سلوكات ظرفية تقود صاحبها إلى اقتناء الكتب الدينية والأزياء التقليدية وملاحقة نجوم المقرئين
لا ينكر أحد التأثير الكبير لرمضان على سلوك المغاربة. تغيير جذري في الأفعال وردود الأفعال يصل مبلغ الانفصام في الشخصية، فذلك الشاب الذي لم تكن الصلاة ضمن قائمة أنشطته اليومية، يتحول بين ليلة وضحاها إلى قوام صوام، لا يفارق المسجد إلا ليعود إليه. مجموعة من العادات تكتسب بشكل ظرفي خلال الشهر الفضيل، ويتخلى عنها بشكل تدريجي أو عاجل بعد انقضاء شهر الصيام. وتتنوع هذه المستجدات السلوكية، التي تقتحم تفاصيل اليوم، وتنحو إلى الغرائبية، حين يتحول الشخص إلى مفت ديني دون مقدمات، يحلل ويحرم، ويفصل في النوازل كيفما شاء.
لم تمنع الحرارة المفرطة، نبيل، الموظف، الذي اختار الاستفادة من عطلته السنوية خلال رمضان، الخروج للتحضير للمناسبة الدينية، والتبضع كغيره من البيضاويين، الذين غزوا الأسواق. للوهلة الأولى، يوحي اختياره موعد عطلته بالتزامن مع الشهر الفضيل، على تدينه ورغبته في الاستفادة من الشهر في التعبد، إلا أن الغاية تختلف عند هذا الشاب، الذي يسعى جاهدا، حسب قوله، لاستغلال شهر الصيام في المواظبة على الصلاة انطلاقا من هذا الشهر، والتقرب من الله، عبر الاطلاع أكثر على القرآن الكريم وبعض كتب الفقه، فكانت وجهته الأولى حي الأحباس، فضاء تجمع أكبر عدد من الكتبيين. اتخذ من الجدران مستظلا له، وشرع في التجول بين المكتبات، يطالع باهتمام المعروض من الكتب.
مرت الدقائق تباعا دون أن يدرك نبيل غايته، ليلجأ إلى أحد المستخدمين، الذي وجهه إلى كتب بعينها، طالما أنه مبتدئ في الاطلاع على الدين والتفقه حوله. ويوضح سعيد، بائع كتب، أن الإقبال يتزايد بشكل كبير على الكتب الدينية خلال رمضان، مؤكدا أن سلوك الشراء لدى المغاربة تطور في هذا الشأن، إذ يطلب عدد كبير من الزبناء مصاحف وكتبا دينية من المجلدات، من أجل إهدائها إلى أصدقائهم أو أقاربهم خلال رمضان، والأمر نفسه بالنسبة إلى الأزياء التقليدية، التي يتزايد الطلب عليها، ما ينعش تجارة موسمية، يوضح عبد الرحيم، تاجر، مؤكدا أن الشباب يظلون الأكثر طلبا، فعدد كبير منهم يربطون الصلاة في المسجد والتدين بالزي التقليدي، لأسباب غير مفهومة.
حال هذا الشاب لا يختلف عن حال عدد كبير من المغاربة، الذين يغيــرون سلوكهم بحلول رمضان، ولا يستاؤون من بعض الأوصاف الشعبية التي تنتقد تحول شخصياتهم، مثل "عبدة رمضان"، فيتسابقون إلى حجز أماكن خلف نجوم المقرئين والأئمة، وهو ما يؤكده حسن، الذي لا يخفــي تخطيطه المسبق، لملاحقة مقرئين معينين خلال الشهر الفضيل، موضحا أن ظروف العمل وسرعة مجرى الحياة، لا تتيحان الفرصة التي يوفرها شهر الصيام، إذ يتسنى للمرء التمتع بقراءات القزابري والكــوشي وغـربي وغيرهم من المقرئين، معترفا في الوقت نفسه، أن الجو العام خلال هذا الشهر يساعد على تعزيز التدين، مقارنة مع باقي فترات السنة.
بالنسبة إلى إلهام بلغ رمضان مرحلة عالية من التقديس، ما أغرقها في دوامة من الحيرة، بسبب تعدد الفتاوى، التي تنهاها عن استخدام معجون الأسنان والعطور، بل حتى مثبت الشعر، وهي الفتاوى التي تتلقاها عن زملائها في العمل، غير المعروفين بتدينهم، لتظل الشبكة العنكبوتية منفذها إلى البحث عن الحقيقة، إلا أنها تفاجأت بالكم الهائل من الفتاوى المتضاربة الصادرة عن فقهاء حقيقيين، تؤكد بدهشة، والتي بلغت حد إجازة العلاقات الجنسية خلال الصيام، باعتبار أن شرط الالتزام بالصوم، لا يتجاوز الامتناع عن الأكل والشرب.
سلوكات ظرفية تقود صاحبها إلى اقتناء الكتب الدينية والأزياء التقليدية وملاحقة نجوم المقرئين
لا ينكر أحد التأثير الكبير لرمضان على سلوك المغاربة. تغيير جذري في الأفعال وردود الأفعال يصل مبلغ الانفصام في الشخصية، فذلك الشاب الذي لم تكن الصلاة ضمن قائمة أنشطته اليومية، يتحول بين ليلة وضحاها إلى قوام صوام، لا يفارق المسجد إلا ليعود إليه. مجموعة من العادات تكتسب بشكل ظرفي خلال الشهر الفضيل، ويتخلى عنها بشكل تدريجي أو عاجل بعد انقضاء شهر الصيام. وتتنوع هذه المستجدات السلوكية، التي تقتحم تفاصيل اليوم، وتنحو إلى الغرائبية، حين يتحول الشخص إلى مفت ديني دون مقدمات، يحلل ويحرم، ويفصل في النوازل كيفما شاء.
لم تمنع الحرارة المفرطة، نبيل، الموظف، الذي اختار الاستفادة من عطلته السنوية خلال رمضان، الخروج للتحضير للمناسبة الدينية، والتبضع كغيره من البيضاويين، الذين غزوا الأسواق. للوهلة الأولى، يوحي اختياره موعد عطلته بالتزامن مع الشهر الفضيل، على تدينه ورغبته في الاستفادة من الشهر في التعبد، إلا أن الغاية تختلف عند هذا الشاب، الذي يسعى جاهدا، حسب قوله، لاستغلال شهر الصيام في المواظبة على الصلاة انطلاقا من هذا الشهر، والتقرب من الله، عبر الاطلاع أكثر على القرآن الكريم وبعض كتب الفقه، فكانت وجهته الأولى حي الأحباس، فضاء تجمع أكبر عدد من الكتبيين. اتخذ من الجدران مستظلا له، وشرع في التجول بين المكتبات، يطالع باهتمام المعروض من الكتب.
مرت الدقائق تباعا دون أن يدرك نبيل غايته، ليلجأ إلى أحد المستخدمين، الذي وجهه إلى كتب بعينها، طالما أنه مبتدئ في الاطلاع على الدين والتفقه حوله. ويوضح سعيد، بائع كتب، أن الإقبال يتزايد بشكل كبير على الكتب الدينية خلال رمضان، مؤكدا أن سلوك الشراء لدى المغاربة تطور في هذا الشأن، إذ يطلب عدد كبير من الزبناء مصاحف وكتبا دينية من المجلدات، من أجل إهدائها إلى أصدقائهم أو أقاربهم خلال رمضان، والأمر نفسه بالنسبة إلى الأزياء التقليدية، التي يتزايد الطلب عليها، ما ينعش تجارة موسمية، يوضح عبد الرحيم، تاجر، مؤكدا أن الشباب يظلون الأكثر طلبا، فعدد كبير منهم يربطون الصلاة في المسجد والتدين بالزي التقليدي، لأسباب غير مفهومة.
حال هذا الشاب لا يختلف عن حال عدد كبير من المغاربة، الذين يغيــرون سلوكهم بحلول رمضان، ولا يستاؤون من بعض الأوصاف الشعبية التي تنتقد تحول شخصياتهم، مثل "عبدة رمضان"، فيتسابقون إلى حجز أماكن خلف نجوم المقرئين والأئمة، وهو ما يؤكده حسن، الذي لا يخفــي تخطيطه المسبق، لملاحقة مقرئين معينين خلال الشهر الفضيل، موضحا أن ظروف العمل وسرعة مجرى الحياة، لا تتيحان الفرصة التي يوفرها شهر الصيام، إذ يتسنى للمرء التمتع بقراءات القزابري والكــوشي وغـربي وغيرهم من المقرئين، معترفا في الوقت نفسه، أن الجو العام خلال هذا الشهر يساعد على تعزيز التدين، مقارنة مع باقي فترات السنة.
بالنسبة إلى إلهام بلغ رمضان مرحلة عالية من التقديس، ما أغرقها في دوامة من الحيرة، بسبب تعدد الفتاوى، التي تنهاها عن استخدام معجون الأسنان والعطور، بل حتى مثبت الشعر، وهي الفتاوى التي تتلقاها عن زملائها في العمل، غير المعروفين بتدينهم، لتظل الشبكة العنكبوتية منفذها إلى البحث عن الحقيقة، إلا أنها تفاجأت بالكم الهائل من الفتاوى المتضاربة الصادرة عن فقهاء حقيقيين، تؤكد بدهشة، والتي بلغت حد إجازة العلاقات الجنسية خلال الصيام، باعتبار أن شرط الالتزام بالصوم، لا يتجاوز الامتناع عن الأكل والشرب.