الثلاثاء 23 أبريل 2024, 07:25

كوب-22

“هوت ماروك” تكشف ما خفي في بيئة أهل مراكش


كشـ24 نشر في: 20 نوفمبر 2016

لا يروم هذا المقال القيام بقراءة أدبية في رواية “هوت ماروك” التي نشرها الشاعر والقصاص اللامع ياسين عدنان في طبعتها الثانية الصادرة عن منشورات الفنك، الدار البيضاء 2016 كباكورة لأعماله الروائية؛ بل ينحصر في التقاطات لمجموعة نصوص متفرقة حول البيئة في مراكش، وردت في متن الرواية، مع وجود خيط ناظم يجمع تلك النصوص، ويحوّلها إلى كتلة مترابطة، تبوح بالمنسي والمهمل في القضايا البيئية في مراكش، وينطق بمكنونات نفسية صاحب الرواية، وما يختلج صدره من أحاسيس ومشاعر، بل وحتى مواقف وردود فعل من التحولات البيئية التي طرأت على مدينة مراكش خلال العقدين الأخيرين، مما يجعل من موضوع البيئة مكوّنا من مكونات بنية النص الروائي، في سياق منجز إبداعي غني بدلالاته وإيماءاته.

من نافل القول إن هذه القراءة في تيمة البيئة، كما وردت في رواية “هوت ماروك”، تأتي متساوقة مع حدث قمّة التغيرات المناخية الذي تشهده مراكش هذه الأيام، وما يرتبط بذلك من التزامات أخلاقية تجاه البيئة، تطال كل مكونات المجتمع الدولي قادة ومسؤولين ومفكرين وقواعد بشرية. فمراكش التي غدت قبلة لأصحاب القرارات، ومنظمات المجتمع المدني، والمخططين وذوي الخبرات الإستراتيجية في المجال البيئي، هي المدينة نفسها التي تناولتها رواية “هوت ماروك”، وطرحت بعض مشاهدها البيئية.

وليس من قبيل الصدفة أيضا أن طرق باب البيئة في هذا المقال يأتي منسجما أيضا مع هواجس كاتب الرواية، الذي أشار في ظهر غلاف الكتاب إلى أن “مراكش الحاضرة البستان، وما تتعرض له من ترييف واغتيال للأشجار”، تعد من بين القضايا التي وضع عليها الأصبع في روايته.

 
بيد أن مراكش التي تناولتها رواية “هوت ماروك” ليست هي مراكش الحمراء الساحرة التي تسحر عيون السياح، والتي تحدث المسؤولون في قمّة المناخ أنها ستلج باب السياحة الذكية، والاقتصاد الأخضر. إنها مراكش العميقة، مراكش الهامشية التي تحتل جغرافية ضيقة يتقاسمها سماء حي المواسين وحي عين إيطي وحي المسيرة، مراكش العشوائية التي يعرف المؤلف -وهو ابن المدينة- دروبها ومسالكها وأزقتها وعوراتها معرفة دقيقة، لذلك فهو يرصد محيطها البيئي والإيكولوجي “الواقعي” بطريقة فنية، وبأسئلة متقنة، مستقاة من دهاليز الواقع، دون مساحيق، ومن صلب النفسية الجشعة لسماسرة العقارات الذين لا يراعون في البيئة إلاّ ولا ذمة.

وإذا كان الروائي ياسين عدنان قد وظف المتخيّل والافتراضي وشبكة الفضاء الأزرق، والبلاغة الاستعارية، والإضمار والإيحاء والهمز واللمز والسخرية، والمناجاة والخواطر، التي تستلزم فك الشفرات، واستنطاق المضمرات لكشف عورات المجتمع المغربي، وفضح التحولات السياسية السلبية التي عرفها منذ السبعينيات، فإنه اعتمد بالنسبة إلى المشاكل البيئية التي عصفت بمراكش -ولا تزال- آلية الإدانة والنقد المباشر، بالرغم من التجائه أحيانا إلى مظلة الخيال والمراوحة بينها وبين الواقع لصقل الحدث فنيا داخل الرواية، أو توظيف أشخاصها وأبطالها بأسماء اختارها من وحي خياله ليصنع منها حدثا ممتعا سلسلا ينساب معه القارئ حتى يصل إلى معرفة النهايات البئيسة.

إن النصوص التي يقدمها الروائي ياسين عدنان حول مشاكل البيئية بمراكش هي تشخيص دقيق، يتم عبر سرد مشوّق لهذه المشاكل، وتأريخ غير مألوف للمشهد البيئي الذي يمرره الخطاب الإعلامي الرسمي، تأريخ ميداني عياني، يسير فيه المؤلف سيرا على الأقدام، ليفضح العورات، وينبش في المناطق المعتمة، ويخترق خطوط المراقبة الشائكة. وفي ذات الوقت تجسد نصوص روايته شكلا من أشكال الاحتجاج والإدانة لما آلت إليه المدينة من وضع مزرٍ على يد أعداء البيئة.

وتأسيسا على ما تم تجميعه من نصوص رواية “هوت ماروك”، يمكن تحديد المجالات التي تبحر فيها بالقارئ، في ثلاثة مشاهد بيئية تشكل غصة في حلق المدينة الحمراء:

أولا- الزحف الإسمنتي على المجال الأخضر:

أو ما عبّر عنها صاحب الرواية بـ”ترييف” المدينة، وهي ظاهرة كرستها ورفعت من إيقاعها الهجرات القروية والنمو الحضري السريع، ممّا فتح شهية مافيات العقار، وجعلها تسلك سلوكا ممنهجا، يتحول فيه المستثمر العقاري إلى ذات بدون قيمٍ، وإلى متوحش رأسمالي يلتهم المساحات الخضراء التي تمدّ المدينة بالمقومات الجمالية، وتحدّ من تلوث الهواء والانبعاث الحراري والتصحر، ليقيم الصخر مكان الزهر. ولعلّ ما زاد من تفاقم هذه الوضعية سيادة أشكال الفساد الإداري والتدبيري التي جعلت المستثمر العقاري يدمر الغطاء النباتي بمراكش، ويغتال جمالها الأخضر. وفي هذا السياق، أفلح كاتب الرواية في التقاط مشهد إعدام أشجار النخيل واللبخ والواحة التي كانت تعرف بالحاضرة البستان، وتحويلها إلى أراض جرداء، عوضت غراسة الأشجار بغراسة العمارات السكنية. ويصف هذا الإعدام لأشجار النخيل بالاغتيال الهمجي، وهي التفاتة غير مألوفة تفتح ثقبا صغيرا يطل منه القارئ على مدينة يتم تعريتها من زيها الأخضر تحت سمع وبصر الناس، وبدون مراقبة أو عقاب، أما الفاعل فهم منتخبو المدينة الذين جعل المواطن مسؤولية إدارة المدينة بين أيديهم.

وأمام هذه الكارثة البيئية التي تهدد الشجر والبشر في المدينة الحمراء، وجه صاحب “هوت ماروك” أصابع الاتهام إلى المسؤولين والمنتخبين الذين كان يفترض أن يحصنوا بيئتها بدل تدميرها. ويظهر مجمل صك الاتهام في ثنايا الرواية أنه في الأربعينيات من القرن الماضي استنبت الفرنسيون على امتداد رصيف شارع الداخلة الذي كان يعرف بشارع الحوز عشرات الأشجار الخضراء التي شكلت ممرا وارف الظلال، يقي من حرارة الشمس ويعمل على تنقية الهواء؛ بيد أن مافيا العقار، الذين آلت إليهم أمور المدينة، دمّروا شجر اللبخ المتواجد في طريق الصويرة، والجاكرندا المستنبت في طريق البيضاء. كما أتوا على واحة النخيل المحيطة بالمدينة، وعمدوا تحت مبرر توسيع الطرق وفتحها أمام حركة السيارات إلى إحراق مئات من أشجار واحة النخيل بصبّ البنزين على جذورها وإضرام النار فيها، دون أن تمتد يد السلطة لمعاقبتهم. والنتيجة هي أنه بعد أشهر قليلة نبتت العمارات الجرداء مكان النخل في الواحة. “هل من مدينة بلا شجر؟!”- يقول الكاتب – “… مراكش منهكة في اغتيال الأشجار، المجزرة متواصلة ولا أحد يستنكر، احتلت الجرافات شارع الحسن الثاني، وبدأت تجتث بطريقة عشوائية أشجار اللبخ الضخمة” (ص 308). إنه نص يروم إنصاف البيئة، وخطاب يسعى إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مخلفات العدوان البشري على المجال الأخضر بمراكش، وعدم ترك بقعة الزيت تتسع فوق قطعة الثوب.

ثانيا- النفايات ومشاكل البيئة الصحية:

تتناثر في رواية “هوت ماروك” بعض النصوص التي ترسم صورة قاتمة حول إشكالية النفايات التي تعاني منها مراكش، وضمنها نص يتعلق بحي “الموقف” بالمدينة القديمة بمراكش الذي انتقل إليه رحال العوينة للسكن مع عمه عياد، قادما من حي عين إيطي العشوائي. فبالرغم مما عرفه هذا الحي من تحسن في سلم مراتب السكن مقارنة مع الأحياء المهمشة، فإنه لم يسلم من وخزات الأزمة البيئية، وهو ما يرصده النص الروائي من خلال ثلاثة مؤشرات:

– انعدام الإنارة بهذا الحي، بسبب تصنيفه وفق السلطات العمومية في صنف البناء العشوائي. مع إشارة نص الرواية إلى أنه كان بالإمكان أن يظل حتى بدون ماء صالح للشرب ولا شبكة للصرف الصحي لولا انتخابات فترة السبعينيات التي وظفت مصلحيا لهذا الغرض (ص 69- 70).

– انفتاح الحي على سوق لبيع الخضر والسمك جعله مرتعا لأكوام الأزبال والنفايات، وفضاء يتجمع فيه العشرات من الحرفيين البسطاء الذين ينتظرون حظهم من زبون رحيم يطلبهم للخدمة لعمل بسيط. وبالرغم من أن الحي الذي سكنت فيه عائلة رحال العوينة يوجد في قلب المدينة الحمراء، فإنه لم يسلم بدوره من مشاكل بيئية خطيرة: أوراش النجارة التي تخنق أنفاس سكانه، وتجعلهم مكرهين على إغلاق النوافذ، وبالتالي حرمانهم من حقهم في الحصول على نصيبهم من أشعة الشمس، خاصة في فصل الشتاء.

-يضاف إلى ذلك انتشار حرفة نقش العظام التي أكدت التقارير المنجزة حولها أنها تتسبب في تلويث البيئة؛ ناهيك عن المواد الكيماوية التي تستعمل في دبغ الجلود، والروائح الكريهة التي تنبعث من صهاريج الدباغين وتزكم الأنوف. (ص 70- 71).

عند تحويل بوصلة الرواية اتجاهها نحو شارع الداخلة لتسرد لنا حدث انتقال رحال العوينة إليه ليشتغل فيه كمسيّر لسيبير كافي “أشبال الأطلس”، تبرز إشكالية بيئية أخرى: فمقابل السيبير كافي، توجد قنطرة تمّ حفر طريق لها بغرض غراستها حتى تكون بمثابة ديكور لتجميل المدينة؛ لكن لسوء طالع مراكش، وبسبب سوء تقدير المسؤولين، تتحول الحفرة المذكورة في فصل الشتاء إلى بركة يزداد منسوب مياهها كلما هطلت الأمطار، مع ما تسببه المياه الراكدة من استجلاب للحشرات الضارة التي تهدد السلامة البيئية.

في موضع آخر من الرواية، يعبّر ياسين عدنان عن تذمره من مشهد النفايات المتكدسة في شارع الداخلة بسبب الباعة المتجولين الذين لا يتورعون عن إلقاء أكوام عديدة من الكرتون والأكياس البلاستكية، ويدأبون على ذلك إلى ما بعد منتصف الليل. لذلك تظل الحاويات تستقبل طوال الليل هذه النفايات حتى تفيض عن الحاجة، وهو ما يجعل سكان العمارات المجاورة مجبرين على رمي قماماتهم بجانب حاويات الأزبال أو حتى على أرصفة الطرقات أحيانا. أما عمال النظافة فلا تظهر وجوههم إلا بعد الفجر وهم يمتطون شاحنات مترهلة لا يحتمل بطنها الذي أصابه الصدأ كل أرتال النفايات المتراكمة بروائحها الكريهة وفطرياتها وحشراتها في منظر لا يسرّ الناظرين.

ويرفع المتن الروائي – في أماكن أخرى من الرواية- سقف كارثة النفايات وتسيّب الأزبال في شوارع مراكش وأمام أبواب العمارات، فيصور عبر شخصيات متخيّلة، ولكنها لا تبعد عن الواقع أن هول منظر النفايات وبشاعته وما يتمخض عنه من كوارث صحية، حرّك الرأي العام في شكل مظاهرات احتجاجية ضد أعداء البيئة من سلطات محلية وشركات نظافة أجنبية متعاقدة مع بلديات المدينة. (ص 344- 345).

هكذا، يصور ياسين عدنان هذه المشاهد البيئية المتعفنة في مراكش، لكن بريشة هادئة، ولغة رائقة ونصوص متماسكة، ومتعة عجيبة تنسي القارئ بشاعة أكوام النفايات المتناثرة والأزبال المتدفقة على أرصفة شارع الداخلة.

ثالثا- إشكالية ندرة المراحيض في مراكش:

تقدم رواية “هوت ماروك” نصوصا بالغة الدلالة حول المشاكل البيئية في مراكش من خلال نصوص تنطق بمأساة انعدام المراحيض أو قلتها في مراكش، مما يزيد من تفاقم الأخطار المهددة للبيئة، وذلك في أسلوب كوميدي جميل وهادف. وفي هذا السياق، لم يتردد صاحب الرواية عن استعمال المصطلحات “الساقطة” والسوقية لتوصيف المشكل؛ بيد أن وقاحة اللغة الساقطة الموظفة في النص أضفت مسحة جمالية على الفكرة التي كان بصدد معالجتها. ولن ندخل في تقييم المصطلحات الفنية والأدبية التي استخدمها ياسين عدنان بحكم عدم اختصاصنا، بل نقتصر على استشفاف المشاكل البيئية الناجمة عن انعدام المراحيض في المجالات الهامشية بمراكش كما كشف عنها النص الروائي. ففي حيّ عين إيطي، يعتبر المرحاض ترفا غير متاح للجميع. لذلك بات من المألوف أن يقضي أغلب ساكنته حاجتهم في أكياس بلاستيكية، ترمى في خنادق محيطة بالحي. بينما تقضى الحاجات الصغيرة كالبول في البيت نفسه، لتصرف بعد ذلك نحو قنوات صرف غير صحية، قبل أن يكتب لها الانسياب من هناك في اتجاه وادي إيسيل. وبالرغم من توفر بعض البيوت كبيت العم “عياد” على مراحيض لا تتجاوز مساحتها المتر المربع الواحد، وبفتحة ضيقة غالبا ما تؤدي كثرة استعمالها إلى اختناقها، فإن كثيرا من سكان حي عين إيطي كانوا – تجنبا لاحتمال اختناق المرحاض وفيضانه- يلجؤون إلى الهواء الطلق لإفراغ أمعائهم. ( ص 149).

وحتى في شارع الداخلة الذي يعتبر من الفضاءات المتطورة نسبيا في مراكش، يعد المرحاض من طينة الأحلام التي يحلم بها العمال والباعة المتجولون المنتشرون على أرصفة هذا الشارع. لذلك، لا غرابة أن يتحول مرحاض سيبير كافي “أشبال الأطلس” ومقهى ميلانو إلى مسرحين للتشاحن والشتائم والصراخ بين مرتاديه الذين يبطئ بعضهم في قضاء الحاجة ولا يترك الفرصة للآخرين، أو يرفضون الأداء للسيدة العجوز التي تقوم بالإشراف عليه، مما تمخض عنه إغلاق مرحاض مقهى ميلانو ليشتد عود أزمة المراحيض بهذا الفضاء، ويلجأ البعض إلى قضاء حاجتهم أينما ولوا وجوههم ووجدوا الفرصة سانحة. (ص 381).

وبعد، فتلك مجرد التقاطات سريعة من إشكاليات بيئية متشعبة، تمثّلتها رواية “هوت ماروك” باقتضاب، لكن بعمق، بخيال، لكن بانشداد كبير للواقع، بغضب، لكن في هدوء، بشغب، لكن بالتزام ومسؤولية. وأحسب أن الجمع بين هذه المتقابلات هو ما أعطى للرواية ونصوصها حول البيئة زخمها ونقاط قوتها. إنها تجسد بامتياز نصا فاضحا، لكن بلغة راقية وسرد مشوق، وظف صاحبه أحيانا “لغة الشارع الوقحة”، دون أن يفقد النص ذرة من هيبته الأدبية، بل زادته هذه الوقاحة الضرورية في مثل هذا المقام رونقا وجمالا يحكي قصة مدينة صاخبة، يفد إليها السياح من كل صوب وحدب، مع أنها مدينة موبوءة بمشاكل بيئية لم يستطع كاتب هذا المقال المتواضع أن يلملم كل خيوطها، ليترك النص حافلا بالتشويق لكل قارئ يتطلع إلى معرفة المزيد من تفاصيل تحولات المغرب المتناقضة، ويتلقف نصوصا حول التاريخ البيئي “المسكوت عنه” في المغرب المعاصر من أفواه الروائيين.

لا يروم هذا المقال القيام بقراءة أدبية في رواية “هوت ماروك” التي نشرها الشاعر والقصاص اللامع ياسين عدنان في طبعتها الثانية الصادرة عن منشورات الفنك، الدار البيضاء 2016 كباكورة لأعماله الروائية؛ بل ينحصر في التقاطات لمجموعة نصوص متفرقة حول البيئة في مراكش، وردت في متن الرواية، مع وجود خيط ناظم يجمع تلك النصوص، ويحوّلها إلى كتلة مترابطة، تبوح بالمنسي والمهمل في القضايا البيئية في مراكش، وينطق بمكنونات نفسية صاحب الرواية، وما يختلج صدره من أحاسيس ومشاعر، بل وحتى مواقف وردود فعل من التحولات البيئية التي طرأت على مدينة مراكش خلال العقدين الأخيرين، مما يجعل من موضوع البيئة مكوّنا من مكونات بنية النص الروائي، في سياق منجز إبداعي غني بدلالاته وإيماءاته.

من نافل القول إن هذه القراءة في تيمة البيئة، كما وردت في رواية “هوت ماروك”، تأتي متساوقة مع حدث قمّة التغيرات المناخية الذي تشهده مراكش هذه الأيام، وما يرتبط بذلك من التزامات أخلاقية تجاه البيئة، تطال كل مكونات المجتمع الدولي قادة ومسؤولين ومفكرين وقواعد بشرية. فمراكش التي غدت قبلة لأصحاب القرارات، ومنظمات المجتمع المدني، والمخططين وذوي الخبرات الإستراتيجية في المجال البيئي، هي المدينة نفسها التي تناولتها رواية “هوت ماروك”، وطرحت بعض مشاهدها البيئية.

وليس من قبيل الصدفة أيضا أن طرق باب البيئة في هذا المقال يأتي منسجما أيضا مع هواجس كاتب الرواية، الذي أشار في ظهر غلاف الكتاب إلى أن “مراكش الحاضرة البستان، وما تتعرض له من ترييف واغتيال للأشجار”، تعد من بين القضايا التي وضع عليها الأصبع في روايته.

 
بيد أن مراكش التي تناولتها رواية “هوت ماروك” ليست هي مراكش الحمراء الساحرة التي تسحر عيون السياح، والتي تحدث المسؤولون في قمّة المناخ أنها ستلج باب السياحة الذكية، والاقتصاد الأخضر. إنها مراكش العميقة، مراكش الهامشية التي تحتل جغرافية ضيقة يتقاسمها سماء حي المواسين وحي عين إيطي وحي المسيرة، مراكش العشوائية التي يعرف المؤلف -وهو ابن المدينة- دروبها ومسالكها وأزقتها وعوراتها معرفة دقيقة، لذلك فهو يرصد محيطها البيئي والإيكولوجي “الواقعي” بطريقة فنية، وبأسئلة متقنة، مستقاة من دهاليز الواقع، دون مساحيق، ومن صلب النفسية الجشعة لسماسرة العقارات الذين لا يراعون في البيئة إلاّ ولا ذمة.

وإذا كان الروائي ياسين عدنان قد وظف المتخيّل والافتراضي وشبكة الفضاء الأزرق، والبلاغة الاستعارية، والإضمار والإيحاء والهمز واللمز والسخرية، والمناجاة والخواطر، التي تستلزم فك الشفرات، واستنطاق المضمرات لكشف عورات المجتمع المغربي، وفضح التحولات السياسية السلبية التي عرفها منذ السبعينيات، فإنه اعتمد بالنسبة إلى المشاكل البيئية التي عصفت بمراكش -ولا تزال- آلية الإدانة والنقد المباشر، بالرغم من التجائه أحيانا إلى مظلة الخيال والمراوحة بينها وبين الواقع لصقل الحدث فنيا داخل الرواية، أو توظيف أشخاصها وأبطالها بأسماء اختارها من وحي خياله ليصنع منها حدثا ممتعا سلسلا ينساب معه القارئ حتى يصل إلى معرفة النهايات البئيسة.

إن النصوص التي يقدمها الروائي ياسين عدنان حول مشاكل البيئية بمراكش هي تشخيص دقيق، يتم عبر سرد مشوّق لهذه المشاكل، وتأريخ غير مألوف للمشهد البيئي الذي يمرره الخطاب الإعلامي الرسمي، تأريخ ميداني عياني، يسير فيه المؤلف سيرا على الأقدام، ليفضح العورات، وينبش في المناطق المعتمة، ويخترق خطوط المراقبة الشائكة. وفي ذات الوقت تجسد نصوص روايته شكلا من أشكال الاحتجاج والإدانة لما آلت إليه المدينة من وضع مزرٍ على يد أعداء البيئة.

وتأسيسا على ما تم تجميعه من نصوص رواية “هوت ماروك”، يمكن تحديد المجالات التي تبحر فيها بالقارئ، في ثلاثة مشاهد بيئية تشكل غصة في حلق المدينة الحمراء:

أولا- الزحف الإسمنتي على المجال الأخضر:

أو ما عبّر عنها صاحب الرواية بـ”ترييف” المدينة، وهي ظاهرة كرستها ورفعت من إيقاعها الهجرات القروية والنمو الحضري السريع، ممّا فتح شهية مافيات العقار، وجعلها تسلك سلوكا ممنهجا، يتحول فيه المستثمر العقاري إلى ذات بدون قيمٍ، وإلى متوحش رأسمالي يلتهم المساحات الخضراء التي تمدّ المدينة بالمقومات الجمالية، وتحدّ من تلوث الهواء والانبعاث الحراري والتصحر، ليقيم الصخر مكان الزهر. ولعلّ ما زاد من تفاقم هذه الوضعية سيادة أشكال الفساد الإداري والتدبيري التي جعلت المستثمر العقاري يدمر الغطاء النباتي بمراكش، ويغتال جمالها الأخضر. وفي هذا السياق، أفلح كاتب الرواية في التقاط مشهد إعدام أشجار النخيل واللبخ والواحة التي كانت تعرف بالحاضرة البستان، وتحويلها إلى أراض جرداء، عوضت غراسة الأشجار بغراسة العمارات السكنية. ويصف هذا الإعدام لأشجار النخيل بالاغتيال الهمجي، وهي التفاتة غير مألوفة تفتح ثقبا صغيرا يطل منه القارئ على مدينة يتم تعريتها من زيها الأخضر تحت سمع وبصر الناس، وبدون مراقبة أو عقاب، أما الفاعل فهم منتخبو المدينة الذين جعل المواطن مسؤولية إدارة المدينة بين أيديهم.

وأمام هذه الكارثة البيئية التي تهدد الشجر والبشر في المدينة الحمراء، وجه صاحب “هوت ماروك” أصابع الاتهام إلى المسؤولين والمنتخبين الذين كان يفترض أن يحصنوا بيئتها بدل تدميرها. ويظهر مجمل صك الاتهام في ثنايا الرواية أنه في الأربعينيات من القرن الماضي استنبت الفرنسيون على امتداد رصيف شارع الداخلة الذي كان يعرف بشارع الحوز عشرات الأشجار الخضراء التي شكلت ممرا وارف الظلال، يقي من حرارة الشمس ويعمل على تنقية الهواء؛ بيد أن مافيا العقار، الذين آلت إليهم أمور المدينة، دمّروا شجر اللبخ المتواجد في طريق الصويرة، والجاكرندا المستنبت في طريق البيضاء. كما أتوا على واحة النخيل المحيطة بالمدينة، وعمدوا تحت مبرر توسيع الطرق وفتحها أمام حركة السيارات إلى إحراق مئات من أشجار واحة النخيل بصبّ البنزين على جذورها وإضرام النار فيها، دون أن تمتد يد السلطة لمعاقبتهم. والنتيجة هي أنه بعد أشهر قليلة نبتت العمارات الجرداء مكان النخل في الواحة. “هل من مدينة بلا شجر؟!”- يقول الكاتب – “… مراكش منهكة في اغتيال الأشجار، المجزرة متواصلة ولا أحد يستنكر، احتلت الجرافات شارع الحسن الثاني، وبدأت تجتث بطريقة عشوائية أشجار اللبخ الضخمة” (ص 308). إنه نص يروم إنصاف البيئة، وخطاب يسعى إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه من مخلفات العدوان البشري على المجال الأخضر بمراكش، وعدم ترك بقعة الزيت تتسع فوق قطعة الثوب.

ثانيا- النفايات ومشاكل البيئة الصحية:

تتناثر في رواية “هوت ماروك” بعض النصوص التي ترسم صورة قاتمة حول إشكالية النفايات التي تعاني منها مراكش، وضمنها نص يتعلق بحي “الموقف” بالمدينة القديمة بمراكش الذي انتقل إليه رحال العوينة للسكن مع عمه عياد، قادما من حي عين إيطي العشوائي. فبالرغم مما عرفه هذا الحي من تحسن في سلم مراتب السكن مقارنة مع الأحياء المهمشة، فإنه لم يسلم من وخزات الأزمة البيئية، وهو ما يرصده النص الروائي من خلال ثلاثة مؤشرات:

– انعدام الإنارة بهذا الحي، بسبب تصنيفه وفق السلطات العمومية في صنف البناء العشوائي. مع إشارة نص الرواية إلى أنه كان بالإمكان أن يظل حتى بدون ماء صالح للشرب ولا شبكة للصرف الصحي لولا انتخابات فترة السبعينيات التي وظفت مصلحيا لهذا الغرض (ص 69- 70).

– انفتاح الحي على سوق لبيع الخضر والسمك جعله مرتعا لأكوام الأزبال والنفايات، وفضاء يتجمع فيه العشرات من الحرفيين البسطاء الذين ينتظرون حظهم من زبون رحيم يطلبهم للخدمة لعمل بسيط. وبالرغم من أن الحي الذي سكنت فيه عائلة رحال العوينة يوجد في قلب المدينة الحمراء، فإنه لم يسلم بدوره من مشاكل بيئية خطيرة: أوراش النجارة التي تخنق أنفاس سكانه، وتجعلهم مكرهين على إغلاق النوافذ، وبالتالي حرمانهم من حقهم في الحصول على نصيبهم من أشعة الشمس، خاصة في فصل الشتاء.

-يضاف إلى ذلك انتشار حرفة نقش العظام التي أكدت التقارير المنجزة حولها أنها تتسبب في تلويث البيئة؛ ناهيك عن المواد الكيماوية التي تستعمل في دبغ الجلود، والروائح الكريهة التي تنبعث من صهاريج الدباغين وتزكم الأنوف. (ص 70- 71).

عند تحويل بوصلة الرواية اتجاهها نحو شارع الداخلة لتسرد لنا حدث انتقال رحال العوينة إليه ليشتغل فيه كمسيّر لسيبير كافي “أشبال الأطلس”، تبرز إشكالية بيئية أخرى: فمقابل السيبير كافي، توجد قنطرة تمّ حفر طريق لها بغرض غراستها حتى تكون بمثابة ديكور لتجميل المدينة؛ لكن لسوء طالع مراكش، وبسبب سوء تقدير المسؤولين، تتحول الحفرة المذكورة في فصل الشتاء إلى بركة يزداد منسوب مياهها كلما هطلت الأمطار، مع ما تسببه المياه الراكدة من استجلاب للحشرات الضارة التي تهدد السلامة البيئية.

في موضع آخر من الرواية، يعبّر ياسين عدنان عن تذمره من مشهد النفايات المتكدسة في شارع الداخلة بسبب الباعة المتجولين الذين لا يتورعون عن إلقاء أكوام عديدة من الكرتون والأكياس البلاستكية، ويدأبون على ذلك إلى ما بعد منتصف الليل. لذلك تظل الحاويات تستقبل طوال الليل هذه النفايات حتى تفيض عن الحاجة، وهو ما يجعل سكان العمارات المجاورة مجبرين على رمي قماماتهم بجانب حاويات الأزبال أو حتى على أرصفة الطرقات أحيانا. أما عمال النظافة فلا تظهر وجوههم إلا بعد الفجر وهم يمتطون شاحنات مترهلة لا يحتمل بطنها الذي أصابه الصدأ كل أرتال النفايات المتراكمة بروائحها الكريهة وفطرياتها وحشراتها في منظر لا يسرّ الناظرين.

ويرفع المتن الروائي – في أماكن أخرى من الرواية- سقف كارثة النفايات وتسيّب الأزبال في شوارع مراكش وأمام أبواب العمارات، فيصور عبر شخصيات متخيّلة، ولكنها لا تبعد عن الواقع أن هول منظر النفايات وبشاعته وما يتمخض عنه من كوارث صحية، حرّك الرأي العام في شكل مظاهرات احتجاجية ضد أعداء البيئة من سلطات محلية وشركات نظافة أجنبية متعاقدة مع بلديات المدينة. (ص 344- 345).

هكذا، يصور ياسين عدنان هذه المشاهد البيئية المتعفنة في مراكش، لكن بريشة هادئة، ولغة رائقة ونصوص متماسكة، ومتعة عجيبة تنسي القارئ بشاعة أكوام النفايات المتناثرة والأزبال المتدفقة على أرصفة شارع الداخلة.

ثالثا- إشكالية ندرة المراحيض في مراكش:

تقدم رواية “هوت ماروك” نصوصا بالغة الدلالة حول المشاكل البيئية في مراكش من خلال نصوص تنطق بمأساة انعدام المراحيض أو قلتها في مراكش، مما يزيد من تفاقم الأخطار المهددة للبيئة، وذلك في أسلوب كوميدي جميل وهادف. وفي هذا السياق، لم يتردد صاحب الرواية عن استعمال المصطلحات “الساقطة” والسوقية لتوصيف المشكل؛ بيد أن وقاحة اللغة الساقطة الموظفة في النص أضفت مسحة جمالية على الفكرة التي كان بصدد معالجتها. ولن ندخل في تقييم المصطلحات الفنية والأدبية التي استخدمها ياسين عدنان بحكم عدم اختصاصنا، بل نقتصر على استشفاف المشاكل البيئية الناجمة عن انعدام المراحيض في المجالات الهامشية بمراكش كما كشف عنها النص الروائي. ففي حيّ عين إيطي، يعتبر المرحاض ترفا غير متاح للجميع. لذلك بات من المألوف أن يقضي أغلب ساكنته حاجتهم في أكياس بلاستيكية، ترمى في خنادق محيطة بالحي. بينما تقضى الحاجات الصغيرة كالبول في البيت نفسه، لتصرف بعد ذلك نحو قنوات صرف غير صحية، قبل أن يكتب لها الانسياب من هناك في اتجاه وادي إيسيل. وبالرغم من توفر بعض البيوت كبيت العم “عياد” على مراحيض لا تتجاوز مساحتها المتر المربع الواحد، وبفتحة ضيقة غالبا ما تؤدي كثرة استعمالها إلى اختناقها، فإن كثيرا من سكان حي عين إيطي كانوا – تجنبا لاحتمال اختناق المرحاض وفيضانه- يلجؤون إلى الهواء الطلق لإفراغ أمعائهم. ( ص 149).

وحتى في شارع الداخلة الذي يعتبر من الفضاءات المتطورة نسبيا في مراكش، يعد المرحاض من طينة الأحلام التي يحلم بها العمال والباعة المتجولون المنتشرون على أرصفة هذا الشارع. لذلك، لا غرابة أن يتحول مرحاض سيبير كافي “أشبال الأطلس” ومقهى ميلانو إلى مسرحين للتشاحن والشتائم والصراخ بين مرتاديه الذين يبطئ بعضهم في قضاء الحاجة ولا يترك الفرصة للآخرين، أو يرفضون الأداء للسيدة العجوز التي تقوم بالإشراف عليه، مما تمخض عنه إغلاق مرحاض مقهى ميلانو ليشتد عود أزمة المراحيض بهذا الفضاء، ويلجأ البعض إلى قضاء حاجتهم أينما ولوا وجوههم ووجدوا الفرصة سانحة. (ص 381).

وبعد، فتلك مجرد التقاطات سريعة من إشكاليات بيئية متشعبة، تمثّلتها رواية “هوت ماروك” باقتضاب، لكن بعمق، بخيال، لكن بانشداد كبير للواقع، بغضب، لكن في هدوء، بشغب، لكن بالتزام ومسؤولية. وأحسب أن الجمع بين هذه المتقابلات هو ما أعطى للرواية ونصوصها حول البيئة زخمها ونقاط قوتها. إنها تجسد بامتياز نصا فاضحا، لكن بلغة راقية وسرد مشوق، وظف صاحبه أحيانا “لغة الشارع الوقحة”، دون أن يفقد النص ذرة من هيبته الأدبية، بل زادته هذه الوقاحة الضرورية في مثل هذا المقام رونقا وجمالا يحكي قصة مدينة صاخبة، يفد إليها السياح من كل صوب وحدب، مع أنها مدينة موبوءة بمشاكل بيئية لم يستطع كاتب هذا المقال المتواضع أن يلملم كل خيوطها، ليترك النص حافلا بالتشويق لكل قارئ يتطلع إلى معرفة المزيد من تفاصيل تحولات المغرب المتناقضة، ويتلقف نصوصا حول التاريخ البيئي “المسكوت عنه” في المغرب المعاصر من أفواه الروائيين.


ملصقات


اقرأ أيضاً
الاتحاد الافريقي يدعو لمواصلة دعم اللجان المنبثقة عن مؤتمر كوب22 بمراكش
أكد الاتحاد الافريقي ،أنه يشجع الدول ال54 الأعضاء في المنظمة الافريقية، على مواصلة دعم وتيسير عمل اللجان الافريقية حول المناخ، التي تم إنشاؤها خلال مؤتمر (كوب 22 ) الذي احتضنته مراكش سنة 2016 ،من أجل تسهيل تنفيذ اتفاق باريس.وقال مجلس السلم والامن للاتحاد الافريقي في بيان نشر اليوم الاربعاء، والذي توج اشغال الاجتماع المنعقد في 21 ابريل حول التغيرات المناخية، والسلم والامن بافريقيا، بمشاركة المغرب، إنه "يشجع الدول الأعضاء في المنظمة الافريقية، على مواصلة دعم وتيسير عمل اللجان الافريقية حول المناخ، التي تم إنشاؤها خلال مؤتمر (كوب 22 ) الذي احتضنته مراكش سنة 2016 ".وأضاف البيان أن مجلس السلم والامن للاتحاد الافريقي "يشجع الدول الأعضاء على مواصلة دعم وتيسير عمل اللجان الافريقية حول المناخ، التي تم إنشاؤها خلال مؤتمر (كوب 22 ) الذي احتضنته مراكش سنة 2016، من اجل تسهيل تنفيذ اتفاق باريس، مشيرا الى ان الأمر يتعلق باللجنة الجزيرية حول المناخ برئاسة وافل رامكالاوان رئيس جمهورية السيشل، ولجنة حوض الكونغو برئاسة دينيس ساسو نغيسو ، رئيس جمهورية الكونغو ،ولجنة المناخ للساحل برئاسة محمد بازوم ، رئيس جمهورية النيجر.كما دعا البيان الى الحرص على ان تعزز هذه اللجان تعاونها مع مفوضية الاتحاد الافريقي.واكد مجلس السلم والامن للاتحاد الافريقي أيضا على ضرورة ، تقاسم الدول الأعضاء، والمجموعات الاقتصادية الإقليمية، والآليات الإقليمية ،التجارب، والمعارف وافضل الممارسات في مجال التصدي للانعكاسات السلبية للتغير المناخي، فضلا عن تطوير تعاون اكثر فعالية بين الكيانات المحلية والوطنية والإقليمية، من اجل ضمان تنسيق افضل للجهود الرامية الى التخفيف من هذه الانعكاسات.وأشار مجلس السلم والامن للاتحاد الافريقي ، الى أهمية تنفيذ اتفاق باريس حول التغيرات المناخية، واطار سونداي، للتقليص من مخاطر الكوارث، داعيا البلدان الافريقية الى الانضمام الى القطاع الخاص ، والمنظمات غير الحكومية ، ومنظمات المجتمع المدني ، من اجل التوفر على قدرات وطنية فعالة لمقاومة التغيرات المناخية، لا سيما في مجال الفلاحة، وتطوير البنيات التحتية الذكية على المستوى المناخي.يذكر ان المغرب كان ممثلا في هذا الاجتماع بوفد يقوده السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الاتحاد الافريقي، و اللجنة الاقتصادية لافريقيا التابعة للأمم المتحدة ،محمد عروشي.
كوب-22

فتح باب الترشيح لمسابقة فيديو الشباب العالمية حول تغير المناخ
أعلن في بون أمس الثلاثاء عن فتح باب الترشيح أمام الشباب من جميع أنحاء العالم حتى 31 غشت المقبل للمشاركة في الدورة الرابعة لمسابقة الفيديو العالمية للشباب بشأن تغير المناخ لعام 2018 التي تروم تسليط الضوء من خلال مقاطع فيديو على مبادرات الشباب بشأن المناخ.وحسب بيان نشر على موقع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، سيتم اختيار اثنين من المشاركين كفائزين لحضور مؤتمر كوب 24 بشأن التغير المناخي الذي سيعقد في كاتوفيتشي ببولندا، في ديسمبر 2018.وسيتم خلال المؤتمر ، عرض مقاطع الفيديو أمام جمهور عالمي، كما ستتاح للفائزين فرصة العمل مع فريق الاتصال التابع للأمم المتحدة المعني بتغير المناخ والذي يغطي أهم الأحداث في الاجتماع.وقالت الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي باتريسيا اسبينوزا، إن شباب اليوم مختلفون عن أي من الاجيال السابقة. منذ ولادتهم ، تعلموا كلمات مثل الاحترار العالمي ، ذوبان الأنهار الجليدية ، ارتفاع منسوب البحر . لكنهم سمعوا أيضا كلمات مثل السيارات الكهربائية ، مزارع الرياح ، الطاقة المتجددة ، أهداف التنمية المستدامة ، اتفاقية باريس.وشددت المسؤولة الاممية على أن الشباب يشكلون عنصرا مهما للتغيير ولتسريع وتيرة العمل المناخي، مبرزة ان الشباب يتوفرون على قوة مؤثرة وقوة عددية.يشار الى أن مدينة بون تحتضن اجتماعات حول المناخ (30 ابريل -10 ماي) بمشاركة ممثلي أكثر من 200 حكومة ومقاولة ومجتمع مدني وذلك بهدف وضع قواعد ملزمة لتطبيق اتفاق باريس لحماية المناخ.وتتعلق بعض أهم القضايا محور المفاوضات في بون، بالطبيعة المتكررة والدورية لاتفاق باريس التي تسمح للأطراف بتحديث مساهمتها المحددة وطنيا كل خمس سنوات، وتقديم تقارير منتظمة عن التقدم الذي أحرزته في إطار من الشفافية والمساءلة، وإجراء تقييم عالمي كل خمس سنوات للتقدم المحرز نحو تحقيق أهداف اتفاق باريس.ويهدف اتفاق باريس بالخصوص الى الحد من متوسط الزيادة العالمية في درجة الحرارة إلى ما دون درجتين مئويتين عن المستوى الذي كان سائدا قبل المرحلة الصناعية، وبذل الجهود للحد من ارتفاع درجات الحرارة عند درجة ونصف مئوية.
كوب-22

الإعلان عن 12 التزام دولي للتصدي لتأثير التغيرات المناخية في القمة الدولية للمناخ بباريس
اعلن الثلاثاء 12 دجنبر خلال القمة الدولية للمناخ بباريس ( وان بلانيت ساميت ) عن 12 التزاما دولية في مجال مكافحة تأثير التغيرات المناخية. وتهدف هذه الالتزامات الى تكثيف تمويل الملاءمة ومقاومة التغيرات المناخية من اجل مواجهة الظواهر المناخية السلبية في الدول الجزيرية، وحماية الاراضي والموارد المائية، وتعبئة البحث والشباب لفائدة المناخ وتيسير ولوج الجماعات الى التمويل المناخي. كما تتوخى تسريع الانتقال نحو اقتصاد خال من الكربون ، لبلوغ هدف صفر انبعاثات ، وتطوير وسائل نقل غير ملوثة وبلوغ سعر للكربون يتلاءم واتفاق باريس . ويتعلق الامر ايضا بترسيخ الرهان المناخي في صلب القطاع المالي، والتعبئة الدولية لابناك التنمية والتزام الصناديق السيادية وتعبئة المستثمرين المؤسساتيين. من جهتها التزمت فرنسا بتكثيف تمويل الملاءمة مع التغيرات المناخية من اجل مواجهة الظواهر المناخية بالدول الجزيرية، وحماية الاراضي والموارد المائية من تأثير التغيرات المناخية وتعبئة البحث والشباب لفائدة المناخ ، فضلا عن تسريع الانتقال نحو اقتصاد خال من الكربون. وتهدف القمة التي بادر الى تنظيمها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ، بتعاون مع الامم المتحدة والبنك العالمي ،الى ترجمة الالتزامات التي اتخذت سنة 2015 بباريس الى مبادرات ملموسة، والى التشديد بشكل خاص على دور التمويل العمومي والخاص في التصدي لتأثير التغيرات المناخية.
كوب-22

إشادة عالية بمشاركة الملك محمد السادس وولي عهده في قمة المناخ الدولية بباريس + صور
حظيت مشاركة الملك محمد السادس، مرفوقا بولي العهد، الأمير مولاي الحسن، في قمة المناخ الدولية "وان بلانيت ساميت "، وريادة جلالة الملك من أجل التنمية المستدامة في القارة الإفريقية بإشادة عالية، أمس الثلاثاء بباريس، خلال افتتاح هذا الحدث العالمي. وقال مسير الجلسة الافتتاحية، بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والأمين العام للأمم المتحدة أونطونيو غوتيريز، ورئيس البنك العالمي جيم يونغ كيم، وكذا مجموع رؤساء الدول والوفود المشاركة " نشكر صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي حرص، من خلال حضوره لهذه الجلسة الافتتاحية، على التأكيد على انخراطه من أجل قضية المناخ من خلال تنظيم كوب 22، وريادته من أجل تنمية مستدامة في القارة الإفريقية، وبرنامج طموح لتطوير الطاقات المتجددة ". وأكد المتحدث أن " صاحب الجلالة الملك محمد السادس يظهر كيف أن قضية المناخ قضية كونية، وتهم جميع البلدان في الجنوب والشمال". كما أبرز حضور صاحب السمو الملكي، ولي العهد، الأمير مولاي الحسن " كإشارة قوية لانخراط الشباب " من أجل قضية المناخ. وقال" اسمحوا لي أيضا بالتأكيد على أن حضور ولي العهد الأمير مولاي الحسن إشارة قوية لانخراط الشباب من أجل الدفاع عن مستقبل الأرض ".  وتهدف قمة المناخ الدولية "وان بلانيت ساميت"، المنظمة بشكل مشترك مع منظمة الأمم المتحدة ومجموعة البنك العالمي، بدعم من عدد من الشركاء الدوليين، إلى ترجمة الالتزامات التي تم اتخاذها خلال مؤتمرات (الكوب) بباريس ومراكش وبون إلى مبادرات ملموسة، من خلال التأكيد على الخصوص على دور التمويل العمومي والخاص في محاربة انعكاسات التغيرات المناخية ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في وقت بلغت فيه حاجيات العالم من البنيات التحتية المستدامة حسب تقديرات مبادرة نيو كليميت إيكونومي إلى ما لا يقل عن 90 مليار دولار في أفق 2030.  
كوب-22

انطلاق أشغال الدورة الثانية لقمة المناخ للفاعلين غير الحكوميين بأكادير
انطلقت، صباح اليوم الاثنين 11 شتنبر بمدينة أكادير، أشغال الدورة الثانية لقمة المناخ للفاعلين غير الحكوميين المعروفة باسم "كليمات شانس"، المنظمة إلى غاية 13 شتنبر الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.   ويعرف هذا الملتقى العالمي، المنظم من طرف مجلس جهة سوس ماسة وجمعية "كليمات شانس"، مشاركة حوالي ثلاثة آلاف شخص من نشطاء العديد من المنظمات غير الحكومية الوطنية والأجنبية، ونخبة من الشخصيات المهتمة بقضايا البيئة والتغيرات المناخية، وممثلين عن عدد من الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية.   وسينكب المشاركون في هذا الملتقى العالمي على مناقشة العديد من القضايا ذات الصلة بحماية المحيط البيئي الكوني من قبيل التحولات الإيكولوجية، والموارد المائية، والزراعة، والغابات، والمحيطات، والتنوع الإحيائي، وتدبير الموارد الطبيعية، وملائمة التمويلات المرتبطة بالمناخ وغيرها.
كوب-22

نجاح الدورة الأولى لملتقى ” تشجيع الابتكار في إفريقيا خضراء” بمراكش
قال المدير العام لمعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة بدر إيكن، إن الدورة الأولى لملتقى ” تشجيع الابتكار في إفريقيا خضراء”، لقيت نجاحا كبيرا، وتميزت بدينامية جيدة مما ساهم في تحقيق الأهداف المتوخاة منها، والرامية إلى جعل إفريقيا قارة للابتكار.   وأضاف خلال الحفل الختامي لهذه الدورة، الذي نظم مساء الخميس بمراكش، أن “هناك مؤهلات كبيرة، ونلاحظ أيضا أن المغرب أصبح قاطرة فيما يتعلق بالبحث العلمي والتنمية والابتكار بالقارة الافريقية”.   وأشار إلى الإرادة القوية للاستمرار في هذا المسار من أجل تشجيع الابتكار داخل المقاولات الناشئة وتشجيع المشاريع المعتمدة على البحث المتجدد، بشكل يمكن من استغلال الفرص المتاحة والامكانيات التي تزخر بها القارة الافريقية.   وفي هذا السياق، نوه السيد بدر إيكن بابتكارات ومشاريع المقاولات الناشئة المتميزة التي شاركت في هذه الدورة والتي تسعى إلى تقديم الحلول الناجعة والفعالة للقارة من خلال منتجات مبتكرة صديقة للبيئة.   وخلال الدورة الأولى لهذا الملتقى، يقول المتحدث، “قمنا بتعبئة أزيد من 16 بلدا من بينها دول افريقيا جنوب الصحراء، وأكثر من 70 مقاولة ناشئة، مما سمح بالوقوف خلال اشغال هذا الملتقى على تجارب رائدة وغنية بالنسبة للقارة الافريقية”.   وتميز الحفل الختامي لهذا الملتقى بتوزيع الجوائز على ثلاث مقاولات ناشئة الأكثر ابتكارا، وأحسن ابتكار للبحث والتطوير، فضلا عن أحسن أطروحات الدكتوراه.   وتمحورت أشغال الدورة الأولى لملتقى ” تشجيع الابتكار في إفريقيا خضراء”، التي نظمت يومي 12 و13 يوليوز بمبادرة من معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة بتعاون مع المعهد الأوروبي للابتكار والتكنولوجيا، حول مواضيع ذات صلة بمجال الابتكار.   كما تميزت هذه الدورة ، التي شارك فيها أزيد من 450 شخصا من إفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا، بإقامة قرية للابتكار المستدام شاركت فيها أزيد من 100 مقاولة ناشئة، لعرض منتجاتها وخدماتها وعملياتها الأكثر ابتكارا في مجالات الطاقة المتجددة والنجاعة الطاقية والنقل المستدام والشبكات الذكية وتصورها لمدينة المستقبل بإفريقيا.
كوب-22

افتتاح أشغال ملتقى تشجيع الابتكار في إفريقيا خضراء بمراكش
دعا وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة عزيز رباح، امس الأربعاء بمراكش، الى نموذج طاقي مبتكر أقل تلوثا وأكثر فعالية، مما من شأنه دعم دينامية النمو التي تعرفها افريقيا، مع المحافظة على البيئة للأجيال المقبلة.   وأوضح الوزير خلال افتتاح أشغال ملتقى ” تشجيع الابتكار في إفريقيا خضراء”، المنظم على مدى يومين بمشاركة أزيد من 450 شخص من إفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا، أن الطاقات المتجددة عرفت تقدما كبيرا، خاصة في افريقيا، مما يعكس الإرادة القوية والانشغال الكبير لمستقبل الكون.   وأشار السيد عزيز رباح الى الضرورة تشجيع وتثمين البحث العلمي والتنمية في مجال الطاقة، من خلال على الخصوص تمويل المشاريع المبتكرة ووضع بنيات تحتية للبحث، مؤكدا في هذا الإطار، أن الدورة الأولى لهذا الملتقى من شأنها تقريب الباحثين والمقاولين الشباب والفاعلين في المجال الصناعي الأفارقة والدوليين، من القطاع المتجددة للطاقة المستدامة.   ويعد هذا الحدث – يقول الوزير- مناسبة لابراز النموذج المغربي في المجال الطاقي وفي ميدان البحث والتنمية، مع عرض على الخصوص المشاريع التي يقوم بها ويعمل على تطويرها معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة.   واضاف الوزير أن التكنولوجيات التي تهم مجال الطاقات المتجددة، توجد في تطور مستمر، مما يستدعي ضرورة القيام بمواكبة دقيقة لكل الأبحاث العلمية والابتكارات التي يعرفها العالم في هذا الميدان.   وأبرز السيد عزيز رباح أن البلدان السائرة في طريق النمو التي تسعى الى تعميم الولوج الى الكهرباء، مطالبة الى تبني اختيار استراتيجي وأساسي يهم التكنولوجيات الطاقية الواجب إعمالها، مع الأخذ بعين الاعتبار ليس فقط التكلفة بل ايضا استعمال هذه التكنولوجيا .   وتتمحور أشغال هذه التظاهرة، المنظمة بمبادرة من معهد البحث في الطاقة الشمسية و الطاقات الجديدة بتعاون مع المعهد الأوروبي للابتكار والتكنولوجيا، حول الابتكار، فضلا عن تخصيص جائزة للبحث والابتكار في مجالات الطاقات المتجددة، والنجاعة الطاقية، والشبكات الذكية، والحركية المستدامة، والمدينة الافريقية للمستقبل، وإقامة قرية للابتكار المستدام بمشاركة أزيد من 70 مقاولة ناشئة.    
كوب-22

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 23 أبريل 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة