مجتمع

رغم تعميم التغطية الصحية.. المصحات الخاصة تفشل في كسب ثقة المرضى


زكرياء البشيكري نشر في: 22 مايو 2025

يتوسع القطاع الصحي الخاص في المغرب بوتيرة متسارعة، مدفوعا بتعميم التغطية الصحية الإجبارية، إلا أن دراسة حديثة أماطت اللثام عن مستوى مقلق من عدم الرضا لدى المواطنين تجاه المصحات الخاصة، حيث عبر 68 في المئة من زبائنها عن استيائهم من جودة الخدمات المقدمة.

ووصفت الدراسة، التي أنجزها مكتب الدراسات "Affinytix"، القطاع بأنه من بين الأضعف أداء مقارنة بقطاعات أخرى خضعت للبحث، مما يعكس أزمة ثقة وتجربة سلبية متجذرة في أوساط المرضى.

الدراسة التي حملت عنوان "المصحات الخاصة، الحاجة الملحة لإعادة النظر في تجربة المرضى"، كشفت أن مؤشر تجربة الزبناء بالكاد بلغ 18.3 من 100، وهو أدنى تقييم سجلته المؤسسة في دراساتها القطاعية، أما مؤشر الثقة في المصحات الخاصة، فلم يتجاوز بدوره 49.18 في المئة، بينما عبر فقط 32 في المئة من المرضى عن مواقف إيجابية تجاه هذه المؤسسات، مقابل 68 في المئة أبدوا انطباعات سلبية.

ولم يكن الارتباط العاطفي بالمصحات الخاصة أحسن حالا، إذ لم يتعد مؤشر حب العلامة التجارية عتبة 42.4 من أصل 1000، وهو ما اعتبرته الدراسة دليلا على افتقار العلاقة بين المرضى والمؤسسات الخاصة لأي بعد وجداني أو ولاء حقيقي.

وعزت الدراسة هذا القصور إلى شعور عام لدى المرضى بانعدام الاحترام والمسؤولية أثناء تلقي الرعاية، بالإضافة إلى ضعف واضح في خدمات الاستقبال والتواصل داخل أقسام المستعجلات، ومع ذلك، سلطت الضوء على بعض التجارب الإيجابية التي سجلت في مصحات بمدينتي فاس ووجدة، حيث أظهرت بعض المؤسسات قدرة على تقديم رعاية متعاطفة واستباقية ساهمت في طمأنة المرضى وتحسين تجربتهم.

ولتجاوز هذه الإشكالات، دعت الدراسة إلى إعادة صياغة تجربة المريض من منظور أكثر إنسانية، عبر تكوين الأطر الصحية على مهارات الإنصات والتواصل والمتابعة، وهيكلة حكامة هذه التجربة من خلال إحداث لجان دورية لتتبع مؤشرات الأداء كالثقة والرضا والارتباط العاطفي، كما أوصت بتصنيف المرضى حسب احتياجاتهم الصحية لتخصيص أسلوب تواصلي ملائم، وتفعيل بوابات تواصل آمنة وشفافة داخل المصحات، إلى جانب تحسين محتوى خدمات الأسئلة الشائعة لتواكب تطلعات المرضى.

واقترحت الدراسة أيضا إشراك الزبائن أنفسهم في بناء تجربتهم العلاجية، عبر إشراكهم وفرق العمل في ورشات تفكير وتخطيط تهدف إلى خلق حلول واقعية تنطلق من معايشة المريض اليومية.

وتأتي هذه الخلاصات في ظل تحولات هيكلية تعيشها المنظومة الصحية بالمغرب، إذ تشهد استثمارات ضخمة في تعميم التأمين الصحي، وتشييد مؤسسات صحية حديثة، من بينها مجمع استشفائي مرتقب سيكون الأكبر من نوعه في إفريقيا، كما أشارت الدراسة إلى التحديات المستقبلية المرتبطة بالتحول الديمغرافي، حيث من المتوقع أن يبلغ متوسط أعمار المغاربة 42 سنة بحلول عام 2050، مع تجاوز عدد من هم فوق سن الستين عشرة ملايين شخص، ما يفرض ضرورة إصلاح جذري للقطاع الخاص ليكون قادرا على مواكبة هذه التحولات.

 

يتوسع القطاع الصحي الخاص في المغرب بوتيرة متسارعة، مدفوعا بتعميم التغطية الصحية الإجبارية، إلا أن دراسة حديثة أماطت اللثام عن مستوى مقلق من عدم الرضا لدى المواطنين تجاه المصحات الخاصة، حيث عبر 68 في المئة من زبائنها عن استيائهم من جودة الخدمات المقدمة.

ووصفت الدراسة، التي أنجزها مكتب الدراسات "Affinytix"، القطاع بأنه من بين الأضعف أداء مقارنة بقطاعات أخرى خضعت للبحث، مما يعكس أزمة ثقة وتجربة سلبية متجذرة في أوساط المرضى.

الدراسة التي حملت عنوان "المصحات الخاصة، الحاجة الملحة لإعادة النظر في تجربة المرضى"، كشفت أن مؤشر تجربة الزبناء بالكاد بلغ 18.3 من 100، وهو أدنى تقييم سجلته المؤسسة في دراساتها القطاعية، أما مؤشر الثقة في المصحات الخاصة، فلم يتجاوز بدوره 49.18 في المئة، بينما عبر فقط 32 في المئة من المرضى عن مواقف إيجابية تجاه هذه المؤسسات، مقابل 68 في المئة أبدوا انطباعات سلبية.

ولم يكن الارتباط العاطفي بالمصحات الخاصة أحسن حالا، إذ لم يتعد مؤشر حب العلامة التجارية عتبة 42.4 من أصل 1000، وهو ما اعتبرته الدراسة دليلا على افتقار العلاقة بين المرضى والمؤسسات الخاصة لأي بعد وجداني أو ولاء حقيقي.

وعزت الدراسة هذا القصور إلى شعور عام لدى المرضى بانعدام الاحترام والمسؤولية أثناء تلقي الرعاية، بالإضافة إلى ضعف واضح في خدمات الاستقبال والتواصل داخل أقسام المستعجلات، ومع ذلك، سلطت الضوء على بعض التجارب الإيجابية التي سجلت في مصحات بمدينتي فاس ووجدة، حيث أظهرت بعض المؤسسات قدرة على تقديم رعاية متعاطفة واستباقية ساهمت في طمأنة المرضى وتحسين تجربتهم.

ولتجاوز هذه الإشكالات، دعت الدراسة إلى إعادة صياغة تجربة المريض من منظور أكثر إنسانية، عبر تكوين الأطر الصحية على مهارات الإنصات والتواصل والمتابعة، وهيكلة حكامة هذه التجربة من خلال إحداث لجان دورية لتتبع مؤشرات الأداء كالثقة والرضا والارتباط العاطفي، كما أوصت بتصنيف المرضى حسب احتياجاتهم الصحية لتخصيص أسلوب تواصلي ملائم، وتفعيل بوابات تواصل آمنة وشفافة داخل المصحات، إلى جانب تحسين محتوى خدمات الأسئلة الشائعة لتواكب تطلعات المرضى.

واقترحت الدراسة أيضا إشراك الزبائن أنفسهم في بناء تجربتهم العلاجية، عبر إشراكهم وفرق العمل في ورشات تفكير وتخطيط تهدف إلى خلق حلول واقعية تنطلق من معايشة المريض اليومية.

وتأتي هذه الخلاصات في ظل تحولات هيكلية تعيشها المنظومة الصحية بالمغرب، إذ تشهد استثمارات ضخمة في تعميم التأمين الصحي، وتشييد مؤسسات صحية حديثة، من بينها مجمع استشفائي مرتقب سيكون الأكبر من نوعه في إفريقيا، كما أشارت الدراسة إلى التحديات المستقبلية المرتبطة بالتحول الديمغرافي، حيث من المتوقع أن يبلغ متوسط أعمار المغاربة 42 سنة بحلول عام 2050، مع تجاوز عدد من هم فوق سن الستين عشرة ملايين شخص، ما يفرض ضرورة إصلاح جذري للقطاع الخاص ليكون قادرا على مواكبة هذه التحولات.

 



اقرأ أيضاً
بسبب “تجاهل” مطالبهم النقابية.. احتقان جديد في صفوف الأساتذة بمراكش
أصدر المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم (UMT) بيانًا شديد اللهجة، أعلن فيه عن استنكاره للأوضاع التي يعيشها القطاع محليًا، محمّلًا الجهات المسؤولة مسؤولية ما وصفه بـ “تأزم الأوضاع التعليمية” بعد فشل عدة جولات من الحوار القطاعي. وأكد المكتب الإقليمي، في بيانه الذي إطلعت "كشـ24" على نسخة منه، تشبثه بالدفاع عن المدرسة العمومية وحقوق الشغيلة التعليمية، معبّرًا عن رفضه لما اعتبره “التضييق على الحريات النقابية” داخل المؤسسات التعليمية بمراكش، مشيرا إلى عدة ملفات عالقة، في مقدمتها التضييق على العمل النقابي داخل الثانويات الإعدادية والتأهيلية، ورفض بعض المديرين تمكين الأساتذة من تنظيم جموع عامة، إضافة إلى مشاكل التسيير الإداري ببعض المؤسسات، والتأخر في صرف المستحقات المالية العالقة للأساتذة المكلفين بمهمة تصحيح الامتحانات الإشهادية. وطالب المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم من الجهات المسؤولة، وعلى رأسها المديرية الإقليمية، التدخل الفوري لتسوية هذه الملفات، داعيًا إلى احترام القانون والتزامات الوزارة تجاه الشغيلة التعليمية كما دعا الأساتذة وكل مناضلي ومناضلات النقابة إلى المزيد من التعبئة واليقظة استعدادًا لأي خطوة نضالية قد يُعلن عنها مستقبلاً، دفاعًا عن المطالب العادلة والمشروعة. وختم المكتب الإقليمي بيانه بالتأكيد على استمرار الجامعة الوطنية للتعليم بمراكش في موقعها النضالي دفاعًا عن المدرسة العمومية وحقوق العاملين فيها، معلنًا استعداده لخوض كافة الأشكال الاحتجاجية المشروعة إذا اقتضت الضرورة ذلك.
مجتمع

بالڤيديو: صرخة أم مفجوعة: “22 يوم وأنا كنقلب على ولدي.. وفي الأخير جابوه لي ميت
في تصريح لـ"كشـ24"، روت والدة كمال، الذي وُجد ميتًا في ظروف غامضة بمراكش، تفاصيل رحلة بحثها الشاقة عن ابنها الذي اختفى لمدة 22 يومًا، كاشفةً عن فصول مؤلمة لقضية انتهت بخبر وفاته الصادم.
مجتمع

مسجد هولندي يطرد إماما مغربيا بسبب زيارة إسرائيل
فصلت إدارة مسجد بلال في مدينة ألكمار الهولندية الإمام المغربي، يوسف مصيبيح، عن مهامه بشكل فوري، حسب بلاغ نُشر على الموقع الإلكتروني للمسجد. وجاء هذا القرار بعد زيارة الإمام الذي يحمل الجنسية الهولندية، بعد زيارته لإسرائيل ولقائه بالرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، ضمن وفد يضم قيادات إسلامية أوروبية. وتم تنظيم هذه الزيارة من طرف شبكة القيادة الأوروبية، وهي منظمة غير حكومية، تعمل على "تعزيز العلاقات بين أوروبا وإسرائيل". واتهم بلاغ المسجد الإمام مصيبيح بإثارة الفتن والانقسام. والتقى الوفد المذكور بالرئيس الاسرائيلي هيرتسوغ والسلطات العسكرية والسياسية والدينية، وضحايا 7 أكتوبر 2023. وضم الوفد 12 إماما للمجتمعات الإسلامية المحلية في فرنسا والمملكة المتحدة وإيطاليا ودول أخرى. وتضمن برنامج الزيارة عقد اجتماعات في الكنيست والتوجه إلى البلدة القديمة في القدس لزيارة الأماكن المقدسة الإسلامية واليهودية والمسيحية، بما في ذلك الحرم القدسي الشريف، حيث يقع مجمع المسجد الأقصى. كما تضمنت الرحلة أيضًا زيارة إلى نصب ياد فاشيم التذكاري للهولوكوست، ولقاءات مع الحاخام الأكبر السفارادي ديفيد يوسف، والمتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي باللغة العربية العقيد أفيخاي أدرعي، وزيارات مع أفراد عائلات الرهائن البدو السابقين في غزة والضحايا الدروز في مذبحة مجدل شمس.
مجتمع

27 سنة سجنا لمغربي طعن زوجته 34 مرة في إسبانيا
أدانت محكمة كوينكا الإقليمية بإسبانيا، مؤخرا، متهما يحمل الجنسية المغربية بالسجن 26 عامًا وتسعة أشهر بتهمة قتل شريكته في بلدة تاراكون. وقد ارتُكبت الجريمة بحضور أطفاله الثلاثة القاصرين (تقل أعمارهم عن 5 سنوات). وبالإضافة إلى الجريمة الرئيسية، تابعت المحكمة المتهم بجريمة التسبب في إيذاء نفسي لأطفاله، وحُكم عليه بثلاثة أحكام إضافية بالسجن لمدة عام واحد. ولم تجد المحاكمة أي دليل على وجود مرضٍ عقلي أو ضعفٍ إدراكيٍّ يبرر سلوكه. كما يحظر الحكم على الرجل المُدان الاقتراب من أطفاله أو التواصل معهم بأي شكل من الأشكال لمدة 33 عامًا وتسعة أشهر. ويهدف هذا الإجراء إلى حماية أطفاله القاصرين من الأذى النفسي الذي قد ينجم عن أي اتصال مع المتهم. والتمست النيابة العامة توقيع عقوبة السجن لمدة 28 عاما على المتهم، الذي اعترف بالجريمة بعد تحديد نوع السلاح المستخدم. وبعد ارتكاب جريمته، توجه الرجل البالغ من العمر 38 عامًا إلى ثكنة الحرس المدني في تارانكون للإبلاغ عن قيامه بقتل شريكته بسكين وطلب منهم رعاية أطفاله. وفي 4 ماي 2022، تعرضت مهاجرة مغربية للقتل في منزلها في بلدة “تارانكون” التابعة لمحافظة (كوينكا) على يد زوجها، الذي تمت تبرئته من شكوى سابقة تتعلق بالعنف الذكوري لأن الضحية لم تصادق على الحكم أثناء المحاكمة. وأكد المتحدث باسم قيادة الحرس المدني في كوينكا، أن “القاتل كان لديه أمر تقييدي سابق يمنعه من الوصول إلى الضحية".
مجتمع

انضم إلى المحادثة
التعليقات
ستعلق بإسم guest
(تغيير)

1000 حرف متبقي
جميع التعليقات

لا توجد تعليقات لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 11 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة