

مجتمع
هل يفك كأس العالم 2030 “العزلة” عن مدينة فاس؟
هل سيخرج احتضان المغرب لكأس العالم مدينة فاس من أزمتها؟ هذا سؤال ملح في أوساط نخب العاصمة العلمية، والبعض يقدم مؤشرات على توجه لـ"فك العزلة" عن هذه المدينة التاريخية. فقد أجهزت السلطات المحلية بفاس، في الآونة الأخيرة، على آخر قلاع الصفيح، بإعادة تهيئة "دوار البورصي"، وهو أحد أقدم الأحياء الصفيحية في محيط المدينة جهة جماعة أولاد الطيب القروية، حيث تم تمكين القاطنين من الاستفادة بعين المكان.
وقال العمدة التجمعي، عبد السلام البقالي، على هامش انعقاد الدورة الاستثنائية للمجلس الجماعي، إنه سيتم الإعلان قريبا عن مدينة فاس بدون صفيح، مشيدا بجهود قال إن والي الجهة، سعيد ازنيبر هو الذي أشرف عليها من أجل الوصول إلى هذه النتيجة.
قبل ذلك، نجحت السلطات في إخلاء دوار "السيمي". كما نجحت في إخلاء "القصبة" التاريخية غير بعيد عن وسط المدينة، بعدما ظل ملف هذا الحي من أعقد الملفات. وتم ترحيل القاطنين وتمكينهم من الاستفادة من بقع أرضية. في حين تجري أشغال لتحويل هذه القصبة إلى مراكز ثقافية وموقع سياحة، وفي محيطه حديقة ستتجاوز محنة غياب المتنفسات الخضراء في المنطقة.
ومن المرتقب أن تشهد المدينة أشغال تهيئة يراهن عدد من الفاعلين على أنه ستساهم في تجاوز تدهور بنياتها. أشغال التهيئة لها علاقة، في جانب مهم منها، بالتحضيرات الخاصة باحتضان المغرب لكأس العالم 2030، وقبله كأس إفريقيا 2025.
ففي 5 مارس الجاري، احتضت المدينة اجتماعا لتقديم المحاور الرئيسية لدفتر تحملات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لتنظيم كأس العالم 2030.
وخلال هذا اللقاء، استعرض مسؤولو الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وضعية البنيات التحتية والنموذج التنظيمي، وكذا التحضيرات الضرورية لاستقبال هذا الحدث الكبير.
وشكل هذا اللقاء مناسبة لتعميق النقاش حول الأوراش التي يتعين إنجازها والتحديات التي ينبغي رفعها في جميع المجالات الاستراتيجية، وتبادل وجهات النظر حول المقتضيات التي يتعين تنفيذها للاستجابة لمتطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
العمدة البقالي أورد بأن عددا من الشوارع الرئيسية بفاس ستعرف أشغال تهيئة، ومنها طريق إيموزار، وطريق صفرو. وأشار إلى أنه تمت برمجة 20 مليار سنتيم للتهيئة.
كما سيتم إحداث أنفاق في المدينة. وفي هذا السياق، صادق مجلس جهة فاس ـ مكناس، في دورته التي عقدها مؤخرا في مدينة ميسور، على تخصيص 25 مليار سنتيم لبناء أنفاق في المدينة. وذهب عمدة فاس إلى أن هذه الأنفاق سيتم إحداثها لإحداث انسيابية في حركة السير والجولان بعدد من النقط المهمة في المدينة، كما هو الشأن بالنسبة لمدارة "الكتاب" ومدارة "النخيل" ومدارة "باب فتوح".
ضمن هذه المشاريع أيضا، سيتم طي صفحة المحطة الطرقية، التي ارتبط اسمها بالعشوائية والفوضى وانتشار الأوساخ والقاذروات، وتحويل جوانب منها إلى ملاذ للأشخاص الذين يعانون التشرد. وتحدث رئيس المجلس الجماعي لفاس على أنه تقرر إحداث مطة جديدة، والبحث جار عن الوعاء العقاري.
لكن مواقف السيارات لا يزال بدوره من الملفات الحارقة بالمدينة. فقد دخل ملف شركة "فاس باركينغ" الذي تم اعتماده في عهد المجلس السابق، إلى النفق المجهول، بعد المقاطعة العارمة التي ووجه بها المشروع بالنظر إلى كونه كرس احتساب الركن بالدقائق. وقرر مسؤولو الشركة، وهم أجانب، الرحيل دون سابق إنذار، وعادت العشوائية إلى "الباركينات" بوسط المدينة. وظلت هذه العشوائية تحرم الجماعة من مداخل مهمة من شأنها أن تنعش ميزانية تواجه العجز.
وفي انتظار معالجة هذا الملف العالق، فإن السلطات تراهن على أن وضع مواقف السيارات في فاس العتيقة سيكون مختلفا. فقد منحت تدبير مواقف تمت تهيئتها حديثا لشركة تابعة لصندوق الإيداع والتدبير. ويرتقب أن تبدأ هذا المواقف في استقبال السيارات.
لكن المشكل الذي تطرحه أيضا هذه المواقف هو أن الركن يحتسب بالدقائق، وهو ما يعتبره السكان لا يتماشى مع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لفئات واسعة من القاطنين، وحتى الزوار. كما ينظر إليه التجار وأصحاب المحلات بكثير من التوجس، لأنه لا يشجع الزوار على قضاء أكبر وقت في دروب ومزارات فاس العتيقة.
وراجعت الجماعة اتفاقا تحكيميا لملف النقل الحضري، حيث ستعمل على اقتناء ما يقرب من 114 حافلة جديدة، على أن تقتني الشركة التي تتولى التدبير المفوض العدد نفسه. ومن المرتقب أن تدخل هذا الأسطول الجديد للعمل في غضون سنة.
وتطرق العمدة البقالي، إلى أن شركة تدبير النفايات ستكون جديدة، في إشارة إلى اقتراب نهاية العقدة التي تربط الجماعة بشركة "أوزون". "نعمل على دفتر تحملات جديد بالتزامات دقيقة"، كما هو الشأن بالنسبة لعدد الحاويات وعدد العمال وعدد الشوارع التي ستعرف الكنس ب17 مرة في الأسبوع والآليات والشاحنات. "سيرتفع الثمن في التدبير لأن هناك توسع وهناك حاجيات".
جل ما تبقى من حدائق يحتاج إلى مرافق صحية. وحتى المتنفسات التي أحدثت مؤخرا حرمت من المراحيض العمومية. وحديقة فلورانس التاريخية بوسط المدينة تعاني من إهمال واضح. بالنسبة لرئيس المجلس الجماعي، هذه الملفات كلها أدرجت في جدول الأعمال، ومعالجتها ليست سوى مسألة وقت فقط. باستثناء القضاء على أحزمة الصفيح، لا زالت جل المشاريع الكبرى في المدينة حبرا على ورق.
هل سيخرج احتضان المغرب لكأس العالم مدينة فاس من أزمتها؟ هذا سؤال ملح في أوساط نخب العاصمة العلمية، والبعض يقدم مؤشرات على توجه لـ"فك العزلة" عن هذه المدينة التاريخية. فقد أجهزت السلطات المحلية بفاس، في الآونة الأخيرة، على آخر قلاع الصفيح، بإعادة تهيئة "دوار البورصي"، وهو أحد أقدم الأحياء الصفيحية في محيط المدينة جهة جماعة أولاد الطيب القروية، حيث تم تمكين القاطنين من الاستفادة بعين المكان.
وقال العمدة التجمعي، عبد السلام البقالي، على هامش انعقاد الدورة الاستثنائية للمجلس الجماعي، إنه سيتم الإعلان قريبا عن مدينة فاس بدون صفيح، مشيدا بجهود قال إن والي الجهة، سعيد ازنيبر هو الذي أشرف عليها من أجل الوصول إلى هذه النتيجة.
قبل ذلك، نجحت السلطات في إخلاء دوار "السيمي". كما نجحت في إخلاء "القصبة" التاريخية غير بعيد عن وسط المدينة، بعدما ظل ملف هذا الحي من أعقد الملفات. وتم ترحيل القاطنين وتمكينهم من الاستفادة من بقع أرضية. في حين تجري أشغال لتحويل هذه القصبة إلى مراكز ثقافية وموقع سياحة، وفي محيطه حديقة ستتجاوز محنة غياب المتنفسات الخضراء في المنطقة.
ومن المرتقب أن تشهد المدينة أشغال تهيئة يراهن عدد من الفاعلين على أنه ستساهم في تجاوز تدهور بنياتها. أشغال التهيئة لها علاقة، في جانب مهم منها، بالتحضيرات الخاصة باحتضان المغرب لكأس العالم 2030، وقبله كأس إفريقيا 2025.
ففي 5 مارس الجاري، احتضت المدينة اجتماعا لتقديم المحاور الرئيسية لدفتر تحملات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لتنظيم كأس العالم 2030.
وخلال هذا اللقاء، استعرض مسؤولو الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وضعية البنيات التحتية والنموذج التنظيمي، وكذا التحضيرات الضرورية لاستقبال هذا الحدث الكبير.
وشكل هذا اللقاء مناسبة لتعميق النقاش حول الأوراش التي يتعين إنجازها والتحديات التي ينبغي رفعها في جميع المجالات الاستراتيجية، وتبادل وجهات النظر حول المقتضيات التي يتعين تنفيذها للاستجابة لمتطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
العمدة البقالي أورد بأن عددا من الشوارع الرئيسية بفاس ستعرف أشغال تهيئة، ومنها طريق إيموزار، وطريق صفرو. وأشار إلى أنه تمت برمجة 20 مليار سنتيم للتهيئة.
كما سيتم إحداث أنفاق في المدينة. وفي هذا السياق، صادق مجلس جهة فاس ـ مكناس، في دورته التي عقدها مؤخرا في مدينة ميسور، على تخصيص 25 مليار سنتيم لبناء أنفاق في المدينة. وذهب عمدة فاس إلى أن هذه الأنفاق سيتم إحداثها لإحداث انسيابية في حركة السير والجولان بعدد من النقط المهمة في المدينة، كما هو الشأن بالنسبة لمدارة "الكتاب" ومدارة "النخيل" ومدارة "باب فتوح".
ضمن هذه المشاريع أيضا، سيتم طي صفحة المحطة الطرقية، التي ارتبط اسمها بالعشوائية والفوضى وانتشار الأوساخ والقاذروات، وتحويل جوانب منها إلى ملاذ للأشخاص الذين يعانون التشرد. وتحدث رئيس المجلس الجماعي لفاس على أنه تقرر إحداث مطة جديدة، والبحث جار عن الوعاء العقاري.
لكن مواقف السيارات لا يزال بدوره من الملفات الحارقة بالمدينة. فقد دخل ملف شركة "فاس باركينغ" الذي تم اعتماده في عهد المجلس السابق، إلى النفق المجهول، بعد المقاطعة العارمة التي ووجه بها المشروع بالنظر إلى كونه كرس احتساب الركن بالدقائق. وقرر مسؤولو الشركة، وهم أجانب، الرحيل دون سابق إنذار، وعادت العشوائية إلى "الباركينات" بوسط المدينة. وظلت هذه العشوائية تحرم الجماعة من مداخل مهمة من شأنها أن تنعش ميزانية تواجه العجز.
وفي انتظار معالجة هذا الملف العالق، فإن السلطات تراهن على أن وضع مواقف السيارات في فاس العتيقة سيكون مختلفا. فقد منحت تدبير مواقف تمت تهيئتها حديثا لشركة تابعة لصندوق الإيداع والتدبير. ويرتقب أن تبدأ هذا المواقف في استقبال السيارات.
لكن المشكل الذي تطرحه أيضا هذه المواقف هو أن الركن يحتسب بالدقائق، وهو ما يعتبره السكان لا يتماشى مع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لفئات واسعة من القاطنين، وحتى الزوار. كما ينظر إليه التجار وأصحاب المحلات بكثير من التوجس، لأنه لا يشجع الزوار على قضاء أكبر وقت في دروب ومزارات فاس العتيقة.
وراجعت الجماعة اتفاقا تحكيميا لملف النقل الحضري، حيث ستعمل على اقتناء ما يقرب من 114 حافلة جديدة، على أن تقتني الشركة التي تتولى التدبير المفوض العدد نفسه. ومن المرتقب أن تدخل هذا الأسطول الجديد للعمل في غضون سنة.
وتطرق العمدة البقالي، إلى أن شركة تدبير النفايات ستكون جديدة، في إشارة إلى اقتراب نهاية العقدة التي تربط الجماعة بشركة "أوزون". "نعمل على دفتر تحملات جديد بالتزامات دقيقة"، كما هو الشأن بالنسبة لعدد الحاويات وعدد العمال وعدد الشوارع التي ستعرف الكنس ب17 مرة في الأسبوع والآليات والشاحنات. "سيرتفع الثمن في التدبير لأن هناك توسع وهناك حاجيات".
جل ما تبقى من حدائق يحتاج إلى مرافق صحية. وحتى المتنفسات التي أحدثت مؤخرا حرمت من المراحيض العمومية. وحديقة فلورانس التاريخية بوسط المدينة تعاني من إهمال واضح. بالنسبة لرئيس المجلس الجماعي، هذه الملفات كلها أدرجت في جدول الأعمال، ومعالجتها ليست سوى مسألة وقت فقط. باستثناء القضاء على أحزمة الصفيح، لا زالت جل المشاريع الكبرى في المدينة حبرا على ورق.
ملصقات
