سياسة

هكذا تدار علاقات المغرب بين باريس ومدريد في السياسة والاقتصاد


كشـ24 | وكالة الأناضول نشر في: 19 ديسمبر 2018

في الوقت الذي ترجح السياسة كفة العلاقات بين الرباط وباريس، يُميل الاقتصاد الكفة مجددًا تجاه محور الرباط ومدريد، وهو ما يجعل الميزان يميل لكل جهة تارة، ليبقى المحوران رهن التنافس والمصلحة المتبادلة.وفي الشهور القليلة الماضية، برز نوع من التنافس بين العلاقات الثنائية المغربية الفرنسية من جهة، في مقابل العلاقات المغربية الإسبانية من جهة ثانية؛ حيث بدا أن البلدين الأوروبيين دخلا في تنافس غير معلن حول تقوية العلاقات التجارية والاقتصادية مع المغرب.زيارتان متقاربتانفي 15 نوفمبر الماضي، أطلق المغرب قطاره فائق السرعة، في أول تجربة من نوعها بالقارة الإفريقية، بإشراف العاهل المغربي، الملك محمد السادس، وحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي ساهمت بلاده في المشروع، عبر قروض بلغت 60 بالمئة من قيمة إجمالي المشروع، التي بلغت 2.1 مليار دولار.واعتبر مراقبون، أن مشروع القطار فائق السرعة (أطلق عليه المغرب اسم البراق) الذي، انطلقت أعمال إنجاز خطه الرابط بين طنجة والدار البيضاء، في سبتمبر 2011، يؤكد مستوى العلاقات الاقتصادية بين باريس والرباط.وبعد تدشين القطار فائق السرعة بأقل من أسبوع، وصل رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز إلى الرباط، في زيارة عمل هي الأولى له إلى المغرب، التقى فيها العاهل المغربي، واقترح تقدم البلدين، مع البرتغال، بملف ترشيح مشترك لاستضافة نهائيات كأس العالم 2030.وأكد سانشيز خلال لقاء صحفي مع نظيره المغربي، سعد الدين العثماني، أن العلاقات التي تربط بين المملكتين قوية ومتينة.وشدد على أن إسبانيا لديها استثمارات كبيرة في المغرب، وتتطلع لتقويتها ومواصلة التعاون مع المغرب في جميع الملفات، خاصة موضوع الهجرة.تنافسيةقال تاج الدين الحسيني، الأكاديمي والخبير المغربي في العلاقات الدولية، إن العلاقات المغربية الإسبانية والفرنسية، تُشكل محورين مركزيين لعلاقات المغرب مع الاتحاد الأوروبي.وأضاف الحسيني، في تصريح للأناضول، أنه بفضل هذه العلاقات الثنائية مع الطرفين "استطاع المغرب أن يتحول من مجرد شريك اعتيادي وعادي إلى مركز الوضع المتقدم الذي يتميز به الآن داخل الاتحاد الأوروبي".ويستفيد المغرب من صفة "الوضع المتقدم" مع الاتحاد الأوروبي، منذ أكتوبر 2008، ويستفيد على ضوئه من عدة اتفاقيات وتمويلات أوروبية.وأشار الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إلى أن العلاقات التي تجمع المغرب بالبلدين فيها "نوع من التنافسية التي قد تشكل في بعض الأحيان نوعًا من التحدي ليس للمغرب وحده، بل للطرفين معًا".وأوضح الحسيني، أنه في كثير من الأحيان كان البعض يتحدث عن فرنسا باعتبارها الشريك الأول للمغرب على المستوى الاقتصادي في أوروبا، ثم لاحظنا كيف استطاعت إسبانيا أن تطور وضعها لتتفوق على فرنسا، ثم تعود هذه الأخيرة فيما بعد لتسترجع مكانتها.واعتبر، أن هذا النوع من التحدي التنافسي يصب في "مصلحة الجميع ويدفع المغرب إلى استقبال المزيد من الاستثمارات".وبشأن مشروع القطار فائق السرعة، رأى الحسيني أن هذا المشروع "يبقى نموذجًا لهذا التحدي الفرنسي المغربي، لأنه يؤدي إلى أن يكون المغرب هو أول دولة في القارة الإفريقية تستعمل هذا النوع من القطارات السريعة، التي ستعمم من دون شك في باقي الأقطار الإفريقية والعربية".ولفت إلى أن هذا النوع من المشاريع، يُعزز الدور الذي يلعبه المغرب كمنصة استراتيجية لنقل التكنولوجيا والاستثمار نحو بلدان القارة الإفريقية التي تمر عبر المغرب، وكذلك حتى تحديات أخرى تأتي من الصين، عبر ما يسمى "طريق الحرير"، الذي سيمر حتمًا عبر المغرب.ونوّه إلى أن كل هذا العوامل تضع المغرب في مركز "أساسي بفضل ما يتمتع به من استقرار سياسي واقتصادي يتيح له هذه الفرصة لهذه التنافسية الثنائية".علاقتان مختلفتانمن جهته، قال خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة "محمد الأول" بوجدة، إن فرنسا وإسبانيا رغم كونهما دولتين من الاتحاد الأوروبي، حيث يفترض أن يكون هناك تقارب في سياساتها الخارجية، إلا أن هذه السياسات تبقى "سياسات منفردة وذاتية بعيدة عن التنسيق".وأضاف الشيات في حديث مع الأناضول، أن علاقات المغرب بإسبانيا شهدت تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث تبين أنه "لا يمكن تجاوز جوار جيوسياسي".وأشار إلى أن "هناك تنافسًا حقيقيًا بين العلاقات الثنائية المغربية الفرنسية والمغربية الإسبانية؛ ولكن بآليتين (استراتيجيتين) مختلفتين".وتابع: "على الرغم من تغير الحزب الذي يقود الحكومة الإسبانية (الحزب الشعبي أو الحزب الاشتراكي) إلا أن العلاقات الخارجية الإسبانية تجاه المغربية لا تتغير، لأن مستوى الاستثمار متقدم والعلاقات الاقتصادية هي التي تتحكم في المعادلة".واعتبر الشيات، أن القاطرة الاقتصادية تجر العلاقات السياسية المغربية الإسبانية نحو تجاه معين، حيث إن الموقف الإسباني الإيجابي في الاتحاد الأوروبي بدعم اتفاق الصيد البحري، ومنع عقد الندوة التي كانت ستنظمها جبهة "البوليساريو" في البرلمان الإسباني كلها "رسائل سياسية واضحة، تؤكد أن هناك روابط كبيرة جدًا على المستوى الاقتصادي يمكن أن تؤثر في العلاقات السياسية بين البلدين".وبدأ النزاع حول إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول الخلاف بين المغرب وجبهة "البوليساريو" إلى نزاع مسلح توقف عام 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية الأمم المتحدة.وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت سيادتها، بينما تطالب جبهة "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر، التي تؤوي عشرات الآلاف من اللاجئين من الإقليم.أفضلية فرنسيةوأكد الشيات أن "العلاقات المغربية الفرنسية تبقى ذات طابع خاص، إذ إن الإرث التاريخي والاستعماري يلعب دورًا محوريًا في المعادلة، بالإضافة الى أن فرنسا عضو دائم في مجلس الأمن".وأوضح أن "باريس تعتبر الداعم السياسي الأساسي للمغرب فيما يتعلق بقضية الصحراء، ولوحت باستخدام حق الفيتو لصالح المغرب في القضية عدة مناسبات".وأوضح الشيات أن "المنطق يقتضي أن تكون العلاقات الإسبانية المغربية هي الاكثر قوة وحضورًا، إلا أن المكانة الاعتبارية لفرنسا في مجلس الأمن ومساندتها الكبيرة للمغرب تدفعه إلى تغليب الكفة لصالح فرنسا على حساب المنطق الاستثماري التنافسي، مثلما حدث في مشروع القطار فائق السرعة، لأن هذا الأمر يحدد إلى شكل بعيد مسار قضية للوحدة الترابية (قضية إقليم الصحراء) وهي المحدد الأساسي".وحول ما إذا كانت هذه التنافسية ستؤثر على دعم البلدين الحليفين للمغرب في وحدته الترابية، استبعد الحسيني حدوث هذا الأمر، قائلًا: "لا أعتقد أن هذه التنافسية ستؤثر على الدعم الإسباني للمغرب في ملف الصحراء".وأشار إلى أن بلده أصبح ينوع شراكاته، "ولا يضع بيضه في سلة واحدة ويحاول تنويع الشركاء، وربط مصالح عميقة مع كل هؤلاء الشركاء من أجل مصلحته القومية ومن أجل بناء مجتمع دولي قائم على التعددية والحوار المشترك".

في الوقت الذي ترجح السياسة كفة العلاقات بين الرباط وباريس، يُميل الاقتصاد الكفة مجددًا تجاه محور الرباط ومدريد، وهو ما يجعل الميزان يميل لكل جهة تارة، ليبقى المحوران رهن التنافس والمصلحة المتبادلة.وفي الشهور القليلة الماضية، برز نوع من التنافس بين العلاقات الثنائية المغربية الفرنسية من جهة، في مقابل العلاقات المغربية الإسبانية من جهة ثانية؛ حيث بدا أن البلدين الأوروبيين دخلا في تنافس غير معلن حول تقوية العلاقات التجارية والاقتصادية مع المغرب.زيارتان متقاربتانفي 15 نوفمبر الماضي، أطلق المغرب قطاره فائق السرعة، في أول تجربة من نوعها بالقارة الإفريقية، بإشراف العاهل المغربي، الملك محمد السادس، وحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي ساهمت بلاده في المشروع، عبر قروض بلغت 60 بالمئة من قيمة إجمالي المشروع، التي بلغت 2.1 مليار دولار.واعتبر مراقبون، أن مشروع القطار فائق السرعة (أطلق عليه المغرب اسم البراق) الذي، انطلقت أعمال إنجاز خطه الرابط بين طنجة والدار البيضاء، في سبتمبر 2011، يؤكد مستوى العلاقات الاقتصادية بين باريس والرباط.وبعد تدشين القطار فائق السرعة بأقل من أسبوع، وصل رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز إلى الرباط، في زيارة عمل هي الأولى له إلى المغرب، التقى فيها العاهل المغربي، واقترح تقدم البلدين، مع البرتغال، بملف ترشيح مشترك لاستضافة نهائيات كأس العالم 2030.وأكد سانشيز خلال لقاء صحفي مع نظيره المغربي، سعد الدين العثماني، أن العلاقات التي تربط بين المملكتين قوية ومتينة.وشدد على أن إسبانيا لديها استثمارات كبيرة في المغرب، وتتطلع لتقويتها ومواصلة التعاون مع المغرب في جميع الملفات، خاصة موضوع الهجرة.تنافسيةقال تاج الدين الحسيني، الأكاديمي والخبير المغربي في العلاقات الدولية، إن العلاقات المغربية الإسبانية والفرنسية، تُشكل محورين مركزيين لعلاقات المغرب مع الاتحاد الأوروبي.وأضاف الحسيني، في تصريح للأناضول، أنه بفضل هذه العلاقات الثنائية مع الطرفين "استطاع المغرب أن يتحول من مجرد شريك اعتيادي وعادي إلى مركز الوضع المتقدم الذي يتميز به الآن داخل الاتحاد الأوروبي".ويستفيد المغرب من صفة "الوضع المتقدم" مع الاتحاد الأوروبي، منذ أكتوبر 2008، ويستفيد على ضوئه من عدة اتفاقيات وتمويلات أوروبية.وأشار الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إلى أن العلاقات التي تجمع المغرب بالبلدين فيها "نوع من التنافسية التي قد تشكل في بعض الأحيان نوعًا من التحدي ليس للمغرب وحده، بل للطرفين معًا".وأوضح الحسيني، أنه في كثير من الأحيان كان البعض يتحدث عن فرنسا باعتبارها الشريك الأول للمغرب على المستوى الاقتصادي في أوروبا، ثم لاحظنا كيف استطاعت إسبانيا أن تطور وضعها لتتفوق على فرنسا، ثم تعود هذه الأخيرة فيما بعد لتسترجع مكانتها.واعتبر، أن هذا النوع من التحدي التنافسي يصب في "مصلحة الجميع ويدفع المغرب إلى استقبال المزيد من الاستثمارات".وبشأن مشروع القطار فائق السرعة، رأى الحسيني أن هذا المشروع "يبقى نموذجًا لهذا التحدي الفرنسي المغربي، لأنه يؤدي إلى أن يكون المغرب هو أول دولة في القارة الإفريقية تستعمل هذا النوع من القطارات السريعة، التي ستعمم من دون شك في باقي الأقطار الإفريقية والعربية".ولفت إلى أن هذا النوع من المشاريع، يُعزز الدور الذي يلعبه المغرب كمنصة استراتيجية لنقل التكنولوجيا والاستثمار نحو بلدان القارة الإفريقية التي تمر عبر المغرب، وكذلك حتى تحديات أخرى تأتي من الصين، عبر ما يسمى "طريق الحرير"، الذي سيمر حتمًا عبر المغرب.ونوّه إلى أن كل هذا العوامل تضع المغرب في مركز "أساسي بفضل ما يتمتع به من استقرار سياسي واقتصادي يتيح له هذه الفرصة لهذه التنافسية الثنائية".علاقتان مختلفتانمن جهته، قال خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة "محمد الأول" بوجدة، إن فرنسا وإسبانيا رغم كونهما دولتين من الاتحاد الأوروبي، حيث يفترض أن يكون هناك تقارب في سياساتها الخارجية، إلا أن هذه السياسات تبقى "سياسات منفردة وذاتية بعيدة عن التنسيق".وأضاف الشيات في حديث مع الأناضول، أن علاقات المغرب بإسبانيا شهدت تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث تبين أنه "لا يمكن تجاوز جوار جيوسياسي".وأشار إلى أن "هناك تنافسًا حقيقيًا بين العلاقات الثنائية المغربية الفرنسية والمغربية الإسبانية؛ ولكن بآليتين (استراتيجيتين) مختلفتين".وتابع: "على الرغم من تغير الحزب الذي يقود الحكومة الإسبانية (الحزب الشعبي أو الحزب الاشتراكي) إلا أن العلاقات الخارجية الإسبانية تجاه المغربية لا تتغير، لأن مستوى الاستثمار متقدم والعلاقات الاقتصادية هي التي تتحكم في المعادلة".واعتبر الشيات، أن القاطرة الاقتصادية تجر العلاقات السياسية المغربية الإسبانية نحو تجاه معين، حيث إن الموقف الإسباني الإيجابي في الاتحاد الأوروبي بدعم اتفاق الصيد البحري، ومنع عقد الندوة التي كانت ستنظمها جبهة "البوليساريو" في البرلمان الإسباني كلها "رسائل سياسية واضحة، تؤكد أن هناك روابط كبيرة جدًا على المستوى الاقتصادي يمكن أن تؤثر في العلاقات السياسية بين البلدين".وبدأ النزاع حول إقليم الصحراء عام 1975، بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول الخلاف بين المغرب وجبهة "البوليساريو" إلى نزاع مسلح توقف عام 1991، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار، برعاية الأمم المتحدة.وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح كحل حكمًا ذاتيًا موسعًا تحت سيادتها، بينما تطالب جبهة "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر، التي تؤوي عشرات الآلاف من اللاجئين من الإقليم.أفضلية فرنسيةوأكد الشيات أن "العلاقات المغربية الفرنسية تبقى ذات طابع خاص، إذ إن الإرث التاريخي والاستعماري يلعب دورًا محوريًا في المعادلة، بالإضافة الى أن فرنسا عضو دائم في مجلس الأمن".وأوضح أن "باريس تعتبر الداعم السياسي الأساسي للمغرب فيما يتعلق بقضية الصحراء، ولوحت باستخدام حق الفيتو لصالح المغرب في القضية عدة مناسبات".وأوضح الشيات أن "المنطق يقتضي أن تكون العلاقات الإسبانية المغربية هي الاكثر قوة وحضورًا، إلا أن المكانة الاعتبارية لفرنسا في مجلس الأمن ومساندتها الكبيرة للمغرب تدفعه إلى تغليب الكفة لصالح فرنسا على حساب المنطق الاستثماري التنافسي، مثلما حدث في مشروع القطار فائق السرعة، لأن هذا الأمر يحدد إلى شكل بعيد مسار قضية للوحدة الترابية (قضية إقليم الصحراء) وهي المحدد الأساسي".وحول ما إذا كانت هذه التنافسية ستؤثر على دعم البلدين الحليفين للمغرب في وحدته الترابية، استبعد الحسيني حدوث هذا الأمر، قائلًا: "لا أعتقد أن هذه التنافسية ستؤثر على الدعم الإسباني للمغرب في ملف الصحراء".وأشار إلى أن بلده أصبح ينوع شراكاته، "ولا يضع بيضه في سلة واحدة ويحاول تنويع الشركاء، وربط مصالح عميقة مع كل هؤلاء الشركاء من أجل مصلحته القومية ومن أجل بناء مجتمع دولي قائم على التعددية والحوار المشترك".



اقرأ أيضاً
بلحداد لكشـ24: تهور نظام الكابرانات يقود المنطقة نحو المجهول
حذر نور الدين بلحداد، الاستاذ بمعهد الدراسات الافريقية بجامعة محمد الخامس بالرباط، والباحث المتخصص في شؤون الصحراء المغربية، من التبعات الخطيرة للخيارات الانتحارية التي ينهجها النظام الجزائري بدعمه المستمر لميليشيات البوليساريو، معتبرا أن الهجمات الأخيرة التي استهدفت الأقاليم الجنوبية للمملكة لا تعدو أن تكون محاولات خجولة وبائسة تعكس حجم التخبط والارتباك لدى خصوم الوحدة الترابية للمغرب.وفي تصريح خص به موقع كشـ24، شدد بلحداد على أن النظام العسكري الجزائري يدفع بالمنطقة نحو الدمار، في وقت يعرف فيه العالم تحولات جيوسياسية عميقة تتطلب الحكمة والتبصر، لا المغامرة وزرع الفتنة، مشيرا إلى أن الجزائر ماضية في مسار عبثي قد يجر عليها كوارث داخلية وخارجية، خصوصا بعد أن انكشف دورها في رعاية كيان انفصالي مسلح يهدد السلم والأمن الدوليين.وأكد المتحدث ذاته، أن ما يجري اليوم على المستوى الدولي يعكس إدراكا متزايدا بشرعية المغرب في صحرائه، سواء من خلال الاعترافات المتوالية بمغربية الصحراء أو افتتاح التمثيليات الدبلوماسية في مدينتي العيون والداخلة، إلى جانب الإشادة المتنامية بالدور الريادي لجلالة الملك محمد السادس في قيادة مسيرة التنمية والاستقرار بالمنطقة.وأضاف بلحداد أن ما وصفه بالذبابة الطنانة التي زرعها النظام الجزائري منذ سنة 1976، والمتمثلة في جبهة البوليساريو الانفصالية، باتت في طريقها إلى الزوال، لا سيما مع تزايد الأصوات الدولية الداعية إلى تصنيف هذه الجبهة كتنظيم إرهابي، وهو ما قد يشكل ضربة قاصمة لها ولمموليها.وفي تحذير صريح، نبه بلحداد إلى أن الدول الكبرى، وفي حال ثبوت تورط الجزائر الرسمي في دعم الإرهاب عبر تسليح وتمويل ميليشيات البوليساريو، قد لا تتردد في محاسبة النظام ومقاربته للمنطقة، بل وقد تلجأ إلى فرض عقوبات قاسية أو حتى إعادة رسم الخريطة الجيوسياسية لشمال إفريقيا، وهو سيناريو لا يستبعده المتحدث في ظل صمت الحكماء داخل الجزائر.وأوضح بلحداد أن المملكة المغربية، بقيادة جلالة الملك وبإجماع شعبها، مؤمنة بعدالة قضيتها، وماضية في بناء أقاليمها الجنوبية بروح وطنية عالية، مجددا التأكيد على أن هذه الهجمات "لن ترهبنا ولن تثنينا عن مواصلة مسيرتنا الوحدوية والتنموية".وختم المتحدث تصريحه بالتأكيد على أن القادم سيحمل مفاجآت ثقيلة لنظام العسكر الجزائري، الذي قد يدفع ثمنا باهظا نتيجة سياسته الداعمة للانفصال وزرع الفوضى، مضيفا "كلنا مغاربة، موحدون خلف شعار الله، الوطن، الملك، ولن نتراجع عن قسم المسيرة الخضراء مهما كانت التحديات".
سياسة

خبير في العلاقات الدولية لكشـ24: التحركات الأخيرة للبوليساريو انتحار سياسي
اعتبر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض، ورئيس مركز ابن رشد للدراسات الجيوسياسية وتحليل السياسات، محمد نشطاوي، أن التحركات الأخيرة لميليشيات البوليساريو ليست مجرد تهور، بل تدخل في خانة الانتحار السياسي، في ظل ما وصفه بالخناق المتزايد الذي باتت تعانيه الجبهة على أكثر من مستوى. وأوضح نشطاوي في تصريحه لموقع كشـ24، أن الهجمات الأخيرة التي استهدفت الأراضي المغربية، خاصة بمدينة السمارة، تأتي كمحاولة يائسة من طرف الجبهة الانفصالية لإعادة بعث وجودها الرمزي، لكنها في الواقع لا تعدو أن تكون خرقا صريحا لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع سنة 1991، وهو ما أكدته أيضا تحقيقات بعثة الأمم المتحدة المينورسو. وأشار المتحدث ذاته، إلى أن البوليساريو باتت تواجه عزلة دولية متزايدة، تتجلى في التراجع الكبير في عدد الدول المعترفة بالجمهورية الوهمية، مقابل تنامي الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء، وافتتاح عدد من القنصليات والتمثيليات الدبلوماسية في مدينتي العيون والداخلة، مما يعكس تحولا عميقا في المواقف الدولية. كما لفت نشطاوي إلى أن مشروع القانون الذي تقدم به عضوا الكونغرس الأمريكي ويلسون وبانيتا، والرامي إلى تصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية، قد يشكل ضربة قاصمة للجبهة وللداعم الرئيسي لها، الجزائر، خاصة بالنظر إلى ارتباطاتها المحتملة بإيران وحزب الله، حسب ما ورد في نص المشروع. واعتبر مصرحنا أن هذه المبادرات تفتح الباب أمام المرحلة الأخيرة لتصفية ملف الصحراء داخل أروقة الأمم المتحدة، مشيرا إلى أن قرار مجلس الأمن المرتقب في أكتوبر المقبل قد يحمل إشارات قوية نحو سحب هذا الملف من اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار، خاصة أن المغرب هو من أدرج القضية سنة 1963 ضد الاستعمار الإسباني، وقد استعاد أراضيه بشكل فعلي. وختم المحلل السياسي تصريحه بالتأكيد على أن الدبلوماسية المغربية، باعتمادها نهجا هادئا لكنه هجومي، استطاعت أن تسحب البساط من تحت أقدام ميليشيات البوليساريو وحلفائها، مرجحا أن يكون ما وصفه بالخطأ القاتل الذي ارتكبته الجبهة الوهمية، مدخلا لنهاية مشروعها الانفصالي، بفعل الخسائر السياسية والدبلوماسية المتتالية.
سياسة

حزب الاستقلال يحصل على ستة أصوات في انتخابات جزئية بأولاد الطيب بنواحي فاس
أثار حصول حزب الاستقلال في انتخابات جزئية جرت يوم أمس بمنطقة أولاد الطيب لملء مقعد شاغر في المجلس الجماعي للمنطقة، الكثير من التساؤلات بشأن حضور حزب الاستقلال في العاصمة العلمية وأحوازها. واستغرب عدد من المتفاعلين ومنهم أعضاء في هذا الحزب، ملابسات هذه النتيجة، في وقت يضم مكتب الفرع بالمنطقة ما يقرب من 21 عضوا.لكن في المقابل، عبر حزب "الميزان" بالمنطقة، عن "اعتزازها الكبير بالمجهود المبذول من طرف الاخوان والأخوات في فرع وألاد الطيب من اجل الانطلاق في مرحلة البناء".وسجل بأن مرحلة بناء الحزب في أولاد الطيب بدأت بعد ان كانت الجماعة تعرف غيابا كليا لهذا الحزب سواء تنظيميا او حتى في المحطات الانتخابية سواء خلال انتخابات 2021 او 2016.وذكر بأن الحزب حصل في انتخابات 2021 في المنطقة بأكملها على 37 صوت و "الحال انه اليوم خلال 2025 و بعد تأسيس الفرع حصل في إحدى الدوائر على 60 صوت و في هاته الدائرة على 10 أصوات. وتحدث عن "تفوق" على نتائج الانتخابات لسنة 2021.وفاز حزب "الأحرار" مجددا بهذا المقعد، في مواجهة مرشح البام ومرشحة حزب الاستقلال. وانتقد هذا الأخير ما أسماه باستعمال الأساليب الدنيئة في الانتخابات. ونجح حزب التجمع الوطني للأحرار في حصد أغلب المقاعد خلال الانتخابات الجزئية التي جرت في عدد من الجماعات الترابية التابعة لجهة فاس-مكناس.وفاز في انتخابات جرت بجماعة بوهودة بتاونات، كما فاز في أولاد الطيب بنواحي فاس، ونجح في جماعة المنزل بإقليم صفرو. وفي الوقت الذي اعتبر التجمعيون بأن الأمر يتعلق بنتائج تؤكد مسار الثقة الذي يعود إلى إنجازات الحكومة الحالية، فأن الكثير من المنتقدين يتحدثون عن حملات صامتة في خزانات انتخابية تستغل فيها الهشاشة، وتمر العملية عموما في غياب منافسة قوية وظل إقبال جد محدود على صناديق الإقتراع.
سياسة

حزب “الكتاب” ينتقد تهرب أخنوش من البرلمان ويرفض مقاربة الحكومة للشأن الصحفي
استنكر حزبُ التقدم والاشتراكية إقدام الحكومة، حاليا، على محاولة تمريرِ مشاريع نصوص قانونية جديدة ترتبط بالمجلس الوطني للصحافة وبالصحفيين المهنيين، دون إشراكِ فاعلين أساسيين في النسيج الإعلامي الوطني أو التشاور معهم. واعتبر أن إصرار الحكومة على منهجيتها الإقصائية، لتمرير قوانين هامة بخلفية أُحادية، هو تأكيدٌ على نواياها السلبية بخصوص مضامين وتوجهات هذه التشريعات. وتوقف المكتبُ السياسي لحزب "الكتاب" في اجتماعه الأسبوعي الذي عقده يوم أمس الثلاثاء، عند موجة الحرارة المرتفعة التي تعرفها بلادُنا خلال هذه الأيام، سواء في المناطق الداخلية أو في المناطق الساحلية. وجدد إثارة الانتباه إلى أنَّ التغيرات المناخية صارت واقعاً مفروضاً وضاغطاً على بلادنا، يتعين التعامل معه بكل جدية، بالنظر إلى التداعيات الخطيرة للظواهر القصوى الناتجة عن هذه التغيرات، كما هو الحال بالنسبة للجفاف، والحرائق، وموجات الحر الشديد. في هذا الإطار، دعا إلى أخذ كل التدابير الضرورية، من أجل الحدِّ من التداعيات الصحية لموجة الحر الحالية، لا سيما بالنسبة للأطفال والشيوخ وأصحاب الأمراض المزمنة، وكذا من أجل توفير الأمصال المضادة لسموم الأفاعي والعقارب في المستشفيات، وخاصة في المراكز الصحية بالعالم القروي والمناطق الجبلية. كما دعا الحكومة إلى الأخذ على محمل الجد مسألة التغيرات المناخية وآثارها الوخيمة، من خلال نهج سياسات عمومية ناجعة، تكون فيها المقاربة الإيكولوجية حاضرةً بقوة، من أجل تحقيق الصمود والتكيُّف، لا سيما بالنسبة للفئات الاجتماعية والمجالات الترابية الأكثر هشاشةً. وفي سياق متابعته لمجريات الشأن البرلماني، انتقد حزب "الكتاب" تهرُّب رئيس الحكومة وعددٍ كبير من أعضائها من المثول أمام البرلمان، وأكد على أنَّ هذا الغياب المتواتر والممنهج، علاوةً على الضُعف السياسي الذي يتسم به الحضور المتقطع، ورفض التعاطي الإيجابي للحكومة مع المبادرات التشريعية والرقابية لممثلي الأمة، هو تعبيرٌ عن غياب النَّفَسِ السياسي والديموقراطي للحكومة، وسعيها نحو تحويل البرلمان إلى مجرد غرفةٍ شكلية للتسجيل، وإبعاده عن مناقشة القضايا الأساسية التي تستأثر باهتمام المغاربة، وفي مقدمتها الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية وقضية الحكامة ومحاربة الفساد.
سياسة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 02 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة