سياسة

من مقاعد المعارضة بالمغرب.. كيف سيرى “العدالة والتنمية” التطبيع؟


كشـ24 | وكالة الأناضول نشر في: 29 سبتمبر 2021

إثر تراجعه الكبير غير المتوقع في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بالمغرب، يعيش حزب "العدالة والتنمية"  تحولات غير مسبوقة منذ تأسيسه عام 1967، بدأت بتقديم الأمانة العامة للحزب، بقيادة سعد الدين العثماني، استقالتها.واحتل الحزب، قائد الائتلاف الحكومي المنتهية ولايته، المرتبة الثامنة في نتائج انتخابات الثامن من شتنبر الجاري، بحصوله على 13 مقعدا فقط مقابل 125 في 2016 من أصل 395 مقعدا في مجلس النواب.وأرجع منتقدون هذا التراجع إلى أسباب عديدة، في مقدمتها استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، أواخر العام الماضي، خلال قيادة الحزب للائتلاف الحكومي.ومع اتجاه الحزب إلى مقاعد المعارضة، بعد عشر سنوات برئاسة الحكومة، واقترابه من اختيار قيادة جديده له، تتصاعد تساؤلات حول كيفية تعامل "العدالة والتنمية" مع قضية التطبيع مع إسرائيل، إذ أثار موقفه منها جدلا واسعا داخل الحزب وخارجه.** غموض وتبريرمواقف "العدالة والتنمية" من التطبيع اتسمت بغموض وتبرير وأثارت جدلا، عقب إعلان المغرب في دجنبر الماضي، استئناف علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، بوساطة أمريكية.وجاءت الخطوة بموازاة اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على إقليم الصحراء المتنازع عليه مع جبهة "البوليساريو" المدعومة من الجزائر، التي تتسم علاقاتها من الرباط بعقود من التوتر.هذا الجدل زادت حدته عقب توقيع رئيس الحكومة، أمين عام الحزب آنذاك، سعد الدين العثماني، "إعلان مشترك" بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة، إيذانا بتبادل البعثات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب.وعقب التطبيع، تجنب أول بيان للحزب إعلان موقف واضح من هذه الخطوة، مكتفيا بالتنويه باعتراف واشنطن بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، وبموقف الملك محمد السادس، "الثابت في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني"، وبالتأكيد على موقف الحزب الثابت من رفض الاحتلال الصهيوني، وفق البيان.وهو غموض تبعته تبريرات عديدة أطلقها قياديون في "العدالة والتنمية" اعتبرت أن قرار التطبيع يمثل الدولة وليس الحزب، وأن الأخير لا يمكن أن يقف في وجه مصلحة الدولة.وقال عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق للحزب رئيس الحكومة الأسبق، عبر "فيسبوك"، إن العدالة والتنمية "لا يمكن أن يخذل بلده بخصوص قراراته الأخيرة حيال الصحراء واستئناف العلاقات مع إسرائيل".وأضاف: "من حقنا ألا يعجبنا الأمر، ولكن لا يمكننا أن نقول كلاما يعني خذلان الدولة في لحظة حرجة".ومجيبا عن سؤال حول إمكانية زيارته إسرائيل ضمن مهامه الحكومية، قال عزيز رباح، وزير الطاقة والمعادن، القيادي في الحزب، عبر التلفزيون قبل شهور: "أنا أمثل الدولة، وإذا جاءت (الزيارة) سأقوم بالواجب، وأتحمل مسؤوليتي فيها".لكن في الوقت نفسه صدرت مواقف أخرى من "العدالة والتنمية" مناهضة للتطبيع، وأبرزها مطالبة نبيل شيخي، رئيس فريق الحزب في مجلس المستشارين، بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، و"التراجع عن كافة الخطوات التطبيعية مع إسرائيل".تبريرات ومواقف "العدالة والتنمية" من التطبيع، وهو على رأس الحكومة، أرجعها مراقبون إلى "إكراه العمل الحكومي"، ومحاولة مراعاة مصالح الدولة.إلا أن خسارة الحزب صدارة المشهد السياسي، وانتقاله إلى المعارضة، طرحت تساؤلات حول موقفه المستقبلي من التطبيع.** مخاطر التطبيععزيز هناوي، عضو المجلس الوطني لـ"العدالة والتنمية"، قال للأناضول إنه "لا مجال للحديث عن تغير في موقف الحزب تجاه التطبيع، على أساس أنه مبدأ ثابت لم ولن يتغير".وأوضح أن "خطاب الحزب الرافض للتطبيع ثابت وعبرت عنه مواقفه وسلوكه وبيانات عديدة صدرت عن أمانته العامة ومجلسه الوطني".وأردف أن توقيع العثماني على اتفاق التطبيع "كان باسم الدولة، وليس باسم الحزب الذي طالب بعدها بإغلاق مكتب الاتصال وسحب السفير المغربي من تل أبيب".وتابع: "موقف الحزب سيستمر على حاله، فالحزب وهو في الحكومة، حذر الدولة من مخاطر التطبيع على الوحدة الوطنية وعلى النسيج السياسي والاجتماعي، وبالتالي لن يتغير موقفه وهو في المعارضة".** مراجعات تكتيكيةفيما ذهب عبد الصمد بنعباد، إعلامي مغربي، إلى أن "القيادة الحالية والمستقبلية للعدالة والتنمية لا مشكلة لديهم مع التطبيع من داخل المؤسسات، وهو ما أكدته قيادات الحزب في أكثر من موقف".وأضاف بنعباد للأناضول: "بناء على استقراء مواقف قيادات العدالة والتنمية، سواء قيادات الصف الأول أو الثاني، فإنني لا أتوقع انقلابا في مواقف الحزب من التطبيع".وأردف أن هذه القيادات "لم تنتفض سابقا ضد التطبيع ولم تعترض عليه إلا في حدود شكلية معينة، ويبدو أن الحزب دخل في التطبيع وصار يبرر له بأنه جزء من عمله داخل الدولة".ورجح أن الحزب سيكتفي مستقبلا لـ"بعض المراجعات تجاه التطبيع على المستوى التكتيكي حتى لا يستمر في فقدان هويته وفقدان حاضنته الاجتماعية والشعبية".** صمت لسنتينووفق عبد الرحيم علام، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاضي عياض، فإن "العدالة والتنمية" سيفضل، خلال السنتين القادمتين، الصمت على الحديث في بعض القضايا، وبينها التطبيع.وأرجع "علام"، في حديث للأناضول، ذلك إلى "الضربة التي تعرض لها الحزب في الانتخابات الأخيرة، والتي ستجعله ينشغل أكثر بتنظيم بنائه الداخلي والعودة إلى التنشئة السياسية وتربية أعضائه".وتابع: "الحزب لا يمكنه بين عشية وضحاها أن ينتقل من موقف إلى موقف آخر، بل سينتظر حتى يحدث نوع من التململ كي يركب موجه الرفض مرة أخرى".وختم بأن الحزب سيوكل، خلال السنتين القادمتين، مهمة رفض التطبيع إلى تنظيمه الدعوي (حركة التوحيد والإصلاح) التي ترفضه منذ البداية.

إثر تراجعه الكبير غير المتوقع في الانتخابات البرلمانية الأخيرة بالمغرب، يعيش حزب "العدالة والتنمية"  تحولات غير مسبوقة منذ تأسيسه عام 1967، بدأت بتقديم الأمانة العامة للحزب، بقيادة سعد الدين العثماني، استقالتها.واحتل الحزب، قائد الائتلاف الحكومي المنتهية ولايته، المرتبة الثامنة في نتائج انتخابات الثامن من شتنبر الجاري، بحصوله على 13 مقعدا فقط مقابل 125 في 2016 من أصل 395 مقعدا في مجلس النواب.وأرجع منتقدون هذا التراجع إلى أسباب عديدة، في مقدمتها استئناف العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وإسرائيل، أواخر العام الماضي، خلال قيادة الحزب للائتلاف الحكومي.ومع اتجاه الحزب إلى مقاعد المعارضة، بعد عشر سنوات برئاسة الحكومة، واقترابه من اختيار قيادة جديده له، تتصاعد تساؤلات حول كيفية تعامل "العدالة والتنمية" مع قضية التطبيع مع إسرائيل، إذ أثار موقفه منها جدلا واسعا داخل الحزب وخارجه.** غموض وتبريرمواقف "العدالة والتنمية" من التطبيع اتسمت بغموض وتبرير وأثارت جدلا، عقب إعلان المغرب في دجنبر الماضي، استئناف علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل، بوساطة أمريكية.وجاءت الخطوة بموازاة اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المغرب على إقليم الصحراء المتنازع عليه مع جبهة "البوليساريو" المدعومة من الجزائر، التي تتسم علاقاتها من الرباط بعقود من التوتر.هذا الجدل زادت حدته عقب توقيع رئيس الحكومة، أمين عام الحزب آنذاك، سعد الدين العثماني، "إعلان مشترك" بين المغرب وإسرائيل والولايات المتحدة، إيذانا بتبادل البعثات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب.وعقب التطبيع، تجنب أول بيان للحزب إعلان موقف واضح من هذه الخطوة، مكتفيا بالتنويه باعتراف واشنطن بسيادة المغرب على إقليم الصحراء، وبموقف الملك محمد السادس، "الثابت في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني"، وبالتأكيد على موقف الحزب الثابت من رفض الاحتلال الصهيوني، وفق البيان.وهو غموض تبعته تبريرات عديدة أطلقها قياديون في "العدالة والتنمية" اعتبرت أن قرار التطبيع يمثل الدولة وليس الحزب، وأن الأخير لا يمكن أن يقف في وجه مصلحة الدولة.وقال عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق للحزب رئيس الحكومة الأسبق، عبر "فيسبوك"، إن العدالة والتنمية "لا يمكن أن يخذل بلده بخصوص قراراته الأخيرة حيال الصحراء واستئناف العلاقات مع إسرائيل".وأضاف: "من حقنا ألا يعجبنا الأمر، ولكن لا يمكننا أن نقول كلاما يعني خذلان الدولة في لحظة حرجة".ومجيبا عن سؤال حول إمكانية زيارته إسرائيل ضمن مهامه الحكومية، قال عزيز رباح، وزير الطاقة والمعادن، القيادي في الحزب، عبر التلفزيون قبل شهور: "أنا أمثل الدولة، وإذا جاءت (الزيارة) سأقوم بالواجب، وأتحمل مسؤوليتي فيها".لكن في الوقت نفسه صدرت مواقف أخرى من "العدالة والتنمية" مناهضة للتطبيع، وأبرزها مطالبة نبيل شيخي، رئيس فريق الحزب في مجلس المستشارين، بإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي في الرباط، و"التراجع عن كافة الخطوات التطبيعية مع إسرائيل".تبريرات ومواقف "العدالة والتنمية" من التطبيع، وهو على رأس الحكومة، أرجعها مراقبون إلى "إكراه العمل الحكومي"، ومحاولة مراعاة مصالح الدولة.إلا أن خسارة الحزب صدارة المشهد السياسي، وانتقاله إلى المعارضة، طرحت تساؤلات حول موقفه المستقبلي من التطبيع.** مخاطر التطبيععزيز هناوي، عضو المجلس الوطني لـ"العدالة والتنمية"، قال للأناضول إنه "لا مجال للحديث عن تغير في موقف الحزب تجاه التطبيع، على أساس أنه مبدأ ثابت لم ولن يتغير".وأوضح أن "خطاب الحزب الرافض للتطبيع ثابت وعبرت عنه مواقفه وسلوكه وبيانات عديدة صدرت عن أمانته العامة ومجلسه الوطني".وأردف أن توقيع العثماني على اتفاق التطبيع "كان باسم الدولة، وليس باسم الحزب الذي طالب بعدها بإغلاق مكتب الاتصال وسحب السفير المغربي من تل أبيب".وتابع: "موقف الحزب سيستمر على حاله، فالحزب وهو في الحكومة، حذر الدولة من مخاطر التطبيع على الوحدة الوطنية وعلى النسيج السياسي والاجتماعي، وبالتالي لن يتغير موقفه وهو في المعارضة".** مراجعات تكتيكيةفيما ذهب عبد الصمد بنعباد، إعلامي مغربي، إلى أن "القيادة الحالية والمستقبلية للعدالة والتنمية لا مشكلة لديهم مع التطبيع من داخل المؤسسات، وهو ما أكدته قيادات الحزب في أكثر من موقف".وأضاف بنعباد للأناضول: "بناء على استقراء مواقف قيادات العدالة والتنمية، سواء قيادات الصف الأول أو الثاني، فإنني لا أتوقع انقلابا في مواقف الحزب من التطبيع".وأردف أن هذه القيادات "لم تنتفض سابقا ضد التطبيع ولم تعترض عليه إلا في حدود شكلية معينة، ويبدو أن الحزب دخل في التطبيع وصار يبرر له بأنه جزء من عمله داخل الدولة".ورجح أن الحزب سيكتفي مستقبلا لـ"بعض المراجعات تجاه التطبيع على المستوى التكتيكي حتى لا يستمر في فقدان هويته وفقدان حاضنته الاجتماعية والشعبية".** صمت لسنتينووفق عبد الرحيم علام، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاضي عياض، فإن "العدالة والتنمية" سيفضل، خلال السنتين القادمتين، الصمت على الحديث في بعض القضايا، وبينها التطبيع.وأرجع "علام"، في حديث للأناضول، ذلك إلى "الضربة التي تعرض لها الحزب في الانتخابات الأخيرة، والتي ستجعله ينشغل أكثر بتنظيم بنائه الداخلي والعودة إلى التنشئة السياسية وتربية أعضائه".وتابع: "الحزب لا يمكنه بين عشية وضحاها أن ينتقل من موقف إلى موقف آخر، بل سينتظر حتى يحدث نوع من التململ كي يركب موجه الرفض مرة أخرى".وختم بأن الحزب سيوكل، خلال السنتين القادمتين، مهمة رفض التطبيع إلى تنظيمه الدعوي (حركة التوحيد والإصلاح) التي ترفضه منذ البداية.



اقرأ أيضاً
عراقيل تعميم وتنزيل ورش معاش الشيخوخة يصل إلى البرلمان
وجهت عويشة زلفي، النائبة البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سؤالا كتابيا إلى وزيرة الاقتصاد والمالية بخصوص  "عراقيل تعميم وتنزيل ورش معاش الشيخوخة". وأوضحت النائبة البرلمانية أنه "بعد انتظار دام لعقود، تعود قضية معاش الشيخوخة لتطفو مجددا حيث استبشرت فئات واسعة من المسنين بقرار الحكومة استفادتهم من معاش الشيخوخة رغم عدم استكمالهم لشرط 3240 يوم عمل، لكن تفاجأ هؤلاء بعد التحاقهم بوكالات CNSS بأن هناك شرطا مجحفا". وأضافت أن الشرط ينص على ضرورة استكمال 60 سنة في فاتح يناير 2023 وما فوق، مما حرم فئات واسعة من المسنين الذين بلغوا 60 سنة قبل هذا التاريخ، رغم أنهم كانوا يؤدون مساهماتهم الشهرية طيلة سنوات، قبل أن يحالوا على التقاعد دون أن يكون لهم نصيب من المعاش، وكأن الاقتطاعات التي خصمت من رواتبهم ذهبت في مهب الريح". وأبرزت أنه "لكل هذا، وإنصافا لهذه الفئة وحماية لحقوقها وضمان عيش كريم لها في ظل التحولات التي يعرفها الهرم السكاني للمغرب، حيث سجل معدل الشيخوخة ارتفاعا حسب إحصاء 2024، من أجل إنصاف الفئات المقصية". واستفسرت عن الإجراءات المتخذة لتسهيل استفادة المتقاعدين من تقاعد الشيخوخة وفق شروط تتسم بالإنصاف وتحقق الحماية الاجتماعية، وعن مصير الأموال الكبيرة التي تم اقتطاعها طيلة سنوات عملهم من أجور العاملين دون أن تترجم إلى معاشات تحترم الحد الأدنى من الإنسانية، وعن تجليات جهود الوزارة للوصول إلى مرحلة مستدامة وعادلة تضمن حقوقهم وتحافظ على التوازنات المالية لأنظمة التقاعد في ظل الظروف المعيشية الصعبة والمتطلبات الحياتية في هذه الفترة العمرية.
سياسة

محلل سياسي لكشـ24: دعم كوريا الجنوبية يفتح شهية دول آسيا لتبني مبادرة الحكم الذاتي في الصحراء للمغربية
قال المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، عبد الفتاح الفاتحي، إن موقف كوريا الجنوبية الداعم لمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية ينسجم مع التوجه الدولي العام، الذي بات يجمع على أن هذه المبادرة تشكل الحل الأنسب والأكثر جدية وواقعية لتسوية النزاع. وأكد الفاتحي في تصريحه لموقع كشـ24، أن هذا الموقف يعكس متانة العلاقات المغربية الكورية، خصوصا في شقها الاقتصادي، حيث تمكنت العديد من الشركات الكورية من الظفر بصفقات استثمارية مهمة داخل المملكة المغربية. وأضاف المتحدث، أن الدعم الكوري يأتي في سياق الحملة الدبلوماسية الملكية التي استهدفت عددا من الدول الآسيوية، وخاصة الصناعية منها، على غرار اليابان التي لا تعترف بجبهة البوليساريو. واعتبر الفاتحي أن الدعم الكوري سيشكل خطوة مرجعية ستحفز عددا من الدول الآسيوية الأخرى على اتخاذ مواقف مماثلة، والإسراع في إعلان دعمها لمبادرة الحكم الذاتي. وختم مصرحنا، بالقول إن الزخم المتزايد الذي تعرفه قضية الصحراء المغربية حول مبادرة الحكم الذاتي، يعكس إدراكا متناميا لدى الدول بأهمية اتخاذ مواقف واضحة، بما يضمن إقامة شراكات اقتصادية وتنموية مع المغرب، الذي بات يشكل قطبا استثماريا إقليميا ودوليا واعدا.
سياسة

مجلس النواب يصادق بالأغلبية على تعديل قانون جبايات الجماعات الترابية
صادق مجلس النواب، يومه الثلاثاء 13 ماي الجاري، بالأغلبية على مشروع القانون رقم 14.25 بتغيير وتتميم القانون رقم 47.06 المتعلق بجبايات الجماعات الترابية. وتمت المصادقة على مشروع القانون برمته، خلال جلسة تشريعية عقدها المجلس بحضور وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، وذلك بعدما تم سحب تعديلات تقدمت بها فرق المعارضة. ويندرج هذا النص التشريعي في إطار مواصلة تنزيل توجهات إصلاح المنظومة الجبائية المحلية، في انسجام مع التوجيهات الملكية السامية الرامية إلى تعزيز نظام اللامركزية وتبسيط وتحسين تدبير الجبايات، وكذا انسجاما مع التوصيات المنبثقة عن المناظرة الوطنية الثالثة للجبايات والقانون الإطار رقم 69.19 المتعلق بالإصلاح الجبائي، بحسب ما أوضح وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت. ويهدف هذا المشروع إلى إدخال تعديلات على بعض القواعد المرتبطة بالرسوم المستحقة لفائدة الجماعات الترابية سواء تلك التي تقوم بتدبيرها مصالح الدولة، أو التي تقوم بتدبيرها المصالح الجبائية التابعة لهذه الجماعات المحلية، كما سيشكل هذا النص القانوني مرحلة أخرى من أجل إرساء إصلاح جبائي يحقق العدالة الجبائية بين الملزمين، ويساهم في تطوير الموارد الذاتية للجماعات الترابية. 
سياسة

لفتيت يستعرض أبرز مستجدات مشروع القانون الجبائي الجماعي
يعقد مجلس النواب جلسة، صباح يومه الثلاثاء 13 ماي الجاري، للجنة الداخلية والجماعات الترابية والسكنى وسياسة المدينة والشؤون الإدارية حول مشروع قانون رقم 14.25 بتغيير وتتميم القانون رقم 47.06 المتعلق بجبايات الجماعات الترابية. وفي هذا الإطار، أكد وزير الداخلية عبد الوافي لقتيت أن مشروع قانون يروم إدخال تعديلات على بعض القواعد المرتبطة بالرسوم المستحقة لفائدة الجماعات الترابية سواء تلك التي تقوم بتدبيرها مصالح الدولة أو التي تقوم بتدبيرها المصالح الجبائية التابعة لهذه الجماعات. وأضاف المتحدث أنه "على إثر الاصلاحات التي همت نظام اللامركزية ببلادنا في أكتوبر 2002 بموجب القانون رقم 78.00 المتعلق بالميثاق الجماعي والقانون رقم 79.00 المتعلق بتنظيم العمالات والأقاليم ظهرت الحاجة إلى إصلاح المنظومة الجبائية المحلية حتى تلائم التطور الذي شهده هذا النظام". وأوضح المسؤول الحكومي، أنه على هذا الأساس تم إعداد القانون رقم 47.06 المذكور ضمن الاصلاحات الجوهرية الهادفة إلى تعزيز نظام اللامركزية في بلادنا والذي ما فتئ الملك محمد السادس يدعو إليها في إطار توجيهاته المولوية للحكومة، حيث أكد جلالته في خطابه بمناسبة افتتاح أشغال ملتقى جماعات المحلية بأكادير في 12 دجنبر 2006 أن تفعيل صلاحيات الجماعات المحلية في مجالات التنمية يستوجب إصلاح النظام الجبائي والمالي والمحاسبي للجماعات المحلية. وأضاف الوزير أنه تمت إعادة توزيع المهام بين مكونات الإدارة المكلفة بتدبير الرسوم المستحقة لفائدة الجماعات الترابية من خلال اسناد تدبير الرسم المهني إلى المديرية العامة للضرائب وتدبير رسم السكن ورسم الخدمات الجماعاية إلى الخزينة العامة للمملكة والإبقاء على تدبير باقي الرسوم المحلية من طرف المصالح الجبائية التابعة للجماعات الترابية. وشدد لفتيت على أن إصلاح جبايات الجماعات الترابية يندرج ضمن أهم الأوراش التي تم إطلاقها بعد صدور القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية، مشيرا إلى أنه تم إصدار القانون رقم 07,20 المتعلق القاضي يتغيير القانون 47,06 المتعلق بجبايات الجناعات الترابية والذي اعتبر في حينه لبنة أولية لبناء نظام جبائي محلي في توافق تام مع التوصيات المنبثقة عن لمناظرة الوطنية الثالثة للجبايات المنعقدة يومي 3 و4 ماي 2019 بالصخيرات. وقال وزير الداخلية أن الدولة أخذت على عاتقها تنزيل التوجهات بخصوص جبايات الجماعات الترابية الواردة في القانون الاطار رقم 69.19، حيث نصت الفقرات الثانية من مادته التاسعة على اتخاذ تدابير تشريعية بهدف ترشيد وتوضيح وعاء وأسعار جبايات الجماعات الترابية، مبرزا أن أن المادة 10 منه نصت على أنه من أجل تنزيل الأهدف الأساسية المنصوص عليها في هذا القانون الإطار في مجال جبايات الجماعات الترابية ستتخذ الدولة التدابير التشريعية والتنظيمية الضرورية لوضع نمط حكامة جبائية مناسب. وأبرز المتحدث أن مشروع القانون رقم 14,25 يهدف إلى سن أحكام جديدة تهم بعض قواعد الوعاء والتحصيل المرتبطة أولا بالرسوم التي تدريها مصالح الدولة لفائدة الجماعات الترابية وثانية بالرسوم التي تدريها المصالح الجبائية التابعة لهذه الجماعات. وبخصوص الرسوم التي تقوم بتدبيرها مصالح الدولة، أشار المسؤول الحكومي إلى ان الرفع من فعالية ونجاعة الادارة الجبائية ضرورة ملحة لانجاح أي إصلاح جبائي وبناء عليه فان مشروع هذا القانون تضمن مقتضيات تهم الادارة التي تقوم بتدبير الرسم المهني ورسم السكن ورسم الخدمات الجماعية وفق من يقوم بالإصدار يقوم بالتحصيل. وبناء على تقييم مرحلة ممتدة من سنة 2021 إلى الآن تم اقتراح إسناد إصدار وتحصيل رسم السكن ورسم الخدمات الجماعة الى نفس الإدارة التي تقوم بإدارة الرسم المهني والمتمثلة في المصالح التابعة للمديرية العامة للضرائب وهو ماسيمكن من الاستفادة من الخبرة التي راكمتها هذه الإدارة في تدبير جبايات الدولة ومساهمتها في مراجعة القواعد المتعلقة لجبايات الجماعات الترابية وملاءمتها مع الاحكام المنظمة لضرائب الدولة في مجال الوعاء والتحصيل والمراقبة والمنازعات والمساطر والخدمات الالكترونية، يضيف عبد الوافي لفتيت. وأكد أن مشروع هذا القانون يروم إلى جعل المديرية العامة للضرائب الجهة التي سيسند إليها اصدار وتحصيل رسم السكن ورسم الخدمات الجماعية والرسم المهني الذي تقوم بتدبيره حاليا، وذلك في أفق إحداث إدارة جبائية جهوية محلية لاسيما بعد إخضاع القواعد المرتبطة بها لاصلاح عميق يتماشى والتوجهات الواردة في القانون الإطار رقم 69.19. كما يروم هذا المشروع سن أحكام خاصة من أجل تمكين المصالح التابعة للمديرية العامة للضرائب من ملفات الملزمين المتعلقة برسم السكن والخدمات الجماعية التي تم تحويها للخزينة العامة للمملكة.
سياسة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الأربعاء 14 مايو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة