالثقافة المحلية في أبعادها الرمزية والدلالية. أعمال تحتفي بالأرض والحيوان، بل هي متتاليات من الأحصنة يتقدمها "مقدم السربة" بوجهه الصارم وعفويته الصارخة، يمكن الحديث عن سجلات بصرية منطقها " لا أصالة إلا في الأصل". في منجزه البصري نقف عند تلك المصالحة التاريخية بين العلم والطبيعة وبين الدراسة التأملية الفطرية. بن ناجي فنان آثر الاشتغال على المواضيع الحية مثل الفروسية والمشاهد الجية والميتة معا إلى جانب التركيز على كل ما يعتمر في كيانه ودواخله، يحرص الفنان المبدع بن ناجي على إعادة تمثيل قيم الذاكرة المشتركة في منزعها التشخيصي الواقعي، يستوحي عوالمه المشهدية من ملكته الطبيعية، لكنه يفصح عنها من خلال مهاراته وكفاياته على مستوى الإعداد والإنجاز. مقتربة الفني يزاوج بين توسيع الإدراك الجمالي وتحرير المخيلة، بل نكاد نجزم أنه تواطؤ بين مخيلة حرة جسورة وإدراك موسع.

بن ناجي فنان صامت لكن أعماله تتحدث عنه، فالرسم من منظوره مدرسة للحكماء، وهو مسلك للعارفين والمتيمين والهاربين نحو الضوء واللون والفرشاة والسند. فنان يجمع بين أصالة الفن وحداثة اللون، ويكفي ان نذكر بمجموعة من معارضه الفردية والجماعية، ولن يكون آخرها مشاركته رفقة 34 فنانا من مشارب مختلفة ومدارس متنوعة واتجاهات احتفت بالخطاطين والحروفيين والانطباعيين والتجريديين والتشخيصيين وهلم جرا، في معرض حمل شعار" جسور فنية" بالمكتبة الوسائطية لمسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء، ويمتد إلى غاية 28 فبراير الجاري. 

فإذا كان الفنانون المستقبليون قد انتصروا في بياناتهم وأعمالهم لجمال السرعة والتقنية، فإن بن ناجي ينشد جمال الأصيل في الأشياء والكائنات، منطلقا من الوحدات البصرية لواقعه المحيط به، إذ على المتلقي المتذوق أن يبحث عن المعاني الضمنية بالعقل والحدس معا. آلف بن ناجي في تجربته التصويرية بين التشخيص التأثيري، والاختزال التشكيلي، والجمال الصافي الموضوعي، وفعل اللون على الحواس والاستيحاء البلاغي. يتخذ العمل الفني في هذا السياق العام موضع النوطة الموسيقية الترميزية لتحويل المشاهد من عالم القلق إلى عالم الانتشاء والابتهاج.
يقتنع المتأمل لأعمال بن ناجي أيما اقتناع بأن الفعل التشكيلي يخضع تماما لقول كاندنسكي، مؤسس اتجاه الفارس الأزرق: "لابد من التعبير عن الحاجة الداخلية، حيث يبدو تناغم الألوان والأشكال حصيلة الاحتكاك الفعال مع الروح البشرية". 

استأثرت أعماله بمشاهد الطبيعة الميته، فكانت، بالقوة والفعل، عتبة لولوج أعماله المشهد الخفي في حياتنا اليومية بكل قيمه الذاتية والانطباعية، إذ يصبح الشكل الشاذ هو المنظور الحقيقي للعمل الفني ويغدو معه اللون هو "البناء والأداة معا". يذكرنا صنيع بن ناجي بأعمال فنانين رسخوا وجودهم الفعلي في الساحة الفنية المغربية والعالمية، فنحن بصدد منعطف جديد على مستوى الإدراك الجمالي، فالفن، هاهنا، ليس تكرارا للماضي أو محاكاة حرفية للواقع. إنه رمز وأثر وعلامة على الذاكرة الفردية والجماعية، حيث يظل الرهان النوعي هو تقديم لغة بصرية لا تحنط الماضي ولا تجعل منه تحفة ميتة. يولي بن ناجي اهتماما خاصا لملكة الخيال في زمن السرعة الآلية، ذلك أن الإبداع من منظوره الخاص تعبير رمزي حر عما اختمر في العقل والوجدان، بأسلوب جريء وتلقائي يختزل عناصره الجوهرية المنسابة.

في معارضه الفردية أو الجماعية التي شارك فيها إلى جانب فنانين تشكيليين أسسوا جمعية تعنى بالفن والثقافة، واختاروا لها اسما دالا، تامسنا، لا يتوانى بن ناجي في مفاجأة جمهوره النوعي من خلال لوحات تنشد الأصيل وتحتفي بالإنسان والحيوان والطبيعة الميتة، فلا غرو ان تكون بعض أعماله وصلت إلى فرنسا، وهي في ملكية مغربي مهووس بالفروسية والجمال.

آمن بن ناجي باستقلالية الإبداع التصويري وحريته، متأثرا بقولة إدغار دوغا إن "ما أسميه الفن الكبير هو بكل بساطة، الفن الذي يستوجب أن تعمل فيه جميع طاقات الإنسان، والذي يستوجب أن يكون في آثاره فن الآخرين دون تقليد...". يحلل هذا الفنان الموهوب الألوان إلى عناصر فاتنة ويوظفها بشكل دقيق على مساحات تشكيلية تشمل اللوحة وإطارها في آن واحد، جامعا بين التصوير الواقعي للأشياء والعقلانية في التركيبة والإخراج، معتمدا على الطبيعة وأحلامه الصغيرة والكبيرة.. تنسجم أعماله التشكيلية مع روح المتخيل الشعبي في عالم فسيح، عالم الفانتزيا، والحركة، والتبوريدة، حيث الحصان ديدن الأشياء وجوهرها. فعلى عكس الفنانين المغامرين الذين انساقوا مع اتجاهات ما بعد الطلائعية، حرص بن ناجي على العودة إلى النظام البصري القديم والتمسك بالجذور، خالقا واقعا جديدا بعمله التشكيلي، حسب تعبير وورنغر. لقد غرف هذا المبدع من سحر الطبيعة واتخذ من أجوائها ملاذا مشهديا لتأكيد قيمة المتخيل الجماعي والاستغراب الموضوعي.


ملصقات


اقرأ أيضاً
مهرجان الفنون الشعبية بمراكش.. أموال تترعرع وفنانون يبيتون في العراء+ ڤيديو
افتتحت يوم امس الخميس 3 يوليوز، فعاليات الدورة 54 لمهرجان الفنون الشعبية مدشنة معها حلقة جديدة من الفضائح، التي اعتادت ان تطفوا على السطح في كل دورة بسبب الارتجالية في التنظيم، والامعان في اهانة الفنانين البسطاء القادمين من مختلف ارياف المغرب. وعاينت كشـ24 مشاهد جديدة تؤكد الدونية التي تتعامل بها ادارة المهرجان مع الفرق الموسيقية ، حيث يقضون الليل في العراء بساحة مؤسسة تعليمية بالحي الشتوي، فيما ينقلون الى مراكش في ظروف لا انسانية على متن سيارات النقل المزدوج. ونظير كل المجهودات التي يقوم بها هؤلاء الفنانون الشعبيون، لضمان اشعاع للمهرجان الاقدم بالمغرب، لا يتقاضون سوى 250 درهما عن كل يوم بالنسبة لاعضاء الفرق الاقل عددا، بينما يقل المبلغ بالنسبة للفرق التي تضم عددا كبيرا من الاعضاء، مراعاة للميزانية "الضخمة" للمهرجان التي تجهل اين تصرف، بما ان المكون الرئيسي فيه وهو الفنان لا ينال سوى الفتات.  
ثقافة-وفن

انطلاق فعاليات “مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي” بحضور الوزير بنسعيد
انطلقت أمس في مراكش، فعاليات "مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي 2025"، وتستمر إلى غاية 5 دجنبر المقبل بمشاركة 200 شاب وشابة من أكثر من 48 بلداً عضواً في منظمة التعاون الإسلامي. ويشتمل برنامج "مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي 2025" على سلسلة من الأنشطة الفكرية والثقافية والفنية والرياضية، بالإضافة إلى لقاءات موضوعاتية تهم الديمقراطية والسلم والأمن، والهوية الثقافية، ودور الشباب في تحقيق التنمية المستدامة. وأكد وزير الشباب والثقافة المغربي محمد المهدي بنسعيد أن اختيار "مراكش عاصمة شباب العالم الإسلامي لسنة 2025" هو اختيار ذو رمزية حضارية عميقة، كونها مدينة تاريخية شكلت عبر القرون مركز إشعاع حضاري وفكري وفني، وساهمت في تشكيل الوعي الجماعي الروحي والاجتماعي باعتبارها حاضرة عريقة ذات دور محور في تاريخ المغرب والعالم الإسلامي. وأضاف رئيس منتدى شباب العالم الإسلامي، طه أيهان "إن هذه المبادرة التي سبق أن استضافتها مدينة فاس سنة 2017، تعد فرصة مهمة لتوحيد شباب العالم الإسلامي وتبادل الآراء والخبرات من أجل بناء مستقبل أفضل". وأكد أحمد بنسلمان الغملاس، ممثل السعودية بصفتها رئيسة للدورة الحالية لمؤتمر وزراء الشباب والرياضة لمنظمة التعاون الإسلامي، أن مدينة مراكش تتميز بتاريخها العريق وروحها المتجددة التي تخدم تطلع الشباب الإسلامي نحو مستقبل مشرق ومستدام. ولفت المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، سالم بن محمد المالك إلى أن مراكش الحمراء تمثل ملتقى حقيقياً للحضارات والثقافات والفنون الإسلامية وأن تاريخ مراكش المشع يدعونا إلى التفاؤل، ويتيح لنا الفرصة لنحلم مع شبابنا لتعبيد الطريق نحو مستقبل واعد لصالح الشعوب الإسلامية. يشار إلى أن مبادرة "عاصمة شباب العالم الإسلامي" أطلقتها منظمة التعاون الإسلامي ومنتدى التعاون الإسلامي للشباب لتعبر عن رغبة عميقة في ربط الدينامية الشبابية بالخصوصيات والحضارية والسياسية والثقافية للعواصم الإسلامية ولتصبح منصة استراتيجية لتعزيز الحضور الشبابي الفاعل في مجالات التنمية والابتكار.
ثقافة-وفن

شيرين تُطفئ حماس جمهور موازين بـ”بلاي باك”وتنسف آخر ايام المهرجان
عادت المطربة المصرية شيرين عبدالوهاب إلى المسارح المغربية بعد غياب دام تسع سنوات، وذلك من خلال مشاركتها في ختام مهرجان "موازين" ، الذي احتضنته العاصمة الرباط، غير أن هذه العودة المنتظرة تحوّلت سريعًا إلى مادة دسمة للجدل والنقاش عبر منصات التواصل الاجتماعي. فقد أكثر من 200 ألف متفرج احتشدوا لحضور حفل شيرين، بحسب تقديرات إدارة المهرجان، إلا أن لحظة افتتاحها الفقرة الغنائية بأغنية "حبيبي نساي" عبر تقنية "البلاي باك" فجّرت موجة استياء غير متوقعة من قبل عدد من الحاضرين، الذين اعتبروا أن الغناء المسجل لا يليق بفنانة من حجم شيرين ولا بحفل بهذا الحجم. وتعالت الأصوات من بين الحشود تطالبها بالغناء المباشر، رافعين شعارات عفوية من قبيل: "فين اللايف؟"، الأمر الذي دفعها إلى التوقف عن استخدام التسجيلات والعودة إلى الأداء الحي، فغنت لجمهورها باقة من أشهر أعمالها مثل "أنا مش بتاعة الكلام دا"، و"آه يا ليل"، و"على بالي"، وسط موجات من التفاعل والاندماج. تسجيلات الفيديو التي انتشرت بسرعة البرق على مواقع التواصل الاجتماعي رصدت لحظات التوتر والاحتجاج، كما فتحت الباب أمام سيل من التعليقات المتباينة، بين من انتقد لجوء شيرين إلى الغناء المسجل معتبرين الأمر استخفافًا بالجمهور، ومن رأى أن صوتها خلال الأداء الحي بدا مرهقًا وغير معتاد. وقد زاد حدة الانتقادات ان فئة مهمة من الجمهور ادت مبالغ كبيرة لمتابعة الفنانة المصرية عن قرب حيث بلغت اسعار التذاكر في الصفوف الامامية 1500 درهم، وهو ما جعل هذه الفئة بالذات تضتعف من حجم انتقاداتها للمهرجان و المغنية المصرية على حد سواء  ويشار ان شيرين عبدالوهاب عاشت خلال السنوات الماضية سلسلة من الأزمات العائلية والإعلامية، خاصة تلك التي طفت إلى السطح في علاقتها بطليقها الفنان حسام حبيب، وهو ما جعل كثيرين ينظرون إلى عودتها إلى الغناء الحي كمؤشر على رغبتها في طي صفحة الماضي.
ثقافة-وفن

موازين 2025.. صدمة “البلاي باك” تلغي سحر شيرين
أثار الحفل الغنائي الذي أحيته الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب ضمن فعاليات مهرجان "موازين" في دورته العشرين، مساء أمس السبت 28 يونيو الجاري، على منصة النهضة بالعاصمة الرباط، موجة من الانتقادات الحادة، سواء من الجمهور الحاضر أو على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك على خلفية اعتمادها على تقنية "البلاي باك" بدل الأداء المباشر. وتُعد هذه المشاركة أول ظهور لشيرين في مهرجان "موازين" منذ 9 سنوات من الغياب، حيث تم الترويج لحفلها على نطاق واسع كـ"حدث استثنائي" نظرًا لشعبيتها الكبيرة في العالم العربي، وهو ما انعكس في الحضور الجماهيري الكثيف، حيث رُفعت لافتة "كامل العدد" منذ الساعات الأولى، غير أن المفاجأة كانت اعتماد الفنانة على الغناء المسجل وتحريك الشفاه فقط على المسرح، مما أشعل غضب الجمهور الذي لم يتردد في التعبير عن سخطه داخل وخارج فضاء العرض. وبرّرت شيرين قرارها بعدم الغناء المباشر بكونها مريضة، وهو ما أثار تساؤلات حول مدى احترامها للجمهور المغربي الذي حضر بأعداد كبيرة، وظل عدد غير قليل منه خارج أسوار المنصة رغم توفره على تذاكر الدخول، بسبب امتلاء الفضاء عن آخره. ورأى كثيرون أن لجوء المنظمين إلى "البلاي باك" في حفل اختتام واحد من أهم مهرجانات الموسيقى العربية والأفريقية، يُعد انحدارًا في مستوى التنظيم واستخفافًا بذوق الجمهور المغربي. ومما زاد من حدة الجدل، الشروط التي وضعتها الفنانة شرين، حيث أفادت وسائل إعلام مصرية بأنها اشترطت تخصيص طائرة خاصة لنقلها إلى الرباط مقابل أجر مرتفع جدًّا، كما رفضت بث حفلها على القناة الأولى المغربية، وطلبت من إدارة المهرجان منع أي تصوير تلفزي مباشر، وهو ما تم بالفعل، وسط انتقادات طالت إدارة "موازين" بسبب "انصياعها" لهذه الشروط التي اعتبرها البعض تعسفية. وعلى مواقع التواصل الإجتماعي، عبّر عدد كبير من المغاربة عن خيبة أملهم في أداء شيرين، معتبرين أن الحفل "لم يرقَ إلى المستوى المنتظر"، وأن "الاحترام للجمهور يبدأ من فوق الخشبة، لا من خلف الشاشات"، متسائلين عن الجدوى من دعم حفل بهذا الحجم ومنح امتيازات بهذا السخاء، بينما يُحرم جمهور دفع ثمن التذاكر من عرض حيّ يليق باسمه ومهرجانه. ووضعت هذه الأحداث مجتمعة إدارة مهرجان موازين في موقف حرج للغاية، فمن جهة، لم يتمكن عدد كبير من حاملي التذاكر من الدخول إلى الحفل بسبب سوء التنظيم، مما دفعهم للهتاف ضد الإدارة، ومن جهة أخرى، جاء الأداء الباهت للمطربة بطريقة "البلاي باك" ليزيد من خيبة أمل الحضور، في ظل ترويج المهرجان للحفل باعتباره "استثنائياً".  
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 06 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة