مجتمع

نجا من الموت مرتين.. مدرب مغربي يصل إيطاليا بـ”الحريڭ”


كشـ24 نشر في: 19 فبراير 2024

يحكي نور الدين هليل، الذي يعيش حاليا في مدينة تورينو الإيطالية، أن حكايته التي مضى عليها 18سنة، هي تجربة حكاية يراها البعض نجاة من البطالة ونجاحا باهرا، لشاب عاش موتا كاد يحدث مرات، أخطرها مرتان، الأولى فوق أعالي البحار والأخرى في صحراء ليبيا القاحلة.

يقول نور الدين هليل مدرب الكرة القدم ذو الأربعين عاما، "لا أتمنى هذا الجحيم لا لعدو ولا لصديق، ولا أريد أن أكون قدوة لأي شاب يرى في الضفة الأخرى طريقا للنجاة من مرارة البطالة في بلده".

ويسترسل موجها رسالته قائلا: "فالمهاجر بلا لغة ولا مكان يحتويه هو يتيم في دروب أوروبا، وعلى متن قوارب الموت هي نهاية حياة بلا رحمة".

يروي نور الدين الذي عاش طفولته يلعب الكرة متخفيا عن والده، ومداعبا المستديرة في ثكنة عسكرية بمدينة بوعرفة شرق المغرب، حيث كان يعمل والده جنديا.

لم أفكر يوما في الهجرة

روى نور الدين هليل، عن مسار امتد لـ18 سنة، عبر فيها محطات بارزة بين أمل وأخرى كادت تفقده حياته، ولعل أخطرها رحلة هجرة غير نظامية عام 2006، حينما تأخر رفقة زملائه عن قارب في بحر المتوسط حاملا ما يقارب 320 مهاجرا من أبناء مدينته، أفورار الواقعة على الحدود الشمالية لسلسلة الأطلس المتوسط شرق المغرب.

فكرة الهجرة غير النظامية، يروي هليل، طبعها في رأسه أقارب وأصدقاء يعيشون بالديار الإيطالية، بعدما أقنعوه أنها الخلاص الوحيد من البطالة والضياع، إذ أقنع والديه بالمغادرة، لتحقيق الحلم الأوروبي، مستندا على ما رتبه خاله ووسيط سري يؤمن رحلات للهجرة غير النظامية.

نقل هليل إحساسه قائلا: "حين أتى ذلك اليوم الموعود والذي كلما تذكرته اقشعر بدني، فهو لم يكن سهلا لا علي ولا على عائلتي التي لم ألتقِ بها إلا بعد 7 سنوات من المعاناة والتشرد في إيطاليا".

العبور والنجاة من الموت

مغامرة المدرب المغربي، بدأت من الرباط جوا إلى تونس ومن تونس العاصمة إلى مدينة صفاقس، وبعدها إلى معبر رأس جدير الحدودي بين تونس وليبيا، وفي حوزته 500 دولار تحصل عليها من والده ملفوفة بعناية في قطعة بلاستيك.

برهبة يصف نور الدين المشهد، قائلا: "فتحت عيني ووجدت نفسي وسط زرقة واسعة تلطمنا الأمواج ليلا، ولم يغادرنا الفزع والرعب حتى وطأت أقدامنا اليابسة، أخيرا أنا فوق التراب الأوروبي".

الكرة الإيطالية وحلم الاحتراف

بعد حياة التسكع ومطاردات الشرطة، والهروب في مجاري الصرف الصحي من السلطات، نسج نورالدين علاقات صداقة مع مغاربة وإيطاليين، فتحت له بابا واسعا، في عالم كرة القدم، ولعل أهمها صداقته بأحد الإيطاليين الذي ساعده في ولوج عالم التدريب تيمنا بالشبه الكبير مع ابنه الذي كان متوفيا آنذاك. وفق ما أوضح نور الدين.

ولكل حلم تكلفة يروي نورالدين قائلا: " لقد استغنيت على عمل كنت أكسب منه أجرة جيدة، في مقابل العمل كمساعد مدرب بنادي مورتارا، ومنظفا لمستودعات الملابس مقابل أجر هزيل".

مدربا في إيطاليا

درس المدرب المغربي، نور الدين هليل، التدريب لسنوات وتعلم اللغة الإيطالية، وصار لافتا للأنظار لدى أعرق نوادي كرة القدم بإيطاليا، حيث كانت أولى عقود عمله كمكتشف للمواهب مع ناديي إنتر ميلان واس ميلان.

وفي عام 2020، حصل نورالدين هليل على الجنسية الإيطالية، ويشغل الآن إطارا فيدراليا بالاتحاد الإيطالي لكرة القدم، ومدربا في نادي إس برا لفئة U17، بعد رحلة تدريب انتقل فيها بين أندية عديدة أبرزها كبلبرو فيرشيلي، وإف سي تورينو.

وختم المدرب نور الدين هليل حديثه للعربية.نت قائلا "بصراحة لم أكن أحلم نائما أو يقظا أن اللعبة التي حُرمت منها في بلادي، ستكون طوق نجاة ومصدر نجاح في مدينة تورينو مع صغار الكالشيو.. لقد استسلمت في كثير من الأحيان، للوضع المزري، وسلّمت نفسي للشرطة الإيطالية لترتب ترحيلي إلى المغرب، لكن ذلك لم يحدث لأن الأقدار كان لها رأي آخر، وهو النجاح في اللعبة التي أحبها كثيرا".

المصدر: العربية.نت

يحكي نور الدين هليل، الذي يعيش حاليا في مدينة تورينو الإيطالية، أن حكايته التي مضى عليها 18سنة، هي تجربة حكاية يراها البعض نجاة من البطالة ونجاحا باهرا، لشاب عاش موتا كاد يحدث مرات، أخطرها مرتان، الأولى فوق أعالي البحار والأخرى في صحراء ليبيا القاحلة.

يقول نور الدين هليل مدرب الكرة القدم ذو الأربعين عاما، "لا أتمنى هذا الجحيم لا لعدو ولا لصديق، ولا أريد أن أكون قدوة لأي شاب يرى في الضفة الأخرى طريقا للنجاة من مرارة البطالة في بلده".

ويسترسل موجها رسالته قائلا: "فالمهاجر بلا لغة ولا مكان يحتويه هو يتيم في دروب أوروبا، وعلى متن قوارب الموت هي نهاية حياة بلا رحمة".

يروي نور الدين الذي عاش طفولته يلعب الكرة متخفيا عن والده، ومداعبا المستديرة في ثكنة عسكرية بمدينة بوعرفة شرق المغرب، حيث كان يعمل والده جنديا.

لم أفكر يوما في الهجرة

روى نور الدين هليل، عن مسار امتد لـ18 سنة، عبر فيها محطات بارزة بين أمل وأخرى كادت تفقده حياته، ولعل أخطرها رحلة هجرة غير نظامية عام 2006، حينما تأخر رفقة زملائه عن قارب في بحر المتوسط حاملا ما يقارب 320 مهاجرا من أبناء مدينته، أفورار الواقعة على الحدود الشمالية لسلسلة الأطلس المتوسط شرق المغرب.

فكرة الهجرة غير النظامية، يروي هليل، طبعها في رأسه أقارب وأصدقاء يعيشون بالديار الإيطالية، بعدما أقنعوه أنها الخلاص الوحيد من البطالة والضياع، إذ أقنع والديه بالمغادرة، لتحقيق الحلم الأوروبي، مستندا على ما رتبه خاله ووسيط سري يؤمن رحلات للهجرة غير النظامية.

نقل هليل إحساسه قائلا: "حين أتى ذلك اليوم الموعود والذي كلما تذكرته اقشعر بدني، فهو لم يكن سهلا لا علي ولا على عائلتي التي لم ألتقِ بها إلا بعد 7 سنوات من المعاناة والتشرد في إيطاليا".

العبور والنجاة من الموت

مغامرة المدرب المغربي، بدأت من الرباط جوا إلى تونس ومن تونس العاصمة إلى مدينة صفاقس، وبعدها إلى معبر رأس جدير الحدودي بين تونس وليبيا، وفي حوزته 500 دولار تحصل عليها من والده ملفوفة بعناية في قطعة بلاستيك.

برهبة يصف نور الدين المشهد، قائلا: "فتحت عيني ووجدت نفسي وسط زرقة واسعة تلطمنا الأمواج ليلا، ولم يغادرنا الفزع والرعب حتى وطأت أقدامنا اليابسة، أخيرا أنا فوق التراب الأوروبي".

الكرة الإيطالية وحلم الاحتراف

بعد حياة التسكع ومطاردات الشرطة، والهروب في مجاري الصرف الصحي من السلطات، نسج نورالدين علاقات صداقة مع مغاربة وإيطاليين، فتحت له بابا واسعا، في عالم كرة القدم، ولعل أهمها صداقته بأحد الإيطاليين الذي ساعده في ولوج عالم التدريب تيمنا بالشبه الكبير مع ابنه الذي كان متوفيا آنذاك. وفق ما أوضح نور الدين.

ولكل حلم تكلفة يروي نورالدين قائلا: " لقد استغنيت على عمل كنت أكسب منه أجرة جيدة، في مقابل العمل كمساعد مدرب بنادي مورتارا، ومنظفا لمستودعات الملابس مقابل أجر هزيل".

مدربا في إيطاليا

درس المدرب المغربي، نور الدين هليل، التدريب لسنوات وتعلم اللغة الإيطالية، وصار لافتا للأنظار لدى أعرق نوادي كرة القدم بإيطاليا، حيث كانت أولى عقود عمله كمكتشف للمواهب مع ناديي إنتر ميلان واس ميلان.

وفي عام 2020، حصل نورالدين هليل على الجنسية الإيطالية، ويشغل الآن إطارا فيدراليا بالاتحاد الإيطالي لكرة القدم، ومدربا في نادي إس برا لفئة U17، بعد رحلة تدريب انتقل فيها بين أندية عديدة أبرزها كبلبرو فيرشيلي، وإف سي تورينو.

وختم المدرب نور الدين هليل حديثه للعربية.نت قائلا "بصراحة لم أكن أحلم نائما أو يقظا أن اللعبة التي حُرمت منها في بلادي، ستكون طوق نجاة ومصدر نجاح في مدينة تورينو مع صغار الكالشيو.. لقد استسلمت في كثير من الأحيان، للوضع المزري، وسلّمت نفسي للشرطة الإيطالية لترتب ترحيلي إلى المغرب، لكن ذلك لم يحدث لأن الأقدار كان لها رأي آخر، وهو النجاح في اللعبة التي أحبها كثيرا".

المصدر: العربية.نت



اقرأ أيضاً
الامن ينهي نشاط سارق دراجات نارية بمراكش
تمكنت عناصر الدائرة 20 بعد منتصف ليلة امس الاربعاء 2 يوليو مدعومة من طرف طاقم مجموعة التدخلات من ايقاف شاب من ذوي السوابق على مستوى شارع الحجاز بحي المحاميد. وحسب مصدر أمني لـ كشـ24 فإن الموقوف ينشط في مجال سرقة الدراجات النارية على مستوى احياء المحاميد، و قد جاء ايقافه بعد عملية ترصد و استثمار لمجموعة من المعطيات بعد تحريات امنية مكثفة. ووفق المصادر ذاتها العملية الامنية مكنت من استعادة دراجتين ناريتين كما تمت احالة المعني بالامر على الشرطة القضائية بناءً على تعليمات النيابة العامة في انتظار انطلاق محاكمته.
مجتمع

شاب يعتصم فوق خزان مائي ببني ملال للمطالبة بفتح تحقيق في قضية وفاة والده
اهتمام كبير للرأي العام المحلي بمدينة بني ملال بالشاب الذي قرر، في خطوة غريبة، تنفيذ اعتصام مفتوح مع التهديد بالانتحار، فوق خزان مائي معروف بالمدينة، للمطالبة بفتح تحقيق في ملابسات وفاة والده.ويقول هذا الشاب، وهو في عقده الرابع، بأن والده المتقاعد تعرض لجريمة قتل، وتم تخريب ممتلكاته البنكية والإدارية وسرقة منزله والاستحواذ عليه.وقرر بعد احتجاجات سابقة أن يصعد إلى أعلى هذا الخزان المائي، منذ حوالي عشرة أيام، حيث دخل في اعتصام مفتوح بدون ماء ولا طعام، وهو ما يهدد حياته، خاصة في ظل الحرارة المرتفعة، تشير فعاليات محلية.ولم تنجح مساعي بذلت من أجل إقناعه بوقف احتجاجه الذي يهدد حياته، حيث رفض وقف "معركته" إلا بعد فتح تحقيق في قضية وفاة والده والتي يظهر بأن لها علاقة بخلافات حول الإرث. واستغربت الفعاليات المحلية تجاهل السلطات لقضية هذا الشاب، خاصة في ظل الظروف المناخية الصعبة بالمنطقة.
مجتمع

نقابة عمال النظافة بفاس الجماعة تقدم وعودا فضفاضة والمدينة تعيش كارثة أزبال
انتقد ادريس أبلهاض، الكاتب الإقليمي لنقابة الاتحاد العام للشغالين بفاس، الوعود التي قدمها عمدة المدينة بخصوص تنفيذ دفتر التحملات الجديد، وعدم ربطها بتواريخ محددة، خاصة وأن المرحلة الانتقالية المرتبطة بتنزيل الصفقة الجديدة قد انتهت عمليا. وقال إن المدينة تعاني من كارثة أزبال بسبب عدم توفير الأسطول والآليات، وعدم تحفيز العمال. وأشارت النقابة، في بيان لها، بأنه تم الوقوف على غياب أي إجراءات عملية وجدية لتحسين أوضاع الشغيلة، سواء على المستوى المادي عبر توقيع اتفاقية اجتماعية، أو على المستوى المهني من خلال توفير آليات وظروف عمل لائقة. وروجت شركةSOS لدخول أسطول جديد، وذكرت النقابة بأنها التزمت بشكل ملحوظ بتوفير غالبية الآليات والمعدات المنصوص عليها في دفتر التحملات. بالمقابل، سُجلت خروقات واضحة بشركة ميكومار، حيث لا زال العمال يعانون من تأخر في صرف الأجور، وغياب أدوات العمل الأساسية، وعدم توفير المعدات والآليات كما ينص على ذلك دفتر التحملات. وسجل أبلهاض بأنه كان الأمل أن تتحسن أوضاع الأجراء في عهد المجلس الحالي، وفي ظل قدوم شركات جديدة للتدبير المفوض للقطاع، لكن الوضع الحالي حطم أفق الانتظار. ولم يتغير من الوضع سوى أسماء الشركات
مجتمع

حجز شحنة ضخمة من مخدر الشيرا بمحاميد الغزلان
تمكنت عناصر المركز الترابي للدرك الملكي بمحاميد الغزلان بإقليم زاكورة، أول أمس الثلاثاء، من إحباط محاولة تهريب شحنة كبيرة من مخدر الشيرا كانت معدة للتهريب الدولي عبر الشريط الحدودي للمملكة. وحسب ما أوردته تقارير إعلامية وطنية، فقد رصدت الفرق الميدانية التابعة للمركز المذكورة 24 رزمة من المخدرات، كانت محملة على ظهر أربعة جِمال، ليتم حجز ما مجموعه 660 كيلوغراما من مخدر الشيرا خلال هذه العملية، إضافة إلى الجِمال. وقد شرعت عناصر الدرك الملكي باشرت في التحقيق في الموضوع للكشف عن ملابسات العملية، وتحديد الشبكات المتورطة والإمتدادات المحتملة لهذا النشاط الإجرامي، وذلك تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 03 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة