ثقافة-وفن

مطالب بإنقاذ المسرح المغربي من الاحتضار


كشـ24 نشر في: 14 أغسطس 2022

يعيش المسرح المغربي على وقع أزمة خانقة، ظهرت إرهاصاتها الأولى قبيل انتشار جائحة كورونا، وازدادت الأمور حدة بعد سلسلة الإغلاقات التي عرفها العالم والتي ألقت بظلالها على الأنشطة الثقافية في المغرب، كغيره من بلدان العالم.وتسعى الحكومة المغربية جاهدة لإعادة الروح إلى المسرح المغربي، عبر مجموعة من المبادرات من بينها مضاعفة القيمة المادية للجوائز المكونة للجائزة الوطنية للمسرح، وهي خطوة صادق عليها مجلس الحكومة في يونيو الماضي.كما أطلقت وزارة الثقافة مبادرة تحت عنوان "المسرح يتحرك"، لإعادة الاعتبار للفنون المسرحية، وزيادة الإقبال على "أبي الفنون".وتهدف المبادرة إلى تصوير 60 عملا مسرحيا واقتناء حقوق بثها عبر قنوات الشركة الوطنية (حكومية) وعبر المنصة الرقمية لقطاع الثقافة مقابل مبالغ تتراوح بين 15 و20 ألف دولار لكل عرض مسرحي، على أن يتم بث هذه الأعمال في إطار هذه التظاهرة التي تسعى لتشجيع إحداث وتطوير الصناعات الثقافية والإبداعية الوطنية.إعادة النظر في آليات التدبيرفي حوار مع "سكاي نيوز عربية"، قال مسعود بوحسين، رئيس النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، إن أشكال النهوض بالمسرح والثقافة عموماً يرتبط بإعادة النظر في آليات تدبيره، لافتاً إلى أن القطاع الوصي (وزارة الثقافة) لا يمتلك المقومات المالية والبشرية بسبب ضعف موازنته وقلة أطره.وأكد المتحدث في السياق ذاته أن الأمر يتطلب مخططاً وطنياً متعدد المتدخلين من أجل تحققه، بشكل لا يقتصر على وزارة الثقافة وحدها، بل يمتد إلى عمل مؤسساتي يحمي مبادرات الدولة من البيروقراطية والإفراط في السياسوية التي هي أكبر معرقل للتنمية الثقافية بوجه عام.ووفق بوحسين فإن المسرحَ فنٌ مؤسساتي لا يقوم على المبادرة الفردية فحسب، بل على مؤسسات ثقافية قوية تستثمر الإبداع الفردي وتقوي إمكانية إشعاعه وتطور أدائه، والمغرب من الدول التي تنمى فيها المسرح بفعل مبادرات فردية في ظل ضعف البنيات المؤسساتية والقانونية واللوجستية، منذ عهد الاستعمار، الشيء الذي قاد إلى ممارسة مسرحية غزيرة، رغم هذه الإكراهات.وتيرتان مختلفتانأكد رئيس النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، في معرض حديثه مع "سكاي نيوز عربية" أنه منذ حكومة التناوب إلى الآن هناك تحول في التوجه نحو هيكلة القطاع المسرحي من حيث التنظيم والمأسسة القانونية والاقتصادية، لكن بوتيرتين: وتيرة واضحة الأبعاد وسريعة، تتمثل في المشاريع الكبرى بقيادة الملك، ووتيرة بطيئة ومترددة أحيانا، تهتم بالتدبير اليومي.ودعا الفنان المغربي في هذا الصدد إلى توجيه العمل الحكومي نحو رؤية استشرافية، تقوم على المستقبل فيما يخص القوانين والتشريعات وتوفير سبل الاستثمار الثقافي، من أجل ربط المنشآت الثقافية بإمكانية تحقيق مضامين فنية متلائمة مع طبيعتها والانتقال إلى مرحلة أخرى تكون فيها هذه المنشآت فاعلة ومؤثرة شكلاً ومضموناً.جيل جديد من المسارحيعرف المغرب بناء مسارح ضخمة بغرض النهوض بأب الفنون، لعل أبرزها مسرح الرباط الكبير، الذي يعدّ أضخم مسرح في العالم العربي وأفريقيا بمساحة تبلغ 47 ألف متر مربع. وهو أحد معالم سياسة جديدة، تتجلى في إطلاق جيل من المسارح الكبرى التي انبثقت نواتها الأولى في مسرح محمد السادس، الذي أشرف العاهل المغربي على تدشينه في يوليو 2014 بوجدة (أقصى شرق المغرب).تعليقا على الموضوع، أكد مسعود بوحسين أن أغلب هذه المبادرات تعود إلى مخططات ملكية، تقوم على التوجهات الكبرى للمملكة المغربية، ذات البعد الاستراتيجي ليس في مجال الثقافة وحدها، بل كخيارات مندمجة مع مجالات تنموية أخرى، مثلما تخدم المجال الفني والثقافي، تخدم ايضا البعد الاشعاعي والمجالي، والسياحي، وهذا أمر جيد.وأبرز الخبير أن خيارات المغرب الرسمية في المجال الثقافي مبنية على هذه القاعدة، التي تعكسها بجلاء، مصادقة الرباط على معظم قرارات منظمة اليونسكو حول الثقافة والتعددية الثقافية والاستثناء الثقافي وغيرها.وهذا في نظر بوحسين "يؤشر على محاولات حثيثة لخلق تحول في مقاربة المغرب للثقافة في عهد الملك محمد السادس، والتحول بها من ممارسات ثقافية صرفة إلى ممارسة فاعلة في الاقتصاد، سواء بشكل مباشر أو غير مباشرة، وذات إشعاع وتأثير متعدد الأوجه، والتوجه نحو تأسيس صناعات ثقافية بالمغرب.سكاي نيوز

يعيش المسرح المغربي على وقع أزمة خانقة، ظهرت إرهاصاتها الأولى قبيل انتشار جائحة كورونا، وازدادت الأمور حدة بعد سلسلة الإغلاقات التي عرفها العالم والتي ألقت بظلالها على الأنشطة الثقافية في المغرب، كغيره من بلدان العالم.وتسعى الحكومة المغربية جاهدة لإعادة الروح إلى المسرح المغربي، عبر مجموعة من المبادرات من بينها مضاعفة القيمة المادية للجوائز المكونة للجائزة الوطنية للمسرح، وهي خطوة صادق عليها مجلس الحكومة في يونيو الماضي.كما أطلقت وزارة الثقافة مبادرة تحت عنوان "المسرح يتحرك"، لإعادة الاعتبار للفنون المسرحية، وزيادة الإقبال على "أبي الفنون".وتهدف المبادرة إلى تصوير 60 عملا مسرحيا واقتناء حقوق بثها عبر قنوات الشركة الوطنية (حكومية) وعبر المنصة الرقمية لقطاع الثقافة مقابل مبالغ تتراوح بين 15 و20 ألف دولار لكل عرض مسرحي، على أن يتم بث هذه الأعمال في إطار هذه التظاهرة التي تسعى لتشجيع إحداث وتطوير الصناعات الثقافية والإبداعية الوطنية.إعادة النظر في آليات التدبيرفي حوار مع "سكاي نيوز عربية"، قال مسعود بوحسين، رئيس النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، إن أشكال النهوض بالمسرح والثقافة عموماً يرتبط بإعادة النظر في آليات تدبيره، لافتاً إلى أن القطاع الوصي (وزارة الثقافة) لا يمتلك المقومات المالية والبشرية بسبب ضعف موازنته وقلة أطره.وأكد المتحدث في السياق ذاته أن الأمر يتطلب مخططاً وطنياً متعدد المتدخلين من أجل تحققه، بشكل لا يقتصر على وزارة الثقافة وحدها، بل يمتد إلى عمل مؤسساتي يحمي مبادرات الدولة من البيروقراطية والإفراط في السياسوية التي هي أكبر معرقل للتنمية الثقافية بوجه عام.ووفق بوحسين فإن المسرحَ فنٌ مؤسساتي لا يقوم على المبادرة الفردية فحسب، بل على مؤسسات ثقافية قوية تستثمر الإبداع الفردي وتقوي إمكانية إشعاعه وتطور أدائه، والمغرب من الدول التي تنمى فيها المسرح بفعل مبادرات فردية في ظل ضعف البنيات المؤسساتية والقانونية واللوجستية، منذ عهد الاستعمار، الشيء الذي قاد إلى ممارسة مسرحية غزيرة، رغم هذه الإكراهات.وتيرتان مختلفتانأكد رئيس النقابة المغربية لمهنيي الفنون الدرامية، في معرض حديثه مع "سكاي نيوز عربية" أنه منذ حكومة التناوب إلى الآن هناك تحول في التوجه نحو هيكلة القطاع المسرحي من حيث التنظيم والمأسسة القانونية والاقتصادية، لكن بوتيرتين: وتيرة واضحة الأبعاد وسريعة، تتمثل في المشاريع الكبرى بقيادة الملك، ووتيرة بطيئة ومترددة أحيانا، تهتم بالتدبير اليومي.ودعا الفنان المغربي في هذا الصدد إلى توجيه العمل الحكومي نحو رؤية استشرافية، تقوم على المستقبل فيما يخص القوانين والتشريعات وتوفير سبل الاستثمار الثقافي، من أجل ربط المنشآت الثقافية بإمكانية تحقيق مضامين فنية متلائمة مع طبيعتها والانتقال إلى مرحلة أخرى تكون فيها هذه المنشآت فاعلة ومؤثرة شكلاً ومضموناً.جيل جديد من المسارحيعرف المغرب بناء مسارح ضخمة بغرض النهوض بأب الفنون، لعل أبرزها مسرح الرباط الكبير، الذي يعدّ أضخم مسرح في العالم العربي وأفريقيا بمساحة تبلغ 47 ألف متر مربع. وهو أحد معالم سياسة جديدة، تتجلى في إطلاق جيل من المسارح الكبرى التي انبثقت نواتها الأولى في مسرح محمد السادس، الذي أشرف العاهل المغربي على تدشينه في يوليو 2014 بوجدة (أقصى شرق المغرب).تعليقا على الموضوع، أكد مسعود بوحسين أن أغلب هذه المبادرات تعود إلى مخططات ملكية، تقوم على التوجهات الكبرى للمملكة المغربية، ذات البعد الاستراتيجي ليس في مجال الثقافة وحدها، بل كخيارات مندمجة مع مجالات تنموية أخرى، مثلما تخدم المجال الفني والثقافي، تخدم ايضا البعد الاشعاعي والمجالي، والسياحي، وهذا أمر جيد.وأبرز الخبير أن خيارات المغرب الرسمية في المجال الثقافي مبنية على هذه القاعدة، التي تعكسها بجلاء، مصادقة الرباط على معظم قرارات منظمة اليونسكو حول الثقافة والتعددية الثقافية والاستثناء الثقافي وغيرها.وهذا في نظر بوحسين "يؤشر على محاولات حثيثة لخلق تحول في مقاربة المغرب للثقافة في عهد الملك محمد السادس، والتحول بها من ممارسات ثقافية صرفة إلى ممارسة فاعلة في الاقتصاد، سواء بشكل مباشر أو غير مباشرة، وذات إشعاع وتأثير متعدد الأوجه، والتوجه نحو تأسيس صناعات ثقافية بالمغرب.سكاي نيوز



اقرأ أيضاً
الكنيديري لـ كشـ24.. نحاول تحسين مستوى مهرجان الفنون الشعبية رغم هزالة الدعم
كشف محمد الكنيديري رئيس جمعية الاطلس الكبير ومدير مهرجان الفنون الشعبية، عن مجموعة من التوضيحات بشأن الاكراهات التي صارت تواجه المهرجان وتؤثر بشكل نسبي على تنظيمه، وكذا حول بعض ما أثير بشأن تنظيم دورته الاخيرة التي اختتمت امس الاثنين. وقال الكنيديري في لقاء خاص مع "كشـ24" ان المهرجان ورغم مكانته التاريخية كأحد أقدم وأعرق المهرجانات الفنية في المغرب، لا يزال يعاني من ضعف الدعم المؤسساتي، ما يهدد استمراريته ويطرح علامات استفهام حول مستقبل هذا التراث اللامادي الغني، الذي ظل لسنوات يحتفي بعبقرية التعبيرات الشعبية المغربية ويمنحها فضاءً للتألق أمام العالم. وعبر مدير المهرجان في تصريح خاص لجريدة "كشـ24"، عن استيائه من حجم الإهمال الذي بات يطوق المهرجان، مشيرًا إلى أن الجهود الكبيرة التي تُبذل سنويًا لتحسين مستوى التنظيم تصطدم بصخرة ضعف التمويل الرسمي، موضحًا أن وزارة الثقافة لا تخصص سوى 180 مليون سنتيم كمساهمة سنوية، وهو مبلغ لا يرقى لحجم وتاريخ المهرجان، ولا يغطي سوى جزء يسير من حاجياته اللوجستية والفنية. وبخصوص ما اثير حول طريقة ايواء الفنانين ومبيتهم في الفضاء المفتوح لثانوية ابن عباد، أضاف الكنيديري أن المهرجان يحتضن سنويًا أكثر من 300 فنان شعبي من مختلف ربوع المغرب، ويحظون برضى عام تجاه طريقة التنظيم، مشيرًا إلى أن إدارة المهرجان تراعي دائمًا خصوصية الفرق الشعبية، التي غالبًا ما تتكون من عائلات، وتفضل الإقامة في فضاءات جماعية مفتوحة تتيح التلاقي والتواصل بين مختلف الفرق، بدل التوزيع على غرف الفنادق المنفصلة. وفي هذا الصدد، كشف الكنيديري عن واقعة سابقة خصّصت فيها إدارة المهرجان فندقًا بالكامل لإيواء الفرق المشاركة، إلا أن هذه الأخيرة رفضت الالتحاق به، ما تسبب في خسارة مالية ناهزت 100 ألف درهم، وهو ما دفع الإدارة إلى اعتماد مؤسسات عمومية بديلة مثل ثانوية بن عباد، التي جُهّزت قاعاتها بأسِرَّة جديدة، وتم تخصيص فضائها المفتوح للفنانين، استجابة لتطلعاتهم وخصوصياتهم الاجتماعية. واعتبر الكنيديري أن استمرار هذا المهرجان بات مهددًا، في ظل ما وصفه بـ"تلكؤ الوزارة الوصية، وتراجع اهتمام المؤسسات العمومية"، مؤكدًا أن مراكش، برمزيتها الثقافية والفنية، تستحق التفاتة حقيقية تحفظ ذاكرة الفنون الشعبية وتكرم صُنّاعها معبرا عن أمله في الرفع من حجم الدعم المخصص للمهرجان، وإعادة الاعتبار لإحدى أبرز المحطات الفنية الوطنية التي تزاوج بين الفرجة الشعبية، وصون التراث اللامادي المغربي المتنوع.
ثقافة-وفن

“لا أريد الموت فجأة أثناء العمل”.. مايكل دوغلاس يعلن توقفه عن التمثيل
أعلن النجم الأمريكي مايكل دوغلاس خلال مشاركته في مهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي بجمهورية التشيك عن نيته التوقف عن التمثيل بعد مسيرة فنية حافلة امتدت لنحو ستة عقود. وأوضح دوغلاس، البالغ من العمر 80 عاما أنه ليس لديه "نوايا حقيقية" للعودة إلى التمثيل، قائلا: "لم أعمل منذ عام 2022 بشكل متعمد لأنني أدركت أنه يجب علي التوقف"، مشيرا إلى رغبته في الاستمتاع بوقت فراغه بعد سنوات طويلة من العمل الدؤوب. وجاء ذلك بعد قضائه فترة استرخاء مع ابنته كاريز (22 عاما) في جزيرة مينوركا الإسبانية. وأضاف الممثل الحائز على جائزتي أوسكار بحسب مجلة "فارايتي": "لا أريد أن أكون من أولئك الممثلين الذين يموتون فجأة أثناء العمل في موقع التصوير"، معبرا عن رضاه عن قراره بالابتعاد عن الأضواء. إلا أنه استدرك قائلا إنه لا يعتبر نفسه متقاعدا رسميا، حيث إنه قد يعود للتمثيل إذا ما عرض عليه دور استثنائي يستحق العناء. وعن حياته الحالية، أبدى دوغلاس سعادته بأداء دور الزوج المخلص لزوجته النجمة كاثرين زيتا جونز التي ارتبط بها قبل 25 عاما، حيث قال بمزحة: "أنا سعيد الآن بأداء دور الزوج في إطار الحفاظ على زواج ناجح". ويذكر أن دوغلاس اشتهر عالميا بأدائه البارز لدور المالي الجشع جوردون جيكو في فيلم "وول ستريت" (1987) الذي نال عنه جائزة الأوسكار. وعلى الرغم من اعتزاله التمثيل تقريبا، إلا أن دوغلاس كشف عن عمله حاليا على فيلم مستقل صغير يحاول تطوير سيناريو جيد له، مؤكداً أنه لا يوجد أي مشاريع أخرى في هوليوود تستهويه حاليا. وجاءت مشاركته في المهرجان التشيكي لتقديم النسخة المرممة من فيلم One Flew Over the Cuckoo's Nest (أحدهم طار فوق عش الوقواق) في عام 1975 للمخرج الراحل ميلوش فورمان، والذي مثل فيه جاك نيكلسون دور البطولة. وقد فاجأه منظمو المهرجان خلال الحفل بمنحه جائزة "الكرة البلورية" تقديرا لمسيرته الفنية الحافلة. وكان دوغلاس قد صرح لموقع "ديدلاين" في مايو الماضي عن استمتاعه بفترة الراحة هذه، حيث يركز على حياته الشخصية إلى جانب عمله في مجال إنتاج الأفلام من خلال شركته المستقلة Further Films التي أسسها عام 1997. وأعرب عن ارتياحه للابتعاد عن ضغوط التمثيل مع إدارته لشركة الإنتاج، قائلا: "إذا ظهر عرض جيد حقا فقد أعود، لكنني لا أشعر برغبة ملحة لذلك". وأكد استمراره في العمل كمنتج، معربا عن حبه لجمع المواهب الفنية معا. من جهة أخرى، يستعد ابنه ديلان (24 عاما) لبدء مسيرته التمثيلية عبر فيلم الإثارة القادم I Will Come to You، وفقا لتقرير نشرته مجلة "فارايتي" في مارس الماضي.
ثقافة-وفن

بعائدات تفوق المليار درهم.. المغرب يعزز مكانته كمنصة عالمية لتصوير الأفلام
يواصل المغرب تثبيت حضوره في خارطة الإنتاجات السينمائية العالمية، بفضل مؤهلاته الطبيعية المتنوعة، وبنياته التحتية المتطورة، وكفاءاته البشرية المتخصصة في مختلف فروع الصناعة السينمائية. وقد تحوّلت المملكة، خلال السنوات الأخيرة، إلى منصة تصوير مفضلة لكبريات شركات الإنتاج الأجنبية. وحسب معطيات حديثة صادرة عن المركز السينمائي المغربي، فقد عرفت عائدات تصوير الأعمال السينمائية الأجنبية بالمغرب خلال سنة 2024 ارتفاعًا ملحوظًا، بلغت قيمته حوالي مليار و198 مليون و863 ألف درهم، مقابل مليار و109 ملايين و800 ألف درهم سنة 2023، أي بزيادة تفوق 89 مليون درهم. هذا التطور يعكس تزايد ثقة المستثمرين في البيئة السينمائية المغربية، التي استطاعت جذب عدد من الإنتاجات الكبرى، كان أبرزها السلسلة البريطانية "Atomic" باستثمار ضخم ناهز 180.9 مليون درهم، متبوعة بالفيلم الألماني "Convoy" بـ150.1 مليون درهم، ثم الفيلم "The New Eve" بميزانية بلغت 140 مليون درهم. وضمن نفس التصنيف، برز الفيلم الإنجليزي "Lords Of War" باستثمار قدره 100 مليون درهم، والفيلم الفرنسي "13 Jours 13 Nuits" بـ83.6 مليون درهم، بالإضافة إلى أعمال أخرى لافتة مثل "Le Livre du Désert" و**"Les Damnés de la Terre"، بميزانيات ناهزت على التوالي 37 و35 مليون درهم**. في المقابل، شهدت القاعات السينمائية بالمملكة خلال سنة 2024 انتعاشة ملحوظة سواء من حيث عدد المرتادين أو المداخيل، مدفوعة بتنوع البرمجة، وارتفاع عدد الأفلام المعروضة، خاصة تلك المنتجة محليًا. وقد بلغت إيرادات أكثر 30 فيلمًا تحقيقًا للعائدات نحو 96 مليون و226 ألف درهم، مقارنة بـ63 مليون و193 ألف درهم في سنة 2023، أي بزيادة تُقدّر بـ33 مليون درهم، وفق تقرير المركز السينمائي المغربي. وفي إنجاز يُحسب لصناعة السينما الوطنية، تمكنت سبعة أفلام مغربية من التربع على قائمة أكثر الأفلام دخلاً، متفوقة على إنتاجات أمريكية وعالمية. وتصدر القائمة فيلم "أنا ماشي أنا" للمخرج هشام الجباري، الذي حصد 13.4 مليون درهم، يليه "زعزوع" بـ7.5 ملايين درهم، و**"على الهامش"** بـ7.4 ملايين درهم. واستمر حضور الكوميديا المغربية بقوة، من خلال أفلام مثل "قلب 6/9" بـ7.3 ملايين درهم، و**"البطل"** بـ5.9 ملايين درهم، و**"لي وقع في مراكش يبقى فمراكش"** بـ5.7 ملايين درهم، إلى جانب "حادة وكريمو" بـ4.1 ملايين درهم. أما بالنسبة للإنتاجات العالمية، فقد جاء فيلم "Gladiator 2" في المرتبة الثامنة بـ4.2 ملايين درهم، يليه "Vice-Versa" بـ3.8 ملايين درهم، ثم "Deadpool & Wolverine Awan" بـ3.7 ملايين درهم. هذا الأداء المتميز يعكس الحيوية التي تعرفها الصناعة السينمائية بالمغرب، والتي باتت تجمع بين استقطاب المشاريع الأجنبية الكبرى ودعم الإنتاج الوطني، في مسار يُعزز مكانة المملكة كمنصة دولية واعدة لصناعة الفن السابع.
ثقافة-وفن

جازابلانكا: أمسية مبهرة لـ “بلاك آيد بيز” و”كارافان بالاس” و”نوبيا غارسيا”
تميزت الأمسية الثالثة من الدورة الثامنة عشر لمهرجان جازابلانكا، أمس السبت بالدار البيضاء، ببرمجة انتقائية من خلال أداء مبهر لكل من “بلاك آيد بيز” و”كارافان بالاس” و”نوبيا غارسيا”، وهم فنانون مشهورون عالميا من مشاهد موسيقية مختلفة. وعلى منصة “كازا أنفا”، أبهرت فرقة “كارافان بالاس” الفرنسية، وهي نموذج بارز لموسيقى الإلكترو-سوينغ، الجمهور بأداء قوي يمزج بين موسيقى الجاز الغجرية والسوينغ والموسيقى الإلكترونية، بمناسبة حضورها لأول مرة إلى المغرب. وأشاد شارل دولابورت، العازف على آلة الكونترباص في الفرقة، بالأجواء الفريدة للمهرجان، فضلا عن العمل المتميز للفرق التقنية التي تمت تعبئتها طيلة فترة التظاهرة. وعبّرت الفرقة عن رغبتها في العودة للعزف في المغرب، منوهة بالاستقبال الحار الذي حظيت به من طرف جمهور الدار البيضاء، وعزمها نسج روابط دائمة مع المشهد الموسيقي المحلي. وفي وقت سابق من الأمسية، نقلت عازفة الساكسفون البريطانية نوبيا غارسيا جمهور “منصة 21″، إلى عالم معبر ومشبع في الآن ذاته بالتنوع الموسيقي. من خلال عناوين مثل “Solstice” و “We Walk in Gold” و “Odyssey”، شارك الموسيقية رؤية معاصرة لموسيقى الجاز، تم إغناؤها بأصوات R & B الكلاسيكية و broken beat. واختتمت الأمسية بأداء لفرقة “بلاك آيد بيز” الأمريكية، التي قدمت أشهر قطعها الموسيقية أمام جمهور متحمس. ومن خلال بيعها لأزيد من 35 مليون ألبوم و120 مليون أغنية فردية، تركت الفرقة الكاليفورنية بصمتها في هذه النسخة، مؤكدة على مكانتها الكبيرة في المشهد الموسيقي العالمي. وقامت الفرقة بأداء، على الخصوص، Rock That Body و I Gotta Feeling and Pump It. وبالموازاة مع ذلك، احتضنت منصة “نفس جديد” بحديقة جامعة الدول العربية، الموسيقي مهدي قاموم، الملقب بـ MediCament، الذي قدم أداء جديدا للتقاليد الكناوية والأمازيغية، من خلال آلة “غنبري” ثلاثية الأوتار، في اندماج فريد يمزج بين موسيقى الجاز والفانك والموسيقى العالمية. ويواصل مهرجان “جازابلانكا”، الذي تستمر فعالياته إلى غاية 12 يوليوز الجاري، التزامه بتقديم تجربة متكاملة للجمهور، والتي تشكل ميزة أساسية من هويته.
ثقافة-وفن

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الخميس 10 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة