مجتمع

مسيرة غضب جماهيرية احتجاجا على تحويل أحياء بكاملها إلى أسواق عشوائية لتجارة السيارات المستعملة بمراكش


كشـ24 نشر في: 29 مارس 2016


مسؤولون منتخبون وشخصيات معروفة تستثمر في “التجارة” وتغرق الأحياء بهياكل السيارات خارج السوق الرسمي

“هذي أحياء ماشي سوق، فين القانون فين الحقوق”، شعار صدحت به عشرات الأصوات من ساكنة بعض أحياء مقاطعة المنارة، خلال مسيرة احتجاجية جابت مساء أول شارع الداخلة الذي يعتبر الشريان الإستراتيجي لحركية السير والجولان بالنفوذ الترابي للمقاطعة.
أسر بكاملها غادرت بيوتها ومنازلها مرفوقة بأبنائها لتلتحق بالشارع العام وتعلنها صرخة مدوية “هاذ الشي ماشي معقول، المسيرة خصها مسؤول”، في إشارة إلى ما ظلت تعانيه من صنوف الفوضى التي ما انفك ينشرها سماسرة السيارات المستعمرة بكل هذا الفضاء المثخن بجراحات التشويه والتطاول على الملك العام والخاص معا، في غياب أي رادع أو وازع.
 ظلت الساكنة على امتداد سنوات تعايش الوضع من موقع “المضطر” بعد أن أغرقت جيوش السماسرة ومحترفي تجارة السيارات المستعملة كل جنبات الشارع بأرطال من  هياكل مختلف أنواع السيارات المعدة للبيع والترويج، محولة المكان إلى سوق عشوائي لا يهدأ أوراه على امتداد ساعات اليوم، مع ما يستتبع الأمر من عوادي التلوث والضجيج الذي تنشره المحركات، ناهيك عن الشجارات اليومية التي تنشأ بين المعنيين وما تقذفه من حمم السباب النابي، دون أن يحرك هذا الوضع أيا من الجهات المسؤولة عن تدبير شؤون المقاطعة.
ظلت الأسر من قاطنة الشقق والبيوت المجاورة في حكم السجناء داخل منازلها، لاضطرارها إلى إبقاء شبابيك النوافذ مغلقة على مدار الساعة لمنع امتدادات التلوث البيئي والسمعي،فيما الأطفال الصغار يئنون تحت وطأة الأمراض التنفسية (الربو، وضيق التنفس..)، وهو الواقع الذي تحول إلى متاهة متشابكة لا يعرف لها أول من آخر، خصوصا مع توالي السنوات والعقود وتعاقب المسؤولين الذين تعاقبوا على تدبير وتسيير شؤون المنطقة.
حقيقة عكستها الشعارات المؤثثة لفضاء المسيرة الاحتجاجية “السلطات مشات وجات والحالة هي هي، عييتونا بالشعارات والوعود الكذابية”، مع إصرار المحتجين على تسمية الأسماء بأسمائها والإشارة بأصابع الاتهام لمن يعتبرونهم مسؤولين عن تفاقم الوضع “ألي ديكاج ألي ديكاج، السلطة المحلية”.
 ما زاد في إذكاء مساحة الغضب والاحتقان في صفوف الساكنة، هو إنجاز سوق نموذجي لاحتضان هذا النوع من التجارة، كلف إنشاؤه مبالغ فلكية من أموال الجماعة، ليبقى بعدها فضاء خرابا يملؤه نعيق اليوم والغراب، ويستمر السماسرة في احتلال جنبات التجزئات والأحياء السكنية، بالرغم من أن السوق المحدث لا يبعد سوى بأمتار معدودة.
أجمع المحتجون على أن أسباب رميهم بنيران، “لامالنا بقا، لاوجهنا تنقا” وإدارة الدهر لكل هذا الفيض من المعاناة، هو تداخل مصالح المتنفعين وأخطبوب الفساد المتواطئ على إبقاء الوضع على ما هو عليه، حيث تكالب المسؤول المنتخب مع رجل السلطة وأعوانها لدعم جيش السماسرة وتجار السيارات المستعملة، وفرض الأمر الواقع على الساكنة المتضررة، دليلهم في ذلك هو إغراق السوق العشوائية برساميل واستثمارات بعض المسؤولين المنتخبين الذين انتبهوا لما تدره التجارة من أرباح خيالية، فاحترفوا بدورهم لعبة، “قلب وشقلب” فأصبحوا كنار على علم بأوساط هؤلاء السماسرة والتجار.
 وحتى ينقشع الغبار عن هذه الأسماء ويسقط القناع عن وجه نشاطها ضمن شبكة تجارة السيارات المستعملة، تبرز واقعة إحداث السوق النموذجي وتغطيته بمذكرة صادرة عن رئاسة المجلس الجماعي تمنع على جميع الموظفين الجماعيين المصادقة على عقود بيع وشراء السيارات المستعملة، مع تحديد الجهة المخولة بإنجاز المهمة بمكتب تصحيح الإمضاء الموجود بالسوق المحدث بمقاطعة المنارة.
   قرار سيتم التغاضي عنه والتعامل معه من طرف بعض الموظفين بملحقات إدارية مختلفة بسياسة” عين ما شافات، وقلب ما وجع”، ومن ثمة استمرارهم في إنجاز المعاملة دون رادع أو وازع، ما كشف ويكشف عن حجم التواطؤات المعتملة بالقطاع.
السلطات المحلية والمصالح الأمنية ظلت بدورها تكتفي بحملات موسمية في إطار رفع العتب، وتجاري من خلالها احتجاجات السكان المتواصلة، بحيث ما أن “يسخن الطرح” وترتفع درجة الاحتقان، حتى تبادر الجهات المذكورة بتنظيم حملات ظرفية وتسخر بعض عناصرها لمنع وقوف أرطال السيارات المعروضة للبيع، قبل أن “تعود حليمة لعادتها القديمة” ويعود السماسرة والتجار لاحتلال طول الفضاءات مباشرة بعد شروع عاصفة الاحتقان بالانحسار، لتصبح العملية برمتها مجرد “لعبة قط وفأر” لا طائل من وراءه، وتبقى آلاف الأسر المتضررة مجبرة على التعايش مع الواقع المفروض ولسان حالها يردد الدعاء المأثور، “ربنا لا تسلط علينا، من لا يخافك فينا”.

مسؤولون منتخبون وشخصيات معروفة تستثمر في “التجارة” وتغرق الأحياء بهياكل السيارات خارج السوق الرسمي

“هذي أحياء ماشي سوق، فين القانون فين الحقوق”، شعار صدحت به عشرات الأصوات من ساكنة بعض أحياء مقاطعة المنارة، خلال مسيرة احتجاجية جابت مساء أول شارع الداخلة الذي يعتبر الشريان الإستراتيجي لحركية السير والجولان بالنفوذ الترابي للمقاطعة.
أسر بكاملها غادرت بيوتها ومنازلها مرفوقة بأبنائها لتلتحق بالشارع العام وتعلنها صرخة مدوية “هاذ الشي ماشي معقول، المسيرة خصها مسؤول”، في إشارة إلى ما ظلت تعانيه من صنوف الفوضى التي ما انفك ينشرها سماسرة السيارات المستعمرة بكل هذا الفضاء المثخن بجراحات التشويه والتطاول على الملك العام والخاص معا، في غياب أي رادع أو وازع.
 ظلت الساكنة على امتداد سنوات تعايش الوضع من موقع “المضطر” بعد أن أغرقت جيوش السماسرة ومحترفي تجارة السيارات المستعملة كل جنبات الشارع بأرطال من  هياكل مختلف أنواع السيارات المعدة للبيع والترويج، محولة المكان إلى سوق عشوائي لا يهدأ أوراه على امتداد ساعات اليوم، مع ما يستتبع الأمر من عوادي التلوث والضجيج الذي تنشره المحركات، ناهيك عن الشجارات اليومية التي تنشأ بين المعنيين وما تقذفه من حمم السباب النابي، دون أن يحرك هذا الوضع أيا من الجهات المسؤولة عن تدبير شؤون المقاطعة.
ظلت الأسر من قاطنة الشقق والبيوت المجاورة في حكم السجناء داخل منازلها، لاضطرارها إلى إبقاء شبابيك النوافذ مغلقة على مدار الساعة لمنع امتدادات التلوث البيئي والسمعي،فيما الأطفال الصغار يئنون تحت وطأة الأمراض التنفسية (الربو، وضيق التنفس..)، وهو الواقع الذي تحول إلى متاهة متشابكة لا يعرف لها أول من آخر، خصوصا مع توالي السنوات والعقود وتعاقب المسؤولين الذين تعاقبوا على تدبير وتسيير شؤون المنطقة.
حقيقة عكستها الشعارات المؤثثة لفضاء المسيرة الاحتجاجية “السلطات مشات وجات والحالة هي هي، عييتونا بالشعارات والوعود الكذابية”، مع إصرار المحتجين على تسمية الأسماء بأسمائها والإشارة بأصابع الاتهام لمن يعتبرونهم مسؤولين عن تفاقم الوضع “ألي ديكاج ألي ديكاج، السلطة المحلية”.
 ما زاد في إذكاء مساحة الغضب والاحتقان في صفوف الساكنة، هو إنجاز سوق نموذجي لاحتضان هذا النوع من التجارة، كلف إنشاؤه مبالغ فلكية من أموال الجماعة، ليبقى بعدها فضاء خرابا يملؤه نعيق اليوم والغراب، ويستمر السماسرة في احتلال جنبات التجزئات والأحياء السكنية، بالرغم من أن السوق المحدث لا يبعد سوى بأمتار معدودة.
أجمع المحتجون على أن أسباب رميهم بنيران، “لامالنا بقا، لاوجهنا تنقا” وإدارة الدهر لكل هذا الفيض من المعاناة، هو تداخل مصالح المتنفعين وأخطبوب الفساد المتواطئ على إبقاء الوضع على ما هو عليه، حيث تكالب المسؤول المنتخب مع رجل السلطة وأعوانها لدعم جيش السماسرة وتجار السيارات المستعملة، وفرض الأمر الواقع على الساكنة المتضررة، دليلهم في ذلك هو إغراق السوق العشوائية برساميل واستثمارات بعض المسؤولين المنتخبين الذين انتبهوا لما تدره التجارة من أرباح خيالية، فاحترفوا بدورهم لعبة، “قلب وشقلب” فأصبحوا كنار على علم بأوساط هؤلاء السماسرة والتجار.
 وحتى ينقشع الغبار عن هذه الأسماء ويسقط القناع عن وجه نشاطها ضمن شبكة تجارة السيارات المستعملة، تبرز واقعة إحداث السوق النموذجي وتغطيته بمذكرة صادرة عن رئاسة المجلس الجماعي تمنع على جميع الموظفين الجماعيين المصادقة على عقود بيع وشراء السيارات المستعملة، مع تحديد الجهة المخولة بإنجاز المهمة بمكتب تصحيح الإمضاء الموجود بالسوق المحدث بمقاطعة المنارة.
   قرار سيتم التغاضي عنه والتعامل معه من طرف بعض الموظفين بملحقات إدارية مختلفة بسياسة” عين ما شافات، وقلب ما وجع”، ومن ثمة استمرارهم في إنجاز المعاملة دون رادع أو وازع، ما كشف ويكشف عن حجم التواطؤات المعتملة بالقطاع.
السلطات المحلية والمصالح الأمنية ظلت بدورها تكتفي بحملات موسمية في إطار رفع العتب، وتجاري من خلالها احتجاجات السكان المتواصلة، بحيث ما أن “يسخن الطرح” وترتفع درجة الاحتقان، حتى تبادر الجهات المذكورة بتنظيم حملات ظرفية وتسخر بعض عناصرها لمنع وقوف أرطال السيارات المعروضة للبيع، قبل أن “تعود حليمة لعادتها القديمة” ويعود السماسرة والتجار لاحتلال طول الفضاءات مباشرة بعد شروع عاصفة الاحتقان بالانحسار، لتصبح العملية برمتها مجرد “لعبة قط وفأر” لا طائل من وراءه، وتبقى آلاف الأسر المتضررة مجبرة على التعايش مع الواقع المفروض ولسان حالها يردد الدعاء المأثور، “ربنا لا تسلط علينا، من لا يخافك فينا”.

ملصقات


اقرأ أيضاً
اعتقال متهمين بإسبانيا بسبب استغلال مهاجرين مغاربة بعقود وهمية
تم القبض على أربعة أشخاص في جيبوثكوا (إقليم الباسك) بتهمة تسهيل الهجرة غير الشرعية واستغلال العمال الأجانب ، وخاصة المهاجرين المغاربة، حيث قاموا بمعالجة تصاريح العمل والإقامة غير القانونية لهم مقابل مبالغ مالية. وبحسب وكالة الأنباء الإسبانية "إفي" ، أوضحت الشرطة الوطنية أن المعتقلين كانوا جزءًا من "شبكة منظمة" سهلت الدخول والإقامة غير الشرعية في إسبانيا لمواطنين مغاربة من خلال عقود وهمية في بلدهم الأصلي من قبل شركتين للبناء، واحدة مقرها في بيزكايا والأخرى في جيبوثكوا. وتم استغلال عروض العمل للحصول على الإقامة وتصاريح العمل، ولكن المهاجرين لم يتم توظيفهم بعد ذلك في الشركات، بل أجبروا على العمل خارج الشركات في ظروف محفوفة بالمخاطر.وبدأ التحقيق في أكتوبر 2024، عندما تم اكتشاف مخالفات محتملة في العديد من طلبات القيد بالسجل البلدي، والتي كانت جميعها تحمل عنوان منزل في بلدة إيرون. وأكد الضباط أنه منذ نونبر 2019، تم تسجيل 19 شخصًا في هذا العنوان في إرون ، و16 آخرين في منازل في سان سيباستيان دون أن يكونوا مقيمين هناك. وتمكنت الشرطة الوطنية من تحديد هوية 19 شخصا في أماكن مختلفة بإسبانيا، والذين كانوا مسجلين في العقارات قيد التحقيق، واعترف 13 منهم بدفع أموال لأحد المعتقلين. وتمكن ما لا يقل عن 10 من المقيمين المسجلين من تسوية وضعهم في إسبانيا من خلال تصاريح الإقامة والعمل المرتبطة بعقود في بلدهم الأصلي تديرها شركتان للبناء.
مجتمع

مغربي يتسبب في حالة طوارىء بمطار إيطالي
تمكّن مهاجر مغربي يبلغ من العمر 29 عامًا، موضوع طُرد وترحيل من إيطاليا، من الهروب من قبضة الشرطة، قبل لحظات من صعوده إلى الطائرة التي ستنقله إلى بلده الأصلي. وهرب المعني بالأمر على أحد مدارج مطار ماركوني في بولونيا. وفي محاولةٍ منه لتضليل رجال الشرطة، افتعل حريقا، تم إخماده من طرف رجال الإطفاء بالمطار. ووقع الحادث السبت الماضي، بعد الساعة السادسة مساءً بقليل. ولم تُوقف الشرطة الهارب، الذي تمكن من تسلّق السياج الواقي وتجاوز محيط المطار. وتم وضعه قيد البحث من قِبل دوريات المراقبة الإقليمية. وتسببت الحادثة في تعليق الرحلات الجوية في مطار بولونيا ماركوني من الساعة السادسة مساءً حتى السادسة والنصف مساءً. وبعد إخماد النيران، عادت الأمور إلى طبيعتها، لكن مع تسجيل تأخير عدة رحلات، وتم تحويل مسار طائرتين، إحداهما قادمة من إسطنبول والأخرى من باليرمو، وهبطتا في مطار ريميني والثانية في مطار فورلي.
مجتمع

مخاوف من تكرار فضيحة “كوب28” تقود الوزيرة بنعلي للمساءلة البرلمانية
تقدمت فاطمة الزهراء التامني، النائبة عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، بسؤال كتابي لوزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، تطالب فيه بتوضيحات حول مدى توفر ضمانات الشفافية والنجاعة في صفقة تفويض تنظيم مشاركة المغرب في مؤتمر المناخ “كوب 30”، المرتقب تنظيمه في نونبر المقبل بالبرازيل. وحذّرت النائبة التامني في معرض سؤالها، من تكرار ما وصفته بـ”فضيحة كوب 28″ التي عرفت، حسب قولها، مشاركة وفد مغربي كبير بتكلفة فاقت 9 ملايين درهم، دون أدوار واضحة لغالبية المشاركين، ما أثار انتقادات واسعة بشأن الحكامة وترشيد النفقات. التامني أبرزت أن صفقة “كوب 30” تم تفويضها إلى شركة خاصة بكلفة تقارب 9 ملايين درهم، ما يثير مخاوف حقيقية من تكرار نفس السيناريو، خصوصاً أن مؤتمر “كوب 29” المقرر بأذريبدجان في 2024 عرف بدوره صفقة بلغت 5.9 ملايين درهم. وفي هذا السياق، طالبت النائبة الوزيرة بالكشف عن المعايير المعتمدة لاختيار المشاركين في هذه المؤتمرات، وتفسير مشاركة أعداد كبيرة دون مهام محددة، إضافة إلى توضيح الإجراءات المتخذة لضمان الشفافية والفعالية، وتفادي تبذير المال العام، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.
مجتمع

مختصة نفسية تكشف لـ”كشـ24″ أبعاد سخرية المغاربة من موجة الحرارة على مواقع التواصل
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب خلال الأيام الماضية، موجة واسعة من المنشورات الساخرة، تفاعلا مع الارتفاع المهول في درجات الحرارة التي تشهدها مختلف المدن، حيث عبر عدد من النشطاء بروح دعابة عن معاناتهم اليومية مع القيظ، في تدوينات جمعت بين الطرافة والتهكم، وأحيانا الإبداع، الأمر الذي أثار اهتمام المتتبعين وأعاد إلى الواجهة دور السخرية في المجتمع.وفي هذا السياق، أوضحت الأخصائية النفسية والباحثة في علم النفس الاجتماعي، الأستاذة بشرى المرابطي، في تصريحها لموقع "كشـ24"، أن السخرية تعد بمثابة رسائل نفسية واجتماعية، وأحيانا حتى سياسية، تهدف إلى إنتاج الضحك وتوفير مساحة جماعية للتنفيس، وأشارت إلى أن الضحك، كما يرى الفيلسوف الفرنسي هنري بيركسون، يحتاج الضحك للصدى عكس البكاء الذي يمكن الإنسان من التنفيس عن ذاته لكن بشكل فردي وأكدت المرابطي أن السخرية في علاقتها بموجات الحرارة المفرطة لا تعبر فقط عن استهزاء سطحي، بل هي آلية دفاعية واعية أو غير واعية، يلجأ إليها الأفراد لتغيير حالة الرتابة والملل التي ترافق فترات الصيف الطويلة، خاصة مع التوتر الناتج عن ارتفاع الحرارة.وأبرزت المتحدثة أن الفكاهة والسخرية تلعبان دورا مهما في المناعة النفسية، باعتبارهما وسائل فعالة للتقليل من التوتر والقلق والغضب، بل وتحمي الإنسان من بعض الأعراض البيولوجية المرتبطة بالحالة النفسية، مضيفة أن وسائل التواصل الاجتماعي وفرت فضاء سهلا ومفتوحا للتقاسم الجماعي لهذه المشاعر، وهو ما يعزز الشعور بالانتماء والتخفيف الجماعي من الضغط.واعتبرت الأخصائية النفسية، أن انتشار هذه الظاهرة في السياق المغربي هو مؤشر إيجابي على صحة المزاج العام، لكون المغاربة يميلون بالفطرة إلى النكتة والدعابة، مضيفة، جميل جدا أن نحول معاناتنا اليومية إلى مادة للضحك والسخرية، لأنها تعكس حيوية المجتمع وروح مقاومته النفسية للظروف الصعبة.وختمت المرابطي حديثها بالتشديد على أن هذا الأسلوب التفاعلي مع الظواهر الطبيعية والاجتماعية، يظهر قدرة المجتمع على تحويل المحن إلى لحظات فرج وفرجة، مؤكدة أن الضحك الجماعي ليس مجرد وسيلة للهروب، بل سلوك دفاعي إيجابي يدعم التوازن النفسي للفرد والجماعة.
مجتمع

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

الثلاثاء 01 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة