سياسة

هل نجح بن كيران في ممارسة صلاحياته ؟


كشـ24 نشر في: 6 أكتوبر 2016

جاء من حزب إسلامي التوجه، وهو أول رئيس حكومة في تاريخ المغرب  فمنذ الاستقلال إلى اليوم، عرفت البلاد ستة دساتير أولها سنة 1962 وآخرها دستور عام 2011، الذي حول منصب الوزير الأول لرئيس حكومة ووسع صلاحياته وسلطاته.

التغيير لم يكن في المسمى فقط، بل شمل تغييراً في السلطات الدستورية والأدوار التي أنيطت بمؤسسة رئاسة الحكومة، وطبيعة العلاقة التي أضحت تحكمها بباقي المؤسسات الدستورية والأجهزة الإدارية.

ولكن رغم هذا التغيير يَتَّهم الكثيرون عبد الإله بنكيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية وأول رئيس حكومة في الحياة السياسية والدستورية المغربية أنه تنازل أو لم يستخدم السلطات التي منحها له الدستور.


رئيس الحكومة هو الملك

عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة وزعيم حزب العدالة والتنمية، بحسب تصريحاته السابقة وحواراته الأخيرة أيضاً، يكشف عن خلل ما على مستوى صلاحياته الدستورية.

فقد قال بوضوح في حوار مع تلفزيون عربي عشية الانتخابات البرلمانية: "جلالة الملك هو رئيس الحكومة، وقبل ذلك هو رئيس الدولة بنص الدستور، ثم بعد ذلك هو أمير المؤمنين، ثم بعد ذلك هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية وكل الأجهزة التي تحتها، إذن في الحقيقة وحتى نكون واضحين جلالة الملك هو الذي يسيّر المغرب وهو الذي يحكم".

هل فشل بنكيران؟

أوضح عبد الصمد بلكبير، الكاتب والمحلل السياسي والمستشار السابق للوزير الأول عبد الرحمان اليوسفي (يساري) ما بين 2003-2009، أن عبد الإله بنكيران "بالمنطق السياسي الضيق فشل وتنازل عن صلاحياته الدستورية.

غير أن بلكبير استدرك قائلاً "لكن يجب أن نعلم أن ميزان القوة أو ما يعرف بالمخزن، (تيار داخل الدولة يعتمد أسلوب الإدارة العتيقة في الحكم) في الأدبيات السياسية المغربية وهو أقوى من الحزب الحاكم، ولقد فرض على رئيس الحكومة ذلك الخيار، وهو ما يصرح به دائماً".

ويضيف عبد الصمد بلكبير، في حديث لـ"هافينغتون بوست عربي"، أن "الدستور أعطى صلاحيات لرئيس الحكومة، ولكن لا توجد قوة سياسية في الميدان تعكسها وتعبر عنها، ما جعل رئيس الحكومة الحالي، أمام خيارين: الأول أن يكيّف الدستور بحسب ميزان القوة السياسي الفعلي؛ ما يعني أن يتنازل عبد الإله بنكيران، وألا يذهب في تطبيق الدستور إلى نهايته". أما الخيار الثاني الذي يراه المستشار السابق فهو "أن يعاند رئيس الحكومة القوة السياسية الفعلية، ما سيحدث خللاً في المجتمع وداخل الإدارة في البلاد، وهذا لم يكن اختياراً لزعيم حزب العدالة والتنمية منذ اليوم الأول، وإلاّ لكان في صفوف المحتجين يوم 20 فبراير/شباط 2011 (مظاهرات للمطالبة بالإصلاح ضمن الربيع العربي)".

ويخلص المحلل السياسي، إلى أن "الدستور يعطي صلاحيات لرئيس الحكومة أكثر مما يسمح به ميزان القوة الفعلي، ولذلك وقع اختلال يشعر به الجميع".

دستور جديد وسياسة قديمة

ونفس الشيء يراه حسن طارق، أستاذ علم السياسة والقانون الدستوري بجامعة الحسن الأول، في قوله: "لدينا اليوم دستور جديد ومتقدم، لكن مع ثقافة سياسية قديمة تتحكم في تطبيقه وتفعيله وتأويله، مما لا يجعل دائماً من احترام الشرعية الدستورية القاعدة السائدة، ولا يجعل الحياة الدستورية مطابقة دوماً للواقع السياسي".

وينبه أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري، في حديثه لـ"هافينغتون بوست عربي"، إلى أن "صلاحيات رئيس الحكومة الواردة في الوثيقة الدستورية لا تدخل حيز التنفيذ بصورة تلقائية، بل تبقى رهينة بصدور إذنٍ أو إشارة ملكية بتفعيلها، ما يعني، حسب المنطق السياسي لعبد الإله بنكيران، أن دستور 2011 لن يطبق إلا من خلال التوافق مع الملكية".

كما يشير حسن طارق، إلى أن عبد الإله بنكيران، زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم، يعتمد أسساً معينة في تصوره لصلاحياته وعلاقته كرئيس حكومة بالملك، إذ إنها "علاقة غير محدّدة تماماً بالدستور، كما أنها لا تقبل أن تكيّف كما في كل الرئاسيات الثنائية (في الدول التي يوجد بها رئيس دولة ورئيس حكومة وكلاهما له سلطات)، كعلاقة تعايش.

مساعدة في الحكم لا اقتسامه

وقال طارق إن "التكييف الوحيد الذي يدافع عنه بنكيران هو كون العلاقة علاقة تراتبية رئاسية. وبالتالي فوظيفة رئيس الحكومة في منطق بنكيران هي وظيفة المساعدة على الحكم وليس اقتسام جزء منه".

وقال المتخصص في العلوم السياسية "لقد استند عبد الإله بنكيران في خطابه السياسي الخاص، على مرجعيات ثقافة النخبة السياسية المغربية بيسارها ويمينها، ثم تاريخ الحركة الإسلامية المطبوع بعقدة الثقة، إذ ظل بنكيران لسنوات يحلم بورقة من السلطة تعترف بتنظيمه (بعد أن كان حزبه غير معترف به من طرف السلطة)، إضافة إلى قناعاته السياسية التي تشكلت واختمرت في مرحلة مراجعة الشبيبة الإسلامية (حركة محظورة)".

ويرى طارق، أستاذ علم السياسية والقانون الدستوري، أن منطلق تنازل بنكيران عن صلاحياته الدستورية لصالح الملك، يتجلى في أن عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، "يقدر بشكل كبير مركزية ومحورية المؤسسة الملكية في النظام السياسي المغربي، ثم لأن بنكيران شعر بأن جهات عديدة داخل الدولة وداخل مؤسساتها، لا يمكن إلاّ أن تعادي بطبيعتها تجربة قيادة حزب مستقل في الحكومة، ناهيك عن مرجعية هذا الحزب الإسلامية".

كيف نجح رغم تنازله عن صلاحياته؟

استطاع أول رئيس للحكومة في المغرب، أن يرسم ملامح فرادة واختلاف في شكل التعبير السياسي ومضمونه عن سابقيه من الوزراء الأولين.

يقول عبد الصمد بلكبير، الكاتب والمحلل السياسي، والمستشار السابق للوزير الأول عبد الرحمن اليوسفي (يساري)، لـ"هافينغتون بوست عربي": "رئيس الحكومة ظاهرة إعلامية وفاجأ الجميع بهذه الميزة، وبقدرة على التواصل نادرة المثيل، ساعدته على أن لا يترك امتيازاً للمعارضة".

ويعتبر بلكبير أن رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران "بطريقته في التواصل حاول أن يوضح للشعب بأنه يعيش مضايقات من جهة معينة، وصفها بلغة تفهمها الجماهير وهي العفاريت والتماسيح".

"وفي المقابل كان عبد الرحمن اليوسفي" يتابع المتحدث، "وهو يقود حكومة التناوب يعيش نفس الوضعية على مستوى المضايقات، لكن لم يستطع أن يترجمها للشعب والجماهير".

وبالتالي فالخطاب السياسي لرئيس الحكومة "رفع من شعبيته رغم قراراته القاسية، وهي حالة نادرة سياسياً حتى على المستوى العالمي"، حسبماً يرى عبد الصمد بلكبير.

تواصل أم شعبوية؟

بدوره، يرى إدريس عيساوي، المحلل السياسي والخبير في التواصل والإعلام، أن رئيس الحكومة "وضع لنفسه مخططاً تواصلياً محكماً، إذ إنه خرج من عزلة رئاسة الحكومة ليخاطب الشعب، معتمداً في ذلك على لغة جديدة، غير معهودة عموماً في سابقيه من وزراء أولين (قبل تحويل المنصب لرئيس حكومة)".

وأضاف عيساوي، في حديث لـ"هافينغتون بوست عربي"، أن أسلوب التواصل السياسي الذي يسميه خصوم رئيس الحكومة بـ"الشعبوي"، أكسب بنكيران جمهوراً جديداً.

وقال المتخصص في التواصل إن بنكيران "فتح بهذا الأسلوب التواصلي مجالاً كبيراً لمنصب ولمؤسسة رئاسة الحكومة، فمثلاً كل ما كان يقال في الكواليس بدأ بنكيران يقوله جهراً ما جعل منصب رئيس الحكومة بارزاً وله تفاعل كبير".

ويشدد إدريس عيساوي، على أن "ما قام به بنكيران على المستوى التواصلي شيء جيد لمؤسسة رئاسة الحكومة، فهو الأمر نفسه الموجود في الديمقراطيات العريقة؛ أي أن يخرج رئيس الحكومة للرأي العام ليدعم برامجه وإصلاحاته ومبادراته".

وخلص المحلل السياسي والخبير في التواصل والإعلام، إلى أن "المغاربة لهم اليوم تجربة في التواصل لرئيس الحكومة، وعلى من سيأتي بعد بنكيران أن يدلي بأسلوبه لكن بنفس المنطق، إن على مستوى البرلمان أو في التجمعات أو على مستوى التواصل الاجتماعي".

جاء من حزب إسلامي التوجه، وهو أول رئيس حكومة في تاريخ المغرب  فمنذ الاستقلال إلى اليوم، عرفت البلاد ستة دساتير أولها سنة 1962 وآخرها دستور عام 2011، الذي حول منصب الوزير الأول لرئيس حكومة ووسع صلاحياته وسلطاته.

التغيير لم يكن في المسمى فقط، بل شمل تغييراً في السلطات الدستورية والأدوار التي أنيطت بمؤسسة رئاسة الحكومة، وطبيعة العلاقة التي أضحت تحكمها بباقي المؤسسات الدستورية والأجهزة الإدارية.

ولكن رغم هذا التغيير يَتَّهم الكثيرون عبد الإله بنكيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية وأول رئيس حكومة في الحياة السياسية والدستورية المغربية أنه تنازل أو لم يستخدم السلطات التي منحها له الدستور.


رئيس الحكومة هو الملك

عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة وزعيم حزب العدالة والتنمية، بحسب تصريحاته السابقة وحواراته الأخيرة أيضاً، يكشف عن خلل ما على مستوى صلاحياته الدستورية.

فقد قال بوضوح في حوار مع تلفزيون عربي عشية الانتخابات البرلمانية: "جلالة الملك هو رئيس الحكومة، وقبل ذلك هو رئيس الدولة بنص الدستور، ثم بعد ذلك هو أمير المؤمنين، ثم بعد ذلك هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الملكية وكل الأجهزة التي تحتها، إذن في الحقيقة وحتى نكون واضحين جلالة الملك هو الذي يسيّر المغرب وهو الذي يحكم".

هل فشل بنكيران؟

أوضح عبد الصمد بلكبير، الكاتب والمحلل السياسي والمستشار السابق للوزير الأول عبد الرحمان اليوسفي (يساري) ما بين 2003-2009، أن عبد الإله بنكيران "بالمنطق السياسي الضيق فشل وتنازل عن صلاحياته الدستورية.

غير أن بلكبير استدرك قائلاً "لكن يجب أن نعلم أن ميزان القوة أو ما يعرف بالمخزن، (تيار داخل الدولة يعتمد أسلوب الإدارة العتيقة في الحكم) في الأدبيات السياسية المغربية وهو أقوى من الحزب الحاكم، ولقد فرض على رئيس الحكومة ذلك الخيار، وهو ما يصرح به دائماً".

ويضيف عبد الصمد بلكبير، في حديث لـ"هافينغتون بوست عربي"، أن "الدستور أعطى صلاحيات لرئيس الحكومة، ولكن لا توجد قوة سياسية في الميدان تعكسها وتعبر عنها، ما جعل رئيس الحكومة الحالي، أمام خيارين: الأول أن يكيّف الدستور بحسب ميزان القوة السياسي الفعلي؛ ما يعني أن يتنازل عبد الإله بنكيران، وألا يذهب في تطبيق الدستور إلى نهايته". أما الخيار الثاني الذي يراه المستشار السابق فهو "أن يعاند رئيس الحكومة القوة السياسية الفعلية، ما سيحدث خللاً في المجتمع وداخل الإدارة في البلاد، وهذا لم يكن اختياراً لزعيم حزب العدالة والتنمية منذ اليوم الأول، وإلاّ لكان في صفوف المحتجين يوم 20 فبراير/شباط 2011 (مظاهرات للمطالبة بالإصلاح ضمن الربيع العربي)".

ويخلص المحلل السياسي، إلى أن "الدستور يعطي صلاحيات لرئيس الحكومة أكثر مما يسمح به ميزان القوة الفعلي، ولذلك وقع اختلال يشعر به الجميع".

دستور جديد وسياسة قديمة

ونفس الشيء يراه حسن طارق، أستاذ علم السياسة والقانون الدستوري بجامعة الحسن الأول، في قوله: "لدينا اليوم دستور جديد ومتقدم، لكن مع ثقافة سياسية قديمة تتحكم في تطبيقه وتفعيله وتأويله، مما لا يجعل دائماً من احترام الشرعية الدستورية القاعدة السائدة، ولا يجعل الحياة الدستورية مطابقة دوماً للواقع السياسي".

وينبه أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري، في حديثه لـ"هافينغتون بوست عربي"، إلى أن "صلاحيات رئيس الحكومة الواردة في الوثيقة الدستورية لا تدخل حيز التنفيذ بصورة تلقائية، بل تبقى رهينة بصدور إذنٍ أو إشارة ملكية بتفعيلها، ما يعني، حسب المنطق السياسي لعبد الإله بنكيران، أن دستور 2011 لن يطبق إلا من خلال التوافق مع الملكية".

كما يشير حسن طارق، إلى أن عبد الإله بنكيران، زعيم حزب العدالة والتنمية الحاكم، يعتمد أسساً معينة في تصوره لصلاحياته وعلاقته كرئيس حكومة بالملك، إذ إنها "علاقة غير محدّدة تماماً بالدستور، كما أنها لا تقبل أن تكيّف كما في كل الرئاسيات الثنائية (في الدول التي يوجد بها رئيس دولة ورئيس حكومة وكلاهما له سلطات)، كعلاقة تعايش.

مساعدة في الحكم لا اقتسامه

وقال طارق إن "التكييف الوحيد الذي يدافع عنه بنكيران هو كون العلاقة علاقة تراتبية رئاسية. وبالتالي فوظيفة رئيس الحكومة في منطق بنكيران هي وظيفة المساعدة على الحكم وليس اقتسام جزء منه".

وقال المتخصص في العلوم السياسية "لقد استند عبد الإله بنكيران في خطابه السياسي الخاص، على مرجعيات ثقافة النخبة السياسية المغربية بيسارها ويمينها، ثم تاريخ الحركة الإسلامية المطبوع بعقدة الثقة، إذ ظل بنكيران لسنوات يحلم بورقة من السلطة تعترف بتنظيمه (بعد أن كان حزبه غير معترف به من طرف السلطة)، إضافة إلى قناعاته السياسية التي تشكلت واختمرت في مرحلة مراجعة الشبيبة الإسلامية (حركة محظورة)".

ويرى طارق، أستاذ علم السياسية والقانون الدستوري، أن منطلق تنازل بنكيران عن صلاحياته الدستورية لصالح الملك، يتجلى في أن عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، "يقدر بشكل كبير مركزية ومحورية المؤسسة الملكية في النظام السياسي المغربي، ثم لأن بنكيران شعر بأن جهات عديدة داخل الدولة وداخل مؤسساتها، لا يمكن إلاّ أن تعادي بطبيعتها تجربة قيادة حزب مستقل في الحكومة، ناهيك عن مرجعية هذا الحزب الإسلامية".

كيف نجح رغم تنازله عن صلاحياته؟

استطاع أول رئيس للحكومة في المغرب، أن يرسم ملامح فرادة واختلاف في شكل التعبير السياسي ومضمونه عن سابقيه من الوزراء الأولين.

يقول عبد الصمد بلكبير، الكاتب والمحلل السياسي، والمستشار السابق للوزير الأول عبد الرحمن اليوسفي (يساري)، لـ"هافينغتون بوست عربي": "رئيس الحكومة ظاهرة إعلامية وفاجأ الجميع بهذه الميزة، وبقدرة على التواصل نادرة المثيل، ساعدته على أن لا يترك امتيازاً للمعارضة".

ويعتبر بلكبير أن رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران "بطريقته في التواصل حاول أن يوضح للشعب بأنه يعيش مضايقات من جهة معينة، وصفها بلغة تفهمها الجماهير وهي العفاريت والتماسيح".

"وفي المقابل كان عبد الرحمن اليوسفي" يتابع المتحدث، "وهو يقود حكومة التناوب يعيش نفس الوضعية على مستوى المضايقات، لكن لم يستطع أن يترجمها للشعب والجماهير".

وبالتالي فالخطاب السياسي لرئيس الحكومة "رفع من شعبيته رغم قراراته القاسية، وهي حالة نادرة سياسياً حتى على المستوى العالمي"، حسبماً يرى عبد الصمد بلكبير.

تواصل أم شعبوية؟

بدوره، يرى إدريس عيساوي، المحلل السياسي والخبير في التواصل والإعلام، أن رئيس الحكومة "وضع لنفسه مخططاً تواصلياً محكماً، إذ إنه خرج من عزلة رئاسة الحكومة ليخاطب الشعب، معتمداً في ذلك على لغة جديدة، غير معهودة عموماً في سابقيه من وزراء أولين (قبل تحويل المنصب لرئيس حكومة)".

وأضاف عيساوي، في حديث لـ"هافينغتون بوست عربي"، أن أسلوب التواصل السياسي الذي يسميه خصوم رئيس الحكومة بـ"الشعبوي"، أكسب بنكيران جمهوراً جديداً.

وقال المتخصص في التواصل إن بنكيران "فتح بهذا الأسلوب التواصلي مجالاً كبيراً لمنصب ولمؤسسة رئاسة الحكومة، فمثلاً كل ما كان يقال في الكواليس بدأ بنكيران يقوله جهراً ما جعل منصب رئيس الحكومة بارزاً وله تفاعل كبير".

ويشدد إدريس عيساوي، على أن "ما قام به بنكيران على المستوى التواصلي شيء جيد لمؤسسة رئاسة الحكومة، فهو الأمر نفسه الموجود في الديمقراطيات العريقة؛ أي أن يخرج رئيس الحكومة للرأي العام ليدعم برامجه وإصلاحاته ومبادراته".

وخلص المحلل السياسي والخبير في التواصل والإعلام، إلى أن "المغاربة لهم اليوم تجربة في التواصل لرئيس الحكومة، وعلى من سيأتي بعد بنكيران أن يدلي بأسلوبه لكن بنفس المنطق، إن على مستوى البرلمان أو في التجمعات أو على مستوى التواصل الاجتماعي".


ملصقات


اقرأ أيضاً
فاجعة فاس تسائل الحكومة
وجه نائب رئيس المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية، مصطفى إبراهيمي، طلبًا رسميًا إلى رئاسة مجلس النواب، يطالب فيه بعقد جلسة طارئة وفقًا للمادة 163 من النظام الداخلي، لمناقشة فاجعة انهيار عمارة سكنية بمدينة فاس، والتي أودت بحياة 10 أشخاص. وطالبت المجموعة النيابية بعقد هذه الجلسة، لمساءلة الحكومة حول الأسباب الحقيقية وراء الفواجع المتكررة المتعلقة بالحوادث الناجمة عن الخروقات في مجال التعمير والسكنى، والإجراءات الوقائية المفقودة لحماية أرواح المواطنين. وأوضح إبراهيمي في طلبه أن قطاع التعمير والسكنى يعاني من العديد من الخروقات التي تشكل تهديدًا خطيرًا لحياة المواطنين، خاصة في الأحياء التي تضم دورًا آيلة للسقوط. وفي السياق ذاته، وجهت عضوة المجموعة، نادية القنصوري، سؤالا كتابيا لوزير الداخلية، حول أسباب استمرار تواجد المواطنين في منازل مهددة بالانهيار، رغم قدرة السلطات على إفراغ مساكن سليمة في سياقات أخرى.  وطالبت وزير الداخلية بالكشف عن الإحصائيات الجديدة للدور الآيلة للسقوط بفاس وكذا باقي المدن المغربية، مطالبة أيضا بالكشف عن الإجراءات المستعجلة التي تنوي الحكومة القيام بها لحماية أرواح الساكنة من الموت تحت أنقاض منازلهم الآيلة للسقوط.
سياسة

منتدى برلماني اقتصادي يفتح مجالات واعدة للتعاون بين المغرب وموريتانيا
قرر المنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي، في دورته الأولى المنعقدة ما بين 8 و10 ماي الجاري في نواكشوط، تشكيل آلية لتتبع وتنفيذ وتقييم ما تم الاتفاق بشأنه من مقترحات ومخرجات تهم التعاون في مجالات لها علاقة بالأمن الغذائي، والتعاون الزراعي والصيد البحري. وانعقدت هذه الدورة تحت رئاسة رئيسي المؤسستين التشريعيتين، محمد بمب مكت وراشيد الطالبي العلمي، ومشاركة وزراء من حكومتي البلدين ورؤساء وممثلين لمختلف مكونات الجمعية الوطنية الموريتانية ومجلس النواب المغربي، وممثلين للقطاع الخاص وخبراء من البلدين.واختارت المؤسستان التشريعيتان محاور الأمن الغذائي، والتعاون الزراعي والصيد البحري والاستغلال المستدام للموارد البحرية والبيطرة ودورها في تحسين سلالات الماشية والحفاظ على الصحة الحيوانية، والتسويق، والتكوين المهني وصقل المهارات وملاءمتهما مع حاجيات سوق الشغل والقطاعات ذات الأولوية في اقتصاد البلدين، مواضيع للدراسة و البحث والمناقشة خلال هذه الدورة. وتحدث بلاغ مشترك عن الإمكانيات الهائلة التي يتوفر عليها البَلَدَان في المجال الزراعي وتربية الماشية وفي مجال الأراضي الصالحة للزراعة وقطعان الماشية، والري وتعبئة وتحلية المياه، فضلا عن ثراء تقاليدهما الفلاحية العريقة ومهارات رأس المال البشري العامل في القطاع، وأكد على أهمية إنجاز استثمارات ومشاريع مشتركة في هذا المجال بما يثمن إمكانياتهما ويرفع الإنتاجية من خلال اعتماد أساليب عصرية في الاستغلال، والاستعمال الأمثل والمستدام للمخصّبات الزراعية. وتتوفر الجمهورية الإسلامية الموريتانية والمملكة المغربية بفضل موقعهما الاستراتيجي على المحيط الأطلسي، على سواحل ومجال وعمق بحري غني بالموارد البحرية. وفضلا عما يوفره هذا الموقع من إمكانيات لإقامة تجهيزات مينائية ومواصلات بحرية استراتيجية ومهيكلة، والتي ستشكل، بربطهما بعمقهما في بلدان الساحل الإفريقي، رافعة واعدة للمبادلات القارية والدولية، فإن المجالين البحريين للبلدين يزخران بموارد سمكية هائلة. وفي هذا الصدد، دعا المنتدى إلى الاستغلال الأمثل والمستدام لهذه الثروات في إطار مشاريع مشتركة، ذات مردودية، قادرة على المنافسة الدولية، ومساهِمَة في ضمان الأمن الغذائي، وفي رفع الدخل من العملة الصعبة، وفي توفير الشغل. وشدد الجانبان على الطابع المحوري للتكوين العالي والمهني والتكوين المستمر واستكمال تكوين التقنيين والأطر العليا، في الشراكة والتعاون بين البلدين الشقيقين. ودعيا إلى استشراف مزيد من الفتح المتبادل للمعاهد ومراكز التكوين والمدارس التي يتوفر عليها البلدان في هذه القطاعات أمام المهنيين، بما يساهم في صقل المهارات ونقل المعارف والتكنولوجيا. ودعا المنتدى إلى تبادل الخبرات من خلال التكوين، في مجال التدبير والحكامة وبيئة الاستثمار والمساطر الإدارية ومواكبة المستثمرين والمبادرات الخاصة. كما دعا إلى تسهيل التنقل المنتظم والنظامي للأشخاص ونقل البضائع. وأكد الجانبان ثقتهما في الإمكانيات التي يتوفران عليها ليصبحا مركز إنتاج وتسويق في اتجاه عمقهما الإفريقي وجوارهما الأوربي وأفقهما الأطلسي المفتوح على الأمريكيتين.
سياسة

سوسيولوجي موريتاني لكشـ24: زيارة الطالبي العلمي لموريتانيا تحبط مساعي الجزائر لزرع الفتنة
استقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، يوم أمس الجمعة بالقصر الرئاسي في نواكشوط، رئيس مجلس النواب المغربي راشيد الطالبي العلمي، في إطار زيارة رسمية تتزامن مع انطلاق الدورة الأولى للمنتدى البرلماني الاقتصادي الموريتاني المغربي، وقد حضر اللقاء سفير المملكة المغربية بموريتانيا، حميد شبار، إلى جانب عدد من المسؤولين الموريتانيين. وتأتي هذه الزيارة في سياق تعزيز الشراكة بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون البرلماني والاقتصادي، في لحظة إقليمية دقيقة تقتضي المزيد من التفاهم والعمل المشترك بين دول المغرب العربي. وفي هذا اعتبر الباحث في علم الاجتماع يسلم محمدو عبدي، السياق في تصريح خص به موقع "كشـ24"، أن اللقاء بين الرئيس الموريتاني ورئيس مجلس النواب المغربي شكل محطة بالغة الأهمية لتداول مجموع القضايا الحيوية التي تطبع المشهد المغاربي، مشيرا إلى أن الحوار السياسي القائم بين الرباط ونواكشوط يعكس إرادة حقيقية في بناء مشروع تنموي إقليمي يعالج الإشكالات البنيوية ويعزل النزاعات الخارجية عن صلب التفاهمات الثنائية. وأضاف السوسيولوجي الموريتاني، أن زيارة الطالبي العلمي لموريتانيا تمثل ضربة قاضية للنظام الجزائري، الذي، وفق تعبيره، لا يفوّت فرصة لبث الفتنة بين موريتانيا وجارتها المغرب، مشددا على أن هذه الزيارة تجدد التأكيد على متانة العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين، القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. ويؤكد المراقبون أن المنتدى البرلماني الذي انطلقت أشغاله في نواكشوط يجسد تحولا نوعيا في مسار العلاقات الثنائية، وينسجم مع التوجهات الاستراتيجية للمملكة المغربية الرامية إلى توسيع مجالات التعاون مع الشقيقة موريتانيا في مختلف القطاعات، بما فيها المجال البرلماني كأحد أذرع الدبلوماسية الفاعلة.
سياسة

ناشط حقوقي جزائري لـكشـ24: مذكرتي توقيف كمال داود فضيحة سياسية تدين نظام حظيرة الكابرانات
في خطوة أثارت استنكارا واسعا، أصدرت السلطات الجزائرية مذكرتي توقيف دوليتين بحق الكاتب الجزائري الفرنسي كمال داود، الحائز على جائزة غونكور 2024 عن روايته "حوريات"، التي تسلط الضوء على إحدى الناجيات من "العشرية السوداء"، الفترة الدموية التي عصفت بالجزائر في تسعينيات القرن الماضي. ويأتي هذا التصعيد بعد أسابيع من إدانة الكاتب بوعلام صنصال بالسجن خمس سنوات بتهم بينها المساس بوحدة الوطن، في سياق يعتبره مراقبون حملة ممنهجة تستهدف حرية التعبير. وفي تصريح خص به موقع "كشـ24"، اعتبر الإعلامي والناشط الحقوقي وليد كبير أن مذكرة التوقيف ضد كمال داود تمثل فضيحة سياسية وأدبية مدوية بامتياز، مشيرا إلى أن النظام الجزائري يحاول إسكات الأصوات الحرة التي تكسر جدار الصمت حول جرائم التسعينات، على حد تعبيره. وأضاف كبير، كمال داود لم يفعل سوى قول الحقيقة، الرواية سلطت الضوء على جراح لم تندمل، والنظام يحاول طمسها لأن من كان مسؤولا حينها لا يزال في السلطة، وعلى رأسهم قائد الأركان الحالي سعيد شنقريحة. وأردف مصرحنا، أن إصدار مذكرات توقيف دولية ضد كتاب رأي لا يعكس سوى عجز النظام عن مواجهة الفساد داخل حدوده، فلجأ إلى أساليب التأديب السياسي عبر ملاحقة رموز الأدب والفكر. وشدد كبير، على أن هذه الممارسات تمثل امتدادا لنظام يخاف من الكلمة الحرة ويعتبر المثقف خصما والصحفي عدوا، معتبرا أن تصعيد السلطات ضد كمال داود يدخل أيضا في سياق التوتر الدبلوماسي بين الجزائر وفرنسا، كمحاولة للضغط غير المباشر عبر ورقة الأدب، على حد تعبيره. وأنهى المتحدث ذاته تصريحه بالقول بدل ملاحقة الرواية، على هذا النظام أن يحاسب الجلادين الحقيقيين، لا يمكن أن تتحول الأقلام الحرة إلى ضحايا سياسية في دولة تزعم الإصلاح والانفتاح. الجدير بالذكر أن كمال داود، أحد أبرز الأقلام الجزائرية المعاصرة، حظي بإشادة واسعة إثر تتويجه بجائزة غونكور، لكن اختياره الغوص في أحداث العشرية السوداء عبر روايته "حوريات"، أثار غضب السلطة، وفتح الباب أمام فصل جديد من ملاحقة الكتاب في الجزائر.
سياسة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأحد 11 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة