الفنون الشعبية بمراكش صامدة و وسط الإعصار .. تحضرني الجملة الأخيرة في العنوان لصاحبها الفقيد والمشمول برحمة الله عبد الله إبراهيم عندما تناقلت مجموعة من المنابر الإعلامية خبر تأسيس مدينة للفنون بمدينة الفنون الشعبية مراكش.
بادرة نعترف بأن مدينة مراكش خاصة والمغرب عموما في حاجة ماسة إليها لكن ما يحز في النفس مجيء سياقها في إطار المؤامرة التي حيكت لهذا المجال الثقافي الشعبي منذ عقود.
وقد كان في مقدمة هذه المؤامرات الدنيئة رغبة سماسرة الثقافة في هذا البلد نقل المهرجان الوطني للفنون الشعبية من مدينة مراكش التي أسس فيها بإرادة ملكية وبالضبط من أب الأمة المغربية جلالة المغفور له محمد الخامس إلى مدن أخرى.
وعندما فشلت هذه المؤامرة تبعتها مؤامرات الدعم والتبني والتنظيم والإخراج الخاضع للمحسوبية والحسابات الضيقة بين مجموعة من الجهات والأيادي التي لاعلاقة لها بالثقافة الشعبية من قريب أو من بعيد.
وفي خضم هذا الأسبوع يصلنا خبر الرغبة في ترسيم مؤسسة تريد أن تتبنى الفنون الشعبية بهذا البلد في شكل مدينة حسب اصطلاحهم.
ومنطق المؤامرة في هذه المسألة يتأكد بتغييب المهتمين والباحثين والأكاديميين من هذا الإطار وخصوصا من وضعوا لبنة الثقافة الشعبية وضمنها الفنون وواكبوا البحث والتأسيس لخلاياها العديدة والمتعددة والاقتصار على المهتمين بجانب المردود المادي فقط .
والأدهى والأمرّ في الأمر هو إسقاط وزير الثقافة الذي أدلى بتصريحات الدعم والمؤازرة لإطار مبني على الغموض في غياب المهتمين وفي غياب المفروض دعوتهم للمساهمة بآرائهم في مجال اشتغالهم وتخصصهم .
من هنا نوجه تنبيهنا المسؤول لوالي صاحب الجلالة على جهة مراكش تانسيفت الحوز ولوزير الثقافة للخطأ التاريخي الذي سيرتكب في حق هذا المجال وفي حق مدينة نريدها بشكل حقيقي مدينة للفن والثقافة الشعبية.