الجمعة 26 أبريل 2024, 07:43

كوب-22

هل تخفي «قمّة مراكش» قرارات تغير مستقبل الحضارة على الكرة الأرضيّة؟


كشـ24 نشر في: 23 أكتوبر 2016

ما هو الهدف الكبير الذي ينتظر تحقيقه في «قمّة مراكش» عن المناخ التي تعقد في نوفمبر المقبل، بعد تلاشي الضجيج المدويّ الذي صاحب موجة تفاؤل مذهلة رافقت مؤتمر «كوب 21» في باريس أواخر 2015؟ ماذا الذي تسعى إليه تلك الأطراف الدوليّة الـ 195 التي وقّعت في باريس اتّفافيّة ملزمة لكل الدول في شأن مكافحة التصاعد في الاحتباس الحراري الناجم أساساً عن تراكم التلوّث بغازات حرق الوقود الأحفوري؟

لنتذكر أن جزءاً كبيراً من التفاؤل بـ «اتّفافيّة باريس - 2015»، جاء من تقديم الحكومات خططاً صارمة في شأن خفض انبعاث غازات التلوّث، خصوصاً ثاني أوكسيد الكربون، ودعم التوجّه لتبني الطاقات النظيفة. وتتناول تلك الخطط إجراءات كثيرة، لكنها تجري في إطار زمني يمتد على 5 سنوات. إذن، ماذا يمكن القول بعد سنة واحدة من إقرار «اتّفافيّة باريس»، بل مرور حفنة صغيرة من الشهور على توقيعها رسميّاً في الأمم المتحدة، خصوصاً من الدول الأكثر تلويثاً للغلاف الجوي للأرض كأميركا والصين والاتحاد الأوروبي والهند؟ هل تخفي «قمّة مراكش» خطوة نوعيّة بإمكانها أن تحدِث صدمة إيجابيّة في شأن التقدّم في مكافحة الاضطراب المناخي الذي يهدّد مستقبل الحضارة على الكرة الأرضيّة؟

الأرجح أنّ تلك الأسئلة وما يشبهها تدور في أذهان من يتّجهون بأنظارهم صوب مراكش التي تستضيف الدورة الـ 22 لـ «مؤتمر الأطراف لاتّفافيّة الأمم المتــحدة الإطــاريـة عن تغيّــر المنـاخ» UN Convention on Climate Change، وهو التسميّة الرسميّة لمؤتمرات المناخ. ويأتي مؤتمر مراكش المسمّى «كوب 22» أيضاً COP 22 (اختصاراً لعبارة «مؤتمر الأطراف» Conference of the Parties) في مرحلة مفصليّة من مسار مجابهة التغيّرات المناخية والحدّ من آثارها السلبيّة في مظاهر الحياة.
 
الزراعة (الغذاء) والماء والطاقة

يذكر أن اتفاقيّة باريس - 2015» استندت إلى مبادئ اتّفافيّة إطارية مُلزِمَة وُقّعت في العام 1992 في اليابان، وعرِفَت باسم «بروتوكول كيوتو». وتشمل الاتّفاقيّتان الملزمتان مواضيع كحتميّة التحرّك الدولي المنسّق نحو تعزيز البحث العلمي في الطاقات البديلة، والحدّ من الانبعاثات الملوّثة، والعمل على تجميع الكربون من الجو ودفنه بطرق متلائمة مع البيئة، ونقل التكنولوجيا في مجال الطاقات البديلة، وبناء قدرات الدول النامية في مواجهة آثار الاضطراب المناخي والتكيّف معه وزيادة تبنيها للطاقات النظيفة بما يتلاءم مع التنمية المستدامة.

وفي ذلك الإطار، تلزم «اتّفافيّة باريس» الدول بتقديم تقارير وطنية عن التقدّم المحرَزْ في المناخ، وخطط التكيّف والتخفيف الخاصة بالتغيّرات المناخيّة. وتفيد تلك التقارير في رسم صورة عالميّة عن أوضاع الاضطراب المناخي. وتقع الزراعة والأمن الغذائي، ومحاربة الفقر في القلب من بنود «اتّفافيّة باريس»، بل تعتبر الزراعة من أكثر القطاعات تأثراً بالتغيّر المناخي وهي مرتبطة أيضاً بمسألتي المياه والطاقة. وغالباً، يشار إلى ذلك المركب الثلاثي بمصطلح «تشابك الزراعة (الغذاء) والماء والطاقة» Food- Water- Energy Nexus.

وتؤثُر متغيّرات المناخ بصورة خطيرة فـــي المحاصيل الزراعيّة عبر مختلف خطوات الإنتاج الزراعي، بداية من لحظة البذار إلى ما بعد الحصاد وتخزين المحاصيل. ويحتاج كل محصول إلى درجة حرارة ملائمـــة للنمو، فإذا ارتفعت يؤدي ذلك إلى قصـــــر موسم النمو وانخفاض إنتاجيّة المحــــصول. وكذلك يساهم ارتفاع الحرارة أثـــناء المراحل الحساسّة لنمو الحبوب، في ضعـــف حيوية الحبوب في مرحلة مبكرة. كما تؤدي الرياح العنيفة أو المصحوبة بالأتــــربة، إلى اندثار حبوب اللقاح.

وتعمل الزيـــادة غير الطبيعيّة في درجات الحرارة على تدمير مساحات من الأراضي الزراعية، وتغيّر تراكيب المحاصيل، وتبدّل حاجات الريّ، واستخدام المبيدات والأسمدة، إضافة إلى أنّها تزيد حدّة الضغوط على مصادر المياه، وتفاقم إصابة المحاصيل بأمراض فطريّة وآفات وأمراض نباتية مختلفة. وتنطبق تلك الصورة أيضاً على تأثير زيادة الاحتباس الحراري في الإنتاج الحيواني. يضاف إلى ذلك، تأثيرات متنوّعة للتغيّر في المناخ في تدهور التربة، خصوصاً الجفاف المتأتي من نقص المياه.

يعود الكلام إلى «قمّة مراكش»، لكن من زاوية أخرى. هل تنجح تلك القمّة في جذب اهتمام عربي كافٍ باستدامة الزراعة، بل اعتبارها أولويّة في بلدان تعاني نقصاً متصاعداً في المياه؟ إلى أي مدى اهتمت الدول العربيّة بالزراعة والمياه وأدرجتهما في تقاريرها الوطنية عن تغيّر المناخ؟ وكيف تستفيد من مصادر التمويل المتاحة في هذا الشأن؟ هل تتطابق تلك التحدّيات مع أولويات التنمية في الدول العربيّة؟ هل يبرز تنسيق عربي- عربي مجدٍ في سياق الاستعداد لمفاوضات مراكش التي تشمل بنودها وضع آليات تتكفّل بتنفيذ «اتّفافيّة باريس»؟
 
حديث عن خريطة طريق

آثرت «منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة» UN Food & Agriculture Organization («فاو» FAO)، وفق ما عبّر عنه مكتبها الإقليمي في القاهرة، أن تبحث عن إجابات وافية عن تلك الأسئلة. وتحاول الـ «فاو» تقديم الدعم اللازم لجهود تنفيذ اتفاقيّات المناخ، والتوصّل إلى خريطة طريق تعتمد على التنسيق والتعاون الكاملين بين الدول استعداداً لـ «قمّة مراكش».

في ذلك الصدد، شهدت جامعة الدول العربيّة أخيراً اجتماعاً تمهيدياً أنجِزَ بالتعاون بين المكتب الإقليمي للـ «فاو» ووزارة البيئة المصرية. وخلال ذلك الاجتماع، طلبت الـ «فاو» من بلدان المنطقة، تطبيق خطط إصلاحيّة متكاملة تشمل وضع قضايا المياه والزراعة على طريق الاستدامة، إضافة إلى التكيّف مع الآثار المحتملة لتغيّر المناخ.

وفي السياق ذاته، أكّد عبد السلام ولد أحمد، الممثل الإقليمي للـ «فاو»، أنّ التصدي للتحديّات الناجمة عن تغيّرات المناخ يتطلّب تطبيق تلك الخطط الإصلاحيّة والتعامل في شكل جدي ومستدام مع قضايا المياه والزراعة. وحذّر ولد أحمد من الآثار الاقتصاديّة المترتّبة على اضطرابات المناخ، خصوصاً زيادة الفقر، وتدهور البيئة، وتأثّر الموارد الطبيعيّة وغيرها. وأكّد أهمية الاجتماع لجهة مناقشة المكوّن الزراعي في التقارير الوطنيّة المعنية بتغيّرات المناخ، التي ستقدّم في «مؤتمر مراكش».

وبيـّـن ولـــد أحمد أيضاً، أن الاجتماع ذاته وضـــع علــــى رأس موضوعات النقاش فيـــه، دور الغابات والمياه والأسماك والـــزراعة في المساهمات الوطنيّة في خطط المناخ، إضافة إلى نقاش مدى اتّســـاق المساهمات مع جدول أعمال التنمية المستـــدامة 2030، وفرص التمويل المتاحة فــي ذلك المجال، وتعزيز التعاون المتبادل بين بلدان الجنوب مع بعضها بعضاً.

رهان "غائم" على العلم

على رغم أجواء الحبور الفائض التي رافقت جلسته الختاميّة، لاحظ بعض نشطاء البيئة أنّ العنصر العلمي لم يكن بارزاً تماماً في «قمة باريس - 2015»، خصوصاً لجهة الطاقة النظيفة. وباسترجاع واقعي، يلاحظ أن المؤتمر الباريسي ترافق مع حديث متفائل عن قرب تحقيق اختراق في الطاقة النظيفة عبر مفاعل الاندماج النووي الألماني. وكانت الأوساط العلميّة والبيئيّة أبدت اهتماماً كبيراً بذلك المفاعل، بل حبست الأنفاس ترقّباً لقرب تشغيله بالهيدروجين (وتالياً، استخراج الطاقة فعليّاً منه) في السنة التالية. وفي ربيع 2016، تولّت المستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل بنفسها (وهي تحمل دكتوراه في الفيزياء)، الضغط على زر الانطلاق لذلك المفاعل.
ولم يمنـــع ذلك مـــن اختفاء أخباره سريعاً من الإعلام، إما بفعل التكتّم أو لأسباب أخرى ربما تكون سلبيّة.

وحتى في ردهات مؤتمر «كوب 21» الباريسي، لم تطلق سوى مبادرتين علميتينِ أساسيّتينِ. جاءت إحدى المبادرتين من الرئيس باراك أوباما حاملة اسماً واعداً هو «المهمة: ابتكار» («ميشِن إنوفايشِن»Mission Innovation). ونهض بيل غيتس، المؤسّس الأسطوري لشركة «مايكروسوفت» العملاقة، بالثانية التي حملت اسم «تحالف من أجل اختراق في الطاقة» («برايك ثرو إينرجي كوآلياشن»Breakthrough Energy Coaliation).

وعلى رغم أهمية المبادرتين اللتين لم تحظيا بمساحة نقاش كافية في الإعلام العربي العام لحد الآن، إلا أنّهما تعقدان الآمال على تقدّم علمي أساسي في الطاقة، لا يلوح في الأفق إمكان تحقّقه في زمن قريب!
 
نماذج عبر رياضيّات الكومبيوتر

في غياب اختراق علمي أساسي في الطاقة البديلة، تنعقد الآمال منطقيّاً على جهود الحدّ من التلوّث وانبعاث غازاته الخانقة التي تتسبّب في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.

وفي ذلك السياق، جاءت دعوة الخطة الإستراتيجيّة التي تقدّمت بها منظمة الـ «فاو» إلى اجتماع إقليمي استضافته الجامعة العربيّة في القاهرة أخيراً، إلى تحفيز التعاون بين دول إقليم الشرق الأدنى وشمال إفريقيا علميّاً. وتحديداً، دعت الـ «فاو» إلى تعاون في النماذج الرياضيّة للكومبيوتر المتعلّقة بتأثير المناخ في المنطقة، وتبادل المعلومات والمعارف في إدارة المياة المستخدمة في الزراعة وغيرها.

وفي تصريحات إلى «الحياة»، أوضح الدكتور فوزي كراجة، وهو خبير في المكتب الإقليمي للـ «فاو»، أنّ اجتماع جامعة الدول العربيّة وضع تصوراً واضحاً عن المياه والزراعة وضرورة دمجهما في التقــارير الوطنية عن تغيّر المناخ، إذ تبعـــث الزراعة ثلث الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري، لكنها تستطيع أيضاً أن تساهم في خفض تلــك الغازات بمقدار 30 في المئة.

ويشــــير كراجة إلى دور الغابات في امتصــــاص غاز ثاني أكسيد الكربون، ودور الزراعة في تخزين الكربون في باطن الأرض، وهو أمر يحتاج إلى زيادة كفاءة آليات الزراعة. ويؤكد كراجة خطورة الوضع الغذائي في الدول العربيّة التي تستورد ما يزيد على 235 مليون طن من الأغذية سنوياً، ويكاد يصل عدد سكانها إلى400 مليون نسمة. وأورد توقّعات بإمكان ارتفاع العدد الأخير إلى 600 مليون نسمة في العام 2050.

وأضاف: «لا خيار أمامنا سوى زيادة كفاءة استخدام مصادرنا الطبيعية المحدودة، خصوصاً المياه والزراعة. وتعمل الـ «فاو» على وضع برامج تتصل بفكرة الزراعة المستدامة... إنّ الدول العربيّة مــــطالبة فوراً بتوفير معلومات وافية عن مدى تأثير تغيّرات المناخ في منطقتنا في المجالات كافة». وأشار كراجة أيضاً إلى أن الدول العربيّة لا تستفيد جيداً من مصادر تمويليّة كـ «صندوق المناخ الأخضر».

وتحدّث ممثل الـ «فاو» في مصر استيدوتو باسكوالي إلى «الحياة» أيضاً، وأكّد ضرورة الاهتمام بإجراءات التكيّف مع تغيّرات المناخ وتخفيف وطأتها. واعتبر أنّ الزراعة من أكبر القطاعات التي تتأثّر بتغيّرات المناخ، حاثّاً الدول العربيّة على الاهتمام بخطط تكيّف الزراعة مع تلك التغيّرات. وأضاف: «تؤدّي الـ «فاو» دوراً كبيراً في مساعدة الدول في ذلك المجال، خصوصاً في ظل ظروف بعض الدول العربيّة كليبيا وفلسطين». ودعا بسكوالي العالم العربي إلى العمل على مستويين لمجابهة الآثار الخطيرة للتغيّرات المناخية في المياه والزراعة. وقال: «هناك المستوى الوطني أولاً. ولا بد من العمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتغيّرات المناخية في ذلك المستوى. وثانياً، هنالك المستوى الإقليمي الذي يوجب الدفع بمزيد من التعاون والتنسيق والشراكات الإستراتيجيّة وتبادل الخبرات والمعارف والتجارب».

جفاف مستشر عربياً

في استراتيجيّتها التي قدّمت إلى دول الجامعة العربيّة أخيراً، حذّرت الـ «فاو» من حدوث توتّرات كبيرة في إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا في شأن موارد المياه العابرة للحدود، خصوصاً أن الأنهار الكبرى لدول الإقليم (النيل، الفرات، الأردن...)، ينطبق عليها ذلك الوصف. وتضع تلك الاستراتيجيّة حقائق عدة أمام مجتمعات الإقليم ومتّخذي القرار في دوله، بهدف حضّهم على التحرّك على المستويين الوطني والإقليمي لمجابهة الأخطار التي تهدّد المياه والزراعة. وتذكّر الاستراتيجيّة بأنّ متوسط الكميّة السنويّة للأمطار في إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا يقدّر بقرابة 150 ملليمتراً، ونصيب الفرد من الموارد المائية لا يمثّل سوى أقل من سُدس المتوسط العالمي. وتعاني البلدان العربيّة حاضراً من حال نضوب للمياه الجوفيّة فيها، ويؤثر تغيّر المناخ تأثيراً سلبيّاً في الزراعة والمياه في تلك البلدان.

ومن المتوقّع ارتفاع درجات الحرارة، وتدني كميّات الأمطار، وتفاقم أحوال الجفاف. وتالياً، تحتاج المنطقة إلى إدارة الموارد المتاحة بقدر أكبر من الكفاءة والاستدامة. ولذا، حدّدت الاستراتيجيّة خطوات واضحة وآليّات أساسيّة للتوصّل إلى تلك الأهداف، تشمل البناء المؤسّساتي الجيّد والفعّال في الزراعة والمياه، وتعزيز قدرة دول الإقليم على التنظيم والتخطيط، وتوفير المعلومات لتلك الدول.
 
المرأة أولاً

كذلك دعت الـ «فاو» إلى اتّباع نُظُم الإدارة المتكاملة للموارد المائيّة، من أجل تحسين كفاءة التوزيع والإنتاجيّة الزراعيّة، واعتماد مبدأ المشاركة واللامركزيّة، وإدماج المجتمع المحلي والمزارعين في إدارة موارد المياه، وتبني أفكار مستخدمي المياه وجمعيات المزارعين، إضافة إلى الاهتمام بفئات متنوّعة تتصدّرها المرأة والشباب.

ومن النقاط التي تركز عليها استراتيجيّة الـ «فاو»، ضرورة الاهتمام بمصادر المياه غير التقليديّة، عبر التخطيط والإدارة والدراسة الاقتصاديّة. وتشمل تلك المصادر المياه العادمة المُعـــادة معالجــتها، والمياه شبه المالحة والمالحة، ومياه الصرف الزراعي. وتبرز الاستراتيجيّة نقاطاً أساسيّة أخرى من بينها تطوير الري، والتوعية بقضية ندرة المياه، وتوفير قواعد بيانات وافية عن حال المياه الجوفيّة، وتحفيز البحث العلمي، والعمل على تطوير التقنيات المائيّة، والدراسة العميقة لعلاقة المياه مع الغذاء والطاقة، وتنمية الغابات والأشجار (خصوصاً في الأراضي المتدهورة)، ومكافحة التصحّر وغيرها.

استراتيجية اقليمية بآمال مرتفعة

في سياق اجتماع شهدته جامعة الدول العربية ورعاه المكتب الإقليمي للـ«فاو» ووزارة البيئة المصرية، أطلقت الـ«فاو» مبادرة تقضي بدمج الزراعة في التقارير الوطنية للدول العربية، وضرورة وجود صورة واضحة عن مدى تأثرها بتغيرات المناخ، والتحديات التي تواجهها في ذلك الإطار، إضافة إلى تبيان ما تحتاجه تلك الدول للتكيف مع الاضطراب في مناخ الأرض.

وكذلك أصـــــدرت الـ «فاو» استراتيجية إقليمية تعاونية في شأن الإدارة المستدامة للمياه المستخدمة في الزراعة، في دول إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا. وتتنــاول تلك الاستراتيجية الإقليمية مجابهة مشكلات استخدام المياه في الزراعة، وتحقيق التكامل والتعاون بين دول المنطقة في ذلك المجال.

وتعمل الاستراتيجية أيضاً على دعم جهود مناخية عربية على غرار الاستراتيجية العربية للأمن المائي بين عامي 2010 و2030، والمبادرة الإقليمية لتقويم آثار تغير المناخ على الموارد المائية، والاستراتيجية العربية للتنمية المستدامة، والاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث وغيرها. وتضع استراتيجية الـ«فاو» في حسبانها أيضاً أن إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا يعاني نقصاً مزمناً في المياه، ما يعني أنه سيواجه في السنوات المقبلة تفاقماً شديداً وغير مسبوق في ندرة المياه.

ويفاقم تلك الصورة القاسية تسارع النمو الجغرافي، والتوسع في العمران الحضري، والإقبال على التصنيع، وتصاعد الطلب على الطاقة وغيرها.

ولذا، تلاحظ استراتيجية الـ»فاو» أن الزراعة تستهلك 85 في المئة من موارد المياه العذبة، ما يضعها في مواجهة تحديات جمة. وكذلك يثير الإفراط في استخدام المياه الجوفية قلقاً كبيراً، فيما انخفضت حصة الفرد العربي من المياه العذبة بمقدار الثلثين عما كانت عليه خلال الـ40 عاماً الماضية. ومن المحتمل أن يتواصل الانخفاض إلى ما يزيد على 50 في المئة بحلول عام 2050. ويضاف إلى ذلك، تأثر الجفاف بعوامل تشمل النمو السكاني المتسارع، والأثر السلبي لتغير المناخ.

ما هو الهدف الكبير الذي ينتظر تحقيقه في «قمّة مراكش» عن المناخ التي تعقد في نوفمبر المقبل، بعد تلاشي الضجيج المدويّ الذي صاحب موجة تفاؤل مذهلة رافقت مؤتمر «كوب 21» في باريس أواخر 2015؟ ماذا الذي تسعى إليه تلك الأطراف الدوليّة الـ 195 التي وقّعت في باريس اتّفافيّة ملزمة لكل الدول في شأن مكافحة التصاعد في الاحتباس الحراري الناجم أساساً عن تراكم التلوّث بغازات حرق الوقود الأحفوري؟

لنتذكر أن جزءاً كبيراً من التفاؤل بـ «اتّفافيّة باريس - 2015»، جاء من تقديم الحكومات خططاً صارمة في شأن خفض انبعاث غازات التلوّث، خصوصاً ثاني أوكسيد الكربون، ودعم التوجّه لتبني الطاقات النظيفة. وتتناول تلك الخطط إجراءات كثيرة، لكنها تجري في إطار زمني يمتد على 5 سنوات. إذن، ماذا يمكن القول بعد سنة واحدة من إقرار «اتّفافيّة باريس»، بل مرور حفنة صغيرة من الشهور على توقيعها رسميّاً في الأمم المتحدة، خصوصاً من الدول الأكثر تلويثاً للغلاف الجوي للأرض كأميركا والصين والاتحاد الأوروبي والهند؟ هل تخفي «قمّة مراكش» خطوة نوعيّة بإمكانها أن تحدِث صدمة إيجابيّة في شأن التقدّم في مكافحة الاضطراب المناخي الذي يهدّد مستقبل الحضارة على الكرة الأرضيّة؟

الأرجح أنّ تلك الأسئلة وما يشبهها تدور في أذهان من يتّجهون بأنظارهم صوب مراكش التي تستضيف الدورة الـ 22 لـ «مؤتمر الأطراف لاتّفافيّة الأمم المتــحدة الإطــاريـة عن تغيّــر المنـاخ» UN Convention on Climate Change، وهو التسميّة الرسميّة لمؤتمرات المناخ. ويأتي مؤتمر مراكش المسمّى «كوب 22» أيضاً COP 22 (اختصاراً لعبارة «مؤتمر الأطراف» Conference of the Parties) في مرحلة مفصليّة من مسار مجابهة التغيّرات المناخية والحدّ من آثارها السلبيّة في مظاهر الحياة.
 
الزراعة (الغذاء) والماء والطاقة

يذكر أن اتفاقيّة باريس - 2015» استندت إلى مبادئ اتّفافيّة إطارية مُلزِمَة وُقّعت في العام 1992 في اليابان، وعرِفَت باسم «بروتوكول كيوتو». وتشمل الاتّفاقيّتان الملزمتان مواضيع كحتميّة التحرّك الدولي المنسّق نحو تعزيز البحث العلمي في الطاقات البديلة، والحدّ من الانبعاثات الملوّثة، والعمل على تجميع الكربون من الجو ودفنه بطرق متلائمة مع البيئة، ونقل التكنولوجيا في مجال الطاقات البديلة، وبناء قدرات الدول النامية في مواجهة آثار الاضطراب المناخي والتكيّف معه وزيادة تبنيها للطاقات النظيفة بما يتلاءم مع التنمية المستدامة.

وفي ذلك الإطار، تلزم «اتّفافيّة باريس» الدول بتقديم تقارير وطنية عن التقدّم المحرَزْ في المناخ، وخطط التكيّف والتخفيف الخاصة بالتغيّرات المناخيّة. وتفيد تلك التقارير في رسم صورة عالميّة عن أوضاع الاضطراب المناخي. وتقع الزراعة والأمن الغذائي، ومحاربة الفقر في القلب من بنود «اتّفافيّة باريس»، بل تعتبر الزراعة من أكثر القطاعات تأثراً بالتغيّر المناخي وهي مرتبطة أيضاً بمسألتي المياه والطاقة. وغالباً، يشار إلى ذلك المركب الثلاثي بمصطلح «تشابك الزراعة (الغذاء) والماء والطاقة» Food- Water- Energy Nexus.

وتؤثُر متغيّرات المناخ بصورة خطيرة فـــي المحاصيل الزراعيّة عبر مختلف خطوات الإنتاج الزراعي، بداية من لحظة البذار إلى ما بعد الحصاد وتخزين المحاصيل. ويحتاج كل محصول إلى درجة حرارة ملائمـــة للنمو، فإذا ارتفعت يؤدي ذلك إلى قصـــــر موسم النمو وانخفاض إنتاجيّة المحــــصول. وكذلك يساهم ارتفاع الحرارة أثـــناء المراحل الحساسّة لنمو الحبوب، في ضعـــف حيوية الحبوب في مرحلة مبكرة. كما تؤدي الرياح العنيفة أو المصحوبة بالأتــــربة، إلى اندثار حبوب اللقاح.

وتعمل الزيـــادة غير الطبيعيّة في درجات الحرارة على تدمير مساحات من الأراضي الزراعية، وتغيّر تراكيب المحاصيل، وتبدّل حاجات الريّ، واستخدام المبيدات والأسمدة، إضافة إلى أنّها تزيد حدّة الضغوط على مصادر المياه، وتفاقم إصابة المحاصيل بأمراض فطريّة وآفات وأمراض نباتية مختلفة. وتنطبق تلك الصورة أيضاً على تأثير زيادة الاحتباس الحراري في الإنتاج الحيواني. يضاف إلى ذلك، تأثيرات متنوّعة للتغيّر في المناخ في تدهور التربة، خصوصاً الجفاف المتأتي من نقص المياه.

يعود الكلام إلى «قمّة مراكش»، لكن من زاوية أخرى. هل تنجح تلك القمّة في جذب اهتمام عربي كافٍ باستدامة الزراعة، بل اعتبارها أولويّة في بلدان تعاني نقصاً متصاعداً في المياه؟ إلى أي مدى اهتمت الدول العربيّة بالزراعة والمياه وأدرجتهما في تقاريرها الوطنية عن تغيّر المناخ؟ وكيف تستفيد من مصادر التمويل المتاحة في هذا الشأن؟ هل تتطابق تلك التحدّيات مع أولويات التنمية في الدول العربيّة؟ هل يبرز تنسيق عربي- عربي مجدٍ في سياق الاستعداد لمفاوضات مراكش التي تشمل بنودها وضع آليات تتكفّل بتنفيذ «اتّفافيّة باريس»؟
 
حديث عن خريطة طريق

آثرت «منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة» UN Food & Agriculture Organization («فاو» FAO)، وفق ما عبّر عنه مكتبها الإقليمي في القاهرة، أن تبحث عن إجابات وافية عن تلك الأسئلة. وتحاول الـ «فاو» تقديم الدعم اللازم لجهود تنفيذ اتفاقيّات المناخ، والتوصّل إلى خريطة طريق تعتمد على التنسيق والتعاون الكاملين بين الدول استعداداً لـ «قمّة مراكش».

في ذلك الصدد، شهدت جامعة الدول العربيّة أخيراً اجتماعاً تمهيدياً أنجِزَ بالتعاون بين المكتب الإقليمي للـ «فاو» ووزارة البيئة المصرية. وخلال ذلك الاجتماع، طلبت الـ «فاو» من بلدان المنطقة، تطبيق خطط إصلاحيّة متكاملة تشمل وضع قضايا المياه والزراعة على طريق الاستدامة، إضافة إلى التكيّف مع الآثار المحتملة لتغيّر المناخ.

وفي السياق ذاته، أكّد عبد السلام ولد أحمد، الممثل الإقليمي للـ «فاو»، أنّ التصدي للتحديّات الناجمة عن تغيّرات المناخ يتطلّب تطبيق تلك الخطط الإصلاحيّة والتعامل في شكل جدي ومستدام مع قضايا المياه والزراعة. وحذّر ولد أحمد من الآثار الاقتصاديّة المترتّبة على اضطرابات المناخ، خصوصاً زيادة الفقر، وتدهور البيئة، وتأثّر الموارد الطبيعيّة وغيرها. وأكّد أهمية الاجتماع لجهة مناقشة المكوّن الزراعي في التقارير الوطنيّة المعنية بتغيّرات المناخ، التي ستقدّم في «مؤتمر مراكش».

وبيـّـن ولـــد أحمد أيضاً، أن الاجتماع ذاته وضـــع علــــى رأس موضوعات النقاش فيـــه، دور الغابات والمياه والأسماك والـــزراعة في المساهمات الوطنيّة في خطط المناخ، إضافة إلى نقاش مدى اتّســـاق المساهمات مع جدول أعمال التنمية المستـــدامة 2030، وفرص التمويل المتاحة فــي ذلك المجال، وتعزيز التعاون المتبادل بين بلدان الجنوب مع بعضها بعضاً.

رهان "غائم" على العلم

على رغم أجواء الحبور الفائض التي رافقت جلسته الختاميّة، لاحظ بعض نشطاء البيئة أنّ العنصر العلمي لم يكن بارزاً تماماً في «قمة باريس - 2015»، خصوصاً لجهة الطاقة النظيفة. وباسترجاع واقعي، يلاحظ أن المؤتمر الباريسي ترافق مع حديث متفائل عن قرب تحقيق اختراق في الطاقة النظيفة عبر مفاعل الاندماج النووي الألماني. وكانت الأوساط العلميّة والبيئيّة أبدت اهتماماً كبيراً بذلك المفاعل، بل حبست الأنفاس ترقّباً لقرب تشغيله بالهيدروجين (وتالياً، استخراج الطاقة فعليّاً منه) في السنة التالية. وفي ربيع 2016، تولّت المستشارة الألمانيّة أنغيلا ميركل بنفسها (وهي تحمل دكتوراه في الفيزياء)، الضغط على زر الانطلاق لذلك المفاعل.
ولم يمنـــع ذلك مـــن اختفاء أخباره سريعاً من الإعلام، إما بفعل التكتّم أو لأسباب أخرى ربما تكون سلبيّة.

وحتى في ردهات مؤتمر «كوب 21» الباريسي، لم تطلق سوى مبادرتين علميتينِ أساسيّتينِ. جاءت إحدى المبادرتين من الرئيس باراك أوباما حاملة اسماً واعداً هو «المهمة: ابتكار» («ميشِن إنوفايشِن»Mission Innovation). ونهض بيل غيتس، المؤسّس الأسطوري لشركة «مايكروسوفت» العملاقة، بالثانية التي حملت اسم «تحالف من أجل اختراق في الطاقة» («برايك ثرو إينرجي كوآلياشن»Breakthrough Energy Coaliation).

وعلى رغم أهمية المبادرتين اللتين لم تحظيا بمساحة نقاش كافية في الإعلام العربي العام لحد الآن، إلا أنّهما تعقدان الآمال على تقدّم علمي أساسي في الطاقة، لا يلوح في الأفق إمكان تحقّقه في زمن قريب!
 
نماذج عبر رياضيّات الكومبيوتر

في غياب اختراق علمي أساسي في الطاقة البديلة، تنعقد الآمال منطقيّاً على جهود الحدّ من التلوّث وانبعاث غازاته الخانقة التي تتسبّب في تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.

وفي ذلك السياق، جاءت دعوة الخطة الإستراتيجيّة التي تقدّمت بها منظمة الـ «فاو» إلى اجتماع إقليمي استضافته الجامعة العربيّة في القاهرة أخيراً، إلى تحفيز التعاون بين دول إقليم الشرق الأدنى وشمال إفريقيا علميّاً. وتحديداً، دعت الـ «فاو» إلى تعاون في النماذج الرياضيّة للكومبيوتر المتعلّقة بتأثير المناخ في المنطقة، وتبادل المعلومات والمعارف في إدارة المياة المستخدمة في الزراعة وغيرها.

وفي تصريحات إلى «الحياة»، أوضح الدكتور فوزي كراجة، وهو خبير في المكتب الإقليمي للـ «فاو»، أنّ اجتماع جامعة الدول العربيّة وضع تصوراً واضحاً عن المياه والزراعة وضرورة دمجهما في التقــارير الوطنية عن تغيّر المناخ، إذ تبعـــث الزراعة ثلث الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري، لكنها تستطيع أيضاً أن تساهم في خفض تلــك الغازات بمقدار 30 في المئة.

ويشــــير كراجة إلى دور الغابات في امتصــــاص غاز ثاني أكسيد الكربون، ودور الزراعة في تخزين الكربون في باطن الأرض، وهو أمر يحتاج إلى زيادة كفاءة آليات الزراعة. ويؤكد كراجة خطورة الوضع الغذائي في الدول العربيّة التي تستورد ما يزيد على 235 مليون طن من الأغذية سنوياً، ويكاد يصل عدد سكانها إلى400 مليون نسمة. وأورد توقّعات بإمكان ارتفاع العدد الأخير إلى 600 مليون نسمة في العام 2050.

وأضاف: «لا خيار أمامنا سوى زيادة كفاءة استخدام مصادرنا الطبيعية المحدودة، خصوصاً المياه والزراعة. وتعمل الـ «فاو» على وضع برامج تتصل بفكرة الزراعة المستدامة... إنّ الدول العربيّة مــــطالبة فوراً بتوفير معلومات وافية عن مدى تأثير تغيّرات المناخ في منطقتنا في المجالات كافة». وأشار كراجة أيضاً إلى أن الدول العربيّة لا تستفيد جيداً من مصادر تمويليّة كـ «صندوق المناخ الأخضر».

وتحدّث ممثل الـ «فاو» في مصر استيدوتو باسكوالي إلى «الحياة» أيضاً، وأكّد ضرورة الاهتمام بإجراءات التكيّف مع تغيّرات المناخ وتخفيف وطأتها. واعتبر أنّ الزراعة من أكبر القطاعات التي تتأثّر بتغيّرات المناخ، حاثّاً الدول العربيّة على الاهتمام بخطط تكيّف الزراعة مع تلك التغيّرات. وأضاف: «تؤدّي الـ «فاو» دوراً كبيراً في مساعدة الدول في ذلك المجال، خصوصاً في ظل ظروف بعض الدول العربيّة كليبيا وفلسطين». ودعا بسكوالي العالم العربي إلى العمل على مستويين لمجابهة الآثار الخطيرة للتغيّرات المناخية في المياه والزراعة. وقال: «هناك المستوى الوطني أولاً. ولا بد من العمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة والتغيّرات المناخية في ذلك المستوى. وثانياً، هنالك المستوى الإقليمي الذي يوجب الدفع بمزيد من التعاون والتنسيق والشراكات الإستراتيجيّة وتبادل الخبرات والمعارف والتجارب».

جفاف مستشر عربياً

في استراتيجيّتها التي قدّمت إلى دول الجامعة العربيّة أخيراً، حذّرت الـ «فاو» من حدوث توتّرات كبيرة في إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا في شأن موارد المياه العابرة للحدود، خصوصاً أن الأنهار الكبرى لدول الإقليم (النيل، الفرات، الأردن...)، ينطبق عليها ذلك الوصف. وتضع تلك الاستراتيجيّة حقائق عدة أمام مجتمعات الإقليم ومتّخذي القرار في دوله، بهدف حضّهم على التحرّك على المستويين الوطني والإقليمي لمجابهة الأخطار التي تهدّد المياه والزراعة. وتذكّر الاستراتيجيّة بأنّ متوسط الكميّة السنويّة للأمطار في إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا يقدّر بقرابة 150 ملليمتراً، ونصيب الفرد من الموارد المائية لا يمثّل سوى أقل من سُدس المتوسط العالمي. وتعاني البلدان العربيّة حاضراً من حال نضوب للمياه الجوفيّة فيها، ويؤثر تغيّر المناخ تأثيراً سلبيّاً في الزراعة والمياه في تلك البلدان.

ومن المتوقّع ارتفاع درجات الحرارة، وتدني كميّات الأمطار، وتفاقم أحوال الجفاف. وتالياً، تحتاج المنطقة إلى إدارة الموارد المتاحة بقدر أكبر من الكفاءة والاستدامة. ولذا، حدّدت الاستراتيجيّة خطوات واضحة وآليّات أساسيّة للتوصّل إلى تلك الأهداف، تشمل البناء المؤسّساتي الجيّد والفعّال في الزراعة والمياه، وتعزيز قدرة دول الإقليم على التنظيم والتخطيط، وتوفير المعلومات لتلك الدول.
 
المرأة أولاً

كذلك دعت الـ «فاو» إلى اتّباع نُظُم الإدارة المتكاملة للموارد المائيّة، من أجل تحسين كفاءة التوزيع والإنتاجيّة الزراعيّة، واعتماد مبدأ المشاركة واللامركزيّة، وإدماج المجتمع المحلي والمزارعين في إدارة موارد المياه، وتبني أفكار مستخدمي المياه وجمعيات المزارعين، إضافة إلى الاهتمام بفئات متنوّعة تتصدّرها المرأة والشباب.

ومن النقاط التي تركز عليها استراتيجيّة الـ «فاو»، ضرورة الاهتمام بمصادر المياه غير التقليديّة، عبر التخطيط والإدارة والدراسة الاقتصاديّة. وتشمل تلك المصادر المياه العادمة المُعـــادة معالجــتها، والمياه شبه المالحة والمالحة، ومياه الصرف الزراعي. وتبرز الاستراتيجيّة نقاطاً أساسيّة أخرى من بينها تطوير الري، والتوعية بقضية ندرة المياه، وتوفير قواعد بيانات وافية عن حال المياه الجوفيّة، وتحفيز البحث العلمي، والعمل على تطوير التقنيات المائيّة، والدراسة العميقة لعلاقة المياه مع الغذاء والطاقة، وتنمية الغابات والأشجار (خصوصاً في الأراضي المتدهورة)، ومكافحة التصحّر وغيرها.

استراتيجية اقليمية بآمال مرتفعة

في سياق اجتماع شهدته جامعة الدول العربية ورعاه المكتب الإقليمي للـ«فاو» ووزارة البيئة المصرية، أطلقت الـ«فاو» مبادرة تقضي بدمج الزراعة في التقارير الوطنية للدول العربية، وضرورة وجود صورة واضحة عن مدى تأثرها بتغيرات المناخ، والتحديات التي تواجهها في ذلك الإطار، إضافة إلى تبيان ما تحتاجه تلك الدول للتكيف مع الاضطراب في مناخ الأرض.

وكذلك أصـــــدرت الـ «فاو» استراتيجية إقليمية تعاونية في شأن الإدارة المستدامة للمياه المستخدمة في الزراعة، في دول إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا. وتتنــاول تلك الاستراتيجية الإقليمية مجابهة مشكلات استخدام المياه في الزراعة، وتحقيق التكامل والتعاون بين دول المنطقة في ذلك المجال.

وتعمل الاستراتيجية أيضاً على دعم جهود مناخية عربية على غرار الاستراتيجية العربية للأمن المائي بين عامي 2010 و2030، والمبادرة الإقليمية لتقويم آثار تغير المناخ على الموارد المائية، والاستراتيجية العربية للتنمية المستدامة، والاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث وغيرها. وتضع استراتيجية الـ«فاو» في حسبانها أيضاً أن إقليم الشرق الأدنى وشمال أفريقيا يعاني نقصاً مزمناً في المياه، ما يعني أنه سيواجه في السنوات المقبلة تفاقماً شديداً وغير مسبوق في ندرة المياه.

ويفاقم تلك الصورة القاسية تسارع النمو الجغرافي، والتوسع في العمران الحضري، والإقبال على التصنيع، وتصاعد الطلب على الطاقة وغيرها.

ولذا، تلاحظ استراتيجية الـ»فاو» أن الزراعة تستهلك 85 في المئة من موارد المياه العذبة، ما يضعها في مواجهة تحديات جمة. وكذلك يثير الإفراط في استخدام المياه الجوفية قلقاً كبيراً، فيما انخفضت حصة الفرد العربي من المياه العذبة بمقدار الثلثين عما كانت عليه خلال الـ40 عاماً الماضية. ومن المحتمل أن يتواصل الانخفاض إلى ما يزيد على 50 في المئة بحلول عام 2050. ويضاف إلى ذلك، تأثر الجفاف بعوامل تشمل النمو السكاني المتسارع، والأثر السلبي لتغير المناخ.


ملصقات


اقرأ أيضاً
الاتحاد الافريقي يدعو لمواصلة دعم اللجان المنبثقة عن مؤتمر كوب22 بمراكش
أكد الاتحاد الافريقي ،أنه يشجع الدول ال54 الأعضاء في المنظمة الافريقية، على مواصلة دعم وتيسير عمل اللجان الافريقية حول المناخ، التي تم إنشاؤها خلال مؤتمر (كوب 22 ) الذي احتضنته مراكش سنة 2016 ،من أجل تسهيل تنفيذ اتفاق باريس.وقال مجلس السلم والامن للاتحاد الافريقي في بيان نشر اليوم الاربعاء، والذي توج اشغال الاجتماع المنعقد في 21 ابريل حول التغيرات المناخية، والسلم والامن بافريقيا، بمشاركة المغرب، إنه "يشجع الدول الأعضاء في المنظمة الافريقية، على مواصلة دعم وتيسير عمل اللجان الافريقية حول المناخ، التي تم إنشاؤها خلال مؤتمر (كوب 22 ) الذي احتضنته مراكش سنة 2016 ".وأضاف البيان أن مجلس السلم والامن للاتحاد الافريقي "يشجع الدول الأعضاء على مواصلة دعم وتيسير عمل اللجان الافريقية حول المناخ، التي تم إنشاؤها خلال مؤتمر (كوب 22 ) الذي احتضنته مراكش سنة 2016، من اجل تسهيل تنفيذ اتفاق باريس، مشيرا الى ان الأمر يتعلق باللجنة الجزيرية حول المناخ برئاسة وافل رامكالاوان رئيس جمهورية السيشل، ولجنة حوض الكونغو برئاسة دينيس ساسو نغيسو ، رئيس جمهورية الكونغو ،ولجنة المناخ للساحل برئاسة محمد بازوم ، رئيس جمهورية النيجر.كما دعا البيان الى الحرص على ان تعزز هذه اللجان تعاونها مع مفوضية الاتحاد الافريقي.واكد مجلس السلم والامن للاتحاد الافريقي أيضا على ضرورة ، تقاسم الدول الأعضاء، والمجموعات الاقتصادية الإقليمية، والآليات الإقليمية ،التجارب، والمعارف وافضل الممارسات في مجال التصدي للانعكاسات السلبية للتغير المناخي، فضلا عن تطوير تعاون اكثر فعالية بين الكيانات المحلية والوطنية والإقليمية، من اجل ضمان تنسيق افضل للجهود الرامية الى التخفيف من هذه الانعكاسات.وأشار مجلس السلم والامن للاتحاد الافريقي ، الى أهمية تنفيذ اتفاق باريس حول التغيرات المناخية، واطار سونداي، للتقليص من مخاطر الكوارث، داعيا البلدان الافريقية الى الانضمام الى القطاع الخاص ، والمنظمات غير الحكومية ، ومنظمات المجتمع المدني ، من اجل التوفر على قدرات وطنية فعالة لمقاومة التغيرات المناخية، لا سيما في مجال الفلاحة، وتطوير البنيات التحتية الذكية على المستوى المناخي.يذكر ان المغرب كان ممثلا في هذا الاجتماع بوفد يقوده السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الاتحاد الافريقي، و اللجنة الاقتصادية لافريقيا التابعة للأمم المتحدة ،محمد عروشي.
كوب-22

فتح باب الترشيح لمسابقة فيديو الشباب العالمية حول تغير المناخ
أعلن في بون أمس الثلاثاء عن فتح باب الترشيح أمام الشباب من جميع أنحاء العالم حتى 31 غشت المقبل للمشاركة في الدورة الرابعة لمسابقة الفيديو العالمية للشباب بشأن تغير المناخ لعام 2018 التي تروم تسليط الضوء من خلال مقاطع فيديو على مبادرات الشباب بشأن المناخ.وحسب بيان نشر على موقع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي، سيتم اختيار اثنين من المشاركين كفائزين لحضور مؤتمر كوب 24 بشأن التغير المناخي الذي سيعقد في كاتوفيتشي ببولندا، في ديسمبر 2018.وسيتم خلال المؤتمر ، عرض مقاطع الفيديو أمام جمهور عالمي، كما ستتاح للفائزين فرصة العمل مع فريق الاتصال التابع للأمم المتحدة المعني بتغير المناخ والذي يغطي أهم الأحداث في الاجتماع.وقالت الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي باتريسيا اسبينوزا، إن شباب اليوم مختلفون عن أي من الاجيال السابقة. منذ ولادتهم ، تعلموا كلمات مثل الاحترار العالمي ، ذوبان الأنهار الجليدية ، ارتفاع منسوب البحر . لكنهم سمعوا أيضا كلمات مثل السيارات الكهربائية ، مزارع الرياح ، الطاقة المتجددة ، أهداف التنمية المستدامة ، اتفاقية باريس.وشددت المسؤولة الاممية على أن الشباب يشكلون عنصرا مهما للتغيير ولتسريع وتيرة العمل المناخي، مبرزة ان الشباب يتوفرون على قوة مؤثرة وقوة عددية.يشار الى أن مدينة بون تحتضن اجتماعات حول المناخ (30 ابريل -10 ماي) بمشاركة ممثلي أكثر من 200 حكومة ومقاولة ومجتمع مدني وذلك بهدف وضع قواعد ملزمة لتطبيق اتفاق باريس لحماية المناخ.وتتعلق بعض أهم القضايا محور المفاوضات في بون، بالطبيعة المتكررة والدورية لاتفاق باريس التي تسمح للأطراف بتحديث مساهمتها المحددة وطنيا كل خمس سنوات، وتقديم تقارير منتظمة عن التقدم الذي أحرزته في إطار من الشفافية والمساءلة، وإجراء تقييم عالمي كل خمس سنوات للتقدم المحرز نحو تحقيق أهداف اتفاق باريس.ويهدف اتفاق باريس بالخصوص الى الحد من متوسط الزيادة العالمية في درجة الحرارة إلى ما دون درجتين مئويتين عن المستوى الذي كان سائدا قبل المرحلة الصناعية، وبذل الجهود للحد من ارتفاع درجات الحرارة عند درجة ونصف مئوية.
كوب-22

الإعلان عن 12 التزام دولي للتصدي لتأثير التغيرات المناخية في القمة الدولية للمناخ بباريس
اعلن الثلاثاء 12 دجنبر خلال القمة الدولية للمناخ بباريس ( وان بلانيت ساميت ) عن 12 التزاما دولية في مجال مكافحة تأثير التغيرات المناخية. وتهدف هذه الالتزامات الى تكثيف تمويل الملاءمة ومقاومة التغيرات المناخية من اجل مواجهة الظواهر المناخية السلبية في الدول الجزيرية، وحماية الاراضي والموارد المائية، وتعبئة البحث والشباب لفائدة المناخ وتيسير ولوج الجماعات الى التمويل المناخي. كما تتوخى تسريع الانتقال نحو اقتصاد خال من الكربون ، لبلوغ هدف صفر انبعاثات ، وتطوير وسائل نقل غير ملوثة وبلوغ سعر للكربون يتلاءم واتفاق باريس . ويتعلق الامر ايضا بترسيخ الرهان المناخي في صلب القطاع المالي، والتعبئة الدولية لابناك التنمية والتزام الصناديق السيادية وتعبئة المستثمرين المؤسساتيين. من جهتها التزمت فرنسا بتكثيف تمويل الملاءمة مع التغيرات المناخية من اجل مواجهة الظواهر المناخية بالدول الجزيرية، وحماية الاراضي والموارد المائية من تأثير التغيرات المناخية وتعبئة البحث والشباب لفائدة المناخ ، فضلا عن تسريع الانتقال نحو اقتصاد خال من الكربون. وتهدف القمة التي بادر الى تنظيمها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ، بتعاون مع الامم المتحدة والبنك العالمي ،الى ترجمة الالتزامات التي اتخذت سنة 2015 بباريس الى مبادرات ملموسة، والى التشديد بشكل خاص على دور التمويل العمومي والخاص في التصدي لتأثير التغيرات المناخية.
كوب-22

إشادة عالية بمشاركة الملك محمد السادس وولي عهده في قمة المناخ الدولية بباريس + صور
حظيت مشاركة الملك محمد السادس، مرفوقا بولي العهد، الأمير مولاي الحسن، في قمة المناخ الدولية "وان بلانيت ساميت "، وريادة جلالة الملك من أجل التنمية المستدامة في القارة الإفريقية بإشادة عالية، أمس الثلاثاء بباريس، خلال افتتاح هذا الحدث العالمي. وقال مسير الجلسة الافتتاحية، بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والأمين العام للأمم المتحدة أونطونيو غوتيريز، ورئيس البنك العالمي جيم يونغ كيم، وكذا مجموع رؤساء الدول والوفود المشاركة " نشكر صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي حرص، من خلال حضوره لهذه الجلسة الافتتاحية، على التأكيد على انخراطه من أجل قضية المناخ من خلال تنظيم كوب 22، وريادته من أجل تنمية مستدامة في القارة الإفريقية، وبرنامج طموح لتطوير الطاقات المتجددة ". وأكد المتحدث أن " صاحب الجلالة الملك محمد السادس يظهر كيف أن قضية المناخ قضية كونية، وتهم جميع البلدان في الجنوب والشمال". كما أبرز حضور صاحب السمو الملكي، ولي العهد، الأمير مولاي الحسن " كإشارة قوية لانخراط الشباب " من أجل قضية المناخ. وقال" اسمحوا لي أيضا بالتأكيد على أن حضور ولي العهد الأمير مولاي الحسن إشارة قوية لانخراط الشباب من أجل الدفاع عن مستقبل الأرض ".  وتهدف قمة المناخ الدولية "وان بلانيت ساميت"، المنظمة بشكل مشترك مع منظمة الأمم المتحدة ومجموعة البنك العالمي، بدعم من عدد من الشركاء الدوليين، إلى ترجمة الالتزامات التي تم اتخاذها خلال مؤتمرات (الكوب) بباريس ومراكش وبون إلى مبادرات ملموسة، من خلال التأكيد على الخصوص على دور التمويل العمومي والخاص في محاربة انعكاسات التغيرات المناخية ويأتي انعقاد هذا المؤتمر في وقت بلغت فيه حاجيات العالم من البنيات التحتية المستدامة حسب تقديرات مبادرة نيو كليميت إيكونومي إلى ما لا يقل عن 90 مليار دولار في أفق 2030.  
كوب-22

انطلاق أشغال الدورة الثانية لقمة المناخ للفاعلين غير الحكوميين بأكادير
انطلقت، صباح اليوم الاثنين 11 شتنبر بمدينة أكادير، أشغال الدورة الثانية لقمة المناخ للفاعلين غير الحكوميين المعروفة باسم "كليمات شانس"، المنظمة إلى غاية 13 شتنبر الجاري، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.   ويعرف هذا الملتقى العالمي، المنظم من طرف مجلس جهة سوس ماسة وجمعية "كليمات شانس"، مشاركة حوالي ثلاثة آلاف شخص من نشطاء العديد من المنظمات غير الحكومية الوطنية والأجنبية، ونخبة من الشخصيات المهتمة بقضايا البيئة والتغيرات المناخية، وممثلين عن عدد من الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية.   وسينكب المشاركون في هذا الملتقى العالمي على مناقشة العديد من القضايا ذات الصلة بحماية المحيط البيئي الكوني من قبيل التحولات الإيكولوجية، والموارد المائية، والزراعة، والغابات، والمحيطات، والتنوع الإحيائي، وتدبير الموارد الطبيعية، وملائمة التمويلات المرتبطة بالمناخ وغيرها.
كوب-22

نجاح الدورة الأولى لملتقى ” تشجيع الابتكار في إفريقيا خضراء” بمراكش
قال المدير العام لمعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة بدر إيكن، إن الدورة الأولى لملتقى ” تشجيع الابتكار في إفريقيا خضراء”، لقيت نجاحا كبيرا، وتميزت بدينامية جيدة مما ساهم في تحقيق الأهداف المتوخاة منها، والرامية إلى جعل إفريقيا قارة للابتكار.   وأضاف خلال الحفل الختامي لهذه الدورة، الذي نظم مساء الخميس بمراكش، أن “هناك مؤهلات كبيرة، ونلاحظ أيضا أن المغرب أصبح قاطرة فيما يتعلق بالبحث العلمي والتنمية والابتكار بالقارة الافريقية”.   وأشار إلى الإرادة القوية للاستمرار في هذا المسار من أجل تشجيع الابتكار داخل المقاولات الناشئة وتشجيع المشاريع المعتمدة على البحث المتجدد، بشكل يمكن من استغلال الفرص المتاحة والامكانيات التي تزخر بها القارة الافريقية.   وفي هذا السياق، نوه السيد بدر إيكن بابتكارات ومشاريع المقاولات الناشئة المتميزة التي شاركت في هذه الدورة والتي تسعى إلى تقديم الحلول الناجعة والفعالة للقارة من خلال منتجات مبتكرة صديقة للبيئة.   وخلال الدورة الأولى لهذا الملتقى، يقول المتحدث، “قمنا بتعبئة أزيد من 16 بلدا من بينها دول افريقيا جنوب الصحراء، وأكثر من 70 مقاولة ناشئة، مما سمح بالوقوف خلال اشغال هذا الملتقى على تجارب رائدة وغنية بالنسبة للقارة الافريقية”.   وتميز الحفل الختامي لهذا الملتقى بتوزيع الجوائز على ثلاث مقاولات ناشئة الأكثر ابتكارا، وأحسن ابتكار للبحث والتطوير، فضلا عن أحسن أطروحات الدكتوراه.   وتمحورت أشغال الدورة الأولى لملتقى ” تشجيع الابتكار في إفريقيا خضراء”، التي نظمت يومي 12 و13 يوليوز بمبادرة من معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة بتعاون مع المعهد الأوروبي للابتكار والتكنولوجيا، حول مواضيع ذات صلة بمجال الابتكار.   كما تميزت هذه الدورة ، التي شارك فيها أزيد من 450 شخصا من إفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا، بإقامة قرية للابتكار المستدام شاركت فيها أزيد من 100 مقاولة ناشئة، لعرض منتجاتها وخدماتها وعملياتها الأكثر ابتكارا في مجالات الطاقة المتجددة والنجاعة الطاقية والنقل المستدام والشبكات الذكية وتصورها لمدينة المستقبل بإفريقيا.
كوب-22

افتتاح أشغال ملتقى تشجيع الابتكار في إفريقيا خضراء بمراكش
دعا وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة عزيز رباح، امس الأربعاء بمراكش، الى نموذج طاقي مبتكر أقل تلوثا وأكثر فعالية، مما من شأنه دعم دينامية النمو التي تعرفها افريقيا، مع المحافظة على البيئة للأجيال المقبلة.   وأوضح الوزير خلال افتتاح أشغال ملتقى ” تشجيع الابتكار في إفريقيا خضراء”، المنظم على مدى يومين بمشاركة أزيد من 450 شخص من إفريقيا وأوروبا وآسيا وأمريكا، أن الطاقات المتجددة عرفت تقدما كبيرا، خاصة في افريقيا، مما يعكس الإرادة القوية والانشغال الكبير لمستقبل الكون.   وأشار السيد عزيز رباح الى الضرورة تشجيع وتثمين البحث العلمي والتنمية في مجال الطاقة، من خلال على الخصوص تمويل المشاريع المبتكرة ووضع بنيات تحتية للبحث، مؤكدا في هذا الإطار، أن الدورة الأولى لهذا الملتقى من شأنها تقريب الباحثين والمقاولين الشباب والفاعلين في المجال الصناعي الأفارقة والدوليين، من القطاع المتجددة للطاقة المستدامة.   ويعد هذا الحدث – يقول الوزير- مناسبة لابراز النموذج المغربي في المجال الطاقي وفي ميدان البحث والتنمية، مع عرض على الخصوص المشاريع التي يقوم بها ويعمل على تطويرها معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة.   واضاف الوزير أن التكنولوجيات التي تهم مجال الطاقات المتجددة، توجد في تطور مستمر، مما يستدعي ضرورة القيام بمواكبة دقيقة لكل الأبحاث العلمية والابتكارات التي يعرفها العالم في هذا الميدان.   وأبرز السيد عزيز رباح أن البلدان السائرة في طريق النمو التي تسعى الى تعميم الولوج الى الكهرباء، مطالبة الى تبني اختيار استراتيجي وأساسي يهم التكنولوجيات الطاقية الواجب إعمالها، مع الأخذ بعين الاعتبار ليس فقط التكلفة بل ايضا استعمال هذه التكنولوجيا .   وتتمحور أشغال هذه التظاهرة، المنظمة بمبادرة من معهد البحث في الطاقة الشمسية و الطاقات الجديدة بتعاون مع المعهد الأوروبي للابتكار والتكنولوجيا، حول الابتكار، فضلا عن تخصيص جائزة للبحث والابتكار في مجالات الطاقات المتجددة، والنجاعة الطاقية، والشبكات الذكية، والحركية المستدامة، والمدينة الافريقية للمستقبل، وإقامة قرية للابتكار المستدام بمشاركة أزيد من 70 مقاولة ناشئة.    
كوب-22

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الجمعة 26 أبريل 2024
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة