صحافة

وضعية كارثية يعيشها قطاع الصحة العمومي بمراكش..ضعف في بنيات الإستقبال وخصاص حاد في الأطر الطبية وشبه الطبية


كشـ24 نشر في: 12 فبراير 2016

القطاع الصحي  بمراكش يعاني من عدة أمراض مزمنة تحد من نجاعته وتعيقه عن القيام بمهامه  بالشكل المطلوب ، وعلاجه يتطلب مجهودات وإمكانات يبقى توفرها في الظروف الراهنة، امر في عداد المستحيلات، بالرغم من  كمية المنشطات المزمع ضخها في شرايينه مستقبلا،   وما على الساكنة سوى انتظار ما لا يأتي لتغيير هذه الوضعية من حال إلى غير الحال.

تلك هي الخلاصة التي خرج بها  عموم المتتبعين لأشغال  دورة فبراير العادية للمجلس الجماعي، والتي عرفت مناقشة الوضع الصحي بالمدينة بحضور المندوب الإقليمي لوزارة  الحسين الوردي، والذي قدم عرضا تقريريا أمام ممثلي السكان لخص من خلاله "الوضعية الراهنة والآفاق المستقبيلة للقطاع الصحي بمراكش".

فبالإضافة إلى  ضعف بنيات الإستقبال الإستشفائية، تبرز قلة الموارد البشرية من أطر طبية وشبه طبية، مع ضيق مساحة التخصص على مستوى بعض الأمراض، ما يؤشر على عمق الأزمة التي يعانيها القطاع بمدينة  دخلت مصاف المدن الدولية وأريد لها أن تلعب دور قاطرة السياحة الوطنية.

أرقام صادمة أزيل عنها الستار بلغة شفافة وواضحة فظهرت الحقيقة عارية دون مساحيق، حين تأكد حجم الخصاص المهول على مستوى الأطر الطبية.

فنسبة التغطية لا تتجاوز طبيبا واحدا لكل 9370 نسمة، لتنحدر النسبة بشكل سريالي في المناطق القروية الدائرة في فلك النفوذ الترابي لإقليم مراكش بمعدل طبيبا واحدا لكل 21.838 نسمة،  وهي المعدلات التي  تقل  بأزيد من الضعفين عن النسبة الوطنية المحددة في طبيب واحد لكل 4500 نسمة، وتبعد بمسافة ضوئية عن  المعدلات التي حددتها المنظمة الصحية العالمية، والتي تعتبر أن الحد الأدنى لتوفير التغطية الصحية لا يمكن أن يقل عن  23 طبيا لكل 10000 نسمة.

نسبة التغطية على مستوى الأطر شبه الطبية لا تخرج بدورها عن معضلة الخصاص الحاد والمزمن، حيث تقف في حدود ممرضا واحدا لكل 3482 نسمة، بدرجة انخفاض تقل بثلاثة أضعاف عن المعدل الوطني المحددة في ممرضا واحدا لكل 1109 نسمة، وهي الأرقام التي تبعد كثيرا عن محددات منظمة الصحة العالمية التي تؤكد بأن المعدل العالمي يفرض 45 ممرضا لكل 10.000 نسمة.

أما بالنسبة لبنيات الإستقبال الإستشفائية والتجهيزات اللوجيستيكة، فإن الأرقام المقدمة تعكس مدى الورطة الذي يعيشها القطاع الصحي بمراكش، خصوصا في ظل شساعة المجالات القروية المحيطة بالمدينة، والتي تسجل بها أرقاما صارخة من الإكراهات والمشاكل الصحية، إن على مستوى نسبة لسعات العقارب المسجلة أو على مستوى انتشار بعض الأمراض الطارئة كالإصابات بداء الليشمانيا، دون الحديث طبعا عما تفرزه حوادث السير من إصابات خطيرة تستوجب تدخلات طبية وجراحية سريعة ومستعجلة، ما يثقل كاهل الأسرة الطبية ويجبرها على بدل جهود مضاعفة.

تأتي كل هذه المعطيات في ظل وفرة الإكراهات  وقلة الإمكانات المسخرة طبيا، بحيث لا تتوفر المدينة  التي  تعيش نموا ديمغرافيا  تجاوز مليون و400 ألف نسمة ،سوى على 9 مؤسسات استشفائية بطاقة استيعابية لا تتجاوز 2000 سرير، يشرف عليها طاقم طبي بالكاد يصل إلى 90 طبيبا مختصا،و14  طبيب عام، و26 و112 ممرضة وممرض متعددي التخصصات، إلى جانب 26 مولدة،في حين يقف أسطول سيارات الإسعاف في عتبة  8 سيارات إسعاف عمومية.

وكان وزير القطاع قد حضر لقاءا  لتشخيص الوضعية الصحية بجهة مراكش،  احتضنت فعالياتها ولاية الجهة سنة 2012  بمشاركة العديد من الجهات المسؤولة ، حيث شرح الوضع الكارثي بكثير من الدقة والشفافية، قبل أن  يفتح باب الأمل من جديد ويعقد رهان الخروج من النفق على ما ستفرزه اتفاقية.
    
الشراكة المبرمة بين وزارة الصحة من جهة، وزارة الداخلية والمجلس الجهوي وولاية مراكش من جهة ثانية، والرامية الى تطوير وإعادة تاهيل القطاع الصحي، ضمن أجال لا تتعدى أواخر سنة 2013 بالنسبة لشبكة العلاجات الأساسية وأواخر سنة 2015 بالنسبة للشبكة الإستشفائية، غير أن دخول سنة 2016 بنفس الوضعية  يطرح أكثر من علامة استفهام حول مكامن الخلل الحقيقية، وأسباب هذه الوضعية التي يئن القطاع الصحي بالمدينة تحت وطأتها. 

القطاع الصحي  بمراكش يعاني من عدة أمراض مزمنة تحد من نجاعته وتعيقه عن القيام بمهامه  بالشكل المطلوب ، وعلاجه يتطلب مجهودات وإمكانات يبقى توفرها في الظروف الراهنة، امر في عداد المستحيلات، بالرغم من  كمية المنشطات المزمع ضخها في شرايينه مستقبلا،   وما على الساكنة سوى انتظار ما لا يأتي لتغيير هذه الوضعية من حال إلى غير الحال.

تلك هي الخلاصة التي خرج بها  عموم المتتبعين لأشغال  دورة فبراير العادية للمجلس الجماعي، والتي عرفت مناقشة الوضع الصحي بالمدينة بحضور المندوب الإقليمي لوزارة  الحسين الوردي، والذي قدم عرضا تقريريا أمام ممثلي السكان لخص من خلاله "الوضعية الراهنة والآفاق المستقبيلة للقطاع الصحي بمراكش".

فبالإضافة إلى  ضعف بنيات الإستقبال الإستشفائية، تبرز قلة الموارد البشرية من أطر طبية وشبه طبية، مع ضيق مساحة التخصص على مستوى بعض الأمراض، ما يؤشر على عمق الأزمة التي يعانيها القطاع بمدينة  دخلت مصاف المدن الدولية وأريد لها أن تلعب دور قاطرة السياحة الوطنية.

أرقام صادمة أزيل عنها الستار بلغة شفافة وواضحة فظهرت الحقيقة عارية دون مساحيق، حين تأكد حجم الخصاص المهول على مستوى الأطر الطبية.

فنسبة التغطية لا تتجاوز طبيبا واحدا لكل 9370 نسمة، لتنحدر النسبة بشكل سريالي في المناطق القروية الدائرة في فلك النفوذ الترابي لإقليم مراكش بمعدل طبيبا واحدا لكل 21.838 نسمة،  وهي المعدلات التي  تقل  بأزيد من الضعفين عن النسبة الوطنية المحددة في طبيب واحد لكل 4500 نسمة، وتبعد بمسافة ضوئية عن  المعدلات التي حددتها المنظمة الصحية العالمية، والتي تعتبر أن الحد الأدنى لتوفير التغطية الصحية لا يمكن أن يقل عن  23 طبيا لكل 10000 نسمة.

نسبة التغطية على مستوى الأطر شبه الطبية لا تخرج بدورها عن معضلة الخصاص الحاد والمزمن، حيث تقف في حدود ممرضا واحدا لكل 3482 نسمة، بدرجة انخفاض تقل بثلاثة أضعاف عن المعدل الوطني المحددة في ممرضا واحدا لكل 1109 نسمة، وهي الأرقام التي تبعد كثيرا عن محددات منظمة الصحة العالمية التي تؤكد بأن المعدل العالمي يفرض 45 ممرضا لكل 10.000 نسمة.

أما بالنسبة لبنيات الإستقبال الإستشفائية والتجهيزات اللوجيستيكة، فإن الأرقام المقدمة تعكس مدى الورطة الذي يعيشها القطاع الصحي بمراكش، خصوصا في ظل شساعة المجالات القروية المحيطة بالمدينة، والتي تسجل بها أرقاما صارخة من الإكراهات والمشاكل الصحية، إن على مستوى نسبة لسعات العقارب المسجلة أو على مستوى انتشار بعض الأمراض الطارئة كالإصابات بداء الليشمانيا، دون الحديث طبعا عما تفرزه حوادث السير من إصابات خطيرة تستوجب تدخلات طبية وجراحية سريعة ومستعجلة، ما يثقل كاهل الأسرة الطبية ويجبرها على بدل جهود مضاعفة.

تأتي كل هذه المعطيات في ظل وفرة الإكراهات  وقلة الإمكانات المسخرة طبيا، بحيث لا تتوفر المدينة  التي  تعيش نموا ديمغرافيا  تجاوز مليون و400 ألف نسمة ،سوى على 9 مؤسسات استشفائية بطاقة استيعابية لا تتجاوز 2000 سرير، يشرف عليها طاقم طبي بالكاد يصل إلى 90 طبيبا مختصا،و14  طبيب عام، و26 و112 ممرضة وممرض متعددي التخصصات، إلى جانب 26 مولدة،في حين يقف أسطول سيارات الإسعاف في عتبة  8 سيارات إسعاف عمومية.

وكان وزير القطاع قد حضر لقاءا  لتشخيص الوضعية الصحية بجهة مراكش،  احتضنت فعالياتها ولاية الجهة سنة 2012  بمشاركة العديد من الجهات المسؤولة ، حيث شرح الوضع الكارثي بكثير من الدقة والشفافية، قبل أن  يفتح باب الأمل من جديد ويعقد رهان الخروج من النفق على ما ستفرزه اتفاقية.
    
الشراكة المبرمة بين وزارة الصحة من جهة، وزارة الداخلية والمجلس الجهوي وولاية مراكش من جهة ثانية، والرامية الى تطوير وإعادة تاهيل القطاع الصحي، ضمن أجال لا تتعدى أواخر سنة 2013 بالنسبة لشبكة العلاجات الأساسية وأواخر سنة 2015 بالنسبة للشبكة الإستشفائية، غير أن دخول سنة 2016 بنفس الوضعية  يطرح أكثر من علامة استفهام حول مكامن الخلل الحقيقية، وأسباب هذه الوضعية التي يئن القطاع الصحي بالمدينة تحت وطأتها. 


ملصقات


اقرأ أيضاً
انطلاق عملية استقبال طلبات الدعم المخصص لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع
أعلنت وزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع التواصل- عن انطلاق عملية استقبال ملفات طلبات الدعم العمومي لفائدة مؤسسات الصحافة والنشر وشركات الطباعة وشركات التوزيع، برسم سنة 2025، وذلك خلال الفترة الممتدة من 14 ماي إلى غاية 26 يونيو 2025. وذكر بلاغ للوزارة أن ذلك يأتي استنادا إلى المرسوم رقم 2.23.1041 الصادر في 8 جمادى الآخرة 1445 (22 ديسمبر 2023)، بتحديد شروط وكيفيات الاستفادة من الدعم العمومي الموجه لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع، والقرار المشترك لوزير الشباب والثقافة والتواصل والوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية رقم 2345.24 الصادر في 2 جمادى الأولى 1446 (5 نونبر 2024)، بتحديد أسقف دعم التسيير و دعم الاستثمار لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع ونسب احتسابهما وكيفيات توزيعهما وصرفهما. كما يأتي، حسب المصدر ذاته، استنادا إلى القرار المشترك لوزير الشباب والثقافة والتواصل والوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية رقم 677.25 الصادر في 23 من رمضان 1446 (24 مارس 2025) بتتميم القرار المشترك لوزير الشباب والثقافة والتواصل والوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية رقم 2345.24 الصادر في 2 جمادى الأولى 1446 (5 نونبر 2024)، بتحديد أسقف دعم التسيير و دعم الاستثمار لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع ونسب احتسابهما وكيفيات توزيعهما وصرفهما، وكذا قرار لوزير الشباب والثقافة والتواصل رقم 3195.24 صادر في 17 من جمادى الآخرة 1446 (19 دجنبر 2024)، بتحديد الوثائق المكونة لملف طلب الدعم العمومي لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع. وأشار البلاغ إلى أن ملف الطلب يجب أن يتضمن كافة الوثائق المحددة في القرار الوزاري رقم 3195.24، الصادر في 17 جمادى الآخرة 1146 (19 ديسمبر 2024) بتحديد الوثائق المكونة لملف طلب الدعم العمومي لقطاعات الصحافة والنشر والطباعة والتوزيع، لافتا إلى أن الملفات ترسل في صيغة إلكترونية إلى البريد الإلكتروني ([email protected]).
صحافة

في اليوم العالمي لحرية الصحافة..منتدى مغربي يدعو إلى استقلالية الإعلام
دعا منتدى مغربي يهتم بقضايا المواطنة والإعلام بالمغرب، إلى "تكريس استقلالية الإعلام عن مراكز النفوذ السياسي والمالي". وطالب "منتدى الإعلام والمواطنة"، في بيان له بمناسبة تخليد اليوم العالمي لحرية الصحافة، بضرورة توفير الضمانات القانونية والمؤسساتية الكفيلة بحماية الصحافيين. ويتم تخليد هذا اليوم العالمي، هذا العام تحت شعار: "الصحافة في وجه التضليل... الحقيقة أولاً." ودعا المنتدى، في السياق ذاته، إلى إطلاق نقاش وطني حول إصلاح شامل للإعلام المغربي، بما يحقق التوازن بين الحرية والمسؤولية، ويرسّخ أخلاقيات المهنة، ويواكب التحولات التكنولوجية الجديدة. كما دعا إلى تحرير الإعلام العمومي في إطار ورش الإصلاح والتحرير وفتح فضاءاته وبرامجه للنقاش السياسي والاجتماعي والثقافي الحر والمتعدد، حتى يمكن أن يكون قادرا على مواجهة تداعيات المرحلة الراهنة.
صحافة

يونس مجاهد يكتب: حرية الصحافة المزعومة
يونس مجاهديشكل الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة، الذي يصادف الثالث من شهر ماي كل سنة، مناسبة أخرى للحديث عن القضايا المرتبطة بممارسة هذه الحرية، وخاصة التضييق الذي يمارس لمنعها أو الحد منها، غير أنه قلما تناقش أخلاقيات الصحافة، في علاقتها بالحرية، رغم أن هناك تكاملا بين المبدأين، يجعل من جودة الصحافة، رديفا للالتزام بأخلاقياتها، لأن الصحافة الرديئة ليست ممارسة للحرية، بل على العكس، إنها مجرد تضليل للجمهور ونشر لأخبار كاذبة، وتشهير وارتزاق وابتزاز... وهي بذلك لا تستجيب لتطلعات المجتمع، بل تؤثر سلبا على حرية الصحافة وادوارها الاجتماعية.وانطلاقا من هذا المنظور الذي يعتبر أن الوظيفة الاجتماعية هي الغاية الرئيسية للممارسة الصحافية، تطور استعمال المعيار الاجتماعي، لتصحيح الانحرافات التي تصيب هذه المهنة، فرغم اعتماد مواثيق الأخلاقيات وهيئات التنظيم الذاتي، في العديد من البلدان المتقدمة في المجال الديمقراطي، إلا أنها ظلت تلجأ باستمرار لمراجعات مختلفة، لعلاقة الصحافة بالمجتمع. وفيهذا الصدد يمكن العودة إلى ما حصل في الولايات المتحدة، سنة 1942، حين تم إحداث لجنة هاتشينز، من طرف جامعة شيكاغو، بطلب من مؤسس مجلة تايم، هنري لوس، التي عينت على رأسها روبرت ماينارد هاتشينز. اشتغلت هذه اللجنة لمدة خمس سنوات، ونشرت تقريرها تحت عنوان "صحافة حرة ومسؤولة". ومما ورد فيه، وجود تناقض بين المفهوم التقليدي لحرية الصحافة، وضرورة التحلي بالمسؤولية. فالمسؤولية واحترام القانون، ليس في حد ذاتهما تضييقاعلى حرية الصحافة، بل على العكس، يمكن أن يكونا تعبيرا أصيلا عن حرية إيجابية، لكنهما ضد حرية اللامبالاة. ويضيف التقرير؛ لقد أصبح من المعتاد اليوم أن تكون حرية الصحافة المزعومة، عبارة عن لا مسؤولية اجتماعية، لذا على الصحافة أن تعرف أن أخطاءها وأهواءها لم تعد ملكية خاصة لها، فهي تشكل خطرا على المجتمع، لأنها عندما تخطئ، فإنها تضلل الرأي العام، فنحن أمام تحدٍ؛ على الصحافة أن تظل نشاطا حرا وخاصا، لكن ليس لها الحق في أن تخطئ، لأنها تؤدي وظيفة مرفق عام. كان لهذا التقرير تأثير كبير في الحقل الصحافي، آنذاك، لأنه استعمل مفهوم المسؤولية الاجتماعية، واعتبر أن للصحافة وظائف أساسية، في تقديم معلومات وافية من خلال بحث وتدقيق، حول الأحداث اليومية، ضمن سياق واضح، وأن تكون منتدى للنقاش ولممارسة التعددية والحق في الاختلاف، وتنفتح على مختلف فئات المجتمع، بمساواة وإنصاف، وتتجنب الأفكار المسبقة والصور النمطية... ومن أشهر التقارير التي عرفتها، أيضا البلدان الديمقراطية، "تقرير ليفيسون"، الذي هو عبارة عن خلاصات تحقيق عام أجري في المملكة المتحدة بين عامي 2011 و2012، برئاسة القاضي براين ليفيسون، الذي كلفته الحكومة، بإنجاز افتحاص شامل حول ممارسة الصحافة ومدى التزامها بالأخلاقيات. ومن أهم توصياته؛ إنشاء هيئة جديدة مستقلة لتنظيم الصحافة، عبر تشريع قانوني، وتعزيز حماية الأفراد من انتهاكات الخصوصية ومن التشهير... وبناء على هذا التقرير تم اعتماد "ميثاق ملكي" للتنظيم الذاتي، صادق عليه البرلمان. ومازالت الأحزاب السياسية في هذا البلد تناقش الطرق المثلى الممكنة للتوصل إلى صيغة قانونية لتنفيذه، بالتوافق مع الناشرين. ويعتبر العديد من الباحثين في مجال الصحافة، أنه لا يمكن تصور الجودة في الصحافة، دون احترام أخلاقياتها، وحول هذا الموضوع، نظم منتدى الصحافة في الأرجنتين، ندوة دولية بمشاركة أكاديميين، صدرت في كتاب سنة 2007، تحت عنوان "صحافة الجودة: نقاشات وتحديات"، ناقش هذا الإشكال من مختلف جوانبه، وكانت خلاصته الرئيسية، أن الجودة والأخلاقيات وجهان لعملة واحدة. الجودة في البحث والتقصي وتدقيق المعلومات والتأكد من المعطيات، احترام الخصوصيات، الامتناع عن ممارسة السب والقذف، استعمال اللغة بشكل صحيح وراقٍ، تجنب الأخطاء اللغوية... ومن مصادر هذا الكتاب، البحث الذي نشرته الأستاذة الجامعية الإسبانية، المتخصصة في أخلاقيات الصحافة، صوريا كارلوس، تحت عنوان "الأمراض النفسية للأخلاقيات في المؤسسات الإخبارية"، حيث اعتبرت أن هناك أربعة أسباب تفرض الالتزام بأخلاقيات الصحافة؛ أولها، أن الأشخاص الذين يربحون قوت يومهم من خلال انتقاد الآخرين، تقع عليهم مسؤولية أن يكون تفكيرهم غير مثير للانتقاد، ثانيها، الاشتغال قليلا، بشكل رديء، بدون احترام القواعد والجودة المطلوبة، يشكل أول انتهاك للأخلاقيات، ثالثها، أن القانون وحده لا يكفي، فعلى المؤسسات أن تضع أنظمة داخلية لاحترام أخلاقيات الصحافة، رابعها، حتى تكون هناك مقاولات صحافية قوية وموحدة، عليها أن تتوفر على منظومة قيم، وثقافة أخلاقية مشتركة. إن كل حديث عن حرية الصحافة، دون استحضار شروط ممارستها، يظل مجرد شعارات فارغة، فبالإضافة إلى ضرورة العمل على توفير الإطار القانوني الذي يسمح بممارسة الحرية، فإن الأهم هو أن تلتزم الصحافة بالقواعد المهنية والمبادئ الأخلاقية، وتستند على منظومة القيم، المتعارف عليها عالميا في ميدان الصحافة، داخل إطار مؤسساتي قوي، وأنظمة داخلية يتم فيها تقاسم المسؤولية المشتركة، كل هذا لا يمكن أن يكون إلا في مقاولات صحافية مهيكلة بشكل محترف، تتوفر على إمكانات مادية وموارد بشرية، قادرة على تقديم منتوج يليق بمكانة الصحافة ويتجاوب مع متطلبات مسؤوليتها الاجتماعية.
صحافة

وزير الإعلام اللبناني: إرادتنا قوية لحماية حرية الصحافة بالشرق الأوسط رغم التحديات
في إطار فعاليات المنتدى المتوسطي للصحافة، الذي تحتضنه مدينة مارسيليا أيام 28 و29 و30 أبريل الجاري بمتحف “موسم” وقصر “فارو” بمدينة مارسيليا الفرنسية، أكد بول مرقص وزير الإعلام اللبناني في حكومة نواف سلام، خلال مداخلته، أن المنتدى يمثل مناسبة مهمة لتوحيد الإرادات دفاعًا عن مهنة الصحافة. وأوضح الوزير أن “الشرق الأوسط يعيش فترة متوترة وحادة”، مشددا على أهمية التمسك بالتفاؤل وبث الأمل من أجل بناء مجتمع متوسطي حديث وعادل، مبرزا في كلمته أن الحكومة اللبنانية تعمل على حماية الصحافيين وتقديم الدعم اللازم لهم، إيمانا بأن حرية المعلومات شرط أساسي لصحتها ودقتها. وأضاف أن لبنان، رغم التحديات الاقتصادية والسياسية، مستمر بإرادة قوية في تنفيذ إصلاحات عميقة في مجال الإعلام، مشيرا إلى نشر مشروع قانون جديد للصحافة على الموقع الرسمي للوزارة، وهو مشروع يهدف بالأساس إلى إلغاء عقوبة السجن بحق الصحافيين، وحمايتهم، وتعزيز حرية النشر والتعبير. كما استعرض الوزير الجهود المبذولة في مجالات التدريب والابتكار الإعلامي، وتعزيز دور وسائل الإعلام ووكالات الأنباء الوطنية، مشيرا إلى أن لبنان تزخر بمحفوظات صحافية يتجاوز عمرها السبعين عاما، والتي تشكل عنصر قوة ليس فقط للبنان، بل للشرق الأوسط برمته. وفي ختام كلمته، شدد بول مرقص على أن هذه الجهود لا يمكن أن تحقق أهدافها بدون شراكات إقليمية ودولية فاعلة، داعيا إلى حماية الصحافيين باعتبارهم حماة الحقيقة، معربا عن أمله في أن يرتقي المنتدى إلى مستوى التحديات والرهانات المطروحة.
صحافة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 09 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة