سياسة

مذكرات المسؤولين المغاربة.. بين البوح و دفن الأسرار!


كشـ24 نشر في: 24 مارس 2018

بعد سنوات من الانتظار، كسر الوزير الأول المغربي الأسبق عبد الرحمان اليوسفي، جدار الصمت الذي طبع مسؤولي ووزراء البلاد؛ بعد نشر مذكراته في 8 مارس الجاري.

وتأتي خطوة اليوسفي (94 عامًا)، في ظل رحيل مسؤولين دفنوا سرّهم معهم، وتركوا الرأي العام يتساءل عن ملفات مصيرية كانت لهم يد فيها.

اليوسفي (ثاني أكبر شعبية في تاريخ البلاد بعد رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران حسب استطلاعات رأي محلية)، اختار أن يكشف أسرار حكومته، ليرمي حجرا على بركة الأسرار التي تطبع مسار الوزراء والمسؤولين.

وكان اليوسفي معارضا للعاهل الراحل الحسن الثاني، لكنه عاد للوطن وترأس حزب الاتحاد الاشتراكي (أكبر حزب يساري بالبلاد) وشارك في انتخابات 1997 حيث تصدر حزبه الانتخابات.

وقاد اليوسفي الحكومة التي سميت بـ"حكومة التناوب" في مارس 1998.

وعام 2002 تصدّر حزبه من جديد الانتخابات البرلمانية، غير أن عاهل البلاد الملك محمد السادس عيّن إدريس جطو، غير المنتمي لأي حزب (تكنوقراطي)، إلاّ أن اليوسفي اعتبر أن المغرب حاد "عن المنهجية الديمقراطية"، واعتزل العمل السياسي وسافر آنذاك لفرنسا.

اليوسفي، قاد الحكومة في مرحلة صعبة كانت تمر بها البلاد، وذلك بعد وفاة الحسن الثاني (23 يوليو 1999)، وتولي الملك محمد السادس مقاليد الحكم.

ونشر اليوسفي مذكراته، في كتاب بعنوان "عبد الرحمان اليوسفي: أحاديث في ما جرى" من إعداد الكاتب المغربي مبارك بودرقة.

** دفن الأسرار

كثير من المسؤولين الكبار والوزراء رحلوا إلى دار البقاء خلال السنوات القليلة الماضية، ورحلت معهم أسرار كثيرة.

وفي حديث مع الأناضول، قال الباحث المغربي، خالد يايموت، إن "مسؤولي البلاد نادرا ما ينشرون مذكراتهم، مثل عبد اللطيف الفيلالي".

وتقلّد الفيلالي (1928-2009 ) العديد من المناصب مثل وزير أول ووزير الخارجية والإعلام والتعليم العالي، وسفيرا بعدد من العواصم كمدريد ولندن وبكين.

وأصدر كتاب "المغرب والعالم العربي" عبارة عن بعض من مذكراته.

وأوضح يايموت، أن "نشر السير الذاتية من طرف بعض المسؤولين تعتبر من الثقافة الديمقراطية في العالم الغربي، وجزء من الممارسة الديمقراطية في كتابة مذكرات السياسيين والوزراء وعمداء المدن".

** أسرار في الرواية

في الوقت الذي اختار العديد من المسؤولين و الوزراء السابقين كتم أسرار تدبيرهم للشأن العام، فضل آخرون عالم الرواية والقصة من أجل تصوير أسرار تدبير الدولة من خلال الحبكة القصصية.

وأصدر العديد من الوزراء روايات، مثل الراحل عبد الكبير العلوي المدغري (أشهر وزير للأوقاف والشؤون الإسلامية)، وحسن أوريد الناطق السابق باسم القصر الملكي.

ويعمل هؤلاء المسؤولين السابقين على إصدار روايات وقصص، في طياتها توجد بعض الأسرار بطريقة غير مباشرة.

وأصدر العلوي المدغري (1942-2017) رواية "في مرآتنا عالم آخر".

ويعتبر المدغري أشهر وزير في فترة الراحل الحسن الثاني، وبداية عهد الملك محمد السادس، حيث ظل يشغل المنصب لمدة 18 عاما متواصلة، من 1984 وحتى 2002، أي بعد نحو 3 سنوات من تولّي محمد السادس الحكم بالبلاد (يوليو 1999).

كما أصدر أوريد، العديد من الروايات والقصص باللغة الفرنسية والعربية.

** الصمت "طمعا في رضا النظام السياسي"؟

الباحث يايموت، لفت إلى أن "الثقافة السياسية ببلاده التي تميّزها التكتم لا تساهم في نشر الوعي السياسي والتواصل بين المواطنين والمسؤولين، وبين الأجيال أيضا".

واعتبر أن النخبة ببلاده "غير مؤمنة بإدارة العلاقة مع مختلف شرائح المجتمع، وتسعى إلى علاقة جيدة مع النظام السياسي".

وأوضح الباحث المغربي، أن المسؤولين لا يريدون الكشف عن بعض أسرار إدارة الدولة، فيما أسماه "طمعا في رضا النظام السياسي".

ورأى أن "مذكرات اليوسفي ستضم بعض القضايا ذات الصبغة الديبلوماسية، مثل قضية الصحراء، وعلاقته مع الراحل الحسن الثاني".

واعتبر يايموت، أن "مبادرة اليوسفي ستشكل إضافة للمشهد السياسي، فضلا عن كونها ستميط اللثام عن عدد من القضايا، خصوصا في ظل التغيّرات الأخيرة لهذا المشهد".

المصدر: الأناضول

بعد سنوات من الانتظار، كسر الوزير الأول المغربي الأسبق عبد الرحمان اليوسفي، جدار الصمت الذي طبع مسؤولي ووزراء البلاد؛ بعد نشر مذكراته في 8 مارس الجاري.

وتأتي خطوة اليوسفي (94 عامًا)، في ظل رحيل مسؤولين دفنوا سرّهم معهم، وتركوا الرأي العام يتساءل عن ملفات مصيرية كانت لهم يد فيها.

اليوسفي (ثاني أكبر شعبية في تاريخ البلاد بعد رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران حسب استطلاعات رأي محلية)، اختار أن يكشف أسرار حكومته، ليرمي حجرا على بركة الأسرار التي تطبع مسار الوزراء والمسؤولين.

وكان اليوسفي معارضا للعاهل الراحل الحسن الثاني، لكنه عاد للوطن وترأس حزب الاتحاد الاشتراكي (أكبر حزب يساري بالبلاد) وشارك في انتخابات 1997 حيث تصدر حزبه الانتخابات.

وقاد اليوسفي الحكومة التي سميت بـ"حكومة التناوب" في مارس 1998.

وعام 2002 تصدّر حزبه من جديد الانتخابات البرلمانية، غير أن عاهل البلاد الملك محمد السادس عيّن إدريس جطو، غير المنتمي لأي حزب (تكنوقراطي)، إلاّ أن اليوسفي اعتبر أن المغرب حاد "عن المنهجية الديمقراطية"، واعتزل العمل السياسي وسافر آنذاك لفرنسا.

اليوسفي، قاد الحكومة في مرحلة صعبة كانت تمر بها البلاد، وذلك بعد وفاة الحسن الثاني (23 يوليو 1999)، وتولي الملك محمد السادس مقاليد الحكم.

ونشر اليوسفي مذكراته، في كتاب بعنوان "عبد الرحمان اليوسفي: أحاديث في ما جرى" من إعداد الكاتب المغربي مبارك بودرقة.

** دفن الأسرار

كثير من المسؤولين الكبار والوزراء رحلوا إلى دار البقاء خلال السنوات القليلة الماضية، ورحلت معهم أسرار كثيرة.

وفي حديث مع الأناضول، قال الباحث المغربي، خالد يايموت، إن "مسؤولي البلاد نادرا ما ينشرون مذكراتهم، مثل عبد اللطيف الفيلالي".

وتقلّد الفيلالي (1928-2009 ) العديد من المناصب مثل وزير أول ووزير الخارجية والإعلام والتعليم العالي، وسفيرا بعدد من العواصم كمدريد ولندن وبكين.

وأصدر كتاب "المغرب والعالم العربي" عبارة عن بعض من مذكراته.

وأوضح يايموت، أن "نشر السير الذاتية من طرف بعض المسؤولين تعتبر من الثقافة الديمقراطية في العالم الغربي، وجزء من الممارسة الديمقراطية في كتابة مذكرات السياسيين والوزراء وعمداء المدن".

** أسرار في الرواية

في الوقت الذي اختار العديد من المسؤولين و الوزراء السابقين كتم أسرار تدبيرهم للشأن العام، فضل آخرون عالم الرواية والقصة من أجل تصوير أسرار تدبير الدولة من خلال الحبكة القصصية.

وأصدر العديد من الوزراء روايات، مثل الراحل عبد الكبير العلوي المدغري (أشهر وزير للأوقاف والشؤون الإسلامية)، وحسن أوريد الناطق السابق باسم القصر الملكي.

ويعمل هؤلاء المسؤولين السابقين على إصدار روايات وقصص، في طياتها توجد بعض الأسرار بطريقة غير مباشرة.

وأصدر العلوي المدغري (1942-2017) رواية "في مرآتنا عالم آخر".

ويعتبر المدغري أشهر وزير في فترة الراحل الحسن الثاني، وبداية عهد الملك محمد السادس، حيث ظل يشغل المنصب لمدة 18 عاما متواصلة، من 1984 وحتى 2002، أي بعد نحو 3 سنوات من تولّي محمد السادس الحكم بالبلاد (يوليو 1999).

كما أصدر أوريد، العديد من الروايات والقصص باللغة الفرنسية والعربية.

** الصمت "طمعا في رضا النظام السياسي"؟

الباحث يايموت، لفت إلى أن "الثقافة السياسية ببلاده التي تميّزها التكتم لا تساهم في نشر الوعي السياسي والتواصل بين المواطنين والمسؤولين، وبين الأجيال أيضا".

واعتبر أن النخبة ببلاده "غير مؤمنة بإدارة العلاقة مع مختلف شرائح المجتمع، وتسعى إلى علاقة جيدة مع النظام السياسي".

وأوضح الباحث المغربي، أن المسؤولين لا يريدون الكشف عن بعض أسرار إدارة الدولة، فيما أسماه "طمعا في رضا النظام السياسي".

ورأى أن "مذكرات اليوسفي ستضم بعض القضايا ذات الصبغة الديبلوماسية، مثل قضية الصحراء، وعلاقته مع الراحل الحسن الثاني".

واعتبر يايموت، أن "مبادرة اليوسفي ستشكل إضافة للمشهد السياسي، فضلا عن كونها ستميط اللثام عن عدد من القضايا، خصوصا في ظل التغيّرات الأخيرة لهذا المشهد".

المصدر: الأناضول


اقرأ أيضاً
تغييرات مرتقبة في تشكيلة مجلس “الكوركاس”
تشير مصادر مطلعة إلى وجود احتمال إجراء تغييرات هامة في تركيبة المجلس الملكي الاستشاري للشؤون الصحراوية (الكوركاس)، تشمل إعادة هيكلة شاملة تهدف إلى إدماج طاقات شبابية في عضويته، بالإضافة إلى تعديل محتمل على مستوى رئاسة المجلس ونواب الرئيس خلال الأشهر المقبلة. وفي سابقة تُعدّ خطوة نوعية، من المتوقع أن تشهد التشكيلة الجديدة تمثيلاً نسائياً بارزاً، بحيث يتجاوز عدد النساء ثلث أعضاء المجلس، في إطار تعزيز حضور المرأة الصحراوية في المؤسسات الاستشارية والتمثيلية، بما يتماشى مع التوجهات الوطنية الرامية إلى تحقيق المناصفة وتكافؤ الفرص. وتأتي هذه التحركات في سياق دينامية وطنية متجددة تهدف إلى إضفاء نفس جديد على المؤسسات ذات الطابع التمثيلي والاستشاري، لا سيما في القضايا ذات الحساسية الاستراتيجية وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية. كما تسعى الهيكلة الجديدة إلى تبني مقاربة أكثر شمولية وتمثيلية تأخذ بعين الاعتبار التحولات التي تعرفها الأقاليم الجنوبية، مع فتح المجال أمام نخب شبابية فعالة لها حضور ميداني وتأطيري في المجتمع المدني والسياسي.وينص الظهير على أن المجلس يتكون من رئيس وأعضاء يعينهم جلالة الملك من بين الفاعلين في المجالات السياسية. والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والقبائل الصحراوية، بالإضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني. كما تنص المادة الرابعة من نفس الظهير على أن: "يعين الملك رئيس المجلس، وله أن يعين نائبا أو أكثر للرئيس من بين أعضاء المجلس."
سياسة

إسبانيا تعزز وجودها العسكري في مواقع استراتيجية على الساحل المغربي
تقوم سفينة مساعدة تابعة للبحرية الإسبانية وطائرة هليكوبتر من طراز شينوك بتقديم الدعم اللوجستي للجزيرة المغربية المحتلة باديس، حسب جريدة لاراثون الإسبانية. وتأتي هذه الخطوة في إطار حماية "المواقع الاستراتيجية الإسبانية" في البحر الأبيض المتوسط، حسب ما نشرت هيئة الأركان العامة للجيش الإسباني. وفي السنوات الأخيرة، لوحظ أيضا تحول في استراتيجية البحرية الملكية المغربية من خلال تعزيز وجودها العسكري النشط على طول الساحل المغربي. وتهدف هذه الخطة العملياتية من الجانبين إلى تعزيز مراقبة حركة الملاحة البحرية في منطقة تشهد أعلى معدلات انتشار للأنشطة غير المشروعة المتعلقة بتجارة المخدرات والتهريب والاتجار غير المشروع بالبشر.
سياسة

حزب البام: عملية تقديم الحساب سابقة لأوانها
اعتبر حزب الأصالة والمعاصرة أن عملية تقديم الحكومة للحساب الآن سابقة لأوانها، وذهب إلى أن اللحظة اليوم فارقة وتتطلب المزيد من التركيز على العمل ومواصلة الاجتهاد في الوفاء بمضمون البرنامج الحكومي وتنزيل كافة مضامينه، وتعزيز الانسجام الحكومي بشكل أفقي خدمة للقضايا الوطنية قبل الحزبية، في إشارة إلى التسابق المحموم بين مكونات أحزاب الحكومة لتصدر المشهد في الانتخابات القادمة.وقال إن مرحلة قرب نهاية الولاية الحكومية الحالية تتطلب التركيز على الإخراج النهائي لعدد من المشاريع والأوراش الإصلاحية.وفي هذا الصدد، أشاد المكتب السياسي للحزب، في بلاغ صادر عن اجتماعه الأسبوعي الذي عقده يوم الثلاثاء، بالمسار الذي اتخذه إصلاح الوكالات الجهوية للتعمير والإسكان بفضل ما أسماه بـ"عزيمة الوزيرة المقتدرة"، فاطمة الزهراء المنصوري، "التي منحت لهذه الوكالات الشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي، ومكنتها من الاختصاصات الواسعة في مجال التخطيط الترابي المحلي ومواكبة الاستثمار المحلي، في قرار سياسي جريء وإصلاح حكومي عميق".وفي الشأن الاجتماعي ثمن التدابير التي اتخذتها الحكومة لتعزيز قطاع تربية المواشي بشكل مستدام، واعتبر، في المقابل، أن هذا الورش الاجتماعي ذا البعد الروحي الكبير لدى الشعب المغربي لاسيما حين يرتبط بشعيرة عيد الأضحى، يجب أن يؤخذ بشكل استراتيجي عميق، وتبذل فيه مختلف الجهود والتدابير المسؤولة، وتتخذ فيه كل القرارات الحازمة، ليلمس المواطن نتائجه الملموسة السنة القادمة، وكي لا يتكرر تعثر السنة الحالية.
سياسة

حزب البام: عملية تقديم الحساب سابقة لأوانها
اعتبر حزب الأصالة والمعاصرة أن عملية تقديم الحكومة للحساب الآن سابقة لأوانها، وذهب إلى أن اللحظة اليوم فارقة وتتطلب المزيد من التركيز على العمل ومواصلة الاجتهاد في الوفاء بمضمون البرنامج الحكومي وتنزيل كافة مضامينه، وتعزيز الانسجام الحكومي بشكل أفقي خدمة للقضايا الوطنية قبل الحزبية، في إشارة إلى التسابق المحموم بين مكونات أحزاب الحكومة لتصدر المشهد في الانتخابات القادمة. وقال إن مرحلة قرب نهاية الولاية الحكومية الحالية تتطلب التركيز على الإخراج النهائي لعدد من المشاريع والأوراش الإصلاحية. وفي هذا الصدد، أشاد المكتب السياسي للحزب، في بلاغ صادر عن اجتماعه الأسبوعي الذي عقده يوم الثلاثاء، بالمسار الذي اتخذه إصلاح الوكالات الجهوية للتعمير والإسكان بفضل ما أسماه بـ"عزيمة الوزيرة المقتدرة"، فاطمة الزهراء المنصوري، "التي منحت لهذه الوكالات الشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي، ومكنتها من الاختصاصات الواسعة في مجال التخطيط الترابي المحلي ومواكبة الاستثمار المحلي، في قرار سياسي جريء وإصلاح حكومي عميق".وفي الشأن الاجتماعي ثمن التدابير التي اتخذتها الحكومة لتعزيز قطاع تربية المواشي بشكل مستدام، واعتبر، في المقابل، أن هذا الورش الاجتماعي ذا البعد الروحي الكبير لدى الشعب المغربي لاسيما حين يرتبط بشعيرة عيد الأضحى، يجب أن يؤخذ بشكل استراتيجي عميق، وتبذل فيه مختلف الجهود والتدابير المسؤولة، وتتخذ فيه كل القرارات الحازمة، ليلمس المواطن نتائجه الملموسة السنة القادمة، وكي لا يتكرر تعثر السنة الحالية
سياسة

التعليقات مغلقة لهذا المنشور

الطقس

°
°

أوقات الصلاة

السبت 05 يوليو 2025
الصبح
الظهر
العصر
المغرب
العشاء

صيدليات الحراسة