منوعات

3 سياسيين تحولوا للإسلام وتركوا أحزابهم المعادية للأجانب داخل ألمانيا وفرنسا وهولندا


كشـ24 نشر في: 29 يناير 2018

حتى الخريف الماضي، كان آرثر فاغنر عضواً في مجموعة بارزة، وسياسياً في حزب مناهض للإسلام والهجرة "حزب البديل من أجل ألمانيا"، الذي دخل البرلمان ليصبح أول حزب من اليمين المتطرف في هذه الهيئة منذ الخمسينيات. ولكن هذا العام، قام آرثر فاغنر بأمر أكثر غرابة، لقد أعلن إسلامه ومغادرته الحزب.

وفق تقرير مجلة The Atlantic الأميركية لقد كان فاغنر قيادياً بارزاً في الحزب في ولاية براندنبورغ، وممثلاً له منذ سنة 2015. وقد ذكرت صحيفة "دوتش ويل"، نقلاً عن المتحدث باسم الحزب الذي تحدث عن فاغنر بجفاء، أنه من أصل روسي فضلاً عن أنه "كان عضواً في لجنة الولاية المسؤولة عن الكنائس والطوائف الدينية". أما عن تحوله للإسلام، فبين المتحدث "ليس لدى الحزب أي مشكلة في ذلك". ومع ذلك، يبدو أن الهوية الدينية الجديدة لفاغنر ستخلق شيئاً من عدم الارتياح بين زملائه القدامى، خاصة أن الحزب قد رفع من قبل شعار "الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا".


سبقه قيادي بحزب هولندي

إن الأغرب من ذلك، هو أن فاغنر ليس أول سياسي يغادر حزباً يمينياً متطرفاً معادياً للإسلام في أوروبا ليعتنق الإسلام. فأرنود فان دورن، العضو في حزب الحرية الهولندي لمؤسسه خيرت فيلدرز، وهو حزب آخر ينتمي للتيار اليميني المتطرف المعادي للإسلام، قد غادر حزبه سنة 2011، ثم اعتنق الإسلام بعد سنة، وأدى فريضة الحج بعد ذلك بقليل. وفي سنة 2014 أعلن ماكسانس بوتي، المستشار المحلي في الجبهة الوطنية، الحزب الفرنسي اليميني المتشدد، إسلامه قبل أن يتوقف عن أداء مهامه في لجنة الحزب.

أما في الولايات المتحدة الأميركية، فقد تصدرت قصة مرعبة عناوين الأخبار خلال السنة الماضية، عندما اعترف شاب يبلغ من العمر 18 عاماً بقتله رفيقين له في الغرفة في مدينة تامبا، كانا زميلين له في "جماعة النازيين الجدد" قبل أن يعلن إسلامه. ولئن كانت هذه الحادثة بشعة جداً وتتماشى مع التوظيف السائد للعنف من قبل المسلمين، إلا أنه لا يمكن مقارنتها بالأمثلة الأوروبية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن المتهم قد تلفظ بجمل لا معنى لها وتتناقض مع تعاليم الإسلام.


اعتناق الإسلام أسهل من شروط المسيح واليهودية

يقول تقرير مجلة The Atlantic الأميركية إن التحول من مناهض للإسلام إلى معتنق له يتناقض والبداهة. ولكن من أبرز العوامل المحتملة المساهمة في ذلك، سهولة اعتناق الإسلام. فيكفي التلفظ بالشهادتين لدخول الإسلام دون شروط مسبقة، كتلك الموجودة في المسيحية التي تشترط التعميد أو تأكيد اعتناق الديانة، أو كتلك الموجودة في اليهودية التي تشترط عملية تحويل محددة، ووثيقة تؤكد اعتناق الدين الجديد. ويمكن لأي شخص أن يعلن إسلامه من دون أن يظهر أي شيء من القنوت أو طول التزام أو معرفة بمبادئ الدين. ولكن، لا يعني هذا أن كل المعتنقين للإسلام غير مخلصين في اعتناقهم، ولكنه يشير إلى أن اعتناق الإسلام لا يعني الشيء الكثير في حد ذاته.


مستشار الجبهة الوطنية الفرنسية

إن هذه الحالات التي تحوَّل فيها نشطاء مناهضون للإسلام إلى مسلمين، لا تمثل توجهاً معيناً، ولكنها كافية للتساؤل عن السبب الذي يلهم بهذا التحول الجذري. فعندما أعلن المستشار في الجبهة الوطنية الفرنسية، إسلامه قال إن الحركة اليمينية المتطرفة تشترك في كثير من الأشياء مع الدين الإسلامي أكثر مما يدرك المنتسبون لكليهما.

وفي هذا الإطار، صرّح لصحيفة "البارزيان": "كلاهما تعرَّضا للشيطنة، ويحملان صورة بعيدة كل البعد عما تنقله وسائل الإعلام". وأضاف بوتي "إن الجبهة الوطنية تدافع عن الضعفاء كما يفعل الإسلام. وفي حين يرفض الحزب تسليط الفوائد المرهقة على الديون المتراكمة في ذمة بلدنا، يرفض الإسلام أكل الربا".

في الحقيقة، قد يصعب تصور دخول العديد من المسلمين الفرنسيين في مملكة الجبهة الوطنية، ولكن في كل الأحوال، قد يكون من المثمر عدم التمعن في القواسم المشتركة بين الأحزاب اليمينية والإسلام، والنظر في القوى التي قد تجذب الناس إلى كليهما.

إلى جانب ذلك، يبدو جلياً أن بعض الناس يبحثون عن الانتماءات، وهم حريصون على أن يصبحوا جزءاً من مجموعة أكبر. قد يعرف جميعنا أشخاصاً بهذه الصفات، أشخاصاً يبحثون بشكل مستمر عن مجموعات مجتمعية جديدة، أو منظمات للانضمام إليها، أو ربما التقينا بأشخاص يبحثون عن معانٍ روحية ويعجبهم التقلب بين المعتقدات. لذلك، لا أظن أن عبارة "حماس المتحولين" الشائعة قد وُجدت لسبب منطقي.


أسئلة يصارعها الإنسان قبل أن يتحول

وفق نظرية مايكل هوغ حول عدم اليقين والهوية، يسعى الإنسان للإجابة عن أسئلة مثل من هو؟ وأين مكانه في هذا العالم؟ وكيف يراه الناس؟ وقد كتب هوغ في موقع "سايج نولدج"، أن "السبيل الوحيد لإشباع هذه الحاجة يكون عبر الانتماء إلى مجموعة ما، قد تكون فريقاً أو منظمة أو ديناً أو عرقاً أو شعباً، وهو إجراء لا يعرّف الشخص ويمنحه موقعاً داخل العالم المجتمعي فقط، ولكنه يصف السلوك الأمثل وسبل التفاعل المناسبة مع الآخرين".

من هذا المنطلق، تستفيد الجماعات السياسية اليمينية المتطرفة من صراع الإنسان مع مثل هذه الأسئلة. وحيال هذا الشأن، قال هوغ وجانيس أدلمان في بحث لهما صدر سنة 2013 "تمتلك الجماعات المتطرفة ميزات محددة تعمل بشكل مناسب من أجل التقليص من شعور غياب اليقين الذاتي، لأنها توفر معنى واضحاً وغير مبهم عن الذات وموقعها في هذا العالم".

مما لا شك فيه، يمكن تفسير هذا السبب، الذي جعل أشخاصاً مثل فاغنر وفان دورن وبوتي، يحومون في فلك الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا. ويمكن للمرء أن يتوقع أن الصورة التي سيحملونها عن الإسلام ستكون أصولية أيضاً.

ذكرت زميلتي جوليا إيوفي، في أعقاب العنف المناصر للبيض الذي حدث في مدينة شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا، في شهر أغسطس/آب من سنة 2017، أن القوة التي تسحب الناس، وخاصة المراهقين، نحو الحركات المتطرفة تتشابه في معظمها، وأن كان الخطاب السياسي مختلفاً. كما أوضح دجاي أم برجر، الزميل في المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في لاهاي، لجوليا إيوفي أن "عملية صناعة التطرف والتعصب وهياكلها تتكرر في مختلف أنواع الحركات، حتى في الحالات التي يكون فيها المحتوى العقائدي مختلفاً، تماماً كما يحدث مع النازيين الجدد والجهاديين".



مع ذلك، لا يحدث هذا ضرورة بهذا الشكل. فقد أشار هوغ وأدلمان إلى أن المجموعات المتطرفة توفر الكثير من المساوئ بالنسبة للملتحقين بها، وأكدا أنه "من الصعب أن ينجذب الناس إليهم إلا إذا كانت حالة عدم اليقين مزمنة نسبياً أو متفشية أو خطيرة أو لم تتوفر أمامهم خيارات أكثر للانضمام إلى هوية قابلة للحياة".


مجموعات مميزة وشديدة التنظيم ولديها حدود ومعايير عضوية

يضيف تقرير The Atlantic: قد يوفر التيار السائد من الإسلام، الذي لا يمارس العنف، الفوائد نفسها من دون تلك المساوئ الاجتماعية. وعموماً، جادل هوغ وأدلمان بأن أفضل السبل للتقليل من الشعور بعدم اليقين يكون "بالانضمام إلى مجموعات مميزة وشديدة التنظيم، ولديها حدود ومعايير عضوية واضحة، ومواقف توافقية، ووضعية وسمات سلوكية مرتكزة على رؤية عالمية متجانسة نسبياً"، وبالتالي فإن اعتناق الإسلام يوفر مثل هذه المجموعة، خاصة في أوروبا الغربية، حيث سيطرت ثقافة الهوية المسيحية على المجتمع لقرون وتعرض الإسلام للتهميش.

الإسلام مميز، ولديه معايير عضوية واضحة، وحدود تشمل المسلم وغير المسلم، ويحدد المواقف والسلوكيات. ومقارنة بالأحزاب السياسية والتيار المسيحي الرئيسي، لا يوظف الإسلام الهرمية نسبياً. ولكن إذا تحدثنا عن المسيحية الأصولية، فقد تكون قادرة على توفير إغراءات مماثلة لاعتناقها.

في الواقع، تعد فكرة اعتناق منتقدي الإسلام من اليمين المتطرف حديثة في التاريخ. ويعود ذلك في جزء منه إلى أن اليمين المتطرف والأحزاب المعارضة للإسلام في حد ذاتها ظاهرة جديدة. لقد كان كل السياسيين الأوروبيين في العصور السابقة معادين للإسلام إلى حد ما، وكانت حظوظ التقائهم واختلاطهم بالمسلمين ضئيلة جداً.

ومع نهضة الإنترنت، التي يسرت سبل التشدد، مُنحت الفرصة للباحثين عن مجموعات للاطلاع بكل يسر على هويات جديدة. وتجدر الإشارة هنا إلى الجراح الفرنسي موريس بوكاي، الذي كان من بين المشككين في القرآن، حتى اعتنق الإسلام، وأصبح مدافعاً عن فكرة أن القرآن مثالي من الناحية العلمية.

عند النظر في محصلة المتحولين الجدد، فإن تجربة هوية جديدة لا يعني بالضرورة اكتسابهم شخصية جديدة. ففان دورن مثلاً، ومنذ اعتناقه الإسلام، قد حول نقده اللاذع نحو اليهودية، مصرحاً بتعليقات معادية للسامية، معتبراً إياها نكاتاً. كما أدين سنة 2014 بتهمة بيع المخدرات للقاصرين وغيرها من الجرائم. وقد صرح فان درون بأنه قد تعرض لعملية تحايل، ولكن المحكمة رفضت حجته.

حتى الخريف الماضي، كان آرثر فاغنر عضواً في مجموعة بارزة، وسياسياً في حزب مناهض للإسلام والهجرة "حزب البديل من أجل ألمانيا"، الذي دخل البرلمان ليصبح أول حزب من اليمين المتطرف في هذه الهيئة منذ الخمسينيات. ولكن هذا العام، قام آرثر فاغنر بأمر أكثر غرابة، لقد أعلن إسلامه ومغادرته الحزب.

وفق تقرير مجلة The Atlantic الأميركية لقد كان فاغنر قيادياً بارزاً في الحزب في ولاية براندنبورغ، وممثلاً له منذ سنة 2015. وقد ذكرت صحيفة "دوتش ويل"، نقلاً عن المتحدث باسم الحزب الذي تحدث عن فاغنر بجفاء، أنه من أصل روسي فضلاً عن أنه "كان عضواً في لجنة الولاية المسؤولة عن الكنائس والطوائف الدينية". أما عن تحوله للإسلام، فبين المتحدث "ليس لدى الحزب أي مشكلة في ذلك". ومع ذلك، يبدو أن الهوية الدينية الجديدة لفاغنر ستخلق شيئاً من عدم الارتياح بين زملائه القدامى، خاصة أن الحزب قد رفع من قبل شعار "الإسلام لا ينتمي إلى ألمانيا".


سبقه قيادي بحزب هولندي

إن الأغرب من ذلك، هو أن فاغنر ليس أول سياسي يغادر حزباً يمينياً متطرفاً معادياً للإسلام في أوروبا ليعتنق الإسلام. فأرنود فان دورن، العضو في حزب الحرية الهولندي لمؤسسه خيرت فيلدرز، وهو حزب آخر ينتمي للتيار اليميني المتطرف المعادي للإسلام، قد غادر حزبه سنة 2011، ثم اعتنق الإسلام بعد سنة، وأدى فريضة الحج بعد ذلك بقليل. وفي سنة 2014 أعلن ماكسانس بوتي، المستشار المحلي في الجبهة الوطنية، الحزب الفرنسي اليميني المتشدد، إسلامه قبل أن يتوقف عن أداء مهامه في لجنة الحزب.

أما في الولايات المتحدة الأميركية، فقد تصدرت قصة مرعبة عناوين الأخبار خلال السنة الماضية، عندما اعترف شاب يبلغ من العمر 18 عاماً بقتله رفيقين له في الغرفة في مدينة تامبا، كانا زميلين له في "جماعة النازيين الجدد" قبل أن يعلن إسلامه. ولئن كانت هذه الحادثة بشعة جداً وتتماشى مع التوظيف السائد للعنف من قبل المسلمين، إلا أنه لا يمكن مقارنتها بالأمثلة الأوروبية. وتجدر الإشارة هنا إلى أن المتهم قد تلفظ بجمل لا معنى لها وتتناقض مع تعاليم الإسلام.


اعتناق الإسلام أسهل من شروط المسيح واليهودية

يقول تقرير مجلة The Atlantic الأميركية إن التحول من مناهض للإسلام إلى معتنق له يتناقض والبداهة. ولكن من أبرز العوامل المحتملة المساهمة في ذلك، سهولة اعتناق الإسلام. فيكفي التلفظ بالشهادتين لدخول الإسلام دون شروط مسبقة، كتلك الموجودة في المسيحية التي تشترط التعميد أو تأكيد اعتناق الديانة، أو كتلك الموجودة في اليهودية التي تشترط عملية تحويل محددة، ووثيقة تؤكد اعتناق الدين الجديد. ويمكن لأي شخص أن يعلن إسلامه من دون أن يظهر أي شيء من القنوت أو طول التزام أو معرفة بمبادئ الدين. ولكن، لا يعني هذا أن كل المعتنقين للإسلام غير مخلصين في اعتناقهم، ولكنه يشير إلى أن اعتناق الإسلام لا يعني الشيء الكثير في حد ذاته.


مستشار الجبهة الوطنية الفرنسية

إن هذه الحالات التي تحوَّل فيها نشطاء مناهضون للإسلام إلى مسلمين، لا تمثل توجهاً معيناً، ولكنها كافية للتساؤل عن السبب الذي يلهم بهذا التحول الجذري. فعندما أعلن المستشار في الجبهة الوطنية الفرنسية، إسلامه قال إن الحركة اليمينية المتطرفة تشترك في كثير من الأشياء مع الدين الإسلامي أكثر مما يدرك المنتسبون لكليهما.

وفي هذا الإطار، صرّح لصحيفة "البارزيان": "كلاهما تعرَّضا للشيطنة، ويحملان صورة بعيدة كل البعد عما تنقله وسائل الإعلام". وأضاف بوتي "إن الجبهة الوطنية تدافع عن الضعفاء كما يفعل الإسلام. وفي حين يرفض الحزب تسليط الفوائد المرهقة على الديون المتراكمة في ذمة بلدنا، يرفض الإسلام أكل الربا".

في الحقيقة، قد يصعب تصور دخول العديد من المسلمين الفرنسيين في مملكة الجبهة الوطنية، ولكن في كل الأحوال، قد يكون من المثمر عدم التمعن في القواسم المشتركة بين الأحزاب اليمينية والإسلام، والنظر في القوى التي قد تجذب الناس إلى كليهما.

إلى جانب ذلك، يبدو جلياً أن بعض الناس يبحثون عن الانتماءات، وهم حريصون على أن يصبحوا جزءاً من مجموعة أكبر. قد يعرف جميعنا أشخاصاً بهذه الصفات، أشخاصاً يبحثون بشكل مستمر عن مجموعات مجتمعية جديدة، أو منظمات للانضمام إليها، أو ربما التقينا بأشخاص يبحثون عن معانٍ روحية ويعجبهم التقلب بين المعتقدات. لذلك، لا أظن أن عبارة "حماس المتحولين" الشائعة قد وُجدت لسبب منطقي.


أسئلة يصارعها الإنسان قبل أن يتحول

وفق نظرية مايكل هوغ حول عدم اليقين والهوية، يسعى الإنسان للإجابة عن أسئلة مثل من هو؟ وأين مكانه في هذا العالم؟ وكيف يراه الناس؟ وقد كتب هوغ في موقع "سايج نولدج"، أن "السبيل الوحيد لإشباع هذه الحاجة يكون عبر الانتماء إلى مجموعة ما، قد تكون فريقاً أو منظمة أو ديناً أو عرقاً أو شعباً، وهو إجراء لا يعرّف الشخص ويمنحه موقعاً داخل العالم المجتمعي فقط، ولكنه يصف السلوك الأمثل وسبل التفاعل المناسبة مع الآخرين".

من هذا المنطلق، تستفيد الجماعات السياسية اليمينية المتطرفة من صراع الإنسان مع مثل هذه الأسئلة. وحيال هذا الشأن، قال هوغ وجانيس أدلمان في بحث لهما صدر سنة 2013 "تمتلك الجماعات المتطرفة ميزات محددة تعمل بشكل مناسب من أجل التقليص من شعور غياب اليقين الذاتي، لأنها توفر معنى واضحاً وغير مبهم عن الذات وموقعها في هذا العالم".

مما لا شك فيه، يمكن تفسير هذا السبب، الذي جعل أشخاصاً مثل فاغنر وفان دورن وبوتي، يحومون في فلك الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا. ويمكن للمرء أن يتوقع أن الصورة التي سيحملونها عن الإسلام ستكون أصولية أيضاً.

ذكرت زميلتي جوليا إيوفي، في أعقاب العنف المناصر للبيض الذي حدث في مدينة شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا، في شهر أغسطس/آب من سنة 2017، أن القوة التي تسحب الناس، وخاصة المراهقين، نحو الحركات المتطرفة تتشابه في معظمها، وأن كان الخطاب السياسي مختلفاً. كما أوضح دجاي أم برجر، الزميل في المركز الدولي لمكافحة الإرهاب في لاهاي، لجوليا إيوفي أن "عملية صناعة التطرف والتعصب وهياكلها تتكرر في مختلف أنواع الحركات، حتى في الحالات التي يكون فيها المحتوى العقائدي مختلفاً، تماماً كما يحدث مع النازيين الجدد والجهاديين".



مع ذلك، لا يحدث هذا ضرورة بهذا الشكل. فقد أشار هوغ وأدلمان إلى أن المجموعات المتطرفة توفر الكثير من المساوئ بالنسبة للملتحقين بها، وأكدا أنه "من الصعب أن ينجذب الناس إليهم إلا إذا كانت حالة عدم اليقين مزمنة نسبياً أو متفشية أو خطيرة أو لم تتوفر أمامهم خيارات أكثر للانضمام إلى هوية قابلة للحياة".


مجموعات مميزة وشديدة التنظيم ولديها حدود ومعايير عضوية

يضيف تقرير The Atlantic: قد يوفر التيار السائد من الإسلام، الذي لا يمارس العنف، الفوائد نفسها من دون تلك المساوئ الاجتماعية. وعموماً، جادل هوغ وأدلمان بأن أفضل السبل للتقليل من الشعور بعدم اليقين يكون "بالانضمام إلى مجموعات مميزة وشديدة التنظيم، ولديها حدود ومعايير عضوية واضحة، ومواقف توافقية، ووضعية وسمات سلوكية مرتكزة على رؤية عالمية متجانسة نسبياً"، وبالتالي فإن اعتناق الإسلام يوفر مثل هذه المجموعة، خاصة في أوروبا الغربية، حيث سيطرت ثقافة الهوية المسيحية على المجتمع لقرون وتعرض الإسلام للتهميش.

الإسلام مميز، ولديه معايير عضوية واضحة، وحدود تشمل المسلم وغير المسلم، ويحدد المواقف والسلوكيات. ومقارنة بالأحزاب السياسية والتيار المسيحي الرئيسي، لا يوظف الإسلام الهرمية نسبياً. ولكن إذا تحدثنا عن المسيحية الأصولية، فقد تكون قادرة على توفير إغراءات مماثلة لاعتناقها.

في الواقع، تعد فكرة اعتناق منتقدي الإسلام من اليمين المتطرف حديثة في التاريخ. ويعود ذلك في جزء منه إلى أن اليمين المتطرف والأحزاب المعارضة للإسلام في حد ذاتها ظاهرة جديدة. لقد كان كل السياسيين الأوروبيين في العصور السابقة معادين للإسلام إلى حد ما، وكانت حظوظ التقائهم واختلاطهم بالمسلمين ضئيلة جداً.

ومع نهضة الإنترنت، التي يسرت سبل التشدد، مُنحت الفرصة للباحثين عن مجموعات للاطلاع بكل يسر على هويات جديدة. وتجدر الإشارة هنا إلى الجراح الفرنسي موريس بوكاي، الذي كان من بين المشككين في القرآن، حتى اعتنق الإسلام، وأصبح مدافعاً عن فكرة أن القرآن مثالي من الناحية العلمية.

عند النظر في محصلة المتحولين الجدد، فإن تجربة هوية جديدة لا يعني بالضرورة اكتسابهم شخصية جديدة. ففان دورن مثلاً، ومنذ اعتناقه الإسلام، قد حول نقده اللاذع نحو اليهودية، مصرحاً بتعليقات معادية للسامية، معتبراً إياها نكاتاً. كما أدين سنة 2014 بتهمة بيع المخدرات للقاصرين وغيرها من الجرائم. وقد صرح فان درون بأنه قد تعرض لعملية تحايل، ولكن المحكمة رفضت حجته.


ملصقات


اقرأ أيضاً
“واتس آب” يقدّم حلا ذكيا لمتابعة المحادثات دون قراءتها بالكامل
أطلقت "ميتا" ميزة جديدة في "واتس آب" تتيح للمستخدمين تلخيص الرسائل غير المقروءة باستخدام الذكاء الاصطناعي، ما يوفّر طريقة سريعة لمتابعة المحادثات دون الحاجة لقراءتها بالكامل. وتعتمد الميزة، التي أُعلن عنها في منشور رسمي على مدونة "واتس آب"، على تقنيات الذكاء الاصطناعي من ميتا لتوليد ملخصات موجزة للرسائل، تُعرض في نقاط واضحة، بهدف تمكين المستخدم من فهم محتوى الدردشة قبل التفاعل معها تفصيلا. وقالت الشركة: "في بعض الأحيان، تحتاج فقط إلى متابعة رسائلك بسرعة. ولهذا السبب، يسعدنا تقديم "ملخصات الرسائل"، وهي ميزة جديدة تلخص الرسائل غير المقروءة بشكل خاص وسريع". وأكدت ميتا أن الميزة تستخدم ما يعرف بـ"تقنية المعالجة الخاصة" لحماية خصوصية المستخدم، بحيث لا تتمكن جهات الاتصال من معرفة ما إذا كانت رسائلهم قد تم تلخيصها أو عرضها. وفي المرحلة الأولى، ستتوفر الميزة لمستخدمي اللغة الإنجليزية في الولايات المتحدة فقط، على أن تُطرح لاحقا في مزيد من الدول واللغات خلال العام الجاري. وتندرج هذه الميزة ضمن استراتيجية أوسع تعمل عليها ميتا لنشر أدوات الذكاء الاصطناعي عبر منصاتها المختلفة، بعد أن أطلقت روبوتات دردشة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في كل من "واتس آب" و"فيسبوك" و"إنستغرام". وفي حديث سابق، أشار مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، إلى إمكانية أن تصبح روبوتات الذكاء الاصطناعي "أصدقاء رقميين" تساعد المستخدمين، خاصة أولئك الذين يعانون من الوحدة أو يفتقرون للدعم النفسي. لكن في المقابل، حذر عدد من الباحثين من مخاطر الاعتماد العاطفي على روبوتات المحادثة، خاصة بالنسبة للمصابين باضطرابات نفسية. وأوضح الدكتور سورين دينيسن أوستيرغارد، أستاذ الطب النفسي في جامعة آرهوس بالدنمارك، أن الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى ظاهرة جديدة يطلق عليها "ذهان روبوتات الدردشة". وكتب في افتتاحية بمجلة Schizophrenia Bulletin: "قد تقدم روبوتات الدردشة معلومات خاطئة أو مربكة، خاصة لمن يعانون من أمراض عقلية. هؤلاء الأشخاص قد لا يطلبون المساعدة المناسبة بسبب سوء الفهم الناتج عن هذه التفاعلات". وأضاف: "أنا مقتنع بأن الأفراد المعرضين للذهان قد يعانون، أو يعانون بالفعل، من أوهام ناتجة عن تفاعلهم مع روبوتات الدردشة التي تدعمها أنظمة الذكاء الاصطناعي". المصدر: إندبندنت
منوعات

“فوربس” تنشر اللائحة السنوية لأغنى 50 امرأة في العالم
نشرت مجلة "فوربس" اللائحة السنوية لأغنى 50 امرأة عصامية في العالم، وتشمل القائمة رائدات أعمال من مختلف القطاعات أبرزها الصناعة والتكنولوجيا. وتتصدر قائمة أغنى السيدات العصاميات في العالم السيدة رافاييلا أبونتيه ديامانت، تنتمي لقطب الشحن البحري السويسرية، بثروة تقدر بـ38.8 مليار دولار. وفي المرتبة الثانية، تأتي الأمريكية ديان هندريكس وتقدر ثروتها الصافية بـ 22.3 مليار دولار، المؤسسة المشاركة لشركة "ABC Supply"، إحدى أكبر موزعي الأسقف والواجهات وغيرها. وهي واحدة من 18 أمريكية ضمن قائمة أفضل 50 شخصية، من بينهن سيدات بارزات مثل أوبرا وينفري وشيريل ساندبرج. وأوضحت المجلة أن أصغر السيدات سنا هي الأسترالية ميلاني بيركنز، التي شاركت في تأسيس شركة برمجيات التصميم "كانفا" عام 2013، إذ تبلغ من العمر 38 عاما، وتليها الروسية تاتيانا كيم 49 عاما، وهي المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة "وايلدبيريز" الروسية. وانضمت تاتيانا كيم، مؤسسة شركة "وايلدبيريز" الروسية، إلى قائمة فوربس لأغنى 50 امرأة عصامية في العالم اللاتي حققن النجاح والثروة بجهودهن الذاتية، واحتلت كيم، بثروة قدرها 4.6 مليار دولار، المركز الثامن عشر. وبلغ الحد الأدنى لدخول قائمة أغنى النساء العصاميات هذا العام 2.1 مليار دولار. وتضم القائمة 18 أمريكية و18 صينية، وينتمي ما يقرب من نصف المشاركات 24 في التصنيف إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، و20 من أمريكا الشمالية، والست الباقيات من أوروبا. ولم يتضمن التصنيف أي ممثلات من إفريقيا أو أمريكا الجنوبية، فيما تعمل 14 من المشاركات في التصنيف في قطاع التكنولوجيا، الذي يعد "الطريق الأكثر شيوعا للثراء"، وفقا لمجلة "فوربس". المصدر: "فوربس"
منوعات

غوغل تطرح هاتفا يعمل مع الذكاء الاصطناعي ويتصل بالأقمار الصناعية
سرّبت بعض مواقع الإنترنت معلومات تتعلق بمواصفات هاتف Pixel 10 الذي ستطرحه غوغل قريبا لتنافس من خلاله أفضل هواتف أندرويد. زوّد الهاتف بمنفذين لشرائح الاتصال، ومنفذ USB Type-C 3.2، وماسح لبصمات الأصابع مدمج في الشاشة، وشريحة NFC، وتقنيات لطلب النجدة عبر الأقمار الصناعية، وتقنيات Circle to Search التي تعمل مع الذكاء الاصطناعي، وبطارية بسعة 4970 ميلي أمبير تعمل مع شاحن سريع باستطاعة 29 واط، ويمكن شحنها بشاحن لاسلكي باستطاعة 15 واط. وتبعا للتسريبات فإن هيكله جاء مقاوم للماء والغبار وفق معيار IP68/IP69، وسيتحمى الواجهتين الأمامية والخلفية للهيكل بزجاج Gorilla Glass Victus 2 المضاد للصدمات والخدوش. شاشة الهاتف أتت LTPO OLED بمقاس 6.3 بوصة، دقة عرضها (2424/1080) بيكسل، ترددها 120 هيرتز، معدل سطوعها يصل إلى 3000 شمعة/م تقريبا. يعمل الجهاز بنظام "أندرويد-16" قابل للتحديث، ومعالج Google Tensor G5، ومعالج رسوميات Mali-G715 MC7، وذواكر وصول عشوائي 12 غيغابايت، وذواكر داخلية 128/256 غيغابايت. كاميرته الأساسية أتت ثلاثية العدسة بدقة (48+12+10.8) بيكسل، فيها عدسة telephoto وعدسة ultrawide، أما كاميرته الأمامية فأتت بدقة 10.5 ميغابيكسل، مجهزة بعدسة ultrawide، وقادرة على توثيق فيديوهات 4K بمعدل 60 إطارا في الثانية. المصدر: روسيا اليوم عن gsmarena
منوعات

دراسة تكشف عن عادة مالية تجعلك سعيدا بغض النظر عن دخلك!
بينما يعتقد الكثيرون أن الثروة هي طريق السعادة، كشفت دراسة أسترالية حديثة أن سر الرضا الحقيقي قد لا يكون في مقدار ما تجنيه من مال، بل في طريقة إدارتك له. فقد توصل الباحثون بعد متابعة أكثر من 20 ألف شخص على مدى 20 عاما إلى أن العادات المالية البسيطة مثل الادخار المنتظم وسداد الفواتير في الوقت المحدد، لها تأثير إيجابي على الصحة النفسية يفوق في بعض الأحيان مجرد امتلاك دخل مرتفع. وهذه النتائج المثيرة، التي نشرت في مجلة Stress and Health، تثبت أن الانضباط المالي - وليس بالضرورة الثراء - هو العامل الحاسم في تحقيق السلام النفسي والاستقرار العاطفي، حتى في خضم الأزمات الاقتصادية الصعبة. وما يجعل هذه النتائج مثيرة للاهتمام هو أنها تظل صحيحة حتى في أصعب الظروف الاقتصادية، بما في ذلك الأزمات المالية الكبرى مثل أزمة 2008 وجائحة كورونا. ويبدو أن الشخص الذي يدخر بانتظام ويحسن إدارة مصروفاته، حتى لو كان دخله محدودا، يتمتع بمستويات أقل من القلق ومستويات أعلى من الرضا عن الحياة مقارنة بمن يكسبون نفس المبلغ ولكن دون انضباط مالي. ويكمن السر في أن الإدارة المالية الجيدة تقلل من ما يسمى "الضغوط المالية الخفية"، ذلك القلق المستمر الذي يشعر به الشخص عندما لا يكون متأكدا من قدرته على تغطية النفقات المفاجئة أو الالتزامات المالية. وهذه الضغوط قد تؤدي إلى حلقة مفرغة من القروض والديون، حيث يضطر الشخص للاقتراض لتغطية احتياجاته الأساسية، ما يزيد من أعبائه المالية بدلا من تخفيفها. ومن المثير للانتباه أن الدراسة وجدت أن فوائد العادات المالية الجيدة تظهر بوضوح أكبر عند الرجال في ما يتعلق بالادخار، رغم أن كلا الجنسين يستفيدان من الناحية النفسية. كما استبعد الباحثون احتمال أن تكون الصحة النفسية الجيدة هي السبب في الإدارة المالية الجيدة، ما يؤكد أن تحسين العادات المالية هو طريق فعلي لتحسين الحالة النفسية وليس مجرد نتيجة لها. المصدر: روسيا اليوم عن نيويورك بوست
منوعات

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 03 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة