علوم

هيكل عملاق في أعماق أستراليا قد يكون مثابة أكبر تأثير لكويكب تم تسجيله!


كشـ24 نشر في: 14 أغسطس 2023

حقق بحث حديث، نُشر في مجلة Tectonophysics، في ما يُعتقد أنه أكبر تأثير معروف في العالم مدفون في شكل هيكل في أعماق الأرض في جنوب نيو ساوث ويلز.

يمتد هيكل Deniliquin الذي لم يتم اختباره عن طريق الحفر بعد إلى ما يصل إلى 520 كيلومترا في القطر. وهذا يتجاوز حجم الهيكل الناجم عن تأثير Vredefort، ذاك الذي يبلغ عرضه 300 كيلومتر تقريبا في جنوب إفريقيا، والذي يعتبر حتى الآن الأكبر في العالم.

ويعد تاريخ قصف الأرض بالكويكبات مخفيا إلى حد بعيد. هناك عدة أسباب لذلك. الأول هو التعرية: العملية التي من خلالها تتسبب الجاذبية والرياح والماء في تآكل المواد الأرضية ببطء عبر الزمن.

وعندما يضرب كويكب ما كوكبنا، فإنه يخلق حفرة ذات قلب مرتفع. وهذه القبة المركزية المرتفعة هي سمة رئيسية لهياكل التأثير الكبيرة. ومع ذلك، يمكن أن يتآكل على مدى آلاف إلى ملايين السنين، ما يجعل من الصعب تحديد الهيكل.

ويمكن أيضا دفن الهياكل بواسطة الرواسب عبر الزمن. أو قد تختفي نتيجة للاندساس، حيث يمكن أن تتصادم الصفائح التكتونية وينزلق بعضها تحت بعض في وشاح (لبّ) الأرض.

ومع ذلك، فإن الاكتشافات الجيوفيزيائية الجديدة تظهر هياكل هي مثابة تواقيع (آثار) الاصطدام التي شكلتها الكويكبات وربما وصلت إلى عشرات الكيلومترات - ما يبشر بتحول نموذجي في فهمنا لكيفية تطور الأرض عبر الدهور. وتشمل هذه الاكتشافات الرائدة في تأثير "المقذوفات"، وهي المواد التي يتم إلقاؤها من فوهة البركان في أثناء الاصطدام.

ويعتقد الباحثون أن أقدم طبقات هذه المقذوفات، تلك الموجودة في الرواسب التي شكلت التضاريس المبكرة حول العالم، قد تشير إلى نهاية ذيل القصف الثقيل المتأخر للأرض. وتشير أحدث الأدلة إلى أن الأرض والكواكب الأخرى في النظام الشمسي تعرضت لقصف مكثف من الكويكبات حتى حوالي 3.2 مليار سنة مضت، وبشكل متقطع منذ ذلك الحين.

وترتبط ببعض التأثيرات الكبيرة أحداث الانقراض الجماعي. على سبيل المثال، تشرح فرضية ألفاريز، التي سميت على اسم الأب وابنه العالمين لويس ووالتر ألفاريز، كيف تم القضاء على الديناصورات غير الطائرة نتيجة اصطدام كويكب كبير بالأرض قبل حوالي 66 مليون سنة.

وكانت القارة الأسترالية والقارة السابقة لها، Gondwana، هدفا للعديد من تأثيرات الكويكبات. وقد نتج عن ذلك ما لا يقل عن 38 هيكلا مؤكدا و43 تأثيرا محتملا، بدءا من الحفر الصغيرة نسبيا ووصولا إلى الهياكل الكبيرة المدفونة تماما.

وعندما يضرب كويكب كبير الأرض، تستجيب القشرة الأساسية بارتداد مرن عابر ينتج عنه قبة مركزية.

وقد تكون هذه القباب التي يمكن أن تتآكل ببطء و/أو تصبح مدفونة بمرور الوقت، هي كل ما تم الحفاظ عليه من هيكل الاصطدام الأصلي. إنها تمثل "منطقة الجذر" حيث التأثير عميق. وتم العثور على أمثلة شهيرة في هيكل الصدمات Vredefort وحفرة Chicxulub التي يبلغ عرضها 170 كيلومترا في المكسيك. وهذا الأخير يمثل التأثير الذي تسبب في انقراض الديناصورات.

بين عامي 1995 و2000، افترض توني ييتس أن تكون الأنماط المغناطيسية تحت حوض موراي في نيو ساوث ويلز تمثل بنية تأثير ضخمة مدفونة. وأكد تحليل البيانات الجيوفيزيائية المرسومة في المنطقة بين عامي 2015 و2020 وجود هيكل بقطر 520 كيلومترا مع قبة محددة سيزمياً (زلزالياً) في مركزها.

ويحتوي هيكل Deniliquin على جميع الميزات المتوقعة من هيكل تأثير واسع النطاق. على سبيل المثال، تكشف القراءات المغناطيسية للمنطقة النقاب عن نمط تموج متماثل في القشرة حول قلب الهيكل. ومن المحتمل أن يكون هذا قد حدث في أثناء التأثير حيث أن درجات الحرارة العالية للغاية خلقت قوى مغناطيسية شديدة.

وتقابل المنطقة المغناطيسية المنخفضة المركزية تشوها بعمق 30 كم فوق قبة الوشاح المحددة زلزاليا. وقمة هذه القبة ضحلة إذ تعلو حوالي 10 كيلومترات عن علو الوشاح الإقليمي.

وتظهر القياسات المغناطيسية أيضا دليلا على "عيوب شعاعية" هي كناية عن كسور تتفرع كالأشعة من مركز هيكل تأثير كبير. ويصاحب ذلك أيضا شذوذ مغناطيسي صغير قد يمثل "سدودا نارية"، هي عبارة عن صفائح من الصهارة المحقونة في كسور جسم صخري موجود مسبقا.

وتعتبر الصدوع الشعاعية، والصفائح النارية من الصخور التي تتشكل داخلها، نموذجية لهياكل الصدمات الكبيرة ويمكن العثور عليها في هيكل Vredefort وهيكل تأثير Sudbury في كندا.

حاليا، يعتمد الجزء الأكبر من الأدلة على تأثير Deniliquin في البيانات الجيوفيزيائية التي تم الحصول عليها من السطح. ولإثبات التأثير، سنحتاج إلى جمع أدلة مادية على الصدمة، أدلة لا يمكن أن تأتي إلا من الحفر بعمق في الهيكل.

ومن المحتمل أن يكون هيكل Deniliquin موجودا في الجزء الشرقي من قارة Gondwana، قبل أن ينقسم إلى عدة قارات (بما في ذلك القارة الأسترالية) في وقت لاحق.

وقد يكون التأثير الذي تسبب فيه قد حدث خلال ما يُعرف باسم الانقراض الجماعي المتأخر في Ordovician. على وجه التحديد، يعتقد أنه قد يكون سبب ما يسمى بمرحلة التجلد Hirnantian، والتي استمرت ما بين 445.2 و443.8 مليون سنة مضت، ويتم تعريفها أيضا على أنها حدث الانقراض الأوردوفيشي-السيلوري.

وقد قضى هذا الحدث الجليدي والانقراض الجماعي الضخم على حوالي 85٪ من أنواع الكوكب البيولوجية. وكان تأثيره أكثر من ضعف حجم تأثير Chicxulub الذي قتل الديناصورات.

ومن الممكن أيضا أن يكون هيكل Deniliquin أقدم من حدث Hirnantian، وقد يكون من أصل كامبري قديم (منذ حوالي 514 مليون سنة). وستكون الخطوة التالية هي جمع العينات لتحديد العمر الدقيق للهيكل. وسيتطلب ذلك حفر ثقب عميق في مركزه المغناطيسي وتأريخ المادة المستخرجة.

ومن المأمول أن يلقي المزيد من الدراسات حول هيكل تأثير Deniliquin الضوء على طبيعة الأرض القديمة.

التقرير من إعداد أندرو جليكسون، الأستاذ المساعد بجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني.

المصدر: ساينس ألرت

حقق بحث حديث، نُشر في مجلة Tectonophysics، في ما يُعتقد أنه أكبر تأثير معروف في العالم مدفون في شكل هيكل في أعماق الأرض في جنوب نيو ساوث ويلز.

يمتد هيكل Deniliquin الذي لم يتم اختباره عن طريق الحفر بعد إلى ما يصل إلى 520 كيلومترا في القطر. وهذا يتجاوز حجم الهيكل الناجم عن تأثير Vredefort، ذاك الذي يبلغ عرضه 300 كيلومتر تقريبا في جنوب إفريقيا، والذي يعتبر حتى الآن الأكبر في العالم.

ويعد تاريخ قصف الأرض بالكويكبات مخفيا إلى حد بعيد. هناك عدة أسباب لذلك. الأول هو التعرية: العملية التي من خلالها تتسبب الجاذبية والرياح والماء في تآكل المواد الأرضية ببطء عبر الزمن.

وعندما يضرب كويكب ما كوكبنا، فإنه يخلق حفرة ذات قلب مرتفع. وهذه القبة المركزية المرتفعة هي سمة رئيسية لهياكل التأثير الكبيرة. ومع ذلك، يمكن أن يتآكل على مدى آلاف إلى ملايين السنين، ما يجعل من الصعب تحديد الهيكل.

ويمكن أيضا دفن الهياكل بواسطة الرواسب عبر الزمن. أو قد تختفي نتيجة للاندساس، حيث يمكن أن تتصادم الصفائح التكتونية وينزلق بعضها تحت بعض في وشاح (لبّ) الأرض.

ومع ذلك، فإن الاكتشافات الجيوفيزيائية الجديدة تظهر هياكل هي مثابة تواقيع (آثار) الاصطدام التي شكلتها الكويكبات وربما وصلت إلى عشرات الكيلومترات - ما يبشر بتحول نموذجي في فهمنا لكيفية تطور الأرض عبر الدهور. وتشمل هذه الاكتشافات الرائدة في تأثير "المقذوفات"، وهي المواد التي يتم إلقاؤها من فوهة البركان في أثناء الاصطدام.

ويعتقد الباحثون أن أقدم طبقات هذه المقذوفات، تلك الموجودة في الرواسب التي شكلت التضاريس المبكرة حول العالم، قد تشير إلى نهاية ذيل القصف الثقيل المتأخر للأرض. وتشير أحدث الأدلة إلى أن الأرض والكواكب الأخرى في النظام الشمسي تعرضت لقصف مكثف من الكويكبات حتى حوالي 3.2 مليار سنة مضت، وبشكل متقطع منذ ذلك الحين.

وترتبط ببعض التأثيرات الكبيرة أحداث الانقراض الجماعي. على سبيل المثال، تشرح فرضية ألفاريز، التي سميت على اسم الأب وابنه العالمين لويس ووالتر ألفاريز، كيف تم القضاء على الديناصورات غير الطائرة نتيجة اصطدام كويكب كبير بالأرض قبل حوالي 66 مليون سنة.

وكانت القارة الأسترالية والقارة السابقة لها، Gondwana، هدفا للعديد من تأثيرات الكويكبات. وقد نتج عن ذلك ما لا يقل عن 38 هيكلا مؤكدا و43 تأثيرا محتملا، بدءا من الحفر الصغيرة نسبيا ووصولا إلى الهياكل الكبيرة المدفونة تماما.

وعندما يضرب كويكب كبير الأرض، تستجيب القشرة الأساسية بارتداد مرن عابر ينتج عنه قبة مركزية.

وقد تكون هذه القباب التي يمكن أن تتآكل ببطء و/أو تصبح مدفونة بمرور الوقت، هي كل ما تم الحفاظ عليه من هيكل الاصطدام الأصلي. إنها تمثل "منطقة الجذر" حيث التأثير عميق. وتم العثور على أمثلة شهيرة في هيكل الصدمات Vredefort وحفرة Chicxulub التي يبلغ عرضها 170 كيلومترا في المكسيك. وهذا الأخير يمثل التأثير الذي تسبب في انقراض الديناصورات.

بين عامي 1995 و2000، افترض توني ييتس أن تكون الأنماط المغناطيسية تحت حوض موراي في نيو ساوث ويلز تمثل بنية تأثير ضخمة مدفونة. وأكد تحليل البيانات الجيوفيزيائية المرسومة في المنطقة بين عامي 2015 و2020 وجود هيكل بقطر 520 كيلومترا مع قبة محددة سيزمياً (زلزالياً) في مركزها.

ويحتوي هيكل Deniliquin على جميع الميزات المتوقعة من هيكل تأثير واسع النطاق. على سبيل المثال، تكشف القراءات المغناطيسية للمنطقة النقاب عن نمط تموج متماثل في القشرة حول قلب الهيكل. ومن المحتمل أن يكون هذا قد حدث في أثناء التأثير حيث أن درجات الحرارة العالية للغاية خلقت قوى مغناطيسية شديدة.

وتقابل المنطقة المغناطيسية المنخفضة المركزية تشوها بعمق 30 كم فوق قبة الوشاح المحددة زلزاليا. وقمة هذه القبة ضحلة إذ تعلو حوالي 10 كيلومترات عن علو الوشاح الإقليمي.

وتظهر القياسات المغناطيسية أيضا دليلا على "عيوب شعاعية" هي كناية عن كسور تتفرع كالأشعة من مركز هيكل تأثير كبير. ويصاحب ذلك أيضا شذوذ مغناطيسي صغير قد يمثل "سدودا نارية"، هي عبارة عن صفائح من الصهارة المحقونة في كسور جسم صخري موجود مسبقا.

وتعتبر الصدوع الشعاعية، والصفائح النارية من الصخور التي تتشكل داخلها، نموذجية لهياكل الصدمات الكبيرة ويمكن العثور عليها في هيكل Vredefort وهيكل تأثير Sudbury في كندا.

حاليا، يعتمد الجزء الأكبر من الأدلة على تأثير Deniliquin في البيانات الجيوفيزيائية التي تم الحصول عليها من السطح. ولإثبات التأثير، سنحتاج إلى جمع أدلة مادية على الصدمة، أدلة لا يمكن أن تأتي إلا من الحفر بعمق في الهيكل.

ومن المحتمل أن يكون هيكل Deniliquin موجودا في الجزء الشرقي من قارة Gondwana، قبل أن ينقسم إلى عدة قارات (بما في ذلك القارة الأسترالية) في وقت لاحق.

وقد يكون التأثير الذي تسبب فيه قد حدث خلال ما يُعرف باسم الانقراض الجماعي المتأخر في Ordovician. على وجه التحديد، يعتقد أنه قد يكون سبب ما يسمى بمرحلة التجلد Hirnantian، والتي استمرت ما بين 445.2 و443.8 مليون سنة مضت، ويتم تعريفها أيضا على أنها حدث الانقراض الأوردوفيشي-السيلوري.

وقد قضى هذا الحدث الجليدي والانقراض الجماعي الضخم على حوالي 85٪ من أنواع الكوكب البيولوجية. وكان تأثيره أكثر من ضعف حجم تأثير Chicxulub الذي قتل الديناصورات.

ومن الممكن أيضا أن يكون هيكل Deniliquin أقدم من حدث Hirnantian، وقد يكون من أصل كامبري قديم (منذ حوالي 514 مليون سنة). وستكون الخطوة التالية هي جمع العينات لتحديد العمر الدقيق للهيكل. وسيتطلب ذلك حفر ثقب عميق في مركزه المغناطيسي وتأريخ المادة المستخرجة.

ومن المأمول أن يلقي المزيد من الدراسات حول هيكل تأثير Deniliquin الضوء على طبيعة الأرض القديمة.

التقرير من إعداد أندرو جليكسون، الأستاذ المساعد بجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني.

المصدر: ساينس ألرت



اقرأ أيضاً
الصين.. اكتشاف فيروسين خطيرين في الخفافيش!
اكتشف علماء الأحياء الجزيئية الصينيون 24 فيروسا غير معروف سابقا في أجسام الخفافيش التي تعيش في مقاطعة يونان جنوب الصين، وتم تحديد فيروسين يشبهان العوامل المسببة لحمى هيندرا ونيباه. وتشير المجلة العلمية PLoS Pathogens إلى أن هذه العوامل الممرضة يمكن أن تسبب تفشي عدوى حيوانية المنشأ جديدة عند اتصال الخفافيش بالبشر. ويقول الباحثون: "حللنا مجموعة من العوامل الممرضة الموجودة في كلى الخفافيش التي تعيش في أراضي مقاطعة يوننان بالقرب من بساتين القرى وفي الكهوف المجاورة. وخلال هذا التحليل، حددنا عاملين ممرضين في آن واحد، قريبين جدا من فيروسي هيندرا ونيباه، اللذين قد يؤدي اختراقهما لمجموعات الحيوانات الأليفة أو البشر إلى عواقب وخيمة". وقد درس العلماء كليتي 142 خفاشا من عشرة أنواع من خمس مناطق في يوننان. وباستخدام طرق تسلسل الحمض النووي عالية الإنتاجية، اكتشف العلماء أن 24 منها لم تكن معروفة من قبل للعلم، وكذلك نوعين من البكتيريا أحدهما لم يكن معروفا في السابق ونوعا جديدا من الكائنات البسيطة- البروتوزوا- كلوسيلا يونانينسيس( clausella yunnanensis) وأثار اهتمام العلماء بصورة خاصة فيروسان جديدان من جنس فيروس هينيبا (Henipavirus)، وهو نفس الفيروس الذي يشمل فيروسات نيباه وهندرا، المعروفين بارتفاع معدل الوفيات بين البشر. وقد عثر على الفيروسات المكتشفة في الخفافيش الآكلة للفاكهة التي تعيش بالقرب من البساتين، بالقرب من المستوطنات البشرية، لأن الفيروسات من هذا النوع يمكن أن تنتقل عن طريق البول، لذلك يحذر الباحثون من خطر الإصابة بالعدوى من خلال الفاكهة الملوثة.
علوم

بالأدلة التجريبية.. إثبات وجود ذكاء جماعي لدى النمل!
من بين عشرات الآلاف من أنواع النمل طورت بعضها سلوكيات "ذكية" مدهشة مثل الزراعة، وتربية الماشية، والعمليات الجراحية، و"القرصنة"، والتباعد الاجتماعي، وبناء عمارات معقدة. وأبرز هذه السلوكيات تتمثل بـ: الزراعة: حيث تقوم بعض أنواع النمل بزراعة الفطريات وتغذيتها تربية الماشية: عبر رعاية حشرات المن واستغلال إفرازاتها العمليات الجراحية: مثل خياطة جروح أفراد المستعمرة القرصنة: من خلال غزو مستعمرات نمل أخرى وسرقة مواردها التباعد الاجتماعي: كإجراء وقائي ضد انتشار الأمراض الهندسة المعمارية: ببناء مستعمرات متعددة الطوابق بأنظمة تهوية متقنة مع ذلك، يبدو دماغ النملة الذي لا يتجاوز حجمه حبة خشخاش ويحتوي على حجم من 250 ألفا إلى مليون خلية عصبية (مقابل 86 مليارا لدى الإنسان) بسيطا جدا، مقارنة بهذه الإنجازات. واكتشف باحثون من إسرائيل وسويسرا كيف تتحد هذه "الأدمغة المجهرية" لتشكل ذكاء سربيا قادرا على التخطيط الاستراتيجي. ونُشرت نتائج الدراسات في مجلة Frontiers in Behavioral Neuroscience. وألهمت الباحثين أرصاد غير متوقعة في الطبيعة، حيث لاحظوا أن نملات فردية تستخدم فكها العلوية لإزالة الحجارة الصغيرة من حول المجموعات التي تنقل فريسة كبيرة بشكل جماعي. وقال البروفيسور أوفر فاينرمان من معهد "وايزمان": "عندما رأينا لأول مرة النمل يزيل عقبات صغيرة من طريق حمولة يجري نقلها، دهشنا حقا، ويبدو أن هذه الكائنات الصغيرة تتنبأ بصعوبات تنتظرها في الطريق وتحاول مساعدة رفاقها مسبقا". وكما لاحظ العلماء، فإن هذا الذكاء يتجلى على مستوى المستعمرة بأكملها، وليس على مستوى نملة واحدة، إذ تستجيب كل نملة لإشارات بسيطة، مثل آثار الفيرومونات الطازجة، من دون إدراك هدف عام، لكنها تحقق معا نتائج معقدة وهادفة. ومن أجل دراسة هذا السلوك، أجرى الباحثون سلسلة من 83 تجربة، شاركت فيها مستعمرة من النمل "المجنون" (Paratrechina longicornis ) الذي يعيش في المعهد. واستُخدموا كرات بلاستيكية قطرها 1.5 ملليمتر (نصف طول جسم النملة) كعوائق تُعيق طريق الحشرات. أما الطُعم فتم هنا استخدام حبيبات طعام القطط الذي يُفضله النمل بشدة. ومثل العديد من أنواع النمل، تنشر P. longicornis معلومات عن وجود فريسة كبيرة بين أفراد المستعمرة عبر مسارات فيرومونية، فهي تتحرك بشكل فوضوي (ومن هنا جاءت تسميتها "مجنونة")، وتلمس بطونها الأرض كل 0.2 ثانية، تاركة قطرة صغيرة من الفيرومون. ويجذب هذا الفيرومون عمالا آخرين بسرعة نحو الطعام. لكن العلماء اكتشفوا هنا أنه يلعب أيضا دورا محوريا في سلوك التطهير. وأظهرت الدراسة أن النمل العامل غالبا ما يزيل الكرات عند بُعد 40 مم تقريبا عن الطعام باتجاه العش. حيث ينقل هذه الكرات إلى مسافة تصل إلى 50 مم، مُزيلا إياها من الطريق المؤدي إلى العش. وسجل أحدها رقما قياسيا بإزالة 64 عائقا على التوالي. "وتشير هذه النتائج إلى أن انطباعنا الأولي كان خاطئا، ففي الواقع، لا يفهم النمل العامل الوضع على الإطلاق. وينشأ هذا السلوك الذكي على مستوى المستعمرة ككل، وليس على مستوى الأفراد. وكل نملة تتبع إشارات بسيطة، مثل العلامات الشمية الطازجة التي تتركها نملات أخرى بدون حاجة لفهم الصورة الكاملة، لكن جماعيّا فإنها تعطي نتيجة ذكية هادفة"، هذا ما خلصت إليه الدكتورة دانييل ميرش الباحثة في مرحلة ما بعد الدكتوراه في المعهد. المصدر: روسيا اليوم عن Naukatv.ru
علوم

العثور على نوع جديد من الثدييات من عصر الديناصورات في منغوليا
عثر فريق دولي من علماء الحفريات على أحفورة في صحراء غوبي في منغوليا لنوع غير معروف من الثدييات عاش في العصر الطباشيري الذي امتد من 100 مليون سنة إلى حوالي 66 مليون سنة مضت.وأفادت مجلة " Acta Palaeontologica Polonica" بأن العلماء أطلقوا على الحيوان الجديد الذي يبلغ حجمه حجم الفأر تقريبا، اسم "رافجا إيشي" ( Ravjaa ishiii).ويذكر أن العلماء عثروا في عام 2019، على جزء من الفك السفلي يبلغ طوله سنتيمترا واحدا فقط.وأظهر التحليل أن الحيوان ينتمي إلى عائلة Zhelestidae؛ وهي ثدييات قديمة من العصر الطباشيري، ولكن الشكل الفريد للفك والأضراس العالية يميزه عن الممثلين الآخرين للمجموعة، ما جعل من الممكن تحديد جنس ونوع منفصلين.ويغير هذا الاكتشاف، الذي هو الأول لـ "Zhelestidae " في منغوليا، فكرة توزيع هذه الحيوانات، حيث كان يعتقد في السابق أنها تعيش بشكل رئيسي في المناطق الساحلية، لكن "رافجا إيشي" يثبت أنها عاشت أيضا في أعماق المناطق القارية.
علوم

حقن الذهب في العين.. تقنية جديدة للحفاظ على البصر
كشفت دراسة جديدة تم تطبيقها على الفئران في الولايات المتحدة أن حقن الذهب في العين قادر على علاج التنكس البقعي المرتبط بالعمر (AMD) ومشاكل العين الأخرى. ويؤثر التنكس البقعي على الملايين في جميع أنحاء العالم ويزداد احتماله مع تقدمنا في العمر، ويتسبب في ضبابية الرؤية ومشاكل أخرى. ويقول المهندس الحيوي جياروي ني، من جامعة براون في ولاية رود آيلاند: "هذا نوع جديد من دعامات الشبكية لديه القدرة على استعادة الرؤية المفقودة بسبب التنكس الشبكي دون الحاجة إلى جراحة مُعقدة أو تعديل جيني، نعتقد أن هذه التقنية قد تُحدث نقلة نوعية في أساليب علاج حالات التنكس الشبكي". كيف يعمل العلاج الجديد؟ يتم دمج جزيئات نانوية من الذهب دقيقة جدا، أرق من شعرة الإنسان آلاف المرات، مع أجسام مضادة تستهدف خلايا معينة في العين، ثم يتم حقنها في الغرفة الزجاجية المليئة بالهلام بين الشبكية وعدسة العين. وبعد ذلك، يتم استخدام جهاز ليزر صغير بالأشعة تحت الحمراء لتحفيز هذه الجزيئات النانوية وتنشيط الخلايا المحددة بنفس الطريقة التي تعمل بها الخلايا الحساسة للضوء. وعلى الفئران التي تم اختبار العلاج عليها، والتي تم تعديلها لتصيبها اضطرابات شبكية، كان العلاج فعالا في استعادة الرؤية جزئيا على الأقل (من الصعب إجراء اختبار رؤية كامل على الفئران)، حسبما ذكر موقع "ساينس أليرت" العلمي. وأوضح ني نتائج التجربة قائلا: "أظهرنا أن الجزيئات النانوية يمكن أن تبقى في الشبكية لعدة أشهر دون سمية كبيرة، وأثبتنا أنها يمكن أن تحفز النظام البصري بنجاح. وهذا أمر مشجع للغاية للتطبيقات المستقبلية". وكما هو الحال في معظم الدراسات على الفئران، فهناك فرصة جيدة لترجمة النتائج وتطبيقها على البشر، لكن ذلك سيستغرق بعض الوقت للوصول إلى استخدام آمن يمكن للسلطات الصحية الموافقة عليه.
علوم

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 10 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة