مجتمع

نائب التعليم بمراكش وصناعة الفوضى


كشـ24 نشر في: 10 فبراير 2014

نائب التعليم بمراكش وصناعة الفوضى
كش 24
لم يُطق والي مراكش صبرا وهو يرى تلاميذ مراكش يطوفون شوارعها ضد برنامج "مسار" في الوقت الذي لم تحرك النيابة الاقليمية أي ساكن لاحتواء الوضع. طبعا وجود الملك محمد السادس بمراكش جعل الوالي يتدخل بصرامة ضد نائب التعليم بمراكش سمير مزيان الذي كان يتصرف ببرودة دم وكأن خروج التلاميذ إلى الشارع أمر لا يعنيه. بل الأدهى هو أنه عوض أن يساهم في إطفاء الحريق ساهم في صبّ المزيد من الزيت على النار حينما قام أمام دهشة الجميع بإفراغ المؤسسات التعليمية من أطرها الإدارية لكي يحضر هؤلاء تكوينا متأخرا حول برنامج "مسار".

وهو ما أتاح الفرصة فقط لبعض العناصر المشاغبة من التلاميذ لممارسة المزيد من العبث داخل مؤسساتهم حيث استغلوا غياب الاداريين لتخريب بعض التجهيزات. وكأن نائب مراكش لم يسمع بالمثل الذي يقول 'العلف فايت ماشي بايت". فوقتُ التكوين فات، والآن وقت إطفاء الحريق وليس إخلاء المكان من رجال الإطفاء في وقتٍ الحاجة فيه كل الحاجة إلى تدخلهم.
لكن بالنسبة لمؤسسات مراكش التعليمية، لا مشكل هناك. فالفوضى صارت هي الأصل. وخبر التلميذ الذي سدد عدة طعنات بالسلاح الأبيض لثلاثة من زملائه في معهد أبي العباس السبتي بمراكش الأسبوع الماضي اعتُبِر حدثا عاديا في المدينة الحمراء ببساطة لأن العنف صار ممارسة يومية داخل المؤسسات التعليمية للمدينة بعدما فسخ نائب التعليم بالمدينة مع بداية 2014 العقدة التي كانت تجمعه مع شركة للأمن الخاص ضدا على الجمعية الوطنية للمدراء بمراكش التي قرعت ناقوس الخطر في حينه في بيان استنكاري.

وهكذا تعرضت استاذتان لاعتداء في مؤسسة النسيم، فيما تم تعنيف أستاذ للرياضيات في قسمه بثانوية ابن تومرت، وتعرضت أيضا أستاذة بمجموعة مدارس مسعود لاعتداء نقلت على إثره مغمى عليها الى المستشفى. كل هذا والنائب الإقليمي يغلق عليه مكتبه. فهو آمن والحمد لله من كل مكروه بعدما حرص على تحويل النيابة إلى ما يشبه الثكنة يعسكر أمامها رجال الأمن والقوات المساعدة وحراس الأمن الخاص.
تدخل الوالي عبد السلام بيكرات الحازم ضد النائب جاء في محاولة جادة منه لإعادة الامور إلى نصابها.

وهكذا فقد كان صارما وهو يحث نائب التعليم على التواصل مع التلاميذ عبر الإذاعة وباقي وسائل الاتصال. لكن عوض أن يتحمل النائب مسؤوليته ويراجع طريقة تدبيره لشؤون نيابته بقليل من التواضع، ألقى كعادته باللوم على الآخرين. والضحية الأولى هذه المرة كان رئيس مكتب الاتصال بالنيابة الأستاذ محمد الصالحي الذي حاول النائب إعفاءه من مهامه قبل أن يتراجع عن هذا الإعفاء في آخر لحظة. مع العلم أن المشكلة ليست في الموظفين الذين يسميهم نائب مراكش ب(الخُدّام) ولكن في سياسته في التدبير. فبعد تسريحه لعدد من رؤساء المصالح يبدو النائب عاجزا تماما عن إعادة هيكلة النيابة. ولهذا ربما تراجع عن إعفاء الصالحي لأنه يعرف ألا أحد سيقبل الحلول بدلا منه في ظل عزوف أطر النيابة عن تحمل المسؤولية إلى جانبه لكيلا يُحمِّلهم الرأي العام المحلي الساخط مسؤولية التخبط الحالي.

وكان سمير مزيان نائب التعليم بمراكش قد أعفى في وقت سابق رئيس مصلحة الموارد البشرية في النيابة، وكلف موظفا آخر بمهامه قبل أن ينسحب هذا الأخير ويترك المصلحة بدون مسؤول.

فلا أحد بنيابة مراكش يريد أن يتحمل المسؤولية في هذه اللحظة بالذات التي يفاجئ فيها النائب الإقليمي "خُدَّامه" بالتخبط تلو التخبط في القرارات وأيضا في التَّنطّط عليهم لأنه لا يتورع في التجول بين المكاتب ليفتح الأبواب بشكل فجائي على الموظفين دون طرق الباب. مع العلم أن الوسط التعليمي والرأي العام المراكشي ينتظران من النائب أن يغادر مكتبه بالنيابة ليس لإزعاج الموظفين في المكاتب المجاورة، بل عليه أن يغادر قلعته النيابية المحروسة بالأمن والقوات المساعدة ليتعرف على الوضع الحقيقي للتعليم داخل المؤسسات التعليمية على الأرض وليس في الأوراق وسط مكاتب النيابة التي قلَّت زيارة المُرتفقين إليه ربما بعدما أرهبهم منظر الأمن الذي يعسكر أمامها منذ أسابيع.

 
لقد بلغ التخبط الذي تعرفه نيابة مراكش حدا غير مسبوق. فالموارد البشرية بدون مسؤول. والتسيب بلغ قمته خصوصا بعدما أوقفت عناصر الدرك الملكي أثناء قيامها بمراقبة السير والجولان، في يوم سبت، بإحدى الطرق الثانوية المؤدية إلى مراكش سيارة سوداء اللون من نوع داسيا تابعة للنيابة، ولم يكن الشخصان اللذين يركبانها يتوفران على أية وثيقة قانونية ترخّص لهما استعمالها لا داخل مراكش ولا خارجها. أما النائب فلا جواب له عن كل هذه الفضائح.

حواره مع أساتذة سدّ الخصاص وصل إلى الباب المسدود بعدما فشل فيه إنسانيا قبل أن يفشل مهنيا. فتنطعه وعدم تبصره جعلاه يهين هذه الفئة مما جعل ثأرها معه يصير شخصيا وهو ما جعلهم يرابطون منذ أكثر من شهرين الآن أمام نيابته مطالبين في الصبح والمساء برحيله.

حربُه مع المدراء مفتوحة متواصلة وبدون أفق. خصومته مع النقابات بلغت أوجها بعدما أشعر النائب الفرقاء النقابيين أنه لا يؤمن بأية شراكة معهم. وهكذا عوض أن يبحث عن الحل مع شركائه النقابيين والاجتماعيين وشركائه المهنيين أيضا خصوصا فئة المدراء، يفضل سمير مزيان صبّ جام غضبه على موظفي النيابة الذين بدؤوا يتهربون من التعاون معه بدليل مصلحة الموارد البشرية التي تنصل الكل من تحمُّل مسؤوليتها ولو بشكل مؤقت. وعوض أن يواجه المشاكل الحقيقية داخل المؤسسات، وعوض أن يتواصل مع الصحافة والآباء والتلاميذ والرأي العام، يتصور النائب أنه بتقربه من هذا المسؤول أو ذاك سيحل مشاكله.

من ذلك مثلا تربُّصُه بوالي الأمن الدخيسي بعد انتهاء حفل تنصيب الوالي بيكرات، لكنه لم يجد من والي الأمن إلا الصدود فعاد على أعقابه خاسئا في مشهد مؤسف لا يُشرِّف رجال التعليم خاصة وأنه وقع أمام أنظار العديدين يوم تنصيب الوالي الجديد وأثار أسف الجميع.
كان أجدر بسمير مزيان - الذي سبق أن استُثني من بروتوكول توديع الملك بعد صلاة الجمعة قبل أسابيع لأسباب أثارت الكثير من النقاش في حينه - لو اهتم بشؤونه واحترم موظفي نيابته.

وهم بالمناسبة موظفون لا "خُدّام" كما يحبّ أن يصفهم. كان أجدر لو أنصفهم واحترم المجهودات التي يبذلونها بدل التّملق لوالي الأمن وغيره. لكن حينما تغيب الكفاءة وحينما يجد المرء نفسه في المنصب بالصدفة (الصدفة وأشياء أخرى سنعود إليها لاحقا)، حينما يجد المرء نفسه مسؤولا بدون خبرة ولا تجربة يفتح الباب على مصراعيه للتخبط والارتجالية والتملق، ويفتح الباب أيضا للعنف والاستهتار والفوضى التي استفحلت بمؤسسات مراكش التعليمية قبل أن تندلع قضية "مسار"، ولا شك أنها ستتواصل مع الأسف الشديد في ظل التدبير المتخبط للنائب الحالي حتى بعد أن يعود الهدوء إلى باقي المؤسسات التعليمية بالمملكة. فنيابة مراكش تشكل استثناء مع نائبها الحالي: استثناء في الفوضى والتسيب والاستهتار

نائب التعليم بمراكش وصناعة الفوضى
كش 24
لم يُطق والي مراكش صبرا وهو يرى تلاميذ مراكش يطوفون شوارعها ضد برنامج "مسار" في الوقت الذي لم تحرك النيابة الاقليمية أي ساكن لاحتواء الوضع. طبعا وجود الملك محمد السادس بمراكش جعل الوالي يتدخل بصرامة ضد نائب التعليم بمراكش سمير مزيان الذي كان يتصرف ببرودة دم وكأن خروج التلاميذ إلى الشارع أمر لا يعنيه. بل الأدهى هو أنه عوض أن يساهم في إطفاء الحريق ساهم في صبّ المزيد من الزيت على النار حينما قام أمام دهشة الجميع بإفراغ المؤسسات التعليمية من أطرها الإدارية لكي يحضر هؤلاء تكوينا متأخرا حول برنامج "مسار".

وهو ما أتاح الفرصة فقط لبعض العناصر المشاغبة من التلاميذ لممارسة المزيد من العبث داخل مؤسساتهم حيث استغلوا غياب الاداريين لتخريب بعض التجهيزات. وكأن نائب مراكش لم يسمع بالمثل الذي يقول 'العلف فايت ماشي بايت". فوقتُ التكوين فات، والآن وقت إطفاء الحريق وليس إخلاء المكان من رجال الإطفاء في وقتٍ الحاجة فيه كل الحاجة إلى تدخلهم.
لكن بالنسبة لمؤسسات مراكش التعليمية، لا مشكل هناك. فالفوضى صارت هي الأصل. وخبر التلميذ الذي سدد عدة طعنات بالسلاح الأبيض لثلاثة من زملائه في معهد أبي العباس السبتي بمراكش الأسبوع الماضي اعتُبِر حدثا عاديا في المدينة الحمراء ببساطة لأن العنف صار ممارسة يومية داخل المؤسسات التعليمية للمدينة بعدما فسخ نائب التعليم بالمدينة مع بداية 2014 العقدة التي كانت تجمعه مع شركة للأمن الخاص ضدا على الجمعية الوطنية للمدراء بمراكش التي قرعت ناقوس الخطر في حينه في بيان استنكاري.

وهكذا تعرضت استاذتان لاعتداء في مؤسسة النسيم، فيما تم تعنيف أستاذ للرياضيات في قسمه بثانوية ابن تومرت، وتعرضت أيضا أستاذة بمجموعة مدارس مسعود لاعتداء نقلت على إثره مغمى عليها الى المستشفى. كل هذا والنائب الإقليمي يغلق عليه مكتبه. فهو آمن والحمد لله من كل مكروه بعدما حرص على تحويل النيابة إلى ما يشبه الثكنة يعسكر أمامها رجال الأمن والقوات المساعدة وحراس الأمن الخاص.
تدخل الوالي عبد السلام بيكرات الحازم ضد النائب جاء في محاولة جادة منه لإعادة الامور إلى نصابها.

وهكذا فقد كان صارما وهو يحث نائب التعليم على التواصل مع التلاميذ عبر الإذاعة وباقي وسائل الاتصال. لكن عوض أن يتحمل النائب مسؤوليته ويراجع طريقة تدبيره لشؤون نيابته بقليل من التواضع، ألقى كعادته باللوم على الآخرين. والضحية الأولى هذه المرة كان رئيس مكتب الاتصال بالنيابة الأستاذ محمد الصالحي الذي حاول النائب إعفاءه من مهامه قبل أن يتراجع عن هذا الإعفاء في آخر لحظة. مع العلم أن المشكلة ليست في الموظفين الذين يسميهم نائب مراكش ب(الخُدّام) ولكن في سياسته في التدبير. فبعد تسريحه لعدد من رؤساء المصالح يبدو النائب عاجزا تماما عن إعادة هيكلة النيابة. ولهذا ربما تراجع عن إعفاء الصالحي لأنه يعرف ألا أحد سيقبل الحلول بدلا منه في ظل عزوف أطر النيابة عن تحمل المسؤولية إلى جانبه لكيلا يُحمِّلهم الرأي العام المحلي الساخط مسؤولية التخبط الحالي.

وكان سمير مزيان نائب التعليم بمراكش قد أعفى في وقت سابق رئيس مصلحة الموارد البشرية في النيابة، وكلف موظفا آخر بمهامه قبل أن ينسحب هذا الأخير ويترك المصلحة بدون مسؤول.

فلا أحد بنيابة مراكش يريد أن يتحمل المسؤولية في هذه اللحظة بالذات التي يفاجئ فيها النائب الإقليمي "خُدَّامه" بالتخبط تلو التخبط في القرارات وأيضا في التَّنطّط عليهم لأنه لا يتورع في التجول بين المكاتب ليفتح الأبواب بشكل فجائي على الموظفين دون طرق الباب. مع العلم أن الوسط التعليمي والرأي العام المراكشي ينتظران من النائب أن يغادر مكتبه بالنيابة ليس لإزعاج الموظفين في المكاتب المجاورة، بل عليه أن يغادر قلعته النيابية المحروسة بالأمن والقوات المساعدة ليتعرف على الوضع الحقيقي للتعليم داخل المؤسسات التعليمية على الأرض وليس في الأوراق وسط مكاتب النيابة التي قلَّت زيارة المُرتفقين إليه ربما بعدما أرهبهم منظر الأمن الذي يعسكر أمامها منذ أسابيع.

 
لقد بلغ التخبط الذي تعرفه نيابة مراكش حدا غير مسبوق. فالموارد البشرية بدون مسؤول. والتسيب بلغ قمته خصوصا بعدما أوقفت عناصر الدرك الملكي أثناء قيامها بمراقبة السير والجولان، في يوم سبت، بإحدى الطرق الثانوية المؤدية إلى مراكش سيارة سوداء اللون من نوع داسيا تابعة للنيابة، ولم يكن الشخصان اللذين يركبانها يتوفران على أية وثيقة قانونية ترخّص لهما استعمالها لا داخل مراكش ولا خارجها. أما النائب فلا جواب له عن كل هذه الفضائح.

حواره مع أساتذة سدّ الخصاص وصل إلى الباب المسدود بعدما فشل فيه إنسانيا قبل أن يفشل مهنيا. فتنطعه وعدم تبصره جعلاه يهين هذه الفئة مما جعل ثأرها معه يصير شخصيا وهو ما جعلهم يرابطون منذ أكثر من شهرين الآن أمام نيابته مطالبين في الصبح والمساء برحيله.

حربُه مع المدراء مفتوحة متواصلة وبدون أفق. خصومته مع النقابات بلغت أوجها بعدما أشعر النائب الفرقاء النقابيين أنه لا يؤمن بأية شراكة معهم. وهكذا عوض أن يبحث عن الحل مع شركائه النقابيين والاجتماعيين وشركائه المهنيين أيضا خصوصا فئة المدراء، يفضل سمير مزيان صبّ جام غضبه على موظفي النيابة الذين بدؤوا يتهربون من التعاون معه بدليل مصلحة الموارد البشرية التي تنصل الكل من تحمُّل مسؤوليتها ولو بشكل مؤقت. وعوض أن يواجه المشاكل الحقيقية داخل المؤسسات، وعوض أن يتواصل مع الصحافة والآباء والتلاميذ والرأي العام، يتصور النائب أنه بتقربه من هذا المسؤول أو ذاك سيحل مشاكله.

من ذلك مثلا تربُّصُه بوالي الأمن الدخيسي بعد انتهاء حفل تنصيب الوالي بيكرات، لكنه لم يجد من والي الأمن إلا الصدود فعاد على أعقابه خاسئا في مشهد مؤسف لا يُشرِّف رجال التعليم خاصة وأنه وقع أمام أنظار العديدين يوم تنصيب الوالي الجديد وأثار أسف الجميع.
كان أجدر بسمير مزيان - الذي سبق أن استُثني من بروتوكول توديع الملك بعد صلاة الجمعة قبل أسابيع لأسباب أثارت الكثير من النقاش في حينه - لو اهتم بشؤونه واحترم موظفي نيابته.

وهم بالمناسبة موظفون لا "خُدّام" كما يحبّ أن يصفهم. كان أجدر لو أنصفهم واحترم المجهودات التي يبذلونها بدل التّملق لوالي الأمن وغيره. لكن حينما تغيب الكفاءة وحينما يجد المرء نفسه في المنصب بالصدفة (الصدفة وأشياء أخرى سنعود إليها لاحقا)، حينما يجد المرء نفسه مسؤولا بدون خبرة ولا تجربة يفتح الباب على مصراعيه للتخبط والارتجالية والتملق، ويفتح الباب أيضا للعنف والاستهتار والفوضى التي استفحلت بمؤسسات مراكش التعليمية قبل أن تندلع قضية "مسار"، ولا شك أنها ستتواصل مع الأسف الشديد في ظل التدبير المتخبط للنائب الحالي حتى بعد أن يعود الهدوء إلى باقي المؤسسات التعليمية بالمملكة. فنيابة مراكش تشكل استثناء مع نائبها الحالي: استثناء في الفوضى والتسيب والاستهتار


ملصقات


اقرأ أيضاً
بنسعيد يواجه فوضى “السوشال ميديا” و “المؤثرين” بالقانون
كشف وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، عن شروع وزارته في إعداد إطار قانوني وطني "شامل ومتكامل" لتنظيم منصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية، في خطوة ترمي إلى كبح الفوضى الرقمية التي أصبحت تهدد القيم المجتمعية، خصوصاً في صفوف الأطفال والشباب، دون المساس بحرية التعبير. وخلال عرضه أمام لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب اليوم الأربعاء 14 ماي الجاري، شدد الوزير على أن الانتشار المتسارع لوسائل التواصل الاجتماعي رافقه تنامٍ ملحوظ للمضامين العنيفة، والخطابات التحريضية، والأخبار الزائفة، في ظل غياب تأطير قانوني يضبط هذه الفضاءات التي أصبحت تؤثر بشكل مباشر على النسيج المجتمعي. وأوضح بنسعيد أن الإطار القانوني المرتقب سيستلهم من التشريع الأوروبي المتقدم، ولا سيما قانون الخدمات الرقمية (DSA)، الذي فرض على المنصات الكبرى التزامات صارمة في ما يتعلق بالشفافية، ومحاربة المحتوى غير القانوني، وحماية المستخدمين، خاصة القاصرين. كما اعتبر أن التجربة الأوروبية تؤكد أن التعامل مع الفضاء الرقمي لم يعد مجرد مسألة اقتصادية، بل أصبح قضية سيادة رقمية وحماية مجتمعية. ويهدف الإطار الجديد إلى سد الفراغ التشريعي الذي تستفيد منه المنصات الأجنبية، عبر فرض التزامات قانونية واضحة، من بينها تعيين ممثل قانوني للمنصات داخل التراب الوطني، يكون مخاطباً رسمياً للسلطات المغربية، خصوصاً تلك التي تستهدف السوق الإشهاري المغربي أو تحقق منه أرباحاً. كما ستُلزم المنصات الرقمية بوضع نظام صارم لتعديل المحتوى، يرصد بشكل تلقائي المضامين غير القانونية مثل العنف، والكراهية، والتضليل الإعلامي، إلى جانب توفير آليات واضحة وفعالة لتلقي الشكايات من المستخدمين والتفاعل السريع معها. ويأتي ذلك في إطار تحميل المنصات جزءاً من المسؤولية الوقائية عن انتشار المحتوى المؤذي أو المخالف للقانون. ومن أجل حماية القاصرين، سيتضمن النظام تصنيف المحتويات بحسب الفئات العمرية، وتمكين الرقابة الأبوية، ومنع الإعلانات التي تستغل ضعف الأطفال أو تروج لمواد ضارة، فضلاً عن إزالة أي محتوى يمكن أن يؤثر سلباً على نموهم النفسي أو السلوكي. وأكد الوزير أيضاً أن القانون سيفرض على المنصات التصدي الفوري للأخبار الزائفة والمحتويات المحرضة على العنف أو الكراهية أو التمييز، كما سيلزمها بالشفافية في ما يخص الإعلانات المموّلة والمحتويات ذات الطابع الدعائي، بما يضمن سلامة الفضاء المعلوماتي للمجتمع ويضع حداً للفوضى الرقمية المتفاقمة. وفي الجانب الاقتصادي، أشار بنسعيد إلى أن المنصات التي تحقق أرباحاً من السوق الإشهاري المغربي ستُجبر على التصريح الضريبي واحترام مقتضيات العدالة الضريبية، مع التنسيق مع السلطات المالية بشأن أي تحويلات مشبوهة أو خروقات. واختتم الوزير بالتأكيد على تعزيز صلاحيات الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، لتواكب التحولات العميقة التي يشهدها المشهد الرقمي، وتضطلع بدور رقابي حاسم في مواجهة المحتوى السمعي البصري الفوضوي المنتشر على المنصات، خاصة الموجّه للقاصرين.
مجتمع

بعد مجهوداته الجبارة.. قائد المركز القضائي للدرك الملكي بوسكورة يحظى بتكريم خاص
علمت "كشـ24" من مصدر خاص، أن القيادة العليا للدرك الملكي استدعت يونس عاكفي، رئيس المركز القضائي بسرية بوسكورة التابعة للقيادة الجهوية للدرك الملكي بالدار البيضاء، من أجل تكريمه نظير مجهوداته الكبيرة في محاربة الجريمة والمخدرات، وذلك في إطار احتفالات الذكرى التاسعة والستين لتأسيس القوات المسلحة الملكية. ويأتي هذا التكريم في سياق الاعتراف بالكفاءة العالية والتفاني المهني الذي أبان عنه المسؤول الأمني في أداء مهامه، خصوصاً في مواجهة شبكات الاتجار في المخدرات، حيث استطاع بمعية فريقه إحراز نتائج ملموسة ساهمت في تعزيز الإحساس بالأمن داخل منطقة نفوذه الترابي. وقد نال يونس عاكفي إشادة واسعة داخل صفوف الدرك الملكي، لما أظهره من حزم ويقظة ميدانية، وحرص دائم على التنسيق مع مختلف الأجهزة الأمنية في سياق مقاربة استباقية وفعالة في التصدي لمختلف مظاهر الجريمة والانحراف خصوصا تجارة المخدرات. ويُعد هذا التكريم بمثابة اعتراف بما تبذله عناصر الدرك الملكي، من جهود ميدانية متواصلة لحماية أمن المواطنين وضمان استقرار الوطن، كما يعكس إرادة المؤسسة في تشجيع الكفاءات الأمنية وتحفيزها على مواصلة العطاء بنفس الروح الوطنية والانضباط.  
مجتمع

شتور لكشـ24: تفشي ظاهرة “النوار” في السكن الاقتصادي ينهك كاهل المواطنين والدعم الحكومي لا يصل إلى مستحقيه
عبر علي شتور، رئيس الجمعية المغربية للدفاع عن حقوق المستهلك، عن قلقه البالغ إزاء تنامي ظاهرة ما يعرف بالنوار في معاملات السكن الاقتصادي، معتبرا أن هذه الممارسات غير القانونية أصبحت تشكل عبئا إضافيا على المواطنين، خاصة من ذوي الدخل المحدود، الباحثين عن سكن لائق وبأسعار معقولة. وفي تصريح خص به موقع كشـ24، أوضح شتور أن بعض المنعشين العقاريين يستغلون سذاجة بعض المستهلكين لفرض مبالغ إضافية تحت الطاولة، في تجاوز سافر للقوانين الجاري بها العمل، مشددا على أن هذه السلوكات تتنافى مع مبادئ الشفافية وتضرب في العمق حق المواطن في السكن الكريم. وأضاف المتحدث، بصفتنا جمعية منضوية تحت لواء الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، فإننا ندين بشدة هذه الممارسات المشينة، ونطالب الجهات المختصة بالتدخل العاجل والحازم للحد من هذه الظاهرة التي تفاقم من معاناة الفئات الهشة. وعن سياسة الدعم الموجه للسكن، اعتبر شتور أن هذه الآلية لم تحقق النتائج المرجوة، بل إنها حسب قوله عززت مظاهر الريع وجعلت المنعشين العقاريين المستفيد الأول منها، دون أن يلمس المواطن أي تحسن ملموس في ظروف الحصول على السكن. وختم تصريحه قائلا، أن الواقع يؤكد أن الدعم يذهب إلى جيوب المنعشين، بينما يؤدي المستهلك ثمن السكن مضاعفا، بين النوار من جهة، وعجزه عن توفير مبالغ إضافية من جهة أخرى، وهو ما يتطلب إعادة النظر بشكل جذري في آليات التدخل العمومي بهذا القطاع الحساس.
مجتمع

على خطى مراكش..أصحاب الطاكسيات بأكادير يطالبون باعتماد علامة “الخدمة”
دعا المكتب الجهوي للنقابة الديمقراطية للنقل والمكتب الجهوي لفدرالية النقابات الديمقراطية ـ قطاع سيارات الأجرة بجهة سوس ماسة، والي الجهة، سعيد أمزازي، إلى إصدار قرار يلزم مستغلي سيارات الأجرة بتركيب علامة واضحة وثابتة على السيارة، تظهر حالة الخدمة: "في الخدمة" أو "خارج الخدمة". وقال التنسيق النقابي في مراسلة موجهة إلى الوالي أمزازي، إن هذا المقترح جاء استجابة لمجموعة من الملاحظات والشكايات التي ترد باستمرار من المواطنين، خاصة في المحطات والشوارع الكبرى، بخصوص الغموض في وضعية السيارة، مما يؤدي على ارتباك في حركة النقل وخلق حالات من سوء الفهم بين السائقين والركاب. واقترحت المراسلة أن تكون هذه العلامة موحدة من حيث الشكل والمكان وثابتة خلف الزجاج الأمامي العلوي للسيارة أو في مكان واضح لا يحجب الرؤية، وأن تكون مقاومة للعوامل الخارجية. وأكدت المراسلة على أن يدرج هذا الإجراء ضمن التزامات مستغلي الرخص، لضمان تنفيذه الفعلي وعدم تحميل السائقين أعباء تنظيمية لا تقع على عاتقهم قانونية. واعتبرت النقابتان بأن من شأن هذا القرار تنظيم القطاع وضمان وضوح العلاقة مع المرتفقين. كما سيساهم في تخليق المهنة، وتحسين صورة سيارات الأجرة، خصوصا في مدينة سياحية كأكادير.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 14 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة