نعيمة حسوان تبدع بأعمالها وتزاوج بين الواقعية الإنطباعية والتجريدية التعبيرية
كشـ24
نشر في: 14 أغسطس 2017 كشـ24
في ملتقى ربيع الفن موكادور بالصويرة
شاركت الفنانة التشكيلية المغربية، نعيمة حسوان، في معرض جماعي، نظمته جمعية ربيع الفن موكادور، في إطار الدورة الثالثة لصالون الفن المعاصر بالصويرة.
وتأتي مشاركة الفنانة حسوان في هذا الحدث الفني، باعتبارها واحدة من الفنانات اللواتي ينتمين إلى الحساسية الفنية الجديدة.
وقالت حسوان إن ملتقى ربيع الفن موكادور، يعتبر جسرا لتعميق النقاش حول الحركة الفنية في المغرب وتبادل الأفكار والمعارف بين مختلف الفنانين المشاركين، الذين توافدوا من أقطار مختلفة.
وأضافت في تصريح لـ"كش24" أن الملتقى شكل لها فرصة مهمة لعرض جديدها الفني، الذي أثار حفيظة النقاد والزوار معا.
جماليا، تطالعنا أعمال الفنانة العصامية نعيمة حسوان جسورة في عليائها، ولعل أبلغ قراءة في أعمالها تعود إلى الناقد الأدبي والفني الليبي عمران بشنهد، الذي اعتبر هذه التجربة مسكونة بروح المغامرة والتجديد، الأعمال الفنية التي تقدمها حسوان رديفة لفتنة الهروب وللتعالي العمودي، فهي تعرض كما يقول الناقد بصفة منتظمة. تحتفي الفنانة بالحياة والطبيعة معا.
فالفن الأصيل من منظورها الجمالي لا جنس له ولا عمر له. التزمت بفعل الإبداع كحاجة داخلية وكهامش وجودي ينزاح عن سلطة المركز. فنها لا يحاكي الواقع المرئي، بل يسافر بعيدا في تخوم الذات والآخر الأكبر بتعبير جاك لاكان. كل شذراتها المحكية إعلان عن حياة المعنى لا موته وبيان بصري لحدائقها السرية التي تزاوج بين الواقعية الانطباعية والتجريدية التعبيرية.
الأكيد أن حسوان ترفض السهولة والشهب المصطنعة وترتاد مغامرة الحياة في التشكيل التي تستدعي النظر والتأمل الجماليين وتتحرر من ركام الإكراهات السائدة. إنها تسير حثيثا في عوالم الظل الأكبر كمعادل للنور الأكبر.
إن فلسفة الإبداع من منظورها الجمالي تأملية تسائل جوهر الأشياء والكائنات، وتواصلية باعتبارها منتدى لمناجاة الذات وتقاسم هواجسها مع الآخرين الفعليين والمفترضين معا. أليست اللوحات كالمفاهيم العرفانية تستمد نجاعتها وأصالتها من بعدها الإبداعي والتجديدي ؟ ألا يتمفصل الإبداع مع الحياة ومع الإدراك ومع الحدس؟ إن كل لوحة أبدعتها قريحة الفنانة المبدعة، نعيمة حسوان، بمثابة كتلة إحساسية وحدسية في الآن نفسه تنعكس على أشكال جمالية منفردة قادرة على ترجمة القيم والتصورات بصيغة تعبيرية خاصة لا مجال فيها للافتعال، والابتداع، والتصنع. إنها صور جنينية في حالتها البدئية والخالصة، صور اختلافية تقطع، بشكل تلقائي وحر، مع كل تقليد أو اجترار.
لا غرابة، إذن، أن تحضر الأعمال الفنية كسعي دؤوب للتفاعل مع الكينونة الإنسانية ومحاورتها بشكل مغاير. فالفن من منظورها تجربة وجودية وإبداعية في الآن ذاته: تجربة مشبعة بالتذكر، والحنين، والتأمل، والتبصر. إنها أملها الوحيد للتوقيع على ولادتها الجديدة. مبدعة تمارس التشكيل كأبجدية ثانية تلتزم بالحياة ولا شيء غير الحياة. فأن ترسم معناه أن تحيا فقط. إنها تود أن تكون فنانة الأشياء والفعل والحياة، كما كان يود بازوليني أن يكون شاعر الأشياء والفعل والحياة (الحياة تعبر عن نفسها بنفسها).
إن صنيعها التشكيلي مرادف للقوة والجمال، وهي التي تؤمن بأن درب الفن ممتد نحو تخوم العالمية، فلا غرو أن تكون أعمالها كسبت زخما نقديا وسلطة معنوية ومادية معا في المعارض سواء كانت جماعية أو فردية.
في ملتقى ربيع الفن موكادور بالصويرة
شاركت الفنانة التشكيلية المغربية، نعيمة حسوان، في معرض جماعي، نظمته جمعية ربيع الفن موكادور، في إطار الدورة الثالثة لصالون الفن المعاصر بالصويرة.
وتأتي مشاركة الفنانة حسوان في هذا الحدث الفني، باعتبارها واحدة من الفنانات اللواتي ينتمين إلى الحساسية الفنية الجديدة.
وقالت حسوان إن ملتقى ربيع الفن موكادور، يعتبر جسرا لتعميق النقاش حول الحركة الفنية في المغرب وتبادل الأفكار والمعارف بين مختلف الفنانين المشاركين، الذين توافدوا من أقطار مختلفة.
وأضافت في تصريح لـ"كش24" أن الملتقى شكل لها فرصة مهمة لعرض جديدها الفني، الذي أثار حفيظة النقاد والزوار معا.
جماليا، تطالعنا أعمال الفنانة العصامية نعيمة حسوان جسورة في عليائها، ولعل أبلغ قراءة في أعمالها تعود إلى الناقد الأدبي والفني الليبي عمران بشنهد، الذي اعتبر هذه التجربة مسكونة بروح المغامرة والتجديد، الأعمال الفنية التي تقدمها حسوان رديفة لفتنة الهروب وللتعالي العمودي، فهي تعرض كما يقول الناقد بصفة منتظمة. تحتفي الفنانة بالحياة والطبيعة معا.
فالفن الأصيل من منظورها الجمالي لا جنس له ولا عمر له. التزمت بفعل الإبداع كحاجة داخلية وكهامش وجودي ينزاح عن سلطة المركز. فنها لا يحاكي الواقع المرئي، بل يسافر بعيدا في تخوم الذات والآخر الأكبر بتعبير جاك لاكان. كل شذراتها المحكية إعلان عن حياة المعنى لا موته وبيان بصري لحدائقها السرية التي تزاوج بين الواقعية الانطباعية والتجريدية التعبيرية.
الأكيد أن حسوان ترفض السهولة والشهب المصطنعة وترتاد مغامرة الحياة في التشكيل التي تستدعي النظر والتأمل الجماليين وتتحرر من ركام الإكراهات السائدة. إنها تسير حثيثا في عوالم الظل الأكبر كمعادل للنور الأكبر.
إن فلسفة الإبداع من منظورها الجمالي تأملية تسائل جوهر الأشياء والكائنات، وتواصلية باعتبارها منتدى لمناجاة الذات وتقاسم هواجسها مع الآخرين الفعليين والمفترضين معا. أليست اللوحات كالمفاهيم العرفانية تستمد نجاعتها وأصالتها من بعدها الإبداعي والتجديدي ؟ ألا يتمفصل الإبداع مع الحياة ومع الإدراك ومع الحدس؟ إن كل لوحة أبدعتها قريحة الفنانة المبدعة، نعيمة حسوان، بمثابة كتلة إحساسية وحدسية في الآن نفسه تنعكس على أشكال جمالية منفردة قادرة على ترجمة القيم والتصورات بصيغة تعبيرية خاصة لا مجال فيها للافتعال، والابتداع، والتصنع. إنها صور جنينية في حالتها البدئية والخالصة، صور اختلافية تقطع، بشكل تلقائي وحر، مع كل تقليد أو اجترار.
لا غرابة، إذن، أن تحضر الأعمال الفنية كسعي دؤوب للتفاعل مع الكينونة الإنسانية ومحاورتها بشكل مغاير. فالفن من منظورها تجربة وجودية وإبداعية في الآن ذاته: تجربة مشبعة بالتذكر، والحنين، والتأمل، والتبصر. إنها أملها الوحيد للتوقيع على ولادتها الجديدة. مبدعة تمارس التشكيل كأبجدية ثانية تلتزم بالحياة ولا شيء غير الحياة. فأن ترسم معناه أن تحيا فقط. إنها تود أن تكون فنانة الأشياء والفعل والحياة، كما كان يود بازوليني أن يكون شاعر الأشياء والفعل والحياة (الحياة تعبر عن نفسها بنفسها).
إن صنيعها التشكيلي مرادف للقوة والجمال، وهي التي تؤمن بأن درب الفن ممتد نحو تخوم العالمية، فلا غرو أن تكون أعمالها كسبت زخما نقديا وسلطة معنوية ومادية معا في المعارض سواء كانت جماعية أو فردية.