مطرح غير مرخص يحول ثانوية إلى جزيرة معزولة وسط بحر من الكثبان الترابية بإقليم مراكش
كشـ24
نشر في: 23 أبريل 2016 كشـ24
لم تجد جماعة واحة سيدي إبراهيم والسلطات المحلية بإقليم مراكش من هدية تقدمها لثانوية «الحسنى» التأهيلية وهي تستقبل موسمها الدراسي الأول، سوى ركام من الأتربة والنفايات طوقت بها أسوار المؤسسة من كل جانب، وحولتها إلى جزيرة معزولة وسط بحر من الكثبان الترابية.
فلم تكد ساكنة واحة سيدي إبراهيم بمراكش تستبشر خيرا بإقدام مصالح التربية الوطنية على افتتاح مؤسسة تعليمية ثانوية بنفوذها الترابي، بعد أن ظلت تشكل حلما طال انتظاره على امتداد السنوات المنصرمة، حتى سارعت قبيلة المنتخبين وممثلو السلطات المحلية إلى وأد هذه الفرحة وتحويل الإنجاز إلى كابوس حقيقي أصبح يقض مضجع الجميع.
فمع انطلاقة الموسم الدراسي الحالي، أعلن عن افتتاح الثانوية الإعدادية الحسنى على مستوى دوار برحمون بالنفوذ الترابي للجماعة، وشرعت المؤسسة في استقبال وفود التلميذات والتلاميذ إيذانا بالقطع مع مرحلة فراغ عمرت طيلة عقود، وأجبر خلالها تلاميذ المنطقة الراغبين في استكمال دراستهم بعد المستوى الابتدائي على قطع عشرات الكيلومترات للالتحاق بجماعة سيدي بوعثمان بإقليم الرحامنة وطرق أبواب مؤسساتها التعليمية.
واقع سبب في انقطاع العديد من التلميذات عن رحلة الدرس، وأدى إلى تسجيل نسبة هدر قياسية بالمنطقة، بالنظر لاضطرار الأسر إلى وقف مسيرة التحصيل والتعلم في وجه فلذات أكبادهم، إما تحت ضغط قلة اليوم ذاته أو خوفا على أمنهم وسلامتهم خصوصا بالنسبة للفتيات.
ظل المطلب الأساس هو إحداث ثانوية بفضاء المنطقة لوقف نزيف هذه المعاناة، خصوصا في ظل ارتفاع نسبة النمو السكاني بالجماعة وارتفاع أعداد المتمدرسين، ما جعل المصالح المعنية تبادر إلى تخصيص ميزانية لإنجاز المؤسسة المطلوبة، والتي كتب لها أن ترى النور بعد جهد جهيد حيث اختير لها من الأسماء اسم «ثانوية الحسنى الإعدادية»، وشرعت في استقبال وفود المتمدرسين مع بداية الموسم الدراسي الحالي.
لم يخطر على بال أحد أن هذا الاسم «الحسنى» سيكون وبالا وفأل شؤم على المؤسسة وأهلها وكافة تلامذتها وأطرها الإدارية والتعليمية، حين تصدى بعض من يستفزهم «الجمال والحسن» لهذا الإنجاز وقرروا أن يرموه بسهام «القبح والبشاعة»، فتفتقت عبقريتهم وذكاؤهم الموغل في العبث على تحويل محيط المؤسسة إلى مطرح لتجميع الأتربة ومخلفات المشاريع والأشغال الكبرى بعموم المجال.
في مشهد سريالي بدأت أساطيل الشاحنات المحملة بالأتربة والحجارة تغزو محيط المؤسسة التعليمية، لتفرغ حمولتها تحت ضجيج هدير محركاتها وارتفاع أدخنتها مع ما يستتبع الأمر من نشر سحب الغبار المتناثر من الحمولة وهي تفرغ بهذا المكان دون أدنى احترام لحرمة الدرس والمدرسة، ولا مراعاة لسلامة وصحة البراعيم الصغيرة وهيئة التدريس والتربية.
تحول المكان بفعل فاعل إلى بؤرة تلوث مستدامة، لا يتوقف سموم ضجيجها وسحب أدخنتها وغبارها في رشق المؤسسة التعليمية المحدثة وكامل الأسرة التعليمية بها، في ظل صمت غريب من جميع الجهات المسؤولة محليا، والتي بقيت تتابع الوضع من موقع المتفرج ولسان حالها يردد «حتى زين ما خطاتو لولة».
لم يتطلب الأمر كثير وقت للتحول المؤسسة إلى جزيرة معزولة تحيطها من كل جانب جبال من الأتربة ، وأصبح العبور إليها محفوفا بالكثير من المعاناة وصنوف القهر والتعذيب، فبات عاديا مشاهدة طوابير التلميذات والتلاميذ وهم «يسبحون» وسط هذه «البراكين» الترابية المتناثرة على امتداد جدران المؤسسة، لشق طريقهم اتجاه حجرات الدرس، دون أن تنفع كل الشكايات والاحتجاجات بوقف النزيف والحد من دفق الشاحنات المتعاقبة على المكان لتفريغ المزيد من الأتربة والنفايات.
حوالي 500 تلميذة وتلميذ باتوا مجبرين على تجرع مرارة هذا الواقع المفروض، فيما أصابع الاتهام تشير إلى بعض المنتخبين وممثلو السلطات المحلية، باعتبارهم المتورطين بفرض هذا الواقع وتسهيل الطريق أمام أصحاب المقاولات وأرباب الشركات لتحويل المجال إلى مطرح لتفريغ حمولة الشاحنات المحملة بكل هذا الكم من الأتربة بمحيط المؤسسة التعليمية.
واقع أجج مشاعر الإحساس بـ«الحكرة» لدى الأباء وأولياء الأمور، والذين يتحدرون في مجملهم من تجمعات فقيرة وهامشية، فيما الأسرة التعليمية والتربوية لا تملك لنفسها سوى ترديد آيات الاستنكار بعد «الحوقلة»، دون أن ينفع الأمر في تخليص الثانوية ومحيطها من شرنقة الحصار وفك العزلة المفروضان بقوة التواطؤات.
لم تجد جماعة واحة سيدي إبراهيم والسلطات المحلية بإقليم مراكش من هدية تقدمها لثانوية «الحسنى» التأهيلية وهي تستقبل موسمها الدراسي الأول، سوى ركام من الأتربة والنفايات طوقت بها أسوار المؤسسة من كل جانب، وحولتها إلى جزيرة معزولة وسط بحر من الكثبان الترابية.
فلم تكد ساكنة واحة سيدي إبراهيم بمراكش تستبشر خيرا بإقدام مصالح التربية الوطنية على افتتاح مؤسسة تعليمية ثانوية بنفوذها الترابي، بعد أن ظلت تشكل حلما طال انتظاره على امتداد السنوات المنصرمة، حتى سارعت قبيلة المنتخبين وممثلو السلطات المحلية إلى وأد هذه الفرحة وتحويل الإنجاز إلى كابوس حقيقي أصبح يقض مضجع الجميع.
فمع انطلاقة الموسم الدراسي الحالي، أعلن عن افتتاح الثانوية الإعدادية الحسنى على مستوى دوار برحمون بالنفوذ الترابي للجماعة، وشرعت المؤسسة في استقبال وفود التلميذات والتلاميذ إيذانا بالقطع مع مرحلة فراغ عمرت طيلة عقود، وأجبر خلالها تلاميذ المنطقة الراغبين في استكمال دراستهم بعد المستوى الابتدائي على قطع عشرات الكيلومترات للالتحاق بجماعة سيدي بوعثمان بإقليم الرحامنة وطرق أبواب مؤسساتها التعليمية.
واقع سبب في انقطاع العديد من التلميذات عن رحلة الدرس، وأدى إلى تسجيل نسبة هدر قياسية بالمنطقة، بالنظر لاضطرار الأسر إلى وقف مسيرة التحصيل والتعلم في وجه فلذات أكبادهم، إما تحت ضغط قلة اليوم ذاته أو خوفا على أمنهم وسلامتهم خصوصا بالنسبة للفتيات.
ظل المطلب الأساس هو إحداث ثانوية بفضاء المنطقة لوقف نزيف هذه المعاناة، خصوصا في ظل ارتفاع نسبة النمو السكاني بالجماعة وارتفاع أعداد المتمدرسين، ما جعل المصالح المعنية تبادر إلى تخصيص ميزانية لإنجاز المؤسسة المطلوبة، والتي كتب لها أن ترى النور بعد جهد جهيد حيث اختير لها من الأسماء اسم «ثانوية الحسنى الإعدادية»، وشرعت في استقبال وفود المتمدرسين مع بداية الموسم الدراسي الحالي.
لم يخطر على بال أحد أن هذا الاسم «الحسنى» سيكون وبالا وفأل شؤم على المؤسسة وأهلها وكافة تلامذتها وأطرها الإدارية والتعليمية، حين تصدى بعض من يستفزهم «الجمال والحسن» لهذا الإنجاز وقرروا أن يرموه بسهام «القبح والبشاعة»، فتفتقت عبقريتهم وذكاؤهم الموغل في العبث على تحويل محيط المؤسسة إلى مطرح لتجميع الأتربة ومخلفات المشاريع والأشغال الكبرى بعموم المجال.
في مشهد سريالي بدأت أساطيل الشاحنات المحملة بالأتربة والحجارة تغزو محيط المؤسسة التعليمية، لتفرغ حمولتها تحت ضجيج هدير محركاتها وارتفاع أدخنتها مع ما يستتبع الأمر من نشر سحب الغبار المتناثر من الحمولة وهي تفرغ بهذا المكان دون أدنى احترام لحرمة الدرس والمدرسة، ولا مراعاة لسلامة وصحة البراعيم الصغيرة وهيئة التدريس والتربية.
تحول المكان بفعل فاعل إلى بؤرة تلوث مستدامة، لا يتوقف سموم ضجيجها وسحب أدخنتها وغبارها في رشق المؤسسة التعليمية المحدثة وكامل الأسرة التعليمية بها، في ظل صمت غريب من جميع الجهات المسؤولة محليا، والتي بقيت تتابع الوضع من موقع المتفرج ولسان حالها يردد «حتى زين ما خطاتو لولة».
لم يتطلب الأمر كثير وقت للتحول المؤسسة إلى جزيرة معزولة تحيطها من كل جانب جبال من الأتربة ، وأصبح العبور إليها محفوفا بالكثير من المعاناة وصنوف القهر والتعذيب، فبات عاديا مشاهدة طوابير التلميذات والتلاميذ وهم «يسبحون» وسط هذه «البراكين» الترابية المتناثرة على امتداد جدران المؤسسة، لشق طريقهم اتجاه حجرات الدرس، دون أن تنفع كل الشكايات والاحتجاجات بوقف النزيف والحد من دفق الشاحنات المتعاقبة على المكان لتفريغ المزيد من الأتربة والنفايات.
حوالي 500 تلميذة وتلميذ باتوا مجبرين على تجرع مرارة هذا الواقع المفروض، فيما أصابع الاتهام تشير إلى بعض المنتخبين وممثلو السلطات المحلية، باعتبارهم المتورطين بفرض هذا الواقع وتسهيل الطريق أمام أصحاب المقاولات وأرباب الشركات لتحويل المجال إلى مطرح لتفريغ حمولة الشاحنات المحملة بكل هذا الكم من الأتربة بمحيط المؤسسة التعليمية.
واقع أجج مشاعر الإحساس بـ«الحكرة» لدى الأباء وأولياء الأمور، والذين يتحدرون في مجملهم من تجمعات فقيرة وهامشية، فيما الأسرة التعليمية والتربوية لا تملك لنفسها سوى ترديد آيات الاستنكار بعد «الحوقلة»، دون أن ينفع الأمر في تخليص الثانوية ومحيطها من شرنقة الحصار وفك العزلة المفروضان بقوة التواطؤات.