ان الداخل الى حي (عرصة الملاك) الذي يقع في عمق المدينة العتيقة بمراكش، يتأسف كثيرا على تحويله من حي للراحة والاستقرارا السكني الى سوق عشوائي تفرخ على طول ازقته وبين دروبه، مانعا حركة السير والجولان و خانقا سكانه الذين ماعادوا يجدون فيه فضاء للراحة والاستقرار.
فمنذ سنة 1994 وشكايات السكان تتناسل على الجهات والسلطات المختصة من أجل إيجاد حل لهذه المعضلة التي لوثت المكان، وشوهت تفاصيل الحي، ولكنهم يصابون بخيبة أمل كبيرة جراء صمت الجهات المسؤولة، ما جعلهم يتسآلون حول الجهة المستفيدة من هذه الفوضى ومن تناسل الاسواق العشوائية، خصوصا أنه يلاحظ يوميا أشخاص غرباء يقومون بجمع الايتاوات ويوزعون الباعة على جنبات الطريق مانعين حركة السير والجولان.
هذا وقد انتشر باعة الملابس المستعملة بشكل مثير خلال الآونة الاخيرة، فضلا عن باعة الخضر والأسماك، الذين ما برحوا أن جعلوا وسط الطريق مكانا لغسل الأسماك، ورمي الأزبال، ما أدى الى انحباس مجاري المياه العادمة التي جعلت المكان يزكم الأنفاس بالروائح الكريهة.
صورة قاتمة أخرى من السوق، فقد أصبح مرتعا للنشالين و اللصوص فسكان الحي أصبح لزاما عليهم الاستماع الى الكلام الخادش للحياء، وعليهم كذالك ان يكونوا فاطنين لحيل النشالين حتى لا يتعرضوا لسرقة ما كما أصبح من العادي مشاهدة قطيع النساء اللواتي يقصدنه لا لشئ، سوى لقضاء اوقات يلتقين فيها مع بعض الزبناء و يعقدن فيه مواعيد متنوعة.
أصحاب الدكاكين لا يجدون حرجا في استغلا ل 3 أمتار أوأكثر من عرض الشارع، تاركين حيزا بعرض مترين او اقل يستغل من الباعة القرديين. الوجوه في عرصة الملاك أصبحت غريبة، و أصوات الباعة تحدث ضجيجا من أول الصباح، فلا يهنأ الساكن بالراحة، ولا المر يض يحلم بنقاهة شافية، وتساؤلات السكان تزداد عن الحل، و تتمنى زيارة عبد السلام بيكرات الوالي الجديد لمراكش، للوقوف على الخلل، ومحاسبة المتلا عبين الذين يكرون جدران البيوت وعتبات المنازل، وحتى وسط الشارع منذ زمن.